مشاهدة النسخة كاملة : عبود الزمر يدعو الى التصويت للمعارضة، والإخوان يرحبون ويطالبون الحكومة بالإفراج عنه


عاشقة الاسلام والمسلمين
27-09-2010, 03:12 PM
دعا عبود الزمر، احد أبرز القيادات الإسلامية والذي ما زال محبوساً منذ 29 عامًا في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 من خلف أسوار الزنزانة التي يقيم بها جموع المصريين للإقبال على صناديق الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها نهاية نوفمبر المقبل للتصويت لصالح مرشحي جماعة الإخوان المسلمين وقوى المعارضة
وقال عبود في رسالة نقلتها عنه زوجته إن العمل على دحر الحزب الحاكم عن سدة الحكم التي يحتكرها منذ عقود ثلاثة لهو واجب شرعي ينبغي أن تتكاتف من أجله الأمة.
وأضاف ان خطوة كتلك تعد من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهما يحسب للأمة خيريتها. ولقي بيان الزمر ترحيبا بين قيادات الإخوان المسلمين وبين عدد من المراقبين الذين ينظرون للزمر باعتباره عدوا قديما لجماعة الإخوان المسلمين والتي لطالما واجه قياديوها اتهامات بالعمالة الأمنية من قبل الحركات والجماعت الإسلامية والجهادية وعلى مدار عقدين من الزمان ظل قيادات تلك التنظيمات ينظرون بريبة تجاه اشتغال الإخوان بالسياسة والبرلمان قبل أن يغيروا من مواقفهم ويطالبوا الجماهير باللجوء للانتخابات من أجل الوصول للسلطة.
ويشير البيان الذي نقلته أم الهيثم زوجة عبود الزمر والتي كانت تعتزم ترشيح نفسها في الانتخابات البرلمانية المقبلة قبل أن تتراجع نتيجة لنصيحة زوجها ورموز في الجماعة الإسلامية 'إلى أن صعود تيار معارض لسدة الحكم خلفاً للحزب الحاكم من شأنه أن يفتح نوافذ الحرية المغلقة منذ حقب طويلة ظلت فيها السلطة رهينة محبس الحزب الحاكم الذي كمم الأفواه وأشارت أم الهيثم إلى أن الزمر وإن رفض خوضها الانتخابات البرلمانية المقبلة إلا أنه لا يعترض على ترشيح المعارضة للنساء في الكوتة المخصصة للنساء في الانتخابات المقبلة'.
ويرى سلفيون أن قبول الزمر السماح للمرأة بالدخول في معترك السياسة يعد تحولاً كبيراًعلى فكر الحركات الجهادية والتي كانت تنظر لسماح الإخوان للمرأة بدخول البرلمان والسعي نحو تقلد المناصب بأنه يناقض الشرع.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' اكد الدكتور ضياء رشوان المتخصص في فكر الجماعات الجهادية بمركز الدراسات السياسية أن قرار الزمر لا يعد جديداً فهو منذ زمن بات يدعو للخروج على الحزب الحاكم واللجوء لصناديق الانتخابات من اجل التحول الديمقراطي والوصول للحظة التغيير التي يطالب بها معظم المصريين.
أضاف رشوان إن عبود سعى للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لذا فإن نهجه ليس جديداً.
وحول ما إذا كانت دعوته ستحظى بقبول بين الناخبين قال رشوان ربما تجد صدى بين عدة آلاف أمما بالنسبة لجموع المصريين فهم لا يعرفون عبود او غيره فهم غارقون تحت عجلة الحياة القاسية. وحول ما يمكن أن يفعله عبود وهو خلف القضبان قالت أم الهيثم انّ زوجها قام بما يستطيع وما يمليه عليه ضميره فقد دعا المصريين لانتخاب تحالف مرشحي الإخوان المسلمين والمعارضة؛ لأن الواجب الشرعي في الوقت الحالي يقضي بتقليل نفوذ الحزب الوطني الديمقراطي.
ونقل مصدر مقرب من الزمر لـ'القدس العربي' إنه يطمح لأن تنجح المعارضة في إحراز نجاح ولو نسبي في الانتخابات القادمة'.
يذكر أن عبود تعرض للنقد لكونه يراهن على إمكانية التغيير عبر صناديق الانتخابات.
وفي هذا السياق قال ضياء رشوان لـ'القدس العربي' إذا كان يثق في ذلك فهو حالم وذلك لأنه ينبغي أن يدرك بأن النظام لن يتخلى عن السلطة بسهوله فهو يدرك بأن مصر قلعته التي يستحيل لغيره أن يتولى سدتها.
جدير بالذكر أن الزمر يرى إن ترشح المرأة للانتخابات قضية محل خلاف بين الفقهاء المعاصرين.. وإن المسألة المختلف فيها بين العلماء يكون العمل بأحد الرأيين مشروعا ولا يصح إنكار فريق على الفريق الآخر.
وأوضحت زوجة الزمر أن زوجها وشقيقها طارق الزمر، المحبوسين على ذمة قضية اغتيال الرئيس السادات، رجّحَا عدم مشاركتها في الانتخابات البرلمانية للأسباب التي وردت في البيان المعلن وقالا: 'إن هناك وسائل وآليات تعبير نقوم بها وهي تكفي لتحقيق أهدافنا في المرحلة الحالية'.
وكانت أم الهيثم قد أعلنت الأسبوع الماضي أنّ زوجها رفض أن تخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة لأن الموقف الأمريكي مساند للنظام المصري بشكل كامل ولن يلتفت إلى حجم التزوير المتوقع؛ لأن من مصلحته بقاء النظام الموالي للولايات المتحدة والداعم لإسرائيل في المنطقة، كما أنّ حالة التردّي السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحول دون تحقيق البرنامج الانتخابي الذي وضعته الأسرة وكانت تطمح لأن ينجح.
أضافت ان انتخابات مجلس الشورى التي جرت في يونيو الماضي، 'قد ظهر فيها تزوير واسع لإرادة الجماهير ولصالح الحزب الوطني بما يدلّ على سوء النوايا في انتخابات مجلس الشعب لكونها الأكثر أهمية، كما أن الحكومة المصرية غير جادة في مسيرة الإصلاح وهو أمر يعوق دور النواب في المجلس لكون الأغلبية المتوقعة عن طريق التزوير ستكون مانعاً لتحقيق الهدف المنشود.
ونفت أن يكون للبيان الذي أصدره الدكتور ناجح إبراهيم القيادي في الجماعة الإسلامية ودعاها فيه لعدم الترشح للانتخابات البرلمانية دور في تراجعها عن الترشح، وقالت: 'كنت أنتظر رأي الشيخ عبود وقد زُرْته في السجن وأطلعته على الموقف وقرّر عدم الترشح'.
وأشارت 'أم الهيثم' أن تراجعها عن الترشح لانتخابات مجلس الشعب لا يتعلق لرفض أو تحريم مسألة ترشح المرأة فى الانتخابات التي لا تزال محل اجتهاد ومحل خلاف بين الفقهاء المعاصرين.
وأكدت أن عبود قال لها أن مسألة مشاركة المرأة فى الانتخابات والتي لا يزال العلماء مختلفين حولها لا يعني أن أحد الرأيين صحيح وان رأى الفريق الآخر غير شرعي، وشددت على أن زوجها لا يعارض على الإطلاق ترشح المرأة لمقاعد 'الكوتة النسائية' التي كانت تعتزم المنافسة عليها. ونقلت عن زوجها فتوى تتضمن نداء ومناشدة إلى الشعب لانتخاب مرشحي القوى السياسية والوطنية والإخوان وأحزاب المعارضة والعمل على تحجيم نفوذ الحزب 'الوطني' وتواجده لمجلس الشعب والمجالس النيابية، وأكدت فتواه أن هذا العمل هو من الواجبات الشرعية خلال هذه المرحلة.
يذكر أن عبود الزمر كان قد تقدم بأوراق ترشحه إلى أول انتخابات رئاسية تعددية أجريت في مصر أواخر 2005 إلا أنه تم رفض قبول أوراق ترشحه بسبب عدم انطباق شروط الترشح عليه.
وأعرب عدد من قيادات الإخوان عن ترحيبه بدعوة الزمر للناخبين بالتصويت للمعارضة ومن جانبه أعرب حمدي حسن النائب عن الإخوان في البرلمان عن حق الزمر في ان يطلق سراحه بعدما قضى في السجن قرابة ثلاثين عاما واعتبر دعوته للجماهير للانتخاب المعارضة والإخوان بأنها مهمة معرباً عن أمله في أن تترك هذه الدعوة صدى في الشارع.

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today%5C26qpt36.htm&arc=data%5C2010%5C09%5C09-26%5C26qpt36.htm