الشيخ الزيتوني
04-12-2010, 01:08 PM
توبة الأمة (الشيخ الزيتوني )
الحمد لله رب العالمين حمدًا يكافىءنعمه الحمد لله أن جعلنا من أمة الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم
الحمد لله الي من على هذه الأمة بالإسلام وأعانها على معرفة سبيل الحق فأرسل إليها خير الرسل وأنزل إلى النبي المصطفى أعظم الرسلات
فجعل الدين الإسلام دين القبول والرضا والتمام
الأسلام دين الله الذي أرسل به جميع الرسل قال تعالى ( قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ولأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) البقرة 136
وقال تعالى (أم كنت شهداء إ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلاهك وإله ءاباءك إسماعيل وإسحاق لإلهًا واحدًا ونحن له مسلون )
والأيات كثير
ودلت الأيات على أن الله أكمل هذا الدين فقال ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
فدلالة الأية على أن الإسلام دين الكمال فقد أتم الله الدين وأتمم به النعم ورضي الإسلام لنفسه دينا ولا يقبل الله من أحد دين غير الإسلام فكل أعمال العبد مردودة عليه إذا أتى الله من غير باب الإسلام مهما قام وسجد وأعطى ومنع في غير دين الله لا يقبل منه
( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا )
وقال تعالى لمن رغب عن الإسلام ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين )
الخاسر من رضي لنفسه غير الإسلام دينا والفائز من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا
قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الجامع من حديث العباس بن عبد المطلب
( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا)
فمن أسلم وجهه لله واستسلم لله ورضي به ربًا وعلم أن الأمر بيده يصرفه كيف يشاء استقر الإيمان في قلبه كما استقر الإيمان في قلوب الصحابة وعلموا أن الإسلام هو دين الله تعالى فأخلصوا دينهم لله وباعوا أنفسهم من أجل دين الله واشتروا الأخرة وما رضوا بغير رضا الله تعالى فلما علم الله صدق عزيمته رضي عنهم ( رضي الله عنهم ورضوا عنه)
( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم ..الأية
فما نالوا رضى الله إلا بعد الرضى عن الله تعالى لأن من رضي له من الله الرضى ومن يسخط فما له من الله إلا السخط
والحديث عن الجيل الأول لاينقطع أبدا السلف الصالح أهل الفضيلة وأهل القبول وأهل التواضع وأهل الصفات الحسنة كلها فشهد لهم الله وشهد لهم رسوله صلى الله عليه وسلم
ماذا حدث للأمة :
الأمة اليوم في حالة تحتاج فيها إلى الرجوع إلى منهج ربها وكتاب ربها وسنة نبيها
تحتاج الأمة إلى توبة ( توبة الأمة )
ماذا تعني كلمة توبة الأمة : تعنى أن الأمة اليوم بعيدة عن طريق الحق وهدي النبي صلى الله عليه وسلم بعيدة عن تطبيق كتاب الله تعالى قد تجد مكن يجيد الكتاب يقيم حروفه بأحكام ودقة متناهية لكن بعيد كل البعد عن الكتاب بعيد عن أثار السلف الصالح بعيد عن رضا الله تعالى
توبة الأمة تحتاج إلى عاملين
الأول : ترك المناهي
المنهي عنه هو الذي نهى عنه الله ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه
والأمثلة كثير ( لاتقربوا الزنا ) ( ولا تأكلوا أموال اليتامى )
فهى الأية التي سبقت بلا الناهية فكل أمر من الأوامر مبدوء بلا ففيه النهي عنه
ولا تعني : إياك أن تقترب من هذا العمل فإن فيه الهلاك لك فشر تبعد عنه وفلا تكون لا قبل خير أبدًا
هل يقال لاتصلي فتدخل الجنة لا تصوم ولك الجنة
قال تعالى ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
فكل نهى أنت مأمور بالبعد عنه أما الطاعات فعلى قدر طاقة العبد
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه)
فالحرام لا يكون على قدر قدرة العبد بل مأمور بمخالفة النفس في كل ما لا يرضي الله
أما الطاعة ( لايكلف الله نفسًا إلا وسعها لهما كسبت وعليها ما اكتسبت )
هه هي القاعدة ( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) دون إكراه وإرغام على فعل المعضية أو نسيان
فإن الإكراه والنسيان والخطأ مرفوع عن العبد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )
والصبر على البعد عن المعصية معالجة النفس وتطبيب النفس كى ترضى بالطاعة بديلا بل بالطاعة الغاية القصوى التي من أجلها خلقت فترويض النفس من أجل ذلك أمر شاق ومجاهدة كبيرة تحتاج من العبد الجهد والطلب من الله تعالى فالعبد بذاته لايستطيع فعل ذلك بل بعون الله له وطلب العون والإستكانة لله والرجوع إليه والتلل له والمكث على عتبات الطلب فلا تبرح بابه إلا بتوبة وقبول فالعبد المقبول لايرد عمله وعلامة قبول العبد أن يوفقه الله لطاعة بعد طاعة فترى قلب العبد متعلق بمولاه فلا يبرح عاكفًا على باب التوبة خائفا من رده ومصرًا على قبوله عند مولاه فإلحاح العبد على ربه بطلب الرضا شرف للعبد وتذلل العبد لربه كمال العبودية لربه فالعبادة كما الذل مع كمال المحبة فلا يصر على الوصل إلا المحب
2- فعل الطاعات
وهي الأشد من ترك المناهي لأن الطاعة تكون على النفس كالجبال وأثقل شيء على بن أدم أن يفعل المأمور بل إن النفس تريد المخالفة وهي مجبولة على التجريب
فكل ممنوع عندها مرغوب فيه تريد أن تعاين ما منعت عنه فتارة تسأل عن سبب المنع وتارة تسأل عن علة المنع ..
فليس من الصعب فعل الطاعة لكن من الصعب المحافظة على الطاعة وهو أشد أنواع الصبر
قال الله تعالى ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ ءامنون )
قال من جاء وليس من عمل الحسنة فمن حافظ عليها بعد فعلها وفي الأجر وله من الله المزيد لأنه جاهد النفس والهوى والشيطان
فالنفس ترفض السيادة عليها والهوى يميل بصاحبة إلى مخالفة الحق ويهوى بصاحبه والشيطان عدو العبد فلا يترك طريقًا فيها الهلاك للعبد إلا دله عليها
ويخرج العبد من لك كله تحقير النفس وتذليلها وذلك بكر الموت وما بعده والمداومة على الطاعة وقيام الليل بين يدي الله تعالى
فغلبة الشيطان بالذكر وغلبة النفس بالموت وغلبة الهوى بالطاعة
و المكلف قسمان: مؤمن وكافر.. والمؤمن قسمان طائع وعاص.. وكل من الطائعين والعاصين ينقسم قسمين: عالم وجاهل..
ثم رأيت الغرور لازما لجميع المؤمنين المكلفين والكافرين. إلا من عصمه الله رب العالمين.
والغرور داء الشيطان وسبيله إلى بن أدم فما أوقع الشيطان في المخالفة إلا الغرور
( فدلاهما بغرور )
وعلاج هذا الغرور شيئان
إما بتصديق وهو الإيمان.. وإما ببرهان.
أما التصديق فهو أن يصدق الله تعالى فى قوله (وما عند الله خير وأبقى) (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).. وتصديق الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما جاء به..وأما البرهان: وهو أن يعرف وجه فساد قياسه.. أن قوله: الدنيا نقد والآخرة نسيئة مقدمة صحيحة وأما قوله: النقد خير من النسيئة. فهو محل التلبيس.. وليس الأمر كذلك.. بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار.. والمقصود فهو خير.. وإن كان أقل منها.. فالنسيئة خير منه.. ومعلوم أن الآخرة أبدية.. والدنيا غير أبدية.. وأما قوله: ولذات الدنيا يقين ولذات الآخرة شك فهو أيضا باطل.. بل ذلك يقين عند المؤمنين..
وليقينه مدر كان: أحدهما الإيمان والتصديق على وجه التقليد للأنبياء والعلماء كما يقلد الطبيب الحاذق في الدواء.. والمدرك الثاني: الوحى للأنبياء والإلهام للأولياء.. ولا تظن أن معرفة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمور الآخرة.. ولأمور الدنيا تقليد لجبريل عليه السلام.. فإن التقليد ليس بمعرفة صحيحة.. والنبي صلّى الله عليه وسلّم حاشاه الله من ذلك.. بل انكشفت له الأشياء.. وشاهدها بنور البصيرة.. كما شاهدت أنت المحسوسات بالعين الظاهرة..
لماذا توبة الأمة :
الأمة اليوم بحاجة إلى توبة عملية على أرض الواقع ليست مجرد كلمات رنانة في الفضاء الواسع
تحتاج المة إلى توبة لأنها تركت الدعوة إلى الله تعالى فأصبح من ليس له دراية بفنون هذا العلم يسودون الناس بل ويفتون الناس وأهل الدعوة ينظرون على ويتكلمون على استحياء
يا قوم الحق ينزوي ويخشى أهله أن يدافعوا عنه وأهل الباطل كل يوم يستدثون الأساليب
توبتة من السهام الإعلامية التي تصيب ظهر الإسلام
كل يوم نقرأ ونشاهد معارض يعارض ثوابت وأصول الدين ويا ليت كان من بعيد إنه من بين أظهرنا ويتكلون بألسنتنا
قاسمت الظهر هي فتنة الشبهات التي يقودها الأن قوم ادعوا لأنفسهم الفقه والعلم وأن مرجع كل الثوابت العقل وما خالف العقل فلا تأخذ بالنقل
يا قوم إنكم تتدعون الفهم والذين كانوا من قبلكم أوعى وأفهم للغة وكانوا آدب من أن يقولون أو يتجرأون على ذلك
توبة من تجريح أهل العفة والطهارة وعدم التشكيك فيهم ( الصحابة )
يخرج من يشكك في أبي هريرة وخالد وغيره
يخرج من يشكك في البخاري وأحاديث البخاري
يخرج من يتبنى المذهب الشيعي بغرض التقريب
يخرج من يشكك في علماء الأمة
والكثير والكثير
اللهم رد الأمة إلى دينك مردًا جميلا ولاتجعل يا ربنا لظالم عليها سلطانا
نسأل الله تعالى أن يوفقنا في هذا الكتاب وأن يكون القصد لله تعالى وحده
الشيخ الزيتوني ( أبو إسلام )
الحمد لله رب العالمين حمدًا يكافىءنعمه الحمد لله أن جعلنا من أمة الحبيب محمدصلى الله عليه وسلم
الحمد لله الي من على هذه الأمة بالإسلام وأعانها على معرفة سبيل الحق فأرسل إليها خير الرسل وأنزل إلى النبي المصطفى أعظم الرسلات
فجعل الدين الإسلام دين القبول والرضا والتمام
الأسلام دين الله الذي أرسل به جميع الرسل قال تعالى ( قولوا ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ولأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) البقرة 136
وقال تعالى (أم كنت شهداء إ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلاهك وإله ءاباءك إسماعيل وإسحاق لإلهًا واحدًا ونحن له مسلون )
والأيات كثير
ودلت الأيات على أن الله أكمل هذا الدين فقال ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
فدلالة الأية على أن الإسلام دين الكمال فقد أتم الله الدين وأتمم به النعم ورضي الإسلام لنفسه دينا ولا يقبل الله من أحد دين غير الإسلام فكل أعمال العبد مردودة عليه إذا أتى الله من غير باب الإسلام مهما قام وسجد وأعطى ومنع في غير دين الله لا يقبل منه
( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا )
وقال تعالى لمن رغب عن الإسلام ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين )
الخاسر من رضي لنفسه غير الإسلام دينا والفائز من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا
قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الجامع من حديث العباس بن عبد المطلب
( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا)
فمن أسلم وجهه لله واستسلم لله ورضي به ربًا وعلم أن الأمر بيده يصرفه كيف يشاء استقر الإيمان في قلبه كما استقر الإيمان في قلوب الصحابة وعلموا أن الإسلام هو دين الله تعالى فأخلصوا دينهم لله وباعوا أنفسهم من أجل دين الله واشتروا الأخرة وما رضوا بغير رضا الله تعالى فلما علم الله صدق عزيمته رضي عنهم ( رضي الله عنهم ورضوا عنه)
( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم ..الأية
فما نالوا رضى الله إلا بعد الرضى عن الله تعالى لأن من رضي له من الله الرضى ومن يسخط فما له من الله إلا السخط
والحديث عن الجيل الأول لاينقطع أبدا السلف الصالح أهل الفضيلة وأهل القبول وأهل التواضع وأهل الصفات الحسنة كلها فشهد لهم الله وشهد لهم رسوله صلى الله عليه وسلم
ماذا حدث للأمة :
الأمة اليوم في حالة تحتاج فيها إلى الرجوع إلى منهج ربها وكتاب ربها وسنة نبيها
تحتاج الأمة إلى توبة ( توبة الأمة )
ماذا تعني كلمة توبة الأمة : تعنى أن الأمة اليوم بعيدة عن طريق الحق وهدي النبي صلى الله عليه وسلم بعيدة عن تطبيق كتاب الله تعالى قد تجد مكن يجيد الكتاب يقيم حروفه بأحكام ودقة متناهية لكن بعيد كل البعد عن الكتاب بعيد عن أثار السلف الصالح بعيد عن رضا الله تعالى
توبة الأمة تحتاج إلى عاملين
الأول : ترك المناهي
المنهي عنه هو الذي نهى عنه الله ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه
والأمثلة كثير ( لاتقربوا الزنا ) ( ولا تأكلوا أموال اليتامى )
فهى الأية التي سبقت بلا الناهية فكل أمر من الأوامر مبدوء بلا ففيه النهي عنه
ولا تعني : إياك أن تقترب من هذا العمل فإن فيه الهلاك لك فشر تبعد عنه وفلا تكون لا قبل خير أبدًا
هل يقال لاتصلي فتدخل الجنة لا تصوم ولك الجنة
قال تعالى ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
فكل نهى أنت مأمور بالبعد عنه أما الطاعات فعلى قدر طاقة العبد
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه)
فالحرام لا يكون على قدر قدرة العبد بل مأمور بمخالفة النفس في كل ما لا يرضي الله
أما الطاعة ( لايكلف الله نفسًا إلا وسعها لهما كسبت وعليها ما اكتسبت )
هه هي القاعدة ( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) دون إكراه وإرغام على فعل المعضية أو نسيان
فإن الإكراه والنسيان والخطأ مرفوع عن العبد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )
والصبر على البعد عن المعصية معالجة النفس وتطبيب النفس كى ترضى بالطاعة بديلا بل بالطاعة الغاية القصوى التي من أجلها خلقت فترويض النفس من أجل ذلك أمر شاق ومجاهدة كبيرة تحتاج من العبد الجهد والطلب من الله تعالى فالعبد بذاته لايستطيع فعل ذلك بل بعون الله له وطلب العون والإستكانة لله والرجوع إليه والتلل له والمكث على عتبات الطلب فلا تبرح بابه إلا بتوبة وقبول فالعبد المقبول لايرد عمله وعلامة قبول العبد أن يوفقه الله لطاعة بعد طاعة فترى قلب العبد متعلق بمولاه فلا يبرح عاكفًا على باب التوبة خائفا من رده ومصرًا على قبوله عند مولاه فإلحاح العبد على ربه بطلب الرضا شرف للعبد وتذلل العبد لربه كمال العبودية لربه فالعبادة كما الذل مع كمال المحبة فلا يصر على الوصل إلا المحب
2- فعل الطاعات
وهي الأشد من ترك المناهي لأن الطاعة تكون على النفس كالجبال وأثقل شيء على بن أدم أن يفعل المأمور بل إن النفس تريد المخالفة وهي مجبولة على التجريب
فكل ممنوع عندها مرغوب فيه تريد أن تعاين ما منعت عنه فتارة تسأل عن سبب المنع وتارة تسأل عن علة المنع ..
فليس من الصعب فعل الطاعة لكن من الصعب المحافظة على الطاعة وهو أشد أنواع الصبر
قال الله تعالى ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ ءامنون )
قال من جاء وليس من عمل الحسنة فمن حافظ عليها بعد فعلها وفي الأجر وله من الله المزيد لأنه جاهد النفس والهوى والشيطان
فالنفس ترفض السيادة عليها والهوى يميل بصاحبة إلى مخالفة الحق ويهوى بصاحبه والشيطان عدو العبد فلا يترك طريقًا فيها الهلاك للعبد إلا دله عليها
ويخرج العبد من لك كله تحقير النفس وتذليلها وذلك بكر الموت وما بعده والمداومة على الطاعة وقيام الليل بين يدي الله تعالى
فغلبة الشيطان بالذكر وغلبة النفس بالموت وغلبة الهوى بالطاعة
و المكلف قسمان: مؤمن وكافر.. والمؤمن قسمان طائع وعاص.. وكل من الطائعين والعاصين ينقسم قسمين: عالم وجاهل..
ثم رأيت الغرور لازما لجميع المؤمنين المكلفين والكافرين. إلا من عصمه الله رب العالمين.
والغرور داء الشيطان وسبيله إلى بن أدم فما أوقع الشيطان في المخالفة إلا الغرور
( فدلاهما بغرور )
وعلاج هذا الغرور شيئان
إما بتصديق وهو الإيمان.. وإما ببرهان.
أما التصديق فهو أن يصدق الله تعالى فى قوله (وما عند الله خير وأبقى) (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).. وتصديق الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما جاء به..وأما البرهان: وهو أن يعرف وجه فساد قياسه.. أن قوله: الدنيا نقد والآخرة نسيئة مقدمة صحيحة وأما قوله: النقد خير من النسيئة. فهو محل التلبيس.. وليس الأمر كذلك.. بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار.. والمقصود فهو خير.. وإن كان أقل منها.. فالنسيئة خير منه.. ومعلوم أن الآخرة أبدية.. والدنيا غير أبدية.. وأما قوله: ولذات الدنيا يقين ولذات الآخرة شك فهو أيضا باطل.. بل ذلك يقين عند المؤمنين..
وليقينه مدر كان: أحدهما الإيمان والتصديق على وجه التقليد للأنبياء والعلماء كما يقلد الطبيب الحاذق في الدواء.. والمدرك الثاني: الوحى للأنبياء والإلهام للأولياء.. ولا تظن أن معرفة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمور الآخرة.. ولأمور الدنيا تقليد لجبريل عليه السلام.. فإن التقليد ليس بمعرفة صحيحة.. والنبي صلّى الله عليه وسلّم حاشاه الله من ذلك.. بل انكشفت له الأشياء.. وشاهدها بنور البصيرة.. كما شاهدت أنت المحسوسات بالعين الظاهرة..
لماذا توبة الأمة :
الأمة اليوم بحاجة إلى توبة عملية على أرض الواقع ليست مجرد كلمات رنانة في الفضاء الواسع
تحتاج المة إلى توبة لأنها تركت الدعوة إلى الله تعالى فأصبح من ليس له دراية بفنون هذا العلم يسودون الناس بل ويفتون الناس وأهل الدعوة ينظرون على ويتكلمون على استحياء
يا قوم الحق ينزوي ويخشى أهله أن يدافعوا عنه وأهل الباطل كل يوم يستدثون الأساليب
توبتة من السهام الإعلامية التي تصيب ظهر الإسلام
كل يوم نقرأ ونشاهد معارض يعارض ثوابت وأصول الدين ويا ليت كان من بعيد إنه من بين أظهرنا ويتكلون بألسنتنا
قاسمت الظهر هي فتنة الشبهات التي يقودها الأن قوم ادعوا لأنفسهم الفقه والعلم وأن مرجع كل الثوابت العقل وما خالف العقل فلا تأخذ بالنقل
يا قوم إنكم تتدعون الفهم والذين كانوا من قبلكم أوعى وأفهم للغة وكانوا آدب من أن يقولون أو يتجرأون على ذلك
توبة من تجريح أهل العفة والطهارة وعدم التشكيك فيهم ( الصحابة )
يخرج من يشكك في أبي هريرة وخالد وغيره
يخرج من يشكك في البخاري وأحاديث البخاري
يخرج من يتبنى المذهب الشيعي بغرض التقريب
يخرج من يشكك في علماء الأمة
والكثير والكثير
اللهم رد الأمة إلى دينك مردًا جميلا ولاتجعل يا ربنا لظالم عليها سلطانا
نسأل الله تعالى أن يوفقنا في هذا الكتاب وأن يكون القصد لله تعالى وحده
الشيخ الزيتوني ( أبو إسلام )