مشاهدة النسخة كاملة : روضة الشعر و الأدب


الصفحات : [1] 2

مجدي هكر
30-12-2008, 08:29 PM
http://www.s7r.net/vb/images/smilies/s7r%20(4).gifبرنامج الموسوعة الشعريه عبارة عن برنامج يضم جميع الشعراء أصحاب الشعر العربي القديم
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/7/3/0/1/new.gifhttp://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/7/3/0/1/new.gif
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/7/3/0/1/new.gif
http://www.moon15.com/vb/image.php?u=1626&dateline=1043522062http://www.moon15.com/vb/image.php?u=1626&dateline=1043522062http://www.moon15.com/vb/image.php?u=1626&dateline=1043522062http://www.moon15.com/vb/image.php?u=1626&dateline=1043522062http://www.moon15.com/vb/image.php?u=1626&dateline=1043522062
http://www.zyzoom1.com/uploads/images/zyzoom-a1ce9eabbd.gif
أقدم لكم


برنامج الموسوعة الشعريه


عبارة عن برنامج يضم جميع الشعراء أصحاب الشعر العربي القديم الأصيل


عبارة عن 88 شاعر


17196 قصيدة


184288 بيت شعر


جميعها للشعراء العصر الجاهلي و المخضرمين و شعراء العصر الاسلامي


أي لا تحوي شعراء العصر الحديث


تهم كل طالب و كل إنسان يهتم بالشعر


موسوعة ضخمة بكل ما للكلمة من معنى


تمتاز هذه الموسوعة


بسهولة البحث عن أي بيت شعر

-كذلك تحوي قاموس لسان العرب للتعرف على أي كلمة غريبة المعنى

-العروض لتقطيع أي بيت شعري

-تعطيك تفاصيل البيت الشعري لأي بحر من بحور الشعر ينتمي


-معلومات عن كل شاعر


الكثير من الميزات أرجو أن تقوموا بإكتشافها


أيضاً انظروا إلى الصور فهى تشرح كل ما يخص الموسوعة من تنصيب وإعدادات وواجهة وكيفية الإستخدام والميزات ,,, إلخ
http://www.gulfup.com/download.php?img=86176
للتحميل
http://img185.imageshack.us/img185/5892/fonqg00igjmwnmthjwyzgc8vs5.gif (http://wadoo.sitesled.com/b.html)
http://img516.imageshack.us/img516/944/43080276sr9.gif
http://www.kulilk.com/up/upload/ff9cf_4071.gifhttp://www.kulilk.com/up/upload/ff9cf_4071.gif

abdelRhman772007
31-12-2008, 12:19 AM
رائع
بارك الله فيك

مجدي هكر
31-12-2008, 08:02 PM
رائع
بارك الله فيك

http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

myth myth
02-01-2009, 01:08 AM
شكرا شكرا علي الموسوعة لقد بحتث عنها طويلا وجاري تحميلها

أحمـدنجـم
02-01-2009, 01:16 AM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله عمل متميز رائع . . جعله الله في ميزان حسناتك أخي الكريم .. وسأقوم بتثبيت الموضوع حالاً ..

مجدي هكر
02-01-2009, 11:20 AM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله عمل متميز رائع . . جعله الله في ميزان حسناتك أخي الكريم .. وسأقوم بتثبيت الموضوع حالاً ..
شكرا للثقة الغالية استاذ نجم المشاعر وتثبيت الموضوع
كل التحية والتقدير
http://vb.arabseyes.com/uploaded/274959_1220692343.gif

hend ere
04-01-2009, 05:20 PM
موضوع يستحق التثبيت فعلا
حقيقى موضوع مميز جدا
جزاك الله كل خير على تقديمه لنا
فى رعاية الله

hend ere
04-01-2009, 05:56 PM
اين باسورد فك الضغط؟
ياريت تنزله بسرعه

مجدي هكر
05-01-2009, 12:12 AM
اين باسورد فك الضغط؟
ياريت تنزله بسرعه
حاضر لقد قمت برفع الموسوعة على ثلاث مواقع بدون باسورد فك ضغط وبدون تعقيد ها هي
رابط التحميل
http://rapidshare.com/files/81493913/seventeen.rar


أو من هنا رابط آخر :
http://www.zshare.net/download/6216273d9ee564/


وهذا رابط ثالث :
ttp://www.mediafire.com/?7djnol4zdhd (http://www.mediafire.com/?7djnol4zdhd)

hend ere
05-01-2009, 07:21 PM
مرسى ليك
فعلا اتفك الضغط بدون باسورد

مجدي هكر
05-01-2009, 07:42 PM
http://www.s7r.net/vb/images/smilies/s7r%20(4).gifحمل الان برنامج المعلقات السبع مع القراءه والشرح والاستماعhttp://www.s7r.net/vb/images/smilies/s7r%20(4).gif
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/7/3/0/1/new.gifhttp://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/7/3/0/1/new.gif
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/7/3/0/1/new.gif
http://www.zyzoom1.com/uploads/images/zyzoom-a1ce9eabbd.gif
اليكم هذا البرنامج الرائع الذي يمكنك من خلاله القراءة والاستماع للمعلقات السبع وكذلك الشرح

وهذا بعض الصور للبرنامج
http://www.gulfup.com/download.php?img=101567

http://www.gulfup.com/download.php?img=101568
وناتي الان للتحميل

http://www.mediafire.com/?xmyme0ez4nc (http://www.mediafire.com/?xmyme0ez4nc)

او

http://rapidshare.com/files/122943478/almoalkat7.rar (http://rapidshare.com/files/122943478/almoalkat7.rar)

http://img516.imageshack.us/img516/944/43080276sr9.gif
http://www.kulilk.com/up/upload/ff9cf_4071.gifhttp://www.kulilk.com/up/upload/ff9cf_4071.gif
http://img516.imageshack.us/img516/944/43080276sr9.gif
http://www.dubaieyes.net/gallery/data/media/69/t-a-s%20%289%29.gif
http://magdyfared.googlepages.com/coollogo_com_2261334887.gif

مجدي هكر
06-01-2009, 08:05 AM
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

ألساحر
06-01-2009, 01:49 PM
شكرا على الموسوعة الرائعة والمهمة ويسلمو على هذا الجهد

hend ere
06-01-2009, 06:42 PM
حقيقى مواضيعك كلها جميله ومفيده ومميزه
تم تثبيت الموضوع طبعا لانه حقيقى مهم جدا
جزاك الله كل خير على تقديمه لنا

hend ere
06-01-2009, 07:05 PM
تم تحميل البرنامج بجد مرسى كثييييييييييييير ليك حقيقى جميل اوى
جزاك الله كل خير

مجدي هكر
06-01-2009, 07:29 PM
حقيقى مواضيعك كلها جميله ومفيده ومميزه
تم تثبيت الموضوع طبعا لانه حقيقى مهم جدا
جزاك الله كل خير على تقديمه لنا
شكرا على الثقة الغالية والمرور الرائع منورة المنتدى
وشكرا مرة ثانية على تثبيت الموضوع
جعلكي ذخرا للمنتدى
خالص تحياتي
وتقديري
م

ناصر الفخرانى
07-01-2009, 08:21 PM
جزاك الله خيراً

أكثر من رائــع

مجدي هكر
07-01-2009, 09:11 PM
جزاك الله خيراً

أكثر من رائــع
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

مجدي هكر
07-01-2009, 10:13 PM
اسطوانة الموسوعة الشعرية الإصدار الثالث

( هدية لا تقدر بثمن لمحبي الشعر العربي )


http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/9.jpg


http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/flowlin2.gif




تهدف الموسوعة الشعرية إلى جمع كل ما قيل من الشعر العربي منذ ما قبل الإسلام وحتى العصر الحديث، على أن يكون الشاعر متوفيا قبل عام 1952 , و تحتوي هذه الموسوعة في إصدارها الثالث على أكثر من مليونين وأربعمائة ألف بيت شعر

وقد زُودت هذه الموسوعة الشعرية بالكثير من المزايا الفنية والأدبية، وأهمها خدمة "البحث" في نصوص الموسوعة بشقيها "الدواوين الشعرية" و"المجموعات الأدبية"، حيث يتم البحث بطرق متعددة، كالبحث عن الشاعر بأي جزء من اسمه، أو القصيدة بمطالعها وقوافيها أو بحرها، أو البحث عن أي كلمة أو مجموعة كلمات.

ومن هذه الخدمات "التقطيع العروضي" وهي خدمة تمكن المستخدم من الحكم على سلامة أي بيت وتحديد بحره، وكذلك ميزة "الاستماع" إلى مجموعة من القصائد الشهيرة المسجلة بأصوات نخبة من الفنانين والأدباء، بالإضافة إلى جداول إحصائية تدل على توزيع الأبيات والقصائد والبحور الشعرية، وذلك حسب تصانيف مختلفة كالعصور والبلدان وغيرها.

كما تتضمن الموسوعة تراجم كل الشعراء المدرجين فيها، وتعريفا تفصيليا للمراجع الأدبية والمعاجم اللغوية.

وقد ضمت هذه الموسوعة التي جاءت في أسطوانة مدمجة واحدة، 2.439.589 بيتا من الشعر موزعة على دواوين 2300 شاعر عربي، بالإضافة إلى 265 مرجعا أدبيا تضمها زاوية المكتبة، فضلا عن زاوية المعاجم التي تحوي عشرة معاجم لغوية، تعد أهم معاجم اللغة العربية

فأي عمل شعري مطبوع على ورق، يستطيع أن يستوعب كل هذا، مهما بلغت ضخامته؟


http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif


نقوم الأن بجولة سريعة في رحاب هذه الموسوعة الرائعة



تعريف عام بالموسوعة وتاريخها





http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif


شعراء ودوواين

يمكن استعراض جميع الشعراء وأعمالهم وعددهم 2300 شاعر كما أشرت سابقاً كما يمكن استعراض الشعراء في عصر معين مثل ( شعراء العصر الأموي ) أو ( شعراء العصر الجاهلي ) كما يمكن استعراض الشعراء الذين عاشوا في دولة في دولة معينة مثل شعراء مصر أو سوريا ...الخ

بنقرة واحدة على إسم الشاعر نصل إلى ترجمة الشاعر الكاملة

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/11.jpg

وبنقرة ثانية يمكن الوصول إلى جميع القصائد التي كتبت بواسطة هذا الشاعر مرتبةً حسب القافية

وبنقرة ثالثة يمكن الوصول إلى القصيدة لقراءتها كاملة

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/21.jpg


http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif



البحث في الموسوعة

الميزة الأهم في الموسوعة و يمكن من خلالها البحث بواسطة أي جزء من البيت فتظهر لدينا جميع القصائد التي تحوي هذا الجزء



ويمكن بسهولة الوصول الى القصيدة كاملة بنقرتين متتاليتين على البيت المطلوب


http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/15.jpg


http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif



الاستماع

يمكن الاستماع مباشرة إلى عدد من القصائد الشهيرة بإلقاء عدد من الشخصيات



http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif


المكتبة

تضم المكتبة ما يقارب 256 مرجعاً أدبياً مفهرساً مع ترجمة مؤلف كل منها




http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif


المعاجم

تحوي الموسوعة على عشرة معاجم لغوية هي الأضخم في مجال اللغة العربية مثل (الصحاح ) و ( لسان العرب )




يمكن استعراض المعاجم مباشرة



أو البحث عن ترجمة كلمة معينة




http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif



العروض

يمكن استعراض معلومات عامة عن كل بحر وعددها ستة عشر بحراً

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/18.jpg

والخدمة الهامة التي تقدمها الموسوعة هي "التقطيع العروضي" لمعرفة سلامة البيت وعلى أي بحر هو






http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/boarder.gif

شرح التحميل والتنصيب

قمت بتقسيم الموسوعة إلى خمسة اجزاء حجم كل منها (100 ميغا ) ما عدى الأخير حجمه ( 50 ميغا )

وبذلك يصبح الحجم الكلي للملفات الواجب تحميلها

100 + 100 + 100 + 100 + 50 = 450 ميغا


يجب جميع الأجزاء الى نفس المجلد ودون تغيير في الأسماء الافتراضية

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/1.jpg

نضغط على الملف الأول ونختار مسار فك الضغط وهو معين افتراضياً للمسار (c:\Poetry Encyclopedia ) ويمكن ابقاءه كما هو أو اختيار أي مسار أخر

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/2.jpg


نتابع فيتم فك الضغط عن بقية الأجزاء بشكل تلقائي

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/3.jpg


بعد الانتهاء من عملية فك الضغط نذهب الى المجلد الذي توجد فيه الملفات للبدء بعملية تنصيب الموسوعة على الجهاز

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/4.jpg

نضغط على الملف Setup ونتابع التنصيب بشكل عادي كما في الصور

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/5.jpg

نختار المسار الرئيسي لتوضع الموسوعة الشعرية

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/6.jpg

العملية جارية الأن

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/7.jpg

انتهت عملية التنصيب نضغط لتشغيل الموسوعة

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/8.jpg

يمكن الأن حذف الملفات المضغوطة بأمان

ويمكن الوصول الى الموسوعة مباشرة من القائمة ابدأ

http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/19.jpg
يفضل اعادة تشغيل الجهاز بعد تنصيب الموسوعة في حال ظهور رسائل خطأ

برنامج الموسوعة متوافق مع جميع اصدارات ويندوز أكس بي و مع ويندوز فيستا أيضاً




وأخيرا بالنسبة لتحميل أجزاء الموسوعة موجودة على هذا الرابط المختصر


poetry3.4shared.com (http://poetry3.4shared.com/)

ولعشاق الرابيد شير تم رفع الأجزاء الخمسة بنفس تقيسمات الفور شيرد


http://rapidshare.com/files/12091954...edia.part1.exe (http://rapidshare.com/files/120919542/Poetry_Encyclopedia.part1.exe)

http://rapidshare.com/files/12091912...edia.part2.rar (http://rapidshare.com/files/120919120/Poetry_Encyclopedia.part2.rar)

http://rapidshare.com/files/12131770...edia.part3.rar (http://rapidshare.com/files/121317703/Poetry_Encyclopedia.part3.rar)

http://rapidshare.com/files/12092308...edia.part4.rar (http://rapidshare.com/files/120923080/Poetry_Encyclopedia.part4.rar)

http://rapidshare.com/files/12092730...edia.part5.rar (http://rapidshare.com/files/120927307/Poetry_Encyclopedia.part5.rar)


وهذا ملف البصمة لمن يرغب بالتحقق من سلامة الملفات المضغوطة بعد تحميلها

http://www.4shared.com/file/53322589...yclopedia.html (http://www.4shared.com/file/53322589/c9618f8e/Poetry_Encyclopedia.html)

يجب أن تكون نتيجة الفحص إيجابية كما في الصورة

http://members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/y.jpg

أما اذا كانت غير ذلك فيجب اعادة تحميل الملف الذي يوجد فيه نقص كما في هذا المثال حيث ان الجزء الثالث معطوب

http://members.lycos.co.uk/aldomary/poetry/n.jpg


جاهز لأي استفسار و لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://www.members.lycos.co.uk/aldomary/images/flowlin2.gif

ناصر الفخرانى
08-01-2009, 11:08 PM
جزاك الله خيرا

مجهود عظيم . بارك الله فيك.

مجدي هكر
08-01-2009, 11:19 PM
جزاك الله خيرا

مجهود عظيم . بارك الله فيك.

http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

مصري الششتاوي
09-01-2009, 01:47 PM
بارك الله فيك وفي جهودك أخي الكريم

مصري الششتاوي
09-01-2009, 02:05 PM
بارك الله فيك وفي جهودك أخي الكريم

مجدي هكر
09-01-2009, 10:08 PM
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

مجدي هكر
09-01-2009, 10:24 PM
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

ألساحر
16-01-2009, 11:27 AM
شكرا جزيلا للك يا مبدع على موضوعاتك بجد موضوعات أكثر من رائعة ولا ابالغ فى ردى عليك شكرا للك
مع تحياتى

bobinoo
18-01-2009, 05:02 PM
جميل بس تحميله طويل حبه

جليل الأزهرى
18-01-2009, 05:05 PM
شكراجزيلااااااااااااااااااااااااااا]

جليل الأزهرى
18-01-2009, 05:07 PM
نريد اسئلة للأزهر كادر وجزاكم الله خيرا

مجدي هكر
18-01-2009, 11:23 PM
جميل بس تحميله طويل حبه
معلش دي موسوعة ضخمة يمكن استعمال احدى برامج التحميل مثل داون مانجر وشكرا

مجدي هكر
07-02-2009, 06:15 AM
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

hend ere
07-02-2009, 11:37 AM
حقيقى جزاك الله كل خير على مجهوداتك معنا
وسعيك لتقديم افضل المواضيع الينا
فى رعاية الله

hend ere
07-02-2009, 11:40 AM
تم تثبيت الموضوع طبعا لانه كثير مهم
وجزاك الله كل خير مرة اخرى

مجدي هكر
08-02-2009, 12:31 AM
حقيقى جزاك الله كل خير على مجهوداتك معنا
وسعيك لتقديم افضل المواضيع الينا
فى رعاية الله

شكرا لكي من عمق القلب اخت هند كل التحية والتقدير
وشكرا لثقتك الغالية وتثبيت الموضوع
كلك زوق ودمتي بخير

مجدي هكر
08-02-2009, 12:33 AM
تم تثبيت الموضوع طبعا لانه كثير مهم
وجزاك الله كل خير مرة اخرى
شكرا لكي من عمق القلب اخت هند كل التحية والتقدير
وشكرا لثقتك الغالية وتثبيت الموضوع
كلك زوق ودمتي بخير

أحمـدنجـم
08-02-2009, 02:08 AM
أخي الحبيب مجدي هكر .. تم دمج موضوعاتك التي تحوي برامج أدبية وشعرية متميزة لنصنع منها ملفاً شاملاً لكل ما تأتي به إلينا مشكوراً من برامج أدبية وشعرية .. تقبل تحيتي ومروري .. وهذا الملف المثبت أقل شيء لشخصك الكريم .. وانتظر تكريماً قادماً لك .. بإذن الله تعالى .. جزيت الخير كله أخي الكريم .. وأرجو أن تجدد هذا الموضوع دائماً بكل ما يصل إليه بحثك في هذا المجال ..

مجدي هكر
08-02-2009, 06:20 PM
أخي الحبيب مجدي هكر .. تم دمج موضوعاتك التي تحوي برامج أدبية وشعرية متميزة لنصنع منها ملفاً شاملاً لكل ما تأتي به إلينا مشكوراً من برامج أدبية وشعرية .. تقبل تحيتي ومروري .. وهذا الملف المثبت أقل شيء لشخصك الكريم .. وانتظر تكريماً قادماً لك .. بإذن الله تعالى .. جزيت الخير كله أخي الكريم .. وأرجو أن تجدد هذا الموضوع دائماً بكل ما يصل إليه بحثك في هذا المجال ..

شكرا لك من عمق القلب اخي الغالي نجم المشاعر كل التحية والتقدير
وشكرا لثقتك الغالية وتشجيعك الطيب
كلك زوق ودمت بود وكل الخير

أحمـدنجـم
09-02-2009, 12:40 AM
أخي الكريم أنت تستحق أكبر تقدير واحترام .. دمت بخير

مجدي هكر
10-03-2009, 06:11 PM
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

سبارتكوس
21-04-2009, 11:30 PM
شكرا على مجهود حضرتك الرائع ..

مجدي هكر
22-06-2009, 09:11 AM
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/2/0/9/7/4545zy7.gif

zahra 2010
05-02-2010, 08:18 PM
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayateb4e5a1289.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

Egypt for Ever 25
07-03-2010, 05:43 PM
شكرا علي الموضوع الاكثر من رائع

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:30 PM
لكل من يملك من تراث الأدب و الشعر
القديم و المعاصر
المساهمة في اضافه جعل هذه الصفحات مثمرة

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:45 PM
أبيات كل حروفها بدون تنقيط:

الحمد لله الصمد حال السرور والكمد
الله لا اله إلا الله مــولاك الأحد
أول كل أول اصل الأصول و العمد
الحول والطول له لا درع إلا ما سرد

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:46 PM
أبيات تقرأ طرديا وعكسيا بدون تغيير:



قمر "يفرط عمدا "مشرق" رش ماء دمع" طرف يرمق"
قد حلا كاذب وعد تابع لعبا تدعو بـذاك الحـدق
قبسٌ يدعو سناه إن جفا فجناه انس وعد يسبق
قر في إلف نداها قلبه بلقاها دنف لا يفرق

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:47 PM
بيتا مدح يصيران هجاءً بقراءة كل بيت عكسا:



باهي المراحـم لابس كـرما قدير مسند
باب لكـل مؤمـل "غنمٌ لعمرك "مرفد
اذا عكسنا ترتيب حروف كل بيت
دنس مريـد قامر كسبَ المحارم لا يهاب
دفَـِرٌ مكِرٌ "معلَم" نغل مؤمل كل باب

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:48 PM
ابيات في كل كلماتها حرف شين:



فأشعاره مشهورة ومشاعره وعشرته مشكورة وعشائره
شمائله معشوقة كشموله ومشهده مستبشر ومعاشره
شكور ومشكور وحشو مشاشه شهامة "شمير يطيش "مشاجره

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:49 PM
الكلمات المنحوتة أي المركبة من كلمتين او اكثر وقد تكون جملة مثل :


- برمائي : بر وماء
- إمّعَ او إمّعة : من يتبع رأي الناس ، من كلمة ( اني معك ) .
- بسملة : من كلمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ).
- سبحل : من كلمة ( سبحان الله ) .
- حمدل : من كلمة ( الحمد لله ) .
- حسبل : من كلمة ( حسبي الله ونعم الوكيل ) .

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:50 PM
المثنى الدال على كائنين غير متشابهين :

- الثقلان : الانس والجان
-الوالدان : الاب و الام .
-الداران : الدنيا و الآخرة .
-العشاءان : المغرب والعتمة .
-الأصغران : القلب و اللسان .
-الأصفران : الذهب والزعفران .

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:51 PM
اصل تسمية الشهور الهجرية :



- محرم : لانه أحد الأشهر الحرم عند العرب .
- صفر : لان ديار العرب كانت تخلو من اهلها في هذا الشهر بخروجهم الى الحرب
بعد شهر محرم ، ويقال : اصفرت الدار اذا خلت .
- ربيع الاول ، ربيع الآخر : لوقوعهما في الربيع .
- جمادي الاولى ، جمادي الآخرة : لانهما يأتيان في الشتاء حيث يتجمد الماء .
- رجب : كان العرب يعظمونه بترك القتال .
- شعبان : كانت القبائل تتشعب للحرب و الاغارات بعد تركهم لها في رجب .
- رمضان : اشتق من كلمة الرمضاء لوقوعه في وقت اشتداد الحر .
- شوال : لان الابل كانت تشول فيه بأذنابها أي ترفعها طلبا للتلقيح .
- ذو القعدة : كانت العرب تقعد فيه عن القتال .
- ذو الحجة : كان الحج يقام فيه .

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:57 PM
اشعار أحمد مطر

أحاديث الأبواب



(1)
(كُنّا أسياداً في الغابة.
قطعونا من جذورنا.
قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.
هذا هو حظّنا من التمدّن.)
ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد
مِثلُ الأبواب !
(2)
ليس ثرثاراً.
أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط
تكفيه تماماً
للتعبير عن وجعه:
( طَقْ ) ‍!
(3)
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
هذا الشحّاذ.
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ من شجرة !
(4)
يَكشِطُ النجّار جِلدَه ..
فيتألم بصبر.
يمسح وجهَهُ بالرَّمل ..
فلا يشكو.
يضغط مفاصِلَه..
فلا يُطلق حتى آهة.
يطعنُهُ بالمسامير ..
فلا يصرُخ.
مؤمنٌ جدّاً
لا يملكُ إلاّ التّسليمَ
بما يَصنعهُ
الخلاّق !
(5)
( إلعبوا أمامَ الباب )
يشعرُ بالزَّهو.
السيّدةُ
تأتمنُهُ على صغارها !
(6)
قبضَتُهُ الباردة
تُصافِحُ الزائرين
بحرارة !
(7)
صدرُهُ المقرور بالشّتاء
يحسُدُ ظهرَهُ الدّافىء.
صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف
يحسدُ ظهرَهُ المُبترد.
ظهرُهُ، الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل،
يحسُدُ صدرَهُ
فقط
لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج !
(8)
يُزعجهم صريرُه.
لا يحترمونَ مُطلقاً..
أنينَ الشّيخوخة !
(9)
ترقُصُ ،
وتُصفّق.
عِندَها
حفلةُ هواء !
(10)
مُشكلةُ باب الحديد
إنّهُ لا يملِكُ
شجرةَ عائلة !
(11)
حَلقوا وجهَه.
ضمَّخوا صدرَه بالدُّهن.
زرّروا أكمامَهُ بالمسامير الفضّية.
لم يتخيَّلْ،
بعدَ كُلِّ هذهِ الزّينة،
أنّهُ سيكون
سِروالاً لعورةِ منـزل !
(12 )
طيلَةَ يوم الجُمعة
يشتاق إلى ضوضاء الأطفال
بابُ المدرسة.
طيلةَ يوم الجُمعة
يشتاقُ إلى هدوء السّبت
بابُ البيت !
(13)
كأنَّ الظلام لا يكفي..
هاهُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة.
( لستُ نافِذةً يا ناس ..
ثُمّ إنني أُحبُّ أن أتفرّج.)
لا أحد يسمعُ احتجاجَه.
الكُلُّ مشغول
بِمتابعة المسرحيّة !
(14)
أَهوَ في الدّاخل
أم في الخارج ؟
لا يعرف.
كثرةُ الضّرب
أصابتهُ بالدُّوار !
(15)
بابُ الكوخ
يتفرّجُ بكُلِّ راحة.
مسكينٌ بابُ القصر
تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً،
زحمةُ الحُرّاس !
(16)
(يعملُ عملَنا
ويحمِلُ اسمَنا
لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.)
هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة
عن البابِ الزُّجاجي !
(17)
لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.
ظلَّ، مثلما كان في الغابة،
ينامُ واقفاً !
(18)
المفتاحُ
النائمُ على قارعةِ الطّريق ..
عرفَ الآن،
الآن فقط،
نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن،
حتّى لو كان
ثُقباً في باب!
(19)
(- مَن الطّارق ؟
- أنا محمود .)
دائماً يعترفون ..
أولئكَ المُتّهمون بضربه !
(20)
ليسَ لها بيوت
ولا أهل.
كُلَّ يومٍ تُقيم
بين أشخاصٍ جُدد..
أبوابُ الفنادق !
(21)
لم يأتِ النّجارُ لتركيبه.
كلاهُما، اليومَ،
عاطِلٌ عن العمل !
(22)
- أحياناً يخرجونَ ضاحكين،
وأحياناً .. مُبلّلين بالدُّموع،
وأحياناً .. مُتذمِّرين.
ماذا يفعلونَ بِهِم هناك ؟!
تتساءلُ
أبوابُ السينما.
(23)
(طَقْ .. طَقْ .. طَقْ )
سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات..
لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه.
شُرطةٌ طيّبون !
(24)
على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً،
اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه.
حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر.
أركَبهُ سيّارة.
( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه.
وأمامَ البيت
صاحَ الرّجُل: افتحوا ..
جِئنا ببابٍ جديد
لدورةِ المياه !
(25)
- نحنُ لا نأتي بسهولة.
فلكي نُولدَ،
تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً،
للعمليّات القيصريّة.
يقولُ البابُ الخشبي،
وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار.
- رُفاتُ المئات من أسلافي ..
المئات.
صُهِرتْ في الجحيم ..
في الجحيم.
لكي أُولدَ أنا فقط.
يقولُ البابُ الفولاذي !
(26)
- حسناً..
هوَ غاضِبٌ مِن زوجته.
لماذا يصفِقُني أنـا ؟!
(27)
لولا ساعي البريد
لماتَ من الجوع.
كُلَّ صباح
يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه
ويُطعِمُهُ رسائل !
(28)
( إنّها الجنَّـة ..
طعامٌ وافر،
وشراب،
وضياء ،
ومناخٌ أوروبـّي.)
يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة
بابُ الثّلاجة !
(29)
- لا أمنعُ الهواء ولا النّور
ولا أحجبُ الأنظار.
أنا مؤمنٌ بالديمقراطية.
- لكنّك تقمعُ الهَوام.
- تلكَ هي الديمقراطية !
يقولُ بابُ الشّبك.
(30)
هاهُم ينتقلون.
كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة.
ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ.
لماذا أغلقوني إذن ؟!
(31)
وسيطٌ دائمٌ للصُلح
بين جِدارين مُتباعِدَين !
(32)
في ضوء المصباح
المُعلَّقِ فوقَ رأسهِ
يتسلّى طولَ الليل
بِقراءةِ
كتابِ الشّارع !
(33)
( ماذا يحسبُ نفسَه ؟
في النّهاية هوَ مثلُنا
لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.)
هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل
كُلّما لاحَ لها
بابُ طائرة.
(34)
من حقِّهِ
أن يقفَ مزهوّاً بقيمته.
قبضَ أصحابُهُ
من شركة التأمين
مائة ألفِ دينار،
فقط ..
لأنَّ اللصوصَ
خلعوا مفاصِلَه !
(35)
مركزُ حُدود
بين دولة السِّر
ودولة العلَن.
ثُقب المفتاح !
(36)
- محظوظٌ ذلكَ الواقفُ في المرآب.
أربعُ قفزاتٍ في اليوم..
ذلكَ كُلُّ شُغلِه.
- بائسٌ ذلك الواقفُ في المرآب.
ليسَ لهُ أيُّ نصيب
من دفءِ العائلة !
(37)
ركّبوا جَرَساً على ذراعِه.
فَرِحَ كثيراً.
مُنذُ الآن،
سيُعلنون عن حُضورِهم
دونَ الإضطرار إلى صفعِه !
(38)
أكثرُ ما يُضايقهُ
أنّهُ محروم
من وضعِ قبضتهِ العالية
في يدِ طفل !
(39)
هُم عيّنوهُ حارِساً.
لماذا، إذن،
يمنعونَهُ من تأديةِ واجِبه ؟
ينظرُ بِحقد إلى لافتة المحَل:
(نفتَحُ ليلاً ونهاراً) !
(40)
- أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ ب******ي.
هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه
الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة.
لكنَّ الجُرذان تضحك !
(41)
فَمُهُ الكسلان
ينفتحُ
وينغَلِق.
يعبُّ الهواء وينفُثهُ.
لا شُغلَ جديّاً لديه..
ماذا يملِكُ غيرَ التثاؤب ؟!
(42)
مُعاقٌ
يتحرّكُ بكرسيٍّ كهربائي..
بابُ المصعد !
(43)
هذا الرجُلُ لا يأتي، قَطُّ،
عندما يكونُ صاحِبُ البيتِ موجوداً !
هذهِ المرأةُ لا تأتي، أبداً ،
عندما تكونُ رَبَّةُ البيتِ موجودة !
يتعجّبُ بابُ الشّارع.
بابُ غرفةِ النّوم وَحدَهُ
يعرِفُ السّبب !
(44)
( مُنتهى الإذلال.
لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ
فوقَ رؤوسنا.)
تتذمّرُ
أبوابُ السّيارات !
(45)
- أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب،
لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم ؟
- لم يسألني أحد !
(46)
تجهلُ تماماً
لذّةَ طعمِ الطّباشير
الذي في أيدي الأطفال،
تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة !
(47)
- أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت ؟
- أظُن ..
يتحسّرُ الباب :
تظُنّ يا ناكِرَ الودّ ؟
أحقّاً لم تتعرّف على وجهي ؟!
(48)
وضعوا سعفتينِ على كتفيه.
- لم أقُم بأي عملٍ بطولي.
كُلُّ ما في الأمر
أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ.
هل أستحِقُّ لهذا
أن يمنحَني هؤلاءِ الحمقى
رُتبةَ ( لواء ) ؟!
(49)
ليتسلّلْ الرّضيع ..
لتتوغّلْ العاصفة ..
لا مانعَ لديهِ إطلاقاً.
مُنفتِح !
(50)
الجَرسُ الذي ذادَ عنهُ اللّطمات ..
غزاهُ بالأرق.
لا شيءَ بلا ثمن !
(51)
يقفُ في استقبالِهم.
يضعُ يدَهُ في أيديهم.
يفتحُ صدرَهُ لهم.
يتنحّى جانباً ليدخلوا.
ومعَ ذلك،
فإنَّ أحداً منهُم
لم يقُلْ لهُ مرّةً :
تعالَ اجلسْ معنا!
(52)
في انتظار النُزلاء الجُدد..
يقفُ مُرتعِداً.
علّمتهُ التّجرُبة
أنهم لن يدخلوا
قبل أن يغسِلوا قدميهِ
بدماءِ ضحيّة !
(53)
( هذا بيتُنـا )
في خاصِرتي، في ذراعي،
في بطني، في رِجلي.
دائماً ينخزُني هذا الولدُ
بخطِّهِ الرّكيك.
يظُنّني لا أعرف !
(54)
(الولدُ المؤدَّب
لا يضرِبُ الآخرين.)
هكذا يُعلِّمونهُ دائماً.
أنا لا أفهم
لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب
إذا هوَ دخلَ عليهم
دون أن يضربَني ؟‍!
(55)
- عبرَكِ يدخلُ اللّصوص.
أنتِ خائنةٌ أيتها النّافذة.
- لستُ خائنةً، أيها الباب،
بل ضعيفة !
(56)
هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح..
بسهولةٍ يجتاحهُ
دبيبُ النّملة !
(57)
( إعبروا فوقَ جُثّتي.
إرزقوني الشّهادة.)
بصمتٍ
تُنادي المُتظاهرين
بواّبةُ القصر !
(58)
في الأفراح أو في المآتم
دائماً يُصابُ بالغَثيان.
ما يبلَعهُ، أوّلَ المساء،
يستفرغُهُ، آخرَ السّهرة !
(59)
اخترقَتهُ الرّصاصة.
ظلَّ واقفاً بكبرياء
لم ينـزف قطرةَ دَمٍ واحدة.
كُلُّ ما في الأمر أنّهُ مالَ قليلاً
لتخرُجَ جنازةُ صاحب البيت !
(60)
قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء،
وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف.
حارسٌ بأرخصِ أجر !
(61)
نحنُ ضِمادات
لهذه الجروح العميقة
في أجساد المنازل !
(62)
لولاه..
لفَقدتْ لذّتَها
مُداهماتُ الشُّرطة !
(63)
هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس،
لكنّ أحداً منهم
لم يُفكّر باصطحابِهِ إلى
طبيب الأسنان !
(64)
- هوَ الذي انهزَم.
حاولَ، جاهِداً، أن يفُضَّني..
لكنّني تمنَّعْتُ.
ليست لطخَةَ عارٍ،
بل وِسامُ شرَف على صدري
بصمَةُ حذائه !
(65)
- إسمع يا عزيزي ..
إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور
إشغلْ أوقات فراغِكَ
بحراسة بيتي.
هكذا تُواسيهِ العنكبوت !
(66)
ما أن تلتقي بحرارة الأجساد
حتّى تنفتحَ تلقائيّاً.
كم هي خليعةٌ
بوّاباتُ المطارات !
(67)
- أنا فخورٌ أيّتُها النافذة.
صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ
على صدري.
- يا لكَ من مسكين !
أيُّ فخرٍ للأسير
في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟!
(68)
فكّوا قيدَهُ للتّو..
لذلكَ يبدو
مُنشرِحَ الصَّدر !
(69)
تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة:
سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ
أم في مسجد،
فإنَّ مصيرَنا جميعاً
إلى النّار !
(70)
في السّلسلةِ مفتاحٌ صغيرٌ يلمع.
مغرورٌ لاختصاصهِ بحُجرةِ الزّينة.
- قليلاً من التواضُعِ يا وَلَد..
لولايَ لما ذُقتَ حتّى طعمَ الرّدهة.
ينهرُهُ مفتاحُ البابِ الكبير‍!
(71)
يُشبه الضميرَ العالمي.
دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري
بابُ المسلَخ!
(72)
في دُكّان النجّار
تُفكّرُ بمصائرها:
- روضةُ أطفال ؟ ربّما.
- مطبخ ؟ مُمكن.
- مكتبة ؟ حبّذا.
المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن.
الخشَبُ أكثرُ رقّة
من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة !
(73)
الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها
من ( طَقْ طَقْ )
إلى ( السَّلامُ عليكم.)

سماح الشعراوى
30-09-2010, 07:59 PM
كابوس


الكابوس أمامي قائم.
قمْ من نومكَ
لست بنائم.
ليس، إذن، كابوساً هذا
بل أنت ترى وجه الحاكم !

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:00 PM
مشاتمة ..!!




قال الصبي للحمار: ( يا غبي ).
قال الحمار للصبي:
( يا عربي ) !

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:02 PM
دمعة على جثمان الحرية






أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،
أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،
ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،
أأكتب أنني حي على كفني ؟
أأكتب أنني حر، وحتى الحرف يرسف بالعبودية ؟
لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا ،
وإرهابا
وطعنا في القوانين الإلهية ،
ولكن اسمها والله ... ،
لكن اسمها في الأصل حرية

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:06 PM
السلطان الرجيم ..!!




شيطان شعري زارني فجن إذ رآني
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان
وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي ،
وأنصح الكتمان بالكتمان ،
قلت له : " كفاك يا شيطاني ،
فإن ما لقيته كفاني ،
إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان
فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان
وقبل أن يوحي لي قصيدتي ،
خط على قريحتي : ،
" أعوذ بالله من السلطان "

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:08 PM
كلب الوالي

كلب والينا المعظم
عضني اليوم ومات
فدعاني حارس الأمن لأعدم
عندما اثبت تقرير الوفاة
أن كلب السيد الوالي تسمم

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:09 PM
بدائل




فَتَحـتْ شُبّاكَهـا جارتُنـا .
فَتَحَـتْ قلـبي أنـا .
لمْحـَـةٌ ..
واندَلَعَـتْ نافـورةُ الشّمسِ
وغاصَ الغَـدُ في الأمسِ
وقامَـتْ ضجّـةٌ صامِتـةٌ ما بينَنـا !
لـمْ نقُلْ شيئاً ..
وقُلنـا كُلُّ شيءٍ عِنـدَنا !
يا أباها ا لـمـؤ مِنـا
سالـتِ النّارُ من الشُبَّاكِ
فافتَـحْ جَنّـةَ البابِ لَنـا .
يا أباهـا إنّنـا ..
لَستُـمْ على مذهبِنـا .
لكنّنـا ...
لستُمْ ذوي جـاهٍ ولا أهـلَ غِـنى .
لكِنّنـا ...
لستُمْ تَليْقـونَ بِنـا .
لكنّنـا ..
شَـرّفْتَنـا !
أُغلِـقَ البابُ ..
وظلّـتْ فتْحَـةُ الشُّباكِ جُرحاً فاغِـراً
ينـزِفُ أشـلاءَ مُنـى
وخيالاتِ انتِحـارٍ
ومواعيـدَ زِنــى !

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:11 PM
صاحبة الجهالة ..!




مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ
عَـن مآسي الا حتِـلا لْ
عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ
عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !
وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ
كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
**
قَلّبَ المَسئولُ أوراقـي، وَقالْ :
إ جـتـَنـِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ ا لا نفِعـا ل
مَثَـلاً :
خَفّـفْ ( مآسـي )
لِـمَ لا تَكتُبَ ) ماسـي ( ؟
أو ) مُواسـي (
أو ) أماسـي (
شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
إ احذ ِفِ ) الأعـْزَلَ ( ..
فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ
وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإ نعِـزا لْ !
إحـذ ِفِ ) المـدْ فَـعَ ( ..
كي تَدْفَـعَ عنكَ الإ عتِقا لْ .
نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ
وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
إ حـذ ِفِ ) الأربـابَ (
لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ !
إحـذ ِفِ ) الطّفْـلَ ( ..
فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ
إحـذ ِفِ ) الثّـورَةَ (
فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !
إحـذِ فِ ) الثّرْوَةَ ( و ) الأشبـاهَ (
ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ !
قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ
وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس
في هذا المجـالْ .
قالّ لي : كانَ هُنـا ..
لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ
فاستَقَـالْ !

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:12 PM
بلاد العرب




بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ،
نبذه عن وطن مغترب ،
تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب ،
باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ،
قرب جثمان النبي ،
مات مشنوقا عليها بحبال الكذب ،
وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب ،
لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب ،
عاش حزب ا لـ...، يسقط ا لـخـا...، عـا ئد و...، والموت للمغتصب ،
وعلى الهامش سطر ،
أثر ليس له اسم ،
إنما كان اسمه يوما بلاد العرب

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:14 PM
الحلم




وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،
قلت له : " يا سيدي رأيت في المنام ،
أني أعيش كالبشر ،
وأن من حولي بشر ،
وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،
وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،
فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام ،
لقد هزئت بالقدر ،
يا ولدي ، نم عندما تنام " ؛
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،
واهتز رأسي وانفجر

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:15 PM
هات العدل


إدعُ إلى دينِـكَ بالحُسـنى
وَدَعِ الباقـي للديَّـان .
أمّـا الحُكْـمُ .. فأمـرٌ ثـانْ .
أمـرٌ بالعَـدْلِ تُعـادِلُـهُ
لا بالعِـمّةِ والقُفطـانْ
توقِـنُ أم لا توقِـنُ .. لا يَعنـيني
مَـن يُدريـني
أنَّ لِسـانَكَ يلهَـجُ باسـمِ اللهِ
وقلبَكَ يرقُـصُ للشيطـانْ !
أوْجِـزْ لـي مضمـونَ العَـدلِ
ولا تـَفـلـِقـْـني بالعُنـوانْ .
لـنْ تَقـوى عِنـدي بالتَّقـوى
ويَقينُكَ عنـدي بُهتـانْ
إن لم يَعتَـدِلِ الميـزانْ .
شَعْـرةُ ظُلـمٍ تَنسِـفُ وَزنَـكَ
لـو أنَّ صـلاتَكَ أطنـانْ !
الإيمـانُ الظالـمُ كُـفرٌ
والكُفـرُ العادِلُ إيمـانْ !
هـذا ما كَتَبَ الرحمـانْ .
( قالَ فُـلانٌ عـنْ عُـلا ّنٍ
عن فُلتـا نٌ عـن عُلتـانْ )
أقـوالٌ فيهـا قولانْ .
لا تَعـدِلُ ميـزانَ العـدْلِ
ولا تَمنحـني الإ طـمـئنـانْ
د عْ أقـوالَ الأمـسِ وقُـل لي ..
ماذا تفعـلُ أنتَ الآنْ ؟
هـل تفتـحُ للديـنِ الدُّنيـا ..
أم تَحبِسُـهُ في دُكّانْ ؟!
هـلْ تُعطينا بعـضَ الجنَّـةِ
أم تحجُـزُها للإخـوانْ ؟!
قُـلْ لي الآنْ .
فعلى مُختَلـفِ الأزمـانْ
والطُغيـانْ
يذبحُني باسم الرحمانِ فِداءً للأوثانْ !
هـذا يَذبـحُ بالتَّـوراةِ
وذلكَ يَذبـحُ بالإنجيـلِ
وهـذا يذبـحُ بالقـرآنْ !
لا ذنْبَ لكلِّ الأديـانْ .
الذنبُ بِطبْـعِ الإنسـانِ
وإنَّـكَ يا هـذا إنسـانْ .
كُـنْ ما شِـئتَ ..
رئيسـاً،
مَلِكـاً،
خانـاً،
شيخـاً،
د هـْقـاناً،
كُـنْ أيّـاً كانْ
من جِنسِ الإنـسِ أو الجَـانْ
لا أسـألُ عـنْ شَـكلِ السُّلطـةِ
أسـألُ عـنْ عَـدْلِ السُّلطانْ .
هـاتِ العَــدْلَ ..
وكُـنْ طَـر َزانْ

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:17 PM
سلاطين بلادي




الأعادي ،
يتسلون بتطويع السكاكين ،
وتطبيع الميادين ،
وتقطيع بلادي ،
وسلاطين بلادي
يتسلون بتضييع الملايين ،
وتجويع المساكين ،
وتقطيع الأيادي ،
ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا لا جـتها د ،
عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:21 PM
زمن الحمير ..!!




المعجزات كلها في بدني ،
حي أنا لكن جلدي كفني ،
أسير حيث أشتهي لكنني أسير ،
نصف دمي بلازما، ونصفه خفير ،
مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير ،
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير ،
في زمن الحمير

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:22 PM
أوصاف ناقصة




نزعم أننا بشر
لكننا خراف!
ليس تماماً.. إنما
في ظاهر الأوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف.
نحن بلا أردِية..
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف!
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف!
وهي لقاء ذلها.. تـثغـو ولا تخاف.
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف!
وهي قُبيل ذبحها
تفوز بالأعلاف.
ونحن حتى جوعنا
يحيا على ا لكفا ف!
هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟!

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:23 PM
أعياد ..!




قال الراوي:
للناس ثلاثة أعياد
عيد الفطر،
وعيد الأضحى،
والثالث عيد الميلاد.
يأتي الفطر وراء الصوم
ويأتي الأضحى بعد الرجم
ولكنّ الميلاد سيأتي
ساعة إعدام الجلاد.
قيل له : في أي بلاد؟
قال الراوي:
من تونس حتى تـطـوا ن
من صنعاء إلى عمّان
من مكة حتى بغداد
قُتل الراوي.
لكنّ الراوي يا موتى
علمكم سر الميلاد.

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:25 PM
كانت تلك اشعار أحمد مطر

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:27 PM
ومع محمود درويش

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:28 PM
قطار الساعة الواحدة




رجل و امرأة يفترقان
ينفضان الورد عن قلبيهما ،
ينكسران .
يخرج الظلّ من الظلّ
يصيران ثلاثة :
رجلا
و امرأة
و الوقت ...
لا يأتي القطار
فيعودان إلى المقهى
يقولان كلاما آخرا ،
ينسجمان
و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار
و لا يفترقان ...
.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .
ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .
لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...
أنساك أنساك و أنساك كثيرا
لو تأخّرنا قليلا
عن قطار الواحدة .
لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،
لو مرّت طيور عائدة .
لو قرأنا صحف الليل
لكنّا
رجلا و امرأة يلتقيان ...

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:30 PM
نشيد ما




عسل شفاهك ، واليدان
كأسا خمور ..
للآخرين ..
***
الدوح مروحة و حرش السنديان
مشط صغير
للآخرين ..
و حرير صدرك و الندى و الأقحوان
فرش وثير
للآخرين
***
و أنا على أسوارك السوداء ساهد
عطش الرمال أنا .. وأعصاب المواقد !
من يوصد الأبواب دوني ؟
أي طاغية و مارد !!
سأحب شهدك
رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين
يا نحلة
ما قبلت إلا شفاه الياسمين !

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:31 PM
الموعد الأول




شدّت على يدي
ووشوشتني كلمتين
أعزّ ما ملكته طوال يوم :
" سنلتقي غدا "
و لفّها الطريق
حلقت ذقني مرتين !
مسحت نعلي مرتين
أخذت ثوب صاحبي ... و ليرتين ...
لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب ! ....
*
وحدي على المقعد
و العاشقون يبسمون...
و خافقي يقول:
و نحن سوف نبتسم !
*
لعلّها قادمة على الطريق...
لعلّها سهت .
لعلّها ... لعلّها
و لم تزل دقيقتان !
*
النصف بعد الرابعة
النصف مر
و ساعة ... و ساعتان
و امتدت الظلال
و لم تجيء من وعدت
في النصف بعد الرابعة .

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:32 PM
البكاء




ليس من شوق إلى حضن فقدته
ليس من ذكرى لتمثال كسرته
ليس من حزن على طفل دفنته
أنا أبكي !
أنا أدري أن دمع العين خذلان ... و ملح
أنا أدري ،
و بكاء اللحن ما زال يلح
لا ترشّي من مناديلك عطرا
لست أصحو... لست أصحو
ودعي قلبي... يبكي !
*
شوكة في القلب مازالت تغزّ
قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ
أين زرّ الورد ؟
هل في الدم ورد ؟
يا عزاء الميتين !
هل لنا مجد و عزّ !
أتركي قلبي يبكي !
خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة
أنا أدري منك بالإنسان ...بالأرض الغريبة
لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة
و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...
و الشمس الغريبة
أنا أبكي !
أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر
عمرنا أضيق منا ،
عمرنا أصغر... أصغر
هل صحيح ، يثمر الموت حياة
هل سأثمر
في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟
أنا أبكي !

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:33 PM
الحزن و الغضب




الصوت في شفتيك لا يطرب
و النار في رئتيك لا تغلب
و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب
فعلام لا تغضب
-1-
أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان
شفتاك حاملتان
كل أنين غاب السنديان
ورويت لي للمرة الخمسين
حب فلانه و هوى فلان
وزجاجة الكونياك
و الخيام و السيف اليماني
عبثا تخدر جرحك المفتوح
عربدة القناني
عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني
الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني
فعلام لا تغضب
-2-
قالوا إبتسم لتعيش
فابتسمت عيونك للطريق
و تبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق
و حلفت لي إني سعيد يا رفيق
و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق
الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق
فإذا رأيت دمي بخمرك
كيف تشرب يا رفيق
-3-
القرية الأطلال
و الناطور و الأرض و اليباب
و جذوع زيتوناتكم
أعشاش بوم أو غراب
من هيأ المحراث هذا العام
من ربي التراب
يا أنت أين أخوك أين أبوك
إنهما سراب
من أين جئت أمن جدار
أم هبطت من السحاب
أترى تصون كرامة الموتى
و تطرق في ختام الليل باب
و علام لا تغضب
-4-
أتحبها
أحببت قبلك
و ارتجفت على جدائلها الظليلة
كانت جميله
لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة
و تحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة
و أنا و أنت نعاتب التاريخ
و العلم الذي فقد الرجوله
من نحن
دع نزق الشوارع
يرتوي من ذل رايتنا القتيلة
فعلام لا تغضب
-5-
إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح
و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا
و توقظها الرياح
و الريح عندك كيف تلجمها
و ما لك من سلاح
إلا لقاء الريح و النيران
في وطن مباح

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:34 PM
أجمل حب




كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما
و كنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها!
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
و نمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
و تبكي على أختها ،
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
و نعلم أن العناق، و أن القبل
طعام ليالي الغزل
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً !
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
يسير بنا ؟
و من أين لملم أقدامنا ؟
فحسبي، و حسبك أنا نسير...
معا، للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
و حب الفقير الرغيف !
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما

سماح الشعراوى
30-09-2010, 08:35 PM
رباعيات



وطني لم يعطني حبي لك
غير أخشاب صليبي
وطني يا وطني ما أجملك
خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي
في توابيت أحبائي أغني
لأراجيح أحبائي الصغار
دم جدي عائد لي فانتظرني
آخر الليل نهار
شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق
و حبيبي لا ينام
سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق
و على الناس سلام
أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب
كل قاريء
فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب
قل أنا وحدي خاطيء
ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية
و رعاة يحلبون النوق في مغرب شمس
يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية
فغدي أفضل من يومي و أمسي
الممر الشائك المنسي ما زال ممرا
و ستأتيه الخطى في ذات عام
عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا
يقلع الصخر و أنياب الظلام
من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال
و عناق البحر و الأفق الرحيب
فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي
أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي
حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي
و إذا جعنا تقاسمنا الرغيف
في ليالي البرد أحميك برمشي
و بأشعار على الشمس تطوف
أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء
و عن الأطفال نحكي
و غد لا نلتقي فيه خفاء
و من الأفراح نبكي
لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد
و عيون لا تنام
فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند
بل سأرجوه لكي أرثي الختام
لم أجد أين أنام
لا سرير أرتمي في ضفتيه
مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام
سيدي إن شئت عشرين جنيه

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:36 AM
أنا من هناك


أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ . ولدت كما تولد الناس. لي والدة
وبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ.
لي موجةٌ خطفتها النوارس. لي مشهدي الخاص. لي عشبةٌ زائدهْ
ولي قمرٌ في أقاصي الكلام، ورزقُ الطيور، وزيتونةٌ خالدهْ
مررتُ على الأرض قبل مرور السيوف على جسدٍ حوّلوه إلى مائدهْ.
أنا من هناك. أعيد السماء إلى أمها حين تبكي السماء على أمها،
وأبكي لتعرفني غيمةٌ عائدهْ.
تعلّمتُ كل كلام يليقُ بمحكمة الدم كي أكسر القاعدهْ
تعلّمتُ كل الكلام، وفككته كي أركب مفردةً واحدهْ
هي: الوطنُ...

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:37 AM
إذا كان لي أن أعيد البداية




إذا كان لي أن أعيد البداية أختار ما اخترت: ورد السياج
أسافر ثانية في الدروب التي قد تؤدي وقد لا تؤدي إلى قرطبة.
أعلّق ظلي على صخرتين لتبني الطيور الشريدةُ عشاً على غصن ظلي
وأكسر ظلي لأتبع رائحة اللوز وهي تطير على غيمةٍ متربهْ
وأتعبُ عند السفوحِ: تعالوا إليّ اسمعوني. كلوا من رغيفي
اشربوا من نبيذي ، ولا تتركوني على شارع العمر وحدي
كصفصافة متعبهْ.
أحبُّ البلاد التي لم يطأها نشيد الرحيل ولم تمتثل لدم وامرأهْ
أحبُّ النساء اللواتي يخبّئن في الشهوات انتحار الخيول على عتبهْ
أعود، إذا كان لي أن أعود، إلى وردتي نفسها وإلى خطوتي نفسها
ولكنني لا أعود إلى قرطبهْ....

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:38 AM
على هذه الأرض




على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ
في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول
الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف
الغزاة من الذكرياتْ.
على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ
الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ
سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم
باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.
على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ
الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ
تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:39 AM
الآن، إذ تصحو، تذكر,




الآن، إذ تصحو، تذكر رقصة البجع الأخيرة.
هل رقصت مع الملائكةِ الصغارِ وأنت تحلمُ؟
هل أضاءتك الفراشةُ عندما احترقت بضوء الوردة الأبدي؟
هل ظهرت لك العنقاءُ واضحةً... وهل نادتك باسمك؟
هل رأيت الفجر يطلع من أصابع من تُحبُّ؟
وهل لمستَ الحُلمَ باليد، أم تركت الُحلمَ يحلُمُ وحدهُ، حيث انتبهت إلى غيابك
بغتةً؟
ما هكذا يُخْلي المنام الحالمونَ، فإنهم يتوهجون،
ويكملون حياتهم في الحُلمِ..
قل لي كيف كنت تعيش حُلمك في مكان ما،
أقل لك من تكون
والآن إذ تصحو، تذكر:
هل أسأت إلى منامك؟
إن أسأت إذاً تذكر
رقصة البجع الأخيرة!
تُنسى، كأنك لم تكن,
تُنسى، كأنك لم تكن
تُنسى كمصرع طائر
ككنيسة مهجورة تُنسى،
كحب عابر
وكوردة في الليل... تُنسى
****
أنا للطريق... هناك من سبقت خُطاه خُطاي
من أملى رؤاه على رؤاي. هناك من
نثر الكلام على سجيّته ليدخل في الحكاية
أو يضيء لمن سيأتي بعده
أثراً غنائياً... وحدسا
***
تُنسى، كأنك لم تكن
شخصاً، ولا نصاً... وتُنسى
***
أمشي على هدي البصيرة، ربما
أعطي الحكاية سيرة شخصية. فالمفردات
تسوسني وأسوسها. أنا شكلها
وهي التجلّي الحر. لكن قيل ما سأقول.
يسبقني غدٌ ماضٍ. أنا مَلِك الصدى.
لا عرش لي إلا الهوامش. والطريق
هو الطريقة. ربما نسيَ الأوائل وصف
شيء ما، أُحرّك فيه ذاكرة وحسّا
***
تُنسى، كأنك لم تكن
خبراً، ولا أثراً... وتُنسى
***
أنا للطريق... هناك من تمشي خطاه
على خطاي، ومن سيتبعني إلى رؤيايَ.
من سيقول شعراً في مديح حدائق المنفى،
أمام البيت، حراً من عبارة أمس،
حراً من كناياتي ومن لغتي، فأشهد
أنني حيّ
وحرّ
حين أُنسى

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:40 AM
عابرون في كلام عابر




ايها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
انكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء
ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف - ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى- ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا
وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء
و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء
ايها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في ارضنا ما نعمل
و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا
و لنا ما ليس يرضيكم هنا
حجر.. او خجل
فخذوا الماضي،اذا شئتم الى سوق التحف
و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم
على صحن خزف
لنا ما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل
ايها المارون بين الكلمات العابره
كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس
او الى توقيت موسيقى مسدس
فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة
ايها المارون بين الكلمات العابرة
آن ان تنصرفوا
وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
آن ان تنصرفوا
ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
فلنا في ارضنا مانعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا...و الاخرة
فاخرجوا من ارضنا
من برنا ..من بحرنا
من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا
من كل شيء،واخرجوا
من مفردات الذاكرة
ايها المارون بين الكلمات العابرة!..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:41 AM
إن مشيت على شارع




إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية
بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!
إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً
لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً!
إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى
"مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً!
إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ
وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً!
إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!
إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
كن ولداً طيباً!
ليقول لك الربُّ: شكراً!

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:42 AM
لا أعرف الشخص الغريب




لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ
رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم
أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
وأين عاش، وكيف مات فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
( ما الحقيقة؟)
رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر
فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون ولم
أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟ لا برق
يلمع في اسمه والسائرون وراءه
عشرون شخصاً ما عداي ( أنا سواي)
وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،
فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون .
وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي
لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
لأسبابٍ عديدةْ
من بينها: خطأ كبير في القصيدة

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:43 AM
لا تنامي...حبيبتي




عندما يسقط القمر
كالمرايا المحطمه
يكبر الظلُّ بيننا
والأساطير تحتضر
لا تنامي.. حبيبتي
جرحنا صار أوسمه
صار ورداً على قمر...!
خلف شباكنا نهارْ
وذراع من الرضا
عندما لفني وطار
خلتُ أني فراشةٌ
في قناديل جلّنارْ
وشفاهٌ من الندى
حاورتني بلا حوارْ!
لا تنامي.. حبيبتي
خلف شباكنا نهار!
سقط الورد من يدي
لا عبير، ولا خَدَرْ
لا تنامي.. حبيبتي
العصافير تنتحرْ
ورموشي سنابلٌ
تشرب الليلَ والقدرْ
صوتك الحُلوُ قبلةٌ
وجناحٌ على وترْ
غُصنُ زيتونةٍ بكى
في المنافي على حجرْ
باحثاً عن أُصولهِ
وعن الشمس والمطرْ
لا تنامي .. حبيبتي
العصافير تنتحر
عندما يسقط القمر
كالمرايا المحطمه
يشرب الظل عارنا
ونداري فرارنا
يصبح الحب ملحمه
لا تنامي .. حبيبتي
جرحنا صار أوسمه
ويدانا على الدجى
عندليبٌ على وترْ

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:45 AM
في الانتظار




في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:
ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،
فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،
فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم
تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ
وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً
يُهددُها بصُنع الذكريات
وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها.
وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس
وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان
حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي
وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء
وربما ماتت،
فان الموت يعشق فجأة، مثلي،
وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:46 AM
الآن في المنفى




الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،
في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمعَ لك
فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
من فرط الزحام.... وأجّلك
قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,
يضحك كالغبي
فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ
الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
وأهمَلكْ
فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!
سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك
بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ!

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:47 AM
إن مشيت على شارع




إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية
قُل لمن يجمعون القمامة: شكراً!
إن رجعتَ إلى لبيت، حيّاً، كما ترجع القافية
بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: شكراً!
إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك،فاذهب غداً
لتى أين كُنتَ، وقُلْ للفرائة: شكراً!
إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى
"مَنْ هناك؟" فقل للهويّة: شكراً!
إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ
وفرحتَ بها، قل لقلبك: شكراً!
إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!
إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
كن ولداً طيباً!
ليقول لك الربُّ: شكراً!

سماح الشعراوى
01-10-2010, 07:48 AM
درس من كاما سوطرا




بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ
انتظرها،
على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا
انتظرها،
بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ
انتظرها،
بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع
انتظرها،
بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ
انتظرها،
بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ
انتظرها،
ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها
فانتظرها،
وإن أقبلتْ قبل وعدها
فانتظرها،
ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها
وانتظرها،
لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها
وانتظرها،
لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها
وانتظرها،
لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً
وانتظرها،
وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها
وانتظرها،
ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ
كأنَّكَ تحملُ عنها الندى
وانتظرها،
تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ
كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما
وانتظرها،
ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً
وانتظرها
إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:
لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ
فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى
وانتظرها!

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:01 AM
هي في المساء




هي في المساء وحيدةٌ،
وأًنا وحيدٌ مثلها...
بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ
طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا]
هي لا تراني، إذ أراها
حين تقطفُ وردةً من صدرها
وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني
حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً...
هي لا تُفَتِّتُ خبزها
وأنا كذلك لا أريق الماءَ
فوق الشًّرْشَف الورقيّ
[لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا]
هي وَحْدها، وأَنا أمامَ جَمَالها
وحدي. لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ؟
قلت في نفسي-
لماذا لا أَذوقُ نبيذَها؟
هي لا تراني، إذ أراها
حين ترفًعُ ساقها عن ساقِها...
وأَنا كذلك لا أراها، إذ تراني
حين أَخلَعُ معطفي...
لا شيء يزعجها معي
لا شيء يزعجني، فنحن الآن
منسجمان في النسيان...
كان عشاؤنا، كُلٌّ على حِدَةٍ، شهيّاً
كان صَوْتُ الليل أزْرَقَ
لم أكن وحدي، ولا هي وحدها
كنا معاً نصغي إلى البلَّوْرِ
[ لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا]
هِيَ لا تقولُ:
الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا
ويُمْسِي فِكْرَةً.
وأنا كذلك لا أقول:
الحب أَمسى فكرةً

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:02 AM
قصيدة الرمل




إنّه الرمل
مساحات من الأفكار و المرأة ،
فلنذهب مع الإيقاع حتى حتفنا
في البدء كان الشجر العالي نساء
كان ماء صاعدا . كان لغه .
هل تموت الأرض كالإنسان
هل يحملها الطائر شكلا للفراغ ؟
البدايات أنا
و النهايات أنا
و الرمل شكل و احتمال .
برتقال يتناسى شهوتي الأولى .
أرى في ما أرى النسيان ، قد يفترس الأزهار و الدهشة ،
و الرمل هو الرمل . أرى عصرا من الرمل يغطينا ،
و يرمينا من الأيام .
ضاعت فكرتي و امرأتي ضاعت
و ضاع الرمل في الرمل .
البدايات أنا
و النهايات أنا
و الرمل جسم الشجر الآتي ،
غيوم تشبه البلدان .
لون واحد للبحر و النوم .
و للعشاق وجه واحد ،
... و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري ،
سنرمي ألف نهر في مجاري الماء .
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيّد الأيّام .
و النخلة أمّ اللّغة الفصحى .
أرى ، في ما أرى ، مملكة الرمل على الرمل
و لن يبتسم القتلى لأعياد الطبول
ووداعا ... للمسافات
وداعا ... للمساحات
وداعا للمغنّين الذين استبدوا "القانون" بالقانون كي
يلتحموا بالرمل ...
مرحى للمصابين برؤياي ، و مرحى للسيول .
البدايات أنا
و النهايات أنا
أمشي إلى حائط إعدامي كعصفور غبيّ ،
و أظنّ السهم ضلعي
و دمي أغنية الرمّان . أمشي
و أغيب الآن في عاصفة الرمل ،
سيأتي الرمل رمليا
و تأتين إلى الشاعر في الليل ، فلا
تجدين الباب و الأزرق ،
ضاعت لفظتي و امرأتي ضاعت ...
سيأتي .. سوف يأتي عاشقان
يأخذان الزنبق الهارب من أيّامنا
و يقولان أمام النهر :
كم كان قصيرا زمن الرمل
و لا يفترقان
و البدايات أنا
و النهايات أنا

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:03 AM
قصيدة الخبز




(إلى إبراهيم مرزوق )
كان يوما غامضا ...
تخرج الشمس إلى عاداتها كسلى
رماد معدنيّ يملأ الشرق ..
و كان الماء في أوردة الغيم
و في كل أنابيب البيوت
يابسا
كان خريفا يائسا في عمر بيروت
و كان الموت يمتدّ من القصر
إلى الراديو إلى بائعة الجنس إلى سوق الخضار
ما الذي أيقظك الآن
تمام الخامسة ؟
كان إبراهيم رسّام المياه
و سياجا للحروب
و كسولا عندما يوقظه الفجر
و لكنّ لإبراهيم أطفالا من الليّلك و الشمس
يريدون رغيفا و حليب
كان إبراهيم رسّاما و أب
كان حيّا من دجاج و جنوب و غضب
و بسيطا كصليب
المساحات صغيره
مقعد في غرفة . لا شيء... لا شيء
و كان الرسم بالماء وطن
و التفاصيل لكم . وجهي أنا برقيّة
هل تقرأون الماء كي تتّفق الآن ؟
البياض الأسود احتل المسافات
أنا الورد الذي لا يومىء
القيد الذي يأتي من الحرية - الفوضى
أو الهجز الذي يأخذ شكل الوطن - البوليس
هل كان الوطن
انطباعا أم صراعا ؟
وضياعا أم خلاص
كان يوما غامضا ...
وجهي أنا برقيّة الحنطة في حقل الرصاص
ما الذي أيقظك الآن
تمام الخامسة ؟
كنت تعرف
هي بيروت الفوارق
هي بيروت الحرائق
ما الذي أيقظك الآن
تمام الخامسة ؟
إنّهم يغتصبون الخبز و الإنسان
منذ الخامسة ..‍..
لمم يكن للحبر في يوم من الأيّام
هذا الطعم ، هذا الدم
هذا الملمس الهامس
هذا الهاجس الكونيّ
هذا الجوهر الكلي ّ
هذا الصوت هذا الوقت
هذا اللون هذا الفنّ
هذا الاندفاع البشريّ . السرّ. هذا السّحر
هذا الانتقال الفذ
من كهف البدايات إلى حرب العصابات
إلى المأساة في بيروت من كان يموت
في تمام الخامسة ؟
كان إبراهيم يستولي على اللون النهائيّ
و يستولي على سر العناصر
كان رسّاما وثائر
كان يرسم
وطنا مزدحما بالناس و الصفصاف و الحرب
وموج البحر و العمال و الباعة و الريف
و يرسم
جسدا مزدحما بالوطن المطحون
في معجزة الخبز
و يرسم
مهرجان الأرض و الإنسان ،
خبزا ساخنا عند الصباح
كانت الأرض رغيفا
كانت الشمس غزالة
كان إبراهيم شعبا في الرغيف
و هو الآن نهائيّ... نهائي ّ
تمام السادسة
دمه في خبزه
خبزه في دمه
الآن
تمام السادسة ‍..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:04 AM
الحديقة النائمة




سرقت يدي حين عانقها النوم ،
غطّيت أحلامها ،
نظرت إلى عسل يختفي خلف جفنين،
صلّيت من أجل ساقين معجزتين ،
إنحنيت على نبضها المتواصل،
شاهدت قمحا على مرمر ونعاس،
بكت قطرة من دمي
فارتجفت…
الحديقة نائمة في سريري .
ذهبت إلى الباب ،
لم التفت نحو روحي التي واصلت نومها
سمعت رنين خطاها القديم وأجراس قلبي
ذهبت إلى الباب
- مفتاحها في حقيبتها
وهي نائمة كالملاك الذي مارس الحب -
ليل على مطر في الطريق ، ولا صوت يأتي
سوى نبضها والمطر .
ذهبت إلى الباب ،
يفتح الباب،
أخرج .
ينغلق الباب.
يخرج ظلي ورائي .
لماذا أقول وداعا ؟
من الآن صرت غريبا عن الذكريات وبيتي.
هبطت السلالم ،
لا صوت يأتي
سوى نبضها والمطر
وخطوي على درج نازل
من يديها إلى رغبة في السفر .
وصلت إلى الشجره
هنا قبلتني
هنا ضربتني صواعق من فضة وقرنفل .
هنا كان عالمها يبتدىء
هنا كان عالمها ينتهي .
وقفت ثواني من زنبق وشتاء ،
مشيت ،
ترددت ،
ثم مشيت ،
أخذت خطاي وذاكرتي المالحه
مشيت معي .
لا وداع ولا شجره
فقد نامت الشهوات وراء الشبابيك ،
نامت جميع العلاقات ،
نامت جميع الخيانات خلف الشبابيك ،
نام رجال المباحث أيضا ..
وريتا تنام … وتوقظ أحلامها .
في الصباح ستأخذ قبلتها ،
وأيامها ،
ثم تحضر لي قهوتي العربية
وقهوتها بالحليب .
وتسأل للمرة الألف عن حبّنا
وأجيب
بأني شهيد اليدين اللتين
تعدان لي قهوتي في الصباح .
وريتا تنام … تنام وتوقظ أحلامها
- نتزوج؟
نعم .
- متى ؟
حين ينمو البنفسج
على قبعات الجنود .
طويت الأزقة ، مبنى البريد ، مقاهي الرصيف ، نوادي
الغناء ، وأكتشاك بيع التذاكر .
أحبّك ريتا . أحبّك . نامي وأرحل
بلا سبب كالطيور العنيفة أرحل
بلا سبب كالرياح الضعيفة أرحل
أحبّك ريتا .أحبّك . نامي
سأسأل بعد ثلاثة عشر شتاء
سأسأل :
أما زلت نائمة
أم صحوت من النوم …
ريتا ! أحبّك ريتا
أحبّك …

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:05 AM
النهر غريب و أنت حبيبي




الغريب النهر_ قالت
و استعدّت للغناء
لم نحاول لغة الحبّ ،و لم نذهب إلى النهر سدى
و أتاني الليل من مناديلها
لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء
ليموتوا بدلا منا..
و نبقى ساعة فوق رصيف الغرباء
و استعدت للغناء .
وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء
و أقدام على الماء
إلى أين سنذهب
للغزال الريح و الرمح. أنا السكّين و الجرح.
إلى أين سنذهب ؟
ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع.
عيناك و بلدان على النافذة الصغرى
و يا عصفورة النار ،إلى أين سنذهب؟
للغزال الريح و الرمح ،
و للشاعر يأتي زمن أعلى من الماء، و أدنى من حبال
الشّنق.
يا عصفورة المنفى !إلى أين سنذهب؟
لم أودعك، فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن..
معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع .
ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت
يأتي حين لا ننتظر الحبّ، ،
فلا تنتظريني ..
الغريب النهر_ قالت
و استعدت للسفر،
الجهات الست لا تعرف عن" جانا"
سوى أن المطر
لم يبللها.
و لا تعرف عنها
غير أني قد تغيّرت تغيرّت
تصببت بروقا و شجر
و أسرت السندباد
و الغريب النهر_ قالت
ها هو الشيء الذي نسكت
قد صار بلاد
هل هي الأرض التي نسكن
قد صارت سفر
و الغريب النهر_ قالت
و استعدّت للسفر
وحدنا لا ندخل الليل
لماذا يتمنّى جسمك الشّعر
وزهر اللوتس الأبعد من قبري
لماذا تحملين
بمزيد من عيون الشهداء؟
اقتربي مني يزيدوا واحدا
"خبزي كفاف البرهة الأولى "..
و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين.
وحدنا لا ندخل الليل سدى،
يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض،
و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي
كوني لأكون .
حاولي أن ترسميني قمرا
ينحدر الليل إلى الغابات خيلا
حاولي أن ترسميني حجرا
تمضي المسافات إلى بيتي خيلا
فلماذا تحملين
بمزيد من وجوه الشهداء،
ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد ..
هل تحرقين الريح في خاصرتي
أم تمتشقين الشمس؟
أم تنتحرين؟
علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك .
لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا"
فلا تنتظريني!..
الغريب النهر_ قالت
و استعدّت للبكاء.
لم تكن أجمل من خادمة المقهى
و لا أقرب من أمّي
و لكنّ المساء
كان قطا بين كفّيها
و كان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة
لاجئا في ظلّ عينيها
و كان الغرباء
يملأون الظلّ
لن أمضي إلى النهر سدى.
إذهبي في الحلم يا جانا!
بكت جانا!
و كان الوقت يرميني على ساعة ماء
إذهبي في الوقت يا جانا !
بكت جانا
و كان الحلم ذرات هواء
إذهبي في الفرح الأول يا جانا
بكت جانا
و كان الجرح ورد الشهداء ..؟
آه، جانا
لم تكوني مدني
أو وطني
أو زمني
كي أوقف النهر الذي يجرفني
فلماذا تدخلين الآن جسمي
لتصيري النهر أو سيّدة النهر
لماذا تخرجين الآن من جسمي
و من أجلك جدّدت الإقامة
فوق هذي الأرض.. جدّدت الإقامة
إذهبي في الحلم يا جانا!
بكت جانا
و صار النهر زنّارا على خاصرتي
و اختفى شكل السماء..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:06 AM
طوبى لشيء لم يصل




هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
في ليلة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطينيّ
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلاّ شهيدا أو شريدا
دمهم أمامي ..
يسكن اليوم المجاور _
صار جسمي وردة في موتهم ..
و ذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة
و ازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي
و جمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم
غطّى دمي..
دمهم أمامي
يسكن المدن التي اقتربت
كأنّ جراحهم سفن الرجوع
ووحدهم لا يرجعون
دمهم أمامي ..
لا أراه
كأنه وطني
أمامي.. لا أراه
كأنه طرقات يافا _
لا أراه
كأنه قرميد حيفا _
لا أراه
كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم
وحدهم يرون
وحاسة يرون
و حاسّة الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلى عشرين عاما ضائعا
و الآن ،تأخذ شكلها الآتي
حبيبتهم ..
و ترجعهم إلى شريانها
دمهم أمامي..
لا أراه
كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم
وحدهم يرون
لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة
و المرايا
ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة
كالسنونو و الشظايا
ها هم يتحررون..
طوبى لشيء غامض
طوبى لشيء لم يصل
فكّوا طلاسمه و مزقهم
فأرّخت البداية من خطاهم
( ها هي الأشجار تزهر
في قيودي )
و انتميت إلى رؤاهم
( ها هي الميناء تظهر
في حدودي )
و الحلم أصدق دائما، لا فرق بين الحلم
و الوطن المرابط خلفه..
الحلم أصدق دائما. لا فرق بين الحلم
و الجسد المخبّأ في شظية
و الحلم أكثر واقعيّة
السفح أكبر من سواعدهم
و لكن..
حاولوا أن يصعدوا
و البحر أبعد من مراحلهم
و لكن..
حاولوا أن يعبروا
و النجم أقرب من منازلهم
و لكن
حاولوا أن يفرحوا
و الأرض أضيق من تصورهم
ولكن..
حاولوا أن يحملوا
طوبى لشيء غامض
طوبى لشيء لم يصل
فكوا طلاسمه و مزقهم
فأرخت البداية من خطاهم
و انتميت إلى رؤاهم
آه.. يا أشياء! كوني مبهمه
لنكون أوضح منك
أفلست الحواس و أصبحت قيدا على أحلامنا
و على حدود القدس ،
أفلست الحواسّ ،و حاسّة الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلى الوجه البعيد
هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها
فتمرّدوا
و توحدوا
في رمشها المسروق من أجفانهم
و تسلّقوا جدران هذا العصر
دقوا حائط المنفى
أقاموا من سلاسلهم سلالم
ليقبّلوا أقدامها
فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم
هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلا شهيدا..أو شريدا
_من أي عام جاء هذا الحزن؟
_من سنة فلسطينية لا تنتهي
و تشابهت كل الشهور، تشابه الموتى
و ما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن
حملوا مقابرهم ..
و ساروا في مهمتهم
وسرنا في جنازتهم
و كان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع
أنراك يا وطني
لأن عيونهم رسمتك رؤيا.. لا قضيه!
أنراك يا وطني
لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليه!
أنراك يا وطني
لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد
صلاة ..أو هويّة
ماذا تريد الآن منّا
ماذا تريد ؟
خذهم بلا أجر
ووزّعهم على بيارة جاعت
لعل الخضرة انقرضت هناك ..
الشيء.. أم هم ؟
إن جثة حارس صمام هاوية التردي
(هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا )
و مرحلة بأكملها أفاقت_ ذات حلم_
من تدحرجها على بطن الهزيمة ،( هكذا ماتوا )
و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر
و المدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا
و مروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل
و هذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر
و المدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشاره
لم يصل أحد ومروا من يديه الآن
فاتسعت يداه
كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس
مرحلى بأكملها أفاقت_ ذات موت_
من تدحرجها على بطن الهزيمة ..
الشيء.. أم هم؟
يدخلون الآن في ذرات بعضهم،
يصير الشيء أجسادا،
و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن
اللقيطة
ساحلا
أو برتقالا _
كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس ..
مرحلة بأكملها.. زمان ينتهي
هذا هو العرس الفلسطينيّ
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلأّ شهيدا أو شريدا .

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:08 AM
عابر السبيل




بلادي بعيده
تبخر مني ثراها
إلى داخلي.
لا أراها.
وأنت بعيده
أراك
كومضة ورد مفاجىء
وفي جسدي رغبة في الغناء
لكل الموانىء.
وإني أحبّك
لكنني
لا أحبّ الأغاني السريعه
ولا القبل الخاطفه
وأنت تحبّينها
كبّحارة يائسي..ن
أرى عبر زنبقة المائده
و عبر أناملك الشاردة
أرى البرق يخطف وجهي القديم
إلى شرفة ضائعة
و أنت تحبّينني _
قلت _
من أجل هذا المساء.
لنرقص إذن ،
أنا الماء و الظل
و الظل و الماء لا يعرفان الخيانة
و لا الانكسار
و لا يذكران
و لا ينسيان
و لكن.. لماذا ؟
لماذا توقفت الأسطوانه
و من خدش الأسطوانه
لماذا تدور على نفسها:
بلادي بعيده
بلادي
بلادي
بلادي

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:09 AM
تقاسيم على الماء




وراء الخريف البعيد
ثلاثون عاما
وصورة ريتا
وسنبلة أكملت عمرها
في البريد.
وراء الخريف البعيد
أحبك يوما.. وأرحل
تطير العصافير باسمي
وتقتل
أحبك يوما
وأبكي
لأنك أجمل من وجه أمي
وأجمل
من الكلمات التي شرّدتن..ي
على الماء وجهك.
ظل السماء
يخاصم ظلّي
وتمنعني من محاذاة هذا المساء
نوافذ أهلي.
متى يذبل الورد في الذاكره؟
متى يفرح الغرباء؟
لكي أصف اللحظة العائمه
على الماء_
أسطورة أو سماء..
..وتحت السماء البعيده
نسيتك،
تنمو الزنابق
هناك.. بلا سبب
والبنادق
هناك.. بلا غضب
والقصيده
هناك بلا شاعر
والسماء البعيده
تحاذي سطوح المنازل
وقبعة الشرطيّ
وتنسى جبين..ي
وتحت المساء الغريب
تعذّبنا الأرض،
جسمك يقتبس البرتقال
ويهرب منّي.
أحبّك،
والأفق يأخذ شكل سؤال
أحبّك،
والبحر أزرق
أحبّك،
والعشب أخضر
أحبّك_ زنبق
أحبّك_ خنجر
أحبّك يوما
وأعرف تاريخ موتي
أحبّك يوما
بدون انتحار
وراء الخريف البعيد
أمشط شعرك.
أرسم خصرك.
في الريح، نجما.. وعيد
أحبك يوما
أحبك قرب الخريف البعيد
تمرّ العصافير باسمي
طليقه
وباسمي_ يمر النهار
حديقه،
وباسمك أحيا
أحبك يوما
وأحيا..
وراء الخريف البعيد.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:10 AM
كتابة بالفحم المحترق




مدينتنا.. حوصرت في الظهيرة
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار.
لقد كذب اللون،
لا شأن لي يا أسيره
بشمس تلمّع أوسمة الفاتحين
و أحذية الراقصين .
و لا شأن لي يا شوارع إلا
بأرقام موتاك .
فاحترقي كالظهيرة ..
كأنك طالعة من كتاب المراثي .
ثقوب من الضوء في وجهك الساحليّ
تعيد جبيني إليّ
و تملأني بالحماس القديم إلى أبويّ.
..و ما كنت أؤمن إلاّ
بما يجعل القلب مقهى و سوق.
و لكنني خارج من مسامير هذا الصليب
لأبحث عن مصدر آخر للبروق
وشكل جديد لوجه الحبيب.
رأيت الشوارع تقتل أسماءها
و ترتيبها.
و أنت تظلين في الشرفة النازلة
إلى القاع.
عينين من دون وجه
و لكن صوتك يخترق اللوحة الذابلة.
مدينتنا حوصرت في الظهيرة
مدينتنا اكتشفت وجهها في الحصار.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:11 AM
ضباب على المرآه




نعرف الآن جميع الأمكنه
نقتفي آثار موتانا
و لا نسمعهم.
و نزيح الأزمنه
عن سرير الليلة الأولى، و آه..
في حصار الدم و الشمس
يصير الانتظار
لغة مهزومة..
أمي تناديني، و لا أبصرها تحت الغبار
و يموت الماء في الغيم و آه ..
كنت في المستقبل الضاحك
جنديين،
صرت الآن في الماضي ويد.
كل موت فيه وجهي
معطف فوق شهيد
و غطاء للتوابيت، و آه..
لست جنديّا
كما يطلب منّي ،
فسلاحي كلمة
و التي تطلبها نفسي
أعارت نفسها للملحمة
و الحروب انتشرت كالرمل و الشمس، و آه..
بيتك اليوم له عشر نوافذ
و أنا أبحث عن باب
و لا باب لبيتك
و الرياح ازدحمت مثل الصداقات التي
تكثر في موسم موتك
و أنا أبحث عن باب، و آه ..
لم أجد جسمك في القاموس
يا من تأخذين
صيغة الأحزان من طرواده الأولى
و لا تعترفين
بأغاني إرميا الثاني، و آه..
عندما ألقوا عليّ القبض
كان الشهداء
يقرأون الوطن الضائع في أجسامهم
شمسا و ماء
و يغنّون لجنديّ، و آه..
نعرف الآن جميع الكلمات.
و الشعارات التي نحملها:
شمسا أقوى من الليل
و كل الشهداء
ينبتون اليوم تفاحا، و أعلاما، و ماء
و يجيئون..
يجيئون..
يجيئون
و آه ..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:12 AM
سقوط القمر




في البال أغنية
يا أخت ،
عن بلدي ،
نامي
لأكتبها..
رأيت جسمك
محمولا على الزرد
و كان يرشح ألوانا
فقلت لهم:
جسمي هناك
فسدّوا ساحة البلد
كنا صغيرين،
و الأشجار عالية
و كنت أجمل من أمّي
و من بلدي..
من أين جاؤوا؟
و كرم اللوز سيّجه
أهلي و أهلك
بالأشواك و الكبد!..
إنا نفكّر بالدنيا،
على عجل،
فلا نرى أحدا،
يبكي على أحد،
و كان جسمك مسبيا
و كان فمي
يلهو بقطرة شهد
فوق وحل يدي!..
في البال أغنية
يا أخت
عن بلدي،
نامي.. لأحفرها
و شما على جسدي..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:13 AM
لا جدران للزنزانه




كعادتها،
أنقذتني من الموت زنزانتي
و من صدأ الفكر، و الاحتيال
على فكرة منهكة
وجدت على سقفها وجه حرّيتي
و بيّارة البرتقال
و أسماء من فقدوا أمس أسماءهم
على تربة المعركة
سأعترف الآن،
ما أجمل الاعتراف
فلا تحزني أنت يوم الأحد
و قولي لأهل البلد:
سنرجيء حفل الزفاف
إلى مطلع السنة القادمة
تفرّ العصافير من قبضتي
و يبتعد النجم عنّي.. و الياسمين
و تنقص أعداد من يرقصون
و يذبل صوتك قبل الأوان
و لكنّ زنزانتي
كعادتها،
أنقذتني من الموت
زنزانتي..
وجدت على سقفها وجه حريتي
فشع جبينك فوق الجدار ..

Egypt for Ever 25
01-10-2010, 11:38 AM
بجد موضوع رائع

يستحق التثبيت

شكرا لحضرتك علي الموضوع

و في انتظار المزيد من موضوعات حضرتك المميزة

و طبعا في انتظار تكملة الموضوع

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:12 PM
مع أشعار صلاح جاهين

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:14 PM
على اسم مصر




على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت
على اسم مصر
مصر السما الفزدقي وعصافير معدية
والقلة مملية ع الشباك .. مندية
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال
ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال
على اسم مصر
شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق
بإبن البلد ماشي زي النمس في الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق
في ريح مزراق
كأنهم لا بشـر ولا خلقـة الخـلاق
ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب
من غير أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب
والصبح بدري الجبرتي ينام وقلمه يسيب
على اسم مصر
والمس حجارة الطوابي وادق بكعابي
يرجع لي صوت الصدى يفكرني بعذابي
يا ميت ندامة على أمة بلا جماهير
ثورتها يعملها جيشها ومالها غيره نصير
والشعب يرقص كأنه عجوز متصابي
إنهض من القبر احكي القصة يا عرابي
يطل لي رافع الطهطاوي م التصاوير
شاحب ومجروح في قلبه وجرح قلبه خطير
وعيونه مغرورقين بيصبوا دمع غزير
على اسم مصر
مالك سلامتك بتبكي ليه يا طهطاوي
قال لك عرابي .. انكسر بسلاح أوروباوي
وسلاح أوروبا ماهواش المدافع بس
ده فكر ناقد مميز للثمين والغث
قلناها ميت ألف مرة ألف مرة بصوت جهيرداوي
بس الحماقة لاليها طبيب ولا مداوي
ولا حد م الخلق بالخطر اللي داخل حس
الغفلانين اللي خلوا العقل صابه مس
قالوا الخطر هو فكر أوروبا لو يندس
على اسم مصر
أحسنت في القول صحيح يا ولد يا متنبي
جبت اللي جوه الفؤاد عن مصر متعبى
وحكمت بالعدل لكن بعضنا انظلموا
" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم "
العلم كان عندنا من صغره متربي
لكنه هاجر وعدى البحر متخبي
لما الإيران هجموا ثم اليونان هجموا
ثم الرومان دمروا ثم التتار هدموا
ثم الجميع كل واحد جه مسح قدمه
على اسم مصر
والديك الفصيح م البيضه بيصيح
ويقول بالصريح
الفكر فوق في الشمال
يا الله الحقوه يا ولاد
لحقوه ولاد من ولاد الأغنيا الأسياد
وهم راجعين رموه في الباخرة
في البحرونزلوا حكموا في ظل الانجليز والقصر
ومصر في الشمس بتغربل كلام منعاد
عن ابن بنت ابن حنت وطارق ابن زياد
والانجليز راضية بالخطباء وخطب الفخر
خطيب يهز الرؤوس وخطيب يهز الخصر
وخطيب يموت موتة الأبطال قتيل القهر
على اسم مصر
هل مصر موميا جميلة صورتها فوق النعش
يعشقها مجنون ينادي عليها ولا تطلعش
هل مصر نار صفصفت والنفخ فيها محال
والأرض نشعت على رمادها استحال أوصال
سألت أنا الرافعي كان عجٌز ولا بيسمعش
لكن عينيه كانوا يحكولي قصص ما اشبعش
يقولولي ماتخافش مصر بخير وعال
العال مصر الجبرتي
ومصر الرافعي حال غير الحال
انظر محمد فريد أعظم وأرقى مثا
لعلى اسم مصر
أنا اللي مشيت ادوٌر باشتياق وحنين
على مصر .. والمشي خدني من سنين لسنين
لحد ماسنيـنهـا وسنـيني بقم واحد
وعاصرتها يوم بيوم لم فاتني يوم واحد
وحضرت شاهد عيان مولد وموت ملايين
مازعلت من كلمة قد البركة في الجايين
مين هم دول يا جدع .. ما توحد الواحد
البركة فينا وفي السامعين بالواحد
أنا قلتها بنرفزة .. من غيرة الواحد
على اسم مصر
مصر الرمال العتيقة وصهدها الجبار
والنيل كخرطوم حريقه وحيد في وسط النار
في إيدين بشر نمل رايحه وجاية
ع الضفةفيهم مطافي وفيهم كدابين زفة
وفيهم اللي تعالى وقال أنا حكمدار
وكل باب م البيبان مقفول على اسرار
وكل سر بحريقة عايزة تتطفا
من أهلي تندهلي وتقوللي تعا اتدفا
أنا اللي عمري انكتب إلى يوم ما اتوفى
على اسم مصر
القاهرة في اكتئاب والأنس عنها غاب
من عتمة تدخل لعتمة كأنها ف سرداب
أو قرية مرمي عليا ضل هجانةالحظر
م المغربية بأمر مولاناومصر في الليل بتولد
والبوليس ع الباب
صبية ولاٌدة يابا ولحمها جلاب
طلع الصباح زغرطت في السكة فرحانه
على كتفها مولودتها لسه عريانه
وف لحظة كانت جميع الدنيا دريانة
على اسم مصر .

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:21 PM
ايليا ابو ماضي

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:22 PM
قال السماء كئيبة وتجهما




قال السماء كئيبة ! وتجهماقلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتهالقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائهاوشفائها, فإذا ابتسمت فربماأيكون غيرك مجرما.
و تبيت فيوجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهمأَ أُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامهاو تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزلحيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنماطرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهماأم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أنتتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجي متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنايأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى شبر, فإنك بعد لن تتبسما

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:25 PM
نزار قباني

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:27 PM
إغضب !!




إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
والأعين الخضراء والسوداء
وعندما تريد أن تراني
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:28 PM
قصيدة الحزن




علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
***
علمني حبك.. سيدتي
أسوأ عادات
علمني أفتح فنجاني
في الليلة ألاف المرات..
و أجرب طب العطارين..
و أطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك..
في الأمطار ، و في أضواء السيارات..
و أطارد طيفك..
حتى .. حتى ..
في أوراق الإعلانات ..
علمني حبك..
كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصواتْ
***
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ..
***
علمني حبكِ..
أن أتصرف كالصبيانْ
أن أرسم وجهك ..
بالطبشور على الحيطانْ..
و على أشرعة الصيادينَ
على الأجراس..
على الصلبانْ
علمني حبكِ..
كيف الحبُّ يغير خارطة الأزمانْ..
علمني أني حين أحبُّ..
تكف الأرض عن الدورانْ
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبانْ
فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلت قصور ملوك الجانْ
و حلمت بأن تتزوجني
بنتُ السلطان..
تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجانْ
تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمانْ
و حلمت بأني أخطفها
مثل الفرسانْ..
و حلمت بأني أهديها
أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..
علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ
علمني كيف يمر العمر..
و لا تأتي بنت السلطانْ..
***
علمني حبكِ..
كيف أحبك في كل الأشياءْ
في الشجر العاري..
في الأوراق اليابسة الصفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
في أصغر مقهى..
نشرب فيهِ، مساءً، قهوتنا السوداءْ..
علمني حبك أن آوي..
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
و كنائس ليس لها أسماءْ
و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
علمني حبكِ..
كيف الليلُ يضخم أحزان الغرباءْ..
علمني..كيف أرى بيروتْ
إمرأة..طاغية الإغراءْ..
إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
أجمل ما تملك من أزياءْ
و ترش العطر.. على نهديها
للبحارةِ..و الأمراء..
علمني حبك ..
أن أبكي من غير بكاءْ
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
***
علمني حبك أن أحزنْ..
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة.. تجعلني أحزن
لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..
مثل العصفور..
لامرأة تجمع أجزائي..
كشظايا البللور المكسور..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:29 PM
الحاكم والعصفور




أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
لأقرأَ شعري للجمهورْ
فأنا مقتنعٌ
أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ
وأنا مقتنعٌ – منذُ بدأتُ –
بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ
وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ
أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
وليسَ معي إلا دفترْ
يُرسلني المخفرُ للمخفرْ
يرميني العسكرُ للعسكرْ
وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ
لكنَّ الضابطَ يوقفني
ويريدُ جوازاً للعصفورْ
تحتاجُ الكلمةُ في وطني
لجوازِ مرورْ
أبقى ملحوشاً ساعاتٍ
منتظراً فرمانَ المأمورْ
أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ
ودمعي في عينيَّ بحورْ
وأمامي كانتْ لافتةٌ
تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)
تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)
وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ
أتقيأُ أحزاني..
وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ
وأظلُّ على بابِ بلادي
مرميّاً..
كالقدحِ المكسورْ

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:30 PM
قارئة الفنجان




جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
وتموتُ كثيراً يا ولدي
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى و ورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:32 PM
رفقاً باعصابي




شَرَّشْتِ ..
في لحمي و أعْصَابي ..
وَ مَلَكْتِني بذكاءِ سنجابِ
شَرَّشْتِ .. في صَوْتي ، و في لُغَتي
و دَفَاتري ، و خُيُوطِ أَثوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. شمساً و عافيةً
و كسا ربيعُكِ كلَّ أبوابي ..
شَرَّشْتِ .. حتّى في عروقِ يدي
وحوائجي .. و زجَاج أكوابي ..
شَرَّشْتِ بي .. رعداً .. و صاعقةً
و سنابلاً ، و كرومَ أعنابِ
شَرَّشْتِ .. حتّى صار جوفُ يدي
مرعى فراشاتٍ .. و أعشابِ
تَتَساقطُ الأمطارُ .. من شَفَتِي ..
و القمحُ ينبُتُ فوقَ أهْدَابي ..
شَرَّشْتِ .. حتَّى العظْم .. يا امرأةً
فَتَوَقَّفي .. رِفْقاً بأعصابي ..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:33 PM
حقائب الدموع والبكاء




إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء ..
على حرير شعرك الطويل كالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له ..
في عتمة الجدائل ..
*
إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير .. والغطاء
أمنحه .. جميع ما يشاء
*
من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
حقائب الدموع والبكاء..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:34 PM
متى يعلنون وفاة العرب




1 -
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُرات...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:35 PM
أيظن




أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إليّ .. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده .. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به .. رقصت على قدميه
سامحته .. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه ..
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:38 PM
مع جريدة




أخرجَ من معطفهِ الجريده..
وعلبةَ الثقابِ
ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
ودونما اهتمامِ
تناولَ السكَّرَ من أمامي..
ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
وبعدَ لحظتين
ودونَ أن يراني
ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
تناولَ المعطفَ من أمامي
وغابَ في الزحامِ
مخلَّفاً وراءه.. الجريده
وحيدةً
مثلي أنا.. وحيده

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:40 PM
طوق الياسمين




شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
*
وجلست في ركن ركين
تتسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل تترددين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
*
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
" لاشيء يستدعي انحناْك
ذاك طوق الياسمين .. "

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:41 PM
نهر الأحزان




عيناكِ كنهري أحـزانِ
نهري موسيقى.. حملاني
لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ
نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني
الدمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيـانِ
عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني
وأنا في المقعدِ محتـرقٌ
نيراني تأكـلُ نيـراني
أأقول أحبّكِ يا قمري؟
آهٍ لـو كانَ بإمكـاني
فأنا لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ وأحـزاني
سفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ
ومصيري الأصفرُ حطّمني
حطّـمَ في صدري إيماني
أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟
يا ظـلَّ الله بأجفـاني
يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني
هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟
أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني
يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجـداني
إني لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ ..و أحزاني
أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني
إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني
تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ
إنـي نسيـانُ النسيـانِ
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ
ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني
قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني
ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ
يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ
أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي
عنّي.. عن نـاري ودُخاني
فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ... وأحـزاني

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:42 PM
رسالة من تحت الماء




إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن كنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر..
من هذا الكفر
حبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:43 PM
أشهد أن لا أمرأه إلا أنت




أشهدُ أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ ..
2
أشهدُ أن لا امرأة ً
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذتِ
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
3
أشهدُ أن لا امرأة ً
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنتِ ..
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت
4
أشهدُ أن لا امرأة ً
تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سُرَّتِها
مركز هذا الكون
أشهدُ أن لا امرأة ً
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلا أنتِ ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي
إلا أنتِ ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي عليَّ
إلا أنتِ ..
5
أشهدُ أن لا امرأة ً
توقف الزمان عند نهدها الأيمن
إلا أنتِ ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
إلا أنتِ ..
6
أشهدُ أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شَعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال
7
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهدُ أن لا امرأة ً
على محيط خصرها . .تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهدُ أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور
8
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفوله
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيله
9
أشهدُ أن لا امرأة ً
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقا لكل ما خططت أو رسمت
أشهدُ أن لا امرأة ً
تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت
يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت
10
أشهدُ أن لا امرأة ً
مارست الحب معي بمنتهى الحضاره
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
قبلك حلت عقدي
وثقفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثاره
أشهدُ أن لا امرأة ً
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ ..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:45 PM
السيرة الذاتية لسياف عربي ..!




1
أيها الناس:
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...
إننى لا أتجلى دائما..
فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
اتركوا أطفالكم من غير خبز
واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
إحمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
والتاريخ لا يكتب دونى
إننى يوسف فى الحسن
ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
وجبينا نبويا كجبينى
وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
أيها الناس:
أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
وابعثوا أزواجكم كى يشكرونى
شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
شرف أن تشبهونى..
فأنا حادثة ما حدثت
منذ آلاف القرون..
2
أيها الناس:
أنا الأول والأعدل،
والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
ومن يحيى عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم
فاضت دموعى كغمامة..
وتوكلت علىلا الله ...
وقررت أن أركب الشعب..
من الآن.. الى يوم القيامه..
3
أيها الناس:
أنا أملككم
كما أملك خيلى .. وعبيدى
وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى
فاسجدوا لى فى قيامى
واسجدوا لى فى قعودى
أولم أعثر عليكم ذات يوم
بين أوراق جدودى ؟؟
حاذروا أن تقرأوا أى كتاب
فأنا أقرأ عنكم..
حاذروا أن تكتبوا أى خطاب
فأنا أكتب عنكم..
حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
فإنى بنواياكم عليم
حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
فهذا عندنا إثم عظيم
والزموا الصمت، إذا كلمتكم
فكلامى هو قرآن كريم..
4
أيها الناس:
أنا مهديكم ، فانتظرونى
ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
فى حب الوطن
فأنا صرت الوطنه.
إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
وزرق الأغنيات
إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
وغطونى بغيم الكلمات
واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..
فأنا لست أشيخ..
جسدى ليس يشيخ..
وسجونى لا تشيخ..
وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..
أيها الناس:
أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى
وأنا جنكيز خان جئتكم..
بحرابى .. وكلابى.. سوجونى
لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى
فأنا أقتل كى لاتقتلونى....
وأنا أشنق كى لا تشنقونى..
وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
لكيلا تدفونى..
5
أيها الناس :
اشتروا لى صحفا تكتب عنى
إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
ومدادا .. ومطابع
كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..
إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
واطبخوا لى شاعرا،
واجعلوه، بين أطباق طعامى..
أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..
واجعلونى نجم كل الأغلفة
فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
أشترى ديوان بشار بن برد
وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..
فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
هى ميراث قديم لأبى
فخذوا من ذهبى
واكتبوا فى أمهات الكتب
أن عصرى عصر هارون الرشيد...
6
يا جماهير بلادى:
ياجماهير العشوب العربية
إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية
سجلوا صوتى على أشرطة
إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
صورونى باسما مثل الجوكندا
ووديعا مثل وجه المدلية
صورونى...
وأنا أفترس الشعر بأسنانى..
وأمتص دماء الأبجدية
صورونى
بوقارى وجلالى،
وعصاى العسكرية
صورونى..
عندما أصطاد وعلا أو غزالا
صورونى..
عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية
يا جماهير العشوب العربية...
7
أيها الناس:
أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..
وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون
وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون
فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
أيها الناس: أنا سجانكم
وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
إننى المنفى فى داخل قصرى
لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
منذ أن جئت الى السلطة طفلا
ورجال السيرك يلتفون حولى
واحد ينفخ ناياً..
واحد يضرب طبلا
واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
منذ أن جئت الى السلطة طفلا..
لم يقل لى مستشار القصر (كلا)
لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا)
لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا)
لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا)
إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها
وأرى الشعب من الشرفة رملا..
فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
إنما أقتلكم .. كى أتسلى..

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:46 PM
قصيدة بلقيس




شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

سماح الشعراوى
01-10-2010, 12:48 PM
صمت




هل تسمعينَ أشواقي
عندما أكونُ صامتاً؟
إنَّ الصمتَ، يا سَيِّدتي،
هو أقوى أسلحتي...
أفضل أن تصمتي وأنت في مملكتي
فالصمت أقوى تعبيراً من النطق
وأفضل من الكلام الهمس

سماح الشعراوى
01-10-2010, 01:05 PM
البَرْق




لَنْ أقولَ لَكِ
(أُحبُّكِ)..
إلا مرةً واحدةْ
لأنَّ البَرْقَ لا يُكرّرُ نَفْسَهْ...

سماح الشعراوى
01-10-2010, 01:35 PM
المُعَلِّم




لَشَعْرِكِ
فضْلٌ عظيمٌ عليَّ
يشابهُ فَضْلَ السَحَابهْ
فمنهُ تعلّمتُ عِلْمَ الكلامْ
وعنهُ أخذتُ أصولَ الكِتابهْ

سماح الشعراوى
01-10-2010, 01:36 PM
طموحُ الوردة




لو كانَ لدى الوردةْ،
مطبعةٌ...
وناشرْ..
لأصْدَرَتْ ديوانَ شِعْر...

سماح الشعراوى
01-10-2010, 01:38 PM
ذهبتْ.. ولم تَعُدْ..




في تعاملي مع النساءْ..
كنتُ دائماً
من أنصار المدرسة الإنطباعيَّةْ.
كلُّ امرأةٍ..
حدَّثتُها عن جمال الفِكْر الصوفيّْ
وتجلياتِ جلال الدين الرُوميّْ.
وفريد الدين العطّارْ.
ومحي الدين بن عربيّْ.
ذَهَبتْ... ولم تَعُدْ....

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:31 PM
إميل حبيبي (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1266&start=0) >>
من كتاب : المتشائل.




[ لنبدأ من البداية . كانت حياتي كلها عجيبة . والحياة العجيبة لا تنتهي إلا بهذه النهاية العجيبة . حين سألت صاحبي الفضائي : كيف آويتموني ؟ قال : هل لديك من بديل ؟
فمتى كانت البداية ؟

كانت البداية حينما ولدت مرة أخرى بفضل حمار .
ففي الحوادث كمنوا لنا وأطلقوا الرصاص علينا . فصرعوا والدي ، رحمة الله عليه . أما أنا فوقع بيني وبينهم حمار سائب ، فجندلوه . فنفَقَ عوضـا عني . إنّ حياتي التي عشت في إسرائيل بعد ، هي فضلة هذه الدابة المسكينة .
فكيف علينا أن نقوم حياتي يا أستاذ ؟
غيرَ أنني أراني إنسانا فذا . ألم تقرأ عن كلاب لعقت الماء المشبع بالسم ، فماتت ، لتنبّه أسيادها ولتنقذ حياتهم ؟
وعن الخيول فرّت بفرسانها الجرحى ، تعدو سوابق ريح ، فأنفقها الإجهاد بعد أن بلغت بهم مضارب الأمان ؟
أما أنا فأول إنسان ، على ما اعهد ، أنقذه حمار محرن لا يسابق ريحاً ولا يبغم . فأنا إنسان فذ . وقد يكون الفضائيون اختاروني على ذلك .
علّمني ، بحياتك ، الإنسان الفذ من يكون ؟ أ هوَ الذي يختلف عن الآخرين ؟ ، أم هو الواحد من هؤلاء الآخرين ؟
قلت إنك لم تحس بي أبداً ، ذلك أنك بليد الحس يا محترم . فكم من مرة التقيتَ اسمي في أمهات الصحف ؟ ألم تقرأ عن المئات الذين حبستهم شرطة حيفا في ساحة الحناطير ( باريس حالياً ) يوم انفجار البطيخة ؟ كل عربي ساب في حيفا السقلى على الأثر حبسوه ، من راجل ومن راكب . وذكرت الصحف أسماء الوجهاء الذين حُبسوا سهواً ، وآخرين .

آخرون ؟ - هؤلاء أنا - . الصحف لا تسهو عني . فكيف تزعم انك لم تسمع بي ؟ إنّي إنسان فذ . فلا تستطيع صحيفة ذات اطلاع ، وذات مصادر ، وذات إعلانات ، وذات ذوات ، وذات قرون ، أن تهملني . إنّ معشري يملئون البيدر والدسكرة والمخمرة . أنا الآخرون . أنا فذّ . ]

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:33 PM
>> يعقوب صروف (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1147&start=0)>>


من جريدة المقتطف




إننا نميل إلى الحذر ونرى أن يذكر كل أمر بما يستحقه من الإحتمال أو الترجيح أو التحقيق إثباتاً كان أو نفياً ، مدفوعين لإلى ذلبك بماأثرته فينا العلوم الرياضية التي تعلمناها وعلمناها . وقلما يستطيع هذا التدقيق من لم يبحث في الموضوع من كل وجوهه ويعرف كل ملابساته وأوجه القوة والضعف فيه .

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:34 PM
الطيب صالح (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1146&start=0)>>

من حفنة تمر




لابدّ إنني كنت صغيراً جداً حينذاك. لست أذكر كم كان عمري تماماً، ولكنني أذكر أن الناس حين كانوا يرونني مع جدي كانوا يربتون على رأسي، ويقرصونني في خدي، ولم يكونوا يفعلون ذلك مع جدي. العجيب أنني لم أكن أخرج أبداً مع أبي، ولكن جدي كان يأخذني معه حيثما ذهب، إلا في الصباح حين كنت أذهب إلى المسجد، لحفظ القرآن. المسجد والنهر والحقل، هذه كانت معالم حياتنا. أغلب أندادي كانوا يتبرمون بالمسجد وحفظ القرآن ولكنني كنت أحب الذهاب إلى المسجد. لابد أن السبب أنني كنت سريع الحفظ، وكان الشيخ يطلب مني دائماً أن أقف وأقرأ سورة الرحمن، كلما جاءنا زائر. وكان الزوار يربتون على خدي ورأسي، تماماً كما كانوا يفعلون حين يرونني مع جدي. نعم كنت أحب المسجد. وكنت أيضاً أحب النهر. حالما نفرغ من قراءتنا وقت الضحى، كنت أرمي لوحي الخشبي، وأجري كالجن إلى أمي، والتهم إفطاري بسرعة شديدة واجري إلى النهر وأغمس نفسي فيه. وحين أكلُّ من السباحة، كنت أجلس على الحافة وأتأمل الشاطئ الذي ينحني في الشرق ويختبئ وراء غابة كثيفة من شجر الطلع. كنت أحب ذلك. كنت أسرح بخيالي وأتصور قبيلة من العمالقة يعيشون وراء تلك الغابة … قوم طوال فحال لهم لحى بيضاء وأنوف حادة مثل أنف جدي. أنف جدي كان كبيراً حاداً. قبل أن يجيب جدي على أسئلتي الكثيرة، كان دائماً يحك طرف أنفه بسبابته. ولحية جدي كانت غزيرة ناعمة بيضاء كالقطن. لم أرَ في حياتي بياضاً أنصع ولا أجمل من بياض لحية جدي. ولابد أن جدي كان فارع الطول، إذ أنني لم أرَ أحداً في سائر البلد يكلم جدي إلا وهو يتطلع إليه من أسفل، ولم أرَ جدي يدخل بيتاً إلا وكان ينحني انحناءة كبيرة تذكرني بانحناء النهر وراء غابة الطلح. كان جدي طويلاً ونحيلاً وكنت أحبه وأتخيل نفسي، حين استوي رجلاً أذرع الأرض مثله في خطوات واسعة. وأظن جدي كان يؤثرني دون بقية أحفاده. ولست ألومه، فأولاد أعمامي كانوا أغبياء وكنت أنا طفلاً ذكياً. هكذا قالوا لي. كنت أعرف متى يريدني جدي أن أضحك ومتى يريدني أن اسكت، وكنت أتذكر مواعيد صلاته، فاحضر له ((المصلاة)) وأملأ له الإبريق قبل أن يطلب ذلك مني. كان يلذ له في ساعات راحته أن يستمع إليّ أقرأ له من القرآن بصوت منغم، وكنت أعرف من وجه جدي أنه أيضاً كان يطرب له. سألته ذات يوم عن جارنا مسعود. قلت لجدي: (أظنك لا تحب جارنا مسعود؟) فأجاب بعد أن حك طرف أنفه بسبابته: (لأنه رجل خامل وأنا لا أحب الرجل الخامل). قلت له: (وما الرجل الخامل؟) فأطرق جدي برهة ثم قال لي: (انظر إلى هذا الحقل الواسع. ألا تراه يمتد من طرف الصحراء إلى حافة النيل مائة فدان؟ هذا النخل الكثير هل تراه؟ وهذا الشجر؟ سنط وطلح وسيال. كل هذا كان حلالاً بارداً لمسعود، ورثه عن أبيه). وانتهزت الصمت الذي نزل على جدي، فحولت نظري عن لحيته وأدرته في الأرض الواسعة التي حددها لي بكلماته. (لست أبالي مَن يملك هذا النخل ولا ذلك الشجر ولا هذه الأرض السوداء المشققة. كل ما أعرفه أنها مسرح أحلامي ومرتع ساعات فراغي). بدأ جدي يواصل الحديث: (نعم يا بنيّ. كانت كلها قبل أربعين عاماً ملكاً لمسعود. ثلثاها الآن لي أنا). كانت هذه حقيقة مثيرة بالنسبة لي، فقد كنت أحسب الأرض ملكاً لجدي منذ خلق الله الأرض. (ولم أكن أملك فداناً واحداً حين وطئت قدماي هذا البلد. وكان مسعود يملك كل هذا الخير. ولكن الحال انقلب الآن، وأظنني قبل أن يتوفاني الله سأشتري الثلث الباقي أيضاً). لست أدري لماذا أحسست بخوف من كلمات جدي. وشعرت بالعطف على جارنا مسعود. ليت جدي لا يفعل! وتذكرت غناء مسعود وصوته الجميل وضحكته القوية التي تشبه صوت الماء المدلوق. جدي لم يكن يضحك أبداً. وسألت جدي لماذا باع مسعود أرضه؟ (النساء). وشعرت من نطق جدي للكلمة أن (النساء) شيء فظيع. (مسعود يا بنيَّ رجل مزواج كل مرة تزوج امرأة باع لي فدناً أو فدانين). وبسرعة حسبت في ذهني أن مسعود لابد أن تزوج تسعين امرأة، وتذكرت زوجاته الثلاث وحاله المبهدل وحمارته العرجاء وسرجه المكسور وجلبابه الممزق الأيدي. وكدت أتخلص من الذكرى التي جاشت في خاطري، لولا أنني رأيت الرجل قادماً نحونا، فنظرت إلى جدي ونظر إليّ. وقال مسعود: ((سنحصد التمر اليوم، ألا تريد أن تحضر؟)) وأحسست أنه لا يريد جدي أن يحضر بالفعل. ولكن جدي هب واقفاً، ورأيت عينه تلمع برهة ببريق شديد، وشدني من يدي وذهبنا إلى حصاد تمر مسعود. وجاء أجد لجدي بمقعد عليه فروة ثور. جلس جدي وظللت أنا واقفاً. كانوا خلقاً كثيراً. كنت أعرفهم كلهم، ولكنني لسبب ما أخذت أراقب مسعوداً. كان واقفاً بعيداً عن ذلك الحشد كأن الأمر لا يعنيه، مع أن النخيل الذي يحصد كان نخله هو، وأحياناً يلفت نظره صوت سبيطة ضخمة من التمر وهي تهوي من علٍ. ومرة صاح بالصبي الذي استوى فوق قمة النخلة، وأخذ يقطع السبيط بمنجله الطويل الحاد: ((حاذر لا تقطع قلب النخلة)). ولم ينتبه أحد لما قال، واستمر الصبي الجالس فوق قمة النخلة يعمل منجله في العرجون بسرعة ونشاط، وأخذ السبط يهوي كشيء ينزل من السماء. ولكنني أنا أخذت أفكر في قول مسعود: ((قلب النخلة)) وتصورت النخلة شيئاً يحس له قلب ينبض. وتذكرت قول مسعود لي مرة حين رآني أعبث بجريد نخلة صغيرة: ((النخل يا بنيّ كالادميين يفرح ويتألم)). وشعرت بحياء داخلي لم أجد له سبباً. ولما نظرت مرة أخرى إلى الساحة الممتدة أمامي رأيت رفاقي الأطفال يموجون كالنمل تحت جذوع النخل يجمعون التمر ويأكلون أكثره. واجتمع التمر أكواماً عالية. ثم رأيت قوماً أقبلوا وأخذوا يكيلونه بمكاييل ويصبونه في أكياس. وعددت منها ثلاثين كيساً. وانفض الجمع عدا حسين التاجر وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من الشرق، ورجلين غريبين لم أرَهما من قبل. وسمعت صفيراً خافتاً، فالتفت فإذا جدي قد نام، ونظرت فإذا مسعود لم يغير وقفته ولكنه وضع عوداً من القصب في فمه وأخذ يمضغه مثل شخص شبع من الأكل وبقيت في فمه لقمة واحدة لا يدري ماذا يفعل بها. وفجأة استيقظ جدي وهب واقفاً ومشى نحو أكياس التمر وتبعه حسين التاجر وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا والرجلان الغريبان. وسرت أنا وراء جدي ونظرت إلى مسعود فرأيته يدلف نحونا ببطء شديد كرجل يريد أن يرجع ولكن قدميه تزيد أن تسير إلى أمام. وتحلقوا كلهم حول أكياس التمر وأخذوا يفحصونه وبعضهم أخذ منه حبة أو حبتين فأكلها. وأعطاني جدي قبضة من التمر فأخذت أمضغه. ورأيت مسعوداً يملأ راحته من التمر ويقربه من أنفه ويشمه طويلاً ثم يعيده إلى مكانه. ورأيتهم يتقاسمونه. حسين التاجر أخذ عشرة أكياس، والرجلان الغريبان كل منهما أخذ خمسة أكياس. وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من ناحية الشرق أخذ خمسة أكياس، وجدي أخذ خمسة أكياس. ولم أفهم شيئاً. ونظرت إلى مسعود فرأيته زائغ العينين تجري عيناه شمالاً ويميناً كأنهما فأران صغيران تاها عن حجرهما. وقال جدي لمسعود: ما زلت مديناً لي بخمسين جنيها نتحدث عنها فيما بعد، ونادى حسين صبيانه فجاؤوا بالحمير، والرجلان الغريبان جاءا بخمسة جمال. ووضعت أكياس التمر على الحمير والجمال. ونهق أحد الحمير وأخذ الجمل يرغي ويصيح. وشعرت بنفسي أقترب من مسعود. وشعرت بيدي تمتد إليه كأني أردت أن ألمس طرف ثوبه. وسمعته يحدث صوتاً في حلقه مثل شخير الحمل حين يذبح. ولست أدري السبب، ولكنني أحسست بألم حاد في صدري. وعدوت مبتعداً. وشعرت أنني أكره جدي في تلك اللحظة. وأسرعت العدو كأنني أحمل في داخل صدري سراً أود أن أتخلص منه. ووصلت إلى حافة النهر قريباً من منحناه وراء غابة الطلح. ولست أعرف السبب، ولكنني أدخلت إصبعي في حلقي وتقيأت التمر الذي أكلت.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:35 PM
>> أديب إسحاق (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1153&start=0)>>


من الدرر




أيحسبون ذلك الصوت لا يكون له صدى ..
أم يخافون أن يذهب ذلك الاجتهاد سدى ؟
أم لا يعلمون أن مثل هذا الاجتماع منزهاً من المقاصد الدينية منحصراً في العصبية الجنسية والوطنية ، مؤلفاً من أكثر النحل العربية ، يزلزل الأرض اضطراباً ويستميل الجول جذباً وإرهاباً ..
فتعود للعرب الضالة التي ينشدونها والحقوق التي يطلبونها .

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:37 PM
>> الطاهر بن جلون (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1144&start=0)>>

كلمات له




كان القبر زنزانة يبلغ طولها ثلاثة أمتار وعرضها متر ونصف أما سقفها فوطئ جداً يتراوح ارتفاعه بين مائة وخمسين ومائة وستين سنتيمترات . و لم يكن بإمكاني أن أقف فيها.
***
طوال ساعة أو أقل ، أبقيت عيني مفتوحتين ، و فمي فاغراً ، لكي أتجرع ما أمكن من الضوء ، لكي أستنشق الضياء و أختزله في داخلي ، و أحفظه ملاذاّ لي فأستذكره كلما أطبقت العتمة ثقيلة فوق جفني ، ابقيت جذعي عارياً لكي يتشبع جلدي بالضوء و يختزنه كأثمن ما يقتنى .
***
أحلم بأن أسمع كلمات ، بأن أدخلها في رأسي ، و أكسوها بالصور و أجعلها تدور كدولاب مدينة الملاعب و أضن بها و أستذكرها عندما أشعر بالألم ، عندما يستبد بي الخوف من الجنون. هيّا ، لا تكن مقتراً ، إحكِ ، إخترع إذاً ما شئت و لكن إمنحنا شيئاً من مخيلتك .
***
أن نعمر الأشياء مجدداً كأن الحفرة لم تكن هي القبر ، ذلك كان قوام نضالنا ، المتصل ، الدؤوب ، المعاند. ألا نستسلم. ألا نفكر لا في جلادينا و لا فيمن خطط و رسم مسبقاً أدق تفاصيل السبيل الذي سيسلكه الموت ، متباطئاً ، متباطئاً جداً ، الى ان ينتزع أرواحنا دمعة تلو دمعة ، كيما يحل العذاب في الجسد و يخمد ناره وئيداً حتى الإنطفاء الكلي .
***
عندما أتذكر .. ما عدت أخشى الموت من الحنين. حتى إني لم أعد لم أعد محتاجاً الى إحراق الصور و إعادة ترتيبها. صرت أقوى من إختبار الدموع الذي يفضي الى نفق آخر. أرى الى ذكرياتي كأنها ذكريات شخص آخر. و لست ، أنا سوى دخيل متلصص .

***
فلسوف أكون من الناجين ما دامت لي القدرة على الصلاة و على التواصل مع الخالق. لقد بلغت أخيراً عتبة الأبدية ، هناك حيث لا وجود لحقد البشر و خستهم و صغاراتهم. هكذا بلغت ، او كنت أعتقد أني بلغت ، وحدة سامية ، تلك التي ترتقي بي فوق الظلمات و تبعدني عن المتجبرين على كائنات ضعيفة. ما عاد في صدري لأنين. لقد أحيلت جميع أعضاء جسمي كلها الى الصمت ، إلى شكل من أشكال السكون الذي لم يكن تماماً هو الراحة ، و لا الموت .
***
الشيء الوحيد الذي تمكنت من المحافظة عليه هو رأسي ، عقلي. كنت أتخلى لهم عن أعضائي , و رجائي ألا يتمكنوا من ذهني ، من حريتي ، من نفحة الهواء الطلق ، من البصيص الخافت في ليلي. ألوذ بدفاعاتي متغافلاً عن خطتهم. تعلمت أن أتخلى عن جسدي. فالجسد هو ذلك المرئي. كانوا يرونه ، و يستطيعون لمسه و بضْعَه بنصلٍ محمّى بالنار ، بإمكانهم تعذيبه ، و تجويعه ، و تعريضه للعقارب ، للبرد المجمد ، غير إني كنت حريصاً أن يبقى ذهني بمنأى عنهم. كان قوتي الوحيدة .

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:38 PM
>> مصطفى صادق الرافعي (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1162&start=0)>>
من كتاب وحي القلم




جاء يوم العيد ، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحدَه لا يستمر أكثرَ من يوم .
زمنٌ قصير ظريف ضاحك ، تفرضهُ الأديان على الناس ، ليكونَ لهم بين الحين والحين يومٌ طبيعي في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها .
يوم السلام ، والبِشر ، والضحك ، والوفاء ،والإخاء ، وقول الإنسان للإنسان : وأنتم بخير ! .
يوم الثياب الجديدة على الكل إشعاراً لهم بأنّ الوجهَ الإنسانيّ جديدٌ في هذا اليوم .
يوم الزينةِ التي لا يُراد منها إلا إظهار أثرها على النفسِ ليكون الناسُ جميعاً في يومِ حُـب .
يوم العيد ؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلوَ الكلماتُ فيه ...
يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعةً بقوة إلهية فوق منازعات الحياة .
ذلك اليوم الذي ينظرُ فيه الإنسان إلى نفسه نظرةً تلمح السعادة ، وإلى أهله نظرةً تُبصر الإعزاز ، وإلى دارهِ نظرة تدرك الجمال ، وإلى الناس نظرةً ترى الصداقة .
ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم ، فتبهج نفسه بالعالم والحياة .
وما أسماها نظرة تكشفُ للإنسان أنّ الكل جمالهُ في الكل .
----------
المصدر : اجتلاء (وحي القلم (ج2))

***
لا يكون السرور دائماً إلا جديداً على النفس ، ولا سرور للنفس إلا من جديد على حالة من أحوالها ؛ فلو لم يكن في كل دينار قوة جديدة غيرُ التي في مثلهِ لما سرّ بالمال أحد ، وما كان الخطر الذي هو له ؛ ولو لم يكن لكل طعام جوع يوردهُ جديداً على المعدة لما هنأ ولامرَأ ، ولو لم يكن الليل بعد نهار ، والنهار بعد ليل ، والفصول كلها نقيضاً على نقيضهِ ، وشيئاً مختلفاً على شيء مختلف .. لما كان في السماء والأرض جمال ، ولا إحساس بهما ؛ والطبيعة التي لا تفلح في جعلكَ معها طفلاً تكون جديداً على نفسك لن تفلح في جعلك مسروراً بها لتكون هيَ جديدة عليك .

***
كما تطلع الشمس بأنوارها فتفجّر ينبوع الضوء المسمى النهار ، يولد النبي فيوجد في الانسانية ينبوع النور المسمى بالدين . وليس النهار إلا يقظة الحياة تحقق أعمالها ، وليس الدين إلا يقظة النفس تحقق فضائلها .
والشمس خلقها الله حاملة طابعهُ الالهي ، في عملها للمادة تحول به وتغيّر ؛ والنبي يرسله الله حاملا مثل ذلك الطابع في عمله تترقى فيه وتسمو .
ورعشان الضوء من الشمس هي قصّة الهداية للكون في كلام من النور ، وأشعّة الوحي في النبي هي قصة الهداية لإنسان الكون في نور من الكلام .
والعامل الإلهي العظيم يعمل في نظام النفس والأرض بأداتين متشابهتين : أجرام النور من الشموس والكواكب ، وأجرام العقل من الرسل والأنبياء .

فليس النبي إنسانا من العظماء يقرأ تاريخه بالفكر معه المنطق ، ومع المنطق الشك ، ثم يدرس بكل ذلك على أصول الطبيعة البشرية العامة ؛ ولكنه إنسان نجميّ يقرأ بمثل " التلسكوب " في الدقة ، معه العلم ، ومع العلم الايمان ؛ ثم يدرس بكل ذلك على أصول طبيعتهِ النورانية وحدها .
والحياة تنشيء علم التاريخ ، ولكن هذه الطريقة في درس الأنبياء ( صلوات الله عليهم ) ، تجعل التاريخ هو ينشيء علم الحياة ؛ فإنما النبي إشراق إلهي على الإنسانية ، يقوّمها في فلكها الأخلاقي ، ويجذبها إلى الكمال في نظام هو بعينهِ صورة لقانون الجاذبية في الكواكب .
------------

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:41 PM
مصطفى صادق الرافعي (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1162&start=0)>>

من كتاب رسائل الأحزان




سأكتبُ هذه الكلمات المرتعشة ، وسأبسط رعدة قلبي في ألفاظها ومعانيها ، أكتب عن (..) ذلك الاسم الذي كان سنة كاملة من عمر هذا القلب ، على حين أن السعادة قد تكون لحظات من هذا العمر الذي لا يعدّ بالسنين ولكن بالعواطف ، فلا يسعني لا أن أرد خواطري إلى القلب لتنصبغَ في الدم قبل أن تنصبغ في الحبر ثم تخرج إلى الدنيا من هناك بل ما يخفق وما يزفر وما يئنّ . " من هناك" ! آه . من ترى في الناس يعرف معنى هذه الكلمة ويتسع فكرهُ لهذا الظرف المكاني الذي أشير إليه ؟ إنّ العقل ليمد أكنافه على السموات فيسعها خيالا كما ترى بعينيك في ماء الغدير شبكة السماء كلها محبوكة من خيوط الضوء ، مفصّلة بعقد النجوم . ولكن هناك ؛ في القلب ؛ عند ملتقى سر الحياة وسر محييها ؛ في القلب ؛ عند النقطة التي يتقطع فيها الطرف بينكَ وبين من تحب ، حين تريد الجميلة أن تقول لك أول مرة أحبك ؛ ولا تقولها . هناك ؛ في القلب ؛ وعند موضع الهوى الذي ينشعب فيه خيط من نظرك وخيط من نظرها فيلتبسان فتكوّن منهما عقدة من أصعب وأشد عقد الحياة . هناك ؟ هذا معنى "هناك " .

سأكتب أشياء وأضمر على أخرى لا أبوح بها ، وما دام لكل امريء باطن لا يشركه فيه إلا الغيب وحده ففي كل إنسان تعرفهُ إنسان لا تعرفه . وليست على المعاني والخواطر سمات تميز بعها من بعض كبياض الأبيض وسواد الأسود ؛ فأنا وحدي أعرف سبب الزلزلة التي أصفها ، والناس بعد كأولئك الخياليين القدماء الذين كانوا يقولون متى اهتزّت أثقال الأرض : أن إله المصارعة ينبض قلبه الآن .... وأعرف سبب البركان المنفجر وكانت خرافة الأقدمين عندما تتمزع الأرض من الغيظ وتلعنهم بألفاظ من النار : أن إله الحدادة ينفخُ في الكير ... أنا وحدي أعرف ما اندمج عليه وما يكنّه قلبي المتألم الذي أصبح يضطرب اضطراب الورقة اليابسة في شجرتها نافرة تتململ إن عفت عنها نسمة لا تعفو النسمات ككلها . فسآتيك في رسائلي بالكلام الصحيح والكلام المريض ويتشعب عليك من خبري أمور وأمور ، فلا تحاول أن تهتك سر هذا القلب . وإذا صح أن الانسان انطوى فيه العالم الأكبر فقد صح أن السماء انطوت في قلب الإنسان . ما أبعدكَ عن السماء ! ، انظر .. انظر فإنّ السماء تقول لك أيضاً أنها معنى " هناك " ! . "

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:42 PM
أحلام مستغانمي (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1168&start=0)>>

من كتاب نسيان.com




ليشهد الأدب أنّني بلّغت!
"الحبّ مثل الموت وعد لا يردّ و لا يزول"
(محمود درويش)

أكبر لغزين في الحياة هما قطعًا الموت والحبّ.
كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج ( المكتوب ). لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما .
ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره، ليأخذ هذا الشخص دون سواه، بهذه الطريقة لا بأخرى، و لا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات . لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟
لا أحد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت. لكن الذين عادوا من " الحبّ الكبير " ناجين أو مدمّرين، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه، ويصفوا لنا سحره وأهواله، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه، لوجه الله .. أو لوجه الأدب.
إذا لم يكن للأدب في حياتنا دور المرشد العاطفيّ من يتولاه إذن ؟
ومن يعدّنا لتلك المغامرة الوجدانيّة الكبرى، التي ستهزّ كياننا عندما لا نكون مهيّئين لها. وستواصل ارتجاجاتها التأثير في أقدارنا و خياراتنا، حتى بعد أن ينتهي الحبّ ويتوقّف زلزاله.
إن كانت الهزّات العاطفيّة قدرًا مكتوبًا علينا، كما كُتبَتْ الزلازل على اليابان، فلنتعلّم من اليابانيين إذن، الذين هزموا الزلزال بالاستعداد له، عندما اكتشفوا أنّهم يعيشون وسط حزامه.
يمرّ زلزال خفيف على بلد عربي، فيدمّر مدينة عن بكرة أبيها، ويقضي على الحياة فيها لسنوات عدة. ذلك أنّ الإنسان العربي قدريّ بطبعه، يترك للحياة مهمّة تدبّر أمره، و في الحياة كما في الحبّ لا يرى أبعد من يومه. وهو جاهز تمامًا لأن يموت ضحيّة الكوارث الطبيعيّة أو الكوارث العشقيّة، لأنّه يحمل في تكوينه جينات التضحيات الغبيّة للوطن و للحاكم المستبد.. و للعائلة و الأصدقاء و للحبيب .
و تصمد جزر اليابان يوميًّا في وجه أقوى الزلازل. كلّ مرة تخرج أبراجها واقفة و أبناؤها سالمين. عندهم يعاد إصلاح أضرار الزلازل في بضعة أيام. و تعدّ الخسائر البشرية بأرقام مقياس ريختر.. لا بقوّته. فقلّما تجاوز الضحايا عدد أصابع اليد .
صنعت اليابان معجزاتها بعقلها، و صنعنا كوارثنا جميعها بعواطفنا.
ماذا لو أعلنّا الحبّ كارثة طبيعيّة بمرتبة إعصار أو زلزال أو حرائق موسميّة. لو جرّبنا الاستعداد لدمار الفراق بتقوية عضلة قلبنا الذي صَنعَتْ سذاجته و هشاشته الأغاني العاطفيّة و الأفلام المصرية التي تربّينا عليها.
كما المباني اليابانيّة المدروس عمارها ليتحرّك مع كلّ هزّة علينا أن نكتسب مرونة التأقلم مع كلّ طارئ عشقيّ. و التكيّف مع الهزّات العاطفيّة و ارتجاجات جدران القلب التي تنهار بها تلك الأشياء التي أثّثنا بها أحاسيسنا. و اعتقدنا أنّها ثابتة و مسمّرة إلى جدران القلب إلى الأبد.
علينا أن نربّي قلبنا مع كلّ حبّ على توقّع احتمال الفراق. و التأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه. ذلك أنّ في الفكرة يكمن شقاؤنا.
ماذا لو جرّبنا الاستعداد للحبّ بشيء من العقل ؟ لو قمنا بتقوية عضلة القلب بتمارين يوميّة على الصبر على من نحبّ. أن نقاوم السقوط في فخاخ الذاكرة العاطفيّة التي فيها قصاصنا المستقبلي. أن ندخل الحبّ بقلب من " تيفال "، لا يعلق بجدرانه شيء من الماضي. أن نذهب إلى الحبّ كما نغادره دون جراح، دون أسًى، لأنّنا مصفّحين ضدّ الأوهام العاطفيّة. ماذا لو تعلّمنا ألّا نحبّ دفعة واحدة، و ألّا نعطي أنفسنا بالكامل، وأن نتعامل مع هذا الغريب لا كحبيب، بل كمحتل لقلبنا وجسدنا وحواسنا، ألّا يغادرنا احتمال أن يتحوّل اسمه الذي تنتشي لسماعه حواسنا، إلى اسم لزلزال أو إعصار يكون على يده حتفنا و هلاكنا ؟
أيّتها العاشقات الساذّجات، الطيّبات، الغبيّات.. ضعن هذا القول نصب أعينكن: "ويل لخلّ لم ير في خله عدوًّا".
ليشهد الأدب أنّني بلّغت !

***
الاستيقاظ الموجع من الخدر العشقي

لا توقظو المرأة التي تحب .. دعوها في أحلامها حتى لا تبكي عندما تعود الى الواقع المر .
مارك توين


صباح الخير.. إنّها التاسعة بتوقيت النسيان.
انتهى سباتك الشتوي عزيزتي.
قومي من تحت الردم ..قومي من حزنك قومي . افتحي نوافذ الحياة و إلّا دخل الصقيع إلى قلبك و بقي هناك. كنت غزالة و أصبحت من دببة القطب الشمالي تنامين سبعة أشهر. بأيّة حقنة تمّ تخديرك؟ بالشغف ؟ بالولع ؟ الوله ؟ الهيام ؟ الغرام ؟ الصبابة ؟
تدرين كم للحبّ من اسم ؟ تسعون اسمًا حسب مراتب العشق و جنونه. ستعرفين من مدّة غيبوبتك، في أيّة درجة من العشق كنت حين خلدت إلى النوم على تلك الغيمة القطنيّة البيضاء متوسّدة أحلامك.
ما توقّعتها ستمطر و ترمي بك أرضًا من العلوّ الشاهق للأوهام. لذا ما أخذت معك كما المظليّين ما يضمن نزولك بسلامة. فالسقوط المفاجئ ما كان ضمن حساباتك و الآن قلبك لا يتوقّف عن الإصغاء لصوت ما تهشّم داخلك من أشياء سيصعب عليك ترميمها.
لا تدعي منظر الخراب يشوّه مزاجك. و يشلّ قدرتك على الوقوف." نقع سبع مرات و نقوم ثمانية " يقول اليابانيون. قومي. ما ينتظرك أجمل مما يحيط بك. اشتري أحذية لأحلامك و ستصبح كلّ الطرقات إلى الفرح سالكة.
سدًى تنتظرين.
لا الحبّ يستطيع من أجلك شيئًا و لا النسيان. لا زوارق في الأفق.. غادري مرفأ الانتظار.
هو لن يعود طالما أنت في انتظاره.
أنت لن تكسبيه إلّا بفقدانه لك. و لن تحافظي عليه إلّا بحرمانه منك.
ثمّة رجال لا تكسبينهم إلّا بالخسارة. عندما ستنسينه حقًّا، سيتذكّرك. ذلك أنّنا لا ننسى خساراتنا !

***
كما ينسى الرجال
"أفضل ما يمكن توقّعه من الرجال هو النسيان"
( فرانسوا مورياك)

"ما عاد بإمكاننا أن نتحدّث مع من نحبّ و ليس هذا بالصمت"
( رينيه شار )

إن كان سلاح المرأة دموعها. أو هكذا يقول الرجال الذين ما استطاعوا الدفاع عن أنفسهم بمجاراتها في البكاء. فقد عثر الرجل على سلاح ليس ضمن ترسانة المرأة. و لا تعرف كيف تواجهه لأنّها ليست مهيّأة له في تكوينها النفسي. لذا عندما يشهره الرجل في وجهها يتلخبط جهاز الالتقاط لديها و يتعطّل رادارها. إنّها تصاب بعمى الأنوثة أمام الضوء الساطع لرجل اختار أن يقف في عتمة الصمت.
لا امرأة تستطيع تفسير صمت رجل. و لا الجزم بأنّها تعرف تماماً محتوى الرسالة التي أراد إيصالها إليها. خاصة إن كانت تحبّه. فالحبّ عمًى آخر في حدّ ذاته. ( أمّا عندما تكفّ عن حبّه فلا صمته و لا كلامه يعنيانها و هنا قد يخطئ الرجل في مواصلة إشهار سلاحه خارج ساحة المعركة على امرأة هو نفسه ما عاد موجودًا في مجال رؤيتها ! ) كما أنّ بعض من يعاني من ازدواجيّة المشاعر يغدو الصمت عنده سوطًا يريد به جلدك فيجلد به نفسه.
تكمن قوة الصمت الرجالي في كونه سلاح تضليلي. إنه حالة التباس كتلك البدلة المرقطة التي يرتديها الجنود كي يتسنّى لهم التلاشي في أيّة ساحة للقتال. إنّهم يأخذون لون أيّ فضاء يتحرّكون فيه.

نصيحه ..

تعلّمي أن تميّزي بين صمت الكبار و الصمت الكبير. فصمت الكبار يقاس بوقعه، و الصمت الكبير بمدّته.
الكبار يقولون في صمتهم بين جملتين أو في صمتهم أثناء عشاء حميم ما لا يقوله غيرهم خلال أشهر من الصمت. ذلك أنّ الصمت يحتاج في لحظة ما أن يكسره الكلام ليكون صمتًا.
أمّا الصمت المفتوح على مزيد من الصمت، فهو يشي بضعف أو خلل عاطفيّ ما يخفيه صاحبه خلف قناع الصمت خوفًا من المواجهة. وحده الذي يتقن متى يجب كسر الصمت. و ينتقي كجوهرجي كلماته بين صمتين يليق به صمت الكبار.
تعلّمي الإصغاء إلى صمت من تحبّين، لا إلى كلامه فقط. فوحده الصمت يكشف معدن الرجال.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:44 PM
>> أمين الريحاني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1159&start=0) >>
من كتاب وصية الريحاني


لم تكن حياتي حياة القديسين والأولياء، والحمد لله، ولا حياة أولى الثروة والسيادة، والحمد ثم الحمد لله؛ إن ما فاتني الحياة اللامعة غربته خلال الحياة الدامعة تأبطت كتاب الآلام ثلاثين سنة، حملت في جيبي كتاب الوحشة على الدوام، وحاولت أن أحرق كتاب الإثم، وأمزق كتاب الحاجة فأخفقت، وما استسلمت.
أوصى إليكم إخواني في الإنسانية : البيض والصفر والسود على السواء شرقا وغربا:
إن حق الشعب في تقرير مصيره لحق مقدس، فأوصيكم بالجهاد في سبيله، أينما كان.
إن الأمة الصغيرة وهي على حق لأعظم من الأمة الكبيرة وهي على باطل.
إن الأمة القوية الحرة لا تستحق حريتها وقوتها مازال في العالم أمم مستضعفة مقيدة .

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:45 PM
>> أمين الريحاني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1159&start=0) >>

من وصيّة الريحاني





لم تكن حياتي حياة القديسين والأولياء، والحمد لله، ولا حياة أولى الثروة والسيادة، والحمد ثم الحمد لله؛ إن ما فاتني الحياة اللامعة غربته خلال الحياة الدامعة تأبطت كتاب الآلام ثلاثين سنة، حملت في جيبي كتاب الوحشة على الدوام، وحاولت أن أحرق كتاب الإثم، وأمزق كتاب الحاجة فأخفقت، وما استسلمت.
أوصى إليكم إخواني في الإنسانية : البيض والصفر والسود على السواء شرقا وغربا:
إن حق الشعب في تقرير مصيره لحق مقدس، فأوصيكم بالجهاد في سبيله، أينما كان.
إن الأمة الصغيرة وهي على حق لأعظم من الأمة الكبيرة وهي على باطل.
إن الأمة القوية الحرة لا تستحق حريتها وقوتها مازال في العالم أمم مستضعفة مقيدة.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:47 PM
أمين الريحاني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1159&start=0) >>


من كتاب: تاريخ نجد الحديث




بسم الله الرحمن الرحيم

http://ia331402.us.archive.org/0/items/tnhwm/tnhwm.pdf

في وادي حنيفة ظهر مسيلمة الذي حارب النبيّ والإسلام فكان مدحوراً، قتله خالدُ بن الوليد في وقعة الروضة. وفي وادي حنيفة ، بعد ألف ومئة سنة، ظهر محمد بن عبد الوهاب الذي كافح البدع والخرافات فكان من الفائزين. قبل ظهور هذا المصلح النجدي كان العرب في نجد، بل في الشطر الشرقيّ من شبه الجزيرة، منغمسين في عقائد وعبادات جاءتهم من النجف ومن الأهواز، أو بالحري من بلاد فارس. فكان لا يزالُ لإباحات القرامطة أثر في الإحساء، وكانت للقبور شفاعة لا شفاعة فوقها، فحلها الناس المحل الأعلى في العبادة والتوسل. والحق يقال أن هذه البدع أو هذه الخرافات القديمة، أبعدت العرب بادية وحاضرة عن حقيقة الدين الكبرى وجوهرة الأزليّ الحيّ.
أبعدتهم عن الإسلام الذي جاء يبطل عبادة الأوثانِ وكلّ ما فيه رائحة العبودية لغير الله. فعادوا إلى ما كان فيه أجدادهم وأمعنوا أكثر منهم في الخزعبلات والأضاليل، فلم يتوسلوا فقط إلى قبور الأولياء بل تعددت القباب فوق القبور، فصارت الشفاعة الكبرى للأحجار. بل كانوا يعبدون حتى الأشجار، فيعلقون على أغصانها الرقاع ويقدمون لها النذور. ومن هذه الأشجارُ شجرة في نجد، خصوصا في كهوف جبل ملويق ووادي حنينة، ما كانت تفوق سواها شهرة، وتمتاز اسماً وفعلاً، في نظر عبادها الذين كانوا يجيشونها من أقصى نواحي الجزيرة مشركين متوسلين.
قلت أن هذه العبادات أبعدت العرب عن الإسلام، بل أنستهم حقائقه وأركانه، فقل من كانوا يقرأون القرآن ويفهمون. قال المؤرخ النجديّ: " أهمل الناس الصلاة والزكاة والحج وكانوا لا يعرفون حتى مركز الكعبة!". وبكلمة أوضح عادوا إلى الوثنية، فجاء ابن عبد الوهاب يعيدهم إلى الإسلام. فكان منذ نشأته إلى يوم وفاته يدعو للرجوع إلى الكاتب والسنة، وقد انتشرت دعوته في نصف قرن بين الحاضرة والبادية، وعمت في عهد سعود الكبير البلاد العربية جمعاء.
نعم قد كان في نجد علماء يتعبون الإمام أحمد بن حنبل في المذهب والأحكام، ولكم علمهم لم يخل مما يشوب طريقه بين المجتهدين والمتصوفين، فكانوا من هذا القبيل يشبهون علماء الكنيسةِ المسيحية في القرون الوسطى.
ومن كبار أولئك العلماء النجديين جد صاحب الترجمة محمد بن سليمان بن علي التميمي. قد كان الشيخ محمد رجلاً فاضلا كريماً. تولى منصب الفتوى في نجد، ودري علمي التفسير والحديث ، وكان لحبه للعلم ينفق على الطلبة من ماله الخاص، ناهيك بأن بيته كان على الدوام مفتوحاً للفقراء والمظلومين اللاجئين إلى بره وإحسانه. .. ....

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:50 PM
>> نيفين عز الدين الهوني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1267&start=0) >> خجل أمنية.


خجل أمنية.





" ألن تأكلي
من هنا كانت البداية ..لم تكن أمسية ككل الأمسيات .استغرق الأمر الليل كله .لإستيعاب اننى لأول مرة اهتم بإنسان
لأول مرة يهزنى الشوق ويحذونى الأمل فى تحقيق أمنية ما فى خاطرى
جلسنا على ذات الطاولة لنمارس طوال العشاء فن المجاملة ونتقن لغة النظرات .أخبرته كل شىء وآبى الا أن يثير فضولى ببعض الجمل التى إنسابت من مآقيه
كان عشاء عمل فرضته الظروف .صنعته الصدفة .تجاذب مع صديقتى أطراف الحديث .ومن ثم غرق فى صمت رهيب
جلست امامه أنتظر فرصةلأنتهزها وأنا التى لم أتعود إقتناص الفرص .ما الذى حدث بعد ذلك .لست ادرى .كل ما أعرفه بأننى أنتظر يوم يصحو الفجر من سباته العميق معلنا أنه لابد لحلمى أن يخترق جدار العاصفة مهما تراكم الصقيع على ثنايا قلبك
قطعا لايمكنك إتهامى بأننى مثل الآخريات ضحلة التفكير ولكنى لا أستطيع الإنكار بأننى ايضا تمنيت "

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:51 PM
إبراهيم الكوني بلكاني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1274&start=0) >>
من رواية : عشب الليل. (1)




1
في فرارها الأول ذهبت للاحتماء ببنيان الحرم.
باتت ليلتها الأولى في دار القرابين، وأطعمتها العرافة مآكل النذور التي يجود بها الواويون على الضريح بسخاء يفوق إنفاقهم على أنفسهم وعلى ذويهم. وفي صباح اليوم التالي أقبل أحد أقيان الجدّ وحاول أن يقنعها بالعودة. جالسها في الركن طويلاً، وحادثها همساً، وظل يتقرفص في الزاوية ، ويهمهم بكلام مبهم حتى بعد أن انسحبت الفتاة وتكرته في عتمة البنيان وحيداً.
وجع القنّ فجاءت الأم.
جاءت مع حلول العتمة، تشد حول وجهها لحافا شديد السواد. ترتدي ثوباً شديد السواد أيضاً، فلا يبدو من وجهها الخاسيّ سوى مقلتين حزينتين.
ولكن سيماء الحسن القديم، الصارم، تجلت في القامة، والمشية، واستواء القدّ. عبرت إلى دار الكاهنة، وجالستها على انفراد أمدا، ثم خرجت لتختلي بالفتاة عند موقد النار. في ضياء اللهب تبدّى في عينيها، إلى جانب الحزن، وجع عميق.
حاورتها الليل كله، حاورتها بصوت مكتوم جلّ الوقت، ولكن الانفعال غليبها مرارا، فأفلت الصوت، وجاهرت بالعبارة المسموعة كثيراً.
في غلس الفجر تسللت عائدة. وراءها بمسافة ، سارت الفتاة.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:53 PM
> إبراهيم الكوني بلكاني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1274&start=0) >>
من رواية : عشب الليل. (2)




لم يعتد العبيدُ أن يخفوا كراهيتهم للون رأوهُ سبب وقوعهم في الأسر، وأجاز لأناس لا يمتازون عنهم بفضيلة غير قشرة بئسية اسمها البياض، أن يتسلطوا عليهم، ويمتلكوا حياتهم وذريتهم من بعدهم، ولكنم لم يتذللوا للنقيض أيضاً، ولم يروا فيه بهاءً أو جمالاً أو فتنة، بل كانوا يسخرون منه في قرارة أنفسهم وفي خلواتهم التي يغيب عنها أهل البياض، ويتندرون على إعجاب السادة بأنفسهم وبلونهم وببهائهم المزعوم. وما إن ابتدأ المولى بدعته ودأب على تحقير لونه ولو أبناء قبيلته، حتى ابتهج المماليك، ولكنهم أخفوا فرحتهم أمدا ارتيابا. ذلك أن السياط علمت الأشقياء أن يرتابوا في كل شيء، ولا يصدقوا أي شيء، وتعلموا أيضا أن لا يسمعوا ولا يبصروا، وإذا أبصروا قسراً كذبوا، في الحال، ما أبصروا، وإذا سمعوا عفوا نسوا في الحال، ما سمعوا. ولأنهم جربوا دهاء السادة، وخبث ملكتهم الأقدار لأيديهم، فقد صنعوا لأنفسهم ناموساً يقضي بألاً يصدقوا ما برى ولا يؤمنوا بما يسمع، ويحترسوا من الحيلة، لأن الحيلة لم تكن وسيلة السادة للحياة، ولكنها في الحياة نفسها. ولولا الحيلة، لولا هذه التميمة الخفية، لما امتلكهم هؤلاء الدهاة يوماً واحداً برغم بلية اللون.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 08:54 PM
>> إبراهيم الكوني بلكاني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1274&start=0) >>

من كتاب: من أساطير الصحراء




الجبل
-1-
بدأت الرحلةُ في القماط. تسلى بالسماء فرأى الأنواء. رقعة ظلماء موشاة بعيون لامعة، تومئ ولا تتوقف عن مشاكسته بوميضها الغامض. يغيب في زحمة العيون كل ليلة. ولم يكفّ عن أسفاره حتى بلغ "آشيت آهض". دخل بيتاً لم يعد منه أبداً. لاحقته الأم. أغوته بحيل الساحرات. استبدلت في يده صرة الشيح. أخذت الصرة القديمة وأحرقتها في موقد النار. أعدت صرة جديدة وثبتتها في معصمه الأيمن. ذهبت إلى الساحر وجاءت له بتميمة جديدة. نحرت فوق رأسه ديكاً أبيض اللون. لوثته بدم الديك، وأعدت لمه من المخّ حساء. اشترت من العرافين العابرين مدية نحاسية جديدة. غرستها فوق رأسه بجوار الركيزة. ولكن الوليد الذي سار وراء"آشي آهض" ليلا، ومضى بعيداً في ساحة الوظن المجهول، لم يعد إلى الوراء نهاراً. وظل يبرطم ويتبسم ويبتدعُ اللغة التي يخاطب بها كوكبة الصبايا طوال الليالي. ولا تنطفئ له عين حتى يفلق القبس المبكر فوق الأفق. يعود إلى الصحراء متعباً فلا يستجيب لمداعبات الأم، يستسلمُ لحلم مبهم، فنرقضص على شفتيه ابتسامة مجهولة يرتجفُ لها قلبُ الأمّ.

سماح الشعراوى
01-10-2010, 09:27 PM
> إبراهيم الكوني بلكاني (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1274&start=0)

من رواية : التبر .




-3-
هذه ليست المرة الأولى.
سبق له أن ورّطه في فضائح أفظع .

فقد تعود أن يقوم بغزواته العاطفية الليلة إلى النجوع المجاورة على ظهر الأبلق. يسرجه بعد المغيب وينطلقُ إلى ديار المعشوقات فيصل بعد منتصف الليل. يوثقه بالعقال في أقرب الأودية وتسلل في الظلمات إلة خيم الحسان. يتغازل ويتسامرُ ويختطف القبلات حتى ينفلق أفق الصحراء عن الضوء، فيتسلل إلى الوادي ويقفز فوق السرج وينطلقُ عائداً.
تكررت الغزواتُ حتى اكتشف أن أبلقهُ قد وقع في غرام ناقة حسنا تملكها قبيلة تعودت أن تقضي الربيع في وادي "المغرغر" واعتاد هُوَ أن يزورَ فاتنة من بنات تلك القبيلة النبيلة. يتركه يرتعُ في قاع الوادي مع الإبل، ويذهبُ إلى فتاته في المضارب. ولم يغفل عن مشاعر مهربه العاطفية. فقد لاحظ هيامه بالناقة البيضاء منذ زياراته الأولى. وازداد يقيناً بعدما رأى كيف يطير الأبلقُ إلى "النغرغر" ويحترقُ شوقا للسفر الليليّ. فكان يشاكسه ويقول:
- لماذا تخبئ عني؟ اعترف أنك تطيرُ إلى محبوبتك ولا تطير بي إلى محبوبتي. اعترف أن لا فضلَ لك في العدو هذه المرة! الأنثى هي السبب! هي السبب دوماً !.
فيرد عليه متمايلاً، ينثر الزبد، ويمضغ الرسن في عدوه السعيد :
- أو _ ع _ ع _ ع ....
فيضحكُ أوخيّد، ويستمرّ في مداعباته .

سماح الشعراوى
01-10-2010, 09:30 PM
>> علي باكثير (http://www.adab.com/literature/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=1261&start=0) >>

من رواية: سيرة شُجاع.




" وأشرق فجر اليوم الرابع فهب الناس في القاهرة وفي الفسطاط على سماع اصوات الصائحين ، وبأيديهم الطبول يدورون في كل حي وكل زقاق ، وقد اختلطت اصواتهم ودقات طبولهم بأصوات المؤذنين لصلاة الفجر وهم يرددون :
بيان للناس في كل مكان .
بأمر أمير المؤمنين العاضد لدين الله .
" شاور " المخدوع قد عزل .
وتقلّد الوزارة أبو الأشبال ضرغام .
الأمان مستتب في كل مكان .
ادعوا لمولانا العاضد بالنصر والتأييد .
العمر المديد السعيد !!!

وطفق أهل القاهرة يعلنون الفرح والاستبشار ، وانطلقت حناجر النساء ترسل الزغاريد ، واستعد كثير من وجهائهم وأعيانهم للسعي إلى دار الوزراء ليرفعوا تهنئتهم إلى الوزير الجديد ثم إلى القصر الشرقي ليعربوا عن ولائهم وإخلاصهم للعرش والجالس عليه .
وكأي من شاعر أخذ يقدح زناد فكره ، وطفق يتصفح أبواب المديح والتهنئة من دواوين الشعراء القدامى ، يحرك بها قريحته ، ويلتمس الوزن الذي يروقه أو القافية التي يستحسنها لينظم قصيدته الجديدة على المنوال الذي يرتضيه ، وهو يمني نفسه بصلة من الخليفة أو منحة من الوزير ، وإن كان لا يُخفي جزعه من أن يكون جزاءه على مديحه الخيبة والحرمان . فقد تغيّر الزمان ، وذهب الملوك والأمراء الذين يهتزون لكريم القول ويجزون عليه ، على أن حسبه - إذا لم يُجز عن شعره - أن يغيظ حساده ومنافسيه من الشعراء ، فما ينبغي أن يتفوق أحدهم عليه ، فيذهب بفخر هذا اليوم المجيد دونه .
هَبّ الجميع هكذا يعلنون الفرح والاستبشار لا عن حب للوزير الجديد أو إيثار له على سلفه الذي غرب نجمه ، ولا عن ولاء للخليفة أو إخلاص له ، ولكن بعضهم يفعلون ذلك جريا على العادة المتبعة في مثل هذه الأحوال من حيث لا يشعرون ، وأكثرهم يقومون بذلك خشية أن يعرف عنهم أنهم من المعادين لصاحب العرش أو الضائقين بأسرته الحاكمة أو المناصبين لمذهبها الاسماعيلي الذي لم يستطع بعد مضي قرنين من الزمان أن يزحزح المذهب السني الذي يتمسك به أهل البلاد عن بصيرة وإيمان .
وليس بوسع هؤلاء الذين يقيمون بقاهرة المعزّ أن يجاهروا بكراهيتهم للعاضد وأسرته ومذهبه ، ماضين في ذلك على سنة آبائهم وأجدادهم الذين كانوا يؤثرون السلامة بمجاملة هذه الأسرة ومداراتها أن يبطش بهم او تتعرض مصالحهم للسوء ، ولا سيما في عهود الأقوياء من خلفائها السالفين الذين كانوا لا يتوانون عن القضاء على من يرتابون في إخلاصه لبيتهم أو يؤنسون لديه أي مناهضة لمذهبهم في السلا بله العلانية .
فكان أحدهم إذا ضاق ذرعا بهذه الحال . ولم يستطع بعد صبرا عليها . انتحل عذرا من الأعذار ، يترك به القاهرة وينتقل بأهله إلى الفسطاط مأزر السنة وملاذها العتيد وحصنها المنيع حيث يستطيع أن يستروح شيئا من نسيم الحرية . وإن كان لا يأمن فيها أيضا أن تمتد إليه يد البطش والاضطهاد ، إذا لم يقصد في إعلان عداوته للبيت الحاكم وسخطه عليه "

سماح الشعراوى
02-10-2010, 07:18 AM
أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> البكاء بين يدي زرقاء اليمامة


البكاء بين يدي زرقاء اليمامة




أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلٌ دمي
وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !

سماح الشعراوى
02-10-2010, 07:19 AM
أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> شيء يحترق


شيء يحترق




شيء في قلبي يحترق
إذ يمضي الوقت ... فنفترق
و نمدّ الأيدي
يجمعنا حبّ
و تفرّقها .. طرق
***
.. ولأنت جواري ضاجعه
و أنا بجوارك ، مرتفق
و حديثك يغزله مرح
و الوجه .. حديث متّسق
ترخين جفونا
أغرقها سحر
فطفا فيها الغرق
و شبابك حان جبليّ
أرز ، و غدير ينبثق
و نبيذ ذهبيّ و حدي
مصطبح منه و مغتبق
و تغوص بقلبي نشوته
تدفعني فيك .. فتلتصق
و أمدّ يدين معربدتين
فثوبك في كفّي ..
مزّق
و ذراعك يلتفّ
و نهر من أقصى الغابة يندفق
و أضمّك
شفة في شفة
فيغيب الكون ، و ينطبق
...............
و تموت النار
فنرقبها
بجفون حار بها الأرق
خجلى !
و شفاهك ذائبه
و ثمارك نشوى تندلق

سماح الشعراوى
02-10-2010, 07:20 AM
أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> الجنوبي


الجنوبي




صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكر
سال دمي
أتذكر
مات أبي نازفاً
أتذكر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
المنطمس
أو كان الصبي الصغير أنا ؟
أم ترى كان غيري ؟
أحدق
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
و العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا تنتمي لي
صرتُ عني غريباً
ولم يتبق من السنوات الغريبة
الا صدى اسمي
وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
بين أعمدة النعي
أولئك الغامضون : رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.
وجه
كان يسكن قلبي
وأسكن غرفته
نتقاسم نصف السرير
ونصف الرغيف
ونصف اللفافة
والكتب المستعارة
هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء
ولكنه يعد يومين مزق صورتها
واندهش.
خاض حربين بين جنود المظلات
لم ينخدش
واستراح من الحرب
عاد ليسكن بيتاً جديداً
ويكسب قوتاً جديدا
يدخن علبة تبغ بكاملها
ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي
لكنه لا يطيل الزيارة
عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب
وفي غرفة العمليات
لم يصطحب أحداً غير خف
وأنبوبة لقياس الحرارة.
فجأة مات !
لم يحتمل قلبه سريان المخدر
وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات
عاد كما كان طفلاً
سيشاركني في سريري
وفي كسرة الخبز، والتبغ
لكنه لا يشاركني .. في المرارة.
وجه
ومن أقاصي الجنوب أتى،
عاملاً للبناء
كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء
كنت أجلس خارج مقهى قريب
وبالأعين الشاردة
كنت أقرأ نصف الصحيفة
والنصف أخفي به وسخ المائدة
لم أجد غير عينين لا تبصران
وخيط الدماء.
وانحنيت عليه أجس يده
قال آخر : لا فائدة
صار نصف الصحيفة كل الغطاء
و أنا ... في العراء
وجه
ليت أسماء تعرف أن أباها صعد
لم يمت
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
وكأن الشراب نفد
و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
عاش منتصباً، بينما
ينحني القلب يبحث عما فقد.
ليت "أسماء"
تعرف أن أباها الذي
حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
وهو يضحك
وهو يفكر
وهو يفتش عما يقيم الأود .
ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات
خبأنه بين أوراقهن
وعلمنه أن يسير
ولا يلتقي بأحد .
مرآة
-هل تريد قليلاً من البحر ؟
-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر و المرأة الكاذبة.
-سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه.
.
.
-هل تريد قليلاً من الخمر؟
-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.
-سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه
.
.
بعدما لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيئ
-هل نريد قليلاً من الصبر ؟
-لا ..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة و الأوجه الغائبة.

سماح الشعراوى
02-10-2010, 07:34 AM
>> أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> خطاب غير تاريخي


خطاب غير تاريخي




ها أنتَ تَسْترخي أخيراً..
فوداعاً..
يا صَلاحَ الدينْ.
يا أيُها الطَبلُ البِدائيُّ الذي تراقصَ الموتى
على إيقاعِه المجنونِ.
يا قاربَ الفَلِّينِ
للعربِ الغرقى الذين شَتَّتتْهُمْ سُفنُ القراصِنه
وأدركتهم لعنةُ الفراعِنه.
وسنةً.. بعدَ سنه..
صارت لهم "حِطينْ"..
تميمةَ الطِّفِل, وأكسيرَ الغدِ العِنّينْ
(جبل التوباد حياك الحيا)
(وسقى الله ثرانا الأجنبي!)
مرَّتْ خيولُ التُركْ
مَرت خُيولُ الشِّركْ
مرت خُيول الملكِ - النَّسر,
مرتْ خيول التترِ الباقينْ
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادينِ المراهنه
نموتُ تحتَ الأحصِنه!
وأنتَ في المِذياعِ, في جرائدِ التَّهوينْ
تستوقفُ الفارين
تخطبُ فيهم صائِحاً: "حِطّينْ"..
وترتدي العِقالَ تارةً,
وترتدي مَلابس الفدائييّنْ
وتشربُ الشَّايَ مع الجنود
في المُعسكراتِ الخشِنه
وترفعُ الرايةَ,
حتى تستردَ المدنَ المرتهنَة
وتطلقُ النارَ على جوادِكَ المِسكينْ
حتى سقطتَ - أيها الزَّعيم
واغتالتْك أيدي الكَهَنه!
***
(وطني لو شُغِلتُ بالخلدِ عَنه..)
(نازعتني - لمجلسِ الأمنِ - نَفسي!)
***
نم يا صلاحَ الدين
نم.. تَتَدلى فوقَ قَبرِك الورودُ..
كالمظلِّيين!
ونحنُ ساهرونَ في نافذةِ الحَنينْ
نُقشّر التُفاحَ بالسِّكينْ
ونسألُ اللهَ "القُروضَ الحسَنه"!
فاتحةً:
آمينْ.

سماح الشعراوى
02-10-2010, 07:58 AM
أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> صفحات من كتاب الصيف والشتاء


صفحات من كتاب الصيف والشتاء




1 - حمامة
حين سَرَتْ في الشارعِ الضَّوضاءْ
واندفَعَتْ سيارةٌ مَجنونةُ السَّائقْ
تطلقُ صوتَ بُوقِها الزاعقْ
في كبدِ الأَشياءْ:
تَفَزَّعَتْ حمامةٌ بيضاءْ
(كانت على تمثالِ نهضةِ مصرْ..
تَحْلُمُ في استِرخاءْ)
طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ
لاهثةً, تلتقط الأَنفاسْ
وفجأةً: دندنتِ الساعه
ودقتِ الأجراسْ
فحلَّقتْ في الأُفْقِ.. مُرتاعهْ!
أيتُها الحمامةُ التي استقرَّتْ
فوقَ رأسِ الجسرْ
(وعندما أدارَ شُرطيُّ المرورِ يَدَهُ..
ظنتُه ناطوراً.. يصدُّ الطَّيرْ
فامتَلأتْ رعباً!)
أيتها الحمامةُ التَّعبى:
دُوري على قِبابِ هذه المدينةِ الحزينهْ
وأنشِدي للموتِ فيها.. والأسى.. والذُّعرْ
حتى نرى عندَ قُدومِ الفجرْ
جناحَكِ المُلقى..
على قاعدةِ التّمثالِ في المدينهْ
.. وتعرفين راحةَ السَّكينهْ!

سماح الشعراوى
02-10-2010, 08:00 AM
أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> الآخرون دائماً


الآخرون دائماً




لا تنظروا لي هكذا ،
إني أخاف..
لست أنا الذي سحقت الخصب في أطفالكم ،
جعلتهم خصيان
لست أن الذي نبشت القبر ،
كي أضاجع الجثمان
لست أنا الذي اختلست ليلة
لدى عشيقة الملك
فلتبحثوا عمن سيدلي باعتراف
الآخــــــــريــــــــن
( 1 )
هذا الصبي في فراشه اضطجع
وفي كتاب أحمر الغلاف
تجمدت عيناه في سطور :
***
((...وفجأة....ساد الظلام ...))
(( غالب لوبين نفسه......))
(( أشهر روجر مسدسة:
هل أطلق الرصاص بوبين ...))
(( ..ومزق الرصاص هدأة السكون ..))
(( صوت ارتطام جسم في الظلام ..))
(( صوت محرك يدور في نهاية الطريق ..))
.....وهب من فراشه يطارد الشبح
فشبح رأسه في قائم السرير..
تحسس الدماء في جبهته،
ثم انبطح
ليطلق الرصاص خلف المجرمين..
( 2 )
صديقتي .. شدت على يدي ،
وقالت: لن أجيء غرفتك
لا بد أن نبقى معا إلى الأبد..
ولم أرد
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
لم أزل أدق بابا بعد باب..
وخطوتي تنهيدة،
وأعيني ضباب..
حتى وصلت غرفتي في آخر المطاف
وهرتي تلد..
مواؤها عذاب أثنى ليلة المخاض
أنثى وحيدة تلد..
وأخلد الجيران للسكون
وقطهم جاف على نافذة بين
يلعق في فروته الناصعة البياض
يلعق عن فروته عذاب هرتى المتحد
.. سعت إليه ذات ليلة،
ولم تسله ثوباً للزفاف
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
(3)
بلقيس ألهبت سليمان الحكيم
أنثى رمت بساطها المضياف للنجوم
لكن سليمان الحكيم..
يقتل غيلة أمير الجند
لأنه يريد أن يبنى بزوجة الأمير
وزوجة الأمير تغتال ابن بلقيس الصغير
لأنها تريد أن يكون طفلها ولي العهد
لكن ولي العهد قال لي
بأنه حين يفع
بلقيس راودته ذات ليلة عن نفسها
لم يستطع
أن يمتنع
..كانت غلالة من الحرير
تهتز فوق مشجب المساء
سألته:
هل تستطيع يا صديقي الإفشاء
عن ابن بلقيس ..أبوه من يكون؟
قال: أنا ما قلت شيئا،
ما فعلت شى
الآخرون.........................
***
لأنني أخاف
لا تنظروا لى هكذا،..فالآخرون
هم الذين يفعلون

سماح الشعراوى
02-10-2010, 08:01 AM
أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> الوقوف على قدم واحدة!


الوقوف على قدم واحدة!




كادت تقول لى ((من أنت ؟))
.. .. .. ..
(.. العقرب الأسود كان يلدغ الشمس ..
وعيناه الشّهيتان تلمعان ! )
_أأنت ؟!
لكنّى رددت باب وجهى .. واستكنت
(.. عرفت أنّها ..
تنسى حزام خصرها .
فى العربات الفارهة !
***
أسقط فى أنياب اللحظات الدنسة
أتشاغل بالرشفة من كوب الصمت المكسور
بمطاردة فراش الوهم المخمور
أتلاشى فى الخيط الواهن :
ما بين شروع الخنجر .. والرقبة
ما بين القدم العاربة وبين الصحراء الملتهبة
ما بين الطلّقة .. والعصفور .. والعصفور !
***
يهتزّ قرطها الطويل ..
يراقص ارتعاش ظلّه ..
على تلفّتات العنق الجميل
وعندما تلفظ بذر الفاكهة
وتطفىء التبغة فى المنفضة العتيقة الطراز
تقول عيناها : استرح !
والشفتان .. شوكتان !!
***
(تبقّين أنت : شبحا يفصل بين الأخوين
وعندما يفور كأس الجعة المملوء ..
فى يد الكبير :
يقتلك المقتول مرتين!
أتأذنين لى بمعطفى
أخفى به ..
عورة هذا القمر الغارق فى البحيرة
عورة هذا المتسول الأمير
وهو يحاور الظلال من شجيرة إلى شجيرة
يطالع الكفّ لعصفور مكسّر الساقين
يلقط حبّة العينين
لأنه صدّق _ ذات ليلة مضت _
عطاء فمك الصغير ..
عطاء حلمك القصير ..

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:51 AM
عمر أبو ريشة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=23&start=0) >> في موسم الورد


في موسم الورد




هنــا في موســـم الوردِ
تلاقَيْنــا بـلا وَعْــــدِ
وسِرْنا في جــلال الصمـتِ
فـوق مناكبِ الخُلْـــدِ
وفـي ألحاظنا جــوعٌ
عـلى الحرمـان يستجـــدي!
وأهـوى جيدكِ الــــريان
متكئــاً علــى زِنـــدي
فكُنــا غفـوةً خرســـاء
بيـن الخَدِّ والخَـــــدِّ
مُنـى قلـبي أرى قلبـــكِ
لا يبقـى عــلى عَهْـــدِ
أسـائـلُ عنــكِ أحــلامي
وأُسكتُهـــا عــن الــرَدِّ
أردتِ فنـلتِ مــا أمَّـلتِ
مَن عِـزّي ومـن مجـــدي
فأنــتِ اليــوم ألحانـــي
وألحــان الدُّنـى بَعْـــدي
فمـــا أقصـرَه حُبَّـــا
تـلاشى وهــو في المَهْــدِ
ولـم أبـرحْ هنـا،
فـي ظـل هذا المّلتقى وحدي

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:53 AM
> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> أُحِبّ .. ولكن


أُحِبّ .. ولكن




أُحِبّ لو استطعت بلحظةٍ
أن أقلب الدنيا لكم : رأساً على عَقِبِ
وأقطع دابر الطغيانِ
أحرق كل مغتصبِ
وأوقد تحت عالمنا القديمِ
جهنماً ، مشبوبة اللّهبِ
وأجعل أفقر الفقراء يأكل في
صحون الماس والذهبِ
ويمشي في سراويل
الحرير الحرّ والقصبِ
وأهدم كوخه .. أبني له
قصراً على السُحُبِ
أحبّ لو استطعت بلحظةٍ
أن أقلب الدنيا لكم رأساً على عقبِ
ولكن للأمور طبيعة
أقوى من الرغبات والغضب
نفاذ الصبرِ يأكلكم فهل
أدى إلى إرَبِ ؟؟
صموداً أيها الناس الذين أحبهم
صبراً على النُوَبِ !!
ضعوا بين العيون الشمس
والفولاذ في العَصبِ
سواعدكم تحقق أجمل الأحلام
تصنع أعجب العَجَبِ

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:54 AM
>> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> السكّر المرّ


السكّر المرّ




أجيبيني !!
أنادي جرحك المملوء ملحاً يا فلسطيني !
أناديه وأصرخُ :
ذوِّبيني فيه .. صبّيني
أنا ابنك ! خلّفتني ها هنا المأساةُ ،
عنقاً تحت سكين .
أعيش على حفيف الشوقِ ..
في غابات زيتوني .
وأكتب للصعاليك القصائد سكّراً مُرّاً ،
وأكتب للمساكين .
وأغمس ريشتي ، في قلب قلبي ،
في شراييني .
وآكل حائط الفولاذ ..
أشرب ريح تشرين .
وأدمي وجه مغتصبي
بشعرٍ كالسكاكين .
وإن كسر الردى ظهري ،
وضعت مكانه صوّانة ،
من صخر حطين .. !!
فلسطينيةٌ شبّابتي ،
عبأتها ،
أنفاسي الخضرا .
وموّالي ،
عمود الخيمة السوداءِ ،
في الصحرا .
وضجة دبكتي ،
شوق التراب لأهله ،
في الضفة الأخرى .

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:55 AM
>> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> أرفعوا أيديكم


أرفعوا أيديكم




فارفعوا أيديكم عن شعبنا
لا تطعموا النار حطب
كيف تحيون على ظهر سفينه
وتعادون محيطاًمن لهب .. ؟؟
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيها الصم الذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
نحن لا نأكل لحم الآخرين
نحن لا نذبح أطفالاً ولا
نصرع ناساً آمنين
نحن لا ننهب بيتاً
أو جنى حقلٍ
ولا نطفي عيون
نحن لا نسرق آثاراً قديمه
نحن لا نعرف ما طعم الجريمه
نحن لا نحرق أسفاراً
ولا نكسر أقلاماً
ولا نبتز ضعف الآخرين
فارفعوا أيديكم عن شعبنا
يا أيُها الصّم اللذين
ملأوا آذانهم قطناً وطين
إننا للمرة الألف نقول :
لا وحقّ الضوء ..
من هذا التراب الحُرِّ
لن نفقد ذرّه !!
إننا لن ننحني ..
للنار والفولاذ يوماً ..
قيد شعرَه !!

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:56 AM
>> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> أشد من المحال


أشد من المحال




يا أخوتي ! هذا التراب ترابنا
رغم الليالي
أرويته بدمي ودمعي
طول أيامي الخوالي
ورضعت من ثدي الجبال الشمّ،
والقمم العوالي
عزمي وأقدامي،
وصبري للشدائد، واحتمالي
زيتهُ . . من ماء قلبي
زيتهُ . . ذزب اللآلي
ومن الأماني المسكراتِ
عبير زهر البرتقال
يا أخوتي ! الأرض تهتفْ
بالنساء وبالرجال
هيا نلبي . . إننا
شعب أشد من المحال !!

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:57 AM
>> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> فلتسمع كل الدنيا


فلتسمع كل الدنيا




فلتسمع كل الدنيا ... فلتسمع
سنجوع .. ونعرى
قطعا .. نتقطع
ونسفّ ترابك
يا ارضا تتوجع
ونموت .. ولكن
لن يسقط من أيدينا
علم الأحرار المشرع
لكن .. لن نركع
للقوة .. للفانتوم ... للمدفع
لن نخضع
لن يخضع منا
حتى طفل يرضع

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:58 AM
توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> تعالوا


تعالوا




تعالوا أيها الشعراء
نزرع فوق كل فم
بنفسجةً .. وقيثاره
تعالوا أيها العمال
نجعل هذه الدنيا العجوز
تعود نوّاره
تعالوا أيها الأطفال
نحلم بالغد الآتي
وكيف نصيدُ أقماره
تعالوا كلكم .. فالظلم ينهي
بعد دهرٍ طال
مشواره
وأنتم قد ورثتم
كل هذا الكون
روعتُهُ ،
وثروتُهُ ،
وأٍسرارَه !!

سماح الشعراوى
02-10-2010, 11:59 AM
>> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> الكلمات


الكلمات




غير الخبز اليومي
وقلب امرأتي
وحليب الأطفال ــ
أنا لا أملك شياّ
وسوى الشعر
وايقاد النار
وتشخيص الآتي
أنا لا أملك شياّ
وسوى أرض بلادي
وسماء بلادي
وزهور بلادي
أنا لا أعبد شياّ
وسوى الشعب الكادح
والناس البسطاء العاديين
وأيديهم ــ
لست أقدس شياّ
لو عشت شقياً
سأموت سعيداً
لو قدرت كلماتي
أن تفرح بعض الناس
لو أمكن أن يقرأها
في المستقبل
طفلٌ
في كراس .

سماح الشعراوى
02-10-2010, 12:00 PM
توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> انزلي يامطرة


انزلي يامطرة




إنزلي يا مطره
إنزلي عَ الشجره
يبس الزرّعُ ومات الضّرعُ
والأعين جفّت ،فانزلي يا مطره
واطلعي يا قمره
اطلعي عَ الشجره
من جناحَي قُبّره
زمن مرّ وصاب
وليالينا ثقيلة
كبُرَ الهمّ وأضنانا العذاب
وعطاشى نحن والدّرب طويله
فمُنا جفّ به حتى اللعاب
لكن الحلم الذي في القلبِ
يبقى كالشهاب
والأمانيُّ .. عذابُ .. سكّره
وطريق الفقراء الثائرين
وقلوب الشرفاء البَرَرِه
هي مَنجانا الأخير
فاطلعي يا قمره
وانزلي يا مطره
إنزلي ...
يا ...
مطره ..

سماح الشعراوى
02-10-2010, 12:01 PM
توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> أمة فوق الصليب


أمة فوق الصليب




علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب
علّقونا فوقه -
حتى ..
نتوب
هذه النكسة ليست
آخر الدنيا ..
ولا نحن عبيد
فأمسحوا أدمعكم
وادفنوا القتلى
وقوموا من جديد
أيها الناس الحزانى
أنتم الدنيا
وأنتم منبع الخير الوحيد
أنتم التاريخ
والمستقبل الباسمُ
في هذا الوجود
فتعالوا
نشبك الأيدي يالأيدي
ونمشي في اللهيب
فغدُ الأحرار إن طال
وإن طال –
قريب

سماح الشعراوى
02-10-2010, 12:02 PM
توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> أماماً وأعلى !


أماماً وأعلى !




أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. نفديك بالروحِ
شبلاً فشِبلا
ونمشي كعاصفة النارِِ
شيخاً وطفلا
ليبقى لواؤك
فوق السِّماك وأعلى
بلادي تبقين في الكون
نجماً معلّى
وتبقين دوحة عزٍ
فروعاً وأصلا
حملناك فوق الأكفِّ -
تباركت حملا
وشلناك مأساة شعبٍ
أبى أن يذلاّ
بلادي عبدنا ربوعك
طوراً وسهلا
نقشناك في دفتر القلب
فصلاً ففصلا
رسمناك
زيتونةً ..
دوالٍ ونخلا
رسمناك عشباً ، سحاباً
بيوتاً وأهلا
ومرج عناقٍ تفتح
ورداً وفلاّ
وتسبيح قُبّرةٍ
رقدت تتفلّى
عبدناك صحوة فجرٍ
وشمساً وظلاّ
وشوكاً وصبراً
وزعترةً تتجلّى
وشاطئ بحرٍ تقدّس
صخراً ورملا
أماماً
أماماً ..
وأعلى
فاعلى ..!!
ويا نجمة الصبح غيبي -
بلادي أحلى
ويا جنة الخلد روحي -
بلادي أغلى
أماماً .. !!
أماماً .. !!
وأعلى
فأعلى .. !!
بلادي .. بلادي ..
لياليك بالنصر حُبلى
وأنت تراث الجدود الذي
ليس يبلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أحلى
وأنت التي كل يومٍ
تصيرين أغلى .

سماح الشعراوى
02-10-2010, 12:03 PM
>> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> كلمات .. للوطن


كلمات .. للوطن




مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت - ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف ...
الجراح
نحن أصحابك بابشر يا وطن
نحن عشاقك فابشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن .. !!

سماح الشعراوى
02-10-2010, 12:04 PM
>> توفيق زياد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=34&start=0) >> ازرعوني


ازرعوني




إزرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:05 PM
عمر أبو ريشة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=23&start=0) >> في موسم الورد


في موسم الورد




هنــا في موســـم الوردِ
تلاقَيْنــا بـلا وَعْــــدِ
وسِرْنا في جــلال الصمـتِ
فـوق مناكبِ الخُلْـــدِ
وفـي ألحاظنا جــوعٌ
عـلى الحرمـان يستجـــدي!
وأهـوى جيدكِ الــــريان
متكئــاً علــى زِنـــدي
فكُنــا غفـوةً خرســـاء
بيـن الخَدِّ والخَـــــدِّ
مُنـى قلـبي أرى قلبـــكِ
لا يبقـى عــلى عَهْـــدِ
أسـائـلُ عنــكِ أحــلامي
وأُسكتُهـــا عــن الــرَدِّ
أردتِ فنـلتِ مــا أمَّـلتِ
مَن عِـزّي ومـن مجـــدي
فأنــتِ اليــوم ألحانـــي
وألحــان الدُّنـى بَعْـــدي
فمـــا أقصـرَه حُبَّـــا
تـلاشى وهــو في المَهْــدِ
ولـم أبـرحْ هنـا،
فـي ظـل هذا المّلتقى وحدي

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:06 PM
غادة السمان (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=35&start=0) >> أشهد بليل المحطات


أشهد بليل المحطات




كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية
نحياها معا
في دهاليز احزاننا و خيباتنا
و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...
و نتبادل خلع الاقنعة و الحب
في ليل المحطات الموحشة الماطرة
الملقبة بأيامنا ....
***
و كنت أنت تفكر بشيء اخر ...
و تخطط لاستعراض راقص
نقدمه للآخرين
على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...
***
.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..
و كنت تجد اننا نصلح معا
لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..
***
كان حبي لك صادقا كالاحتضار
و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...
جئتك من باب الأعماق البحرية
فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..
***
اردتك السر
و اردتني النصر ...
مجرد نصر اضافي اخر
لشهريار المترع بالضجر ...

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:24 PM
غادة السمان (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=35&start=0) >> إمرأة البحر


إمرأة البحر




رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار
وقال لي : قفي داخلها ...
فانطلقت هاربة
إلى شوارع البحر.
* * *
غاضباً لحق بي
غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني
وقال ان القضية جادة
وان "البث مباشر"
ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو)
لأقف وسط دائرة الطباشير
وتحت دائرة الضوء
* * *
مسكينة ومبتلة
كمتسول شتائي
حاولت أن أقول له
انني انا أيضاً جادة ! ..
ولكنني (أبداً أبداً)
لن أتركه يسجنني
داخل دائرة مرسومة بالطباشير
على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..
لن أتركه يسجنني ،
لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،
ولا باسم أحد .
* * *
آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة
ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...
* * *
ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب
ان الحرف الأول من اسمك
هو جزء من دائرة
فلا تتابع رسمها حولي !
* * *
الساعة مستديرة
لكن رمل الزمن
صحارى من الأسرار
تسخر من الاشكال الهندسية .
وأنا أكره الدائرة ،
واكره المربع والمثلث
وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع
وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...
وحدها النقطة المتحركة أحبها
اما الخطان المتوازيات
فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء
ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...
* * *
إلى شاطئ البحر أهرب منك
وأقف وحيدة
وبطبشورة الحرية
ارسم دائرة غير مغلقة ،
مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق
وأقفز داخلها ،
وأركض منها إلى البحر ..
البحر .. البحر ... البحر ...

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:25 PM
غادة السمان (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=35&start=0) >> أشهد على جنوني


أشهد على جنوني




أفتتح الحب بك و الفرح
و أتوجك
في مملكة الذاكرة أميراً
يرفل في حرمانه ..
رعيته من العشاق و الأزهار و العصافير
و القواقع التي تغلي حياة سرية
داخل أصدافها القاسية البكماء
على شطآن حارة لبحار منسية ...
***
أفتتح الضوء بك
و أشهد بانهيارات أكواخ وطني ...
و شظايا زمني
و بليالي الغربة في فنادق القطارات
أشهد بالتشرد
و عزف المتوحدين في المحطات
أشهد بالقتل و الدمع الأسود بالكحل ...
اشهد بالبوم اللطيف و بحبري
و أوراقي و خواتمي و غيتاري
***
أشهد بالنوم على بركان
و بممحاة النسيان
أشهد بالبجع و الغزال و القارات و العناصر
أشهد بالعاصفة تطاردني
و بالشراسة المائية المعدنية الحجرية تحاصرني ..
***
أشهد بدمي و دمك و سلالات الأسرار
و مواقد العشاق في البراري
أشهد بالبحر
و النجوم في ليلة صحراوية صافية
أشهد بالشاي البارد في مطارات الوحشة
أشهد بكل ما أحببته أو كرهته
بكل ما طعنني و طعنته
أشهد أنني أحبك
***
أشهد بسكين البوصلة و ليلة الشمس
أشهد ب" نعم " و "لأ " و بالعودة الى التفاحة
أشهد بفجر القلب العاري و المرايا المكسورة
بوداعات مكهربة بعناق اللغم بمباهج السم ...
أشهد بنزوات مطلقة السراح
حتى جنون الصحو
***
أشهد بالعصافير تطير من عينيك
الى قلبي
أشهد بقهوة الصباح معك
ذات فجر غابر في " الحي اللاتيني "
أشهد بالثلج
فوق تلة " مونتمارتر " و سلالمها
أشهد بأصابع الرسامين
الملطخة بالأصباغ و النيكوتين
و هم يرسموننا معا في ساحة " التيرتر "
أشهد أنني أحببتك مرة .... و ما زلت ..
***
و اذا أنكرت حبي لك
تشهد أهدابي على نظرة عيني
المشتعلة حتى واحتك
و اذا تنصلت منك
تشهد يدي اليمنى على اليسرى
و أظافري على رسائل جنوني بك
و تشهد أنفاسي ضد رئتي ..
و تمضي دورتي الدموية عكس السير
ضد قلبي
و تشهد روحي ضد جسدي
و تشهد صورتي في مراياك
ضد وجهي ...
و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية
ضد صوتي
***
و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني –
لن أملك
الا التفاتة صبابة صوب زمنك ...
لأشهد أنني أحببتك مرة ... و ما زلت
....

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:26 PM
غادة السمان (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=35&start=0) >> أشهد بأصابع الأشجار


أشهد بأصابع الأشجار




ها هو نهر الزمن يجرفك ...
و الأشجار تلوح
بأذرعها الشبحية الرياحية
"وداعا"مرسومة بالأخضر...
و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة ...
و أنا أتامل المياه تغمر وجهك
الذي كان يوما منارتي ...
و لا أقول شيئا ...لكنني أتثائب
***
لقد ألفت هذا المشهد
و كنت أعرف منذ البداية
أنني وجدتك لأضيعك
و أحببتك لأفقدك
فقد التقينا مصادفة
و أنت ذاهب الى فرحتك بمجدك ...
و أنا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن ...
و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه
و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ...
***
أودعك بغصة صغيرة ..
فلحظة عبر كل منا صاحبه
أضاءت الدنيا كلها لبرهة
كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ...
و شاهدت حقيقتي الهشة ..
و حقيقتك الهزلية
و لكن أمطر الحب دفئا ...
و في الاعصار امتزجنا
و توهمت العناصر أن لا فراق لنا ...
جميل أننا التقينا
و مريح أننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب...
.......

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:28 PM
>> غادة السمان (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=35&start=0) >> عاشقة الممحاة


عاشقة الممحاة




أقضي ليلي وأنا أكتب إليك رسائل حب
ثم أقضي نهاري التالي ,
وأنا أمحو كل كلمة على حدة !
فعيناك بوصلتان ذهبيتنان
تشيران دوماً صوب ... بحار الفراق !

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:29 PM
>> غادة السمان (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=35&start=0) >> عاشقة تحت المطر


عاشقة تحت المطر




أحدّق في المطر وهو يلتهم النافذة،
والليل يتدفق نهراً من الظلال...
أحدّق... كما أفعل منذ ألف عام،
وللمرة الأولى.. أرى الأشباح بوضوح تام
وهي تتابع حياتها خارج الغرف الموصدة على الصدأ...
أفتح النافذة، وأمد يدي إليها
فتضمها - بأصابعها الدخانية - بحنان...
وأمضي معها إلى غابة المجهول
نتسامر بحكايا ما وراء المألوف..
آه كيف قضيت عمري كالحمقى
أخاف من الأشباح، وهم مفتاح الليل
و "كلمة السر"؟...

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:30 PM
نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> أبَعثر .. ويلملمون !


أبَعثر .. ويلملمون !




عَتَبٌ عَلى الأزْهارِ إذ تُخفي النَّدى ..
عَتبٌ ..
على الأنْسامِ
حَاصرَها المَدى
عَجبًا ..
وَقد وشَّت مَطارِفَ بؤسِهَا
هَذي السفينَةُ
مُذ تَقاذَفها الرّدَى
ثمَّ اكتوَتْ بالظَّنِّ
يغْمرُهَا الأسَى ..
وَتَمازجَ الكتْمَانُ فيهَا
بالصَّدَى !
رَضِيَتْ
حَديثَ الصَّمْت في أشْوَاقِهَا ..
وَتفنّنتْ
في صدِّ عَبرتِهَا سُدَى
أيُلام صُبحٌ ..
إن تَوارتْ شمسُهُ
في قبْضة اللّيلِ البَهيمِ
وَقد عَدا
مَا دامَ
أنّ الخَافقَينِ
تَصافَحَا
لاَ بَأسَ ..
بالعبَراتِ صَيفًا أرعَدا
مَا دَامَ في الصَّمْتِ المَهيبِ
قَصائدٌ
كسحَائبِ الغَيثِ الهتونِ
إذا بدَا
وَالسَّيفُ لا يُزري بهِ
أنْ تَختفي ..
وَمَضاتُه إنْ غيَّبوهُ
فأُغْمِدَا
سَطوُ المُحَالِ على المُتَاحِ
مُروِّعٌ
وَعلى الأصابِع
رَعْشةٌ
لنْ توأدَا !
وَعلى الشّفاه المُطبقَاتِ
تَساؤُلٌ
وَالعقلُ قيدٌ مَا أراحَ وَلا هَدا
عُصفورة الآمَالِ
قصّت جُنحَها ..
وغَفتْ
وللأحلامِ خَطّتْ مَوعدَا
لكنّما طير البُكَاءِ محلّقٌ
قدْ أسهرَ الأجفان
ليلاً سرمدَا
هَذا الجَوَادُ ..
وَذي مَقادَةُ روحِهِ ..
تَعِبَتْ بهِ الأزَمَاتُ
( قبل المُبتدا ) !
أنَا لا أغنّي للقُبورِ
وَخَافِقي لا زَالَ يُهدي
مِنْ هَواهُ المُفْتَدَى
يسْتَمْطِرُ
الأفْرَاحَ مِنْ سُحبِ الشَّجَى ..
وَيُبعثر الشِّوقَ
البهيَّ
الأرْغَدَا
إنْ قصَّرَ العُمُر الكَليلُ
وَمَا مَضى ..
للقلْبِ
تَحْليقٌ
أجَادَ
وَأسْعَدَا !

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:31 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> أفلِتْ يَدِي


أفلِتْ يَدِي




فِي القَلب مِنْ بَأسَاءِ صُحْبَتِنا
أثَرْ
حَرّر خَيَالِي مِن سُمُوم القُبحِ
أعْيَانِي السَّفرْ
أنصفْ بقيّة عُمرِيَ المَسلوبِ
قَد سئمَ العُمُر
أنْقِذْ كِيَانِي
مِن ظِلاَلِ الكُرهِ
قَدْ تَعِبَ الوَتَرْ
.
.
وَدَع الهُدوءَ يُعَانِق الفَوضَى
بِذَات المُنْحَدرْ
وَدعِ النّجومَ
تُبَادِرُ اللَّيلَ العَميقَ المُستَعِرْ
أبعِد مخَالب بَأسكَ المَغْرُورِ
فَالقَيدُ انتَحَرْ
غَادِرْ مَدى بَصَرِي
لَعلّ الشّمسَ
تَمْنَحُنِي البَصَرْ
أهْدِ الفِرَار لِخَافِقِي
قَد دقَّ ..
نَاقوسُ الخَطَرْ
وَأعِدْ إليّ صَفاءَ ألْحَانِي
فَعِطري مُسْتَتِرْ
حِبرِي سَوادٌ
قَدْ كَسَى حَرْفِي
وَفجْري
مَا انفجَرْ !
رُوحِي ..
تُنَادِي كُلّ أنْغَامِ السَّكِينَةِ
وَالمَطرْ
وأنَاشِد اللَّحَظاتِ
أنْ هَاتِ السّلام المُنْتَظرْ
والعِشْقُ كَان هَوِيَّتِي
وَاليَومَ
عشْقي يُحتَضَرْ
وَالصّبرُ أبْحَرَ فِي مَداه الرّحْب
وَالصّمتُ اعتَذرْ
.
.
يَا رِحْلَتِي
هَذا ضَياعُ الحَرفِ
فِي لُغَة البَشَرْ !

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:32 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> مَخاضٌ وَجيز !


مَخاضٌ وَجيز !




يَا شَاعِرَ الشُّعَرَاءِ
هَذا المَدْخَلُ ..
فَأنِخْ مَطِيَّكَ
ذيْ دِمَشْقُ تُؤمِّلُ
وَ أجِزْ بشِعْرِكَ ..
فَالأَسَىْ مُتَوفِّرٌ
أنَّى اتَّجَهْتَ وَ كُلُّ أرْضٍ
مَعْقِلُ
صُلْ بالقَصِيْدِ
فلاَ سُيُوْفَ نَسُلُّهَا ..
وَ الحَرْف أضْحَى
" سَيْفُنَا المُتَسَوِّلُ " !
أطْلِقْ عِنَانَكَ لِلنَّحِيْبِ
فلَيْتَنَا ..
كُنَّا نُجِيْدُ مِنَ البُكَاءِ
وَ نُرْسِلُ
هَاتِ المَرَاثِي ..
فالرِّجَالُ تَخيَّرُوْا
سُبُلَ النَّجَاةِ
تَخنَّثُوا ..
وَ تجمَّلُوا !
-*-
وَ رُوَيْجِلٌ
يَحْبُو كَسيْراً
ثَاكِلاً ..
مِنْ خَوْفِهِ
كُلُّ المَنَايَا أرْجَلُ !
ذَاكَ العِرَاقُ
فَكُلُّ وَجْهٍ كَالِحٍ ..
فِيْ أرْضِهِ
وَ الحَالِكَاتُ الأرْذَلُ
وَ قَوَافِلُ الشُّهَدَاءِ
تَرْسُمُ خَطْوَهَا ..
فِيْ رَوْعِنَا ..
فَإِذَا الغُيُوْبُ تَهَلَّلُ
وَ مَشاهِدُ التّاَرِيْخِ
تَرْثِيْ أنْفُسَاً ..
رَاحَتْ بَناتُ الدَّهْرِ فِيْهَا
تَنْزِلُ !
مَنْ للعَمَائِمِ ..
أرْعدَتْ
وَ تَوعَّدَتْ
بِئْسَ الوُجُوْه مُحرِّمٌ
وَ مُحلِّلُ
بَكَتِ الحُرُوْفُ لزُوْرِهِمْ
وَ نِفَاقِهِمْ ..
وَ تَقَاطَرَ السُّمُّ الزُّعَافُ
الأجْمَلُ !
-*-
يَا شَاعِرَ الشُّعَرَاءِ
دَعْهُمْ ..
فالوَغَىْ
مِنْ كُلِّ أفَّاقٍ غَدَتْ تَتَمَلْمَلُ
وَ أقِمْ خِيَامَكَ
حَيْثُ شَوْقٌ مُزْهِرٌ ..
عِشْقٌ رَحِيْبٌ
فِيْ المَدَىْ يَتَوَغَّلُ !
دُرَرٌ ..
كَأشْبَاهِ النُّجُوْمِ وَضَاءَةً
لَكِنَّهَا مِنْ كُلِّ سَيْفٍ
أقْتَلُ !
-*-
هَذِيْ " دِمَشْقُ "
تَئِنُّ فِيْ قيْثَارَتِي ..
لَكِنْ
" لِبَغْدادَ " الأنِيْنُ الأَهْوَلُ !

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:33 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> أنا الشعر


أنا الشعر




حَفظتُ كَلامَ الشِّعْرِ
عَنْ كُلِّ قائِلِ
منَ الزّمنِ الآتِي
لعَهْد الأوَائِلِ
وَعَنهُم
تعلَّمتُ الرِّمَايةَ بالحِجَا
وَمِنْ زَرْعِهِمْ
قامَتْ رُؤوسُ سَنَابِلِي
فَأرْمي بشِعْري ..
مَن يُطَاول همَّتِي
وَأسْقيهِ في الرَّمضاءِ
جرعَةَ حَنْظَلِ
أنَا الشِّعرُ ..
قدْ مَاجَتْ بُحورُ قَصائِدي
وَأمْوَاجُهَا غَطَّتْ
كَثيبَ سَوَاحِلي
أنَا الشِّعرُ ..
صيَّرتُ التّفاعِيل لُعبةً
أقلِّبها في الكفِّ
بينَ الأنَامِلِ
فوَاعجبًا ..
ممّن يحقّر قيمَتِي
وَيالَقَصيدِ الشِّعْرِ
مِنْ كُلِّ صَائِلِ !

سماح الشعراوى
02-10-2010, 01:34 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> تَفاصِيل .. صَغيرة !


تَفاصِيل .. صَغيرة !




أنَا ..
منْ جَارت الدّنيا عليّهْ
وَصار الوَردُ
شوْكًا في يديّهْ
وَلكنّي برغم اليَأسِ
أشْدو ..
فبينَ جَوَانِجي امرَأةٌ
قويّةْ
لقَد شيّعتُ حُلْمي
في ثَباتٍ
وَلمْ أجزَع ..
لنَازلةٍ عصيّةْ
وَضيّقت العِنَاق على شُجوني
وَوسَّعتُ الرِّحَابَ
لنَاظريَّهْ
لأُبْصِر ..
كُلّ مَا تَلِد اللّيالِي
برحْب خَيالِ شَاعرةٍ
نقيّةْ
فتلْهمَني الثّباتَ ..
برغْم جُرْحي
وَأرْسل عَبرَتي
وَلها تَحيَّةْ
ألاَ يا شِعْرُ
فاقْرَأ في جَنَاني :
أُحِبّكَ
.
.
.
والحَديثُ لهُ بَقيَّةْ !

سماح الشعراوى
02-10-2010, 04:37 PM
>> أولاد أحمد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=13&start=0) >> ناقص أنت ومنقوص أنا


ناقص أنت ومنقوص أنا




قلق الإنسانُ حتّى قلقاً
قطّر الكأس مراراً
واستباح العرقا
وهم في القصر، أو في القصر، أو في القصر، أو
في القصر، أو في القصر، أو في القصر، أو في
القصر،أو في القصر، أو في القصر،
حتّى خلّدوا
هـــنّ
بأصابع فارغةٍ
وأكفّ تملؤها الحنّاء
يدخلن الكرم على عجلٍ
وعلى مهل..
يقطفن عناقيد الشّعر
وينسين الشعراء!

سماح الشعراوى
02-10-2010, 04:47 PM
>> أولاد أحمد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=13&start=0) >> إعتذار ( إلى ليلى )


إعتذار ( إلى ليلى )




عندما لا تجيئين
أزعم أنك جئت ... ولم تجديني!
أقول:
غداً،
سأذوب بقهوتها
وأعوج على فمها
وأقول لها: سامحيني
وأبحث في النّحو عن سببٍ لأبّرر أمرين
مختلفين كأن:
لا تجيئي
وأحسب أنّك جئت .. ولم تجديني!

سماح الشعراوى
02-10-2010, 04:48 PM
>> أولاد أحمد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=13&start=0) >> لو استطيع


لو استطيع




ناهضٌ من بذوري إليهما
لو أستطيع..
أحمرُّ في وجنتيها
وأملأ الأفق عطراً
إن ضاع .. أو .. ضاع يوماً
تلمّه بيديها
،،
هابطٌ من سمائي إليها
لو أستطيع
لعدتُ فوراً إليها
وقلت:
من كان مثلي
أضاع عقلاً لديها!
،،
ذاهبٌ في الطريق إليها
لو أستطيع
وصلتُ قبلي إليها
وسرتُ في الحبّ حتّى
أعود منه.. إليها.

سماح الشعراوى
02-10-2010, 04:49 PM
>> أولاد أحمد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=13&start=0) >> جنوب الماء


جنوب الماء




أدِرْ علينا الكؤوسا
وعبّها بالهواء
فقد نطيلُ الجلوسا
عيونُنا في السّماء
تصطاد غيما عبوسا
حتّى يجود بماء
فنملأنّ الرؤوسا
بخمرِ هذا الفضاء
ونخلعنّ النّفوسا
من بعد خلع الحذاء!
ولا تُظلْ ... وأدرها
وقلْ: سلاماً.. وضعْها
واذهبْ
وعُد.. ثمّ خذها
واضحك الى من ينادي
حتّى يقال:
تدور
أمورُ
هذي البلاد!
وكن عطوفاً علينا
ولا تقطّب جبينا
محمحمتين أتينا
لحانكم.. كالجياد
بل فاسقنا يا حبيبي
ما تشتهي من حليبِ
من عهد نوحٍ وعاد
الطّبُ ضدّ الزبيب
لذاك قيل:
تدورُ
أمورُ
هذي البلاد!
واسردْ علينا حكايا
عن مشمشات الصّبايا
وكيف قدحُ الزّناد
فإنّ حلو الكلام
لمسكرُ كالمدام
ونافعٌ للعباد
لذاك قيل:
تدور
أمور
هذي البلاد!
اليومَ أمرٌ
- وأمسِ؟
أفقت من خمرِ حبسي
ولي رضوضٌ بنفسي
كأنّني من جماد
ولو بقيت طليقاً
مبلّلاً أو غريقاً
أشدو مع كلّ شاد
لقرّرت لا تدور
أمورُ
هذي البلاد!
وأنت: ماذا دهاك؟
لم يبقى نجمٌ سواك
أدعوهُ دوماً ملاكي
فيختفي في البعاد
حتّى النجوم تغور
لكي يقال: تدور
أمورُ
هذي البلاد!
نهيمُ في كلّ وادِ
وكلّ ما نبتغيه:
وسادةٌ للرّقاد
وطيفُ من نشتهيه
وكسوةٌ للحداد
حتّى يقال: تدور
أمورُ
هذي البلاد!
أقداحنا: يا نظافُ
من كلّ خافٍ وباد
لسنا الذين نخافُ
من حبّ هذي البلاد
لكنها لا تدور
بل قام فيها المنادي
ومن رآها تدور
فالوهم ...
سوّى لديه:
خُذروفهُ
بالبلاد.

سماح الشعراوى
02-10-2010, 04:50 PM
>> أولاد أحمد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=13&start=0) >> الخروج من مقهى الزنوج


الخروج من مقهى الزنوج




أأزعجتكم يا ندامى؟
أكسّرت كاساً ... ولم أتكسّر؟
أناح بقربي حمامٌ
وسالت دموعٌ اليتامى
ولم أتأثّر؟
أقبّلت منكم صديقا ...
ولم أعتذر في الصّباح؟!
لماذا، إذن تسقطون
وما كلّ هذا الصّياح؟!
أأزعجتكم يا بنات؟!
ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟
أقلت كلاماً جميلاً...
على شامةٍ فوق خدٍ جميل
ولم أطلب العُذر قبل المساء؟
لماذا
إذن
يا نباتُ
تهيج على صدرها في الربيع
وتأوي إلى معطف في الشتاء؟!
أأزعجتكم يا رفاق؟
أقلت كلاماً صحيحاً عن الحزب، من نوع: أن
على الحزب، ألاّ يكون، صغيراً
كحبّة سكّر
وألاّ يكون كبيراً
كقطعة سكّر
لكي لا يذوب بقهوتهم
كلّما سقطوا وأفاقوا؟!
أأزعجتكم يا مرايا الجدار؟
أهشّمت منكنّ واحدةً بعد عيبٍ تراءى
على علّة الخلقِ فيّ؟
إليّ
عدوّي الذي في الزّجاج .. إليّ
إليّ
لساني الجريح
فمي
ويديّ
إليّ
إليّ
وكونوا جميعاً دعاءً عليّ
حرامٌ عليّ مدائنكم
من الآن لن أشرب الماء فيها
سأُهدي حياتي إلى جثّتي
وقبري إلى قريتي
وقلبي
إليك
- إذا شئت –
يا وطني
يا عدوّي!
تونس – أفريل 88

سماح الشعراوى
02-10-2010, 04:53 PM
>> فاروق جويدة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=10&start=0) >> ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟


ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟




ماذا تبقى من بلاد الأنبياء..
لا شيء غير النجمة السوداء
ترتع في السماء..
لا شيء غير مواكب القتلى
وأنات النساء
لا شيء غير سيوف داحس التي
غرست سهام الموت في الغبراء
لا شيء غير دماء آل البيت
مازالت تحاصر كربلاء
فالكون تابوت..
وعين الشمس مشنقةُ
وتاريخ العروبة
سيف بطش أو دماء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء
خمسون عاماً
والحناجر تملأ الدنيا ضجيجاً
ثم تبتلع الهواء..
خمسون عاماً
والفوارس تحت أقدام الخيول
تئن في كمد.. وتصرخ في استياء
خمسون عاماً في المزاد
وكل جلاد يحدق في الغنيمة
ثم ينهب ما يشاء
خمسون عاماً
والزمان يدور في سأم بنا
فإذا تعثرت الخطى
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء..
خمسون عاماً
نشرب الأنخاب من زمن الهزائم
نغرق الدنيا دموعاً بالتعازي والرثاء
حتى السماء الآن تغلق بابها
سئمت دعاء العاجزين وهل تُرى
يجدي مع السفه الدعاء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
أترى رأيتم كيف بدلت الخيول صهيلها
في مهرجان العجز…
واختنقت بنوبات البكاء..
أترى رأيتم
كيف تحترف الشعوب الموت
كيف تذوب عشقاً في الفناء
أطفالنا في كل صبح
يرسمون على جدار العمر
خيلاً لا تجيء..
وطيف قنديل تناثر في الفضاء..
والنجمة السوداء
ترتع فوق أشلاء الصليب
تغوص في دم المآذن
تسرق الضحكات من عين الصغار
الأبرياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ما بين أوسلو
والولائم.. والموائد والتهاني.. والغناء
ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثياب القدس
ألقوا سرها المكنون في قلب العراء
قاموا عليها كالقطيع..
ترنح الجسد الهزيل
تلوثت بالدم أرض الجنة العذراء..
كانت تحدق في الموائد والسكارى حولها
يتمايلون بنشوة
ويقبلون النجمة السوداء
نشروا على الشاشات نعياً دامياً
وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلوا فيها العزاء..
وأمامها اختلطت وجوه النساء
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في حانة التطبيع
يسكر ألف دجال وبين كؤوسهم
تنهار أوطان.. ويسقط كبرياء
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين الناس
في البارات.. في الطرقات.. في الشاشات
في الأوكار.. في دور العبادة
في قبور الأولياء
يتسللون على دروب العار
ينكفئون في صخب المزاد
ويرفعون الراية البيضاء..
ماذا سيبقى من سيوف القهر
والزمن المدنس بالخطايا
غير ألوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوب
لم تعد أبداً تفرق
بين بيت الصلاة.. وبين وكر للبغاء
النجمة السوداء
ألقت نارها فوق النخيل
فغاب ضوء الشمس.. جف العشب
واختفت عيون الماء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء
وعلى بقايا مجدها المصلوب ترتع نجمة سوداء
فالعجز يحصد بالردى أشجارنا الخضراء
لا شيء يبدو الآن بين ربوعنا
غير الشتات.. وفرقة الأبناء
والدهر يرسم صورة العجز المهين لأمة
خرجت من التاريخ
واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء..
في عينها اختلطت
دماء الناس والأيام والأشياء
سكنت كهوف الضعف
واسترخت على الأوهام
ما عادت ترى الموتى من الأحياء
كُهّانها يترنحون على دروب العجز
ينتفضون بين اليأس والإعياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
من أي تاريخ سنبدأ
بعد أن ضاقت بنا الأيام
وانطفأ الرجاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
يتسلل الضوء العنيد من البقيع
إلى روابي القدس
تنطلق المآذن بالنداء
ويطل وجه محمد
يسري به الرحمن نوراً في السماء..
الله أكبر من زمان العجز..
من وهن القلوب.. وسكرة الضعفاء
الله أكبر من سيوف خانها
غدر الرفاق.. وخِسة الأبناء
جلباب مريم
لم يزل فوق الخليل يضيء في الظلماء
في المهد يسري صوت عيسى
في ربوع القدس نهراً من نقاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
يتساقط الأمل الوليد
على ربوع القدس
تنتفض المآذن يبعث الشهداء
تتدفق الأنهار.. تشتعل الحرائق
تستغيث الأرض
تهدر ثورة الشرفاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
رغم اختناق الضوء في عيني
ورغم الموت.. والأشلاء
مازلت أحلم أن أرى قبل الرحيل
رماد طاغية تناثر في الفضاء
مازلت أحلم أن أرى فوق المشانق
وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء
مازلت أحلم أن أرى الأطفال
يقتسمون قرص الشمس
يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء
مازلت أحلم…
أن أرى وطناً يعانق صرختي
ويثور في شمم.. ويرفض في إباء
مازلت أحلم
أن أرى في القدس يوماً
صوت قداس يعانق ليلة الإسراء..
ويطل وجه الله بين ربوعنا
وتعود.. أرض الأنبياء

سماح الشعراوى
03-10-2010, 09:26 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> من أغاني إفريقيا


من أغاني إفريقيا




يا أخي في الشرق ، في كل سكن
يا أخي فى الأرض ، فى كل وطن
أنا أدعوك .. فهل تعرفنى ؟
يا أخاأعرفه .. رغم المحن
إنني مزقت أكفان الدجى
إننى هدمت جدران الوهن
لم أعد مقبرة تحكى البلى
لم أعد ساقية تبكى الدمن
لم أعد عبد قيودى
لم أعد عبد ماض هرم عبد وثن
أنا حى خالد رغم الردى
أنا حر رغم قضبان الزمن
فاستمع لى .. استمع لى
إنما أذن الجيفة صماء الأذن
إن نكن سرنا على
الشوك سنينا
ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا عراة جائعينا
أو نكن عشنا حفاة بائيسنا
إن تكن قد أوهت الفأس قوانا
فوقفنا نتحدى الساقطينا
إن يكن سخرنا جلادنا
فبنينا لأمانينا سجونا
ورفعناه على أعناقنا ولثمنا قدميه خاشعينا
وملأنا كأسه من دمنا
فتساقانا جراحا وأنينا
وجعلنا حجر القصر رؤوسا ونقشناه جفونا وعيونا
فلقد ثرنا على أنفسنا ومحونا وصمة الذلة فينا
الملايين افاقت من كراها ما تراها
ملأ الأفق صداها
خرجت تبحث عن تاريخها
بعد ان تاهت على الأرض وتاها
حملت فؤسها وانحدرت
من روابيها وأغوار قراها..!
فانظر الإصرار فى أعينها وصباح البعث
يجتاح الجباها
يا أخى فى كل أرض عريت من ضياها
وتغطت بدماها
يا اخى فى كل ارض وجمت شفتاها
واكفهرت مقلتاها
قم تحرر من توابيت الأسى
لست اعجوبتها
أو مومياها انطلق
فوق ضحاها ومساها

سماح الشعراوى
03-10-2010, 09:27 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> طفل الحجارة


طفل الحجارة




ليس طفلا ذلك القادم فى أزمنة
الموتى الهىّ الأشارة
ليس طفلاً وحجاره
ليس بوقاً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس محّلى بالسواد
انه طقس حضارة
انه العصر يغطى عريه فى ظل موسيقى الحداد
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعه الخاخام
من قوس الهزائم
انه العدل الذى يكبر فى صمت الجرائم
انه التاريخ مسقوفاً بازهار الجماجم
انه روح فلسطين المقاوم
انه الأرض التى لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيش
وخاننتها العمائم
انه الحق الذى لم يخن الحق
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
***
فانتزع نفسك من نفسك
واشعل أيها الزيت الفلسطينى أقمارك
وأحضن ذاتك الكبرى وقاوم
وأضىء نافذة البحر على البحر
وقل للموج ان الموج قادم
ليس طفلاً ذلك القادم
فى عاصفة الثلج وأمواج الضباب
ليس طفلاً قط فى هذا العذاب
صدئت نجمة هذا الوطن المحتل فى مسراك
من باب لباب
مثل شحاذ تقوست طويلاً فى أقاليم الضباب
وكزنجى من الماضى تسمرت وراء الليل
مثقوب الحجاب
***
ليس طفلاً يتلهى عابثاً
فى لعبة الكون المحطّم
أنت فى سنبلة النار وفى البرق الملثم
كان مقدوراً لأزهار ك وجه الأعمدة
ولأغصانك سقف الأمم المتحدة
ولأحجارك بهو الأوجه المرتعده
***
ليس طفلاً
هكذا تولد فى العصر اليهودى وتستغرق
فى الحلم أمامهْ
عاريا الأّ من القدس ومن زيتونه
الأقصى وناقوس القيامه
شفقياً وشفيفاً كغمامة
واحتفالياً كأكفان شهيد
وفدائياً من الجرح البعيد
ولقد تصلبك النازية السوداء فى
أقبية العصر الجديد
فعلى من غرسوا عينيه بالقضبان أن
لا يتألم
وعلى من شهد المأساةَ
أن لا يتكلم

سماح الشعراوى
03-10-2010, 09:28 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> قصيدة الرياح


قصيدة الرياح




رُبَّمَا لمْ تَزَلْ تلكم الأرض
تسكن صورتها الفلكية
لكن شيئاً على سطحها قدْ تكسَّر
رُبَّمَا ظل بستانُ صيفك
أبْيضَ في العواصف
لكنَّ بْرقَ العواصف
خلف سياجكَ أحْمر
رُبَّمَا كانَ طقسُك ، ناراً مُجوسِيَّةً
في شتاءِ النعاس الذي لا يُفَسَّرْ
رُبَّما كُنْتَ أَصغر
ممَّا رَأَتْ فيكَ تلك النبواءتُ
أَو كنتَ أكْبَرْ
غير أنك تجهل أَنَّك شَاهِدُ عَصْرٍ عتيقْ
وأن نَيازِكَ مِنْ بشرٍ تتحدَّى السماء
وأن مَدَارَ النجوم تغير!!
هَاقَدْ انطفأتْ شرفاتُ السِّنين
المشِعَّةُ بالسِّحْرِ واللُّؤْلؤ الأَزليِّ
وَأَسْدَلَ قصْرُ الملائكة المنشِدينَ سَتائِرِهُ
وكأنَّ يَداً ضَخْمَةً نسجت
أُفقاً مِنْ شرايينها
في الفضَاءِ السَّدِيمىّ
هَا قَدْ تداخَلَتْ اللُّغَةُ الْمُستحِيلةُ
في جَدَل الشمْسِ وَالظُّلمَات
كأنَّ أصابعَ مِنْ ذَهبٍ تَتَلَمَّسُ
عبر ثقوب التضاريس
إيقَاعَهَا
تَلِْكُمْ الكائِنَاتُ التي تتضوَّعُ في صَمِتَها
لم تُغَادِرُ بَكاراتَها في الصَّبَاح
وَلَمْ تشتعل كرة الثَّلْجُ بَعْد...!
فَأَيَّةُ مُعْجِزَةٍ في يَدَيْك
وَأَيَّةُ عَاصَفَةٍ في نَهَارِكْ
((إنِّي رأيتُ سُقُوطَ الآله
الذي كانَ في بُخارِسْت
كما لوْ بُرْجُ إيفل في ذات يَوْمٍ
كما لوْ طغَى نَهْرُ السِّين
فوْقَ حوائطِ باريسْ
كانَ حَرِيقُ الإله الذي
مَاتَ في بُوخَارِسْتَ عَظيماً
وَكانَ الرَّمادُ عَظِيماً
وَسَالَ دَم’’ بَارد’’ في التُّرَابْ
وَأُوصِدَ بَابْ
وَوُرِبَ بَابْ
وَلكنَّ ثَمَّةَ في بوخارِسْت بلادي أنَا
لا تزولُ الطَّواغِيتْ
أَقْنِعَة’’ تشرِكُ الله في خَلقه
فهي ليستْ تشيخ
وليْسَتْ تَمُوتْ!
وَقَائمةُ هي ، باسم القضيَّة
وَْأَنْظِمةِ الخطب المِنْبَريَّة
وَحَامِلة’’ هى ، سِرَّ الرِّسَالةُ
وَشَمْسَ العدالةْ
وَقَادِرة’’ هي ، تَمْسَخُ رُوحَ الجمالْ
ولا تعرف الحقَّ
أو تعرف العدل
أوْ تَعرِفُ الاسِتقَاله
وفي بوخارسْت بلادي
أَزْمِنَة تكنِزُ الفَقْرَ خَلفَ خَزَائِنِها
وَسُكون’’ جَرِيحْ
وَأَشبَاحُ مَوْتَى مِنَ الجُوع
تخضرُّ سيقانهم في الرمالْ
وتَيْبَسُ ثُمَّ تقِيحْ!
وَمَجْد’’ من الكبرياءِ الذليلة
وَالْكذِب العربيِّ الفصيحْ
((كأنّك لمْ تأتِ إلاَّ لِكيْ تُشعِلَ النَّارَ
في حطب الشَّرقِ وَحْدك
في حطب الشرقِ وَحْدَكَ
تَأْتِي..
وَشَمْسُكَ زَيُتُونَة’’
وَالبَنَفْسَجُ إكليلُ غَارك
ولا شيء في كُتبِ الغَيْبِ غَيرُ قَرَارِكْ))
((إنِّي رَأيتُ رِجَالاً
بَنَوْا مِنْ حِجَارة تارِيِخهِمْ وطناً
فَوْقَ حائِط بَرْلين
وَانْحَفَرُوا فيه
ثم تَوَارَواْ وَرَاءَ السِّنين
لكيْ لا يُنَكِّس رَايَتَهُ المَجْدُ يوماً
على قُبَبِ الميِتِّينْ
وكيلاَ تَدُورَ على الأَرْضِ
نَافَورَةُ الدم والياسمين!))
وفي بُوخَارِسْتَ التي
سَكَبَتْ رُوحَهَا فيك
وَازْدَهَرَتْ في نُقوش إزارِكْ
في بُوخارِسْتَ انتظَارِكْ
سماء’’ تكادُ تَسيل احْمِرَاراً
وَأيدٍ مُقَوِّسَة’’ تَتَعانَقُ خَلْفَ الغيومْ
وَآجُرَّةُ مِنْ تُرابِ النُّجُومْ
تَظَل تُبعثِرُهَا الرِّيحُ
خَلْفَ مَدَارِكْ!

سماح الشعراوى
03-10-2010, 09:30 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> التراب المقدس


التراب المقدس




وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
القرابِينَ قَبْلَكْ
مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
قَبْلكَ
عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
قَبْلكْ
يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
مَاذا وراءك
في كتب الرمل؟
ماذا أمامك؟
في كتب الغيم
إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
والكائنات التى انحدرت في الظّلام
و امتلاُؤك بالدَّمْع
حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
****
وسد الآن راسك
متعبة’’ هذه الرأس
مُتعبة’’..
مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
وانتهى حيثُ مَرّ
كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
تهالك فوق المدينة والنّاس
كان الدّمامة في الكون
والجوع في الأرض
والقهر في الناس
قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
أَتى فوق دبّابةٍ
وتسلَّق مجداً
وحاصر شعباً
غاص في جسمه
ثم هام بعيداً
ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا
****
وسد الآن رأسك
غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
في حفلة النَّوْء
يشتاقك الحرس الواقفون
بأسيافهم وبيارقهم
فوق سور المدينة
والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
والأفق الأرجوانى والارصفة
ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
والشعر
والعاصفة
***
أمس جئت غريباً
وأمس مضيت غريباً
وها أنْتَ ذا حيثما أنت
تأتي غريباً
وتمضي غريباً
تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
وتدنو قليلاً
وتنأى قليلا
وتهوى البروق عليك
وتجمد في فجوات القناع يداك
وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
كأنك لم تكُ يوماً هناك
كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
***
وَسِّد الآن راسك
في البدء كان السُكُونُ الجليل
وفي الغد كان اشتعالُك
وسد الآن رأسك
كان احتجابُك
كان غيابُك
كان اكتمالك
***
وسد الآن راسك
هذا هو النهر تغزلهُ مرتين
وتنقضه مرتين
وهذا العذاب جمالُك

سماح الشعراوى
03-10-2010, 09:31 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> رؤيا


رؤيا




خارجاً من دمائك
تبحث عن وطن فيك
مستغرق في الدموع
وطن ربما ضعيت خوفاً عليه
وأمعنت في التِّيه.كى لا يضيع
أهو تلك الطقوس؟
!التي ألأبستك طحالِبها في عصور الصقيع
أهُوتلك المدائن؟
تعشق زوارها ، ثم تصلبهم فى خشوع
أهو تلك الشموس ؟
التي هجعت فيك
حالمة بمجىءِ الربيع
أهُو أَنت؟
وقد أبصرتك العيون
!وَأبصرتها في ضباب الشموع
***
خارجاً من غيابك
لا قمر في الغياب
ولا مطر في الحضور
مثلما أنت في حفلة العُرس والموت
لا شىْ إلا أنتظار مرير
وانحناء’’ حزين على حافة الشعر
في ليل هذا الشتاء الكبير
ترقب الأفق المتداخل
في أفُقٍ لم يزال عابراً في الأثير
رُبَّما لم تكن
ربما كنت في نحلة الماء
أو يرقات الجذور
ربما كان أجمل
!لو أطبقت راحتاك على باقةٍ من زهور

سماح الشعراوى
03-10-2010, 09:32 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> المتــنــبي


المتــنــبي




يَمُرُّ غَيْركَ فِيهَا وهو مُحْتضرُ
لا برق يخطف عينيه ولا مطر
وأنت.. لا أسألُ التاريخ عن هرمٍ
في ظلِّه قمم التاريخ تنتظر
عن عاشق في الذُّرى..
لم تكتمل أبداً
إلا على صدره الآيات والسور
عن الذي كان عصرا شامخا
ويداً تشد عصرا اليها
وهو ينحدر
يمر غيرك
بعض العابريت على بطونهم
يثقلون الأرض إن عبروا
كمثل من أبصرت عيناك
ثم نأت عيناك عنهم
فلا غابوا.. ولا حضروا
وبعضهم أنت تدري
ان شعرك لو لم يلق ضوءاً
على أيامهم غبروا
كانوا ملوكا على أرض ممزقة
يجوع فوق ثراها النبت والبشر
كانوا ملوكا مماليكا
وأعظمهم تحت السموات
من في ظلك استتروا
***
ورحت تنفخ فيهم منك
ترفعهم ، فيسقط البعض
أو تبنى ..فينكسر
أردت تخلق أبطالاً ، تعيد بهم
عصر النبوة والرؤيا ، فما قدروا
هتفت : ياعمر
مكتوب لك العمر
وليس ينقص فيك الجهد والسهر
وإنما تنقص الاعمار في وطن
يغتاله القهر، أو يغتاله الخطر
وقلت..
والشاهدان ، اللّيل والسفر
وشعلة في مدار الكون تستعر
هذي الطيور التي احمرت مخالبها
فوق الصخور لنا
ولتستح الحفر
وسرت غضبان في التاريخ
لا عنق إلا ومنك على طياته أثر
تصفو ، وتجفو
وتستعلي ، وتبتدر
وتستفز ، وتستثنى ، وتحتقر
هذا زمانك
لا هذا زمانُهم
فأنت معنى وُجُودٍ ليس ينحصر
في كل أرض وطئتها أمم
تُرعى بعيدٍ كأنها غنم
"وإنما الناس بالمملوك
وما تصلح عرب ملوكها عجم"*
وتكفهر على مرآتك الصُّوَرُ
أتعقم الأرض؟ هذي الأم
أيُ دجى هذا الذي في عُيون الناس ينتشر
وينحني شجر الأيام
والغضب القدسي يغدُو انكسارات
وينحسر
***
فلتسمع النُصُبُ الجوفاء والأُطُرُ
هذى الأغاني البواكي في فمي نذر
إذا تساقط في أيامهم علمُُ
فإن أعلام من يأتي ستنتصر
وإن يخن خائن فالارض واحدة
برغم من خان .. والآلام مُخْتبرُ
***
وقلت بغداد
يا بغدادُ أيُّ فتى كان الفتَى
وهو في عينيك يزدهر
أنت التي اخترته للعشق
كان إذا رآكِ في لهب الأحداث
ينفجر
ويحرث الأرض كالمجنون
يحرثها براحتين هما الإحباط والظفر
أقل مجدك أن الفاتحين وقد
جاءوا غُزاةًَ على أبوابك انكسروا
وبعض مجدي ، أنَّ الكون لي فلكُُ
شعري وأنت عليه : الشمس والقمر
بغدادُ.. أشامتُ مشدوداً إليك
ويا شام الهوى أنا في العاقُول أنتظر
وما حدائق كافور القديم
سوى تلك الثمار التي حُمِّلتها الثَّمرُ
**
الله.. يا كم تغرّبنا
وكم بلغت منا الهموم
كما لم يبلغ الكبر
فإن أكُن أمس قد غازلت أُمنيةً
حيث استوى الصمتُ
أو حيث استوى الضّجر
فالمجد أعظم ايقاعاً
وَربَّ دمٍ يمشي حزيناً
ويمشي إثرهُ القَدَرُ
_________
*البيت للمتنبي

سماح الشعراوى
03-10-2010, 09:34 PM
>> قاسم حداد (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=68&start=0) >> الحجاج يقدم أوراق اعتماده


الحجاج يقدم أوراق اعتماده




طفول ، نقطة دم في عيون الخليج ،
- استشهدت
وداعا أيتها الفتاة الحلوة ، أيتها
الوردة الفاتحة ، ستذهبين
صوب الحب وسأذهب صوب الموت .
(لوركا)
أما آن لهذا الفارس أن يترجل
أسماء بنت أبي بكر
لابنها المصلوب عبدالله بن الزبير
نخلة بين الأغاني ، هل فم ينقع فيه السم يعطي؟
كيف لا تسقط هذي الشمس في حضن السبايا ؟
حربة الحجاج تصطاد الغزالات . ونحن
أين نحن ؟
لا تقولوا هزنا الشوق إلى فوق ،
سقطنا
لغة الترياق والموت تصير الآن قرآنا بخط النسخ
لو كنا مجانين قرأنا
(واستحالت عوسجات الصحراء
أمراء .
واستحلنا نهرا يسقي جذور
العوسج البري بالدم،
ونحن الفقراء)
لا تقولوا : كيف ؟
كانت طفلة في رئة الرمح
تجز الليل من بطن الجديلة
نفضت كل عباءات القبيلة
و انتضت سيفا وماء
فبكوا لما رأوها وردة تشرب في جمجمة الأعداء
واغتالوا حنين الصوت فيها ،
ألف قد علمتنا لغة نقرأ فيها
ياسمين الزمن البكر ،
رغيفا يحلم الأطفال فيه برزخا للشمس
سيفا أحمرا ،
أو برتقاله .
آه لكنا مضغنا لذة الخوف،
انزعوها شوكة القلب
وكونوا نخلة بين الأغاني
( هل نهز الجذع يساقط زيتا
أم نهز الجذع يساقط موتى ؟)
يسكت الصوت الذي يأتي من الخلف
وترتاح الملايين من النوم،
وتأتي المفردات هاربات
من قواميس المراثي
كالحمامات التي عذبها الحب وأبكاها الفراق .
هكذا ، رأسها في الرياح
تقصم ظهر الملثم ، وابن جلا واقف
يجلد العسكر المستباح
(وضعت العمامة لكنهم جهلوني
وردوا السيوف لنحري
وهزوا عروش الخليفة)
أخبرونا ، هل وراء الشجر اليابس عصفور
وهل قبر يصلي ؟
لو قرأتم سورة الحجاج،
لو نافذة مثل بلادي
ثم آه
حين نامت طفلة في دم لوركا
واستفاق الزنبق الوحشي فينا
كسرت قافية السلطان بالورد الجميل
كيف لم نعرف حكاياها وكيف
زينوا كل شريد في بلادي بشذاها .
لم تصر( كانت) ولكن أصبحت جرحا بهيج
آه يا لوركا ،
أغانيك تصير الآن دفئا
لتراب الحب في غر ناطة أو في الخليج .
نخلة تعطي .
احتراقـا أيها الغصن
و لام تنثني تحرث صدر الآخرين
كل شيء يغرق الآن بضحكات القتيل
و طفول
تزرع الألغام في كل الجسور
وبلادي في ظلام اللحظة الملتهبة
ألبسوها زمنا من ورق الخيش المقوى
و طفول
تركب القافلة القادمة الآن إلينا بالهدايا
حيث تساقط شمس فوق أحضان السبايا .
تقدمت في رئة المدينة
وخاطبت بالجرأة الحزينة :
( ترجل أيها الرجل المسافر في قتال العسكر الوحشي آن لك الأوان.
عرج على تلك الخيام لكي تنام . و طفول تغسل كل ليل، يستحيل
الجرح في يدها رسائل تحمل البارود توصلها لأطفال يصيرون انتفاضات أليفه
آه عبدالله لو جزر الغياب وساحل الزيت استكانوا، مت في خشب الصليب .
آه لكن سوف تمشي مثلما يمشي الحبيب إلى الحبيب)
و الخاء ترفع رأسها مزدانة بالبرق والآيات
ترفض نفسها الأشياء، والخبز البعيد عن البطون،
أغنية رفضية فقدت ملامح وجهها
والجوع لحن مجرم ، لو يعرفون .
( هل مشينا
هل يمد الظل أقداما على الأحياء
هل تأتي وريقات الشهادة من دم الحجاج
نرفضها ونرفض ساكنيها )
نجمة كانت وما زالت يسيل على دماها
عطر .
تعالوا . قالت الأخبار . هل صدقت،
وهل ذهبت إلى الأرض
استحالت طفلة أخرى تعيش على هواها ؟
علمتنا كيف نختار الورود بدون خوف الخنجر البراق
لام ترسم الأغصان
كيف نكون لغما في سطور الشعر
نفتح شرفة في البيت،
آه أدركونا .
جاءت رسائلكم، حملناها ، خرجنا من سماء الضوء
أدخلنا عواصمنا إلى أرض الغرابة
وتوضأنا برمل الشهداء
وعرفنا كيف في غر ناطة تبكي سحابه
كيف صارت فجأة ، كيف استحالت
بعد أن كانت خرابه .
(جاءت الياء تزحف في جسد المستحيل،
تسمي البغايا بأسمائهن ، ترى المفردات الغريبة،
توزع نار المحبة والأصدقاء
وتمحو تقاويم عصر المرابين ، نكتب عصر النقاء)
كيف (أسماء) جاءت وما جئت
أنـت
وطارت لنا زغردات قتيلة
ابتدأت من الموت، كنت مماتا لهم،
واستطعت الوصول .
المقاهي تلوك الضحايا
ونحن يتامى عرايا
ترى يفهمون الرموز؟
أنصتوا ، تبدأ النار تقرأ في سورة الساقطين .
( وكان أن تلد الثورة أبناءها )
ولكنهم يستعيرون أقنعة من خشب تأكل فيه السوسة،
وكانت الثورة -اللعبة المستطيلة، ولكنهم جولة خاسرة )
من هنا تبدأ الدرب فينا
من هنا تنهض كل الضحايا
تصير لكل الحروف أظافر
مثل الأساطير تقفز من كتب الله شوقا
ويا أختاه برحنا الهوى
للعشق سهم أحمر ( وأنا أكون ولا أكون)
ما خنت ، لكن القوافل لا تسافر وحدها في الليل
والأصحاب ناموا ، وانتهوا في أول الدرب
استعاروا زمن القات، وقالوا :
نستريح الآن أتعبنا السفر
( وأنا أكون ولا أكون )
وتولدين من الخواصر .
نخلة بين الأغاني ، والفم المنقوع بالسم،
ارتعاشا التراتيل القبيحة .
لغة لا تستطيع القول ،
صوت ، من زمان قادم
يضرب جدران التواريخ الجريحة
حين يغتالونها في أرضها تصبح أخرى
نخلة أخرى ونهرا لا يطيع الخلفاء،
غضب
كل السلاطين هباء
والذي سمره الحجاج في بوابة التاريخ
يمشي في خليج الأعين الحمراء
أسماء بلا عنوان في كل مكان
تطبخ الثورة في قدرتها
هل يستحيل الرمز في داخلنا بوابة أخرى إلى التاريخ؟
لا تستصرخوا حزنا
(وسموا كل بنت باسمها الآن وسموها الشجر،
ريثما ، أو بلغوها بصراخ الأرض
سموا باسمها كل العذارى في السجون)
افتحوا نافذة في الريح، لوركا ولد يهوى الممات
فوق أحداق المساكين المصابين بداء الحب
في غر ناطة أو في الخليج .
(جيم . منجل تحصد الرؤوس وتبني على جثة الخليفة عالما.
عاد من صلبه . ذهبت إلى الموت. لكن طفول هنا .
تساقط الآن كل الشموس بحضن العذارى)
الذين يدوسون صدر الأغاني هنا
انتهى عهدهم ابتدا عهدنا
خليج مسالم،
يصير اسمه مثل وجه الجراح
يشيل السواعد من غمدها
ثم يتلو كتاب الخطايا الذي من ولاة الخليفة .
امتقع يا زمان الأناقة والجوع
امتقع يا زمان البغايا النظيفة .
ستبقى طفول هناك
وتبقى هنا
( وسموا كل بنت باسمها الآن وسموها القمر
غرقت في الضوء لما قاتلت موت الدخول
زينوا أسلحة الفجر، اصقلوها
أطلقوها في فم الأطفال
في ألواننا الحمراء
سموا باسمها كل الفصول)
لم تكن غائبة عنا ولكن السيوف
لا تطيق النوم في غمد الرجال.
طفلة
نعرفها الآن كما نعرف رمز الوطن المرصوص
في القلعة في أرصدة البنك التي يملكها الوالي
وجوع الزنبقات
ورموز الطلقة القادمة الآن
وطفله .
لا تقولوا نحن في الشوق الذي نام
افتحوا باب الأساطير ، انتضوا سيفا وماء
وتعالوا فقراء
فتصيرون اشتهاءا ورعونة
نخلة هزوا فيساقط زيتا
نخلة هزوا فتساقط نار
نحن من سجن خرجنا ، آه لكن السجون
ألف بوابة شمس وظهيرة
اقطعوا بالسيف، مدوا صوتكم عبر الخليج
وشرارات الجزيرة
دمنا الحاقد من كل كتاب يصبغ الفجر ،
وأعصاب القصائد
لم تزل مشدودة والشمس في حضن العذارى
والخيول
في انتظار الفارس الغاضب، هل يعطي الشجر
ثمر السوس إذا الخضرة جاءت؟
أدركونا
لم تزل بوابة التاريخ في الشرق
وما زالت أيادينا على زند الحياة
علمتنا طفلة معنى الخطورة
في ربيع يلد الأطفال أبطالا ،
ومن نار الحدائق تستفيق القبرات .
نخلة فوق الأغاني
آه لوركا ، ها هنا الفاشست يغتالون أعناق القصائد
دمك المطلول دفئا لقلوب الشعراء
الشعراء
حيث يختال ( . . . . . . ) على عار الخليج ،
لغة دفؤك ، أزميل به يطلع شعر
ونقاتل
تركض الأرض إلى غر ناطة أو في الخليج
لا تقولوا طفلة كانت ولكن أبجديه .

سماح الشعراوى
04-10-2010, 08:29 PM
>> فاروق جويدة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=10&start=0) >> أحزان ليلة ممطرة


أحزان ليلة ممطرة




السقف ينزف فوق رأسي
والجدار يئن من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
في الوجه أطياف من الماضي
وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ
لكنه كل العمر ..
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
والأماني غائمات في البصر
وهناك في الركن البعيد لفافة
فيها دعاء من أبي
تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر
لكن أحزاني على الوطن الجريح
وصرخة الحلم البريء المنكسر
...
فالماء أغرق غرفتي
وأنا غريب في بلاد الله
أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر
كم كنت أبني كل يوم ألف قصر
فوق أوراق الشجر ..
كم كنت أزرع ألف بستان
على وجه القمر ..
كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي
وأرحل في أغاريد السحر
منذ انشطرت على جدار الحزن
ضاع القلب مني .. وانشطر ..
ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس
تسقط بين أحزان النهر
وغدوت أنهاراً من الكلمات
في صمت الليالي .. تنهمر
قد كنت في يوم بريء الوجه
زار الخوف قلبي فانتحر
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
مثلما كانت ...
وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
****
ولدي من عمري
وذكرى الأمس بعض من صور
فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا
يكون عزاء يوم ... يحتضر
هل تسمحين
بأن ينام على جفونك لحظة
طفل يطارده الخطر..
هل تسمحين
لمن أضاع العمر أسفاراً
بأن يرتاح يوماً ..
بين أحضان الزهر ...
اني لأفزع كلما جاءت
خيول الليل نحوي ..
يحتويني الهم .. يخنقني الضجر
اعتدت أن تعوى كلاب الصيد
في قدمي ... تحاصرني .... وتعبث في عيوني
كلما الجلاد في سفه .. أمر
اني أخاف على ثيابك من ثيابي
كلما أرجوه بعض الأمن ..
.. عطراً ... دندنات من وتر
****
لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب
وجئت بثوبي العاري ببابك انتظر
لكنه حزن الصقيع ...
ووحشة الغرباء في ليل المطر
فالناس حولي يهرعون
وفي ثيابي نهر ماء
في عيوني بحر دمع
بين أعماقي حجر ..
وأريد صدراً لا يساومني على عمري
ولا يأسى على ماض عبر
فالعري أعرفه
وأعرف أن مثلي
في زمان الرق مطلوب
وأن الحرص لن يجدي
ولن يغني الحذر ...
****
اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل
لا تبكي لأجلي....
لا تلومي الحظ إن يوماً غدر
فأنا وحيد في في ليالي البرد
حتى الحزن صادقني زماناً
ثم في سأم .. هجر
إني أحبك ..
رغم أن الحب سلطان عظيم
عاش مطرودا
وكم داسته أقدام البشر
إني أحبك ..
فاتركيني الآن في عينيك أغفو
إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر
كل العصافير الجميلة أعدموها
فوق أغصان الشجر
كل الخفافيش الكئيبة
تملأ الشطئآن ..
تعبث فوق أشلاء النهر
***
لا تحزني ...
إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى
ولن تبقى خفافيش الحفر..
فغداً تصيح الأرض .. فالطوفان آت
والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..
والصبح هذا الزائر المنفي من وطني
يطل الآن .. يجري .. ينتشر ..
وغداً أحبك مثلما يوم حلمت ...
بدون خوف ...
أو سجون ...
أو مطر ...

سماح الشعراوى
04-10-2010, 08:30 PM
>> فاروق جويدة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=10&start=0) >> ويضيع العمر


ويضيع العمر

رقم القصيدة : 69 نوع القصيدة : فصحىملف صوتي: لا يوجد


يا رفيقَ الدَّرب
تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب
يا رفيقَ العمر
ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب
آهِ من أيّامنا الحيرى
توارتْ .. في التراب
آهِ من آمالِنا الحمقى
تلاشتْ كالسراب
يا رفيقَ الدَّرْب
ما أقسى الليالي
عذّبتنا ..
حَطَّمَتْ فينا الأماني
مَزَّقَتْنا
ويحَ أقداري
لماذا .. جَمَّعَتنا
في مولدِ الأشواق
ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا
لا تسلني يا رفيقي
كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا
نحن في الدنيا حيارى
إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا
حبّنا نحياه يوماً
وغداً .. لا ندرِ أينَ !!
لا تلمني إن جعلتُ العمرَ
أوتاراً .. تُغنّي
أو أتيتُ الروضَ
منطلقَ التمنّي
فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ
إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي
هل ترى في العمر شيئاً
غير أيامٍ قليلة
تتوارى في الليالي
مثل أزهارِ الخميلة
لا تكنْ كالزهرِ
في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر
مثلما تُلقي الليالي
عُمْرَنا .. بين الحُفَر
فكلانا يا رفيقي
من هوايات القَدَر
يا رفيقَ الدَّرْب
تاهَ الدربُ مني
رغمَ جُرحي
رغمَ جُرحي ..
سأغنّي

سماح الشعراوى
04-10-2010, 08:31 PM
فاروق جويدة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=10&start=0) >> عيناك أرض لا تخون


عيناك أرض لا تخون




ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ
خلفَ قضبان الحياهْ
وتعربدُ الأحزان في صدري
ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي
ويظل ما عندي
سجيناً في الشفاه
والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي
فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ
وجدائل الأحلام تزحف
خلف موج الليل
بحاراً تصارعه الجبال
والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي
ويسقط ضوؤها
خلف الظلالْ
عيناك بحر النورِ
يحملني إلى
زمنٍ نقي القلبِ ..
مجنون الخيال
عيناك إبحارٌ
وعودةُ غائبٍ
عيناك توبةُ عابدٍ
وقفتْ تصارعُ وحدها
شبح الضلال
مازال في قلبي سؤالْ ..
كيف انتهتْ أحلامنا ؟
مازلتُ أبحثُ عن عيونك
علَّني ألقاك فيها بالجواب
مازلتُ رغم اليأسِ
أعرفها وتعرفني
ونحمل في جوانحنا عتابْ
لو خانت الدنيا
وخان الناسُ
وابتعد الصحابْ
عيناك أرضٌ لا تخونْ
عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ
عيناك نهر من جنونْ
عيناك أزمانٌ وعمرٌ
ليسَ مثل الناسِ
شيئاً من سرابْ
عيناك آلهةٌ وعشاقٌ
وصبرٌ واغتراب
عيناك بيتي
عندما ضاقت بنا الدنيا
وضاق بنا العذاب
***
ما زلتُ أبحثُ عن عيونك
بيننا أملٌ وليدْ
أنا شاطئٌ
ألقتْ عليه جراحها
أنا زورقُ الحلم البعيدْ
أنا ليلةٌ
حار الزمانُ بسحرها
عمرُ الحياة يقاسُ
بالزمن السعيدْ
ولتسألي عينيك
أين بريقها ؟
ستقول في ألمٍ توارى
صار شيئاً من جليدْ ..
وأظلُ أبحثُ عن عيونك
خلف قضبان الحياهْ
ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ
إن ثار في غضبٍ
تحاصرهُ الشفاهْ
كيف انتهت أحلامنا ؟
قد تخنق الأقدار يوماً حبنا
وتفرق الأيام قهراً شملنا
أو تعزف الأحزان لحناً
من بقايا ... جرحنا
ويمر عامٌ .. ربما عامان
أزمان تسدُ طريقنا
ويظل في عينيك
موطننا القديمْ
نلقي عليه متاعب الأسفار
في زمنٍ عقيمْ
عيناك موطننا القديم
وإن غدت أيامنا
ليلاً يطاردُ في ضياءْ
سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ
أن يرجع الإنسانٌ إنساناً
يُغطي العُرى
يغسل نفسه يوماً
ويرجع للنقاءْ
عيناك موطننا القديمُ
وإن غدونا كالضياعِ
بلا وطن
فيها عشقت العمر
أحزاناً وأفراحاً
ضياعاً أو سكنْ
عيناك في شعري خلودٌ
يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ
عيناك عندي بالزمانِ
وقد غدوتُ .. بلا زمنْ

سماح الشعراوى
04-10-2010, 08:42 PM
فاروق جويدة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=10&start=0) >> بالرغم منّا .. قد نضيع


بالرغم منّا .. قد نضيع




( 1 )
قد قال لي يوماً أبي
إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
وغدوت تلعق من ثراها البؤس
في الليل الكئيب
قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام
أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان
أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
إن ضاقت الدنيا عليك
فخذ همومك في يديك
واذهب إلى قبر الحسين
وهناك صلي ركعتين
(2)
كانت حياتي مثل كل العاشقين
والعمر أشواق يداعبها الحنين
كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين
كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين
أو دعوة لله أن يرضى عليه
لكي يرى .. جد الحسين
قد كنت مثل أبي أصلي في المساء
وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء
أو أقرأ الكتب القديمة
أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء
(3)
وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب
ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي
وسط الضباب وفي الزحامِ
يهزني في مضجعي
ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب
أحشاؤها حُبلى بطفلٍ
غير معروف الهوية
أحزانها كرمادِ أنثى
ربما كانت ضحية
أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين
طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين
أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل
كم من دماء الناس
ينـزف دون جرح .. أو طبيب
لا شيء فيك مدينتي غير الزحام
أحياؤنا .. سكنوا المقابر
قبلَ أن يأتي الرحيل
هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام
ما أثقل الدنيا ...
وكل الناس تحيا .. بالكلام
(4)
وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء
أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف
جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف
ماتوا يريدون الرغيف
شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب
ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام
قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام
قد كان لي عقل يفجر
في صخور الأرض أنهار الضياء
لم يبق في الدنيا حياء
قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني
المجنونُ .. بين العقلاء
قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء
(5)
دربُ المدينة صارخُ الألوانِ
فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني
والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ
هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ
أبتاه .. أيامي هنا تمضي
مع الحزن العميق
وأعيشُ وحدي ..
قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق
دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق
تتربع الأحزانُ في أرجائه
ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق
(6)
ماذا ستفعل يا أبي
إن جئتَ يوماً دربنا
أترى ستحيا مثلنا ؟؟
ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا
وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا
وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب
أين المفر؟
والعمرُ يسرع للغروب
(7)
أبتاهُ .. لا تحزن
فقد مضت السنين
ولم أصلِّ .. في الحسين
لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي
لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء
بالرغم منا .. قد نضيع
بالرغم منا .. قد نضيع
من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟
من يجعل الغصنَ العقيمَ
يجيء يوماً .. بالربيع ؟
من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟
(8)
أبتاهُ
بالأمس عدتُ إلى الحسين
صليتُ فيه الركعتين
بقيت همومي مثلما كانت
صارت همومي في المدينةِ
لا تذوب بركعتين

سماح الشعراوى
04-10-2010, 08:43 PM
>> فاروق جويدة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=10&start=0) >> لقاء الغرباء


لقاء الغرباء




علمتني الأشواقَ منذ لقائنا
فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر
وشدوتُ لحناً في الوفاءِ .. لعله
ما زال يؤنسني بأيامِ السهر
وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما
مضت السنينُ أراهُ دوماً .. يزدهر
وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي
يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر
وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
وغفرتُ للدنيا .. وسامحتُ البشر
...
علمتني الأشواقَ كيف أعيشُها
وعرفتُ كيف تهزني أشواقي
كم داعبت عينايَ كل دقيقةٍ
أطياف عمرٍ باسمِ الإشراقِ
كم شدني شوق إليكِ لعله
ما زال يحرق بالأسى أعماقي
...
أو نلتقي بعد الوفاءِ .. كأننا
غرباءُ لم نحفظ عهوداً بيننا
يا من وهبتُكِ كل شيء إنني
ما زلتُ بالعهد المقدسِ .. مؤمنا
فإذا انتهت أيامُنا فتذكري
أن الذي يهواكِ في الدنيا .. أنا

سماح الشعراوى
04-10-2010, 08:44 PM
>> فاروق جويدة (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=10&start=0) >> حبيبتي .. تغيرنا


حبيبتي .. تغيرنا




تغير كل ما فينا..تغيرنا
تغير لون بشرتنا ...
تساقط زهر روضتنا
تهاوى سحر ماضينا
تغير كل ما فينا...تغيرنا
زمان كان يسعدنا ...نراه الآن يشقينا
وحب عاش في دمنا ...تسرب بين أيدينا
وشوق كان يحملنا ...فتسكرت أمانينا
ولحن كان يبعثنا ...إذا ماتت أغانينا تغيرنا
تغيرنا ....تغير كل ما فينا
*************
وأعجب من حكايتنا ...تكسر نبضها فينا
كهوف الصمت تجمعنا ...دروب الخوف تلقينا
وصرتِ حبيبتي طيفا لشيئ كان في صدري
قضينا العمر يفرحنا ....وعشنا العمر يبكينا
غدونا بعده موتى ..فمن يا قلب يحيينا ؟؟

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:20 PM
>> هدى السعدي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=684&start=0) >> يقطِّرنا الحنين


يقطِّرنا الحنين




يقطرُنا الحنينُ رؤىً
على أهدابِ داليةِ العذابِ الحلو
مُرتَبَعاً ومُصطافا
ويسفحُنا
على أعتاب أمجادِ البناتِ النورِ أصدافا
فنزرعُ في شطوطِ الدمعِ
أشياءً بلا معنى
تعاريجاً نسميهنّ أمواجاً
شراعاً قائماً تُملي عليه الريحُ وجهتَهُ
وخمسَ نوارسٍ ستّاً .. وبوصلةً ومجدافا
ونركبُ غيمةً بلهاءَ
لا تستوعبُ الإبحارَ إلا في ضحولِ الغيبِ
تمخرُ في وحولِ العيبِ
من بغدادَ .. مبحرةً إلى يافا
وقبل الفجر يأتي عسكرُ المبغى
يهيلُ الرملَ في أفواهنا الظمأى
ويدفننا بقشِّ الصمتِ
لا أحدٌ درى يوماً ولا شافا
***
يقطرنا الحنين أسىً
ويرسمُنا
عيوناً تشتهي الطيرانَ
أخيلةً تحلِّق تحت سطح الأرضِ
كي تلقى لها مما أضاعته، نواميساً وأهدافا
وتطوي العمرَ إسفافا
يقطِّعُنا
لنَكثُرَ في سجلِّ الخلدِ أسماءً وأصنافا
فنَكثُرُ
دون أن ندري بأن المجدَ
يأنفُ أن يُجَنِّد في جحافله لنَيْلِ الخلدِ
أرباعاً
وأثلاثاً
وأنصافا.
***
يقطِّرُنا الحنينُ هوىً
عفيفَ الجيب عذريّاً
فنَهوي من ذرى عليائنا
كيما نُدنِّسَ منه
وجهاً ضاويَ اللمحاتِ شَفّافا
نهزُّ له العصا دوماً
إذا يوماً عصى .. أو هزَّ أعطافا
وتُعجبنا رجولتُنا
فنغرزُ فوق هامةِ حبِّنا العذريِّ قَرْنَيْنِ
وفي أعجازهِ ذنَباً
وفي رجليه .. أظلافا
** *
يُقطِّرنا الحنينُ .. سُدى
فنُسدي للورى
- مما يُنافي فطرةَ الإنسان- أعرافا
ونحلفُ أننا عَرَبٌ
ونُعْرِبُ أننا للدونِ أحلافا
ونُسلِمُ راية الإسلامِ للباغي
ونبغي أن نُطاوِلَ في سَماءِ العِزِّ أسلافا
ونَبْتَزُّ المُنى دِرْعَ الغُرورِ
نُعَلِّقُ الآمالَ في جَنْبَيْهِ
أقواساً .. و أرماحاً .. وأسيافا
ونفتحُ صفحةَ الشرَفِ التي
في دفتر التاريخ
ننقشُ في ثناياها لنا صُوَراً
وأسماءً .. وألقاباً .. وأوصافا
ومن فَرْطِ الغَباءِ بنا
نُصَدِّقُ ما افترَيناهُ
ونحسبُ
أننا صرنا لدى التاريخ أشرافا.

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:21 PM
>> أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> الفارس


الفارس




لا تنتظري أن يبتسم العابس
فالفارس ليس الفارس
مدي بإنائكِ
عبر السلك الشائكِ
مدي طرف ردائكِ
حتى يصنع منه للقلب ضمادا
ويسد شقوق البرد القارس
تتوالى كل فصول العام على القلب الباكي
لم يستر روحه عبر الأشواك سوى رؤياكِ
فعيناكِ الفردوسان: هما الفصل الخامس
عيناكِ هما
آخرنهر ٍ يسقيه
آخر بيت يأويه
آخر زاد في التيه
آخر عراف يستفتيه
فأريحيه
أريحيه على الحجر البارد
ليرتاح قليلا
فلقد سار طويلا
وقفي كملاك الحب الحارس
حتى لا يفجئه الموت
قفي كملاك الحب الحارس

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:22 PM
>> أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> أوتوجراف


أوتوجراف




لن أكتب حرفا فيه
فالكلمة – إن تكتب – لا تكتب
من أجل الترفيه
( و الأوتوجراف الصامت تنهدل الكلمات عليه ،
تحيّيه
و تطرّز كلّ مثانيه !
ماضيك
و ماضي الأوتوجراف –
بقايا شوق مشبوه
بصمات الذكرى فيك ، وفيه
و خطى العشّاق المحمومه أدمت كلّ دواليه
لكنّي أطرد كلّ ذباب الماضي عن بابي
فدعيه
غيري قد يصبح سطرا من ورق
يقلّبه من يجهله أو من يدريه
غيري قد ينبش تابوتا برّاق اللّون
تعفّن خافيه
لكنّي أطرد كلّ ذباب الذكرى
عن غدي المشدوه
عن ثوبي ، و طعامي ، و فراشي
عن خطوة تيهى
.................
يا أصغر من كلماتي
لن أكتب فيه
فخطى العشّاق المحمومة أدمت كلّ دواليه !

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:23 PM
>> أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> استريحي !


استريحي !




استريحي
ليس للدور بقيّة
انتهت كلّ فصول المسرحيّة
فامسحي زيف المساحيق
و لا ترتدي تلك المسوح المرميّة
و اكشفي البسمة عمّا تحتها
من حنين .. و اشتهاء .. و خطيّة
كنت يوما فتنة قدسّتها
كنت يوما
ظمأ القلب .. وريّه
***
لم تكوني أبدا لي
إنّما كنت للحبّ الذي من سنتين
قطف التفاحتين
ثمّ ألقى
ببقايا القشرتين
و بكى قلبك حزنا
فغدا دمعة حمراء
بين الرئتين
و أنا ؛ قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
و محت فيه طلاء الشّفتين
و لوته ..
في ارتعاشات اليدين
كان ماضيك جدار فاصلا بيننا
كان ضلالا شبحيّه
فاستريحي
ليس للدور بقيّة
أينما نحن جلسنا
ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ
كنت تخشين من اللّمسة
أن تمحي لمسته في راحتي
و أحاديثك في الهمس معي
إنّما كانت إليه ..
لا إليّ
فاستريحي
لم يبق سوى حيرة السير على المفترق
كيف أقصيك عن النار
و في صدرك الرغبة أن تحترقي ؟
كيف أدنيك من النهر
و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق ؟
أنا أحببتك حقّا
إنّما لست أدري
أنا .. أم أنت الضحيّة ؟
فاستريحي ، ليس للدور بقيّة

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:24 PM
>> أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> لا تصالح


لا تصالح




(1 )
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:26 PM
أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> قالت


قالت




قالت : تعال إليّ
واصعد ذلك الدرج الصغير
قلت : القيود تشدّني
و الخطو مضنى لا يسير
مهما بلغت فلست أبلغ ما بلغت
وقد أخور
درج صغير
غير أنّ طريقه .. بلا مصير
فدعي مكاني للأسى
وامضي إلى غدك الأمير
فالعمر أقصر من طموحي
و الأسى قتل الغدا
***
قالت : سأنزل
قلت : يا معبودتي لا تنزلي لي
قالت : سأنزل
قلت : خطوك منته في المستحيل
ما نحن ملتقيان
رغم توحّد الأمل النبيل
... ...
نزلت تدقّ على السكون
رنين ناقوس ثقيل
و عيوننا متشابكات في أسى الماضي الطويل
تخطو إليّ
و خطوها ما ضلّ يوما عن سبيل
و بكى العناق
و لم أجد إلاّ الصدى
إلاّ الصدى

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:27 PM
>> أمل دنقل (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=9&start=0) >> الآخرون دائماً


الآخرون دائماً




لا تنظروا لي هكذا ،
إني أخاف..
لست أنا الذي سحقت الخصب في أطفالكم ،
جعلتهم خصيان
لست أن الذي نبشت القبر ،
كي أضاجع الجثمان
لست أنا الذي اختلست ليلة
لدى عشيقة الملك
فلتبحثوا عمن سيدلي باعتراف
الآخــــــــريــــــــن
( 1 )
هذا الصبي في فراشه اضطجع
وفي كتاب أحمر الغلاف
تجمدت عيناه في سطور :
***
((...وفجأة....ساد الظلام ...))
(( غالب لوبين نفسه......))
(( أشهر روجر مسدسة:
هل أطلق الرصاص بوبين ...))
(( ..ومزق الرصاص هدأة السكون ..))
(( صوت ارتطام جسم في الظلام ..))
(( صوت محرك يدور في نهاية الطريق ..))
.....وهب من فراشه يطارد الشبح
فشبح رأسه في قائم السرير..
تحسس الدماء في جبهته،
ثم انبطح
ليطلق الرصاص خلف المجرمين..
( 2 )
صديقتي .. شدت على يدي ،
وقالت: لن أجيء غرفتك
لا بد أن نبقى معا إلى الأبد..
ولم أرد
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
لم أزل أدق بابا بعد باب..
وخطوتي تنهيدة،
وأعيني ضباب..
حتى وصلت غرفتي في آخر المطاف
وهرتي تلد..
مواؤها عذاب أثنى ليلة المخاض
أنثى وحيدة تلد..
وأخلد الجيران للسكون
وقطهم جاف على نافذة بين
يلعق في فروته الناصعة البياض
يلعق عن فروته عذاب هرتى المتحد
.. سعت إليه ذات ليلة،
ولم تسله ثوباً للزفاف
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
(3)
بلقيس ألهبت سليمان الحكيم
أنثى رمت بساطها المضياف للنجوم
لكن سليمان الحكيم..
يقتل غيلة أمير الجند
لأنه يريد أن يبنى بزوجة الأمير
وزوجة الأمير تغتال ابن بلقيس الصغير
لأنها تريد أن يكون طفلها ولي العهد
لكن ولي العهد قال لي
بأنه حين يفع
بلقيس راودته ذات ليلة عن نفسها
لم يستطع
أن يمتنع
..كانت غلالة من الحرير
تهتز فوق مشجب المساء
سألته:
هل تستطيع يا صديقي الإفشاء
عن ابن بلقيس ..أبوه من يكون؟
قال: أنا ما قلت شيئا،
ما فعلت شى
الآخرون.........................
***
لأنني أخاف
لا تنظروا لى هكذا،..فالآخرون
هم الذين يفعلون

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:28 PM
>> بدر شاكر السياب (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=2&start=0) >> أنشودة المطر


أنشودة المطر




عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى .. "
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
" مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
ويهطل المطرْ ..

سماح الشعراوى
05-10-2010, 02:29 PM
>> عبدالوهاب البياتي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=15&start=0) >> مذكرات رجل مجهول


مذكرات رجل مجهول




8 نيسان
أنا عامل , ادعى سعيد
من الجنوب
أبواي ماتا في طريقهما الى قبر الحسين
و كان عمري آنذاك
سنتين - ما اقسى الحياة
و أبشع الليل الطويل
و الموت في الريف العراقي الحزين -
و كان جدي لا يزال
كالكوكب الخاوي , على قيد الحياة
13
مارس
أعرفت معنى أن تكون ؟
متسولا , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير !
و ذقت طعم اليتم مثلى و ضياع ؟
أعرف معنى أن تكون ؟
لصاً تطارده الظلام
و الخوف عبر مقابر الريف الحزين !
16 حزيران
اني لأخجل أن أعري , هكذا بؤسي , أمام الآخرين
و أن أرى متسولاً , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير
و أن أمرغ ذكرياتي في التراب
فنحن , يا مولاي , قوم طيبون
بسطاء , يمنعنا الحياء من الوقوف
أبداً على أبواب قصرك , جائعين
13 تموز
و مات جدي , كالغراب , مع الخريف
كالجرذ , كالصرصور , مات مع الخريف
فدفنته في ظل نخلتنا و باركت الحياة
فنحن , يا مولاي , نحن الكادحين
ننسى , كما تنسى , بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير
25 آب
و هجرت قريتنا , و أمي الأرض تحلم بالربيع
و مدافع الحرب الأخير , لم تزل تعوى , هناك
ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع
و كان عمري آنذاك
عشرين عام
و مدافع الحرب الأخير لم تزل .. عشرين عام
مولاي ... ! تعوى في الصقيع
29 أيلول
ما زلت خادمك المطيع
لكنه علم الكتاب
و ما يثير برأس أمثالي من الهوس الغريب
و يقظة العملاق في جسدي الكئيب
و شعوري الطاغي , بأني في يديك ذبابة تدمى
و أنك عنكبوت
و عصرنا الذهبي , عصر الكادحين
عصر المصانع و الحقول
ما زال يغريني , بقتلك أيها القرد الخليع
30 تشرين 1
مولاي ! أمثالي من البسطاء لا يتمردون
لأنهم لا يعلمون
بأن أمثالي لهم حق الحياة
و حق تقرير المصير
و ان في أطراف كوكبنا الحزين
تسيل أنهار الدماء
من اجل انسان , الغد الآتي , السعيد
من اجلنا , مولاي انهار الدماء
تسيل من اطراف كوكبنا الحزين
19 شرين 2
الليل في بغداد , و الدم و الظلال
ابداً , تطاردني كأني لا ازال
ظمآن عبر مقابر الريف البعيد و كان انسان الغد الآتي السعيد
انسان عالمنا الجديد
مولاي ! يولد في المصانع و الحقول

سماح الشعراوى
06-10-2010, 01:51 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> أبَعثر .. ويلملمون !


أبَعثر .. ويلملمون !




عَتَبٌ عَلى الأزْهارِ إذ تُخفي النَّدى ..
عَتبٌ ..
على الأنْسامِ
حَاصرَها المَدى
عَجبًا ..
وَقد وشَّت مَطارِفَ بؤسِهَا
هَذي السفينَةُ
مُذ تَقاذَفها الرّدَى
ثمَّ اكتوَتْ بالظَّنِّ
يغْمرُهَا الأسَى ..
وَتَمازجَ الكتْمَانُ فيهَا
بالصَّدَى !
رَضِيَتْ
حَديثَ الصَّمْت في أشْوَاقِهَا ..
وَتفنّنتْ
في صدِّ عَبرتِهَا سُدَى
أيُلام صُبحٌ ..
إن تَوارتْ شمسُهُ
في قبْضة اللّيلِ البَهيمِ
وَقد عَدا
مَا دامَ
أنّ الخَافقَينِ
تَصافَحَا
لاَ بَأسَ ..
بالعبَراتِ صَيفًا أرعَدا
مَا دَامَ في الصَّمْتِ المَهيبِ
قَصائدٌ
كسحَائبِ الغَيثِ الهتونِ
إذا بدَا
وَالسَّيفُ لا يُزري بهِ
أنْ تَختفي ..
وَمَضاتُه إنْ غيَّبوهُ
فأُغْمِدَا
سَطوُ المُحَالِ على المُتَاحِ
مُروِّعٌ
وَعلى الأصابِع
رَعْشةٌ
لنْ توأدَا !
وَعلى الشّفاه المُطبقَاتِ
تَساؤُلٌ
وَالعقلُ قيدٌ مَا أراحَ وَلا هَدا
عُصفورة الآمَالِ
قصّت جُنحَها ..
وغَفتْ
وللأحلامِ خَطّتْ مَوعدَا
لكنّما طير البُكَاءِ محلّقٌ
قدْ أسهرَ الأجفان
ليلاً سرمدَا
هَذا الجَوَادُ ..
وَذي مَقادَةُ روحِهِ ..
تَعِبَتْ بهِ الأزَمَاتُ
( قبل المُبتدا ) !
أنَا لا أغنّي للقُبورِ
وَخَافِقي لا زَالَ يُهدي
مِنْ هَواهُ المُفْتَدَى
يسْتَمْطِرُ
الأفْرَاحَ مِنْ سُحبِ الشَّجَى ..
وَيُبعثر الشِّوقَ
البهيَّ
الأرْغَدَا
إنْ قصَّرَ العُمُر الكَليلُ
وَمَا مَضى ..
للقلْبِ
تَحْليقٌ
أجَادَ
وَأسْعَدَا !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 01:52 PM
نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> أفلِتْ يَدِي


أفلِتْ يَدِي




فِي القَلب مِنْ بَأسَاءِ صُحْبَتِنا
أثَرْ
حَرّر خَيَالِي مِن سُمُوم القُبحِ
أعْيَانِي السَّفرْ
أنصفْ بقيّة عُمرِيَ المَسلوبِ
قَد سئمَ العُمُر
أنْقِذْ كِيَانِي
مِن ظِلاَلِ الكُرهِ
قَدْ تَعِبَ الوَتَرْ
.
.
وَدَع الهُدوءَ يُعَانِق الفَوضَى
بِذَات المُنْحَدرْ
وَدعِ النّجومَ
تُبَادِرُ اللَّيلَ العَميقَ المُستَعِرْ
أبعِد مخَالب بَأسكَ المَغْرُورِ
فَالقَيدُ انتَحَرْ
غَادِرْ مَدى بَصَرِي
لَعلّ الشّمسَ
تَمْنَحُنِي البَصَرْ
أهْدِ الفِرَار لِخَافِقِي
قَد دقَّ ..
نَاقوسُ الخَطَرْ
وَأعِدْ إليّ صَفاءَ ألْحَانِي
فَعِطري مُسْتَتِرْ
حِبرِي سَوادٌ
قَدْ كَسَى حَرْفِي
وَفجْري
مَا انفجَرْ !
رُوحِي ..
تُنَادِي كُلّ أنْغَامِ السَّكِينَةِ
وَالمَطرْ
وأنَاشِد اللَّحَظاتِ
أنْ هَاتِ السّلام المُنْتَظرْ
والعِشْقُ كَان هَوِيَّتِي
وَاليَومَ
عشْقي يُحتَضَرْ
وَالصّبرُ أبْحَرَ فِي مَداه الرّحْب
وَالصّمتُ اعتَذرْ
.
.
يَا رِحْلَتِي
هَذا ضَياعُ الحَرفِ
فِي لُغَة البَشَرْ !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 01:54 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> أنا الشعر


أنا الشعر




حَفظتُ كَلامَ الشِّعْرِ
عَنْ كُلِّ قائِلِ
منَ الزّمنِ الآتِي
لعَهْد الأوَائِلِ
وَعَنهُم
تعلَّمتُ الرِّمَايةَ بالحِجَا
وَمِنْ زَرْعِهِمْ
قامَتْ رُؤوسُ سَنَابِلِي
فَأرْمي بشِعْري ..
مَن يُطَاول همَّتِي
وَأسْقيهِ في الرَّمضاءِ
جرعَةَ حَنْظَلِ
أنَا الشِّعرُ ..
قدْ مَاجَتْ بُحورُ قَصائِدي
وَأمْوَاجُهَا غَطَّتْ
كَثيبَ سَوَاحِلي
أنَا الشِّعرُ ..
صيَّرتُ التّفاعِيل لُعبةً
أقلِّبها في الكفِّ
بينَ الأنَامِلِ
فوَاعجبًا ..
ممّن يحقّر قيمَتِي
وَيالَقَصيدِ الشِّعْرِ
مِنْ كُلِّ صَائِلِ !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 01:56 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> تَفاصِيل .. صَغيرة !


تَفاصِيل .. صَغيرة !




أنَا ..
منْ جَارت الدّنيا عليّهْ
وَصار الوَردُ
شوْكًا في يديّهْ
وَلكنّي برغم اليَأسِ
أشْدو ..
فبينَ جَوَانِجي امرَأةٌ
قويّةْ
لقَد شيّعتُ حُلْمي
في ثَباتٍ
وَلمْ أجزَع ..
لنَازلةٍ عصيّةْ
وَضيّقت العِنَاق على شُجوني
وَوسَّعتُ الرِّحَابَ
لنَاظريَّهْ
لأُبْصِر ..
كُلّ مَا تَلِد اللّيالِي
برحْب خَيالِ شَاعرةٍ
نقيّةْ
فتلْهمَني الثّباتَ ..
برغْم جُرْحي
وَأرْسل عَبرَتي
وَلها تَحيَّةْ
ألاَ يا شِعْرُ
فاقْرَأ في جَنَاني :
أُحِبّكَ
.
.
.
والحَديثُ لهُ بَقيَّةْ !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 01:57 PM
>> نسرين الهاشمي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=669&start=0) >> صَهيل خَيل مُسَيلمَةْ !


صَهيل خَيل مُسَيلمَةْ !




لمَن السّيوف ذَليلةٌ
وَمنعَّمَةْ
وَلمن تُرى
هَذي البُطون المُتخَمةْ ؟
وَلمنْ جيادٌ ..
قُيّدتْ عَزمَاتُها
أبدًا
بأسْوَار المذلّة مُلجَمَةْ
ولمَنْ رماحٌ ..
قد تكسَّر نصلُها
صُورًا لبُؤسٍ
قدَّمَته العَولمَةْ
وَلمنْ نُفوسٌ آثرتْ في غَفْلةٍ
صَمْتَ القُبورِ
تَخافُ حتّى الهَمْهَمة !
-*-
عُذرًا ..
وَفي جَنْبيَّ نَشوةُ شَاعرٍ
أُهْدي إلَيكُمْ
أحرُفًا متجهّمَةْ
عَجبًا وَفي القلْبِ المُحلّقِ
فرحةٌ
ألاّ تَكونَ
عَلى الوُجوهِ مُخيّمَةْ
عجبًا ..
ويا عَجبًا لشَوقٍ مُرسلٍ
عَبرَ القُرونِ
وَفي غُبارِ المَلحَمةْ !
-*-
وَسألتُ قومًا
عَن صَهيلٍ قادمٍ
مِنْ أرضنَا
شقَّ السّكونَ وَأنجُمَهْ
قالوا ..
خُيولٌ أُسْرِجَتْ في غَفلةٍ
وَتوَاردَتْ نَحوَ الدّيارِ
ميمّمَةْ
لاَ غَروَ أنْ صِرنَا
بقايَا أمّةٍ
يدْعونَنا :
" أهلُ الأنوفِ المُرغَمةْ " !
-*-
وَتكشَّفَ الصُّبح المُنيرُ
لكيْ أرى
صُوَر الوُجوهِ قَبيحةً
بلْ مُعتِمَةْ
أومَا كَفانَا مِنْ سَلولٍ كَيدُهُ
كَيْ نُبْتَلى ..
بصَهيل خَيلِ مُسَيلمَةْ !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 01:59 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> عبور


عبور




تعبر الآنَ المساءَ
كأيِّ ناي ٍ يعزفُ الرؤيا ، ويعرفُ ما يفسِّرُها
فيكسِرُها، ويلجأ ُ للمرايا
تعبر الآن المساءَ كأي حلم ٍ مترع ٍ بالحبِّ تقتلهُ رؤايا
وأنا هناك ولا أرى في الحلم ِ إلاّ ما أراهُ كأنني وحدي ،
أحبك ِ ، أو أحبك ِ ... ، و البقايا ....
ماذا ستنقصها حروفي ، لو خطوت ِ كضمة ٍ أو كسرة ٍ
وتركت ِ للّغة ِ الضحايا ...
تستبيحُ نزيفَ حُلمي ، و الشتاءُ هو الشتاءُ ...
، دمايا ... وكلُّ أمطاري
تعبرُ الآنَ المساء ، وتعبرُ الآن الدماءَ وتعبر الآتي
وتعبرني و تعبر ذكرياتي،
وأنا جناحٌ في مهبِّ الريح ، أبحثُ عن رفاتي
بعدما ، بعثرني الحبُّ ، شظايا .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 04:50 PM
كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> لا وعينيك


لا وعينيك




لا – وعينيك – ياحبيبة روحى
. . لم أعد فيك هائمًا
. . فاستريحى !
سكنت ثورتى
فصار سواء ً
. . أن تلينى
أو تجنحى للجموح !
واهتدت حيرتى
. . فسيان عندى :
أن تبوحى بالحب أو لا تبوحى !
وخيالى الذى سما بك يومًا
. . يا له اليوم من خيال ٍ كسيح !
والفؤاد الذى سكنت الحنايا منه
. . أودعته مهب الريح !
****
لا . . وعينيك
. . ما سلوتك عمرى
فاستريحي !
وحاذرى أن تريحي

سماح الشعراوى
06-10-2010, 04:52 PM
>> كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> نشيد الحرية


نشيد الحرية




كنت فى صمتك مرغم
كنت فى حبك مكره
فتكلم ، وتالم
وتعلم كيف تكره
****
عرضك الغالى .. على الظالم هان
ومضشى العار إليه وإليك
أرضك الحرة غطاها الهوان
وطغى الظلم عليها وعليك
****
قد الآجال قرباناً لعرضك
اجعل العمر سياجاً حول أررضك
غضبة ً للعرض .. لأرض .. لنا
غضبةً تبعث فينا مجدنا
وإذا ماهتف الهول بنا
فليقل كل فتى .. إنى هنا
****
.. انا يامصر فتاك
بدمى احمى حماك
ودمى ملء ثراك
أنا ومض وبريق
أنا صخر .. انا جمر
لفح أنفاسى حريق
ودمى نار وثآر
****
بلدى .. لا عشت إن لم أفتد
يومك الحر بيومى وغدى
.. نازفاً من دم أعدائك
.. مانزفوه
من أبى أو ولدى
.. آخذاً حريتى من غاصبيها
.. سالبيها
وبروحى أفتديها
هات أذنيك معى
واسمع معى
صيحة اليقظة
تجتاح الجموع
صيحة ً شدت ظهور الركع
ومحت أصداؤها عار الخضوع
****
أنا يامصر فتاك
بدمى أحمى حماك
ودمى ملء ثراك
****
أنت إن لم تتحرر
بيدى ، يابلدى !
.. فسأمضى أتحرر
من قيود الجسد
لا أبالى الهول بل أعشقه
لا أباليه وإن مت صريعا
إنه لو لم يكن .. أخلقه
لأرى فيه ضحايانا جميعا
فى دماهم أمل دم عيسى ومحمد
****
أنا يامصر فتاك
بدمى أحمى حماك
ودمى ملء ثراك
****
فاحترم بلثار
ذكرى شهدائك
بذلوا أرواحهم بذل السخى
وانتقم ! ...
.. إن هنا أزكى دمائك
وهنا امى ، واختى ، وأخى !
****
أنا يامصر فتاك
بدمى أحمى حماك
ودمى ملء ثراك

سماح الشعراوى
06-10-2010, 04:53 PM
>> كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> لا وعينيك


لا وعينيك




لا – وعينيك – ياحبيبة روحى
. . لم أعد فيك هائمًا
. . فاستريحى !
سكنت ثورتى
فصار سواء ً
. . أن تلينى
أو تجنحى للجموح !
واهتدت حيرتى
. . فسيان عندى :
أن تبوحى بالحب أو لا تبوحى !
وخيالى الذى سما بك يومًا
. . يا له اليوم من خيال ٍ كسيح !
والفؤاد الذى سكنت الحنايا منه
. . أودعته مهب الريح !
****
لا . . وعينيك
. . ما سلوتك عمرى
فاستريحي !
وحاذرى أن تريحي !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 04:54 PM
>> كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> ظمأ وجوع


ظمأ وجوع




أحببتها وظننت أن لقلبها
. . نبضا ً كقلبى
لا تقيده الضلوع ! !
. . أحببتها
. . وإذا بها قلب بلا نبض
. . سراب خادع
. . ظمأ وجوع ! !
فتركتها . .
لكن قلبى قلبى لم يزل طفلا ً
يعاوده الحنين إلى الرجوع
إذا مررت – كم مررت – ببيتها
وتبكى الخطى منى !
وترتعد الدموع !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 04:55 PM
>> كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> أنا الشعب


أنا الشعب




على باب مصر ، تدق الأكف ، ويعلو الضجيج
جبال تدور ، رياح تثور ، بحار تهيج
وتصغى ! وتصغى ! !
فتسمع بين الضجيج سؤالا وأى سؤال !! وتسمع
همهمة كالجواب ، وتسمع هممةً كالسؤال !!
أين ؟ ومن ؟
وكيف إذن ؟
نعم . . كيف أصبح هذا الجلال
بأقصى مداه ! ؟
. . حقيقة شعب ٍ
غزاه الطغاة ، وأى طغاه؟ !
. . امعجزة مالها أنبياء ؟ !
. . أدورة أرض بغير فضاء ؟ !
***
وتمضى المواكب بالقادمين
من كل لون ٍ وكل مجال
فمن عصر مينا إلى عصر عمرو ٍ
ومن عصر عمرو ٍ لعصر جمال
وكل تساءل فى لهفة ٍ :
أين ؟ ومن ! ؟
وكيف إذن ! ؟
. . أمعجزة ً مالها أنبياء ؟!
. . أدورة أرض بغير فضاء ؟!
***
وجاء الغزاة
. . جميع الغزاه
فأبدوا خشوعًا
وأحنوا الجباه
وكل تساءل فى دهشة ٍ
. . وكل تساءل فى لهفة :
أمعجزة مالها أنبياء ؟ !
أدورة أرض ٍ بغير فضاء ؟ !
تلمح بين الجموع وجوهًا
يرف عليها حنان الإله
. . ففيها المفكر والعبقرى
وفيها التقاة ؛ وفيها الهداه
..ف(موسى ) تشق عصاه الزحام
وذلك (عيسى ) عليه السلام
وهذا ( محمد) خير الأنام
أمعجزة ماله أنبياء ؟ !
أدورة أرض ٍ بغير فضاء ؟ !
***
فاين تحقق ما كان وهمًا
ومن ذا الذى ياترى حققه ؟ !
وكيف تحرر من أسره
سجين الزمان ؟! ومن أطلقه ؟!
لقد شاد بالأمس أهرامه
بأيدٍ مسخرة موثقة
على ظهره بصمات السياط
.. وأحشاوه بالطوى مرهقة !!
... وها هو يبنى بحريةٍ
دعائم آماله المشرقه
بسد منيع ، عجيب البناء
يبث الرخاء ويوحى الثقه
فارزاق أبنائه حرة
وآراؤهم حرة مطلقه
وليس بهم سيد أو مسود
فكل سواء بلا تفرقه
أمعجزه مالها أنبياء ؟!
أدورة ارض بغير فضاء ؟!
***
وصاح من الشعب صوت طليق
قوى ، أبى ، عريق ، عميق
يقول : انا الشعب والعجزه
انا الشعب لا شىء قد أعجزه
وكل الذى قاله أنجزه !!
***
. . فمن ارضى الحرة الصامده
بنيت حضاراتنا الخالده
. . بقوميتى واشتراكيتى
. . ينبض العروبة فى أمتى
***
انا الشعب ، شعب ذرى والقمم
زرعت النخيل ، صنعت الهرم
***
رفعت المآذن فوق القباب
بنيت المداخن تعل السحاب
***
أنا الشعب لا أعرف المستحيلا
ولا أرتضى بالخلود بديلا
بلادى مفتوحة كالسماء
تضم الصديق ؛ وتمحو الدخيلا
انا الشعب ، شعب العلا والنضال
أحب السلام ، أخوض القتال
ومنى الحقيقة .. منى الخيال !!
وعندى الجمال ، وعندى جمال

سماح الشعراوى
06-10-2010, 04:56 PM
>> كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> لست أشكو


لست أشكو




لست أشكو منك
. . فالشكوى عذاب الأبرياء ! !
وهى قيد ترسف العزة فيه والإباء ! !
انا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء ! !
وأنا نبض عروقى كبرياء ! !
لست أشكو فاستمع لى وأجبنى
. . ربما أسمع مايدنيك منى
ربما أسمع مايقصيك عنى ! !
كل ما عندى سؤال يتردد
وظنون – ياحبيى – تتجدد
***
كنت ألقاك على البعد
فألقى أحلامى وروحى ! !
صرت فى قربى ولا ألقاك
. . لا ألقاك إلا فى جروحى ! !
***
أنت عينى وأنا عينك قل لى :
ما الذى أغمض عينى ؟
. . ماالذى أغمض عينك ؟
فغدا القرب ستارا ً
. . ياحبيبى بل جدارا ً
. . حائلا ً بينى وبينك ؟ !
ياحبيبى ، كان حبى
لك حرا ً زجريئا ً
. . يتحدى الويل أن يأتى
. . فيخشى أن يجيئا
مسرع الخطوة كالظلم
. . وكالعدل بطيئا ! !
. . نابضا ً فى القلب كالذنب
. . وإن كان بريئا ! !
جراتى راحت ولا أعرف أين ؟
بسمتى ضاعت ودمعى بين بين !
. . الهوى خجلان دامى الوجنين !
وحنينى لك كتوف اليدين !
أنا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء
. . وانا نبض عروقى كبرياء !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 04:58 PM
كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> أغنية عربية


أغنية عربية




كان وهماً وأمانى وحلمًا
كان طيفا ! !
وصحا النائم يومًا
ورأى النور فأغفى . . كلما أستيقظ نام
وارتمى بين الظلام
***
ثم كانت صحوةً
كالنار ؛ كالتيار
. . كالقدر العنيد !
أيقظته ، بعثته ، خلقته
من جديد ، من حديد
***
لا تسلنى ما الذى وحدنا قلباً وصفاً ؟
***
سل جموع الشهداء
سل دمع الأبرياء
سل دم السورى والمصرى
يجرى لهبا
صارخا : عرباً كنا وبقى عربا !
لم يكن أيهما بالأمس وحده
ولقد صارا مع الأيام وحده !
***
لا تسلنى أين كنا ؟
أين أصبحنا ؟ وكيفا ؟
لا تسلنى ما الذى وحدنا قلباً وصفاً ؟
***
عرف الشعب طريقه . . وحد الشعب بلاده
فإذا الحلم حقيقه . . والأماني إراده !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:05 PM
>> كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> لست أشكو


لست أشكو




لست أشكو منك
. . فالشكوى عذاب الأبرياء ! !
وهى قيد ترسف العزة فيه والإباء ! !
انا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء ! !
وأنا نبض عروقى كبرياء ! !
لست أشكو فاستمع لى وأجبنى
. . ربما أسمع مايدنيك منى
ربما أسمع مايقصيك عنى ! !
كل ما عندى سؤال يتردد
وظنون – ياحبيى – تتجدد
***
كنت ألقاك على البعد
فألقى أحلامى وروحى ! !
صرت فى قربى ولا ألقاك
. . لا ألقاك إلا فى جروحى ! !
***
أنت عينى وأنا عينك قل لى :
ما الذى أغمض عينى ؟
. . ماالذى أغمض عينك ؟
فغدا القرب ستارا ً
. . ياحبيبى بل جدارا ً
. . حائلا ً بينى وبينك ؟ !
ياحبيبى ، كان حبى
لك حرا ً زجريئا ً
. . يتحدى الويل أن يأتى
. . فيخشى أن يجيئا
مسرع الخطوة كالظلم
. . وكالعدل بطيئا ! !
. . نابضا ً فى القلب كالذنب
. . وإن كان بريئا ! !
جراتى راحت ولا أعرف أين ؟
بسمتى ضاعت ودمعى بين بين !
. . الهوى خجلان دامى الوجنين !
وحنينى لك كتوف اليدين !
أنا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء
. . وانا نبض عروقى كبرياء !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:06 PM
كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> عيناك


عيناك




عيناك ، عيناك
نامت فى جفونهما مفاتن
أيقظت ليالىَََََََ وأعصابى ! !
أصد عنها بعين ٍ غير صادقة ٍ
وبين جنبى
قلب غير كذاب ! !
***
ياكبريائى . .
لقد كلفتنى خطرا ً
. . فيه المنايا مطلات بأنياب ! !
تمرد الليل
لا أغفو به أبداً
حتى أرى الفجر مسفوحا على بابى !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:08 PM
>> كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> لا تكذبي


لا تكذبي




لا تكذبي ..
إنى رأيتكما معا
ودعى البكاء ... فقد كرهت الأدمعا
ماأهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة فأنكر وادعى ! !
***
إنى رأيتكما ... إنى سمعتكما
عيناك فى عينيه ... فى شفتيه
فى كفيه ... فى قدميه
ويداك ضارعتان
ترتعشان من لهف عليه ! !
تتحديان الشوق بالقبلات
تلذعنى بسوطٍ من لهيب ! !
بالهمس ، بالآهات
بالنظرات ، باللفتات
بالصمت الرهيب ! !
ويشب فى قلبى حريق
ويضيع من قدمى الطريق
وتطل من رأسى الظنون
تلومنى وتشد أذنى ! !
فلطالما باركت كذبك كله
ولعنت ظنى.
لعنت ظنى!!
***
ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقى إليك ؟
ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفاً عليك ؟
أأقول هانت ؟
أأقول خانت ؟
أأقولها ؟
لو قلتها أشفى غليلى ! !
ياويلتى . .
لا ، لن أقول أنا ، فقولى . .
***
لا تخجلى .. لا تفزعى منى .. فلست بثائر !!
أنقذتنى من زيف أحلامى وغدر مشاعرى !
***
فرأيت أنك كنت لى قيدًا
حرصت العمر ألا أكسره
فكسرته !
ورأيت أنك كنت لى ذنباً
سألت الله ألا يغفره
فغفرته !
***
كونى . كما تبغين
لكن لن تكونى ! !
فأنا صنعتك من هواى
ومن جنونى .. !
ولقد برئت من الهوى
ومن الجنون .. ! !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:11 PM
كامل الشناوي (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=710&start=0)>> ثم ماذا ؟


ثم ماذا ؟




هل من جديد
أجتنى منه لوعتى وعنائى ؟ !
هات ماقدر القضاء علينا
ولتفض كأس عيشنا بالشقاء !
لست أخشى القضاء
إن قصد العدل
ولكن
أخاف ظلم القضاء !
ورضينا بالظلم
لو أن دهرى ينتهى ظلمه
بهذا الرضاء !
سخريات هذى الحياة
وسر
لم يزل غامضا ً على الأذكياء !
***
أى معنى للورد
يولد فى الورض صباحاً
وينتهى فى المساء ؟ !
والجمال الذى تحول فيه
نبض قلبى جمرًا من البرحاء !
كيف يخبو ضياه
حتى كأن لم
يك بالأمس بالوضىء الرواء ؟ !
وترى دمعة الحنيت إليه
حول الدهر سيرها للرثاء
***
غدرات الأيام تأتى سراعًا
وسراعًا تمضى ليالى الهناء
رب ليل ظلت أرشف فيه
كل ما شئت من رحيق اللقاء
وأتى الصبح بالخطوب التوالى
من عذاب ٍ ، ولوعة ، وجفاء
***
أين قلبى ؟ !
فقدته فى غرامى !
أين عينى ؟ !
أذبتها فى بكائى !
ورجائى
أضاعه لى دهرى
فى شبابى
يارحمتا للرجاء !
***
لسواء على عشت سعيدًا
أم قضيت الحياة فى بأساء !
فالزهور التى ذوت ظامئات ٍ
كالزهور التى ذوت فى الماء !
والطيور التى تغرد فى الأيك
سرورا ً
مصيرها للبكاء !
عشت فى عالم ٍ
تهيج شجونى
كلما قيل عالم الأحياء !
***
علمونى كيف الغباء
لأاحيا
هانئاً بينهم حياة الرخاء !
وامنحونى بعض الرياء
لعلى أرتوى غلة ً
ببعض الرياء !

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:16 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> عبور


عبور




تعبر الآنَ المساءَ
كأيِّ ناي ٍ يعزفُ الرؤيا ، ويعرفُ ما يفسِّرُها
فيكسِرُها، ويلجأ ُ للمرايا
تعبر الآن المساءَ كأي حلم ٍ مترع ٍ بالحبِّ تقتلهُ رؤايا
وأنا هناك ولا أرى في الحلم ِ إلاّ ما أراهُ كأنني وحدي ،
أحبك ِ ، أو أحبك ِ ... ، و البقايا ....
ماذا ستنقصها حروفي ، لو خطوت ِ كضمة ٍ أو كسرة ٍ
وتركت ِ للّغة ِ الضحايا ...
تستبيحُ نزيفَ حُلمي ، و الشتاءُ هو الشتاءُ ...
، دمايا ... وكلُّ أمطاري
تعبرُ الآنَ المساء ، وتعبرُ الآن الدماءَ وتعبر الآتي
وتعبرني و تعبر ذكرياتي،
وأنا جناحٌ في مهبِّ الريح ، أبحثُ عن رفاتي
بعدما ، بعثرني الحبُّ ، شظايا .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:17 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> لماذا تخليت عنها


لماذا تخليت عنها




ماذا سأكتبُ،
والسَّماءُ بعيدةٌ عن وحي كاتبِها
القتيل بسحرِها،
ماذا سأفعلُ، إن فقدْتُ توازني
وسفكْتُ كُلَّ مشاعري، في نحرِها.
ماذا سأفعلُ
إن شربْتُ وصالَها خمراً، ونِمْتُ
ولم أجِدْ،
منذُ استفقتُ بكأسِها خمراً،
فمُتُّ بخمرِها
ماذا سأفعلُ إن سقطْتُ بقربِها،
ورأيتُ ثغري
كالشهيدِ مضرَّجاً بوصالِها، وسألتُ منْ .... ،
فأجابني،
دمُهُ المراقُ بثغرِها،
ماذا أقولُ لكلِّ هذا الحبِّ ماذا ؟!،
لا تُعِدْ لي،
من حياتي أيَ شيءٍ، من سماءٍ ليسَ تؤمنُ
أنها، مرآةُ بحرِكَ، بحرِها،
فالسماءُ وحيدةٌ !
وبعيدةٌ عن وحي كاتبِها، القتيلِ بسحرِها.

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:18 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> على هامش الروحِ


على هامش الروحِ




على هامش الروحِ
نكتب أسماءنا دون إذنٍ، من الوحي
بالموت عشقاً،
على حائطٍ لا يبوح بذكرى، سنعلنُ
عن خطةٍ للرجوعْ
إلينا،
إلى حائطٍ من دموعْ
تجفّ على هامش الروح فينا، فتنأى الحياةُ
بهذي الضلوعْ
على هامش الدمع نرسمُ شمس الكنايهْ
فيزهر في الدمعِ قوسُ قزحْ
على حافة الحزن نحفرُ قبر الحكايهْ
فيقطر في الحزن ليلُ الفرحْ
ولا شيء يزعجنا في الحياةِ، سواها
ولا شيء يقتلنا
غير ضلع، على هامش الروح فينا
يكتبُ أسماءنا دون إذن ٍ من الوحي
بالموتِ أو بالرجوعْ

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:19 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> أنا لن أموت كما تموت قصائدي


أنا لن أموت كما تموت قصائدي




عجل، فغيرك عاد من كفن الحياة
إلى الحياة، وما الحياة ؟
سوى تحية عابر، نسي الطريق
ورد للموت التحية.
عجل، فموتك لا يريد اليوم ان تحنو عليه
ولا يريدك أن تموت على يديه
بسرعة وبلا شهية
عجل وحدد ما تريد
وضع زمانك او مكانك
أبجدية حرفك المكسور فوق الأبجدية
فوق ضفائر المعنى وفوق الغيب ماتت
ريح حرفك يا اله الشعر
ماتت ريح شعرك يا اله الحرف
وانتحرت سماؤك
دون إذن من خليفتها ليسفك ما يريد من الحروف
عليك يا مسك البداية يا ... بداية ...
الموت تسكنه البداية دائماً.
حقاً فآدم لا تعلمه الضحية
ما النهاية
حدد ترابك يا تراب ولا تمت الا ترابا
حدد جوابك ان تكون وان تكون
وان تكون بلا هوية.
واندم فلن تجد الجوابا
سحب وراء الأفق ماذا خلف هذي السحب ؟
ماذا
انا لن اموت كما تموت قصائدي
حر انا من قيد حرفي من شعوري
من جليد عقائدي
من سبائك ما ارى ومن العبير على سطوري
من سلاسل ساعدي
من نخزة القت بكاهلها علي
ومن خيال شارد
ومن سماء لست اذهب نحوها الا لترجعني الي
يا نخزة ألقت بكاهلها علي
أنا لن أموت
ولن تموت قصائدي .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:20 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> لا تليق بمثلي


لا تليق بمثلي




كتبتُ القصيدة َ
وُمتُّ كأني هيَ ماتتْ...
و كانت بدايتها غير هذي البداية ...
ما البداية ما الآخرهْ ؟!
إذا ما رجعت لنفس الخطوط ِ ، و عدتُ إلى ذاتيَ الدائرهْ ؟!
قبورٌ
تلوّحُ ترجو الصلاة َ على روحِها
مياهٌ تفيضُ تفيضُ بذاتي
و ذاتي تبحثُ عن نُوْحِها
سفينٌ بحجم ِ الضياع ِ هناكْ ْ
كنا هناكْ ، و صرنا هناكْ
أسائلُ نفسي ... و نفسي تحارُ
أقول لصوتي : إذا مُتُّ تحيا ...
أنا الطينُ فيكَ و أنتَ الملاكْ
يجيبُ عليّ السؤالُ فأغفو ...
و أنسى التفاصيلَ عند الهلاكْ
قبورٌ على مد هذا البصر
قبور تسير ككل البشرْ
قبورٌ عليها صليبٌ و آيٌ
و تجمعهم تربة ٌ واحدهْ
أسير بمقبرة ِ الكونِ ألمحُ شكلا ً صديقا ً و شكلا ً عدواً
و أسمع صوتيَ يعلو و يعلو :
((إذا كنتَ تؤمنُ بالمقبرهْ
فغمّس أناتكَ بالمحبرهْ))
و إن كان : لا ، فالخيارُ وحيدٌ ، طريقٌ جديدُ ،
يُقاسُ على وسع حرية ٍ لا تليقُ بمثلكَ بالمسطرهْ
قبور تلوح و الكون يمشي
قبور تلوح و الشكل نعشي
إذا كنت تؤمن بالمقبرهْ
فلست الذي كان يكتب أنظر مليّا ً لمرآتِهِ لن ترى
غير شيئين أو لن ترى ...
ليس كل الكلام يقال ...
انا من يقول ... انا من يقال
إذا كنت تؤمن بالمقبرهْ ؟.

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:21 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> ذاكرة لقلبك


ذاكرة لقلبك




لكَ في عيونِكَ ألفُ قلب
فابتعدِ عني وعن جسدي الصغير ِ
وعن حريري
وابتعد عن كُلِّ ذاكرةٍ تؤرِّخُ للجروح ِ عبيرَها
إبتعدْ عنِّي و دَعْ لي من عبيري،
ما يكونُ
وسادةً للحلم ِ كي أغفو قليلا،
وابتعد
عنِّي طويلا،
إبتعدْ كيلا يراكَ على مراياهُ
أميري
إبتعدْ عنِّي وعن جسدي الأمير ِ
وعن حريري، يا صغيري.
* * *
لكَ في شفاهِكَ ألفُ موتٍ لا أعيشُ
سوى عليهْ
لك في يديكَ إذا يداكَ التفتَّا حولي
سهامٌ لا تَخيبُ،
ولا تُصيبُ، سوى فؤادي، لا تحنُّ سوى إليهْ
فابتعد عنِّي وعن جسدي
الصغير ِ
وعن حريري
إبتعدْ عن كلِّ شيءٍ فيَّ
أو قبِّلْ يديهْ
* * *
لكَ إن غفوتَ على سرير ِ الروح ِ، روحٌ
لا تنامْ
لك في سكوتكَ بُحَّةٌ لا تستريحُ
على كلامْ
لك إنْ جلسْتَ بجانبِ الجسدِ المسيَّجِ بالملائكةِ ،
العبيرْ
وأنا التي ما زلتُ أحبو في منامكَ
لا أرى
إلاّيَ تختزلُ العيونَ، ولا أرى إلاكَ تحبو كالضرير
على السريرْ
* * *
لا تذرني في الهجيرْ
لا تذرني
لستُ هاجرَ، لا أريدُ لزمزم ٍ أن تمتحنِّي ،
لا تذرني
لستُ عطشى،
فالدروبُ هي الدروبُ
وأنتَ سيُّدَكَ الهروبُ
لسْتُ هاجر لا تذرني ،
عُدْ لي لأخرجَ من تفاصيل المنامْ
عد لي
لنذهب كي نطرِّزَبالهيام ِ عباءةَ
البيت الحرامْ
عُدْ لي ، عليكَ صلاةُ قلبي
والسلامْ
لا تبتعد عنِّي وعن جسدي الصغير ِ
وعن حريري
عد لي وخذ ما شئتَ من ظِلِّ العبير ِ
لا تبتعدْ عنِّي رجوتُكَ
يا أميري ...
يا أميري ...
يا أميري .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:22 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> هكذا .. دون نقص


هكذا .. دون نقص




عبثاً .. أحاولُ أنْ أرى في الرمل ِ متّسعاً .. لقلبي ..
منفايَ يكبرُ ألفَ عام ٍ في القصيدهْ
و يسدُّ دربُ الحبِّ دربي ..
عبثاً ، أحيطُ بصورتي ..
أرنو إلى النهر ِ المُعكَّر ِ بالحروف ِ الراجفاتْ
فأرى الزهورَ أرى السماءْ
و لا أرى جسدي المسجّى في حروفي ، غيرَ ماءْ ..
كبُرَتْ بغصّتِها الثواني ..
و اختفيتُ فصِرْتُ ظلاً .. لا أراهُ ولا يراني ..
حاولتُ أن أجِدَ الطريق َ إليَّ فانكسرَ الطريقُ ..
و أثقلَتْ حرفي ، المعاني ..
و اهتديتُ إلى الضياعْ
قد خانني هذا الشراعْ
و سارَ بي .. من قمّة الحلم ِ العتيق ِ .. لألف ِ قاعْ
دعني و شأني يا أنا ..
فأنا هُنَا .. و أنا هُنا ..ك َ ،
و كُلُّ من يجد الحقيقةَ كاذبٌ .. فعَنَاكِبُ ، الزمن ِ المُعاد ِ تلفُّنا
و تقيمُ كالسدِّ المنيع ِ ، فبين َ ناب ِ ، الذئب ِ نحيا ..
و الحياة .. و بيننا
( هذا الجنون ) ..
لا تعرفُ الأشعارَ أقسمُ ، كهلةٌ هذي الحروفُ تدورُ مثل القافيهْ
و القافيهْ :
قبرُ الشعور ِ و فرصةٌ لتنفّس ِ الحرفِ القتيل ِ .. لثانيهْ
عبثاً .. سأنهي بالشعور ِ
فـ لا ..
سواها تنفعُ الشعرَ الجريح ْ ..
لا سوى لا النافيهْ .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:23 PM
أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> في من


في من




بلدي صارت منفى، طرقاتي غطاها الشوك والأعشاب البرية، بعتلي بهالليل من عندك حدا، يطل عليّ
إذا قالت له : خذني
تحدث عن عن نزوح الجد
إذا قالت له زرني
تذكر، غيمةً، خيمة
إذا قالت له: كنّي
أجاب: سأقتفي أثري
إذا قالت له: عدني
تذكر دينه الأول، وآخرهـ(ـا)
إذا قالت له: إدنُ
أصرّ العيش في كلمةْ
وصاح بكل ما فيه
لكل فراشة منفى
فمن في، غربة المنـ ـفي ؟
اختيار خاطئ:
خن كبريائي مرةً
لأقول للذل المقدّس: زرتني،
لكنْ بأمري!
صن كبريائي
كي أتيه بظل ضعفك في الغرام ِ
وأنت تقطع ألف رأس ثم تهوى ،
ثم تهوي
ثم تقطف ألف زهرة ياسمين
هل كل هذا الزهر لي ؟
لا تمتحنّي الآن يا بطلي المضرج بالدماء وبالحنين
خن كبريائي، لكن بأمري
وهوت على كتف العدو / الحب
أخطأتُ الخيار
كن كبريائي يا عدو وخذ بقايا الزهر عمري
لا فرق إن كانت بأمرك أم
بأمري

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:24 PM
>> أغيد عليا (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=695&start=0) >> ك.ز


ك.ز




(-1-)
حملت لوحتها ..
وراحت تبحث عن روح ٍ ترسمها
كانت تعتقد أن بإمكانها الرسم في شوارع حظر التجول.
تحت أنقاض مدينةٍ، كانت هنا.
وما زالت جثة هامدة.
واليوم.
لا شيء، إلا غبار وسراب وضجيج.
ضجيج الشوارع الممتلئة بالفراغ.
وضعت لوحتها عند تقاطع قلبين.
بحثت عن ألوانها، لم تجدْ.
أمسكت اللوحة، ولطختها بالسواد.
لم يكن إلا السواد.
وسارت لا تذوي على شيء.
كان كل شيءٍ معها .. ،
يخونها.
هربت من كل شيء، وبنت نفسها من جديد.
وحيدةٌ
كنخلة ٍ في غابة نخيل.
الموت.
يشبهُ الموت، لكن لا موت يشبه آخر.
(-2-)
كانت تقف أمام لوحتها ..
حين رمت كل شيء وراء ظهرها.
" لا أستطيع إلا أن أكون حرة "
رافقت ظلها، وأخذت تتبعه أنّى تاه.
حطمت كل القيود التي وضعتها على يديها.
شغلت بالها بالحرية، فتقيدت.
حينما
رسمتها، لوحتها، تحررت !!
(-3-)
الحياة في لوحتي تنبض بالموت ..
قالتها وضحكت ثم كتبت في أسفل اللوحة :
" على هذه الأرض ما يستحق الحياة "
لكنها،
نسيت أن توقع عليها.
رمت اللوحة أرضاً، نظرت حولها، وخرجت من كل شيء.
قالت له : أنت ترعبني.
ضحك، لأنه كان خائفاً منها.
أعطته ألبوم صورها، وأرته لوحاتها.
كانت ملاكاً يأكل الجحيم بعينيه.
قرأها دمعة دمعة.
لم يستطع أن يرى شيئاً.
لأنها كانت أناته وعيناه كانتا عينيها اللتين تنظران إليه.
دهش حين رأى نفسه أنثى.
كان يضحك مثلها.
وكانت تبكي مثله.
كانا صفحتين بكتاب واحد.
دمعتان لجرح واحد.
وحياة لموتين مختلفين.
(-4-)
كانت بارعة في رسم كل شيء
ترسم ضحكتها على ثغر مخضب بالدموع.
شيءٌ واحد.
لم تستطع أن تجعل منه لوحة.
عيناها.
نظر إليهما.، دهش.
ولم يعرف إلى الآن.
أكان ينظر إلى مرآة، أم إلى عينيها.
كل الدروب تؤدي.
رسم دمعةً.
وقرر أن يختم القصيدة.

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:39 PM
>> صباح حسني (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=649&start=0)>> نُواحُ ظِلّ


نُواحُ ظِلّ




وهناكَ..
عندَ الحدِّ مِن بَعْضي
سَيُؤلِمُني الكَلام
وهُناكَِ.. يا بَعْضي
سَأذرِفُ دَمعةً حَرّى
على ورقِ الكَلام
وَسَأنثُر الأشلاءَ من قَلبي
على دَربٍ
تَعتّقَ بالحُطام
وَحدي أنا أمْضي.!
على كَتِفيَّ مِقصَلةٌ
وفي شَفتيَّ شَدوُ الابتِسام
روحي تَنوح
وتَطيرُ تَسبُقُني على دَربٍ
يَفكُّ القَيدَ عن طَيرٍ
ليَحمِلَني إلى وُسعِ الفَضاءْ
ويقولُ لي.. لا تَفزَعي..!
ها قَد وَصَلنا
زادُنا الذِكرى
فهلْ يا بَعضيَ المَقتولُ
نَقترِفُ العَناء.؟!
ونَقولُ كانت كلُّ ذِكرانا هَناءْ.؟
وَبِلحظَةٍ صارتْ هَباء..!
إن شِئتَ يا بَعضي.. تَعالْ..
أو شِئتَ نَغتَصِبُ الحَقيقَةَ والخَيالْ
فأنا سَأبحثُ عَنكَ في ظِللّي
وفي كَينونَتي الحَيرى
سَأبحَثُ في سَراديبِ الليالي المُقْمِرةْ
عنْ لَحنِ أغنِيَةٍ
تَشَظّى بِالمُحال
وتَلوَّنَت أشْلاؤُنا بِلَظى البَنفسجِ
عارياً من فُسحةِ النورِ
كما شوقي..!
يُفتّشُ عَنكَ في مَجرى شَراييني
تِلكَ الدِماءُ عَبيرُنا
تَرسو بِنا
كالشاطِئِ المَكلومِ بينَ جِراحِنا
وخُضابِنا شَوقٌ.. وحُبٌ.. وَنَقاءْ
نَمضي إلى ديوانَ يَجمَعُنا
على حدّ اللِقاءْ
كي نَرتَجي في هَدأةِ الأيامِ
حُلُماّ لِلبَقاء

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:40 PM
صباح حسني (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=649&start=0)>> لا ترحل ..


لا ترحل ..




يا وطناً
يبحثُ عَن وَطَنٍ
وشقاءً يَهطُلُ
من دِفءِ الغَيْماتْ
كفّي تبحثُ عنكَ
وتَعبُرُ آلافَ الرُدُهاتْ
آهٍ.. من أنّاتِ سَريري.
ينزُفُ وَجَعي
في اللحظةِ آلافَ الآهاتْ
أغنيةٌ تَرسُمُ بَحّتَها
وتُداريني بينَ الكلِماتْ
فأدَندِنُ لَحناً
يَقتَحِمُ سُكونَ مَسائي
وسُكونَ الصورَةِ في المرآةْ
يا وَطناً
يُقصي أنفاسي
عن جَسَدي
أحسَبُ أنّي في رحلةِ مَوتٍ
أعْبُرُ صامِتَةً كُلَّ الخُطُواتْ
أتناثَرُ رَمْلاً
وكأنّي حَبةُ رملٍ سَقَطَتْ من هَرمٍ
فتلاشَتْ تائهةً بينَ الحبّاتْ
كثَنِيّاتٍ فَقَدَتْ زُخْرُفَها
بينَ الرِحلَةِ تِلكَ
وبين سرابِ الهَمَساتْ
يا وَطني
هل تَحسبُ أنَّ رَحيلَكَ عَنّي
بعضُ حَياةْ..؟
يا ألمي ها قد عِشتَ فَناءً.!
يا ألمي
والدَمعُ رَبيعُ سَوادٍ
يَتَدلّى
من شَفقِ اللّحَظاتْ
تُحييني.. حينَ تُرَدِدُ يا عمري
بأنَكَ في مَطْلَعِ صُبْحٍ
تأتي..
فأطيّرُ من رُكنِ الحُزنِ الماحِقِ
كلَّ جُنونٍ كانَ
وأعيدُ إلى نَبضي
سِحرَ الَلحظاتْ
لا ترحلْ عنّي
أنتَ بَقائي
زيتَ قناديلي
تُشعِلُني أو تطفئنى..!
فأضيءُ سِراجاً
أو أتوارى في العَتمةِ شَبَحَ رُفاتْ
يا وطني.. قُلْ لي
أنكَ آتْ..!
أنكَ آتْ..!

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:41 PM
>> صباح حسني (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=649&start=0)>> مَولاي..!


مَولاي..!




الآن عذّبكَ الوطنْ
والآنَ أدركت الحقيقةَ
بعد أن ماتَ البنفسجُ
شبهَ مقتولٍ بأنيابِ الزمنْ....
أنثى أنا
حُبلى بأوهامِ الحقيقةِ أغتَسِلْ
ويموتُ منتحراً دَمي!!...
مولاي..
والقلبُ مزّقَهُ الألَمْ
ماتَ القَلمْ..
وتبعثَرَتْ في الريحِ ألوانُ العلمْ
مولاي..
أتبيعُ بالثمنِ الزهيدِ محبتى..؟!
قد كنتُ أحسبُكَ الأمين على يدي
فأتيتَ بالملحِ الأجاجِ
من الخريفِ المُرِّ يكوي دَمْعَتي..!
هل صارَعَتْكَ يدُ الشِتاءِ..؟
فهَمَمْتَ تغدُر بي
وتثأرُ من مواطِنِ فَرحَتي...
مولاي..
يا سِرَّ اعتزالِ الشمسِ من عليائِها
النبضُ قُرباني إليك ..
والطهرُ... يفتَرِشُ انكسارَ الروح
محراباً.. أطالَ سُجودَهُ
بيديكَ قد ضَيّعتَهُ وقتَلتَني..؟!
يا ثورَةَ الخَبَلِ المُمَزّقِ
يا جنونَ البحرِ قلبي قد صَبا
فرَّ البنفسجُ من ذبولِ الوقتِ
والعُمرُ اختبا
أوصَيتُ تعتِقُني من النارِ التى اشعلتَها
وبمهجتي صبرٌ يَفُلّ أوارَها
وبلوعةِ القلبِ المُلَبَّدِ بالعنادِ
براعةٌ اتقنتَها !! مولاي..
يا رُعبَ المواجِعِ في الهوى
سَقَطَتْ من التاريخِ مملكةُ الـ سبا..!
أسقِطْ قُيودُكَ عن دَمي
قد ماتَ في قلبي الصِبا
هذا بسِفرِ الحبِّ مُوجزُ قصتي ؟؟
واليكَ يا سِّرَ انتحارِ الروحِ
مُختصرُ النبا

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:43 PM
صباح الحكيم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=625&start=0) >> غربين صرنا


غربين صرنا




غريبين صرنا
و تاهت خطانا
و صار فؤادي شظايا شظايا
و شوق المآقي
أذاب المرايا
تهاوت ظلالي
و صمتي انكسرْ
.
فكيف النجوم غدت في سمايَ
تعاين دمعي بكل الزوايا
أسيرة وجدٍ سرى في دمايا
و عطر قلبي فزالت أسايَ
و من ثم عاد ليمحو الأثرْ
.
بقيت شجيّ الفؤاد أعاني
و احمل طيفا سرى في كياني
إذا ما أتاني
سأغدو ضحيةَ وجدِ الدهــــَر
.
هربت هربت لكي لا اراكَ
و تأبى عيونيَ تركَ ثراكَ
فتبكي الليالي لذكر شذاك
فكم تتمنى
تمر كطيفٍ بجفنِ السحرْ
.
بعدت بعدت و لكن هواك
يلح يلج لهمسك ذاك
تركت المكان و لكن رؤاك
بعيني تشع فأهوي فداك
فأغمض عيني
ألاقي يديك
تنادي تعالي مللت السفرْ
.
غريبين صرنا
نسينا الحكايا
و ماتت بقلبي أغاني الصبايا
فما عاد دمعي
يداوي الحنايا
تحطم قلبي
و دمع الوترْ
.
غريبين صرنا
كما ما التقينا مكاناً
و قلنا كلاماً و ذبنا بهمس البصرْ .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:44 PM
>> صباح الحكيم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=625&start=0) >> أحبكَ يا وردة الأقحوان


أحبكَ يا وردة الأقحوان




هي الروح جاءت على راحتيك
و ضاعَ الفضاءُ عبيرا و فاحا
فمذ فاه ثغرُ الودادِ صباحي
سرى في كياني نبيذ الحياة
أحبك يا وردة الأقحوان
و حبك بين الحنايا رَكَن
...
فإنك أغلى بهذا الوجود
ففي ناظريك وجدتُ السكن
سنمضي سويا برغم الصعاب
و ننسج حلما لهذا الزمن
سنجعل من حبنا للحيارى
عطورا و شهدا بهِ يؤتمن
...
و نغرس بين عروق الدياجي
هوانا نجوما ليضوي الشجن
تعالَ نصافح خضر المروج
و في الطرقات نسير معاً
فعد يا حبيبي
ليبقى هوانا
ربيعا نضيرا
برغم المحن
...
فما للوجود
بغير شذاك
غزير الضباب
كأن لم يكن
تعالَ لنبدأ عمراً جديداً
(صباحكَ) صارت بقايا هوىً
غدوت غريبة وجدٍ أعاني
...
فبعدك أني فتاة الزمن
فأنت غنائي و أنت ضيائي
و أنت هوائي أيا بلسماً
تعال نعانق وجه الصباح
نحطمُ قيدا و نبني وطن .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:45 PM
>> صباح الحكيم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=625&start=0) >> يا ربيع العمر


يا ربيع العمر




وأنتَ بأضلعي تسري..
وقلبي فيكَ ملتحمُ
فجـس َّ النبض َ في قلبي ...
وخذني نحو مينائي
فأنتَ اليوم سفـّاني
وشوقي فيك منسجم
و خذ مني عصاراتي و الحاني
نبؤاتي و إيماني
...
فدونكَ إنني وهمٌ سرابٌ ضائع الركب
و أمواجي مغيمة بلون الحزن أكوام
حبيبي.. أنني أبدو
كلون الأفق مزدحمٌ
بغيمٍ مابه مطر
و أشجارٌ تناديني
و أغصانٌ تناغيني
و أزهارٌ تعطرني
و أنتَ النبضُ في صدري
و في قلبي
...
تعال لطيفيَ النائي
تعال هنا لأجوائي
و خذ عيني لترعاك
و تحمل وهج أحزانك
و خذ مني عبير الشوق.. أنقاها
لترشف زخم أشجانك
...
و هات الجرح يا عمري
أرحه بين أجفاني.. لتحرقني
و يبقى نوركَ الوضاح يحكي الحب َّ في بصري
و تبقى يا ربيع العمر كالأنغام في وتري

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:47 PM
>> صباح الحكيم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=625&start=0) >> أترحل عنّي ؟!


أترحل عنّي ؟!




أترحل عني و تمضي بعيد ؟
و أجلس وحدي بدرب الضياع
فيذهب عمر (الصباح) هباء
و أبقى الرهينة للذكريات
أفتش عنك دروب الرجاء
و ابحث في جفن كل مساء
.........
أراك أراك بكل العيون
و امضي بحزني و دمعي هتون
فأشرب وحدي كؤوس الهوان
أحلق فوق رياح المنى
و حينا أتوه و أخرى أغني
غريبٌ طريقي و حزني عميق
أيا مَنْ وهبتك طهر حناني
لماذا تركت فؤادي يعاني؟
فماذا أقول و قد صرت مني؟
كياني بحبك أضحى أسيراً
أراك بقلبي و وسط الحنايا
هناك تعيش بصدري الحنون
و تغفو كطفل ٍ وديع ٍ بريء
يهز اشتياقي إليك كثيرا
أتوه بحلمي و دمعي الشديد
و أسأل عنك الفراغ البعيد
تعود إليّ الحروف نشيدا
حزين الملامح .... مثلي حزين
........
أعانق طيفي و دمع القصيد
و آهات همسي تهز الأثير
أبثّ اشتياقي لكل الطيور
ليأتي إليك ندائي الحنون
فتدرك أني إليكَ أكون
........
يعود إليَ الصدى من جديد
يهز الفضاء فتهوى النجوم
فأبقى بركنٍ مع الذكريات
فأبكي و يبكي المدى و الأثير
و أسأل عنك زهور المآقي
يهز كياني.. و كل اشتياقي
إذا ما دعيت فما من مجيب
فاني خلقت لأبقى غريبة
......
و ترحل عني
و ترحل عني
و لا تنس َ أني
إذا باعدتنا خطوط الزمان
و غبت كثيرا.. نسيت الحنان
و من ثم عدت لشط الأمان
تجدني بذات المكان وحيدة
أحلّق بين الظنونِ.. كئيبة
و أرسم وحدي عذاب السنين
........
أحبك ...لكن بدون أنين
سأطوي كتاب هوانا العفيف
فذاك لأني سأشدو عذابي
و امضي غريبة دربي الشجي
و أكتب عند المفارق أنّي
قتيلة هذا الزمان الرديء

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:48 PM
>> صباح الحكيم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=625&start=0) >> عيون الإنتظار


عيون الإنتظار




قلتُ: ما بال ودادي
عاتي الحزن و لا يبغي حوار
...
ذاهبٌ إني ...
و قد قالَ سريعا لا تلوميني إذا ناءت ظلالي
يا رؤاها
سوف تبكيكِ عيون الانتظار
عندها يأتيكِ عني
ما ستنبيكِ الليالي
لوعة الآمال في عيني فرار
...
قلت ويحي...
كيف يا دنيايَ أصبر
والسكون المرّ قد مسّ فؤادي وأنا فيه احتضار
علموني
كيف أهدي مهجة الروح المرايا
كي يراني مثل أضواء النهار
كيف أحيا و المرايا ترتقي صهوة ليلي
بها و الشوق كماسات المحار
كيف لي من أسر عينيك الفرار
كيف لي أهرب من قيد المواقيت الحزينة
تصرخ الدمعات فيها و أناشيدي على ثغريَ تغفو بانكسار
...
علموني
كيف أغفو بعد أن أتقنت فن الانتحار
لا تلُم لهفةَ روحي
واسكب الميعاد شهداً في جروحي
دون خوف من عيون الناس يوما
واحتويني.. لوعة بينَ الجفون
لا تقل لي تاه دربي
بعدها
طال مسيري في شفاه الانهيار
فأنا في ليلك الداجي كبدرٍ قد كساه الحب شالاً
و جناحاك لها أحلى إطار
أنت لي كل حياتي و المنى
بُعدكَ القاسي يكونُ ... الاحتضار

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:49 PM
>> صباح الحكيم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=625&start=0) >> أكتبي لي


أكتبي لي




و اعزفي لي
أي حرف منكِ يأتي
يجعل الدنيا ضياءً في عيوني
أكتبي لي و اكتبي لي
و تماهي بالأقاحي
و انفضي عني رمادَ الحزن إن جن أنيني
أكتبي لي
فلقد بت وحيدا كم أعاني
من تباريح الليالي
من أسى الأقدار يا قلبي ارحميني
أكتبي لي
أنتِ يا زهرة قلبي
و عصارات شجوني
لم يعد في القلب صبرا
ضاق صدري لافتقاد الصبح
و الصبح بعيد
فلتقولي أي حرفٍ و ارحميني
*
كيف أهديك حروفا من تضاريس فنوني
فلقد بتُ أسيرا بين دمعي و لحوني
صرتُ أشدو كالطيورِ في السما
و فؤادي حاضنا همس اشتياقي و حنيني
و عيوني همست حرف سكوني
حتى هذا الحبر مثلي هائم ياليت يدري
إنه كالدمع يجري
ثم ماذا بعد هذا
يا فؤادي
هل ستسقينا الليالي ذات لقيا في مكان
أم سنمضي كحبيبين على شط الحنان
ننشد الكون بأنغام هوانا
ثم نمضي في أسانا
لا يرى الدهر سوى
همس قصيدٍ دونتها
أحرف الروح و أطياف رؤانا .

سماح الشعراوى
06-10-2010, 05:50 PM
>> صباح الحكيم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=625&start=0) >> أحبكَ


أحبكَ




أحبكَ حباً كوجه الصباح
إذا ما أتاني زماني قراح
فحبك عندي ضياء الأمان
و نظرة طفلٍ يرومُ الحنان
فما بال قلبي بدون رؤاك
كوجه عبوسٍ بدون ابتسام
كقصة حبٍ بسطرِ كتاب
رماهُ الزمان بركنٍ بعيد
فنامَ عليه غبار السنين
و ما للمساء إذا ما تهادى
على رمشِ صحوي
و وجهك فيه السنا و النجوم
سينحل ظلي وراء العذاب
...
فحبك روح لنبضي الوئيد
به أستمد عبير الحياة
فما للوجود بدون شذاك
كليل طويل كحيل كحيل
و حلمك فيه بقايا سراب
فإن الليالي تمر خواء
إذا ما تناغى مسائي الحزين
بهمسٍ حنونٍ لليلي الشجي
سأغدو ضياعا بنهر الجراح
...
تعال فإني أكاد أطيح
فغني و غني لعمري القليل
فصوتك فيه ارتواءٌ لعمري
و اسمك فوق شفاهي.. قصيد
أفاق بصدري الهوى و الحنين
و هشم صمت الصدى و السكون
و هز اشتياقات نبضٍ عنيد
تعال فاني بقايا عذاب
و ضوء الأماني يكاد يغيب
و أشواق قلبي تهز السحاب
تعال فان الثواني احتضار .

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:07 PM
السودان (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lstsh&catid=36&start=0) >> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> رؤيا


رؤيا




خارجاً من دمائك
تبحث عن وطن فيك
مستغرق في الدموع
وطن ربما ضعيت خوفاً عليه
وأمعنت في التِّيه.كى لا يضيع
أهو تلك الطقوس؟
!التي ألأبستك طحالِبها في عصور الصقيع
أهُوتلك المدائن؟
تعشق زوارها ، ثم تصلبهم فى خشوع
أهو تلك الشموس ؟
التي هجعت فيك
حالمة بمجىءِ الربيع
أهُو أَنت؟
وقد أبصرتك العيون
!وَأبصرتها في ضباب الشموع
***
خارجاً من غيابك
لا قمر في الغياب
ولا مطر في الحضور
مثلما أنت في حفلة العُرس والموت
لا شىْ إلا أنتظار مرير
وانحناء’’ حزين على حافة الشعر
في ليل هذا الشتاء الكبير
ترقب الأفق المتداخل
في أفُقٍ لم يزال عابراً في الأثير
رُبَّما لم تكن
ربما كنت في نحلة الماء
أو يرقات الجذور
ربما كان أجمل
!لو أطبقت راحتاك على باقةٍ من زهور

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:08 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> التراب المقدس


التراب المقدس




وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
القرابِينَ قَبْلَكْ
مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
قَبْلكَ
عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
قَبْلكْ
يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
مَاذا وراءك
في كتب الرمل؟
ماذا أمامك؟
في كتب الغيم
إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
والكائنات التى انحدرت في الظّلام
و امتلاُؤك بالدَّمْع
حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
****
وسد الآن راسك
متعبة’’ هذه الرأس
مُتعبة’’..
مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
وانتهى حيثُ مَرّ
كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
تهالك فوق المدينة والنّاس
كان الدّمامة في الكون
والجوع في الأرض
والقهر في الناس
قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
أَتى فوق دبّابةٍ
وتسلَّق مجداً
وحاصر شعباً
غاص في جسمه
ثم هام بعيداً
ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا
****
وسد الآن رأسك
غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
في حفلة النَّوْء
يشتاقك الحرس الواقفون
بأسيافهم وبيارقهم
فوق سور المدينة
والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
والأفق الأرجوانى والارصفة
ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
والشعر
والعاصفة
***
أمس جئت غريباً
وأمس مضيت غريباً
وها أنْتَ ذا حيثما أنت
تأتي غريباً
وتمضي غريباً
تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
وتدنو قليلاً
وتنأى قليلا
وتهوى البروق عليك
وتجمد في فجوات القناع يداك
وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
كأنك لم تكُ يوماً هناك
كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
***
وَسِّد الآن راسك
في البدء كان السُكُونُ الجليل
وفي الغد كان اشتعالُك
وسد الآن رأسك
كان احتجابُك
كان غيابُك
كان اكتمالك
***
وسد الآن راسك
هذا هو النهر تغزلهُ مرتين
وتنقضه مرتين
وهذا العذاب جمالُك

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:09 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> قصيدة الرياح


قصيدة الرياح




رُبَّمَا لمْ تَزَلْ تلكم الأرض
تسكن صورتها الفلكية
لكن شيئاً على سطحها قدْ تكسَّر
رُبَّمَا ظل بستانُ صيفك
أبْيضَ في العواصف
لكنَّ بْرقَ العواصف
خلف سياجكَ أحْمر
رُبَّمَا كانَ طقسُك ، ناراً مُجوسِيَّةً
في شتاءِ النعاس الذي لا يُفَسَّرْ
رُبَّما كُنْتَ أَصغر
ممَّا رَأَتْ فيكَ تلك النبواءتُ
أَو كنتَ أكْبَرْ
غير أنك تجهل أَنَّك شَاهِدُ عَصْرٍ عتيقْ
وأن نَيازِكَ مِنْ بشرٍ تتحدَّى السماء
وأن مَدَارَ النجوم تغير!!
هَاقَدْ انطفأتْ شرفاتُ السِّنين
المشِعَّةُ بالسِّحْرِ واللُّؤْلؤ الأَزليِّ
وَأَسْدَلَ قصْرُ الملائكة المنشِدينَ سَتائِرِهُ
وكأنَّ يَداً ضَخْمَةً نسجت
أُفقاً مِنْ شرايينها
في الفضَاءِ السَّدِيمىّ
هَا قَدْ تداخَلَتْ اللُّغَةُ الْمُستحِيلةُ
في جَدَل الشمْسِ وَالظُّلمَات
كأنَّ أصابعَ مِنْ ذَهبٍ تَتَلَمَّسُ
عبر ثقوب التضاريس
إيقَاعَهَا
تَلِْكُمْ الكائِنَاتُ التي تتضوَّعُ في صَمِتَها
لم تُغَادِرُ بَكاراتَها في الصَّبَاح
وَلَمْ تشتعل كرة الثَّلْجُ بَعْد...!
فَأَيَّةُ مُعْجِزَةٍ في يَدَيْك
وَأَيَّةُ عَاصَفَةٍ في نَهَارِكْ
((إنِّي رأيتُ سُقُوطَ الآله
الذي كانَ في بُخارِسْت
كما لوْ بُرْجُ إيفل في ذات يَوْمٍ
كما لوْ طغَى نَهْرُ السِّين
فوْقَ حوائطِ باريسْ
كانَ حَرِيقُ الإله الذي
مَاتَ في بُوخَارِسْتَ عَظيماً
وَكانَ الرَّمادُ عَظِيماً
وَسَالَ دَم’’ بَارد’’ في التُّرَابْ
وَأُوصِدَ بَابْ
وَوُرِبَ بَابْ
وَلكنَّ ثَمَّةَ في بوخارِسْت بلادي أنَا
لا تزولُ الطَّواغِيتْ
أَقْنِعَة’’ تشرِكُ الله في خَلقه
فهي ليستْ تشيخ
وليْسَتْ تَمُوتْ!
وَقَائمةُ هي ، باسم القضيَّة
وَْأَنْظِمةِ الخطب المِنْبَريَّة
وَحَامِلة’’ هى ، سِرَّ الرِّسَالةُ
وَشَمْسَ العدالةْ
وَقَادِرة’’ هي ، تَمْسَخُ رُوحَ الجمالْ
ولا تعرف الحقَّ
أو تعرف العدل
أوْ تَعرِفُ الاسِتقَاله
وفي بوخارسْت بلادي
أَزْمِنَة تكنِزُ الفَقْرَ خَلفَ خَزَائِنِها
وَسُكون’’ جَرِيحْ
وَأَشبَاحُ مَوْتَى مِنَ الجُوع
تخضرُّ سيقانهم في الرمالْ
وتَيْبَسُ ثُمَّ تقِيحْ!
وَمَجْد’’ من الكبرياءِ الذليلة
وَالْكذِب العربيِّ الفصيحْ
((كأنّك لمْ تأتِ إلاَّ لِكيْ تُشعِلَ النَّارَ
في حطب الشَّرقِ وَحْدك
في حطب الشرقِ وَحْدَكَ
تَأْتِي..
وَشَمْسُكَ زَيُتُونَة’’
وَالبَنَفْسَجُ إكليلُ غَارك
ولا شيء في كُتبِ الغَيْبِ غَيرُ قَرَارِكْ))
((إنِّي رَأيتُ رِجَالاً
بَنَوْا مِنْ حِجَارة تارِيِخهِمْ وطناً
فَوْقَ حائِط بَرْلين
وَانْحَفَرُوا فيه
ثم تَوَارَواْ وَرَاءَ السِّنين
لكيْ لا يُنَكِّس رَايَتَهُ المَجْدُ يوماً
على قُبَبِ الميِتِّينْ
وكيلاَ تَدُورَ على الأَرْضِ
نَافَورَةُ الدم والياسمين!))
وفي بُوخَارِسْتَ التي
سَكَبَتْ رُوحَهَا فيك
وَازْدَهَرَتْ في نُقوش إزارِكْ
في بُوخارِسْتَ انتظَارِكْ
سماء’’ تكادُ تَسيل احْمِرَاراً
وَأيدٍ مُقَوِّسَة’’ تَتَعانَقُ خَلْفَ الغيومْ
وَآجُرَّةُ مِنْ تُرابِ النُّجُومْ
تَظَل تُبعثِرُهَا الرِّيحُ
خَلْفَ مَدَارِكْ!

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:10 PM
>> محمد الفيتوري (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=66&start=0) >> طفل الحجارة


طفل الحجارة




ليس طفلا ذلك القادم فى أزمنة
الموتى الهىّ الأشارة
ليس طفلاً وحجاره
ليس بوقاً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس محّلى بالسواد
انه طقس حضارة
انه العصر يغطى عريه فى ظل موسيقى الحداد
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعه الخاخام
من قوس الهزائم
انه العدل الذى يكبر فى صمت الجرائم
انه التاريخ مسقوفاً بازهار الجماجم
انه روح فلسطين المقاوم
انه الأرض التى لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيش
وخاننتها العمائم
انه الحق الذى لم يخن الحق
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
***
فانتزع نفسك من نفسك
واشعل أيها الزيت الفلسطينى أقمارك
وأحضن ذاتك الكبرى وقاوم
وأضىء نافذة البحر على البحر
وقل للموج ان الموج قادم
ليس طفلاً ذلك القادم
فى عاصفة الثلج وأمواج الضباب
ليس طفلاً قط فى هذا العذاب
صدئت نجمة هذا الوطن المحتل فى مسراك
من باب لباب
مثل شحاذ تقوست طويلاً فى أقاليم الضباب
وكزنجى من الماضى تسمرت وراء الليل
مثقوب الحجاب
***
ليس طفلاً يتلهى عابثاً
فى لعبة الكون المحطّم
أنت فى سنبلة النار وفى البرق الملثم
كان مقدوراً لأزهار ك وجه الأعمدة
ولأغصانك سقف الأمم المتحدة
ولأحجارك بهو الأوجه المرتعده
***
ليس طفلاً
هكذا تولد فى العصر اليهودى وتستغرق
فى الحلم أمامهْ
عاريا الأّ من القدس ومن زيتونه
الأقصى وناقوس القيامه
شفقياً وشفيفاً كغمامة
واحتفالياً كأكفان شهيد
وفدائياً من الجرح البعيد
ولقد تصلبك النازية السوداء فى
أقبية العصر الجديد
فعلى من غرسوا عينيه بالقضبان أن
لا يتألم
وعلى من شهد المأساةَ
أن لا يتكلم

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:12 PM
>> منذر أبو حلتم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=147&start=0) >> عدوى المطر


عدوى المطر




الليل يمعن في السفر
وعلى اطاريف المدى
تحلقين كما القمر ..
الليل يمضي مثل غيمات الشتاء
كالنهر حين يذوب فيه
مبكراً عطر الضياء
الليل يمضي دون وجهك ..
آه من هذا المساء ..!
ها قد أتى أيلول يحمل
في ثناياه الرياح
وأنا اذا جاء الشتاء
تصيبني عدوى المطر ..!
الليل يمضي مثل قلبي
مثقلاً ملّ السفر
وإذا بكت هذي الغيوم
ودغدغ الريح الشجر
سأكون دونك موحشاً ..
متوحداً ..كما القمر ..!
كوني معي إن زار ليلي
بغتة صوت المطر ..
كوني لنشعل نارنا ..
ونعيد إنشاد السهر
الليل يمعن في السفر
وعلى بدايات المدى
تحلقين .. كما القمر ..!!

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:13 PM
>> منذر أبو حلتم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=147&start=0) >> مطر ملون


مطر ملون




تعالي نلون هذا المطر ..
-----------------
تعالي نلون هذا المطر
تعالي نغني نشيد السحر
تعالي نلملم حلماً جميلاً
رسمناه يوماً ثم انكسر ...!
تعالي لنجمع قطر الندى ..
ونجمع رجع انبعاث الصدى
ونبني جسرا بنبض القلوب
تعالي نعيد بهاء القمر ..
تعالي نحلق فوق الغيوم
تعالي نخبئ سر النجوم
فهذي النجوم شريكاتنا ..
بليل طويل .. مضى وانحسر ..
تعالي نسافر .. مثل الشراع
ونترك ما فات .. دون وداع
ونبحث عن جزر .. لم تزل ..
تنبت حباً .. شهي الثمر ...
تعالي لنحمي حلم الحياه
تعالي لنرويه .. عذب المياه
تعالي نسيجه بالعيون ..
ونبعد عنه ظلال الخطر ...
تعالي نصد هجوم الرياح
تعالي لنجمع نور الصباح ..
فما دام في العمر ..يوم جديد
سنصمد في الريح .. مثل الشجر ...!!

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:14 PM
>> منذر أبو حلتم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=147&start=0) >> كم كان حزيناً


كم كان حزيناً




كم كان حزيناً
ذلك الممثل الوحيد ..
كم كان حزينا
وهو يؤدي
كل ادواره الصامته ..!
يموت ويحيا ..
يمارس كل جنون الحياة ..
ينادي خيول المستحيل ..
.. كم كان حزينا
ومهدودا .. ومتعبا
لكن وجود المتفرجين
( على صمتهم ) .. كان يبث في شرايينه
نشوة الانطلاق
..
وحدك الآن
.. وحدك ... وحدك ..!
هرب الممثلون
والمخرجون..والمصورون
وكاتب السيناريو ..!!
وبقيت وحدك .. وجمهورك الصامت
المختفي في العتمة ..
تنادي : سيزيف .. سيزيف !!
الق صخرتك وامض ..
سيزيف ..
الصخرة .. سيزيف ..!
فجأة يضاء المسرح ..
تنظر من خلال العرق واللهاث الى الجمهور ..
وقبل ان يبدأ جسمك بالتحول الى تمثال حجري
تنتبه بذهول ساخر
الى جموع التماثيل الحجرية الجالسة على المقاعد
تحدق بك
بصمت وحيرة ..!!

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:15 PM
>> منذر أبو حلتم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=147&start=0) >> محاولة لرسم عينيك


محاولة لرسم عينيك




لصوت سقوط زهر الياسمين
وقع خطاك
ونافذتي عيناك إذ تغتسلان
! بالمطر
وأنا احاول اذ يحاصرني المساء
! إشعال شمعتنا الأخيرة ..
احاول لكنها الريح اذ تحطم قيدها
والليل اذ يمتد كالحلم المخيف
احاول .. لكن يدي
تهتز مثل الغصن بلله المطر ..
من آلة التسجيل يأتي
صوت مظفر المجروح :
مو حزن )
لكن حزين ..
مثل ما تنقطع
جوا المطر
! شقة ياسمين
مو حزن .. لكن حزين
مثل صندوق العرس
ينباع خردة عشق
عقب السنين
***
احاول رسم عينيك
وأضحك كي ابرهن انني
ما زلت حياً
احضر لوحة بيضاء
احضر كل ألواني
وفرشاتي
وأصنع قهوتي السوداء
اطفئ ضوء مصباحي
واشعل شمعة زرقاء
.. وها انذا احلّق مثل صوفيّ
تموج بحيرة البجع
وأرسم وجهك القمري سيدتي
..وأرسم
ارسم
اتعب مثل بحار عتيق
انظر كي ارى عينيك
ابحث بين الواني
فأدهش اذ ارى غيماً
وأرجف اذ يبلل وجهي الناري سيدتي
مطر الدموع ..

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:16 PM
>> منذر أبو حلتم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=147&start=0) >> قطر الندى


قطر الندى




قطر الندى ..
يا ظل نخلتنا الوحيدة
يا نهر حلم دافق
يا شمسنا الزرقاء
يا صوت الخميله
قطر الندى
في الفجر يسكن راحتي
سراً اي دمع الحبيبة
تبكين ينهمر الشتاء
يحيطني بحر الجليد
البحر يصبح سهل رمل
ينطفي حلمي الوليد
تبكين يصمت كل طير
يختفي لون الزهور
والنجم يخفت صامتاً
والبدر يشرق دون نور ..!
على اطاريف الغروب
والأفق يخفي وجهه
حزناً يغطيه الشحوب
قطر الندى
يا دمعة ..سكنت على رمش الحبيبة
يا خفقة في الروح
تهفو للبدايات القريبة
كوني معي .. نمضي معاً
للفجر .. للشمس الحبيبه
كوني لنمسح دمعنا
لنطير في الدنيا الرحيبه
كوني لنعلن فجرنا
لنعود اطفالاً صغاراً
اشقياء
كوني معي .. نمضي معاً
لنكون دوماً اقوياء ...

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:17 PM
>> منذر أبو حلتم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=147&start=0) >> درب للحبيب


درب للحبيب




الشمس تعلن انها في موطني
لا .. لن تغيب
الشمس في وطني ابية
فاوقفوا نهر النحيب ..!
هذي بلادي والمدى
ساحات فجر دائم
والموت في وطني غدا
درب الحبيب الى الحبيب ..
***
لعينيك التي نظرت الى القدس الحبيبة
ذات فجر من شموس ودماء
ليديك يا ابن الارض
يا وهجاً بفجرك قد اضاء
لبسمة ثغرك القدسي
لوجهك هذا الشريف البهي
وحيداً تعلن انت الوقوف
بوجه الهزيمة والاندثار
وحيداً تحارب وحدك انت
وصمت الجيوش يصم الكرامة
... يقتل فينا شعور الحياه
***
ها نحن ذا شعب من الشهداء
يأبى ان يموت
ها نحن نصمد كالنجوم .. وكالجبال .. وكالبحار
كالصخر نثبت
والمدى نار جحيم واحتضار
ها نحن نشهر روحنا
ونقول كلا للطغاه
والموت درب للتحرر انه جسر الحياه
***
الشمس في وطني ابية
شمسنا لا لن تغيب
والموت في وطني غدا
درب الحبيب الى الحبيب

سماح الشعراوى
07-10-2010, 07:19 PM
منذر أبو حلتم (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=147&start=0) >> زهرة .. لوفاء


زهرة .. لوفاء




الى روح الشهيدة .. وفاء ادريس
ما الذي يجعل من وردة قنبلة ؟
ما الذي يجعل قطر الندى عاصفه ؟!
ما الذي يجعل ريش الحمام
يقاتل ... يكسر طوق الجنون !
***
اليك وانت تنيرين ليل البلاد الحزين
اليك تطير النوارس ليلاً
تقبل منك اشتعال الجبين
اليك وانت تزفين روحك
يا زهرة القدس والصابرين
***
صمتاً فعين حبيبي تغفو قليلاً
صمتا .. لعل حبيبي يرى في المنام
بيادر قمح بأرض الوطن !
***
وفاء ترتل انشادها ..
توزع اجزاء روح الطهارة
تبعث روحاً لكل الجبال
وداعا حبيبة ارضي وشعبي
وداعا تردد كل المدائن
كل الازقة .. كل البيوت
وداعا تردد كل المآذن تعلن ..
قد راح دهر السكوت
وداعاً وانت تقولين للكون
انا سنبقى برغم الدمار
واول درب الكرامة موت
واخر درب الابي انتصار ...!

سماح الشعراوى
08-10-2010, 11:50 AM
عمر غراب (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=654&start=0)>> صانع الأوسمة


صانع الأوسمة




صاحب مضى
يشرع الأسى
مله الضحى
وانتشى المسا
عطر شوقه
يسبق الأمل
راح بعده
غاربا أضل
رائع الندى
شائق الفكر
يصطفي د مي
مرهق الخطر
من يحوطه
باقة الفرح
أو يذيقني
ثورة القدح
بات صوته
يزرع الغضب
يعبر الذرى
خير من أحب
كم جريدة
تشتكي الأرق
في حروفها
غيب الفلق
ياليومه
لوحة سمت
كيف أجها
إن هي احتفت
سيد هو
توأم الشرف
ذلك البطل
راحل نزف
هم حلمه
فانزوى النفس
رغم شمسه
خانه الفرس
إنه أنا
سطر العدم
لو يقولها
أشهر القلم