النسر الخارق للطبيعة
11-08-2010, 12:06 PM
أحبتي في الله ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُشهد الله أني أحبكم في الله إخوتي المؤمنون الموحدون. (أسال الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)
أحبتي في الله ،،،
مبارك عليكم الشهر كل عام وأنتم بخير. (أسال الله جل جلاله أن يجعل هذا الشهر أبرك شهر مرَّ في حياتك، اللهم اجعله عونًا لنا على طاعتك، اللهم اجعله تثبيتًا لنا على الإيمان ورفعة لنا في الدرجات، اللهم اعتق رقابنا من النار - ولا تنسوا أن تسألوني عن العتق من النار وركز الآن بقلبك في الدعاء- اللهم إنه لك في كل ليلة.. اللهم إنه لك في كل ليلة وعد حقٍ أخبرنا عنه النبي محمد، اللهم إنا نسألك بأنا نشهد بصدق نبيك وبحق وعده أن لك في كل ليلة عتقاء من النار، فاللهم فاجعلنا في هذه الليلة من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقاء هذه الليلة ومن المرحومين)
أحبتي في الله ،،،
وأنا أحبكم في الله:
كيف أعرف أن الله يُحبني؟.. وكيف أعرف أن الله يكرهني؟
- قد يقول أحدكم: ليس الأمر بهذه الصعوبة فأنا أعرف أن الله يحبني..!
- وأقول لك: كيف عرفت أن الله يحبك؟
- تقول: هكذا، أنا أعرف فقط.
- نقول لك: إذن ساعدنا لوجه الله وأخبرنا كيف عرفت؟
- تقول: أنا لا أطلب من الله شيء إلا وأعطاه لي، فهذا يعني أنه يُحبني.
- وأنا أقول لك: كلا، هذا لا يعني أن الله يُحبك..
- فتتساءل متعجبًا: كيف لا يكون يحبني ..؟!!، إن كان الله لا يحبني .. هل كان سيُعطني؟!!
- وأقول لك: نعم.. لأن الله يعطي لمن لا يحبه.
- تقول: كيف؟
- أجيبك: هذه حقيقة، وقبل أن أفصِّلها لك دعني أقول لك شيئًا.. هل تعرف إبليس.. الشيطان الرجيم؟
- فتقول: نعم.
- أقول لك: هل الله يُحب إبليس أم يكرهه؟
- فتجيب واثقًا: يكرهه طبعًا.
- فأقول لك: ورغم ذلك.. إبليس طلب طلبًا والله أعطى له {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15)} الأعراف، فهل هذا يعني أن الله يحبه؟
- تقول: لا ..
- فأقول لك: إذن ليس شرط أنه أعطاك.. أنه يُحبك، أو كلما طلبت منه يُعطيك.. فهذا ليس شرطًا للمحبة أبدًا.
- فتقول: فما هو الشرط إذاً؟
- سأوضح لك.. يقول ابن القيم في مقدمة كتاب (مدارج السالكين في شرح إياك نعبد وإياك نستعين) في باب الاستعانة: "وإياك أن تظن أن استجابة الله لدعائك لكرامتك على الله، بل قد يستجيب الله دعاء العبد لهوانه عليه وسقوطه من عينه، فيعطيه ليطرده عن بابه"، فإذن موضوع الحب يرتكز على.. هل هو أعطاك لكي يقربك أم يطردك؟
- فتقول: ماذا يعني أن يعطيني ليطردني؟
- أقول لك: فإذا كان هناك شخص له دعوة واحدة. يدعو بها ليل نهار.. يقول: "يا رب أعطني مليون جنيه.. مليون جنيه يا رب ولن أسألك غيره"، وكان الله غضبان على هذا الشخص، فيعطيه الله ما يريده حتى لا يسمع صوته بعدها، ولا يراه في بيت من بيوت الله.
فإذا أعطاه الله المليون جنيه وقام هذا الشخص بعمل شركة، وانشغل بأمواله وأعماله، فلم يعد يصلي ولا يذكر الله. وإذا سألته عن حاله يجيبك بلسان المستغني عن الله: "أنا لا أريد من الله شيئًا"... فهل هذا غضب أم رضا؟!!
وأضرب لك مثلاً آخر: رجل يريد أن يتزوج امرأة.. فيظل يدعو "يا رب زوجني هذه.. يا رب زوجني هذه"، فيُزوجها الله له فينشغل بها ويعشقها ويحبها وينسى ربنا. أو آخر يدعو ويقول ليرزقه الله عمل ما فيدعو "يا رب أجعلني أعمل في هذا العمل".. فيستجيب له الله، ثم ينسى الله وينشغل بعمله. وآخر يطلب الشفاء من الله بشدة وعندما يشفيه الله ويرفع عنه البلاء.. فيفجر بعد ذلك ويطغى، وبالتالي ليس معنى أنه أعطاك أو استجاب دعائك أنه يحبك.
- فتقول: هل معنى هذا "إذا أعطاني الله فهو يكرهني"؟
- لا.. لم أقل هذا، بل قلت: لو أعطاك ما يُبعدك عنه ويشغلك عنه، فهذا يعني أنه يكرهك ولا يريدك، وإن أعطاك ما يقربك منه ويجعلك بين يديه ويزيدك إيمان فهذا يعني أنه يحبك.
فافهم.. فهذا هو مقياس العطاء والمنع: هل أعطاك (أو منعك) ليقربك أم ليبعدك؟؟
فلو أن شخص مرض، قد يكون هذا المرض.. عطاء وليس منع.
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري:
يا سفيان عُدَّ منع الله عطاءً، فإنه لم يمنعك بخلاً ولكن منعك لطفًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُشهد الله أني أحبكم في الله إخوتي المؤمنون الموحدون. (أسال الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)
أحبتي في الله ،،،
مبارك عليكم الشهر كل عام وأنتم بخير. (أسال الله جل جلاله أن يجعل هذا الشهر أبرك شهر مرَّ في حياتك، اللهم اجعله عونًا لنا على طاعتك، اللهم اجعله تثبيتًا لنا على الإيمان ورفعة لنا في الدرجات، اللهم اعتق رقابنا من النار - ولا تنسوا أن تسألوني عن العتق من النار وركز الآن بقلبك في الدعاء- اللهم إنه لك في كل ليلة.. اللهم إنه لك في كل ليلة وعد حقٍ أخبرنا عنه النبي محمد، اللهم إنا نسألك بأنا نشهد بصدق نبيك وبحق وعده أن لك في كل ليلة عتقاء من النار، فاللهم فاجعلنا في هذه الليلة من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقاء هذه الليلة ومن المرحومين)
أحبتي في الله ،،،
وأنا أحبكم في الله:
كيف أعرف أن الله يُحبني؟.. وكيف أعرف أن الله يكرهني؟
- قد يقول أحدكم: ليس الأمر بهذه الصعوبة فأنا أعرف أن الله يحبني..!
- وأقول لك: كيف عرفت أن الله يحبك؟
- تقول: هكذا، أنا أعرف فقط.
- نقول لك: إذن ساعدنا لوجه الله وأخبرنا كيف عرفت؟
- تقول: أنا لا أطلب من الله شيء إلا وأعطاه لي، فهذا يعني أنه يُحبني.
- وأنا أقول لك: كلا، هذا لا يعني أن الله يُحبك..
- فتتساءل متعجبًا: كيف لا يكون يحبني ..؟!!، إن كان الله لا يحبني .. هل كان سيُعطني؟!!
- وأقول لك: نعم.. لأن الله يعطي لمن لا يحبه.
- تقول: كيف؟
- أجيبك: هذه حقيقة، وقبل أن أفصِّلها لك دعني أقول لك شيئًا.. هل تعرف إبليس.. الشيطان الرجيم؟
- فتقول: نعم.
- أقول لك: هل الله يُحب إبليس أم يكرهه؟
- فتجيب واثقًا: يكرهه طبعًا.
- فأقول لك: ورغم ذلك.. إبليس طلب طلبًا والله أعطى له {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15)} الأعراف، فهل هذا يعني أن الله يحبه؟
- تقول: لا ..
- فأقول لك: إذن ليس شرط أنه أعطاك.. أنه يُحبك، أو كلما طلبت منه يُعطيك.. فهذا ليس شرطًا للمحبة أبدًا.
- فتقول: فما هو الشرط إذاً؟
- سأوضح لك.. يقول ابن القيم في مقدمة كتاب (مدارج السالكين في شرح إياك نعبد وإياك نستعين) في باب الاستعانة: "وإياك أن تظن أن استجابة الله لدعائك لكرامتك على الله، بل قد يستجيب الله دعاء العبد لهوانه عليه وسقوطه من عينه، فيعطيه ليطرده عن بابه"، فإذن موضوع الحب يرتكز على.. هل هو أعطاك لكي يقربك أم يطردك؟
- فتقول: ماذا يعني أن يعطيني ليطردني؟
- أقول لك: فإذا كان هناك شخص له دعوة واحدة. يدعو بها ليل نهار.. يقول: "يا رب أعطني مليون جنيه.. مليون جنيه يا رب ولن أسألك غيره"، وكان الله غضبان على هذا الشخص، فيعطيه الله ما يريده حتى لا يسمع صوته بعدها، ولا يراه في بيت من بيوت الله.
فإذا أعطاه الله المليون جنيه وقام هذا الشخص بعمل شركة، وانشغل بأمواله وأعماله، فلم يعد يصلي ولا يذكر الله. وإذا سألته عن حاله يجيبك بلسان المستغني عن الله: "أنا لا أريد من الله شيئًا"... فهل هذا غضب أم رضا؟!!
وأضرب لك مثلاً آخر: رجل يريد أن يتزوج امرأة.. فيظل يدعو "يا رب زوجني هذه.. يا رب زوجني هذه"، فيُزوجها الله له فينشغل بها ويعشقها ويحبها وينسى ربنا. أو آخر يدعو ويقول ليرزقه الله عمل ما فيدعو "يا رب أجعلني أعمل في هذا العمل".. فيستجيب له الله، ثم ينسى الله وينشغل بعمله. وآخر يطلب الشفاء من الله بشدة وعندما يشفيه الله ويرفع عنه البلاء.. فيفجر بعد ذلك ويطغى، وبالتالي ليس معنى أنه أعطاك أو استجاب دعائك أنه يحبك.
- فتقول: هل معنى هذا "إذا أعطاني الله فهو يكرهني"؟
- لا.. لم أقل هذا، بل قلت: لو أعطاك ما يُبعدك عنه ويشغلك عنه، فهذا يعني أنه يكرهك ولا يريدك، وإن أعطاك ما يقربك منه ويجعلك بين يديه ويزيدك إيمان فهذا يعني أنه يحبك.
فافهم.. فهذا هو مقياس العطاء والمنع: هل أعطاك (أو منعك) ليقربك أم ليبعدك؟؟
فلو أن شخص مرض، قد يكون هذا المرض.. عطاء وليس منع.
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري:
يا سفيان عُدَّ منع الله عطاءً، فإنه لم يمنعك بخلاً ولكن منعك لطفًا.