مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز تلقى الفتوى عن الاستاذ الدكتور والعمل بها ؟


رمضان كريم 2
01-09-2010, 11:16 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم محمد بن عبد الله وصحابته الأخيار الراشدين وبعد
طالعت كغيرى بعض الفتاوى فى ركن الاسلام سؤال وجواب للأستاذ الدكتور ووجدت أن الرجل جزاه الله خيرا مقل جدا فى الاستعانة بالأدلة التى تؤيد كلامه أو الاستناد على قاعدة فقهية أو أصولية أو ضابط فقهى فى جل فتاويه تقريبا سواء التى أصاب فيها الحق أو التى شط فيها بعيدا جدا عن الحق ولا يعلم أحد من أهل العلم المعتبرين قال بمثل هذا القول وسوف أتناول فى الأسطر التالية بعض فتاويه ومدى الخطأ الجلى والمخالفة الواضحة الظاهرة لما أجمع وأطبق عليه أهل العلم بدون أدنى دليل يؤيد فتاواه به . ولو مواضيع فتاويه مفتوحة لرددت عليه فيها ولكنها مغلقة فكان لزاما من توضيح الحق لأن الفتاوى رآها المشتركين فى المنتدى وهم ألوف فكان لابد أن ننشر الفتاوى فى نفس المنتدى ليراها الأعضاء فالحق أحب الينا من أى أحد .

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت عايز اعرف ايه حكم العمل فى البنوك . هل هو حلال ام حرااااااااااام . وما الدليل لو كان حلال او حراااااااااام . مع العلم ان الشخص الذى يعمل بالبنك ليس لديه اى وسيله اخرى بالعمل غير العمل بالبنك .
ارجو الرد .

وبارك الله فيكم
ولكم جزيل الشكر فرد الاستاذ الدكتور قائلا .
أعمال البنوك ليست كلها ربوية فأكثرها حلال طيب لا حرمة فيه ، ، وأقل أعمالها هو الحرام ، فلا بأس أن يقبله المسلم - وإن لم يرض عنه - حتى يتغير هذا الوضع المالي إلى وضع يرضي دينه وضميره ، على أن يكون في أثناء ذلك متقنًا عمله مؤديًا واجبًا نحو نفسه وربه ، وأمته منتظرًا المثوبة على حسن نيته ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) .
أوجه النقد :
الوجه الأول : فقد ذكر الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في كتابه "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 89) قولاً للمزني ثم أردفه بقوله:

"ما ألزمه المزني عندي لازم ؛ فلذلك ذكرته وأضفته إلى قائله ؛ لأنه يقال :
إن مِن بركة العلم أن تضيف الشيء إلى قائله "
ما مناسبة هذا الكلام فى هذه الفتاوى ؟
أقول ما أفتى به الاستاذ الدكتور ما هى الا بعض أسطر من فتوى مطوله للدكتور يوسف القرضاوى وقد ترك كل ما قاله الشيخ القرضاوى فى الفتوى وأخذ هذا المقدار ووجه الخطأ
1 - أن الكلام المنقول مترتب على كلام فصله الشيخ القرضاوى سابق لهذا المنقول
2 - أنه لم يعز القول لقائله
الوجه الثانى :
يقول أن أكثر أعمال البنك حلال طيب وما الدليل على ذلك والبنك مؤسسة لا تقوم الا على الربا فى الاقراض والاداء واللعنة تصل الكاتب والشاهد والآكل والمؤكل فكيف يلقى حكم عام هكذا ونقول أن معظم أعماله حلال طيب
2 - حتى ولو كان العمل بعيدا عن الوجوه التى يصيبها اللعنة فلا يجوز للمسلم العمل بها لأن ثمة مساعدة لهؤلاء الذين هم عماد العمل فى البنوك من نقل أوراق لهم أو تسليم أوراق وغير ذلك والله يقول "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان "
3 - حتى الذى يعمل بعيد عن وجوه اللعن كساعى أو عامل نظافة أو أو ... أو ليس هو بذلك يساعد على قيام مؤسسة ربوية بما يقدمه من خدمات لها والله يقول " ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار "
الوجه الثالث :
طلب السائل من المفتى دليل الحل أو الحرمة ولم يقدم أى شئ من ذلك
الوجه الرابع :
كان لابد له أن يستفسر عن أى الأعمال يقصد السائل هل فى الكتابة للقروض كالمحاسبين أو الشهود أو أو ثم يفتى على حسب ما يخبر به السائل أو على الأقل لو تجاوزنا كان وضح أى الأعمال حلال وأيها حرام

طبعا هذه نظرة عامة على الفتوى ثم نترككم مع كلام أهل العلم وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء فى حكم العمل فى البنوك

ما حكم العمل بالبنوك الربوية ،علماً أنه يخدم فئة المتقاعدين؟ .

الجواب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين . أما بعد:
فقد أفتى كبار أهل العلم بتحريم العمل في البنوك الربوية ، ولو كان العمل فيما لا يتصل بالربا كالحراسة ، والنظافة ، والخدمة. ونحن ننقل إليك بعض فتاويهم :
جاء في فتاوى علماء اللجنة الدائمة 15/41 :
( لا يجوز لمسلم أن يعمل في بنك تعامله بالربا ، ولو كان العمل الذي يتولاه ذلك المسلم غير ربوي ؛ لتوفيره لموظفيه الذين يعملون في الربويات ما يحتاجونه ويستعينون به على أعمالهم الربوية ، وقد قال تعالى : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَان ) المائدة / 2).
وسئل علماء اللجنة الدائمة (15/38) : ما حكم العمل في البنوك الحالية ؟
فأجابوا :
( أكثر المعاملات المصرفية الحالية يشتمل على الربا ، وهو حرام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أعان آكل الربا وموكله بكتابة له ، أو شهادة عليه وما أشبه ذلك؛ كان شريكا لآكله وموكله في اللعنة والطرد من رحمة الله ، ففي صحيح مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " وقال : "هم سواء" .
والذين يعملون في البنوك المصرفية أعوان لأرباب البنوك في إدارة أعمالها : كتابة أو تقييدا أو شهادة ، أو نقلا للأوراق أو تسليما للنقود ، أو تسلما لها إلى غير ذلك مما فيه "إعانة للمرابين ، وبهذا يعرف أن عمل الإنسان بالمصارف الحالية حرام ، فعلى المسلم أن يتجنب ذلك ، وأن يبتغي الكسب من الطرق التي أحلها الله ، وهي كثيرة ، وليتق الله ربه ، ولا يعرض نفسه للعنة الله ورسوله .
وجاء في فتاوى علماء اللجنة الدائمة أيضاً (15/48) :
( البنوك التي تتعامل بالربا لا يجوز للمسلم أن يشتغل فيها ، لما فيه من إعانة لها على التعامل بالمعاملات الربوية ، بأي وجه من وجوه التعاون من كتابة وشهادة وحراسة وغير ذلك من وجوه التعاون ، فإن التعاون معها في ذلك تعاون على الإثم والعدوان ، وقد نهى الله عنه بقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة /2 .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجوز العمل في مؤسسة ربوية كسائق أو حارس ؟
فأجاب :( لا يجوز العمل بالمؤسسات الربوية ولو كان الإنسان سائقا أو حارسا ، وذلك لأن دخوله في وظيفة عند مؤسسات ربوية يستلزم الرضى بها ، لأن من ينكر الشيء لا يمكن أن يعمل لمصلحته ، فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضيا به ، والراضي بالشيء المحرم يناله من إثمه. أما من كان يباشر القيد والكتابة والإرسال والإيداع وما أشبه ذلك فهو لا شك أنه مباشر للحرام . وقد ثبت من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء )
انتهى من كتاب " فتاوى إسلامية " (2/401) .
إلى غير ذلك من الفتاوى المشهورة المعلومة التي تحرم العمل في البنوك الربوية ، مهما كان نوع العمل
فهذا كلام أهل العلم فى المسألة والله تعالى أعلى وأعلم
يتبع بإذن الله .....

أبو إسراء A
02-09-2010, 05:24 AM
جزاك الله خيرا

شيخ الإسلام حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من شيخ الإسلام

أهل السنة
02-09-2010, 05:52 AM
وردت هذه الفتوى بخصوص النقاب بالمنتدى وأحب أن أتناول أقوال العلماءفيها

الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن نرد على هذاالسؤال أود أن أوجه الشكر لبعض الأخوة في المنتدى الذين أشاروا بعدم الرد علىالموضوع إلا من خلال متخصصين وهذا أمر طيب لأن كثيراً من الناس الآن تحولوا إلىمفتيين دون علم منهم وإنما شهوة للكلام في أمور الدين وهذا ما تسبب في فوضى عارمةفي مجال الفتوى وتبلبلت أفكار الناس وأصبح الناس يعانون من هذه الفوضى وأنا من هذاالمنتدى أريد أن أقول لكل من يتصدى للفتوى أو الكلام في أمور الدين احذر لأن هذاباب خطر وإنك إذا تعرضت للإفتاء فإنك تتكلم بلسان رب العالمين فإذا حرمت شيئاً أوحللته فإنك تقول إن هذا حكم الله وإذا كنت لست أهلاً للإفتاء فحرمت على الناسحلالاً أو أحللت لهم حرماً فقد افتريت كذباً على رب العزة وانتظر من الله العقاب فيالدنيا وفي الآخرة وإني لأعجب من جرأة كثير من الناس على الفتوى وقد كان الصحابةرضوان الله عليهم يتحرجون من الإفتاء بما يعلمون ويلقون بالمسألة على غيرهم فيقولونلمن يسألهم اذهب إلى فلان ويود كل منهم أن يحمل أمر الفتوى أحد غيره وكان عمر رضيالله عنه يقول إن أجرأ الناس على الفتوى أجرأهم على النار وقد سئل الإمام مالك رضيالله عنه عن أربعين مسألة فأفتى في إحدى عشرة مسألة وقال في الباقي لا أدري وهذا هوالإمام مالك الذي ملأ الدنيا علماً أما في زماننا هذا فإن كل إنسان أصبح يتدخل فيمالا يعنيه خاصة في أمر الدين فيفتي في كل ما يسمع وربما يكون السؤال موجهاً إلى غيرهمن أهل الدين فيسرع هو بالرد ويتعصب لرأيه وهو لا يملك أدوات الفتوى وإنما سمعشيبئاً من هنا أو هناك أو وقعت عيناه على كلامات في هذا الكتاب أو ذاك فظن أن هذاهو كل ما في المسألة فأفتى به وتعصب له عن جهل وجادل العلماء إذا أفتوا بغير ماأفتى هو به ومن هنا يأتي الخلل وما أريد أن أنبه عليه أن الفتوى تحتاج إلى أدوات لايملكها إلا المتخصصون وإن المفتي المتخصص عنده من العلم والخبرة ما يجعل فتواه أقربإلى الصحة والقبول والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفتي فس المسألة الواحدة بأكثر منفتوى حسب حال السائل والزمان والمكان والإمام الشافعي رضوان الله عليه غير مذهبهحينما انتتقل إلى مصر لأن الظروف مختلفة وأخيراً أنصحكم اخوتي ألا تقحموا أنفسكم فيأمر لم يضع الله مسؤليته على كاهلك ويكفيك أن تسأل يوم القيامة عما هو من مسؤلياتكفلا تبحث عن أمور ليست من مسؤلياتك فتطيل وقوفك بين يدي الله يوم القيامة للحسابفمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
معذرة على هذا الاستطراد الطويل أما عن مسألةالنقاب فإنني أرى أن النقاب ليس مأموراً به ولا منهياً عنه فمن لبسته من النساء فلاتنهى عن ذلك ومن لم تلبسه فلا تلام على ذلك ومن زعم أن النقاب فرض على كل مسلمة فقدافترى على دين الله وألزم الناس بما لم يلزمهم به الله سبحانه وتعالى ولقد قرأت أنأحداً ممن أفتى في هذه المسألة قد أقسم أن النقاب فرض على كل مسلمة وأقول له قدحنثت في يمينك وافتريت على دين الله لأننا كما قلنا الحجاب ليس مأموراً به ولامنهياً عنه ولو كان النقاب فرضاً فلماذا أمر الله المسلمين بغض البصر إن غض البصرلا يفهم إلا إذا كان هناك ما يغض البصر عنه فلو أمر الله كل المسلمات بالانتقاب ماكان للأمر بغض البصر معنى وإذا كان النقاب فرضاً فلماذا قال النبي صلى الله عليهوسلم النظرة الأولى لك والثانية عليك ولماذا أمرنا بعدم إدامة النظر هل يعقل أنيكون كل هذا لإبعاد الرجال عن النظر إلى قماش يغطي وجه المرأة هذا لم يقل به أحدوإذا كان النقاب فرضاً فلماذا قال الله سبحانه وتعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ماظهرمنه " قال أكثر علماء الأمة ما ظهر منها يعني الوجه والكفين وإلا فإن الاستثناء هناسيصبح بلا معنى فقد استثنى الله بعض أجزاء الجسم من الأمر بسترها وهذا للوجهوالكفين كما قلنا وإذا كان النقاب فرضاً فلماذا لم يسمح الله للمرأة في الحجبالانتقاب بعض الناس يقولون هذا أمر خاص بالحج ونحن نقول لهم هل يبيح الله في الحجالسفور والتبرج كما تطلقون أنتم على غير المنقبة هل الله سبحانه وتعالى يأمربالفحشاء والمنكر فيلزم المرأة بالتبرج في أطهر البقاع وأقدسها هذا غير معقول إنمارد الله في الحج جميع النساء إلى القدر المفروض وهو تغطية ما عدا الوجه والكفين لأنبعض نساء العرب كن ينتقبن عادة وليس فرضاً فنهاهن الله عن ذلك في الحج مما يدل علىعدم فرضية النقاب وقد جاء في كثير من الأحاديث أوصاف لنساء قدمن على النبي تشير إلىأنهن ما كن منتقبات ففي الحد يث الذي رواه الإمام مسلم أن امرأة حسناء جاءت تسألالنبي وكانت حسناء وكان الفضل بن العباس يركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم فأخذينظر إليها والنبي يحول وجه الفضل عنها مرة بعد مرة وهذا دليل على أن المرأة ماكانت منتقبة وإلا فكيف عرف الراوي أنها كانت حسناء ولماذا كان الفضل ينظر إليهاوالنبي يحول وجهه عنها وفي الحديث شيء عجيب وهو أن النبي لم يوبخ الفضل على استراقهللنظر إلى وجهها ولم يطلب منه توبة ولا استغفاراً وإن كان ما يفعله ليس صحيحاً ولكنانظروا إلى رحمة النبي وتلطفه مع الفضل
بعض من يفتون بفرضية النقاب يستدلون بقوله تعالى " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب " وهذه الآية لا علاقة لها من قريب أوبعيد بمسألة النقاب لأن هذه الآية تأمر المسلمين إذا دخلوا بيوت النبي وأرادوا أنيسألوا نساء النبي عن شيئ فلا يدخلوا عليهن حجراتهن وإنما يسألونهن من خلف ستارفالحجاب هنا معناه الستار هذا والله أعلم



التعليق على الفتوى من أقوال العلماء



كيف لا يؤمر بالنقاب وهذه الأدلة تدل على الأمر به على سبيل الوجوب أو على الأقل على سبيل الإستحباب؟

الأدلة :




وهذه هي الأدلة على ذلك:


الدليل الأول :

قول الله تعالى :{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ} [النور:31].
فالخمار يُطلق على ما تغطي به المرأة وجهها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله -وهو يتحدث عن الخَمْر:"ومنه خمار المرأة؛ لأنه يستر وجهها "[فتح الباري:10/48].
وقال ابن تيمية رحمه الله : "الخُمُر التي تغطي الرأس والوجه والعنق، والجلابيب التي تُسدل من فوق الرؤوس حتى لا يظهر من لا بسها إلا العينان"[مجموع الفتاوى 22/146-147].
وتفسير الصحابيات عملياً لهذه الآية يدل على أنّ المراد منها تغطية الوجه، فقد قالت عائشة رضي الله عنها :" يرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل، لما أنزل الله :{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنّ } شققن مُرُوطهن – "جمع مِرْط ، وهو الإزار ". - من قبل الحَواشي - حاشية الشيء : طرفه وجانبه "[النهاية : 1/392] - فاختمرن بها " [صحيح البخاري] .
قال الحافظ في الفتح (9/480):" "فاختمرن بها" أي: غطَّيْن وجوههنَّ ".
وتغطية الوجه سنة ماضية درج النساء عليها في مختلف العصور، فقد جرى العمل على خروج النساء من بيوتهن منتقبات؛ لئلا يراهن الرجال [راجع فتح الباري : 9/337 ، و إحياء علوم الدين ، للإمام أبي حامد الغزالي ، دار الشعب بالقاهرة ، 4/729] .









وقد اختلف المفسرون رحمهم الله في قوله تعالى { إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } على قولين :


الأول : أن المراد : ما أظهرنه من الوجه والكفين ، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما [سنن البيهقي : 2/225].

الثاني : ما لا يمكن إخفاؤه . فقيل المراد : ظاهر ثيابها، وهو لابن مسعود رضي الله عنه [مستدرك الحاكم : 2/431 ، ومعجم الطبراني الكبير : 9/228 ]، أو ما ظهر بغير قصدها .
قال الكلبي رحمه الله :" ثم استثنى الظاهر منها وهو ما لا بد من النظر إليه عند حركتها أو إصلاح شأنها وشبه ذلك ، فقيل إلا ما ظهر منها يعني الثياب " .
وقال ابن عطية رحمه الله :" ويظهر لي في محكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي ، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة ، ووقع الاستثناء في كل ما غلبها فظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه ، أو إصلاح شأن ونحو ذلك ، فما ظهر على هذا الوجه فهو المعفو عنه "[ المحرر الوجيز : 4/178].
وقال ابن كثير رحمه الله :" أي لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : كالرداء والثياب . يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها ، وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه ، ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه"[تفسير القرآن العظيم 3/284].









ولو سلمنا بصحة القول الأول فإنه لا يدل على أنّ المرأة لا تغطي وجهها، بل يدل على أنه لا يجب عليها ذلك، والذي أعتقده أنّ القولَ الثاني هو أصوب القوليْن ، وأصحُّ المذهبيْن ؛ لما يلي :


1- أدلة القرآن الكريم تعضده ، فغالب إطلاق لفظ الزينة في القرآن الكريم على الخارج عن أصل خِلقة المُزَيَّن بها ، ومن ذلك قوله تعالى :{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } [الأعراف: 31]، فقد انعقد الإجماع على أن المراد بالزينة فيها : الثوب الذي يستر العورة [التفسير الكبير (14/51)].

وكقوله تعالى :{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]، فالزينة هنا الثياب [تفسير الطبري (8/162)].
وكقوله :{ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا }[الكهف: 7]، فما عليها غيرُها.
ومن ذلك :{ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات: 6].
وقوله عن لقمان :{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص: 79]، أي: " الثياب والدواب "[تفسير القرطبي (13/316)].
وقوله :{ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور:31]، والمراد بها زينة الخلاخل وغيرها مما تزين به المرأة رجلها ويصدر صوتاً.
2- لأن هذا القول هو الأحوط والأسلم .
3- لأن هناك من نازع في أن الزينة لا تُطلق على أصل الخِلقة ، واتفقوا على إطلاقها على ما كان خارجاً عنه [التفسير الكبير (23/179)]، فحمل اللفظ على ما اتُفق عليه أولى .
4- لأن بعض العلماء نص على أن تفسير الزينة بجزء من الجسد خلاف الظاهر ، وحمل النصوص على ظاهرها أولى [أضواء البيان (5/515)].
5- لأن الله تعالى قال: {إلا ما ظهر منه} ولم يقل : ما أظهرن ، فهو مشعر بأن الإظهار ليس من كسبهن ولا يد لهنَّ فيه ؛ فإن الفعل (ظهر) " لم يجئ متعدياً، بل جاء لازماً ، ومقتضى هذا أن المرأة مأمورة بإخفاء الزينة مطلقاً غير مخيرة في إبداء شيء منها ، وأنه لا يجوز لها أن تتعمد إبداء شيء منها إلا ما ظهر اضطراراً بدون قصد فلا إثم عليها ، مثل انكشاف شيء من الزينة من أجل الرياح ، أو لحاجة علاج لها ونحوه من أحوال الاضطرار ، فيكون معنى هذا الاستثناء رفع الحرج ، كما في قول الله تعـالى :{ لايكلف الله نفساً إلا وسعه} [البقرة: 286]، وقوله :{ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } [الأنعام 119]" [حراسة الفضيلة للدكتور بكر عبد الله ، ص : 50].









الدليل الثاني:


قول الله تعالى :{ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } [الأحزاب: 59].

قال الطبري رحمه الله في تفسيره (20/324) :"عن ابن عباس، قوله :{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ}: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عيناً واحدةً".








الدليل الثالث:


ما دل من النصوص على وجوب ستر القدمين؛ لأنها إذا أُمرت بتغطية قدميها فمن باب أولى أن تغطي وجهها لكونه عنوان جمالها.

ومن ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من جر ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال :«يرخين شبراً». فقالت : إذاً تنكشف أقدامهن؟ قال :«فيرخينه ذراعاً، لا يزدن عليه» [أبو داود، والترمذي، والنسائي].
وهذا الإرخاء يكون من نصف الساق .
فدل هذا الحديث على وجوب الحجاب وستر القدمين ، وهو من أدلة من يوجب على المرأة أن تغطي وجهها لأنه أولى بالتغطية من الأقدام .
قال الترمذي رحمه الله :" وفي هذا الحديث رخصة للنساء في جر الإزار " [السنن : 4/224].
وفيه " دليل على وجوب ستر قدميها " [سنن البيهقي : 2/233] .









وفي المسند، وسنن أبي داود قال ابن عمر رضي الله عنهما :" رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين في الذيل شبراً ، ثم استزدنه فزادهن شبراً، فكن يرسلن إلينا فنذرع لهن ذراعاً ". وهذا الحديث دليل على مسألتين :


الأولى : أن الخطاب المتوجه إلى أمهات المؤمنين لا يختص بهن دون سائر النساء إلا بدليل، فقد ثبت في مسند الإمام أحمد أنه صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة بنته وأم سلمة رضي الله عنهما أن يجرا الذيل ذراعاً.

الثانية : أن الذراع شبران ، قال الحافظ رحمه الله :" وأفادت هذه الرواية قدر الذراع المأذون فيه، وأنه شبران بشبر اليد المعتدلة" [فتح الباري 10/259].
ولا يشوش على ما سبق أنه ربما أفضى ذلك إلى تعلُّق بعض القاذورات بثيابها ؛ لما جاء عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن أمَّ ولدٍ قالت لها : إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر ؟ : فقالت لها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يُطَهِّرُه ما بعده» [مالك في الموطأ، وأحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة].









الدليل الرابع:


قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تنتقب المحرمة، ولا تلبس القُفَّازين» [صحيح البخاري]، والنقاب: ما يُغطى الوجه به ولا يُظهر إلا العين، وكان اسمه قديماً البرقع والوَصْوَصة [راجع النهاية في غريب الحديث والأثر : 5/102]، وأما القفَّاز فـ "ما تلبسه المرأة في يدها فيغطي أصابعها وكفيها" [فتح الباري 4/53].

فهذا الحديث يدل بمفهومه على أن غيرها تنتقب وتلبس القفازين، يقول ابن تيمية رحمه الله :" "وثبت في الصحيح أن المرأة المحرمة تنهى عن الانتقاب والقفازين، وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن" [مجموع الفتاوى : 15/371-372] .
كما أن قول النبي صلى الله عليه وسلم عن المحرم :«لا يبلس السراويل» دليل على أنه كان يلبسها قبل ذلك.









الدليل الخامس:


أن المرأة تغطي وجهها وهي محرمة بغير النقاب فدل على أن غيرها أولى بهذا الحكم، فعن عائشة رضي الله عنها:" كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوَزَنا كشفناه " [أخرجه أحمد وأبو داود] .

وليس لأحد أن يظن أن هذا خاص بأمهات المؤمنين ؛ لما يلي :
- جاء في عون المعبود (5/201):" يمرون بنا أي : علينا معشر النساء".
- ولقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها :" كنا نغطي وجوهنا من الرجال ، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام " [المستدرك للحاكم] .
- وقول عائشة رضي الله عنها قالت :"المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوباً مسه ورس أو زعفران، ولا تتبرقع، ولا تتلثم، وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت" [سنن البيهقي] .
فاتضح بهذا أن تغطية المحرمة لوجهها ليس مختصاً بأمهات المؤمنين، وأن المرأة تُنهى عن النقاب وليس عن تغطية وجهها، بل لها أن تسدل من ثيابها عليه وتغطيه، وقد نقل الحافظ ابن حجر عن ابن المنذر رحمهما الله الإجماع على ذلك فقال :" قال ابن المنذر : أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط كلَّه، والخفاف، وأنَّ لها أن تغطي رأسها وتستر شعرها إلا وجهها، فتسدل عليه الثوب سدلاً خفيفاً تستتر به عن نظر الرجال ولا تُخَمِّره " [فتح الباري 3/406].









وهذه بعض أقوال العلماء الدالة على مشروعيةهذا الأمر:


قال الجصاص الحنفي رحمه الله في تفسير الآية السابقة :" في هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين، وإظهار الستر والعفاف عند الخروج؛ لئلا يطمع أهل الريب فيهن " [أحكام القرآن 5/245] .

وقال ابن العربي رحمه الله : " قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر «لا تنتقب المرأة»؛ ذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها " [عارضة الأحوذي بشرح جامع الترمذي 4/56] .
فالإمام ابن العربي بهذا يرى أن تغطية المرأة لوجهها فرض، وقد مرَّ بك أن النقاب كان يُسمى البرقع .
أما البرقع المعروف اليوم فليس من النقاب في شيء ؛ وذلك لأنه يبدي أجزاء كبيرة من الوجه ، ولربما كانت المرأة دميمةً لا تُرجِع بصراً، فإذا أبدت عينيها وما فوقهما وأسفل منهما افتُتن بها !
وجاء في مواهب الجليل لشرح مختصر خليل (1/499) :" واعلم أنه إن خُشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه والكفين ".
بل نص علماء المالكية على أن للمرأة ستر وجهها في الإحرام، ويجب الستر إذا ظنت الفتنةَ بها [راجع الشرح الكبير، للشيخ أبي البركات أحمد بن محمد بن أحمد الدردير، تحقيق محمد عليش: 2/55] .
فينبغي أن يعلم أنّه لا خلاف في مشروعية تغطية الوجه، وإنما الخلاف في حكمه، مستحب أم واجب؟
فإذا بان لنا أنّ الله أمر النساء بذلك فكيف يقال لا يؤمر به .
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه

رمضان كريم 2
02-09-2010, 04:42 PM
السؤال
انا مدرس اعمل فى مدرسة بنات اعدادى فهل العمل هذا به شبهة حرام ؟
بالا ضافة انا اشتغل بالدروس العامة وليس الخاصة وقد فصلت بين البنات والبنين فهل العمل مع البنات الاعدادى به شبهة حرام ام انه حلال ؟
ارجو من لدية علم ان يجيبنى


فأجاب الاستاذ الدكتور :
العمل في مدارس البنات مثل العمل في مدارس البنين هذا عمل وهذا عمل ولا فرق بينهما طالما أنك تراعى الله في عملك وتحافظ على قيم الدين ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الرجال والنساء أمور دينهم بلا فرق بل إن هناك بعض الأحاديث تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الرجال والنساء معاً أوجه النقد :
النقد الأول :
مساواته بين العمل فى مدارس البنين ومدارس البنات هكذا بالجزاف وهذا خطأ جلى السائل سأل سؤالا محددا عن حكم العمل بمدارس البنات فى المرحلة الاعدادية ولا يخفى على أحد أنهن بالغات تجرى عليهن ما يجرى على النساء من أحكام غض البصر والمنع من الاختلاط خشية الفتنة فساوى بينهن وبين البنين .

النقد الثانى :
أتى الينا الاستاذ الدكتور بقياس باطل بل هو من أبطل الباطل إذ قاس حال التعليم المختلط فى مدارسنا الآن على ما كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولا يوجد قرينة جامعة بين هذا وذاك
أولا مدارس البنات الآن تخرج البنات متبرجات بملابس ضيقة ظاهرة كل مفاتنها أما النساء على عهد النبى كن يلتزمن الحجاب .
ثانيا النساء على عهد النبى خرجن لتعلم علما عينيا ( أى مفروض عليهن لو تركنه يأثمن )
ثالثا أن المباشر لتعليم النساء كان النبى وهو المعصوم وليس كأفنائنا ممن تجتالهم الشهوات
رابعا أنه لم يكن هناك اختلاط بين الرجال والنساء فى التعليم ولما كان حضور النساء للمسجد ضرورى حثهن على البعد عن الاختلاط فقال خير صفوف النساء آخرها وشر صفوف النساء أولها " والعكس للرجال
خامسا كان الرسول يجلس بعد الصلاة المدة ويأمر الصحابة بذلك حتى تنصرف النساء بل وخصص بابا لهم للإنصراف منه خشية الاختلاط

فكيف بربكم يقاس من كان هذا حالهم على حال مدارسنا الآن

وكعادتنا ننقل فتاوى كبار العلماء فى حكم العمل فى المدارس المختلطة ومدارس البنات

حكم تدريس الرجل للفتيات بلا حائل
أنا شاب ولقد أطلقت لحيتي منذ ما يقرب من سنة وأحاول فعل الطاعات والبعد عن المنهيات قدر ما أستطيع , ولقد واجهت مشكلة صعوبة البحث عن عمل حتى وجدت عملا بالتدريس في مدرسة ثانوية للبنات وأريد أن أعلم هل يجوز لي الاستمرار في هذا العمل وما حكم المال الذي تكسبته منه حتى الآن ؟ .

الحمد لله
أولا :
عمل الرجل في التدريس للبنات في المرحلة الثانوية ، بحيث يلقاهن من غير حائل ، وقد تبرج أكثرهن وكشفن عن محاسنهن – كما هو الحال في بلد السائل - لا يستريب عاقل في الجزم بتحريمه ، لما له من الآثار السيئة والمفاسد الواضحة على الرجل والمرأة ، وقد سبق بيان هذه المفاسد في جواب السؤال رقم ( 50398 (http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&QR=50398) )
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/149) : " لا يجوز للرجل تدريس البنات مباشرة ؛ لما في ذلك من الخطر العظيم والعواقب الوخيمة ".
وجاء فيها أيضا (12/156) :
" أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .
ثانيا : لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي عنها كلها عورة ، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل.
ثالثا: لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء ، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم والمتعلمات.
وإن احتجن للتفاهم معه ؛ فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة ، وهي معروفة ومتيسرة ، أو عبر الهاتف ، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول بتحسين الكلام وتليينه " انتهى.
ثانيا :
ما اكتسبته من مال في مقابل هذا العمل ، لا حرج عليك في الانتفاع به ، لأن هذا الراتب الذي أخذته هو في مقابل إلقاء الدروس ( وهو عمل مباح في الأصل ) ، والتحريم عارض ؛ لأجل الاختلاط ، كما سبق .
لكن يجب عليك المبادرة بترك هذا العمل ، والبحث عن عمل آخر تسلم فيه من الوقوع في الحرام والفتنة .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
موقع الاسلام سؤال وجواب
المشرف فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد
رابط الفتوى http://www.islam-qa.com/ar/ref/79549

لسؤال

ما حكم العمل في المدارس الثانوية المختلطة، لأنني متزوج وأعمل في الأزهر في معهد بنين ولكن في بلد بعيد عن بلدي نسبيا، وهناك مصاريف على الموصلات بالإضافة إلى الندب في ثلاثة بلاد، وقد جاءتني فرصة للعمل في مدرسة ثانوية مختلطة في قريتي وبجوار بيتي، وستوفر كثيرا من المصاريف، ولكن أخاف أن يكون هذا العمل حراما، وأنا الآن حيران أترك الأزهر أو أبقى فيه؟ وفى نفس الوقت أخاف وأنا في الأزهر أن أنقل في أي لحظة إلى معهد فتيات فأكون بذلك قد خسرت فرصة العمل بالمدرسة الثانوية فأجيبوني؟

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أنّ الاختلاط المشاهد اليوم في كثير من المدارس والجامعات أمر منكر يجرّ إلى المجتمع كثيراً من البلايا ويفتح أبواب الفساد والفتن، فينبغي أن يُفصل بين البنين والبنات في مراحل التعليم المختلفة، وأن يقوم الرجال بتدريس البنين والنساء بتدريس البنات، درءا للمفاسد وحفاظاً على طهارة المجتمع وعفته.

أمّا عن سؤالك، فإذا كان عملك في المدرسة المختلطة تأمن معه الفتنة وتلتزم بالضوابط الشرعية من غض البصر، واجتناب الخلوة بالأجنبيات و...، فهذا العمل جائز ليس بحرام، أمّا إذا كنت تخشى على نفسك الفتنة، أو كان في عملك تعرّض للخلوة بالأجنبيات، أو لمسهن، أو النظر إليهن وهن كاسيات، فلا يجوز لك الانتقال لهذا العمل.
وعلى كلّ حال، فالأولى أن تجتنب العمل في المدارس المختلطة، وخوفك من أن تنقل إلى معهد للفتيات ليس مسوّغاً لذلك، ما دمت قد يسّر الله لك العمل في مدارس غير مختلطة.
ولا شكّ أنّ سلامة الدين والبعد عن الفتن مصلحة عظيمة، ومن كان حريصاً على سلامة دينه، واستعان بالله فسوف يجد التيسير والعون من الله، قال تعالى: ..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. {الطلاق:2}. وقال تعالى: .. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. {الطلاق:4}
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=122942&Option=FatwaId
اسلام ويب مركز الفتوى

وحتى لا يطول الرد فهذه فتاوى ذات صلة لمن اراد الاستزادة



هذه بعض فتاوى العلماء في حكم الدراسة في المدارس المختلطة:
فساد وفتن المدارس المختلطة (http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3418.shtml)
للشيخ إبن عثيمين رحمة الله عليه
********************************
نصيحة لمن يدرس في المدارس المختلطة (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=17491&PageID=7766)
حكم الدراسة في المدارس المختلطة (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=17491&PageID=4923)
حكم التدريس والدراسة في المدارس المختلطة بين الأولاد والبنات خصوصا في المراحل الأولى ؟ (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=17491&PageID=3720)
للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى
********************************
ما هو حكم التعليم والتعلم في المدارس المختلطة ؟ فإن كان حراماً فما حكم من مَالهُ من ذلك ؟ هل عدم وجود مدارس غير مختلطة يعد عذراً شرعياً لدخولها (http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=2346)
هل يجوز دراسة الاطفال في المدارس المختلطة إلى سن ما قبل البلوغ .؟ (http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=4478)
للشيخ الألباني رحمة الله عليه
***********************
نصيحة بترك الدراسة في الجامعات والمدارس المختلطة (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/17106)
للشيخ إبن باز رحمه الله تعالى
هذا والله تعالى وأعلم
(http://amira.ma/vb/newreply.php?do=newreply&p=7047)

رمضان كريم 2
02-09-2010, 10:18 PM
من هو الاستاذ الدكتور ؟ وهل يجوز تلقى الفتوى عنه ؟والعمل بها ؟
روى الامام مسلم عن محمد بن سيرين وغيره " إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم .
إن أقصى معلوماتنا عن الاستاذ الدكتور أنه رجل دين أما من هو ؟ وما مؤهلاته ؟ وهل يتوفر فيه شروط المفتى ؟ وما حظه من العلم الشرعى ؟ ومن مشايخه ؟
كل السابق ليس له اجابه الا الله أعلم .... بلغة أهل العلم الاستاذ الدكتور مجهول العين ومجهول الحال بالنسبة لكل المنتسبين للمنتدى .
وهنا نخوض فى مسألة تلقاها أهل العلم بالتفصيل وهى هل يجوز تلقى الفتوى والتدين بها من مجهول الحال ومجهول العين ؟
لماذا نخوض فى مثل هذا لأن هذا العلم دين ولا أرى ما يجرى فى المنتدى الا من باب هوان الدين فى قلوب البعض حتى أنهم يستفتون من لا يعرفون ويقبلون قول كل قائل سواء أيده الدليل أو لم يؤيده ومن خلال مطالعتى لفتاوى الاستاذ الدكتور أقطع أن الرجل غير صالح للإفتاء ولا التكلم فى الدين وما يتبعه فى فتاويه ما هو الا من مسلسل الانهزامية التى تبناه بعض الدعاة ونادوا وللأسف اتبعهم البعض لقلة فقههم ولأن فتاويهم تتبع لهوى هؤلاء
نبدأ فى تفصيل المسألة بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة وفهم السلف وللأمانة البحث برمته وجدته فنقلته اليكم

هل يجوز تلقى الفتوى عن المجهول مع ذكر الأدلة ؟


الأدلة على عدم جواز أخذ الفتوى عن المجهول
من القرآن الكريم

والشرع قد أمر بالتثبت في الأخبار العادية ، قال تعالى : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .. ) الحجرات ،
وفي قراءة فتثبتوا .. فدل على أن التثبت في أمور الشرع أولى وأحرى وأوجب وبهذه الآية استدل سلفنا في وجوب التثبت في الأخبار... وخبر المجهول العين والحال
وفتواه لا يوثق بها كون صاحبها لا يُدرى هل هو عدل أو غير عدل ، وإن عرفت عدالته لم يُعرف هل هو عارف
ضابط لأصول العلم والاجتهاد أم أنه لا ، إذ الأصل فيه الجهالة ، ومن قَبِل فتوى وخبر المجهول لم يكن ممتثلا
لأمر الله تعالى بالتثبت في أمور الدين ...
وما يقال : إن المجهول يُنظر في دليله فقط؛ خطأ كبير في الاستدلال وفي فهم أصول الشرع ، لأنه لو صح ذلك
لقبل السلف رواية المجهول ما دامت غير مخالفة للشرع ، ولكنهم أجمعوا على ردها ، فلو قيل : إن رواية
المجهول تُرفض لأن فيها نسبة حديث للرسول صلى الله عليه وسلم وهذا جرم كبير ، فالجواب : أن قبول
فتوى المجهول فيه نسبة هذه الفتوى للدين ، لأنه سيتدينون ويتعبدون ويتقربون إلى الله بها
سبحانه ، فكيف لو كانت تلك الفتوى في الفروج والأموال والدماء ؟! وقد أجمع أهل العلم أنه لا يُستباح شيء
من ذلك ولا يحرم إلا بشرع ، والمفتي مُوَقِّعٌ عن الله رب العالمين ، فمن أخذ بفتوى المجهول فقد ارتضى
أن يوقّع عن الله إنسان مجهول لا يُعرف حاله ، وهذه استهانة واضحة بأصول الشريعة .
وعلى هذا درج السلف كما تواتر عنهم : ( إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) رواه مسلم عن
ابن سيرين وغيره .
فقوله : هذا الأمر أي أصول الشرع وأدلته ، فجعل الأدلة والنصوص من الدين ، فكذلك اعتقاد ثبوتها دين ،
لأن منكرها سيكون مؤاخذا محاسبا ، وكذلك أخذ الأحكام منها من الدين ، والفتوى بمقتضاها من الدين
ولا يقوم بذلك إلا العلماء .

قال تعالى : وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ . قال البغوي : الذين يستنبطونه هم العلماء . قلتُ : ولا يُعرف كونهم علماء إلا إذا انتفت عنهم
الجهالة ، فلو كان المستنبطون مجهولي الحال لم يُعرف كونهم علماء أو غير علماء ، فلا يكونون ممن
أُذن لهم بالاستنباط من الوحي .

ومن الأدلة على عدم جواز أخذ الفتوى عن المجهول :
قول الله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون . بالبينات والزبر .. ) النحل . فأمر بسؤال أهل الذكر وهم أهل العلم بالكتاب والسنة ممن شرفوا بالانتساب لهذا الدين وبكونهم من حملة الوحي المطهر ، فالذكر ورد في القرآن بمعنى القرآن ، قال تعالى ( وأنزلنا إليك الذكر .. ) النحل .وورد بمعنى شرف القيام بالوحي رواية ودراية ، قال تعالى : ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون ) الزخرف . فأهل الذكر هم أهل القرآن والوحي ممن شرفوا بالقيام به رواية ودراية والمجهول لا يستحق هذا الشرف، وما زالت أمتنا تفاخر الأمم بأسانيدها في القرآن والحديث حيث يروي العدول الثقات نصوص الوحي المعصوم ويُعرف متداولوها كابرا عن كابر ، وما زال النصارى واليهود يُعيَّرون بأن كتبهم أخذت عن المجاهيل ولا يُعرف نقلتها على مر العصور . فكيف يسوغ أن يأتي أحد من أبناء الملة الإسلامية ليساوي بين نقلنا ونقلهم ، ويجعل طريقة نقلهم طريقةً لنا ؟؟
وقد تمسك البعض بقوله تعالى : ( .. بالبينات والزبر .. ) وتعلق بأن الأخذ إنما يكون من الكتاب والسنة الوحي المبين ، فمن أتى به وجب الأخذ عنه كائنا من كان ، والعجيب أن قائل هذا هو أو مخالف لما استدل به ، فالأخذ بالبينات والزبر يجب أن يكون عن أهل الذكر ، أي أهل العلم ، فمن لم يُعرف بين الناس بعلم ولا فضل ولا سابقة طلب كيف يجوز تلقي الشريعة عن مثله ؟

ومن الأدلة على ذلك من الكتاب قول الله تعالى : ( ...ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون .. ) آل عمران ، فالأنبياء والرسول يوصون أتباعهم وأممهم أن يكونوا ربانيين ، والربانيون هم الحكماء والعلماء والحلماء وأهل العبادة والتقوى أو هم الولاة الذين يصلحون ما أفسد الناس ( أقوال ذكرها ابن جرير وابن كثير في تفسيريهما). والربانيون هم أتباع الأنبياء على الحقيقة ، وهؤلاء هم المبلغون عن الرسل والأنبياء والقائمون بالأمر من بعدهم ، ولا يمكن أن يُسند الأنبياء هذه الأمانة إلى من لا يُعرف حاله .

ومن الأدلة على عدم جواز الأخذ عن المجاهيل ولا تلقي العلم عنهم بل وعدم جواز نسبة العلم إليهم لما في ذلك من الاستهانة والإسفاف بالشريعة التي كرم الله حملتها ، وأعلى درجة ناقليها؛ قول الله تعالى : ( وإنك لتُلقى القرآن من لدن حكيم عليم )النمل. فالوحي حمّله الله جبريل الأمين ليبلغه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم حمله النبي صلى الله عليه وسلم وبلغه وأداه للصحابة ، وكذا الصحابة أدوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا كابرا عن كابرا عالما عن عالم نقيا طاهرا صافيا .. فإذا كان الوحي الذي هو مستند الفتوى اشترط فيه مبدأ التلقي فكيف لا يُشترط هذا في الفتوى التي تعتمد على الوحي والنص المعصوم ؟؟؟

الأدلة من السنة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام

ومن الأدلة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( العلماء ورثة الأنبياء ... ) رواه أبو داود والترمذي .ومفهوم المخالفة أن غير العلماء ليسوا من ورثة الأنبياء ، والعلماء المقصودون في الحديث لا جائزّ أن يكونوا من المجاهيل الذين لا يُعرف أعيانهم وأحوالهم ، لأن المجهول لا يعرف هل هو عالم أم لا ؟ فلا يستحق تركة ولا وراثة ، فكيف لو كانت التركة هي العلم النافع والوحي المبين ؟!

فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم

ولأجل هذا الأمر انتفض الصحابة والتابعون والسلف الصالح رضوان الله عليهم لحفظ الشريعة بذب كل غريب عنها ، وصرف كل متهجم عليها ، والتبرؤ من كل مجهول يريد أن ينتسب أو ينسب إليها ما ليس منها ، بل إنهم تبرءوا من علم كل مجهول وإن كان علمه وقوله مما يصح نسبته إلى شرع الله معنى وعقلا
وعلى هذا الأساس قامت علوم الحديث والإسناد ، فأصَّل المحدثون منذ وقت مبكر مبدأ الأسناد ، ومعرفة الرواة ، وتعديلهم ، وتوثيقهم ، حتى تُتَلَقَّى شريعة الله صافية نقية ، لا دخل فيها ولا دخن وقد روي عن أكابر التابعين مقولات باترة في هذا الباب ، مثل القول المتواتر عن محمد بن سيرين :إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، ومثل ما اشتهر عن ابن المبارك قوله :إن هذا الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ،ولكن إذا قيل من حدثك : بقي ( أي انقطع ) .
وقد قال الشاطبي :
إن معنى قول ابن المبارك ( الإسناد من الدين ) ليس هو قول المحدث حدثني فلان عن فلان مجردا ، بل يريدون ذلك لما تضمنه من معرفة الرجال الذين يحدث عنهم حتى لا يسند عن مجهول ولا مجروح ولا متهم إلا عمن تحصل الثقة بروايته أهـ
وقال أبو عمرو الأوزاعي : ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد .
وهذه العناية بالإسناد لأجل أن يُتَحَصَّلَ العلم نقيا مبرأ من التحريف والنقص ، ولذلك كان السلف لا يأخذون إلا عمن اشتهر بالعلم ، وبعضهم كان يتشدد فلا يأخذ إلا عمن عرف فضله ونبغ أمره ، وكانوا يمتثلون الأثر المعروف :
يحمل هذا العلم عن كل خلف عدوله ينفون عنه انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتحريف الغاوين . وقد روي مرفوعا وموقوفا ومقطوعا .
بل جعل السلف من معالم الاعتبار في العالم أن يكونوا معروفا بالتلقي والأخذ من أفواه المشايخ ، قال الوليد بن مسلم قال : سمعت الأوزاعي يقول : « كان هذا العلم شيئا شريفا إذ كان من أفواه الرجال يتلاقونه ويتذاكرونه ، فلما صار في الكتب ذهب نوره وصار إلى غير أهله » ، فاعجب لحال من تلقى العلم جله أو كله من الكتب والإنترنت ولم يُعرف له شيخ تخرج عليه أو انتفع به ، وإذا طولب بإسناده ( أي بمعرفة من أخذ العلم عنهم ) انقطع ..
أقوال الأئمة والعلماء الأصوليين في أخذ الفتوى
عن المجهول

قال الغزالي في المستصفى :
الْمُفْتِيَ الْمَجْهُولَ الَّذِي لَا يُدْرَى أَنَّهُ بَلَغَ رُتْبَةَ الِاجْتِهَادِ أَمْ لَا ، لَا يَجُوزُ لِلْعَامِّيِّ قَبُولُ قَوْلِهِ ، وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يَدْرِ أَنَّهُ عَالِمٌ أَمْ لَا ، بَلْ سَلَّمُوا أَنَّهُ لَوْ لَمْ تُعْرَفْ عَدَالَتُهُ وَفِسْقُهُ فَلَا يُقْبَلُ ، وَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ حِكَايَةِ الْمُفْتِي عَنْ نَفْسِهِ اجْتِهَادَهُ وَبَيْنَ حِكَايَتِهِ خَبَرًا عَنْ غَيْرِهِ .

وقال الزركشي في البحر المحيط :
مَسْأَلَةٌ : وَإِنَّمَا يُسْأَلُ مَنْ عُرِفَ عِلْمُهُ وَعَدَالَتُهُ ، بِأَنْ يَرَاهُ مُنْتَصِبًا لِذَلِكَ ، وَالنَّاسُ مُتَّفِقُونَ عَلَى سُؤَالِهِ وَالرُّجُوعِ إلَيْهِ .
وَلَا يَجُوزُ لِمَنْ عَرَفَ بِضِدِّ ذَلِكَ ، إجْمَاعًا .
وَالْحَقُّ مَنْعُ ذَلِكَ مِمَّنْ جُهِلَ حَالُهُ ، خِلَافًا لِقَوْمٍ .
لِأَنَّهُ لَا يُؤْمَنُ كَوْنُهُ جَاهِلًا أَوْ فَاسِقًا ، كَرِوَايَتِهِ ، بَلْ أَوْلَى ، لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي النَّاسِ الْعَدَالَةُ ، فَخَبَرُ الْمَجْهُولِ يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ عِنْدَ الْقَائِلِ بِهِ .
وَلَيْسَ الْأَصْلُ فِي النَّاسِ الْعِلْمَ .
وَمِمَّنْ حَكَى الْخِلَافَ فِي اسْتِفْتَاءِ الْمَجْهُولِ الْغَزَالِيُّ وَالْآمِدِيَّ وَابْنُ الْحَاجِبِ .
وَنُقِلَ فِي " الْمَحْصُولِ " الِاتِّفَاقُ عَلَى الْمَنْعِ ، فَحَصَلَ طَرِيقَانِ .
وَإِذَا لَمْ يُعْرَفْ عِلْمُهُ بُحِثَ عَنْ حَالِهِ .


وقال المحلي في شرح جمع الجوامع :

وَأَمَّا فِي الْإِفْتَاءِ بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارَفِ فَيُشْتَرَطُ أَنْ يَظُنَّ الْمُسْتَفْتِي عِلْمَ الْمُفْتِي وَعَدَالَتَهُ إمَّا بِالْأَخْبَارِ أَوْ بِأَنْ رَوَاهُ مُنْتَصِبًا لِلْفَتْوَى ، وَالنَّاسُ مُتَّفِقُونَ عَلَى سُؤَالِهِ وَتَعْظِيمِهِ فَإِذَا ظَنَّ عَدَمَ عِلْمِهِ أَوْ عَدَمَ عَدَالَتِهِ أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَا يَسْتَفْتِيهِ اتِّفَاقًا ، وَأَمَّا إذَا كَانَ مَجْهُولَ الْعِلْمِ وَالْجَهْلِ فَفِيهِ خِلَافٌ ، وَالْمُخْتَارُ امْتِنَاعُ الِاسْتِفْتَاءِ عَنْهُ ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ شَرْطٌ وَالْأَصْلُ عَدَمُهُ فَيَلْحَقُ بِغَيْرِ الْعَالِمِ كَالشَّاهِدِ الْمَجْهُولِ عَدَالَتُهُ وَالرَّاوِي كَذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ مَعْلُومَ الْعِلْمِ مَجْهُولَ الْعَدَالَةِ فَقِيلَ بِالِامْتِنَاعِ لِعَيْنِ مَا ذُكِرَ فِي مَجْهُولِ الْعِلْمِ ، وَهُوَ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الْعَدَالَةِ لِلْقَوْلِ بِالْجَوَازِ وَجْهٌ أَيْضًا وَهُوَ أَنَّ الْغَالِبَ فِي الْعُلَمَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَدَالَةُ فَيَلْحَقُ الْعَالِمُ الْمُجْتَهِدُ الْمَجْهُولُ الْعَدَالَةِ بِالْأَعَمِّ الْأَغْلَبِ ا هـ .
قلتُ : هذا في معلوم العين مجهول العدالة ، فكيف بمجهول
العين أصلا ؟؟؟

فهذه أدلة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وعملهم المتواتر
وتقريرات العلماء المهرة في الأصول والفروع
لم نأت بشيء من كيسنا بل فوضنا الأمر لأهله ، فوجب على
من سيستدل بجواز أخذ الفتوى عن المجهول أن يأتي
بأدلة من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة وكلام الأئمة
المعتبرين على جواز أخذ الفتوى عن المجهول .

رمضان كريم 2
03-09-2010, 10:42 AM
من هو الاستاذ الدكتور ؟ وهل يجوز تلقى الفتوى عنه ؟والعمل بها ؟
روى الامام مسلم عن محمد بن سيرين وغيره " إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم .
إن أقصى معلوماتنا عن الاستاذ الدكتور أنه رجل دين أما من هو ؟ وما مؤهلاته ؟ وهل يتوفر فيه شروط المفتى ؟ وما حظه من العلم الشرعى ؟ ومن مشايخه ؟
كل السابق ليس له اجابه الا الله أعلم .... بلغة أهل العلم الاستاذ الدكتور مجهول العين ومجهول الحال بالنسبة لكل المنتسبين للمنتدى .
وهنا نخوض فى مسألة تلقاها أهل العلم بالتفصيل وهى هل يجوز تلقى الفتوى والتدين بها من مجهول الحال ومجهول العين ؟
لماذا نخوض فى مثل هذا لأن هذا العلم دين ولا أرى ما يجرى فى المنتدى الا من باب هوان الدين فى قلوب البعض حتى أنهم يستفتون من لا يعرفون ويقبلون قول كل قائل سواء أيده الدليل أو لم يؤيده ومن خلال مطالعتى لفتاوى الاستاذ الدكتور أقطع أن الرجل غير صالح للإفتاء ولا التكلم فى الدين وما يتبعه فى فتاويه ما هو الا من مسلسل الانهزامية التى تبناه بعض الدعاة ونادوا وللأسف اتبعهم البعض لقلة فقههم ولأن فتاويهم تتبع لهوى هؤلاء
نبدأ فى تفصيل المسألة بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة وفهم السلف وللأمانة البحث برمته وجدته فنقلته اليكم


هل يجوز تلقى الفتوى عن المجهول مع ذكر الأدلة ؟


الأدلة على عدم جواز أخذ الفتوى عن المجهول
من القرآن الكريم

والشرع قد أمر بالتثبت في الأخبار العادية ، قال تعالى : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .. ) الحجرات ،
وفي قراءة فتثبتوا .. فدل على أن التثبت في أمور الشرع أولى وأحرى وأوجب وبهذه الآية استدل سلفنا في وجوب التثبت في الأخبار... وخبر المجهول العين والحال
وفتواه لا يوثق بها كون صاحبها لا يُدرى هل هو عدل أو غير عدل ، وإن عرفت عدالته لم يُعرف هل هو عارف
ضابط لأصول العلم والاجتهاد أم أنه لا ، إذ الأصل فيه الجهالة ، ومن قَبِل فتوى وخبر المجهول لم يكن ممتثلا
لأمر الله تعالى بالتثبت في أمور الدين ...
وما يقال : إن المجهول يُنظر في دليله فقط؛ خطأ كبير في الاستدلال وفي فهم أصول الشرع ، لأنه لو صح ذلك
لقبل السلف رواية المجهول ما دامت غير مخالفة للشرع ، ولكنهم أجمعوا على ردها ، فلو قيل : إن رواية
المجهول تُرفض لأن فيها نسبة حديث للرسول صلى الله عليه وسلم وهذا جرم كبير ، فالجواب : أن قبول
فتوى المجهول فيه نسبة هذه الفتوى للدين ، لأنه سيتدينون ويتعبدون ويتقربون إلى الله بها
سبحانه ، فكيف لو كانت تلك الفتوى في الفروج والأموال والدماء ؟! وقد أجمع أهل العلم أنه لا يُستباح شيء
من ذلك ولا يحرم إلا بشرع ، والمفتي مُوَقِّعٌ عن الله رب العالمين ، فمن أخذ بفتوى المجهول فقد ارتضى
أن يوقّع عن الله إنسان مجهول لا يُعرف حاله ، وهذه استهانة واضحة بأصول الشريعة .
وعلى هذا درج السلف كما تواتر عنهم : ( إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) رواه مسلم عن
ابن سيرين وغيره .
فقوله : هذا الأمر أي أصول الشرع وأدلته ، فجعل الأدلة والنصوص من الدين ، فكذلك اعتقاد ثبوتها دين ،
لأن منكرها سيكون مؤاخذا محاسبا ، وكذلك أخذ الأحكام منها من الدين ، والفتوى بمقتضاها من الدين
ولا يقوم بذلك إلا العلماء .

قال تعالى : وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ . قال البغوي : الذين يستنبطونه هم العلماء . قلتُ : ولا يُعرف كونهم علماء إلا إذا انتفت عنهم
الجهالة ، فلو كان المستنبطون مجهولي الحال لم يُعرف كونهم علماء أو غير علماء ، فلا يكونون ممن
أُذن لهم بالاستنباط من الوحي .

ومن الأدلة على عدم جواز أخذ الفتوى عن المجهول :
قول الله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون . بالبينات والزبر .. ) النحل . فأمر بسؤال أهل الذكر وهم أهل العلم بالكتاب والسنة ممن شرفوا بالانتساب لهذا الدين وبكونهم من حملة الوحي المطهر ، فالذكر ورد في القرآن بمعنى القرآن ، قال تعالى ( وأنزلنا إليك الذكر .. ) النحل .وورد بمعنى شرف القيام بالوحي رواية ودراية ، قال تعالى : ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون ) الزخرف . فأهل الذكر هم أهل القرآن والوحي ممن شرفوا بالقيام به رواية ودراية والمجهول لا يستحق هذا الشرف، وما زالت أمتنا تفاخر الأمم بأسانيدها في القرآن والحديث حيث يروي العدول الثقات نصوص الوحي المعصوم ويُعرف متداولوها كابرا عن كابر ، وما زال النصارى واليهود يُعيَّرون بأن كتبهم أخذت عن المجاهيل ولا يُعرف نقلتها على مر العصور . فكيف يسوغ أن يأتي أحد من أبناء الملة الإسلامية ليساوي بين نقلنا ونقلهم ، ويجعل طريقة نقلهم طريقةً لنا ؟؟
وقد تمسك البعض بقوله تعالى : ( .. بالبينات والزبر .. ) وتعلق بأن الأخذ إنما يكون من الكتاب والسنة الوحي المبين ، فمن أتى به وجب الأخذ عنه كائنا من كان ، والعجيب أن قائل هذا هو أو مخالف لما استدل به ، فالأخذ بالبينات والزبر يجب أن يكون عن أهل الذكر ، أي أهل العلم ، فمن لم يُعرف بين الناس بعلم ولا فضل ولا سابقة طلب كيف يجوز تلقي الشريعة عن مثله ؟

ومن الأدلة على ذلك من الكتاب قول الله تعالى : ( ...ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون .. ) آل عمران ، فالأنبياء والرسول يوصون أتباعهم وأممهم أن يكونوا ربانيين ، والربانيون هم الحكماء والعلماء والحلماء وأهل العبادة والتقوى أو هم الولاة الذين يصلحون ما أفسد الناس ( أقوال ذكرها ابن جرير وابن كثير في تفسيريهما). والربانيون هم أتباع الأنبياء على الحقيقة ، وهؤلاء هم المبلغون عن الرسل والأنبياء والقائمون بالأمر من بعدهم ، ولا يمكن أن يُسند الأنبياء هذه الأمانة إلى من لا يُعرف حاله .

ومن الأدلة على عدم جواز الأخذ عن المجاهيل ولا تلقي العلم عنهم بل وعدم جواز نسبة العلم إليهم لما في ذلك من الاستهانة والإسفاف بالشريعة التي كرم الله حملتها ، وأعلى درجة ناقليها؛ قول الله تعالى : ( وإنك لتُلقى القرآن من لدن حكيم عليم )النمل. فالوحي حمّله الله جبريل الأمين ليبلغه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم حمله النبي صلى الله عليه وسلم وبلغه وأداه للصحابة ، وكذا الصحابة أدوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا كابرا عن كابرا عالما عن عالم نقيا طاهرا صافيا .. فإذا كان الوحي الذي هو مستند الفتوى اشترط فيه مبدأ التلقي فكيف لا يُشترط هذا في الفتوى التي تعتمد على الوحي والنص المعصوم ؟؟؟

الأدلة من السنة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام

ومن الأدلة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( العلماء ورثة الأنبياء ... ) رواه أبو داود والترمذي .ومفهوم المخالفة أن غير العلماء ليسوا من ورثة الأنبياء ، والعلماء المقصودون في الحديث لا جائزّ أن يكونوا من المجاهيل الذين لا يُعرف أعيانهم وأحوالهم ، لأن المجهول لا يعرف هل هو عالم أم لا ؟ فلا يستحق تركة ولا وراثة ، فكيف لو كانت التركة هي العلم النافع والوحي المبين ؟!

فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم

ولأجل هذا الأمر انتفض الصحابة والتابعون والسلف الصالح رضوان الله عليهم لحفظ الشريعة بذب كل غريب عنها ، وصرف كل متهجم عليها ، والتبرؤ من كل مجهول يريد أن ينتسب أو ينسب إليها ما ليس منها ، بل إنهم تبرءوا من علم كل مجهول وإن كان علمه وقوله مما يصح نسبته إلى شرع الله معنى وعقلا
وعلى هذا الأساس قامت علوم الحديث والإسناد ، فأصَّل المحدثون منذ وقت مبكر مبدأ الأسناد ، ومعرفة الرواة ، وتعديلهم ، وتوثيقهم ، حتى تُتَلَقَّى شريعة الله صافية نقية ، لا دخل فيها ولا دخن وقد روي عن أكابر التابعين مقولات باترة في هذا الباب ، مثل القول المتواتر عن محمد بن سيرين :إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، ومثل ما اشتهر عن ابن المبارك قوله :إن هذا الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ،ولكن إذا قيل من حدثك : بقي ( أي انقطع ) .
وقد قال الشاطبي :
إن معنى قول ابن المبارك ( الإسناد من الدين ) ليس هو قول المحدث حدثني فلان عن فلان مجردا ، بل يريدون ذلك لما تضمنه من معرفة الرجال الذين يحدث عنهم حتى لا يسند عن مجهول ولا مجروح ولا متهم إلا عمن تحصل الثقة بروايته أهـ
وقال أبو عمرو الأوزاعي : ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد .
وهذه العناية بالإسناد لأجل أن يُتَحَصَّلَ العلم نقيا مبرأ من التحريف والنقص ، ولذلك كان السلف لا يأخذون إلا عمن اشتهر بالعلم ، وبعضهم كان يتشدد فلا يأخذ إلا عمن عرف فضله ونبغ أمره ، وكانوا يمتثلون الأثر المعروف :
يحمل هذا العلم عن كل خلف عدوله ينفون عنه انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتحريف الغاوين . وقد روي مرفوعا وموقوفا ومقطوعا .
بل جعل السلف من معالم الاعتبار في العالم أن يكونوا معروفا بالتلقي والأخذ من أفواه المشايخ ، قال الوليد بن مسلم قال : سمعت الأوزاعي يقول : « كان هذا العلم شيئا شريفا إذ كان من أفواه الرجال يتلاقونه ويتذاكرونه ، فلما صار في الكتب ذهب نوره وصار إلى غير أهله » ، فاعجب لحال من تلقى العلم جله أو كله من الكتب والإنترنت ولم يُعرف له شيخ تخرج عليه أو انتفع به ، وإذا طولب بإسناده ( أي بمعرفة من أخذ العلم عنهم ) انقطع ..
أقوال الأئمة والعلماء الأصوليين في أخذ الفتوى
عن المجهول

قال الغزالي في المستصفى :
الْمُفْتِيَ الْمَجْهُولَ الَّذِي لَا يُدْرَى أَنَّهُ بَلَغَ رُتْبَةَ الِاجْتِهَادِ أَمْ لَا ، لَا يَجُوزُ لِلْعَامِّيِّ قَبُولُ قَوْلِهِ ، وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يَدْرِ أَنَّهُ عَالِمٌ أَمْ لَا ، بَلْ سَلَّمُوا أَنَّهُ لَوْ لَمْ تُعْرَفْ عَدَالَتُهُ وَفِسْقُهُ فَلَا يُقْبَلُ ، وَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ حِكَايَةِ الْمُفْتِي عَنْ نَفْسِهِ اجْتِهَادَهُ وَبَيْنَ حِكَايَتِهِ خَبَرًا عَنْ غَيْرِهِ .

وقال الزركشي في البحر المحيط :
مَسْأَلَةٌ : وَإِنَّمَا يُسْأَلُ مَنْ عُرِفَ عِلْمُهُ وَعَدَالَتُهُ ، بِأَنْ يَرَاهُ مُنْتَصِبًا لِذَلِكَ ، وَالنَّاسُ مُتَّفِقُونَ عَلَى سُؤَالِهِ وَالرُّجُوعِ إلَيْهِ .
وَلَا يَجُوزُ لِمَنْ عَرَفَ بِضِدِّ ذَلِكَ ، إجْمَاعًا .
وَالْحَقُّ مَنْعُ ذَلِكَ مِمَّنْ جُهِلَ حَالُهُ ، خِلَافًا لِقَوْمٍ .
لِأَنَّهُ لَا يُؤْمَنُ كَوْنُهُ جَاهِلًا أَوْ فَاسِقًا ، كَرِوَايَتِهِ ، بَلْ أَوْلَى ، لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي النَّاسِ الْعَدَالَةُ ، فَخَبَرُ الْمَجْهُولِ يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ عِنْدَ الْقَائِلِ بِهِ .
وَلَيْسَ الْأَصْلُ فِي النَّاسِ الْعِلْمَ .
وَمِمَّنْ حَكَى الْخِلَافَ فِي اسْتِفْتَاءِ الْمَجْهُولِ الْغَزَالِيُّ وَالْآمِدِيَّ وَابْنُ الْحَاجِبِ .
وَنُقِلَ فِي " الْمَحْصُولِ " الِاتِّفَاقُ عَلَى الْمَنْعِ ، فَحَصَلَ طَرِيقَانِ .
وَإِذَا لَمْ يُعْرَفْ عِلْمُهُ بُحِثَ عَنْ حَالِهِ .


وقال المحلي في شرح جمع الجوامع :

وَأَمَّا فِي الْإِفْتَاءِ بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارَفِ فَيُشْتَرَطُ أَنْ يَظُنَّ الْمُسْتَفْتِي عِلْمَ الْمُفْتِي وَعَدَالَتَهُ إمَّا بِالْأَخْبَارِ أَوْ بِأَنْ رَوَاهُ مُنْتَصِبًا لِلْفَتْوَى ، وَالنَّاسُ مُتَّفِقُونَ عَلَى سُؤَالِهِ وَتَعْظِيمِهِ فَإِذَا ظَنَّ عَدَمَ عِلْمِهِ أَوْ عَدَمَ عَدَالَتِهِ أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَا يَسْتَفْتِيهِ اتِّفَاقًا ، وَأَمَّا إذَا كَانَ مَجْهُولَ الْعِلْمِ وَالْجَهْلِ فَفِيهِ خِلَافٌ ، وَالْمُخْتَارُ امْتِنَاعُ الِاسْتِفْتَاءِ عَنْهُ ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ شَرْطٌ وَالْأَصْلُ عَدَمُهُ فَيَلْحَقُ بِغَيْرِ الْعَالِمِ كَالشَّاهِدِ الْمَجْهُولِ عَدَالَتُهُ وَالرَّاوِي كَذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ مَعْلُومَ الْعِلْمِ مَجْهُولَ الْعَدَالَةِ فَقِيلَ بِالِامْتِنَاعِ لِعَيْنِ مَا ذُكِرَ فِي مَجْهُولِ الْعِلْمِ ، وَهُوَ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الْعَدَالَةِ لِلْقَوْلِ بِالْجَوَازِ وَجْهٌ أَيْضًا وَهُوَ أَنَّ الْغَالِبَ فِي الْعُلَمَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَدَالَةُ فَيَلْحَقُ الْعَالِمُ الْمُجْتَهِدُ الْمَجْهُولُ الْعَدَالَةِ بِالْأَعَمِّ الْأَغْلَبِ ا هـ .
قلتُ : هذا في معلوم العين مجهول العدالة ، فكيف بمجهول
العين أصلا ؟؟؟

فهذه أدلة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وعملهم المتواتر
وتقريرات العلماء المهرة في الأصول والفروع
لم نأت بشيء من كيسنا بل فوضنا الأمر لأهله ، فوجب على
من سيستدل بجواز أخذ الفتوى عن المجهول أن يأتي
بأدلة من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة وكلام الأئمة
المعتبرين على جواز أخذ الفتوى عن المجهول .

prof2007
03-09-2010, 05:05 PM
الله اكبر ولله الحمد

Khaled Soliman
03-09-2010, 09:49 PM
لقد قمت بنسخ الموضوع هنا لتتم مناقشته والخروج من تلك المناقشة بما يُرضي الله ورسوله

Khaled Soliman
03-09-2010, 10:10 PM
قمت بدمج الموضوعين
نظرات فى فقه الاستاذ الدكتور
و
هل يجوز تلقى الفتوى عن الاستاذ الدكتور والعمل بها ؟
وستقوم إدارة المنتدي بمناقشة الأمر بإذن الله تعالي والرد عليكم بارك الله فيكم وجزاكم خيراً

رمضان كريم 2
03-09-2010, 10:17 PM
قمت بدمج الموضوعين
نظرات فى فقه الاستاذ الدكتور
و
هل يجوز تلقى الفتوى عن الاستاذ الدكتور والعمل بها ؟
وستقوم إدارة المنتدي بمناقشة الأمر بإذن الله تعالي والرد عليكم بارك الله فيكم وجزاكم خيراً

وخيرا جزاك على ما تقدم ونسأل الله أن نخرج بما يرضى الله ورسوله وأن يجعلنا ممن يهتدون بهديه وأمناء على دينه وجزاكم الله خيرا

صوت الامة
04-09-2010, 05:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ارجو منكم جميعا ان تدركو فقة الواقع ذالك الفقة الذى يحقق مقاصد الشريعة الاسلامية
فى كل عصر ووقت وقد اخذ ائمتنا الاجلاء بهذا الفقة رغم معرفتهم تماما للكتاب والسنة
فها هو الامام ابو حنيفة اعتمد فى كثير من فقهة على الرئ رغم معرفتة بالكتاب والسنة
والامام الشافعى رضى الله عنة غير مذهبة الذى اسسة فى العراق واسس مذهبا جديدا فى مصر
وذالك احتراما للواقع الذى يعيشة المجتمع بشرط عدم مخالفتة لاحكام الشريعة الاسلامية
وحين فعل ذالك كان يفهم تماما الكتاب والسنة
ومجامعنا الفقهية لا سيما المجمع الفقهى فى مصر ودار الفتوى اقرت ما قالة العالم الجليل فضيلة الشيخ سيد طنطاوى رحمة الله
اما اللجان التى تتحدثون عنها مع احترامنا لها فهى لا ترقى الى مستوى المجامع الفقهية فى كثير من الدول العربية لا سيما المجمع الفقهى فى مصر وكذالك دار الافتاء

ثانيا: بالنسبة للشيخ القرضاوى فلا نذكى على الله احدا هو عالم يقرا فقة الواقع بتمعن وفهم ووعى
وايضا هو رئيس رابطة علماء المسلمين ولة باع طويل فى فهمة لحقائق الاشياء فلا يمكن ان يرقى الية مجتهد
او ذو رائ يخالف رائية لان مناظرتة ستعرفنا من هو فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى صاحب فقة الواقع المقنع والكتب الكثيرة التى تتحدث عن اشياء كثيرة من مناحى الحياة لتقرير الحلال والحرام بلغة نفهمها جميعا وبفكر مستنير مدعوم بادلة من الكتاب والسنة معتمد فى ذالك على مصادر الشريعة الاسلامية ومقاضدها النبيلة
وجزاكم الله خيرا

صوت الامة
04-09-2010, 05:51 AM
هل يجوز تلقى الفتوى عن الاستاذ الدكتور والعمل بها ؟
وستقوم إدارة المنتدي بمناقشة الأمر بإذن الله تعالي والرد عليكم بارك الله فيكم وجزاكم خيراً نعم ثم نعم ثم نعم يا استاذى الكريم يجوز ان نعمل بفتوى فضيلة الدكتور شيخ الازهر بعتبارة رجل مفكرا
وعالم جليلا يصدر فتواة طبقا لما اطلع علية من ادلة من الكتاب او السنة او الاجماع سواء اكان اجماعا قديما او اجماع معاصرا
فهو اذن مجتهد ان اصاب فلة اجران وان اخطا فلة اجر واحد
اما نحن فناخد بفتواة باعتبارة هو مسؤل عنا
والذى لا يجوز هو كلامكم واخذ رائ الادارة بمنع فتواة فانتم بذالك ت***ون الرجل بعد وفاتة
وهو شيخا للازهر الشريف
كما لا يجوز لحضراتكم التحدث عن فضيلة الشيخ بهذا الاسلوب
فما معنى مجهول العين وغيرة من هذة الامور
اخواننا الكرام هذا لا يصح ان نتكلم عن عالم جليل قدم للازهر وللاسلام كتبا ومقالات اسرت المكتبة الاسلامية وتحدثت عن كتاب الله وسنة رسولة وايضا هو شيخا للمسلمين وللازهر
وشكرا

مس رانيا حسن
04-09-2010, 06:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
(( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
والاستاذ الدكتور نحسبه على خير فهو
أستاذ دكتور بجامعة الأزهر
علاوة على انه يجتهد فى فتواه
وللمجتهد أجران إن اصاب وأجر إن أخطأ .........

رمضان كريم 2
04-09-2010, 09:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ارجو منكم جميعا ان تدركو فقة الواقع ذالك الفقة الذى يحقق مقاصد الشريعة الاسلامية
فى كل عصر ووقت وقد اخذ ائمتنا الاجلاء بهذا الفقة رغم معرفتهم تماما للكتاب والسنة
فها هو الامام ابو حنيفة اعتمد فى كثير من فقهة على الرئ رغم معرفتة بالكتاب والسنة
والامام الشافعى رضى الله عنة غير مذهبة الذى اسسة فى العراق واسس مذهبا جديدا فى مصر
وذالك احتراما للواقع الذى يعيشة المجتمع بشرط عدم مخالفتة لاحكام الشريعة الاسلامية
وحين فعل ذالك كان يفهم تماما الكتاب والسنة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وبعد .
قد يفهم المطلع لكلام أخانا أن الامامين الجليلين أبا حنيفة والشافعى عليهما من الله الرحمة قد يخالفان ما ورد فى نصوص الشريعة الواردة بالكتاب والسنة لمجرد الرأى وهذا من عبارته وقد اخذ ائمتنا الاجلاء بهذا الفقة رغم معرفتهم تماما للكتاب والسنة
أولا يتضح أن الأخ وعذرا لا يعلم شيئا لا عن فقه أبى حنيفة ولا الشافعى ولا ما الأدلة الشرعية التى استندا كلا منهما فى تكوين مذهبه
أولا قوله عن الامام أبى حنيفة كان يقدم الرأى رغم معرفته بالكتاب والسنة :

منهج الامام الاكبر ابو حنيفه النعمان

1--توجد شبهه شائعه حتى اصبحت مسلمه يلقيها بعض الجهلاء والدهماء والغوغاء

ان منهج ابو الفقه الامام ابو حنيفه كان يعتمد على العقل بدون النقل وقد اغتر بهذا القول

بعض طلاب العلم ايضا لهدف خبيث معلوم فنحاول ان نعرف اساس منهج الامام

1--كان يقول اخذ مافى كتاب الله وبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وربما اشتراط زياده عن الصحه الشهره فيه تقتضيه الشهره فى الاحكام والمسائل

2--فان لم اجد اخذ بقول الصحابه

3--من منهجه ان يقدم السنه القوليه على الفعليه لجواز ان يكون الفعل خصوصيه للنبى

صلى الله عليه وسلم

4--ويقدم السنه المتواتره على خبر الاحاد عند التعارض وعدم امكان الجمع بينهما

5--اهم شيئا هو

\\يقدم السنه لو حديثا مرسلا او ضعيفا على القياس \\


وقوله فى ذلك مشهور فى كتابه \\الفقه الاكبر \\قال

\\ان خالف قولى حديث ضعيف عليكم بحديث وترك قولى \\


6--الامام ابو حنيفه هو اساس من جمع بين مذهبى

\\اهل الحجاز اهل الحديث ----واهل العراق اهل الراى \\

فقد كان ابو حنيفه من علماء الراى ولكنه ذهب الى الحجاز واقام فى مكه ست سنوات

ياخذ العلم من علماء الحجاز

وهناك قصه مشهوره فى كتاب البدايه والنهايه للحافظ بن كثير الذى كان من علماء العلل

\\\قال عندما دخل يوما الامام ابو حنيفه على المنصور فقال له المنصور يا نعمان -----

من اين اخذت العلم ---

قال من اصحاب عبدالله بن عمر عن ابن عمر \\اهل الحديث \\

ومن اصحاب ابن عباس عن ابن عباس \\اهل الحديث \\

ومن اصحاب ابن مسعود عن ابن مسعود \\اهل الراى \\

7--وهناك من يتهم ابا حنيفه بانه لم يكن يحفظ الاقليل من الحديث

ولم تكن له بضاعه فى رواية الاحاديث \\ان هذا كذب على الامام \\

لان اى انسان يقرا ترجمة الامام يجد كذب هذا القول فقد صح عنه انه

1--تفرد برواية وتخريج اكثر من مئتى حديث فضلا عن الاحاديث التى اشترك معه

المحدثين الاخرين فى روايتها ----

وقد جمع ابى يوسف ومحمد ابن الحسن وغيرهما من مرويات ابى حنيفه الالف من الاحاديث


ومروياته فى باب الصلاه فقط تزيد عن مئة حديث

فهذا هو منهج الامام ( الكتاب والسنة ولو حديثا ضعيفا وقول الصحابى ثم القياس أو الرأى )


والامام الشافعى رضى الله عنة غير مذهبة الذى اسسة فى العراق واسس مذهبا جديدا فى مصروذالك احتراما للواقع الذى يعيشة المجتمع
الامام رحمة الله ألف كتابة الحجة بالحجاز ثم أتى الى مصر فألف كتابه الماتع الام فى الفقه الشافعى ماسببب ذلك وهى أن الشافعى رحمه الله وجد عند أهل مصر من العادات ما يوجد عند أهل الحجاز التى لم يتضمنها فى كتابة الأول الحجة بالتحليل والتحريم فقام باملاء التلاميذ كتاب الأم أخذ مسائل من الحجة وأتمها وزاد عليها فى كتابه الام وبعيد عن هذا ما هى الأدلة الشرعية التى اعتمد عليها الشافعى فى تكوين مذهبه
1ـ الكتاب 2 ـ السنة 3 ـ الاجماع 4 ـ القياس 5 ـ العرف 6 ـ الاستصحاب
فأين قولك أنه رغم معرفته بالكتاب والسنة أخذ بالرأى هؤلاء الاعلام لم يقدموا كلاما على كلام الله ورسوله ولم يحتجوا بأننا فى عام 2010 ولا القرن الواحد والعشرين ولم يترك منهم نصا صريحا أو اجماع لمجرد أنها لا تتناسب مع العصر كمن أحل البنوك أو عطل الحدود كالرجم وقطع اليد لشبه لا تجاوز عقولهم ومن يسير على دربهم

بل كان الشافعى يقول " إذا صح الحديث فهو مذهبى "
وقال أيضا الشّافعي : إذا وجدتم حديث رسول الله على خلاف قولي فخذوا به ودعوا ما قلت، ".
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

رمضان كريم 2
04-09-2010, 09:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ارجو منكم جميعا ان تدركو فقة الواقع ذالك الفقة الذى يحقق مقاصد الشريعة الاسلامية
فى كل عصر ووقت

إن الدعاة إلى الله وأهل العلم هم نور المجتمعات وصمام الأمان، فإذا وقع منهم من وقع في مسايرة الواقع، والرضا بالأمر الواقع؛ فمَنْ للأمة ينقذها ويرفع الذل عنها؟! هذا أمر يجب أن يتفطن له كل منتسب إلى الدعوة والعلم، ويتفقد نفسه ويحاسبها، ويسعى لإنجاء نفسه وأهله بادئ ذي بدء حتى يكون لدعوته بعد ذلك أثر على الناس، وقبول لها عندهم، أما إذا أهمل الداعية نفسه، وسار مع ما ألفه الناس، وصعب عليه الصمود والصبر؛ فإن الخطر كبير على النفس، والأهل، والناس من حوله.
إن المطلوب من الداعية والعالِم في مجتمعات المسلمين هو تغيير المجتمعات وتسييرها إلى ما هو أحسن لا مسايرتها ومداهنتها، فهذه والله هي مهمة الأنبياء والمصلحين من بعدهم، وهذه هي الحياة السعيدة للعالِم والداعية، وإلا فلا معنى لحياة الداعية والعالم، ولا قيمة لها إذا هو ساير الناس، واستسلم لضغوط الواقع، وأهواء الناس.
إن العالم والداعية لا قيمة لحياتهما إلا بالدعوة والتغيير للأحسن، ولا شك أن في ذلك مشقة عظيمة؛ ولكن العاقبة حميدة في الدارين لمن صبر وصابر واستعان بالله . وفي ذلك يتحدث أحد الدعاة المخلصين عن رجل العقيدة الذي يسعى لتغيير الواقع وتسييره في مرضاة الله عز وجل وليس مسايرته في مرضاة النفس والناس فيقول: 'وأهم شيء في الموضوع تكوين رجل العقيدة؛ ذلك الإنسان الذي تصبح الفكرة همه: تقيمه وتقعده، ويحلم بها في منامه، وينطلق في سبيلها في يقظته، وليس لدينا بكل أسف من هذا النوع القوي والعبقري؛ ولكن لدينا نفوس متألمة متحمسة مستعدة بعض الاستعداد، ولا بد للنجاح من أن ينقلب هؤلاء إلى مُثُلٍ قوية تعي أمرها، وتكمل نقصها ليتم تحفزها الذي ينطلق من عدم الرضا بالواقع، والشعور بالأخطار التي تتعاقب، وينتهي باستجابة لأمر الله، ونداءات الكتاب الحكيم، ومراقبة وعد الله ووعيده، والتأسي بسيرة الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه، ولا بد لنا من وصف عاجل، وتحديد مجمل لرجل العقيدة.
إن السلوك الأول الفطري الذي يأتي به المخلوق إلى هذه الدنيا هو السلوك الغريزي، وهذا السلوك يظل لدى الإنسان فعالاً مؤثراً حياة المرء كلها. وفي مجتمع كمجتمعنا لا يليق بشخص محترم أن يحمل حاجاته إلى منزله مع أن ذلك مما يثاب المرء عليه، وفي مجتمع كمجتمعنا لا بد من التبذير ولا بد من الترف؛ فالأرائك في المنزل لا يحسن أن تكون من خشب رخيص وفراش بسيط؛ بل لا بد من المغالاة بأثمانها، فهذا تبذير للأموال، ووضعها في غير موضعها، والتبذير محرم في عرف الشرع، ولكن سخط المجتمع أكبر عند بعض الناس من الحلال والحرام وقد قال عليه الصلاة والسلام:[مَنْ أَرْضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ الله عَلْيهَ وَأَسْخَطَ عَلْيهَ النَّاسَ] سبق تخريجه. ويتحكم المجتمع في الأزياء تحكُّماً يقارب عبادة الوثن.
كثيرون أولئك الذين يعيشون من أجل رضا الناس والخوف من سخطهم، لا يستطيعون التفلت من هذه القيود حياتهم كلها، وهذا المستوى يرتبط بالمستوى الغريزي الأول؛ ذلك أن الإنسان اجتماعي بفطرته يعيش مع الناس ويحرص على رضاهم. وقليلٌ أولئك الذين يستطيعون أن يتجاوزوا هذا المستوى، يتخطونه إلى مستوى أعلى هو مستوى العقيدة، فيعيشون لعقيدة، ويمضون في سلوكهم بما تملي به عليهم عقيدتهم سواء سخط الناس أم رضوا، وليس فوق هذا المستوى حين يندفع المرء بوحي عقيدته وإيمانه غير مبالٍ برضا راضٍ أو سخط ساخط، ليس فوق هذا المستوى مستوى أرفع منه'[في سبيل الدعوة الإسلامية، للعلامة محمد أمين المصري- باختصار].
من خلال ما سبق بيانه عن رجل العقيدة ندرك أن أبرز صفاته أنه يعيش لعقيدته، ويمضي في سلوكه بما تملي عليه هذه العقيدة غير مبالٍ بسخط الناس ولا رضاهم، ولا بعاداتهم وتقاليدهم المحرمة، يغير واقع الناس ولا يسايره، يؤثر فيه ولا يتأثر، هذا ما ينبغي أن يكون عليه رجال العقيدة والدعوة والعلم،
ولكن الناظر اليوم في واقع الأمة، وما تعرضت له من التبعية والمسايرة؛ يجد أن الصفات المذكورة في رجل العقيدة، والمشار إليها سابقاً لا تكاد توجد اليوم إلا في فئة قليلة من الداعين إلى الله ، نسأل الله أن يبارك في أعمالهم وأوقاتهم، أما السواد الأعظم فقد تأثر بشكل، أو بآخر بفتنة مسايرة الواقع، ما بين مقل ومكثر .
ومن صور هذه الفتنة التي يجب أن يحذرها المسلمون عامة والمصلحون وأهل العلم خاصة ما يلي:
1- مسايرة الواقع وما ألفه الناس من عادات اجتماعية وأسرية مخالفة للشريعة والمروءة، كانت في أول الأمر غريبة ومستنكرة، ولكن النفوس ألفتها،ومن أبرز هذه العادات والممارسات:
ما انتشر في بيوت كثير من المسلمين من أدوات اللهو والأجهزة الجالبة للفساد كالتلفاز وغيره، وكذلك ما امتلأت به البيوت من صور ذوات الأرواح من غير ضرورة حتى أصبحت هذه المقتنيات أمراً مألوفاً لا يمكن الانفكاك عنه، ومن ينكره من أولياء الأمور يعترف بضعفه أمام رغبات الزوجة والأولاد وسخط المجتمع من حوله، فيستسلم لمثل هذه المنكرات مسايرة للواقع، وإرضاءاً للناس الذين لن يُغْنوا عنه من الله شيئاً، وكفى بذلك فتنة.
ما ظهر في السنوات الأخيرة في بعض الدول من انتشار قصور الأفراح والفنادق وما يحصل فيها من منكرات، وبخاصة في أوساط النساء كالتبرج الفاضح، والغناء المحرم المصحوب بأصوات النساء المرتفعة، ناهيك عن المفاخرة والمباهاة في الملابس والمآكل... إلخ. ومع ذلك فلقد أصبحت أمراً مألوفاً يُشَنَّع على من يخرج عليه، أو يرفضه ويقاطعه، حتى أصبح كثير من الناس أسيراً لهذه العادات مسايراً للناس في ذلك إرضاءاً لهم، أو اتقاءاً لسخطهم.
مسايرة النساء في لباسهن وتقليدهن لعادات الغرب الكافر في اللباس والأزياء وصرعات الموضات، وأدوات التجميل حتى أصبح أمراً مألوفاً لم ينج منه إلا أقل القليل من النساء الصالحات المتربيات في منابت صالحة تجعل رضا الله فوق رضا المخلوق، أما أكثر الناس فقد سقط في هذه الفتنة فانهزمت المرأة أمام ضغط الواقع الشديد، وتلا ذلك انهزام وليها أمام رغبة موليته، واستسلم هو الآخر، وساير في ذلك مع من ساير حتى صرنا نرى أكثر نساء المسلمين على هيئة في اللباس والموضات ينكرها الشرع والعقل، وتنكرها المروءة والغيرة، وكأن الأمر تحول إلى شبه عبودية لبيوت الأزياء، يصعب الانفكاك عنها.
مسايرة الناس في ما اعتادوه اليوم في التوسع في المساكن والمراكب والمآكل بشكل يتسم بالترف الزائد بل بالمباهاة والمفاخرة: حتى ضعف كثير من الناس عن مقاومة هذا الواقع؛ فراح الكثير منهم يرهق جسده وماله، ويحمِّل نفسه الديون الكبيرة، وذلك حتى يساير الناس، ويكون مثل فلان وفلان، والمشكل هنا ليس التوسع في المباحات وترفيه النفس؛ فقد لا يكون بذلك بأس إذا لم يوقع في الحرام، لكن ضغط الواقع، وإرضاء الناس، ومسايرة عقول النساء والأطفال يدفع بعض الطيبين إلى تحميل نفسه من الديون الباهظة، وذلك ليكون مثل غيره في المركب أو المسكن، ولن ينفعه مسايرة الناس من الأقارب والأباعد شيئاً إذا حضره الموت وديون الناس على كاهله لم يستطع لها دفعاً.
2- مسايرة الناس فيما يطرحونه من استفتاءات حول بعض المخالفات الشرعية المعاصرة وذلك من قِبَلِ بعض أهل العلم الذين قد يرون مسايرة الواقع، ويفتون ببعض الأقوال الشاذة والمهجورة، أو يحتجون بقواعد الضرورة، أو رفع الحرج، أو الأخذ بالرخص... إلخ، ولا يخفى ما في ذلك من السير مع أهواء الناس والرضا بالأمر الواقع، والتحلل من أحكام الشريعة شيئاً فشيئاً، والمطلوب من أهل العلم والفتوى في أزمنة الغربة أن يعظُوا الناس، ويرشدوهم ويأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر بدل أن يحسِّنوا لهم الواقع ويسوِّغوا صنيعهم فيه. يقول الشاطبي رحمه الله: 'المقصد الشرعي مِن وضْع الشريعة هو إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبداً لله اختياراً كما هو عبد الله اضطراراً'[الموافقات، 2/ 128] ويقول أيضاً: 'إن الترخُّص إذا أُخذ به في موارده على الإطلاق كان ذريعة إلى انحلال عزائم المكلفين في التعبد على الإطلاق، فإذا أخذ بالعزيمة كان حرياً بالثبات في التعبد والأخذ بالحزم فيه... فإذا اعتاد الترخص صارت كل عزيمة في يده كالشاقَّة الحرجة، وإذا صارت كذلك لم يقم بها حق قيامها، وطلب الطريق إلى الخروج منها'[ الموافقات، 2/ 247].
وقد لا يكون المفتي قاصداً مسايرة واقع الناس، أو الميل مع أهوائهم؛ لكنه يغفل عن مكر بعض الناس وخداعهم، وذلك في طريقة استفتاءاتهم، وصياغتها صياغة تدفع المفتي من أهل العلم إلى إجابته بما يهوى، وعن هذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : 'يحرم عليه-أي على المفتي- إذا جاءته مسألة فيها تحايل على إسقاط واجب أو تحليل محرم، أو مكر، أو خداع أن يعين المستفتي فيها، ويرشده إلى مطلوبه، أو يفتيه بالظاهر الذي يتوصل به إلى مقصوده؛ بل ينبغي له أن يكون بصيراً بمكر الناس وخداعهم وأحوالهم، ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم، بل يكون حذراً فطناً فقيهاً بأحوال الناس وأمورهم، يؤازره فقهه في الشرع، وإن لم يكن كذلك زاغ و أزاع، وكم من مسألة ظاهرها جميل، وباطنها مكر وخداع وظلم! فالغر ينظر إلى ظاهرها ويقضي بجوازه، وذو البصيرة ينفذ إلى مقصدها وباطنها، فالأول يروج عليه زغل المسائل كما يروج على الجاهل بالنقد زغل الدراهم، والثاني يخرج زيفها كما يخرج الناقد زيف النقوذ، وكم من باطل يخرجه الرجل بحسن لفظه وتنميقه وإبرازه في صورة حق! وكم من حق يخرجه بتهجينه وسوء تعبيره في صورة باطل! ومنله أدنى فطنة وخبرة لا يخفى عليه ذلك'[إعلام الموقعين، 4/ 229].
3- مسايرة واقع الأنظمة ببعض التنازلات التي تضر بالدعوة وأهلها:وهذا من أخطر ما يتعرض له أهل الدعوة والعلم والإصلاح، وبخاصة حينما يكثر الفساد، وتشتد وطأته على الناس، ويبطؤ نصر الله ويتسلط الظالمون على عباد الله المصلحين، حينئذ يجتهد بعض المهتمين بالدعوة والإصلاح، ويظهر لهم أن التقارب مع أرباب الأنظمة والسلطان والالتقاء معهم في منتصف الطريق قد يكون فيه مصلحة للدعوة وتخفيف شر عن المسلمين، وكل ما في الأمر بعض التنازلات القليلة التي يتمخض عنها بزعمهم مصالح كبيرة!!
وليس المقام هنا مقام الرد والمناقشات لهذه الاجتهادات، فيكفي في فشلها وخطورتها نتائجها التي نسمعها ونراها عند من خاضوا هذه التنازلات ورضوا بالأمر الواقع؛ فلا مصلحة ظاهرة حققوها بتنازلاتهم، ولا مفسدة قائمة أزالوها؛ ولقد حذَّر الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الركون للظالمين المفسدين أشد التحذير؛ وذلك في قوله تعالى:{وإن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَذِي أَوْحَينا إلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وإذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً [73] ولَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً [74] إذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً[75]}[سورة الإسراء] .
يعدد السياق محاولات المشركين مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأولها: محاولة فتنته عما أوحى الله إليه، ليفتري عليه غيره، وهو الصادق الأمين،لقد حاولوا هذه المحاولة في صور شتى:
منها:مساومتهم له أن يعبدوا إلهه في مقابل أن يترك التنديد بآلهتهم وما كان عليه آباؤهم، ومنها:
مساومة بعضهم له أن يجعل أرضهم حراماً كالبيت العتيق الذي حرمه الله.
ومنها: طلب بعض الكبراء أن يجعل لهم مجلساً غير مجلس الفقراء.
والنص يشير إلى هذه المحاولات ولا يفصِّلها، ليذكِّر بفضل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم في تثبيته على الحق، وعصمته من الفتنة. ولو تخلى عنه تثبيت الله وعصمته لركن إليهم فاتخذوه خليلاً، وللقي عاقبة الركون إلى فتنة المشركين هذه، وهي مضاعفة العذاب في الحياة والممات دون أن يجد له نصيراً منهم يعصمه من الله.
هذه المحاولات التي عصم الله منها رسوله هي محاولات أصحاب السلطان مع أصحاب الدعوات دائماً، محاولة إغرائهم لينحرفوا-ولو قليلاً- عن استقامة الدعوة وصلابتها، ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها في مقابل مغانم كثيرة، ومن حملة الدعوات من يفتن بهذا عن دعوته؛ لأنه يرى الأمر هيناً؛ فأصحاب السلطان لا يطلبون منه أن يترك دعوته كلية، إنما هم يطلبون تعديلات طفيفة ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق.
وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة، فيتصور أن خير الدعوة في كسب أصحاب السلطان إليها، ولو بالتنازل عن جانب منها! ولكن الانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق، وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسيراً، وفي إغفال طرف منها-ولو ضئيلاً- لا يملك أن يقف عند الذي سلم به أول مرة؛ لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء!
4 - مسايرة ركب الغرب في بعض ميادين من قِبَلِ دعاة العصرانية من أبناء المسلمين:
إن الحديث عن العصرانية والعصرانيين يطول، ولكن يكفي أن نذكر هنا ما يتعلق بموضوعنا وهو الحديث عن فتنة المسايرة، ولا أحسب العصرانيين من بني قومنا إلا وقد أركسوا في هذه الفتنة، وظهرت عليهم في أجلى صورها، وهم لا يعترفون بأنها مسايرة؛ ولكنهم يسمونها تجديداً وتطويراً يناسب العصر، وتحت هذا المسمى يقضون على كثير من الثوابت الشرعية، ويتحللون من شرع الله باسم التطوير وهو في الحقيقة مسايرة للواقع الغربي، وتقليد أعمى، وانبهار بإنجازاته المادية، بل الهزيمة النفسية أمامه؛ والغريب في أمر هؤلاء أنهم يرفضون التقليد، ويشنعون على من يقلد سلف الأمة ويتبعهم، وعلى من يبقى على الموروث لا يتجاوزه ولا يطوره، ثم هم في الوقت نفسه يسقطون في تقليد الغرب، ومحاكاته بصورة لا تدع مجالاً للريب والشك؛ وهم الذين يتشدقون بالعقلانية ورفض التقليد!!
ويعرِّف الدكتور الزنيدي العصرانية بقوله:'هي التأقلم مع المعطيات الاجتماعية والعلمية المتجددة في كل عصر، وربط الإنسان في فرديته وجماعيته بها في دائرة التصور البشري'. ويتحدث الأستاذ محمد حامد الناصر عن بعض شذوذات العصرانيين في ميادين الفقه فيقول: 'لقد خرج العصرانيون علينا بفقه غريب شاذ، يريد تسويغ الواقع المعاصر لإدخال كثير من القيم الغربية في دائرة الإسلام؛ ذلك أن موقفهم من النصوص الشرعية عجيب؛ فإذا كانت الآية واضحة الدلالة، والأحاديث النبوية المتواترة قالوا: إن هذه النصوص كانت لمناسبات تاريخية لا تصلح لعصرنا الحاضر، وإذا كانت أحاديث آحاد؛ قالوا: لا يؤخذ من خبر الآحاد تشريع، ولا تبنى عليه عقيدة، أو ألغوا بعض الأحاديث الصحيحة بحجة أنها سُنَّة غير تشريعية، ثم يتهمون الفقهاء بالجمود وضيق الأفق!! إن هذه التجاوزات لو أخذ بها لن تترك من ثوابت الإسلام إلا وحاولت مسخه أو تشويهه. ومن شذوذاتهم:
1- رفضهم تطبيق الحدود التي فيها رجم، أو ***، أو قطع عضو إلا بعد الإصرار والمعاودة والتكرار، ويأتون بِشُبَهٍ من هنا وهناك.
2- إباحتهم الربا في البنوك بحجة الحفاظ على اقتصاد البلاد، وأن الربا المحرم عندهم هو الربح المركب.
3 - موقفهم من المرأة، والدعوة إلى تحريرها بزعمهم، ودعوتهم لها إلى محاكاة المرأة الغربية في عاداتها، وإلى الثورة على الحجاب الشرعي وتعدد الزوجات، يقول محمد عمارة: 'إن تعدد الزوجات وتتابع الزواج، واتخاذ السراري والجواري من سمات عصر الإقطاع والدولة الإقطاعية' . والترابي يقصر الحجاب على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ثم راحوا يسوغون الاختلاط بين الرجال والنساء بعد أن زينوا للمرأة الخروج من بيتها.
4- أحكام أهل الذمة:كما يرى العصرانيون أن أحكام أهل الذمة كانت لعصر غير عصرنا وهي الآن لا تناسب عصرنا!!'.
ولكن الأستاذ الناصر يوضح مفهومهم للتجديد والتطوير قائلاً: 'إن مزاعم التجديد التي رفع هؤلاء لواءها كشفت الحقيقة جلية، وهي أن التجديد لديهم يعني تطوير الدين على طريقة عصرنة الدين عند اليهود والنصارى'. ولذلك فإن التجديد عندهم يعني: هدم العلوم المعيارية: أي علوم التفسير المأثور وأصوله، وعلم أصول الفقه، وعلم مصطلح الحديث.
ويعني: رفض الأحاديث الصحيحة جزئياً أو كلياً بحجة ضرورة ملاءمتها لعقولهم ولمصلحة الأمة، وظروف العصر الحاضر.
ويعني: رفض السنة غير التشريعية أي: فيما يخص شؤون الحكم والسياسة، وأمور الحياة والمجتمع عموماً.
التجديد عندهم يعني: الانعتاق من إسار الشريعة إلى بحبوحة القوانين الوضعية، التي تحقق الحرية والتقدم، ولذلك هاجموا الفقه والفقهاء بلا هوادة.
الاجتهاد والتجديد عندهم يعني: تحقيق المصلحة وروح العصر.
مما سبق يتبين خطر هذه البدعة الجديدة، وأن أصلها مسايرة الواقع، والانهزامية أمام ضغطه مصحوباً ذلك بالجهل بالإسلام أحياناً، وبالهوى والشهوة أحياناً كثيرة.
الآثار الخطيرة لمسايرة الواقع وسبل النجاة منها:
1- الآثار الدنيوية: وذلك بما يظهر على المساير من فقدان الهوية، وذوبان الشخصية الإسلامية، وبما يتكبده من معاناة في جسده ونفسه وماله وولده، وهذه كلها مصادر شقاء بخلاف المستسلم لشرع الله، الرافض لما سواه، المنجذب إلى الآخرة فلا تجده إلا مطمئناً ينظر: ماذا يرضي ربه فيفعله، وماذا يسخطه فيتركه، غير مبالٍ برضى الناس، أو سخطهم.
2 - الآثار الدينية: وهذه أخطر من سابقتها؛ وذلك أن المساير لواقع الناس، المخالف لشرع الله يتحول بمضيِّ الوقت، واستمراء المعصية إلى أن يألفها، ويرضى بها، ويختفي من القلب إنكارها، وما وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
والمسارعين فيها، والمتبعين لكل ناعق، وترك مخالطتهم إلا لدعوتهم، أو ما تدعو الحاجة إليه؛ لأن المجالسة تؤول إلى المؤانسة والمجانسة.
3 - التفقه في الدين، والبصيرة في شرع الله: لأن المسايرة عند بعض الناس تنبع من جهل بالشريعة وأحكامها ومقاصدها، مع أن أكثر المسايرين المخالفين للشريعة إنما يدفعهم إلى المسايرة الهوى والضعف

رمضان كريم 2
04-09-2010, 09:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ثانيا: بالنسبة للشيخ القرضاوى فلا نذكى على الله احدا هو عالم يقرا فقة الواقع بتمعن وفهم ووعى


نعم ثم نعم ثم نعم يا استاذى الكريم يجوز ان نعمل بفتوى فضيلة الدكتور شيخ الازهر بعتبارة رجل مفكرا
وعالم جليلا يصدر فتواة طبقا لما اطلع علية من ادلة من الكتاب او السنة او الاجماع سواء اكان اجماعا قديما او اجماع معاصرا
فهو اذن مجتهد ان اصاب فلة اجران وان اخطا فلة اجر واحد
اما نحن فناخد بفتواة باعتبارة هو مسؤل عنا
والذى لا يجوز هو كلامكم واخذ رائ الادارة بمنع فتواة فانتم بذالك ت***ون الرجل بعد وفاتة
وهو شيخا للازهر الشريف
كما لا يجوز لحضراتكم التحدث عن فضيلة الشيخ بهذا الاسلوب
فما معنى مجهول العين وغيرة من هذة الامور


جزاك الله خيرا وهل فى كلامى طعنا فى الدكتور يوسف القرضاوى أو فى شيخ الأزهر نسأل الله أن يرحمه
أرجو المعذرة أخى أنت دخلت وتصديت للرد ولم تعرف حتى من المقصود بالكلام المقصود هو من فى ركن الاسلام سؤال وجواب المسمى فى المنتدى بالاستاذ الدكتور
وأما عن الشيخين السالف ذكرهما فنحن لا ندعى العصمة لأحد وكل يؤخذ من قوله ويرد فنحن لم نتعرض لهذا ولا ذاك بلمز أو غمز كل ما ذكر فى التعقيب على الفتوى أن ناقل الفتوى نقل كلاما لفضيلة الشيخ القرضاوى دون نسبته اليه وقص جزءا من الكلام ولم يراعى السياق الذى اورد فيه الشيخ القرضاوى الكلام فكان كمن قال ويل للمصلين وسكت وكان حقيقا به نسب العلم لأهله ونقل رأى الشيخ كاملا

وأما قولك مجهول الحال والعين فيأخى هذه ليست سبه أو شتمه فكل من لا يعرف من هو فهو مجهول لمن لا يعرفه وهذا اللفظ شائع فى كلام أهل العلم وخاصة المحدثون منهم وظنى جزاك الله خيرا أنك لم تقرأ حرفا مما كتب أو قرأت على عجل

رمضان كريم 2
04-09-2010, 09:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
(( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
والاستاذ الدكتور نحسبه على خير فهو
أستاذ دكتور بجامعة الأزهر
علاوة على انه يجتهد فى فتواه
وللمجتهد أجران إن اصاب وأجر إن أخطأ .........
جزاكم الله خيرا ولكن هل أهل الذكر مجهولون وكيف لى أن أعرف أنه منهم أو لا كيف أقدم للإفتاء رجلا لايكاد أحد فى المنتدى يعرف من هو ولا علمه وفقهه وأما كونه أستاذ بجامعة الأزهر مع كل التقدير للآزاهرة وهى جامعة ولادة وبكل خير ولكن هذا ليس بمسوغ لقبول فتواه والعمل بها وخاصة ما ظهر منها على صفحات المنتدى فيما نقلت أعلاه مخالفا جل علماء العصر والمجامع الفقهية بلا أدنى دليل يؤيد به كلامه .

وأقول أخيرا أنا لم أنقل هذا لحدوث بلبلة أو لعداء بينى وبين الرجل فوالله لا أعرف من هو ولكن لأمانة هذا الدين المحمل فى أعانقنا وهو ملقى على عاتقكم بشكل أكبر وأنتم مدانون أمام الله عما يقدم هذا الرجل
وإن كان من أهل العلم وأخطأ فلابد من التنويه على خطأه فالعلماء تناولوا ردودا على أفاضل على رأسهم الأئمة الأربعة وأظهروا خطأهم فى الاستدلال ومع هذا لا يقلل هذا من شأن أحدهم ولكن ليس لأنه أستاذ دكتور يسوغ لى قبول فتواه بدون تحرى ولا اظهار لما بها من زيف وبعد عن الحق .
ولكن كما قلت للمجتهد أجان ان أصاب وأجر إن أخطأ ولكنى لست ملزما ولا ألزم غيرى بمتابعته فى خطأه .

وأرجع فأقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " وهذه أمانة أحملها فى أعناقكم اتقوا الله فى رواد المنتدى من الشباب الصغير الذى فى معظمه لا يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب فى الفتوى فبدلا من أن أقدم لهم أخطاء فى الدين لابد وأن أسعى لتدينهم بصحيح الدين ولا يضرنا أبدا كمنتدى أن نحيل على غيرنا من المنتديات الموثوقة دينيا والتى يشرف عليها علماء أجلاء طبقت شهرتهم الآفاق ومعروفا عنهم الورع والتقوى ولا نزكيهم على الله كمراكزالفتوى فى اسلام ويب وموقع الاسلام سؤال وجواب والمنتدى فى المقام الأول منتدى تربوى وليس منتدى للفتيا وجزاكم الله خيرا .....اللهم إنى قد أعذرت

ممدوح مصطفى الانصارى
04-09-2010, 02:19 PM
هذه هى ضوابط المشاركة فى القسم
اذكر حضراتكم بها
بسم الله الرحمن الرحيم
أنشئ هذا القسم ليساعد
أعضاءنا في الرد على أسئلتهم
واستفساراتهم في مجال الدين .
ضوابط المشاركة هي :
1- يضع العضو السؤال
2- يقوم الأستاذ الدكتور بالتفضل بالإجابة
على السؤال ثم غلق الموضوع .
فالرد هو فتوى لا يجوز التعقيب عليها
ولا يجوز الافتاء والرد من غير أهل الذكر والفتوى
ومن أراد أن يستزيد فعليه بالتوجه إلى
مصادر أخرى للإفتاء .
وجزى الله الأستاذ الدكتور خير الجزاء
على ما سيبذله معنا من جهد ووقت وعلم .

صوت الامة
04-09-2010, 04:35 PM
السلام عليكم
الاخ الكريم رمضان كريم
اشكرك اولا لقرائتك لما كتبت

ثانيا: الانسان الداعية هو يدعو الى الله دائما بالحكمة والموعظة الحسنة لا بتهام المعارضين لة بالدهماء والغوغاء او الجهل كما ذكرتم

ثالثا: حينما تكلمت عن الامام ابى حنيفة كفقية لم اغفل مطلقا مننهجة ولم اغفل انة يفهم الكتاب والسنة فهما دقيقا جيدا
ولكن اردت ان اقول انة عمل بالرئ رغم فهمة للكتاب والسنة بحيث لا يتصادم رائية مع كتاب او سنة

وحينما تكلمت عن الامام الشافعى فانا افهم تماما منهجة وافهم انة الف الام ولة رسائل اخرى تنم عن فهم دقيق وفكر حاذق للكتاب والسنة الا انة لم يتصادم مع الواقع فى ظل فهمة للكتاب والسنة

رابعا: الداعية الى الله اخى الكريم سمح فى تعبيراتة جميل فى اسلوبة وانت والحمد لله فيك هذة السمة الا انك مغال كثير فى فهمك للكتاب والسنة وتنسى ان للقياس والاستصحاب والاستحسان والمصالح المرسلة بعد الكتاب والسنة لهم دخل فى التشريع فى المسائل التى لم يرد فيهال نص صريح من كتابا او سنة ويمكننا ان نقول فى المسائل المستحدثة التى لم تكن على عهد الامة رضوان الله عليهم فللعلماء العاملين الذين لهم امكانية الاجتهاد ان يجتهدو ويلجئو الى مثل هذة المصادر تطبيقا لاحكام الشرع واعمالا للاحكام حتى لا تتعطل الامور ويصبح الناس فى غيبة فى امرهم

خامسا: حينما تحدثت عن فقة الواقع لم اصادر دليلا من كتابا او سنة وانما اردت الا يكون واقعنا جافا يتعارض مع الانظمة ايا كانت فيمل الناس من جفوة التشريع ومع ذالك يا اخى الكريم انا احرص كل الحرص على الا يتصادم فقة الواقع مع كتاب الله وسنة رسولة
فهما بالنسبة لنا الحياة الكاملة واسمع الى قولة صلى الله علية وسلم (ان الدين يسر وما شاد الدينااحدا الا غلبة فسددو وقاربو )
وقولى صلى الله علية وسلم(ان المنبت لا ارض قطع ولا ظهرا ابقى) وفقنا الله لفهم الكتاب والسنة ولفهم مصادر التشريع التى تهئ لنا واقع مريح فى ظل شرعنا الحنيف

سادسا: اما عن فهمى لكلامك عن شيخ الازهر والدكتور القرضاوى فهذا ما فهمة من كلامك ولم اقصد اتهامك بانك ضد هذين الشيخين
والحقيقة باننى لم اقرا فتاوى الاستاذ الدكتور الذى تتحدث عنة بل ظننت انة شيخنا وشخ الاسلام والازهر رحمة الله
فعزا على هذا الخطا الغير مقصود وعلى العموم الرجل يتسند الى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى وينقل منة
فالشيخ يوسف عالم لا يستطيع احد ان يتكلم عنة ماشاء الله ربنا يحفظة ويبارك لنا فية


سابعا: فانا معك فى ان الداعية لا بد لة من تغير الواقع ولكن بشرط الا يكون مستئنثا وان يدعو الى الله وهو مؤمن بما يقول مطبقا لشرع الله مبتغيا بذالك وجة الله وصلاح المجتمع

رمضان كريم 2
04-09-2010, 04:49 PM
أنشئ هذا القسم ليساعد
أعضاءنا في الرد على أسئلتهم ( النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد }
واستفساراتهم في مجال الدين .
ضوابط المشاركة هي :
1- يضع العضو السؤال
2- يقوم الأستاذ الدكتور بالتفضل بالإجابة
على السؤال ثم غلق الموضوع .
فالرد هو فتوى لا يجوز التعقيب عليها ( قال الشافعى رحمه الله " رأينا صواب يحنمل الخطأ ورأى غيرنا خطأ يحتمل الصواب " وما زال العلماء يردون على الفتاوى البعيدة عن الحق سلفا وخلف "
ولا يجوز الافتاء والرد من غير أهل الذكر والفتوى
( والحمد لله نحن لم نأت بشئ من كيسنا فى الرد على شطط الاستاذ الدكتور بل نقلنا أقوال أفاضل وأكابر العلماء واللجان ممن عرف عنهم العلم والفتوى ومعرفون للقاصى والدانى وأحلنا للمصدر "
ومن أراد أن يستزيد فعليه بالتوجه إلى
مصادر أخرى للإفتاء . ( كلمة حق فليس المنتدى مصدر موثوق للقتوى )
وجزى الله الأستاذ الدكتور خير الجزاء
على ما سيبذله معنا من جهد ووقت و................. .

الحمد لله رب العالمين فى الأسطر التالية أوضح قاعدة من أصول الاسلام وسماحة هذا الدين ومن هدى نبينا صلى الله عليه وسلم وهى أن الحق يقبل من أى أحد دون الالتفات لشخص لقائل فالاستاذ الدكتور ليس بمعصوم ولا أرى أن الأخوة يعطوه صلاحيات لم يعطها أئمة الدين أن فتاويه لا يعقب عليها ويغلق الموضوع فنحن نحترمه ونجله ولكن إذا أخطأ نظهر خطأه لأن الحق أحب الينا منه ولا عبرة لجناب القائل اذا خالف الحق ولو أصاب الدكتور الحق فى فتاويه ما رددنا عليه مع جهلنا التام لمن يكون
الحق يقبل من أي جهة جاء

الحق يقبل لكونه موافقًا للدليل ، فلا أثر للمتكلم به في قبوله أو رفضه ؛ ولهذا كان أهل السنة يقبلون ما عند جميع الطوائف من الحق ، ويردون ما عندها من الباطل ، بغض النظر عن الموالي منها أو المعادي .
قال تعالى : ( فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (البقرة 213) .
وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " . . . اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
قال ابن القيم رحمه الله : فمن هداه الله - سبحانه - إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان ، ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ، ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه ، فهو ممن هدى الله لما اختُلف فيه من الحق .
[ص-9] وقال تعالى :( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) (المائدة 8) ، ومن العدل فيهم قبول ما عندهم من الحق .
وهكذا أدبنا القرآن الكريم حين ساق كلام بلقيس- وقت كفرها - ثم وافقها عليه ؛ قال تعالى-حكاية عنها- :( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ) قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) (النمل 34) .
ولما دلّ الشيطان أبا هريرة - رضي الله عنه - إلى آية الكرسي لتكون له حرزًا من الشيطان ، وذلك مقابل فكه من الأسر ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب .
وقد قبل عليه الصلاة والسلام الحق من بعض اليهود ففي سنن النسائي عن قتيلة - امرأة من جهينة - أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولون ما شاء الله ثم شئت .
بل يقبل الحق وإن جاء على لسان البهائم ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها التفتت إليه البقرة فقالت : إني لم أخلق لهذا ولكني إنما خلقت للحرث فقال الناس : سبحان الله تعجبا وفزعا أبقرة تكلم ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإني أومن به وأبو بكر وعمر قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى استنقذها منه فالتفت إليه الذئب فقال له من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري فقال الناس سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أومن بذلك أنا وأبو بكر وعمر .
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول : اقبلوا الحق من كل من جاء به ، وإن كان كافرًا-أو قال فاجرًا- واحذروا زيغة الحكيم ، قالوا : كيف نعلم أن الكافر يقول كلمة الحق؟ قال : إن على الحق نورًا .
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ولكنّ الحق يقبل من كل من تكلم به " .
[ص-10] ولا شك أن رسوخ مثل هذه المعاني في أذهان المسلمين من أكبر الدوافع إلى الإذعان للحق والرضوخ له مهما كان قائله ، ويجعل المسلم مستسلمًا للحق دومًا ، قابلًا له ، وهذا من شأنه أن يقضي على التعصب المقيت الذي يحمل صاحبه إلى المنابذة والإصرار على الباطل ، لا لشيءٍ إلا لأن القائل بالحق ليس من جماعته أو حزبه أو لربما بلده ، وهذا هو عين الإرهاب الفكري حيث يصبح المرء أحادي النظرة ، نابذًا لآراء جميع مخالفيه ، غير مستعدٍ لأن يتمعن في مقولتهم فضلًا عن أن يقبلها .
إن من شأن التربية القرآنية أن تزيل كل الحواجز التي تقف بين المسلم وقبول الحق ، فإن قبول الحق متى بان خير من التمادي في الباطل ، ولا غضاضة ولا منقصة عليه في ذلك ، فإذا كان سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه قد قبل ذلك الحق من اليهودي ، فكيف بآحاد المسلمين ممن يلوح له الحق على لسان من هو خير من ذلك اليهودي .


أسأل الله أن يكشف عنا الزيغ والزلل وأن يهدنا سبلنا ويبصرنا بأمور ديننا وأن يولى أمورنا خيارنا إنه ولى ذلك والقادر عليه

رمضان كريم 2
04-09-2010, 05:03 PM
السلام عليكم
الاخ الكريم رمضان كريم
اشكرك اولا لقرائتك لما كتبت

ثانيا: الانسان الداعية هو يدعو الى الله دائما بالحكمة والموعظة الحسنة لا بتهام المعارضين لة بالدهماء والغوغاء او الجهل كما ذكرتم

ثالثا: حينما تكلمت عن الامام ابى حنيفة كفقية لم اغفل مطلقا مننهجة ولم اغفل انة يفهم الكتاب والسنة فهما دقيقا جيدا
ولكن اردت ان اقول انة عمل بالرئ رغم فهمة للكتاب والسنة بحيث لا يتصادم رائية مع كتاب او سنة

وحينما تكلمت عن الامام الشافعى فانا افهم تماما منهجة وافهم انة الف الام ولة رسائل اخرى تنم عن فهم دقيق وفكر حاذق للكتاب والسنة الا انة لم يتصادم مع الواقع فى ظل فهمة للكتاب والسنة

رابعا: الداعية الى الله اخى الكريم سمح فى تعبيراتة جميل فى اسلوبة وانت والحمد لله فيك هذة السمة الا انك مغال كثير فى فهمك للكتاب والسنة وتنسى ان للقياس والاستصحاب والاستحسان والمصالح المرسلة بعد الكتاب والسنة لهم دخل فى التشريع فى المسائل التى لم يرد فيهال نص صريح من كتابا او سنة ويمكننا ان نقول فى المسائل المستحدثة التى لم تكن على عهد الامة رضوان الله عليهم فللعلماء العاملين الذين لهم امكانية الاجتهاد ان يجتهدو ويلجئو الى مثل هذة المصادر تطبيقا لاحكام الشرع واعمالا للاحكام حتى لا تتعطل الامور ويصبح الناس فى غيبة فى امرهم

خامسا: حينما تحدثت عن فقة الواقع لم اصادر دليلا من كتابا او سنة وانما اردت الا يكون واقعنا جافا يتعارض مع الانظمة ايا كانت فيمل الناس من جفوة التشريع ومع ذالك يا اخى الكريم انا احرص كل الحرص على الا يتصادم فقة الواقع مع كتاب الله وسنة رسولة
فهما بالنسبة لنا الحياة الكاملة واسمع الى قولة صلى الله علية وسلم (ان الدين يسر وما شاد الدينااحدا الا غلبة فسددو وقاربو )
وقولى صلى الله علية وسلم(ان المنبت لا ارض قطع ولا ظهرا ابقى) وفقنا الله لفهم الكتاب والسنة ولفهم مصادر التشريع التى تهئ لنا واقع مريح فى ظل شرعنا الحنيف

سادسا: اما عن فهمى لكلامك عن شيخ الازهر والدكتور القرضاوى فهذا ما فهمة من كلامك ولم اقصد اتهامك بانك ضد هذين الشيخين
والحقيقة باننى لم اقرا فتاوى الاستاذ الدكتور الذى تتحدث عنة بل ظننت انة شيخنا وشخ الاسلام والازهر رحمة الله
فعزا على هذا الخطا الغير مقصود وعلى العموم الرجل يتسند الى فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى وينقل منة
فالشيخ يوسف عالم لا يستطيع احد ان يتكلم عنة ماشاء الله ربنا يحفظة ويبارك لنا فية


سابعا: فانا معك فى ان الداعية لا بد لة من تغير الواقع ولكن بشرط الا يكون مستئنثا وان يدعو الى الله وهو مؤمن بما يقول مطبقا لشرع الله مبتغيا بذالك وجة الله وصلاح المجتمع


جزاكم الله خيرا ولكن حتى الآن لم يلتفت أى منكم لما نقلت أنا لا أذرى على شخص الا ستاذ الدكتور ولكننا مأمورون باتباع الحق وظهاره الفتاوى التى انتقدت على الاستاذ الدكتور خالف فيها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وأقوال الائمة قدامى ومعاصرين وما انتقدت عدم وجود أدنى دليل يؤيد ما رام اليه وجعله يرد هذه الفتاوى ونحن نقول بفقه الواقع لكن مع عدم التحلل من صحيح الدين فالاسلام حاكم غير محكوم ونحن أسرى لنصوص الشريعة نجتهد فيها لتطبيقها فى عصرنا لا لردها بحجة فقه الواقع وأما القياس والاستصحاب مما ذكرت فهى أدلة شرعية لا تقوم بذاتها الا اذا استندت لصحيح المنقول من كتاب وسنة ونحن لا نعظم الرجال فكل يؤخذ من قوله ويرد بل نعظم الدليل وليست العصمة لأحد بعد الرسول وا أنكرت هو أن الاستاذ الدكتور لا يكاد يعرفه أحد فى المنتدى ويفتى ويخالف ما عليه عمل الأئمة ونحن لا نعرف حتى إن كان من أهل العلم أم لا وهذا ما أنكرته ونحن يا أخى الفاضل لا نبغى الا توصيل الدين الصحيح للشباب بالمنتدى وكان لزاما توضيح خطاه غى الفتوى فهو حبيب ولحق أحب وجزاكم الله كل الخير