مشاهدة النسخة كاملة : مجلة العادل الاسلامية /العدد 31 /20 سبتمبر 2010 م


عادل حسان سليمان
06-10-2010, 12:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------
اخوانى الأحباء ...عدد جديد لجريدة العادل الاسلامية
]http://dc08.arabsh.com/i/02029/54lpzgpqgk8f.gif[
----------------------------------------------------------
عدد يوم الأثنين 20 سبتمبر لعام 2010
-----------------------------------------------------
صورة من اوراق البطاقة الشخصية للرسول
صلى الله عليه وسلم
]http://dc08.arabsh.com/i/02029/d7zzsxhmno5h.jpg[
--------------------------------------------------------------
قضية العدد
--------------------
هذه الأيام هجوم ضارى ليس بغريب من أهل الشيعة على السنة وشخصيات عظيمة من أسرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..................فمن هم هؤلاء الشيعة الذىن تطاولوا على السنة وعلى أسرة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعالوا معآ نتعرف على الشيعة وأهم أفكارهم ومبادئهم ..........
الشيعة لغة: هي الأتباع ولأنصار والأعوان والخاصة واصطلاحا: هو اسم لكل من فضل عليا على الخلفاء الراشدين ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة وأن خلافة غيرهم باطلة.
متى ظهر التشيع؟ أنة ظهر يوم معركة صفين حين انشقت الخوارج ثم ظهر في مقابلهم أتباع وأنصار على
المراحل التي مر بها مفهوم التشيع: كان مدلول التشيع في عهد علي بمعنى المناصرة والوقوف إلى جانبة ثم انتقل نقلة أخرى تميزت بتفضيل علي على سائر الصحابة ثم بدأ يأخذ جانب التطرف والخروج عن الحق وأخيرا بلغ التشيع عند الغلاة إلى الخروج عن الإسلام حيث نادى هؤلاء بألوهية علي.
أسماء الشيعة: الشيعة – الرافضة- الزيدية
فرق الشيعة: السبئية- المختارية- الكيسانية- الزيدية- الرافضة.
السبب في تفرق الشيعة: اختلافهم في نظرتهم إلى التشيع – اختلافهم في تعيين أئمتهم من ذرية علي – كون التشيع مدخلا لكل طامع في مأرب.
السبب في عدم اتفاق العلماء على عدد فرق الشيعة: السبب هو الكثرة والظهور المتتابع – تجدد الأفكار الشيعية وتقلبها – لتباعد هؤلاء العلماء في ما بينهم – ولكثرة ظهور الفرق الشيعية.
موقف الرفضة من الخلافة والإمامة: يعتبر الشيعة الإمامة وتسلسلها في آل البيت ركنا من أركان الإسلام ويعتقدون أنها منصب ثبت عند الله تعالى.
دعوى الرافضة عصمة الأئمة والأوصياء: فقد ادعوا عصمتهم من كل الذنوب والخطايا لا خطأ ولا نسيان منذ طفولتهم إلى نهاية حياتهم وجوبا لا شك فية.
إبطال ما ادعتة الشيعة من عصمة أئمتهم: أن المعصية من شأن الإنسان فإنة قد صدرت من آدم الذى هو أبو البشر وأخبر عن موسى بأنة قتل وعن يونس أنة ذهب مغاضبا.
تدين الرافضة بالتقية: التقية في اللغة يراد بها الحذر والتقية في مفهوم الشيعة أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن واعتبروها أساس الدين وأن تركها مثل ترك الصلاة وساوى الشيعة بين التقية وبين الذنوب التي لا يغفرها الله كالشرك.
المهدية والرجعة عند الشيعة: يؤمن أهل السنة بالمهدي الذى صحت به الأحاديث ولكن غير مهدي الشيعة الذى يزعمون أنة غاب عنهم لأسباب مؤقتة وسيرجع وسيملأ الأرض عدلا ورخاء ولهذا فهم يقيمون على سردابة بسامرا دابة ليركبها إذا خرج ويشهرون السلاح وفي أثناء مرابطتهم لا يصلون خشيةأن يخرج وهم في الصلاة فينشغلون بها عن خروجة وخدمتة بل ويجمعون الخمسة فروض فإن على فرض أن هذا المهدي موجود هناك فإنة لا يستطيع أن يخرجإلابإذن الله ثم إذا أذن الله لة فإنة يحمية وينصرة وليس هو في حاجة إلى أولئك الغلاة.
موقفهم من القرآن الكريم: لم يسلم القرآن الكريم من تدخل أهواء الشيعة فقالوا أن في القرآن تحريفا ونقصا وأن هناكمصحف مفقود سيصل إليهم يسمى (مصحف فاطمة) وقالوا بأن سورة من القرآن قد أسقطت تسمى (الولاية)
موقفهم من الصحابة: بالغو في العداء لهم وكفروهم بل وجعلوامن عبادتهم لله التقرب إلى الله بلعنهم واختلقوا عليهم الأكاذيب.
قولهم بالبداء على الله: البداء معناة الظهور بعد الخفاء أو حدوث رأي جديد لم يكن من قبل فإذا أطلقت على الإنسان فلا محذور فيها وأما إذا أطلقت على الله فإنها كفر تخرج صاحبها من الملة والشيعة يعتبرون البداءة على الله من لوازم الإيمان.
الحكم على الشيعة: التثبت في تكفير المعين إذ ليس كل من انتسب إلى طائفة خارجة عن مذهب السلف في بعض القضايا يحق تكفيرة – أن الشيعة عندهم مبادىء ثابتة من قال ببعضها فقد خرج عن ملة الإسلام ومنها:
قولهم بتحريف القرآن- غلوهم في أئمتهم وتفضيلهم على سائر الأنبياء – غلوهم في بعض الصحابة – قولهم بالبداء على الله
ولنا حديث آخر عن الشيعة فى الاعداد القادمة ان شاء الله .
-------------------------------------------------------------
الاسلام هنا وهناك
----------------------
الاسلام فى مصر
----------------------
جاء الفتح الإسلامي لمصر عام 640 - 642م، وهذا الفتح لم يكن على أي نسقٍ سابق أو لاحق، وبالرغم من أن الفتح الإسلامي قد محا كل أثر لأي غزو سابق، وبالرغم من أن أرض الكنانة مصر تعرضت لغزوات واحتلال بعد ذلك، فإن أيًا منها لم يستطع أن يغير شيئًا من نتائج الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وعلى إثر هذا الفتح ظلت مصر عربية إسلامية إلى يومنا هذا، وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله، وكان دخول المسلمين مصر في أعقاب دول وحضارات سبقت، بدأت بالفرعونية ثم الرومانية فالقبطية والبيزنطية
لم تبدأ علاقة المسلمين بمصر بفتحها على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه، وإنما سبق ذلك مقدمات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم في خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما..
ففي شهر ذي الحجة من العام السادس حدث صلح الحديبية بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش، وقضت شروط الصلح بهدنة بين الطرفين مقدارها عشر سنوات، وما إن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إلى المدينة حتى بعث كتبه مع مبعوثه إلى الملوك من حوله يدعوهم إلى الإسلام.
فقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله، وأثنى عليه وتشهد ثم قال: "أما بعد، فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك العجم، فلا تختلفوا عليَّ كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم، وذلك أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عيسى أن ابعث إلى ملوك الأرض فبعث الحواريين، فأما القريب مكانا فرضي، وأما البعيد مكانا فكره، وقال: لا أحسن كلام من تبعثني إليه، فقال عيسى: اللهم أمرت الحواربين بالذي أمرتني فاختلفوا عليَّ، فأوحى الله إليه أني سأكفيك، فأصبح كل إنسان منهم يتكلم بلسان الذي وُجِّهَ إليهم." فقال المهاجرون: يا رسول الله، والله لا نختلف عليك أبدا في شيء، فمرنا وابعثنا، فبعث حاطب بن أبي بلتعة (http://www.thanwya.com/حاطب_بن_أبي_بلتعة) إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، وشجاع بن وهب الأسدي إلى كسرى، وبعث دحية بن خليفة إلى قيصر (هرقل)، وبعث عمرو بن العاص إلى ابني الجلندي أميري عمان. (2)
مضى حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، وأترك سيدنا حاطب رضي الله عنه يتحدث عن نفسه إذ يقول:
"ثم توجهت أريد مصر ولم أزل إلى أن أتيتها، فلما وصلت إلى باب الملك، قالوا: من أين جئت؟ قلت: أنا رسول إلى ملككم، فقالوا: من عند من؟ قلت: من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمعوا بذلك أحاطوا بي وأوصلوني إلى قصر الشمع بعد أن استأذنوا لي، وأوقفوني على باب الملك فأمرهم بإحضاري بين يديه، فعقلت راحلتي وسرت معهم عند المقوقس، وإذا هو في قبة كثُرَ الجوهر في حافتها، ولمع الياقوت من أركانها، والحجَّاب بين يديه، فأومأت بتحية الإسلام، فقال حاجبه: يا أخا العرب، أين رسالتك؟ قال: فأخرجت الكتاب، فأخذه الملك من يدي بيده. قال: فباسه ووضعه على عينيه، وقال: مرحبا بكتاب النبي العربي، ثم قرأه وزيره الباكلمين، فقال له: اقرأه جهراً؛ فإنه من عند رجل كريم، فقرأه الوزير إلى أن أتى إلى آخره، وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد؛ فإني أدعوك بدعاية الإسلام، فَأَسْلِمْ تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، [يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ] {آل عمران: 64} فقال الملك لخادمه الكبير: هات السفط الذي عندك؛ فأتى به ففتحه واستخرج نمطا ففتح ذلك النمط، وإذا فيه صفة آدم وجميع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وفي آخره صفة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال لي: صِفْ صاحبك حتى كأني أراه.
قال حاطب: ومن يقدر أن يصف عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لابد من ذلك، قال: فوقفت بعدما كنت جالسا، وقلت: إن صاحبي وسيم قسيم، معتدل القامة، بعيد الهامة، بين كتفيه شامة، وله علامة كالقمر إذا برز، صاحب خشوع وديانة، وعفة وصيانة، صادق اللهجة، واضح البهجة، أشم العرنين، واضح الجبين، سهل الخدين، رقيق الشفتين، براق الثنايا، بعينيه دعج، وبحاجبيه زجج، وصدره يترجرج، وبطنه كطي الثوب المدبج، له لسان فصيح، ونسب صحيح، وخُلُقٌ مليح.
قال: والملك ينظر في النمط، فلما فرغت قال: صدقت يا عربي هكذا صفته، فبينما هو يخاطبني إذ نُصِبت الموائد، وأحضروا الطعام؛ فأمرني أن أتقدم فامتنعت، فتَبَسَّمَ وقال: وقد علمتُ ما أُحِلَّ لكم وحُرِّمَ عليكم، ولم أقدم لك إلا لحم الطير، فقلت: إني لا آكل في هذه الصحاف الذهب والفضة؛ فإن الله قد وعدنا بها في الجنة، قال: فبدلوا طعامي في صحاف فخار فأكلت، فقال: أي طعام أحب إلى صاحبك؟ فقلت: الدباء (يعني: القرع)، فإذا كان عندنا منه شيء آثرناه على غيره. فقال: ففي أي شيء يشرب الماء؟ فقلت: في قعب من خشب.
قال: أيحب الهدية؟ قلت: نعم؛ فإنه قال صلى الله عليه وسلم: "لو دُعِيتُ إلى كراع لأجبت، ولو أُهديَ إليَّ ذراع لقبلت". قال: أيأكل الصدقة؟ قلت: لا، بل يقبل الهدية ويأبى الصدقة، وقد رأيته إذا أُتِيَ بهدية لا يأكل منها حتى يأكل صاحبها. فقال الملك: أيكتحل؟ قلت: نعم، في عينه اليمنى ثلاثا وفي اليسرى اثنتين، وقال: "من شاء اكتحل أكثر من ذلك أو أقل" وكحله الإثمد، وينظر في المرآة، ويرجل شعره، ويستاك.
فقال المقوقس: إذا ركب ما الذي يحمل على رأسه؟ فقلت: راية سوداء ولواء أبيض، وعلى اللواء مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله. فقال: أله كرسي يجلس عليه أو قبة. قلت: نعم، له قبة حمراء تسع نحو الأربعين. قال: فما الذي يحب من الخيل؟ قلت: الأشقر الأرتم الأغر المحجل في الساق، وقد تركت عنده فرسا يقال لها: المرعد.
قال: فلما سمع كلامي انتخب من خيله فرسا أفخر خيول مصر الموصوفة، وأمر به فأسرج وألجم، فأعده هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فرسه المأمون، وأرسل معه حمارا يقال له: عفير، وبغلة يقال لها: دلدل، وجارية اسمها: بريرة وكانت سوداء، وجارية بيضاء من أجمل بنات القبط اسمها: مارية، وغلام اسمه: محبوب، وطيب وعود وند ومسك وعمائم وقباطي، وأمر وزيره أن يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا يقول فيه: "باسمك اللهم، من المقوقس إلى محمد، أما بعد؛ فقد وصل كتابك وفهمته، أنت تقول: إن الله أرسلك رسولا وفضلك تفضيلا وأنزل عليك قرآنا مبينا، فكشفنا - يا محمد - خبرك، فوجدناك أقرب داع إلى الله وأصدق من تكلم بالصدق، ولولا أنني ملكت مُلكا عظيما لكنت أول من آمن لعلمي أنك خاتم النبيين وإمام المرسلين، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته مني إلى يوم الدين.
قال: وسلم الكتاب والهدية إلي و قبلني بين عيني، وقال: بالله عليك قَبِّلْ بين عيني محمد عني هكذا، ثم بعث معي من يوصلني إلى بلاد العرب وإلى مأمني. قال: فوجدنا قافلة من بلاد الشام وهي تريد المدينة فصحبتها إلى أن وردت المدينة، فأتيت المسجد وأنخت ناقتي ودخلت، وسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشأت أقول:
أنعم صباحا يا وسيلة أحمد ... نرجو النجاة غدا بيوم الموقف
إني مضيت إلى الذي أرسلتني ... أطوي المهامة كالمجد المعنف
حتى رأيت بمصر صاحب ملكهم ... فبدا إليَّ بمثل قول المنصف
فقرأ كتابك حين فك ختامه ... فأطل يرعد كاهتزاز المرهف
قال البطارقة الذين تجمعوا ... ماذا يروعك من كتاب مشرف
قالوا: وهمت فقال: لست بواهم ... إني قرأت بيان لفظ الأحرف
هذا الكتاب كتابه لك جامعا ... يا خير مأمول بحبك نكتفي (3)
ويذكر ابن عبد الحكم أن المقوقس قال لحاطب بن أبي بلتعة رضى الله عنه بعد أن قرأ الكتاب: ما منعه إن كان نبيا أن يدعو عليَّ فيُسلَّط عليَّ! فقال له حاطب: ما منع عيسى بن مريم أن يدعو على من أبى عليه أن يُفعَل به ويُفعَل؟ فوجم ساعة، ثم استعادها فأعاد عليه حاطب فسكت، فقال له حاطب: إنه قد كان قبلك رجل زعم أنه الرب الأعلى فانتقم الله به ثم انتقم منه، فاعتبِر بغيرك ولا يُعتبَر بك، وإن لك دينًا لن تدعه إلا لما هو خير منه، وهو الإسلام الكافي – والله - به فَقْدَ ما سواه، وما بشارة موسى بعيسى من قبل إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل، ولسنا ننهاك عن دين المسيح، ولكنا نأمرك به.
ويروي ابن عبد الحكم أيضا أن المقوقس أرسل ذات ليلة إلى حاطب رضي الله عنه وليس عنده أحد إلا ترجمان له فقال: ألا تخبرني عن أمور أسألك عنها؟ فإني أعلم أن صاحبك قد تخيرك حين بعثك قال: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك. قال: إلام يدعو محمد؟ قال: إلى أن تعبد الله، لا تشرك به شيئا، وتخلع ما سواه، ويأمر بالصلاة. قال: فكم تصلون؟ قال: خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت، والوفاء بالعهد، وينهى عن أكل الميتة والدم. قال: من أتباعه؟ قال: الفتيان من قومه وغيرهم، قال: فهل يقاتل قومه؟ قال: نعم. قال: صفه لي، فوصفه بصفة من صفته لم آتِ عليها، قال: قد بقيت أشياء لم أَرَكَ ذكرتها: في عينه حمرة قلما تفارقه، وبين كتفيه خاتم النبوة، يركب الحمار ويلبس الشملة، ويجتزيء بالتمرات والكسر، لا يبالي من لاقى من عَمٍّ ولا ابن عم. قلت: هذه صفته. قال: قد كنت أعلم أن نبيا قد بقي، وقد كنت أظن أن مخرجه الشام، وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج من العرب، في جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في اتِّباعه، ولا أحب أن يُعْلَمَ بمحاورتي إياك، وسيظهر على البلاد وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما هاهنا، وأنا لا أذكر القبط من هذه حرفًا، فارجع إلى صاحبك..
----------------------------------------------------------------
شخصية العدد
--------------------
عبد الله بن عباس رضى الله عنه
---------------------------------
عاصر الصحابة رضي الله عنهم نزول القرآن الكريم، وشهدوا من أسباب نزوله وتنـزيله على وقائع الحياة ما لم يشهده من جاء بعدهم، فكانوا بحق أعلم هذه الأمة بتفسير هذا الكتاب، وأبصرهم بمقاصده وغاياته .

ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم على درجة واحدة بعلم تفسير القرآن الكريم، فقد امتاز بعضهم عن بعض، وعلم بعضهم ما لم يعلمه غيره، لأسباب لا يعنينا في هذا المقام الخوض فيها .

وكان ابن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سناً، فقد ولد رضي الله عنه قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنوات، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره، وذلك لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابته من ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

ولازم ابن عباس - إضافة لملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم - كبار الصحابة، أمثال أبي بكر، وعمر، وأخذ عنهم ما فاته في صغره. وقد شهد له الجميع بسعة علمه، ورجاحة عقله، حتى لقبوه بألقاب عدة: فلُقِّب بـ"البحر" و"الحبر" و "ترجمان القرآن". يقول ابن مسعود رضي الله عنه في حقه: " نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس" رواه الحاكم في "المستدرك" .

وفي "المستدرك" أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس ) وكيف لا يكون كذلك وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري بقوله: ( اللهم فقهه في الدين ) وفي رواية عند أحمد: ( وعلِّمه التأويل ) .

وكان عمر رضي الله عنه - وهو صاحب فراسة - يدنيه من مجلسه، ويستأنس برأيه وعلمه، والقصة التالية تسلط الضوء على ذلك: روى البخاري في "صحيحه"عن ابن عباس قال: ( كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لِمَ تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم - يشير بذلك إلى قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إلى معرفته وفطنته - قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما أَرَيْته دعاني يومئذ إلا لِيُرِيَهُم مني، فقال: ما تقولون في قوله تعالى: { إذا جاء نصر الله والفتح }(النصر:1) فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل شيئاً، فقال لي: يا ابن عباس، أكذاك تقول، قلت: لا، قال: فما تقول، قلت: هو أَجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له...قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم ) .

وكان يُفتي الناس في عهد عثمان، كما كان يفعل ذلك في عهد عمر رضي الله عن الجميع، وكان علي رضي الله عنه يدنيه منه ويعمل برأيه، ومما قاله فيه: ( أقرَّ الله عين من له ابن عم مثل هذا ) .

وكان من منهج ابن عباس في تفسيره لكتاب الله أن يرجع إلى ما سمعه من رسول الله، وما سمعه من الصحابة، فإن لم يجد في ذلك شيئاً اجتهد رأيه، وهو أَهْلٌ لذلك، وكان - رضي الله عنه - يرجع أحيانًا إلى أخبار أهل الكتاب، ويقف منها موقف الناقد البصير، والممحِّص الخبير، فلا يقبل منها إلا ما وافق الحق، ولا يُعوِّل على شيء وراء ذلك .

وقد نُسب لـ ابن عباس تفسير سُمِّي "تنوير المقابيس" طُبع مراراً في مصر، وتدور روايات الكتاب على طريق واحد، هو طريق السدي الصغير، عن محمد بن السائب الكلبي، عن ابن صالح؛ وهذه السلسلة تعرف بسلسلة الكذب. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث " وعلى هذا فلا عبرة بهذا التفسير، ولا تصح نسبته إلى ابن عباس، فهو مقول ومختلق عليه .

عاش صحابينا الجليل حياة مليئة بالجِدِّ والعمل، فلم يترك طريقاً من العلم إلا سلكه، ولا بابًا من الخير إلا طرقه؛ وكان مَقْصَد أهل العلم ومبتغاهم، ولما توفي رضي الله عنه، قال في حقه محمد بن الحنفية: مات والله حبر هذه الأمة. وكانت وفاته سنة 68 هـ بالطائف. فالحمد لله الذي أكرم هذه الأمة بأمثال هؤلاء الأفذاذ، ونسأل الله أن يجمعنا معهم تحت لوائه، وفي مستقر رحمته آمين
---------------------------------------------------------
قال لنا الرسول صلى الله عليه وسلم
--------------------------------
]http://dc08.arabsh.com/i/02029/kjyelj6yhfhe.jpg[
--------------------------------------------------------
الى هنا ينتهى هذا العدد بتوفيق وفضل الله تعالى من
جريدة العادل الاسلامية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته