mrweb
10-08-2010, 09:59 AM
بقلم د. عمرو الشوبكى ٨/ ٨/ ٢٠١٠
تحرك جمال مبارك إعلامياً وقابل طلاباً من الجامعات المصرية، وسمع منهم كلاما غير معتاد سماعه عن التوريث والفساد، وعن أنه سيقف أمام الله ليحاسب على ما فعله فى الدنيا.
كلام مدهش جعلنى أتصور أن هذا الحوار مع شباب الحملة الشعبية لدعم البرادعى وليس مع طلاب مختارين من الجامعات المصرية، وأن المحاور هو حمدى قنديل وليس عبداللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار فى التليفزيون الرسمى، ويبدو أن من يخططون لجمال مبارك قد قرروا أن يسمحوا لهؤلاء الشباب بالكلام بصراحة وتركوهم يعبرون عما فى صدورهم بعفوية وصدق شديدين، رغم أنهم كانوا حتى العام الماضى يضعون حظرا على كل من يشتبه فى أن يقول كلاما جادا أو معارضا، حتى لو كان شباباً مثل شادى الغزالى حرب، الذى استبعد من لقاء أجراه جمال مبارك مع طلاب مبعوثين للخارج لمجرد أنه ينتمى إلى حزب ليبرالى شرعى.
إذن ما الذى جرى وما هو الجديد الذى دفع قادة الفكر الجديد يتصرفون بشكل مختلف عما فعلوه فى كل لقاءات جمال السابقة التى استمعنا فيها لأسئلة سمجة وساذجة، وإجابات باهتة؟ إن الجديد فى مرحلة مشروع التوريث، الذى اختلفنا فيه مع رؤية بعض الأصدقاء، الذين اعتبروه قد مات أو أنه ولد ميتا، واعتبرناه لم يمت فى أى مرحلة (حتى لو أصابه بالتأكيد بعض أو كثير من التراجع)، عاد فى الأسابيع الأخيرة لينتقل من وراء الكواليس إلى صدر المشهد السياسى، وأنه انتقل من مرحلة التربيط إلى التنفيذ، وأصبح هناك حرص على عدم وضع أى قيود على نقد الشباب، فى محاولة لسحب البساط من تحت أقدام قوى المعارضة الجديدة، وإظهار بديل التوريث فى مظهر ديمقراطى جديد.
فرداً على سؤال مباشر من أحد الطلاب عن التوريث كرر جمال مبارك الكلام السابق نفسه، أن لديه مهمة وأن هذه المهمة يقوم بها كأمين للجنة السياسات دون أن يناقش تعبير التوريث ولا حتى يعترف بنيته للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ورداً على سؤال آخر عن تزوير انتخابات مجلس الشورى وعن الفساد الذى أصبح قاعدة، رد جمال مبارك بأن هذه حالات فردية لا يقاس عليها وأن القانون يحقق فى كل حالة ويأخذ مجراه.
لم يضف جمال مبارك شيئاً واحداً فى مضمون إجاباته عما يكرره منذ ٢٠٠٥، إنما حسَّن فى الشكل حين استمع وتقبل النقد، وظل يتحدث عن شعب ومجتمع آخر ونسى أن يعترف بأن التزوير الذى يجرى ليس حالات فردية إنما هو سلوك عام مسؤول عنه حزبه الحاكم، وأن ما حصل عليه نجل الرئيس لم يحصل عليه مواطن مصرى آخر، بل من أجله قُضى على كل رموز جيله فى الفكر والعلم والسياسة، حتى يصبح هو البديل الوحيد، وأن عودة مصر لحالتها الطبيعية لن تكون إلا بإجهاض مشروع التوريث لصالح بديل آخر ولو من داخل النظام يعرف أبجديات السياسة وحجم المشاكل وثمن السنوات التى ضاعت.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=265284&IssueID=1856
تحرك جمال مبارك إعلامياً وقابل طلاباً من الجامعات المصرية، وسمع منهم كلاما غير معتاد سماعه عن التوريث والفساد، وعن أنه سيقف أمام الله ليحاسب على ما فعله فى الدنيا.
كلام مدهش جعلنى أتصور أن هذا الحوار مع شباب الحملة الشعبية لدعم البرادعى وليس مع طلاب مختارين من الجامعات المصرية، وأن المحاور هو حمدى قنديل وليس عبداللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار فى التليفزيون الرسمى، ويبدو أن من يخططون لجمال مبارك قد قرروا أن يسمحوا لهؤلاء الشباب بالكلام بصراحة وتركوهم يعبرون عما فى صدورهم بعفوية وصدق شديدين، رغم أنهم كانوا حتى العام الماضى يضعون حظرا على كل من يشتبه فى أن يقول كلاما جادا أو معارضا، حتى لو كان شباباً مثل شادى الغزالى حرب، الذى استبعد من لقاء أجراه جمال مبارك مع طلاب مبعوثين للخارج لمجرد أنه ينتمى إلى حزب ليبرالى شرعى.
إذن ما الذى جرى وما هو الجديد الذى دفع قادة الفكر الجديد يتصرفون بشكل مختلف عما فعلوه فى كل لقاءات جمال السابقة التى استمعنا فيها لأسئلة سمجة وساذجة، وإجابات باهتة؟ إن الجديد فى مرحلة مشروع التوريث، الذى اختلفنا فيه مع رؤية بعض الأصدقاء، الذين اعتبروه قد مات أو أنه ولد ميتا، واعتبرناه لم يمت فى أى مرحلة (حتى لو أصابه بالتأكيد بعض أو كثير من التراجع)، عاد فى الأسابيع الأخيرة لينتقل من وراء الكواليس إلى صدر المشهد السياسى، وأنه انتقل من مرحلة التربيط إلى التنفيذ، وأصبح هناك حرص على عدم وضع أى قيود على نقد الشباب، فى محاولة لسحب البساط من تحت أقدام قوى المعارضة الجديدة، وإظهار بديل التوريث فى مظهر ديمقراطى جديد.
فرداً على سؤال مباشر من أحد الطلاب عن التوريث كرر جمال مبارك الكلام السابق نفسه، أن لديه مهمة وأن هذه المهمة يقوم بها كأمين للجنة السياسات دون أن يناقش تعبير التوريث ولا حتى يعترف بنيته للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ورداً على سؤال آخر عن تزوير انتخابات مجلس الشورى وعن الفساد الذى أصبح قاعدة، رد جمال مبارك بأن هذه حالات فردية لا يقاس عليها وأن القانون يحقق فى كل حالة ويأخذ مجراه.
لم يضف جمال مبارك شيئاً واحداً فى مضمون إجاباته عما يكرره منذ ٢٠٠٥، إنما حسَّن فى الشكل حين استمع وتقبل النقد، وظل يتحدث عن شعب ومجتمع آخر ونسى أن يعترف بأن التزوير الذى يجرى ليس حالات فردية إنما هو سلوك عام مسؤول عنه حزبه الحاكم، وأن ما حصل عليه نجل الرئيس لم يحصل عليه مواطن مصرى آخر، بل من أجله قُضى على كل رموز جيله فى الفكر والعلم والسياسة، حتى يصبح هو البديل الوحيد، وأن عودة مصر لحالتها الطبيعية لن تكون إلا بإجهاض مشروع التوريث لصالح بديل آخر ولو من داخل النظام يعرف أبجديات السياسة وحجم المشاكل وثمن السنوات التى ضاعت.
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=265284&IssueID=1856