مشاهدة النسخة كاملة : الدراجات - وسيلة نقل رفيقة بالبيئة


مسترسمير إبراهيم
27-08-2010, 01:48 AM
االدراجات - وسيلة نقل رفيقة بالبيئة


وسيلة نقل ملائمة كيفما كانت حالة الطقس
قيادة الدراجات ليست مفيدة لصحة الإنسان والبيئة فحسب، وإنما لها مزايا اقتصادية أيضا. لكن لماذا لا يقدم الكثيرون على استخدام الدراجة بدلا من السيارات؟ ليتحقق ذلك، هناك مدن بأكملها بحاجة إلى إعادة النظر في بنيتها التحتية.


عندما أرى إنسانا بالغا يمتطي دراجة، يزول خوفي على مستقبل الإنسانية. كانت هذه كلمات الكاتب الإنجليزي هربرت جورج ويلز. لكن ما الدافع الذي يحرك الإنسان البالغ ويجعله يختار الجلوس على مقود الدراجة واستخدامها كوسيلة للنقل، وهي متواضعة وتحتاج إلى جهد عضلي لقيادتها؟ هل يرجع السبب إلى الرغبة في الوصول إلى مكان العمل أو إلى المدرسة أو الذهاب للتسوق، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الصحة والرشاقة؟ أم هي الرغبة في التمتع بالاستقلالية والتنقل بالدراجة من مكان إلى آخر، دون الاعتماد على السيارة التي تتأثر قيادتها بعوامل متعددة منها ارتفاع أسعار الوقود والاختناقات المرورية أو الازدحام في حال استخدام وسائل النقل العامة؟ أم أن الدراجة تمنح الإنسان ذلك الشعور بالحرية عندما يقودها؟ ربما يكمن السر في تلك العوامل مجتمعة، والميزة الجميلة للدراجة تتمثل في أن الإنسان يمكن أن يقطع ما يريد من مسافات، دون أن يضر بالبيئة الطبيعية وبمن حوله.

الدفع بالتغيير إلى الأمام

الفوائد الصحية والاقتصادية والبيئية لركوب الدراجة معروفة وموثوق بها. ومع ذلك، في الولايات المتحدة يحتقر معظم الناس استخدامها كوسيلة للنقل، وتبلغ نسبة من يستخدم الدراجة في ذلك البلد للوصول إلى مكان العمل نصف في المائة ن فقط من مجموع الأشخاص العاملين. فما سبب ذلك؟


البنية التحتية لكثير من المدن لا تعطي ضوءا أخضرا لسائقي الدراجات
إن الإجابة الأكثر أهمية على هذا السؤال تقول بأن على القائمين على تخطيط المدن، العمل على جعل الدراجة بديلا آمنا وعمليا لقيادة السيارة. فالكثيرون ممن كانوا سيختارون قيادة الدراجة في المدن الكبيرة، يحجمون عن ذلك لاعتبارهم ذلك يشكل خطرا على الحياة، وبجانب المجهود الجسدي الشاق، ترى هذه الفئة أيضا أن قيادة الدراجة في المدن الكبيرة تهدر الكثير من الوقت. لذا يجب أن يكون هدف السياسيين المسؤولين عن تطوير التخطيط في المدن، هو جعل الطرق آمنة لسائقي الدراجات ليستخدموها في التنقل من وإلى المدارس أو أماكن العمل. إن الخطة الذكية والتي تراعي سلامة البيئة هي تلك الخطة التي تعمل على التنسيق بين الاستثمارات العامة لتأسيس بنية تحتية ملائمة لقيادة الدراجات، بنفس القدر الذي تضمن به البنية التحتية لحركة السيارات والقطارات.

أمثلة جيدة

كما تلعب الشركات أيضا دورا مهما، إذ عليها أن توفير الأمكنة الآمنة والمناسبة لإيقاف الدراجات وتخصيص أماكن للاستحمام كذلك فهذا قد يكون أمرا ضروريا بعد قيادة الدراجة لمسافة طوية. وهذا ليس مفيدا لسلامة البيئة فحسب، وإنما يعود أيضا بالفائدة على صحة العاملين من الناحيتين الجسدية والنفسية، وبالتالي يرفع من قدرتهم على الإنتاج والإبداع في عملهم.

موقف للدراجات بمدينة خنت البلجيكية
وهناك عدد من المبادرات الخلاقة في هذا الصدد، فقد نالت العاصمة النرويجية أوسلو التقدير بعد تطبيقها نظام "Bike System" الذي يشجع على الاعتماد على الدراجات كوسيلة أساسية للتنقل داخل المدينة. وقام عدد من المدن في أنحاء العالم المختلفة بنقل هذا النظام وتنفيذه في شوارعها. ومثال آخر هي العاصمة الاسترالية كانبيرا، التي شهدت المبادرة المعروفة بـ Bike'n'Ride، وهي تشجع سائقي السيارات على استخدام الدراجات بالربط مع الباصات العامة. وحين الوصول إلى محطة الباص، يمكن لسائقي الدراجات ركوبه بعد وضع دراجاتهم في أمكنة معدة لذلك في مقدمة الباص. وفي العاصمة الألمانية برلين هناك نظام مشابه لذلك، حيث يسمح للمتنقلين بالدراجات ركوب القطار واصطحاب دراجاتهم معهم، طالما كانت المساحة داخل القطار تسمح بذلك، ويدفع صاحب الدراجة مبلغا محددا مقابل نقلها معه داخل القطار.

حوافز اقتصادية

وبالرغم من هذه التطور الملحوظ لتشجيع استخدام الدراجات، فإن العامل الأقوى للتحول جعل المدن أكثر ملائمة لاستخدام الدراجات هو ارتفاع أسعار الوقود بشكل مستمر. وقد ظهر جليا في عام 2008 تأثير ارتفاع أسعار الوقود الذي انعكس إيجابا من الناحية الاقتصادية على استخدام الدراجات كوسيلة للنقل. وبحسب استطلاع أجرته منظمة"Bikes Belong" الأمريكية، فقد ارتفعت الأرباح المحققة من بيع الدراجات بشكل واضح، وكان السبب الذي ذكره 95 بالمائة من المشترين هو ارتفاع أسعار الوقود. وإذا ما استمرت أسعار الوقود في الارتفاع، وهو الأمر الذي يتوقعه كل الخبراء، فينبغي أن تكون المدن والبلدات مستعدة للتعامل مع الاتجاه الجديد المتمثل في استخدام الدراجات كوسيلة أساسية للنقل بدلا عن السيارات.

تحول ثقافي

إن فهم المواطنين للدراجات كجزء لا يتجزأ من النسيج الحضري وانفتاحهم على الأفكار الجديدة، هو شرط لوجود واستمرار المدن الصديقة للبيئة. ولا يمكن لهذا الوعي أن يتحقق، إلا إذا ربط المزيد من الناس فوائد ركوب الدراجات بشعور من الفخر في مدينة مصممة بشكل ملائم لقيادتها. وفي بعض المناطق يتطلب الأمر حدوث تحول ثقافي، بحيث لا ينظر لقيادة الدراجات الهوائية باعتبارها نشاطا يمارسه محدودي الدخل أو المهووسين باللياقة البدنية. ويجب بالمقابل توفير مساحات وطرق مخصصة للدراجات يتقاسمها الناس من مختلف المراحل العمرية بغض النظر عن الجنس والطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها. ففي طوكيو مثلا اعتاد المشاة على تقاسم الرصيف الضيق أساسا مع سائقي الدراجات الذين يفضلون القيادة على الرصيف لأسباب تتعلق بالأمان. ويقوم المشاة في هذه الحالة بإفساح المجال أمام سائقي الدراجات وهؤلاء بدورهم يشقون طريقهم غالبا بصبر عبر الرصيف المزدحم.

وضع أولى الرموز الخاصة بقيادة الدراجات في شوارع مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في يناير من العام الجاري
وسيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يحدث تغيير في طريقة الفهم لفائدة الدراجة وأسلوب قيادتها كما في طوكيو، إذ إن معظم الطرق في معظم المدن معدة بشكل أساسي لحركة السيارات والشاحنات. إلا أنه بإمكان كل منا المساهمة في حدوث تحول ثقافي في المدينة التي يعيش فيها، وذلك في ما يتعلق بأسلوب التنقل. وكل ما زاد عدد البالغين الذين ينتقلون باستخدام الدراجات يوميا، كلما تضاءل القلق الذي يساورنا ويساور الكاتب الإنجليزي هربرت جورج ويلز بشأن مستقبل الإنسانية.

مارك نوتاراس/ سين وود/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي

تمت صياغة هذا النص بالتعاون مع مجلة OurWorld 2.0 ، وهي مجلة تهتم بقضايا التغير المناخي والتنوع الطبيعي والحفاظ المستدام على البيئة. وتصدر المجلة عن جامعة الأمم المتحدة في العاصمة اليابانية طوكيو.

ahmed-mohamed
27-08-2010, 03:17 AM
شكرا اخي الفاضل علي هذا الموضوع

مسترسمير إبراهيم
27-08-2010, 05:54 AM
شكرا اخي الفاضل علي هذا الموضوع

شكررررررررررا المرور الطيب

Mr. Medhat Salah
27-08-2010, 06:19 AM
بارك الله فيك

مسترسمير إبراهيم
29-08-2010, 03:57 AM
بارك الله فيك

مرحبا بمروركم العطر مستر مدحت صلاح
خالص التقدير