مشاهدة النسخة كاملة : وجاء الأوان .... قصة قصيرة


نيهال هشام
03-10-2007, 10:09 AM
لم تكن تشعر بنفسها وهي تعبر الشارع في خطوات كسيرة يائسة وصوت ضميرها كالسياط تحسه ينهال على نافوخها في دقات رتيبة مزعجة تسلمها لأسى مر .. وقد انحنى رأسها كأنما لتتحاشى نظرات الناس من حولها ..
وفجأة أحست بخبطة قوية ارتج لها جسمها كله ، وشعرت بآلام مبرحة وقبل أن تبتلعها الدوامة سمعت أصوات صراخ كأنما تأتيها من عالم سحيق ورأت مجوعا تتقاطر حولها تنظر اليها من أعلى وأفواها تفتح وتغلق في سرعة عجيبة دون أن تسمع لها صوتا كأنها ترى شريطا سنيمائيا صامتا وحاولت أن ترفع جفونها ولكن شيئا ثثقيلا .. ثقيلا جدا أطبق عليها . ثم غشيها ظلام دامس
كانت الأصوات تتسرب الى اذنيها هامسة وهي تحاول بجهد أن تفتح عينيها ولكنها لم تر الا بياضا يحيط بها .. يحيط بها من كل جانب .. ومن وسط هذا البياض رأته .. رأته يقبل عليها بطلعته السمحة وابتسامته الرقيقة .فشعرت بدبيب الحياة يسري في جسمها كله كالكهرباء وأشرق وجهها ومدت يدها مرحبة تستقبله في سعادة فقال في حنان بصوت مختلج هامس :
- كيف حالك أسعيدة انت؟
نعم هي أكثر من سعيدة ، ومشيا متجاورين لا تكاد رجلاها تلامسان الأرض من فرط سعادتها .. واخترقا الشوارع المزدحمة وكأنما خلت إلا منهما ووصلا إلى مكان عملهما كان هذا دأبهما كل صباح حتى أمست تعيش لساعة اللقاء تنام وطيفه آخر ما تغلق عليها عينيها وتصبح لتفتح جفونها على خياله مائلا أمامها
لم يقل لها أنه يحبها مرة وكان حسبها أن ترى السعادة تطل من عينيه حين يراها قادمة فيمد إليها يده كأنما يحتويها بذراعيه وتمشي بجانبه يتكلمان في كل شيء عدا الحب
تململت في رقدتها وأخذت نفسا عميقا أحسته ينتزع من أحشائها وسمعت لغطا حولها ولكنها لم تفتح عينيها لأنها رأته مقبلا عليها وكان آخر شيء يمكن أن يخطر على بالها أن تراه في هذا المكان وتهلل وجهها وأقبل يصافحها وقالا في صوت واحد :
إلى أين ؟
وضحكام معا في وقت واحد أيضا ومشيا متجاوريين دون أن يوجه أحدهما ردا علة سؤال الآخر وضغط على يدها فارتجفت وهمس صوت من أعماقها ترى هل آن الأوان ؟
وغمرتها سعادة ولم تسحب يدها وقال دون أن يلتفت اليها :
-أريد أن أراك
فتضاحكت وقالت :
- ها نحن
فقال جادا
- أريد أن أتحدث معك في أمور تهمنا نحن الاثنين أخيرا ها هي فرصتها السانحة قد واتتها ها هو ذا أخيرا سيكشف لها عن حبه ولكن لماذا لا يقول لها الآن بصراحة ؟ورفعت عينيها إلى وجهه وتعجبت فبدلا من أن ترى صدى لسعادتها على وجهه رأته حزينا مهموما
ترى ماذا به ؟ وأي أخبار هذه التي يريد أن يسوقها إليها ؟ وما الذي يرغمه على الارتباط بها إذا كان هذا الارتباط لا يجلب الى قلبه السعادة المنشودة ؟
وحتى هذه اللحظة لم يتسرب الشط الى نفسها وساقتها عاطفتها المكبوتة للاستسلام لقراراته ولكنها شعرت بالغدر في في انفاسه وأصابعه النتشنجة
وانتزعت يدها من يده وأحست بانكسارها يطغى على غضبها وبمرارة في حلقها وألم يعصف بكيانه
وتأوهت آهة طويلة ثم فتحت عينيها فإذا وجه والدها يطل عليها في حنان دافق وأخواها الصغيران كل منهما يمسك بإحدى يديها وقال أبوها بصةوت يذوب حنانا :
- ألم أقل لك يا حبيبتي حذار من الشرود وأنت تبرين الطريق ؟ الحمدلله على سلامتك
وقالت في صوت واهن وهي ترمق أخويها
- ماذا حدث ؟ أين أنا؟
أجابها الطبيب :
- أتشعرين بألم في جسمك ؟
وصاح والدها بحنان :
- سليمة بإذن الله
ورفعت عينيها وأجالت نظرة كسيرة .. نظرة مجروحة .. في وجه أبيها ثم في وجه الطبيب ولم يفتها أن تغتصب ابتسامة باهتة على شفتيها الباهتتين .


يارب تكون عجبتكوا ........:d

gamal saber
06-10-2007, 05:28 AM
هو انا مش فاهم بالظبط موضوع القصة بس حاسس ان هى حلوة
حاولى تانى والى جاى افضل ان شاء الله

نيهال هشام
06-10-2007, 09:39 AM
شكرا على المرور

aquavia
10-10-2007, 01:09 AM
القصة رائعة

و احسن حاجة إن أولها زى آخرها

مش زى معظم القصص القصيرة اللى تقرأها و تفهم حاجة
وفى آخر سطر منها تطلع بتتكلم على حاجة تانية

و الحق يُقال إن النوعين حلوين