مشاهدة النسخة كاملة : شرح النص الثاني فلسفة الحياة الصف الثالث الإعدادى 2010/2011


adel elshamy
09-09-2010, 01:51 PM
شرح النص الثاني فلسفة الحياة


إليكم شرح القصيدة كاملة من شعر التأمل الفلسفي" فلسفة الحياة "إيليا أبو ماضي




النصوص من شعر التأمل الفلسفي فلسفة الحياة
إيليا أبو ماضي
_التعريف بالشاعر:
إيليا أبو ماضي من كبار شعراء المهجر ، ولد بقرية ( المحيدثة ) بلبنان سنة 1889م وعندما بلغ العاشرة من عمره ، هاجر إلى مصر يطلب فيها حياة طيبة لم يجدها في لبنان واتجه إلى القراءة والتحرير في الصحف وظهرت شاعريته مبكرة ، فأصدر ديوانه الأول ( تذكار الماضي ) سنة 1911 ، وجرى فيه على طريقة البارودي والشعر العربي التقليدي .
ثم هاجر إلى أمريكا سنة 1912 م ومكث بها أربع سنوات لا يقول شعراً ، ولعله كان مشغولاً بتدبير عيشه ، ثم انضم إلى الرابطة القلمية بنيويورك حين تأسست سنة 1920 ، وفي سنة 1929 أصدر مجلة ( السمير ) ثم حولها إلى جريدة يومية ، ونشر سنة 1921 ديوانه ( الجداول ) ، وفي سنة 1940 ديوانه ( الخمائل ( .
وقد أتاحت له هجرته إلى أمريكا ثقافة ودراسة عميقة للحضارة الغربية والعربية وتكونت له منهما شخصية واضحة المعالم، قوية الملامح ، وهو يصوغ الشعر معبراً عن نفسه وعن المجتمع الذي يعيش فيه ، ويتأمل الحياة وما فيها من صنوف الخير والشر ويعرض ذلك عرضاً صادقاً ، ونجد في شعره كثيراً من النظرات التأملية في الحياة وفي أسرار الوجود والنفس الإنسانية ، توفي سنة 1957 ، وقد نشر ديوانه ( تبر وتراب ) بعد وفاته _مناسبة القصيدة :
كان إيليا أبو ماضي يشفق على المتشائمين الذين ينظرون إلى الحياة بمنظار أسود ويعمون عن كل ما تحفل به الحياة من متعة وبهجة ولا يقدرون ما أسبغ الله عليهم من نعم لا تعد ولا تحصى ، وكان يرى أن الكآبة إنما يخلقها الإنسان لنفسه بينما في استطاعته أن يعيش سعيداً ، وهو في هذه القصيدة يدعو إلى التفاؤل والأمل والابتعاد عن التشاؤم بأسلوب فلسفي تأملي أشرك فيه مظاهر الطبيعة المختلفة للاستمتاع بالحياة ونبذ الشكوى والخوف من الموت
التفاؤل والاستمتاع بالحياة
1- أيهــــــــــــذا الشاكي وما بِكَ داء كيفَ تغْدُو إذا غَـــــــدوتَ عليلا
2- إنّ شــــرّ الجناة في الأرض نفــــسٌ تتوقّى قبل الرحيـــــلِ الرَّحيلا
3- وترى الشـــــــوكَ في الورُودِ وتعمى إن ترى فوقها النـــــّدى إكليــلا
4- والذي نفسُهُ بِغيـــــــــــــــرِ جمال لا يرى في الحياةِ شيئاً جميــــلا
5- فتمتّعْ بالصُّبحِ ما دُمــــــــــــتَ فيهِ لا تخفْ أنْ يزولَ حتّى يــــزولا

المفردات
1- أيهذا الشاكي : أي هذا أيها الشاكي ، الشاكي : المخبر بسوء أصابه ، داء ( دوأ ): مرض وجمعها أدواء ، تغدو : تصبح ، عليلا : مريضاً .
2- الجناة : جمع جان ، وهو المذنب المقترف جريمة ، تتوقى : يتحذر ، الرحيل : المغادرة والمراد الموت.
3 - تعمى : تصاب بالعمى : أي عدم رؤية الأشياء ، الندى : قطرات الماء المتكاثفة في أوائل الصباح على النبات ، إكليلا ( كلل ): تاج والجمع أكاليل .
5- تمتع بالصبح : استمتع بمطلع النهار ، يزول : ينقشع ويذهب .
الشرح
1- يتعجب الشاعر من الإنسان الذي يشتكي من الحياة ولم يصب بمرض متوجها إليه بنظرة تأملية فكيف يكون حاله إذن عندما يمرض .
2- فإن شر المذنبين في الأرض من يتحذر الموت ويخافه ويظل حبيساً لهذه الفكرة قبل أن يحن موعدها
3-إن نظرتك التشاؤمية للحياة جعلتك لا ترى في الوردة سوى الشوك ولا تتمتع بجمال الندى على أوراقها كالتاج على رأس الجميلة .
4- فالإنسان الذي لا يجعل الجمال من عناصر نفسه لا يرى في الكون شيئاً جميلا .
5- ويدعو الشاعر هذا المتشاءم بأن يستمتع بمطلع النهار الجديد طالما أنه موجود فيه ومن عناصره متفاعلا معه متفائلا بالحياة حتى يذهب وحده كطبيعة الأشياء .
مواطنالجمال
×أيهذا الشاكي وما بك داء : أسلوب نداء الغرض منه التعجب
×ما بك داء : أسلوب خبري الغرض منه التقرير
×كيف تغدو إذا غدوت عليلا : أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التعجب .
×ما بك داء / عليلا : طباق سلب ، قيمته الفنية توضيح المعنى وإبرازه بالمتناقضات .
×البيت الثاني : الأسلوب خبري الغرض منه التقرير ويمكن اعتبار البيت حكمة
×الرحيل : كناية عن الموت وترك الحياة .
×الرحيل الرحيلا : تكرار كلمة الرحيل لتوضيح المعنى وإبرازه ، والتكرار يعطي نغمة موسيقية جميلة .
×ترى ، تتوقى استخدام الفعل المضارع دلالة على تجدد واستمرارية النظرة التشاؤمية والخوف المشوب بالحذر
×تري / تعمى : طباق لتوضيح المعنى وإبرازه .
×ترى فوقها الندى إكليلا : شبه الندى فوق أوراق الوردة بالتاج الموضوع على الرأس لزينتها .
×البيت الرابع : أسلوب خبري الغرض منه التقرير ويعد أيضاً بيت حكمة
تمتع بالصبح : أسلوب إنشائي أمر الغرض منه النصح والإرشاد
×لا تخف : أسلوب إنشائي نهي الغرض منه النصح والإرشاد
×استخدم الشاعر في البيت الخامس ( تخف ، يزول ، يزولا ) أفعالا مضارعة للدلالة على الخوف المتجدد من زوال السعادة من الحياة .
الطيور أدركت بفطرتها قيمة الحياة
6- أدركتْ كُنْهها طيورُ الرّوابي فمنَ العـــار أنْ تظلَّ جهولا
7- تتغنّى والصقر قد ملك الجـوَّ عليها والصائــدونَ السّبيلا
8- تتغنّى وعمرها بعضُ عـــامٍ أفتبكي وقدْ تعيشُ طويــلا
9- فاطلب اللّهوَ مثلما تطلُبُ الأطـــــــــيارُ عندَ الهجيرِ ظلاً ظليلا
10- وتعلم حُبَّ الطبيعة منـها واتركِ القالَ للورَى والقيـلا

المفردات
6- أدركت : عرفت بفطرتها ، كنهها : حقيقتها ، الروابي : مفردها رابية : وهو ما ارتفع من الأرض ، العار (عير ): السبة والعيب ، جهولا: لاتعلم .
7- الصقر : من الطيور الجارحة ، ملك : تحكم في الأمر ، السبيلا : الطريق والمراد السماء .
9- اللهو : اللعب والمتعة ، الهجير : حر الظهيرة ، ظلا : مكان ليس فيه شمس
10- القال والقيل : الكلام غير النافع الذي يبعدك عن اجتلاء الجمال .
الشرح
6- يقرر الشاعر أن الطيور بفطرتها أدركت حقيقة أمرها واستمتعت بالروابي ومن العيب عليك أيها المتشاءم أن تظل جاهلا بحقيقتك التي فطرك الله عليها .
7- فالطيور تحلق في السماء وتستمتع بوقتها وقد امتلأت السماء بالصقور والأرض بالصائدين الذين يطلبون هذه الطيور .
8- وهذه الطيور لا تعبأ بهم وتستمر في استمتاعها وهي تعلم أن عمرها لن يتعدي أشهر قليلة من العام فلماذا تندب أنت حظك باكيا مع انك ستعيش عمراً طويلاً .
9- فالتمس في حياتك كل ما يسعدها مثل ما تفعل الطيور وارتاح مثلها تماماً عندما تلتمس الظل وقت اشتداد الحر .
10- تأمل للطيور وحياتها وتعلم منها حب الحياة والاستمتاع بمباهج الطبيعة واترك كلام الناس غير النافع الذي يبعدك عن اجتلاء الجمال من حولك .
مواطن الجمال
×أدركت كنهها طيور الروابي : جعل الطيور تعقل وتتأمل وتدرك وتعي حقيقة خلقها وفي ذلك إعطاء ما لايعقل صفة العاقل .
×فمن العار أن تظل جهولا : أسلوب خبري الغرض منه التوبيخ واللوم .
×الصقر قد ملك الجو : كناية عن القوة والسيطرة
×تتغنى وعمرها بعض عام : استخدم كلمة بعض للدلالة على صغر سنها ، وهي كناية عن التفاؤل والسعادة
×أفتبكي وقد تعيش طويلا : أسلوب إنشائي استفهام الغرض منه التعجب
×فاطلب اللهو ، تعلم حب الطبيعة منها ، اترك القال للورى والقيل : أساليب إنشائية أمر الغرض منها النصح والإرشاد
×تطلب الأطيار عند الهجير ظلاً ظليلا : كناية عن الراحة والاستمتاع بكل وقت يمر علينا .
الحياة ليستمكاناً للشقاء
11- أنتَ للأرضِ أولاً وأخيـــــراً كنت مَلكا أو كنتَ عبداً ذليـــلا
12- كلُّ نجمٍ إلى الأفــــــولِ ولكنْ آفةُ النَّجمِ أن يخافَ الأفــــــولا
13- فإذا ما وجدتَ في الأرض ظلاً فتفيَّأ به إلى أن يحــــــــــــــولا
14- وتوقع إذا السماء اكفهــرت مطراً في السهولِ يُحيي السهو لا
15- ما أتينا إلى الحيـــاة لنشقى فأريحوا أهلَ العقولِ العقـــــولا
16- كلُّ من يجمعُ الهمـومَ عليه أخذتهُ الهمومُ أخذاً وبيـــــــلا

المفردات
11- ذليلا : وضيعا.
12- الأفول : الغروب والزوال، آفة ( أوف): عيب ونقص .
13- ظلا : الظل ظل الشيء خياله ، تفيأ : استظل به ، يحولا : يتحول لمكان آخر.
14- اكفهرت : غضبت ، السهول : مفردها سهل وهي الأرض المنبسطة .
15- نشقى : نتعب ونتألم ، أهل العقول : أصحاب العقول .
16- الهموم : مفردها :هم ، وهي المصائب والأحزان ، أخذته : قضت عليه ، وبيلا : وخيم العاقبة .
الشرح
11- يبين الشاعر أن الحياة ليست مكانا للشقاء الإنساني حيث أن الإنسان مآله إلى التراب مهما كان ملكا أو عبدا. 12- وأن النجم لا بد وأن يدرك حقيقة أنه لا محالة زائل.
13- ويدعو المتشاءم بالاستمتاع بكل لحظة تمر عليه فإذا وجد بقعة ظليلة وقت الهجير فليستظل بها ولا يفكر في كون الظل سيتحول عنها
14- وعندما يرى غضبة السماء يتوقع نزول المطر بالخير ولا يتوقع الشر.
15- منها فنحن لم نأت إلى الحياة للشقاء والتعاسة وعلى كل من يملك عقلا أن يدرك ذلك ويريح عقله من التفكير.
16- فكل إنسان يجمع الهموم والأحزان ويجعلها شغله الشاغل في النهاية ستقضي عليه هذه الهموم وتسحقه .
مواطن الجمال
×أولا وأخيرا ، ملكا وعبدا : طباق يوضح المعنى ويبرزه
×البيت الحادي عشر : أسلوب خبري الغرض منه التقرير .
×البيت الثاني عشر أسلوب خبري للتقرير ولكن : تفيد الاستدراك
×آفة النجم أن يخاف الأفولا : استعارة مكنية شبه النجم بالانسان الذي يخاف .
×البيت الثالث عشر أسلوب شرط وعلاقة الشطر الثاني بالشطر الأول نتيجة بسبب .
×السماء اكفهرت : استعارة مكنية شبه السماء بالانسان الغاضب
×مطرا يحيي السهولا : مجاز مرسل علاقته اعتبار ما سيكون .
×ما أتينا إلى الحياة لنشقى : أسلوب خبري للتقرير .
×العقول العقولا تكرار كلمة العقول لتوضيح المعنى وإبرازه ، والتكرار يعطي نغمة موسيقية جميلة ×يجمع الهموم : استعارة مكنية شبه الهموم بالشيء المادي الذي يجمع .
×أخذته الهموم أخذا وبيلا : استعارة مكنية شبه الهموم بالمقاتل القوي الذي يسحق ما أمامه .
×البيت السادس عشر بيت حكمة
دعوة الشاعر للإنسان لكي يكون مصدراً للجمال
17- كنْ هَــــــــــزاراً في عشِّه يتغنّى ومع الكَبْــــــلِ لا يُبالي الكُبولا
18-لا غراباً يطاردُ الـــــدود في الأر ضِ وبُوماً في الليل يبكي الطّلولا
19- كُنْ غَديراً يسيرُ في الأرضِ رَقرا قاً فيسقي عن جانبيْهِ الحقـــولا
20-لا وعــــاءً يقيّد المــــــــاءَ حتَّى تستحيلَ المياه فيهِ وحــــــــولا
21-كنْ معَ الفجرِ نسمةً تُوسع الأز هارَ شماً وتارةً تقبيــــــــــــــلا
22-لا سمــوما منَ السوافي اللواتي تملأُ الأرضَ في الظلامِ عَويـــــلا
23-ومعَ الليلِ كــوكباً يُؤنسُ الغا باتِ والنهرَ والرُّبى والسّهـــولا
24- لا دُجى يكرهُ العــــوالمَ والنا سَ فيُلقي على الجميعِ سُــــدولا
25- أيَّهذا الشـــــاكي وما بك داءٌ كُنْ جميلا تَرَ الوجودَ جميــــــلا

المفردات
17- هزارا : طائر صغير الحجم صوته عذب ، الكبل : القيد جمع ( كبول ) ، يبالي : يهتم .
18-الطلولا : بقايا الديار المندثرة .
19-غديرا : نهرا عذبا ، رقراقا : تَرَقْرَقَ الشيء: تلألأ ولمع والمراد الصفاء والنقاء .
20- وعاء : إناء : تستحيل : تتحول ، وحولا : رديئة .
21- نسمة : ريحا خفيفة
22- سموما : رياح حادة تصحبها الغبار ، السوافي : جمع سافية وهي الريح المثيرة للغبار والرمال ، عويلا : رفع الصوت بالبكاء .
23- يؤنس : يسري ، والإيناس عكسه الإيحاش .
24- دجى : ظلام دامس ، سدولا : مفردها ( سدل ) وهي الأستار .
الشرح
يعقد الشاعر مقارنة بين المتفاءل والمتشاءم ويحث الناس أن تكون مصدرا للتفاؤل ،
17- فيطلب من الإنسان أن يكون كالعصفور الذي يتغني سعيدا في كل وقت حتى وهو محبوسا في القفص.
18- ولا يكون متشاءما كالغراب الذي قبل الذل باحثا عن دودة الأرض طعاما له أو كالبومة التي تنعب ليلا باكيه على الأطلال .
19- يطلب من الإنسان أن يكون مثل النهر الصافي الذي يسقي الحقول على جانبيه فيحيي الأرض ويبث فيها السعادة فيشرق بالأمل في الأخر.
20- ولا يكون مثل الإناء الذي حبس فيه الماء حتى صار راكدا آسن يستحيل الانتفاع به .
21- و يطلب من الإنسان أن يكون مثل نسمة الفجر العليلة التي تمتع الطبيعة والزهور بالشم والتقبيل فتضفي عليها السعادة والنشوة.
22- ولا يكون كالرياح الحارة المحملة بالغبار فتملأ الأرض خوفا ورهبة وصياحا وعويلا
23- ويطلب من الإنسان أن يكون كوكبا منيرا يسري الغابات والنهر والربى والسهول في وقت الليل.
24- ولا يكون كالظلام الحالك الذي يكره العالم بأسره فيغطيه بالأستار كأنه الميت.
25- ثم يدعو الشاعر هذا الإنسان بأن يجعل الجمال في نفسه فسيرى الوجود جميلا ويسعد به دون شقاء وألم قائلا له " كن جميلا ترى الوجود جميلا " .
مواطن الجمال
×كن هزارا في عشه يتغنى : أسلوب إنشائي أمر الغرض منه النصح والإرشاد
وشبه الإنسان المتفائل بالطائر المغرد الذي لا يبالي القيود ويستمتع بالحياة .
×لا غرابا ......... وبوما ......... شبه الإنسان المتشائم بالغراب الذي قبل الذل مطاردا دودة الأرض وكذلك البوم الذي ينعق باكيا على ما مضى ، والغراب والبوم رمزا للتشاؤم .
×كن غديرا ............ أسلوب إنشائي أمر الغرض منه النصح والإرشاد
وشبه الإنسان المتفائل بالنهر العذب الصافي الذي يشع الحياة فيما حوله من حقول .
×لا وعاء يقيد الماء: استعارة مكنية شبه الوعاء بالإنسان الذي يقيد الماء فيحد من حركته ، كما شبه الماء بالإنسان الذي قيد بوثاق فلا يستطيع الحركة .
وقد شبه الإنسان المتشاءم بإناء الماء الذي يحيل الماء الصافي إلى أسن .
×كن مع الفجر نسمة : أسلوب إنشائي أمر الغرض منه النصح والإرشاد .
يشبه الإنسان المتفائل بالنسمة التي تداعب الأزهار .
×لا سموما ............. تشبيه الإنسان المتشائم بريح السموم ؛ تلك الرياح التي تثير الغبار وتقضي على الحياة وتسبح في الفضاء مثيرة الهم والحزن .
×ومع الليل كوكبا يؤنس الغابات ...... شبه الإنسان المتفائل بالنجم المتألق في السماء وقت الليل فيرسل الأنس والاطمئنان .
×لا دجى يكره ............ شبه الإنسان المتشائم بالليل الموحش الذي يطمس معالم كل شيء .
وسر جمال التشبيهات السابقة يكمن في تشخيص الشاعر المعنويات مما أضفى عليها عنصر الحركة .
> نقد القصيدة>الشاعر والتجربة:
نجد في شعر أبي ماضي قوة وحياة وحب للطبيعة ، كما نلمس أيضاً أبعاداً فلسفية . فالحياة في نظره واقع على الإنسان أن يعيشه كما هو . فهو يؤمن نوعاً ما بالقضاء والقدر . ومن هذه النظرة التأملية للحياة أراد الشاعر أن يدعونا من خلال هذه القصيدة إلى التفاؤل والأمل والابتعاد عن التشاؤم بأسلوب فلسفي تأملي أشرك فيه مظاهر الطبيعة المختلفة للاستمتاع بالحياة ونبذ الشكوى والخوف من الموت .
الأفكار :
أفكار النص سهلة واضحة مترابطة تميل للتحليل والتعليل والمقارنة والاستقصاء حيث يبدأ بالدعوة للتفاؤل والبعد عن التشاؤم ينتقل من خلالها للتدليل على صحة دعواه من خلال الطبيعة وبعض مظاهرها ثم يقارن بين مظاهر الطبيعة التي تبعث في النفس الأمل والفرح والسعادة وبين مظاهر أخري تبعث في النفس اليأس والحزن والكآبة ويستخلص من كل ذلك حقيقة دعواه أن الإنسان عندما يجعل الجمال عنصراً من حياته سيرى كل شيء جميلا .
العاطفة :
تسيطر على الشاعر عاطفة الإنكار والتفاؤل والأمل وقد كان لهذه العاطفة أثرها في التعبير والتصوير
الألفاظ :
استخدم الشاعر ألفاظاً سهلة لخدمة معانيه ، ذات ظلال وإيحاءات دقيقة ، وفي نسق تعبيري جميل ، ونجده أكثر في ذم التشاؤم والمشائمين .
الصور والأخيلة :
لجأ الشاعر إلى التصوير باستخدام المقابلة بين صورتين إحداهما مشرقة تنبض بالحياة والحركة والأخرى عابسة تدعو إلى اليأس وذلك ليحبب إلى نفوسنا الإشراق والابتسام . فكانت الصور وتشخيص المعنويات هي المعين للشاعر في إبراز عواطفه .
المحسنات االبديعية :
جاءت طبيعية وبعيدة عن التكلف متضافرة مع الخيال في التعبير ونقل تجربة الشاعر وإغنائها وتلاءمت مع طبيعة المقارنة بين المتفائلين والمتشائمين .
الأساليب :
راوح الشاعر في أساليبه بين الجمل الخبرية والإنشائية ، حيث استخدم النداء والاستفهام والأمر والنهي لإثارة الذهن والمشاعر والأحاسيس .
الموسيقا :
تنوعت الموسيقا في الأبيات بين :
(أ) الموسيقا الخارجية : وهي تتمثل في وحدة الوزن ( بحر الخفيف ) والقافية الموحدة ( اللام المسبوقة بحرف المد)
(ب) الموسيقا الداخلية :وهي نوعان :
1- داخلية ظاهرة : تتمثل في المحسنات البديعية غير المتكلفة والمقابلات الصورية .
2- الداخلية الخفية : وتتمثل في قدرة الشاعر على اختيار الألفاظ الموحية وترتيب الأفكار وصدق العاطفة وروعة الخيال وجمال التصوير .
ونتج عن اتحاد الموسيقى الداخلية والخارجية نسمات موسيقية متدفقة رقيقة ناعمة ساهمت في نقل التجربة بوضوح .
الوحدة العضوية :
تحققت في القصيدة الوحدة العضوية المتمثلة في :
1- وحدة الموضوع : لأن الأبيات كلها تدور حول موضوع واحد هو الدعوة إلى التفاؤل والاستمتاع بالحياة .
2- وحدة الجو النفسي : فقد سيطر على الشاعر عاطفة التفاؤل والإقبال على الحياة وإنكار التشاؤم . وقد سارت كلها في اتجاه شعوري واحد .
الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر :
1-الألفاظ سهلة واضحة قريبة من لغة الحياة .
2- تتسم الأفكار بالعمق والترابط والتحليل والتعليل .
3- يجمع بين التصوير الكلي والجزئي .
4- ينوع بين الأساليب الخبرية والإنشائية .
5- المحسنات البديعية طبيعية غير متكلفة .
مظاهر القديم في النص :
1- الوزن الواحد والقافية الواحدة. 2- بعض الصور الجزئية مستمدة من القديم .
مظاهر الجديد فيالنص :
1- الموضوع جديد ( دعوة إلى التفاؤل).2- اختيار عنوان للنص تدور حوله الأفكار .
3- الامتزاج بالطبيعة وتشخيصها .4- استخدام الصور الكلية .
5- الوحدة العضوية .
المدرسة التي ينتمي إليها الشاعر :
ينتمي الشاعر إلى مدرسة المهجر الرومانسية ومن سمات هذه المدرسة :
1- التجديد في الموضوع.2-التأمل في حقائق الحياة والكون والدعوة إلى التفاؤل .
3- الاتجاه إلى الطبيعة وتشخيصها .
4-استبطان النفس الإنسانية والمشاركة الوجدانية.
5- التمسك بالوحدة العضوية.
6-التساهل في الاستعمال اللغوي.
7-الاهتمام بالصور الشعرية.
8-النزعة الروحية المأخوذة من المجتمعات الشرقية .

عادل الشامى