طريق النجاة
12-09-2010, 06:37 PM
الحضارة العربية والعالم
إن التراث الذي خلفه الأقدمون هو الذي أوصل الإنسان إلى ما وصل إليه . وجهود فرد أو جماعة في ميادين المعرفة تمهد السبل لظهور جهود جديدة من أفراد أو جماعات أخرى . ولولا ذلك ما تقدم الإنسان وما تطورت المدنيات . فاليونان قاموا بدورهم في الفلسفة و العلوم مثلاً . وكان هذا الدور ممهداً للدور الذي قام به العرب . وهو الدور الذي هيأ الأذهان والعقول للأدوار التي قام بها الغربيون فيما بعد . وما كان لأحد منهم أن يسبق الآخر بل إن الفرد كان يأخذ عن غيره من تقدمه ويزيد عليه ، فوجود ( ابن الهيثم ) ،( جابر بن حيان ) وأمثالهم ، كان ممهداً لظهور ( جاليليو ) ، ( نيوتن ) فلو لم يظهر ( ابن الهيثم ) لاضطر نيوتن إلى أن يبدأ من حيث بدأ ابن الهيثم ولو لم يظهر ( جابر بن حيان ) لبدأ ( جاليليو ) من حيث بدأ ( جابر )
وإذن فلولا جهود العرب لبدأت النهضة العربية الأوروبية في القرن الرابع عشر من النقطة التي بدأ العرب منها نهضتهم العلمية في القرن الثامن للميلاد لقد برع العرب في الرياضيات و أجادوا فيها و أضافوا إضافات أثارت إعجاب علماء الغرب ودهشتهم ، فقد اطلع العرب على حساب الهنود و أخذوا عنهم نظام الترقيم بعد أن هذبوه وكونوا من ذلك سلسلتين : عرفت إحداهما بالأرقام الهندية ، وهي التي نستعملها اليوم في الشرق العربي ، وعرفت الثانية باسم الأرقام العربية ، وقد انتشر استعمالها في المغرب والأندلس ومنها دخلت إلى أوروبا ، وهي التي نعرفها اليوم باسم الأرقام الإفرنجية .
حتى إن اللغة الإنجليزية احتفظت باستخدام المصطلح العلمي ( لوغرتم )هو تحريف لاسم ( الخوارزمي ) للتعبير عن الطريقة التي وضعها في حل المسائل . كما يحتفظ الأوروبيون بلفظ ( الجبر ) وهو مصطلح عربي أصيل ، اعترافاً بفضل العرب ، واشتغل العرب بالجبر وأتوا فيه بالعجب العجاب . وهم أول من ألف فيه بصورة علمية منظمة ، وأول من ألف فيه ( محمد بن موسى الخوارزمي ) زمن المأمون حتى صح القول : إن الخوارزمي وضع علم الجبر وعلم الحساب للناس أجمعين .
وفي الكيمياء أتى العرب بابتكارات و إضافات كانت ذات أثر كبير في تكوين مدرسة كيميائية مهمة ، ولقد عرفوا عمليات التقطير والترشيح والتذويب ، وكشفوا عن الحوامض والمركبات التي تقوم عليها الصناعات الحديثة .
وللعرب فضل كبير في إنقاذ الطب من الضياع وفي الإضافات التي أضافوها إليه ، ولهم الفضل في جعل الجراحة قسماً منفصلاً عنه وفي إنشاء المستشفيات .
وهم الذين وضعوا أسس الصيدلة ، واستنبطوا أنواعاً من الصيدلة ، واستنبطوا أنواعاً من العقاقير ، وامتازوا في معرفة خصائصها وكيفية استخدامها لمداواة المرضى ، كما أعطوا النبات خدمات كثيرة للطب والصيدلة .
وفي مطلع القرن التاسع أسس الخليفة العباسي ( هارون الرشيد ) أول مستشفى في الدولة الإسلامية على الطراز الفارسي ، وكان فيه أجنحة خاصة بالنساء ، وألحقت بهذه المستشفيات مكتبات بها كثير من الموضوعات الطبية ، وقد ظهرت المستوصفات السيارة لأول مرة في القرن الحادي عشر .
وقد وجه فلاسفة العرب الأندلسيون الفكر الأوروبي في العصور الوسطى نحو البحوث الفلسفية والدراسات المنطقية ، وأهم هؤلاء : ( ابن رشد ) و ( ابن سينا ) و ( ابن طفيل الأندلسي ) وعن طريق العرب عرفت أوروبا مؤلفات فلاسفة الإغريق كسقراط و أفلاطون .
وازدهر الفن المعماري في الحضارة العربية بصورة لم تصل إليها أية حضارة أخرى آنذاك ، وكانت أوروبا تحاكي الزخارف العربية ، وفن الخط العربي . وهكذا طوف العرب بكل فن ، وأسهموا في كل مجال بفكر عظيم وقدموا للبشرية زاداً ما زالت ترتشف رحيقه حتى الآن . لقد أبدعوا ودفعوا ركب الحضارة الغربية . وما اليقظة العلمية التي تعيش فيها أوروبا الآن إلا قبس من حضارة العرب ووهج من نورها الوضاء ، ولسنا في حاجة إلى أن نعيش عبئاً على ما حققه الأجداد ، ولكن علينا أن نتابع السير ، وأن نعمل بهمة عالية تتغلب على الصعاب .
إن التراث الذي خلفه الأقدمون هو الذي أوصل الإنسان إلى ما وصل إليه . وجهود فرد أو جماعة في ميادين المعرفة تمهد السبل لظهور جهود جديدة من أفراد أو جماعات أخرى . ولولا ذلك ما تقدم الإنسان وما تطورت المدنيات . فاليونان قاموا بدورهم في الفلسفة و العلوم مثلاً . وكان هذا الدور ممهداً للدور الذي قام به العرب . وهو الدور الذي هيأ الأذهان والعقول للأدوار التي قام بها الغربيون فيما بعد . وما كان لأحد منهم أن يسبق الآخر بل إن الفرد كان يأخذ عن غيره من تقدمه ويزيد عليه ، فوجود ( ابن الهيثم ) ،( جابر بن حيان ) وأمثالهم ، كان ممهداً لظهور ( جاليليو ) ، ( نيوتن ) فلو لم يظهر ( ابن الهيثم ) لاضطر نيوتن إلى أن يبدأ من حيث بدأ ابن الهيثم ولو لم يظهر ( جابر بن حيان ) لبدأ ( جاليليو ) من حيث بدأ ( جابر )
وإذن فلولا جهود العرب لبدأت النهضة العربية الأوروبية في القرن الرابع عشر من النقطة التي بدأ العرب منها نهضتهم العلمية في القرن الثامن للميلاد لقد برع العرب في الرياضيات و أجادوا فيها و أضافوا إضافات أثارت إعجاب علماء الغرب ودهشتهم ، فقد اطلع العرب على حساب الهنود و أخذوا عنهم نظام الترقيم بعد أن هذبوه وكونوا من ذلك سلسلتين : عرفت إحداهما بالأرقام الهندية ، وهي التي نستعملها اليوم في الشرق العربي ، وعرفت الثانية باسم الأرقام العربية ، وقد انتشر استعمالها في المغرب والأندلس ومنها دخلت إلى أوروبا ، وهي التي نعرفها اليوم باسم الأرقام الإفرنجية .
حتى إن اللغة الإنجليزية احتفظت باستخدام المصطلح العلمي ( لوغرتم )هو تحريف لاسم ( الخوارزمي ) للتعبير عن الطريقة التي وضعها في حل المسائل . كما يحتفظ الأوروبيون بلفظ ( الجبر ) وهو مصطلح عربي أصيل ، اعترافاً بفضل العرب ، واشتغل العرب بالجبر وأتوا فيه بالعجب العجاب . وهم أول من ألف فيه بصورة علمية منظمة ، وأول من ألف فيه ( محمد بن موسى الخوارزمي ) زمن المأمون حتى صح القول : إن الخوارزمي وضع علم الجبر وعلم الحساب للناس أجمعين .
وفي الكيمياء أتى العرب بابتكارات و إضافات كانت ذات أثر كبير في تكوين مدرسة كيميائية مهمة ، ولقد عرفوا عمليات التقطير والترشيح والتذويب ، وكشفوا عن الحوامض والمركبات التي تقوم عليها الصناعات الحديثة .
وللعرب فضل كبير في إنقاذ الطب من الضياع وفي الإضافات التي أضافوها إليه ، ولهم الفضل في جعل الجراحة قسماً منفصلاً عنه وفي إنشاء المستشفيات .
وهم الذين وضعوا أسس الصيدلة ، واستنبطوا أنواعاً من الصيدلة ، واستنبطوا أنواعاً من العقاقير ، وامتازوا في معرفة خصائصها وكيفية استخدامها لمداواة المرضى ، كما أعطوا النبات خدمات كثيرة للطب والصيدلة .
وفي مطلع القرن التاسع أسس الخليفة العباسي ( هارون الرشيد ) أول مستشفى في الدولة الإسلامية على الطراز الفارسي ، وكان فيه أجنحة خاصة بالنساء ، وألحقت بهذه المستشفيات مكتبات بها كثير من الموضوعات الطبية ، وقد ظهرت المستوصفات السيارة لأول مرة في القرن الحادي عشر .
وقد وجه فلاسفة العرب الأندلسيون الفكر الأوروبي في العصور الوسطى نحو البحوث الفلسفية والدراسات المنطقية ، وأهم هؤلاء : ( ابن رشد ) و ( ابن سينا ) و ( ابن طفيل الأندلسي ) وعن طريق العرب عرفت أوروبا مؤلفات فلاسفة الإغريق كسقراط و أفلاطون .
وازدهر الفن المعماري في الحضارة العربية بصورة لم تصل إليها أية حضارة أخرى آنذاك ، وكانت أوروبا تحاكي الزخارف العربية ، وفن الخط العربي . وهكذا طوف العرب بكل فن ، وأسهموا في كل مجال بفكر عظيم وقدموا للبشرية زاداً ما زالت ترتشف رحيقه حتى الآن . لقد أبدعوا ودفعوا ركب الحضارة الغربية . وما اليقظة العلمية التي تعيش فيها أوروبا الآن إلا قبس من حضارة العرب ووهج من نورها الوضاء ، ولسنا في حاجة إلى أن نعيش عبئاً على ما حققه الأجداد ، ولكن علينا أن نتابع السير ، وأن نعمل بهمة عالية تتغلب على الصعاب .