aladdin027
20-11-2010, 08:50 PM
لحظات و لم أدرك في البداية كنه ذلك المكان الذي نحن فيه ، و لكن بعد أن التفت جيدا حولي أدركته.
حجرة ضيقة لها رائحة نتنة لم أعرف مصدرها ، في جزء منها يرتمي في عدم اكتراث أنتريه قديم يبدوا أنه تعرض لحادثة أتوبيس من أحشائه البارزة من كل جوانبه ، و في ركن قصي من الحجرة هناك دولاب حديدي فاغر فاه يوشك علي ابتلاع من يقترب منه ، مكدسة داخلة أكوام من أوراق صفراء من تلك النوعية التي يستخدمها سحرة الفودو لاستحضار روح الشيطان ( أبراكساس ) .
أما عن مكتب سيادة المدير فحدث و لا حرج ، من النظرة الأولي لا تدري أهو مكتب أم مكب نفايات من التي توضع علي نواصي الحارات الفقيرة ، و من كثرة الأشياء التي فوق سطحه لا تكاد تتبين ذلك السطح ، و من العجيب أن تلك الأشياء ليس بينها رابط مشترك ، فتارة تلمح كومة أوراق شبه ممزقة ، و تارة أخري تجد باكو شاي انسكب نصفه ، مع القليل من مناديل ورقية متسخة تملأ الفراغات ، و علي مقربة لمحت فردة شراب ، نظرت لها في اشمئزاز مدركا الآن فقط سر الرائحة المنتنة التي تعبق المكان .
جلس المدير علي مكتبه ، و مددت إليه يدي بخطاب التعيين ، راسما علي وجهي ابتسامة جاهدت لأجعلها مشرقة ، و لكنها لم ينظر لي ، و إنما تناول الخطاب من يدي بحركة آلية ، و نظر فيه قليلا ثم نظر نحوي قائلا :
- - ايه دا يا أفندي ... انت متعاقد ؟
- - نعم .... تعاقد مميز .
- - مميز و لا درجة تانية و لا مكيف !! أنا مالي .... المهم مش تعيين دائم قصدي ؟
رسمت ابتسامة أخري علي وجهي و هي تلك الخاصة بقلة الحيلة ، ثم رددت قائلا :
- - حضرتك عارف ان ما فيش تعيين حكومي اليومين دول ، لكن ربنا يسهل ، أنا سمعت ان التعاقد أول درجات التعيين
ابتسم المدير ابتسامة غامضة و هو يقول :
- - سمعت ... آه ... طيب .. ربنا يديك العمر و يبقي الكلام ده بجد .
نظرت اليه قليلا و أنا لا أدري بما أرد عليه ، و لكنه بعد لحظة صمت ، تلطف قليلا و دعاني للجلوس علي الكرسي أمامه ، فجلست شاكرا ، و ما هي الا لحظات لأجد نفسي مكوما علي الأرض كالشوال تشيعني صيحات المدير المعترضة ، و ذلك لأن الكرسي لم يستحمل ثقل جسمي النحيل عليه ، و نهضت وسط صوت ضحكات أنثوية مكتومة قادمة من خلفي ، فنظرت و أنا ألملم كرامتي التي تبعثرت مني في لحظات سقوطي ، و إذا بنظري يقع علي شمس من شموس مجرتنا ، ضوئها أغشي بصري تماما ، فظللت جامدا مكاني ، و كأن من يراني يحسبني تحولت صنما وثنيا ، أو كأن العيون السوداء التي صدمتني بسحرها قد دهستني دهسا ، و انطلق صوتها يرن في أرجاء الحجرة من جديد :
- - معلهش يا أستاذ ... أصل أثاث مدرستنا مصاب بشلل أطفال .
استجمعت شتات نفسي ، و أنا أبتسم في حرج بالغ قائلا :
- - أنا اللي غلطان ... كان المفروض آخد بالي .
عندها أدركت أن المكان ليس بهذا السوء الذي ظننته في البداية .
الي لقاء في حلقة قادمة
إذا لينا عمر
حجرة ضيقة لها رائحة نتنة لم أعرف مصدرها ، في جزء منها يرتمي في عدم اكتراث أنتريه قديم يبدوا أنه تعرض لحادثة أتوبيس من أحشائه البارزة من كل جوانبه ، و في ركن قصي من الحجرة هناك دولاب حديدي فاغر فاه يوشك علي ابتلاع من يقترب منه ، مكدسة داخلة أكوام من أوراق صفراء من تلك النوعية التي يستخدمها سحرة الفودو لاستحضار روح الشيطان ( أبراكساس ) .
أما عن مكتب سيادة المدير فحدث و لا حرج ، من النظرة الأولي لا تدري أهو مكتب أم مكب نفايات من التي توضع علي نواصي الحارات الفقيرة ، و من كثرة الأشياء التي فوق سطحه لا تكاد تتبين ذلك السطح ، و من العجيب أن تلك الأشياء ليس بينها رابط مشترك ، فتارة تلمح كومة أوراق شبه ممزقة ، و تارة أخري تجد باكو شاي انسكب نصفه ، مع القليل من مناديل ورقية متسخة تملأ الفراغات ، و علي مقربة لمحت فردة شراب ، نظرت لها في اشمئزاز مدركا الآن فقط سر الرائحة المنتنة التي تعبق المكان .
جلس المدير علي مكتبه ، و مددت إليه يدي بخطاب التعيين ، راسما علي وجهي ابتسامة جاهدت لأجعلها مشرقة ، و لكنها لم ينظر لي ، و إنما تناول الخطاب من يدي بحركة آلية ، و نظر فيه قليلا ثم نظر نحوي قائلا :
- - ايه دا يا أفندي ... انت متعاقد ؟
- - نعم .... تعاقد مميز .
- - مميز و لا درجة تانية و لا مكيف !! أنا مالي .... المهم مش تعيين دائم قصدي ؟
رسمت ابتسامة أخري علي وجهي و هي تلك الخاصة بقلة الحيلة ، ثم رددت قائلا :
- - حضرتك عارف ان ما فيش تعيين حكومي اليومين دول ، لكن ربنا يسهل ، أنا سمعت ان التعاقد أول درجات التعيين
ابتسم المدير ابتسامة غامضة و هو يقول :
- - سمعت ... آه ... طيب .. ربنا يديك العمر و يبقي الكلام ده بجد .
نظرت اليه قليلا و أنا لا أدري بما أرد عليه ، و لكنه بعد لحظة صمت ، تلطف قليلا و دعاني للجلوس علي الكرسي أمامه ، فجلست شاكرا ، و ما هي الا لحظات لأجد نفسي مكوما علي الأرض كالشوال تشيعني صيحات المدير المعترضة ، و ذلك لأن الكرسي لم يستحمل ثقل جسمي النحيل عليه ، و نهضت وسط صوت ضحكات أنثوية مكتومة قادمة من خلفي ، فنظرت و أنا ألملم كرامتي التي تبعثرت مني في لحظات سقوطي ، و إذا بنظري يقع علي شمس من شموس مجرتنا ، ضوئها أغشي بصري تماما ، فظللت جامدا مكاني ، و كأن من يراني يحسبني تحولت صنما وثنيا ، أو كأن العيون السوداء التي صدمتني بسحرها قد دهستني دهسا ، و انطلق صوتها يرن في أرجاء الحجرة من جديد :
- - معلهش يا أستاذ ... أصل أثاث مدرستنا مصاب بشلل أطفال .
استجمعت شتات نفسي ، و أنا أبتسم في حرج بالغ قائلا :
- - أنا اللي غلطان ... كان المفروض آخد بالي .
عندها أدركت أن المكان ليس بهذا السوء الذي ظننته في البداية .
الي لقاء في حلقة قادمة
إذا لينا عمر