حمادة الدماطي
28-09-2010, 03:38 PM
قد لا نعجب من أن رجلا قد أصبح يوم من الأيام وزير للمعارف قد تمخَّض الفكر من عقله وأنتج لنا سيرته الذاتية المسماة بـ(الأيام)
وقد لا نعجب من أن رجلا هو عميد الأدب العربي قد قدح زناد فكره ليطلَّ علينا بهذه الغمامة السوداء التي سماها الأيام.
قد لا نعجب من كل ذلك، ولكن العجب كل العجب من أن معظم رواد الأدب والنقد في عصره قد اعتبروا هذه السيرة من أرقى وأعظم السير الذاتية التي أُلفت....
والعجب كل العجب عندما تسمع أراء كثير من الساسة وأصحاب المعالي الرفيعة يتباهون بأنهم يعشقون قراءة تلك السيرة الفريدة.......... وأية سيرة!!!!
لم يكن كتاب الأيام لعميد الأدب العربي مجرد كتاب فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع، كتاب خالي من أي أدب فريد أو مضمون مفيد فحسب، بل هي سيرة تحمل بين دفتيها ما لا يعد ولا يحصى من السلبيات العقلية والشخصية والأدبية بل والدينية.
يبدأ طه حسين سيرته معلنا أنه قد ألَّفها للعميان أمثاله؛ لتكون لهم حافزا ودافعا أمام معوقات الحياة، وأنا أحييه وأثني عليه في ذلك إن كان يقصد بالعميان هنا عميان العقل والبصيرة الذين لا يستطيعون أن يفرقوا بين الغث والثمين بين النور والظلام.
وأنت تقرأ كتاب الأيام "السوداء" تشعر وكأنك أمام قصة حياة رجل يكره كل من حوله، لا يحمل في قلبه إلا الحقد والحسد والبغض لكل من حيا بجواره حتى أن الأرانب البريئة لم تسلم من هذا الحقد، تتعجب وأنت بين سطورها العفنة أن طه حسين يروي لك سيرة إنسان قد سكنت بداخله أمهات الأمراض النفسية التي تودي بصاحبها إلى الجنون لا إلى منصب رفيع كوزير للمعارف.
يحكي عن طفولته البائسة وعن المعاملة السيئة التي يجدها أحيانا من والديه وعندئذ تندهش عيناك وتشمئز أذنك عندما تراه يصرِّح أن السبب في سوء المعاملة أنه أعمى.
ثم لا يستحي ـ ومثله لا يعرف الحياء أو لا يعرفه الحياء ـ من أن يذكر أنه بذيء اللسان جبان.. فما إن تنفرج عقدة ذهابه إلى الكتَّاب تجده يتطاول بما لذَّ وطاب مما يمتلك من الألفاظ النابية، يتطاول على من له الفضل عليه في تعليمه... وماذا تراه قد علمه.. علَّمه القرآن وحفظه إياه.. فكانت مكافأته ما استقر في صدر طه حسين عميد الأدب العربي من الغل والحقد والبغض.
وما لبث أن صار شابا... وأمثال هؤلاء عندما يكبرون يكبر داخلهم ما وقر في صدورهم من أمراض القلوب... ولكن حظ عميد الأدب من الشر كان عظيما، فبعد أن كان الحقد والحسد والغل والبغض حشائش صغار مع صغر صاحبها.. نجد نباتا قد مدَّ جذوره قويا في صدر هذا المدعيّ... إنه نبات النفاق قد ألقى بذوره عندما أراد أن يكون عالما... وللأسف ليس حبا في العلم ولا رغبة فيه أو إذعانا لسنة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن للعلم مع طه حسين شأن آخر، فقد أراد أن يكون عالما فقط؛ لكي ينال مكانة كبيرة بين أهله وقريته كمكانة أخيه.... فيُحمل على الأعناق وتزغرد النساء وتقام الأفراح ويصبح ـ والعياذ بالله ـ خليفة النبي ـ وما أجهله!! وما أقبحه!!
ما أقبح هذا العلم عندما يكون مطية ليرتفع الناس على أعناق الناس! وما أقبح هذا العلم عندما يكون الهدف منه مدح الناس لا رب الناس! وما أقبح هذا العلم حتى ولو وصل إلى العالمية حتى ولو وصل إلى درجة الشهادة العليا من باريس في التاريخ اليوناني..... وسبحان الله! ما العلاقة التي تجمع الأدب العربي بالتاريخ اليوناني؟؟ ولماذا يصبح مَن حصل على شهادة الغرب في التاريخ اليوناني عميدا للأدب العربي..؟!!! ألا تجد ذلك مثل رجل حصل على شهادة عليا في النحو العربي فجعلوه مدربا للمنتخب الوطني .......... {ويخلق ما لا تعلمون}
الغريب أنك لابد وأنت قارئ جيد لكتاب الأيام أن تكره كل الذين لم يحالفهم الحظ وقابلوا طه حسين في حياته....ولِم لا؟؟ وهو لم يذكر شخصا إلا أعابه... فهذا أخوه الذي كان يتركه وحيدا شريدا في حجرة مظلمة... وهؤلاء شيوخه في الأزهر منهم الحافي التي تقشفت قدماه وهذا آخر يأكل بِنَهم وشره... وثالث يعلم الطلبة بحذاء قدمه ورابع جبان يطرح أرائه ثم يرجع فيها.
كلهم هكذا... هذا هو الأزهر في عين طه حسين وهؤلاء هم أساتذتهِ
ثكلتك أمك وفقدنا أمثالك يا عميد الأدب العربي.... الأزهر هو الذي وقف ضد الشيعة وحافظ على السنة وكان دائما منبرا لكل عظيم ..رجاله هم الذين كانوا يقودون الشعب المصري أمام أي احتلال غاصب.. ويلك من الكذب
كان الأزهر بالنسبة لعميد الأدب سجنا وأي سجن.. ألم يكن يجزع من أنه كان يأكل فيه خبزا مطحونا بأرجل الصراصير... وكان أساتذته مفتولي العضلات لا يهمهم سوى الفول والمخلل... أتعلمون الآن ِلمَ يتجرأ عامة الناس على العلم والعلماء؟
هكذا ينظر أهل الدنيا إلى الدنيا... ولو كان يذهب للعلم والفقه لما كانت نفسه ستذهب حسرات من خبز الأزهر... لو كان قلبه يشبع من معنى التوحيد وأصول الفقه لما جاعت بطنه من طعام فانٍ
انتهت حياة طه حسين بلا رجعة... ولكن الرجل أبى إلا أن يترك للأجيال إرثا يدُّبون بأقدامهم في مخاطه... ويملئون عقولهم بأمراضه .. إرثا أدبيا عظيما يتباهى به الجهلاء والرويبضة
وهذا غيض من فيض من مساوئ الأيام السوداء... وقد لُمت نفسي كثيرا.... كيف لم أذكر محاسن الرجل على غرار "اذكروا محاسن موتاكم"... فراجعت نفسي وبحثت بدقة عن محاسنه؛ لأذكرها فوجدت شيئا عجيبا .... وجدت أن الأيام السوداء لطه حسين هي أفضل محاسنه....
وقد لا نعجب من أن رجلا هو عميد الأدب العربي قد قدح زناد فكره ليطلَّ علينا بهذه الغمامة السوداء التي سماها الأيام.
قد لا نعجب من كل ذلك، ولكن العجب كل العجب من أن معظم رواد الأدب والنقد في عصره قد اعتبروا هذه السيرة من أرقى وأعظم السير الذاتية التي أُلفت....
والعجب كل العجب عندما تسمع أراء كثير من الساسة وأصحاب المعالي الرفيعة يتباهون بأنهم يعشقون قراءة تلك السيرة الفريدة.......... وأية سيرة!!!!
لم يكن كتاب الأيام لعميد الأدب العربي مجرد كتاب فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع، كتاب خالي من أي أدب فريد أو مضمون مفيد فحسب، بل هي سيرة تحمل بين دفتيها ما لا يعد ولا يحصى من السلبيات العقلية والشخصية والأدبية بل والدينية.
يبدأ طه حسين سيرته معلنا أنه قد ألَّفها للعميان أمثاله؛ لتكون لهم حافزا ودافعا أمام معوقات الحياة، وأنا أحييه وأثني عليه في ذلك إن كان يقصد بالعميان هنا عميان العقل والبصيرة الذين لا يستطيعون أن يفرقوا بين الغث والثمين بين النور والظلام.
وأنت تقرأ كتاب الأيام "السوداء" تشعر وكأنك أمام قصة حياة رجل يكره كل من حوله، لا يحمل في قلبه إلا الحقد والحسد والبغض لكل من حيا بجواره حتى أن الأرانب البريئة لم تسلم من هذا الحقد، تتعجب وأنت بين سطورها العفنة أن طه حسين يروي لك سيرة إنسان قد سكنت بداخله أمهات الأمراض النفسية التي تودي بصاحبها إلى الجنون لا إلى منصب رفيع كوزير للمعارف.
يحكي عن طفولته البائسة وعن المعاملة السيئة التي يجدها أحيانا من والديه وعندئذ تندهش عيناك وتشمئز أذنك عندما تراه يصرِّح أن السبب في سوء المعاملة أنه أعمى.
ثم لا يستحي ـ ومثله لا يعرف الحياء أو لا يعرفه الحياء ـ من أن يذكر أنه بذيء اللسان جبان.. فما إن تنفرج عقدة ذهابه إلى الكتَّاب تجده يتطاول بما لذَّ وطاب مما يمتلك من الألفاظ النابية، يتطاول على من له الفضل عليه في تعليمه... وماذا تراه قد علمه.. علَّمه القرآن وحفظه إياه.. فكانت مكافأته ما استقر في صدر طه حسين عميد الأدب العربي من الغل والحقد والبغض.
وما لبث أن صار شابا... وأمثال هؤلاء عندما يكبرون يكبر داخلهم ما وقر في صدورهم من أمراض القلوب... ولكن حظ عميد الأدب من الشر كان عظيما، فبعد أن كان الحقد والحسد والغل والبغض حشائش صغار مع صغر صاحبها.. نجد نباتا قد مدَّ جذوره قويا في صدر هذا المدعيّ... إنه نبات النفاق قد ألقى بذوره عندما أراد أن يكون عالما... وللأسف ليس حبا في العلم ولا رغبة فيه أو إذعانا لسنة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن للعلم مع طه حسين شأن آخر، فقد أراد أن يكون عالما فقط؛ لكي ينال مكانة كبيرة بين أهله وقريته كمكانة أخيه.... فيُحمل على الأعناق وتزغرد النساء وتقام الأفراح ويصبح ـ والعياذ بالله ـ خليفة النبي ـ وما أجهله!! وما أقبحه!!
ما أقبح هذا العلم عندما يكون مطية ليرتفع الناس على أعناق الناس! وما أقبح هذا العلم عندما يكون الهدف منه مدح الناس لا رب الناس! وما أقبح هذا العلم حتى ولو وصل إلى العالمية حتى ولو وصل إلى درجة الشهادة العليا من باريس في التاريخ اليوناني..... وسبحان الله! ما العلاقة التي تجمع الأدب العربي بالتاريخ اليوناني؟؟ ولماذا يصبح مَن حصل على شهادة الغرب في التاريخ اليوناني عميدا للأدب العربي..؟!!! ألا تجد ذلك مثل رجل حصل على شهادة عليا في النحو العربي فجعلوه مدربا للمنتخب الوطني .......... {ويخلق ما لا تعلمون}
الغريب أنك لابد وأنت قارئ جيد لكتاب الأيام أن تكره كل الذين لم يحالفهم الحظ وقابلوا طه حسين في حياته....ولِم لا؟؟ وهو لم يذكر شخصا إلا أعابه... فهذا أخوه الذي كان يتركه وحيدا شريدا في حجرة مظلمة... وهؤلاء شيوخه في الأزهر منهم الحافي التي تقشفت قدماه وهذا آخر يأكل بِنَهم وشره... وثالث يعلم الطلبة بحذاء قدمه ورابع جبان يطرح أرائه ثم يرجع فيها.
كلهم هكذا... هذا هو الأزهر في عين طه حسين وهؤلاء هم أساتذتهِ
ثكلتك أمك وفقدنا أمثالك يا عميد الأدب العربي.... الأزهر هو الذي وقف ضد الشيعة وحافظ على السنة وكان دائما منبرا لكل عظيم ..رجاله هم الذين كانوا يقودون الشعب المصري أمام أي احتلال غاصب.. ويلك من الكذب
كان الأزهر بالنسبة لعميد الأدب سجنا وأي سجن.. ألم يكن يجزع من أنه كان يأكل فيه خبزا مطحونا بأرجل الصراصير... وكان أساتذته مفتولي العضلات لا يهمهم سوى الفول والمخلل... أتعلمون الآن ِلمَ يتجرأ عامة الناس على العلم والعلماء؟
هكذا ينظر أهل الدنيا إلى الدنيا... ولو كان يذهب للعلم والفقه لما كانت نفسه ستذهب حسرات من خبز الأزهر... لو كان قلبه يشبع من معنى التوحيد وأصول الفقه لما جاعت بطنه من طعام فانٍ
انتهت حياة طه حسين بلا رجعة... ولكن الرجل أبى إلا أن يترك للأجيال إرثا يدُّبون بأقدامهم في مخاطه... ويملئون عقولهم بأمراضه .. إرثا أدبيا عظيما يتباهى به الجهلاء والرويبضة
وهذا غيض من فيض من مساوئ الأيام السوداء... وقد لُمت نفسي كثيرا.... كيف لم أذكر محاسن الرجل على غرار "اذكروا محاسن موتاكم"... فراجعت نفسي وبحثت بدقة عن محاسنه؛ لأذكرها فوجدت شيئا عجيبا .... وجدت أن الأيام السوداء لطه حسين هي أفضل محاسنه....