mr.anwar
20-10-2010, 02:07 PM
طوير (الساينس) أم صفط اللبنhttp://www.shorouknews.com/uploadedImages/Profiles/Columnists/emad-eldin-hussein.jpg
بقلم:
عماد الدين حسين
شىء جيد أن ينشغل وزير التربية والتعليم د.أحمد زكى بدر بقضية تطوير التعليم، مثلما فعل أمس الأول حينما استقبل العالم المصرى الكبير د. فاروق الباز للبحث فى طرق تطوير مناهج العلوم وأساليب تدريسها من الابتدائى حتى الثانوى.
ومع كل التقدير للنوايا الطيبة للوزير بدر ومحاولاته المستمرة للتطوير فإنها تبدو عشوائية ولا تأتى فى إطار خطة واضحة المعالم.عندما قرأت خبر اللقاء بين بدر والباز تذكرت فورا المثل العامى الشهير «ايش تفعل الماشطة فى الوش العكر».
من المهم أن نطور ونبسط مناهج التعليم خصوصا العلوم لكن هناك العشرات وربما المئات من الخطوات علينا أن نفعلها أولا.
من سوء حظ الوزير انه فى اللحظة التى كان جالسا فيها مع العالم المصرى الكبير لبحث التطوير كانت هناك مدرسة ابتدائية فى صفط اللبن بالجيزة تطلب من إحدى التلميذات العودة إلى المنزل وإحضار كرسى بلاستيك لتجلس عليه لعدم وجود مقاعد كافية، والسبب أن فصل هذه التلميذة البائسة به 140 طالبا كما ان بعض التلاميذ لا يجدون مقاعد ويظلون واقفين طوال اليوم، أو يلتصق بعضهم البعض على مقاعد بالية، الأمر الذى يدفع بعض المدارس إلى فرش الدكك فى الفصول لاستيعاب الكثافة الكبيرة للتلاميذ.
يقول أولياء أمور التلاميذ فى هذه المدرسة ان المدرسين لا يشرحون شيئا.. فقط يدخلون الفصول لإسكات التلاميذ الذين يعتمدون على المجموعات والدروس الخصوصية.
لا أعرف إذا كان الوزير يعرف ما يحدث فى هذه المدرسة وغيرها أم لا؟!
تقديرى الشخصى انه لا يعرف لانه لو عرف فلن يلتقى مع د. الباز للبحث فى تطوير «مناهج الساينس»، بل أتصور أنه كان سيتجه فورا إلى هذه المدرسة وأمثالها لفك الالتصاق بين التلاميذ على الدكك.
لسوء الحظ ان معظم المسئولين والوزراء لدينا يتحركون وكأنهم فى جزر معزولة، وتطوير التعليم تحديدا ليس مسئولية وزير التربية أو التعليم العالى أو حتى كل الحكومة، بل هو مسئولية مجتمع بأكمله.
على سيادة الوزير أن يؤمن بأنه من دون إصلاح ما يحدث فى أمثال هذه المدرسة بصفط اللبن، فلن يحدث تطور أو تطوير حتى لو أحضر كل علماء العالم إلى مصر وليس فاروق الباز فقط.
على الوزير أن يدرك أن النتيجة الحتمية لجلوس 140 تلميذا فى فصل واحد يضاف إليهم مدرسون غير مؤهلين ولا يتلقون رواتب كافية.. مثل هذه الخلطة هى التى تقود جامعاتنا لتحصل على صفر فى الأبحاث مقارنة بإسرائيل والسعودية وكل المنطقة، ومثل هذا الواقع هو الذى يدفع أسرة طالب لاقتحام مدرسة بالسنج والمطاوى فى مصر الجديدة كى تؤدب مدرسا قالت إشاعة إنه ضرب ابنهم أمس الأول.
وعندما تضع كل هذه المنظومة وتضيف إليها ضابطا يصفع طالبة ويركلها بقدمه فى جامعة الأزهر بالزقازيق يمكنك وقتها أن تتخيل أى مستقبل نحن مقدمون عليه.
يا سيادة الوزير حاول أن تنسى ما اتفقت عليه مع الدكتور الباز مؤقتا، واتجه إلى صف اللبن وأنقذ هذه المدرسة التعيسة قبل ضياع مستقبل طلابها.
http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=317630
بقلم:
عماد الدين حسين
شىء جيد أن ينشغل وزير التربية والتعليم د.أحمد زكى بدر بقضية تطوير التعليم، مثلما فعل أمس الأول حينما استقبل العالم المصرى الكبير د. فاروق الباز للبحث فى طرق تطوير مناهج العلوم وأساليب تدريسها من الابتدائى حتى الثانوى.
ومع كل التقدير للنوايا الطيبة للوزير بدر ومحاولاته المستمرة للتطوير فإنها تبدو عشوائية ولا تأتى فى إطار خطة واضحة المعالم.عندما قرأت خبر اللقاء بين بدر والباز تذكرت فورا المثل العامى الشهير «ايش تفعل الماشطة فى الوش العكر».
من المهم أن نطور ونبسط مناهج التعليم خصوصا العلوم لكن هناك العشرات وربما المئات من الخطوات علينا أن نفعلها أولا.
من سوء حظ الوزير انه فى اللحظة التى كان جالسا فيها مع العالم المصرى الكبير لبحث التطوير كانت هناك مدرسة ابتدائية فى صفط اللبن بالجيزة تطلب من إحدى التلميذات العودة إلى المنزل وإحضار كرسى بلاستيك لتجلس عليه لعدم وجود مقاعد كافية، والسبب أن فصل هذه التلميذة البائسة به 140 طالبا كما ان بعض التلاميذ لا يجدون مقاعد ويظلون واقفين طوال اليوم، أو يلتصق بعضهم البعض على مقاعد بالية، الأمر الذى يدفع بعض المدارس إلى فرش الدكك فى الفصول لاستيعاب الكثافة الكبيرة للتلاميذ.
يقول أولياء أمور التلاميذ فى هذه المدرسة ان المدرسين لا يشرحون شيئا.. فقط يدخلون الفصول لإسكات التلاميذ الذين يعتمدون على المجموعات والدروس الخصوصية.
لا أعرف إذا كان الوزير يعرف ما يحدث فى هذه المدرسة وغيرها أم لا؟!
تقديرى الشخصى انه لا يعرف لانه لو عرف فلن يلتقى مع د. الباز للبحث فى تطوير «مناهج الساينس»، بل أتصور أنه كان سيتجه فورا إلى هذه المدرسة وأمثالها لفك الالتصاق بين التلاميذ على الدكك.
لسوء الحظ ان معظم المسئولين والوزراء لدينا يتحركون وكأنهم فى جزر معزولة، وتطوير التعليم تحديدا ليس مسئولية وزير التربية أو التعليم العالى أو حتى كل الحكومة، بل هو مسئولية مجتمع بأكمله.
على سيادة الوزير أن يؤمن بأنه من دون إصلاح ما يحدث فى أمثال هذه المدرسة بصفط اللبن، فلن يحدث تطور أو تطوير حتى لو أحضر كل علماء العالم إلى مصر وليس فاروق الباز فقط.
على الوزير أن يدرك أن النتيجة الحتمية لجلوس 140 تلميذا فى فصل واحد يضاف إليهم مدرسون غير مؤهلين ولا يتلقون رواتب كافية.. مثل هذه الخلطة هى التى تقود جامعاتنا لتحصل على صفر فى الأبحاث مقارنة بإسرائيل والسعودية وكل المنطقة، ومثل هذا الواقع هو الذى يدفع أسرة طالب لاقتحام مدرسة بالسنج والمطاوى فى مصر الجديدة كى تؤدب مدرسا قالت إشاعة إنه ضرب ابنهم أمس الأول.
وعندما تضع كل هذه المنظومة وتضيف إليها ضابطا يصفع طالبة ويركلها بقدمه فى جامعة الأزهر بالزقازيق يمكنك وقتها أن تتخيل أى مستقبل نحن مقدمون عليه.
يا سيادة الوزير حاول أن تنسى ما اتفقت عليه مع الدكتور الباز مؤقتا، واتجه إلى صف اللبن وأنقذ هذه المدرسة التعيسة قبل ضياع مستقبل طلابها.
http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=317630