حمادة الدماطي
21-09-2010, 04:34 PM
من المنطقي والطبيعي أن الغافل عن الله أو العاصي تجده لا يذكر الله ولا يهتم بحدوده وهذا أمر خطير.. لكن الأخطر والأسوأ أن يعصي الإنسان ربه وهو يظن أنه لا يعصيه أو أنه يتحجج بآيات من القرآن أو السنة على ما يفعل أو تهوين ما يقترف ... وقد يكون الأمر الأول أكثر فرصة للتوبة ودخول الجنة ورضا الله؛ لأنه يعصي الله وهو يعلم فلربما يتوب الله عليه فيتوب توبة نصوحا.. أما الآخر فإنه لن يبحث عن هذه التوبة ولن يترك معصيته لأنه لا يعلم أنها معصية أو لأنه يفهم خطأ ..
ـ بعض الناس ـ بل للأسف أكثرهم ـ أخذوا الدين من أفواه كبار السن من العجائز أو من أفواه أشباه الشيوخ الموظفين الذين جعلوا الدين مهنة وأعملوا فيه رأيهم ..لذلك فقد يعيش الإنسان على مقولة يفهمها ويعمل بها ثم يكتشف قدرا وصدفة أنها خطأ، ولربما يصل الأمر أنها مقولة ضد الدين أو مقولة شركية... وهذا أخطر من المعصية فإن الجاهل لن يُعذر بجهله..
ـ ((خدعوك فقالوا)) ..هي إحدى مجموعة مقالات أردت فيها أن أصحح ما اختلط فهمه على الناس وانتشر كالنار في الهشيم وما أسهل ذلك على الشيطان أن ينشر الجهل والمعصية.. لقد حفظ الله لنا القرآن.. فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد حفظت لنا كتبُ السنة الستة أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحاح ـ ومع ذلك فقد خُدع الناس بالفهم الخاطيء لبعض الأحاديث وحتى بعض الآيات.. و ستكون هذه هي [/URL]الحلقة (http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101)الأولى من تصحيح المفاهيم أو خدعوك (http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101)فقالوا..
((إنما الأعمال بالنيات ))
ـ وهل هناك شك.. لا أحد يجهل صحة هذا الحديث الشريف فقد روى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمريء ما نوى..................." حديث صحيح ورد في البخاري ومسلم اللذين هما أصح الكتب.
ـ ليس الشك في صحة الحديث الذي يتداوله الكثير على ألسنتهم ولكنهم [URL="http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101"]خدعوك (http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101)فقالوا : "إنما الأعمال بالنيات" ـ فالله رب قلوب، فيجوز لك أن تفعل بعض السيئات ، أو أن تخلط الحسنات بالسيئات أو أن تعمل عملا فيه حرمة أو تعدي لحدود الله ولا يهم ..وإنما الأعمال بالنيات... فقد يسرق السارق وهو يقول لنفسه أنا أسرق من الأغنياء فقط وفي نيتي أنني سأعطي منها للفقراء وإنما الأعمال بالنيات
ومن يأخذ قرضا ربويا ليبدأ مشروعه يحسن به دخله يقول: سأبدأ مشروعا حلالا وسيعمل فيه الكثير من العاطلين وسأنفع به نفسي وغيري إذن إنما الأعمال بالنيات.. وهذا يكذب كذبة يراها بيضاء حتى لا يقع في المشاكل أو يفتضح أمره ويقول إنما الأعمال بالنيات...وهذا يصلي عندما يتذكر ولا يراه المسجد إلا قليلا مذبذب وعندما يقال له صلاة الجماعة واجبة يقول ربنا رب قلوب وإنما الأعمال بالنيات .......... وللأسف أن كل ما سبق ليس له علاقة بالحديث الشريف لا من قريب أو من بعيد...
(((إنما الأعمال بالنيات)))
لقد دلَّ الحديث الشريف أن النية معيار لتصحيح الأعمال الصالحة، فحيث صلحت النية صلح العمل وحيث فسدت النية فسد العمل... أي أن العمل الصالح لن يقبل إلا بالنية الصالحة
فلو فعل العبد خيرا يريد به أهل الدنيا كإعطاء صدقة أو الصلاة في جماعة فهو من المنافقين ولو فعل العبد خيرا يريد به الدنيا والآخرة فإن عمله مردود عليه لا يقبله الله.. تخيل خطورة الحديث
قد يقف إنسان ما على قدميه ساهرا بالساعات يقيم فيها الليل متهجدا ولكن عمله يرد عليه لا يقبله الله لأنه أراد الحسنات والجنة ولكنه أراد أيضا أن يراه الناس على هذه الحالة، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه" لذلك ذهب العلماء فقالوا: "الإخلاص أن تريده بطاعته، لا تريد سواه"
والرياء نوعان: أحدهما ألا يريد بطاعته إلا الناس والثاني أن يريد الناس ورب الناس وكلاهما محبط للعمل....ومثال ذلك مَن صلى الظهر وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه.. ولكنه طول أركانها وقراءتها وحسن هيئتها من أجل الناس.
((إنما الأعمال بالنيات)).. يحتمل إنما صحة الأعمال أو تصحيح الأعمال أو قبول الأعمال.. فمن يجلس في المسجد بعد الصلاة بنية الاستراحة لا يُثاب على هذا الوقت، أما من جلس في المسجد بعد الصلاة بنية الاعتكاف فإنه يثاب بإذن الله، فالفاصل بين الفعلين وهما واحد "النية"..
فكأن معنى الحديث: إنما قبول الأعمال والثواب عليها بالنية الخالصة لله"
ـ ولاحظ الفرق بين المعنى العظيم الذي قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وبين المعاني الغريبة التي أبتدعها كل من يفعل حراما أو يريد أن يحلل لنفسه ما يراه فيه شبه.
والله تعالى أعلى وأعلم ...
غدا .. حلقة جديدة بعنوان (الدين يسر)
ـ بعض الناس ـ بل للأسف أكثرهم ـ أخذوا الدين من أفواه كبار السن من العجائز أو من أفواه أشباه الشيوخ الموظفين الذين جعلوا الدين مهنة وأعملوا فيه رأيهم ..لذلك فقد يعيش الإنسان على مقولة يفهمها ويعمل بها ثم يكتشف قدرا وصدفة أنها خطأ، ولربما يصل الأمر أنها مقولة ضد الدين أو مقولة شركية... وهذا أخطر من المعصية فإن الجاهل لن يُعذر بجهله..
ـ ((خدعوك فقالوا)) ..هي إحدى مجموعة مقالات أردت فيها أن أصحح ما اختلط فهمه على الناس وانتشر كالنار في الهشيم وما أسهل ذلك على الشيطان أن ينشر الجهل والمعصية.. لقد حفظ الله لنا القرآن.. فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد حفظت لنا كتبُ السنة الستة أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحاح ـ ومع ذلك فقد خُدع الناس بالفهم الخاطيء لبعض الأحاديث وحتى بعض الآيات.. و ستكون هذه هي [/URL]الحلقة (http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101)الأولى من تصحيح المفاهيم أو خدعوك (http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101)فقالوا..
((إنما الأعمال بالنيات ))
ـ وهل هناك شك.. لا أحد يجهل صحة هذا الحديث الشريف فقد روى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمريء ما نوى..................." حديث صحيح ورد في البخاري ومسلم اللذين هما أصح الكتب.
ـ ليس الشك في صحة الحديث الذي يتداوله الكثير على ألسنتهم ولكنهم [URL="http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101"]خدعوك (http://www.mr-perfect.net/vb/showthread.php?t=28101)فقالوا : "إنما الأعمال بالنيات" ـ فالله رب قلوب، فيجوز لك أن تفعل بعض السيئات ، أو أن تخلط الحسنات بالسيئات أو أن تعمل عملا فيه حرمة أو تعدي لحدود الله ولا يهم ..وإنما الأعمال بالنيات... فقد يسرق السارق وهو يقول لنفسه أنا أسرق من الأغنياء فقط وفي نيتي أنني سأعطي منها للفقراء وإنما الأعمال بالنيات
ومن يأخذ قرضا ربويا ليبدأ مشروعه يحسن به دخله يقول: سأبدأ مشروعا حلالا وسيعمل فيه الكثير من العاطلين وسأنفع به نفسي وغيري إذن إنما الأعمال بالنيات.. وهذا يكذب كذبة يراها بيضاء حتى لا يقع في المشاكل أو يفتضح أمره ويقول إنما الأعمال بالنيات...وهذا يصلي عندما يتذكر ولا يراه المسجد إلا قليلا مذبذب وعندما يقال له صلاة الجماعة واجبة يقول ربنا رب قلوب وإنما الأعمال بالنيات .......... وللأسف أن كل ما سبق ليس له علاقة بالحديث الشريف لا من قريب أو من بعيد...
(((إنما الأعمال بالنيات)))
لقد دلَّ الحديث الشريف أن النية معيار لتصحيح الأعمال الصالحة، فحيث صلحت النية صلح العمل وحيث فسدت النية فسد العمل... أي أن العمل الصالح لن يقبل إلا بالنية الصالحة
فلو فعل العبد خيرا يريد به أهل الدنيا كإعطاء صدقة أو الصلاة في جماعة فهو من المنافقين ولو فعل العبد خيرا يريد به الدنيا والآخرة فإن عمله مردود عليه لا يقبله الله.. تخيل خطورة الحديث
قد يقف إنسان ما على قدميه ساهرا بالساعات يقيم فيها الليل متهجدا ولكن عمله يرد عليه لا يقبله الله لأنه أراد الحسنات والجنة ولكنه أراد أيضا أن يراه الناس على هذه الحالة، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه" لذلك ذهب العلماء فقالوا: "الإخلاص أن تريده بطاعته، لا تريد سواه"
والرياء نوعان: أحدهما ألا يريد بطاعته إلا الناس والثاني أن يريد الناس ورب الناس وكلاهما محبط للعمل....ومثال ذلك مَن صلى الظهر وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه.. ولكنه طول أركانها وقراءتها وحسن هيئتها من أجل الناس.
((إنما الأعمال بالنيات)).. يحتمل إنما صحة الأعمال أو تصحيح الأعمال أو قبول الأعمال.. فمن يجلس في المسجد بعد الصلاة بنية الاستراحة لا يُثاب على هذا الوقت، أما من جلس في المسجد بعد الصلاة بنية الاعتكاف فإنه يثاب بإذن الله، فالفاصل بين الفعلين وهما واحد "النية"..
فكأن معنى الحديث: إنما قبول الأعمال والثواب عليها بالنية الخالصة لله"
ـ ولاحظ الفرق بين المعنى العظيم الذي قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وبين المعاني الغريبة التي أبتدعها كل من يفعل حراما أو يريد أن يحلل لنفسه ما يراه فيه شبه.
والله تعالى أعلى وأعلم ...
غدا .. حلقة جديدة بعنوان (الدين يسر)