إبن النيل والتاريخ
03-01-2011, 10:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذهبت لكلية التربية بمدينة نصر الحى السادس للحصول على شهادة دبلومة التربوى حاملا معى ذكريات دراستى فى الجامعة الأزهرية التى تخرجت منها منذ خمس سنوات والأمل يحدونى بأن يكون قد حدث تغيير فى المنشآت والمدرجات والمعامل وخلافه . ولكننى صدمت ووجدت الحال كما هو عليه إن لم يكن للأسوأ . ويمكن أن ألخص مجمل الزيارة فى هذه الملاحظات التالية :
1- يتم سنويا عملية تجديد لواجهة مبنى كلية التربية من الخلف والتى تطل على شارع الأتوستراد . ولمن لا يعرف فهذه الواجهة تطل على قاعة المؤتمرات وعلى نصب الجندى المجهول وعلى إستاد القاهرة وبالتالى يأتى إليها رؤساء دول العالم ، ووفود الدول المشاركة فى تأبين الجندى المجهول أو المشاركة فى المؤتمرات الدولية او الجماهير الأجنبية التى تأتى لمشاهدة مباريات الكرة على إستاد القاهرة الدولى . وبالتالى فإن عملية التجديد لخلفية الكلية مهمة لواجهة البلد الحضارية . لكن مغزى التوقيت والطلبة مقبلون على امتحانات وترى " المون " الخاصة بالنقاشة والعمال يمشون فى طرقات الكلية بدون أدنى إعتبار لحرمة التعليم والمحاضرات . والمؤسف هو حال الكلية من الداخل وهى أقرب لحظيرة دواجن منها لكلية تربية لمعلمى لأجيال . وحتى المدخل الرئيسى التى يدخل منها أساتذة الكلية والطلاب لم تجدد منذ سنوات وهى مقارنة بسيطة توضح كيفية العقليات التى تدير شئون هذا البلد وتتحكم فى ميزانياته . وللأسف ففى هذه الكلية قسم يسمى الإدارة والتخطيط ويحق لكل شخص أن يفتخر به وفى نفس الوقت يتعجب ويندهش بأن فى هذا القسم كتب ورسائل ماجستير ودكتوراة وأساتذة على أعلى مستوى فى الإدارة ولكن فى الحيز التعليمى فقط وللإمتحان والسلام . وهو حال جميع البحوث والأقسام العلمية فى مصر. وهى دهشة تدعو للإستغراب والألم أن بهذه الكلية أكبر منظرى الإدارة والتعليم فى البلد وحال الكلية وحال البلد والتعليم كما يعلم الكبير قبل الصغير يسر الأعداء ويؤذى الأزهر والمخلصين للوطن الحبيب .
2- عملية تسليم الشهادات وقبل أن أذهب للكلية كنت أعتقد أن العقليات الإدارية قد اختلفت وتطورت ولكن للأسف ظل الحال على ما هو عليه منذ أيام إقامتى فى المدينة الجامعية حيث يتطلب منى دفع الرسوم للإقامة كل عام معركة تشبه مشروع الحرب حيث الوقوف أمام الشباك من الثانية فجرا حتى يأتى الباشا الموظف الساعة التاسعة ويخبرنا بأن الدفع اليوم فى مبنى آخر لنندب حظنا ويأتى الذين جاؤا متأخرين مسرعين إلى المبنى الآخر لحجز أماكنهم ويندب الذين جاؤا مبكرا حظهم التعيس والسيئ ويقفون فى طابور آخر طوال اليوم حتى الساعة الرابعة بدون أن يدفعوا الرسوم ليأتوا فى يوم آخر وهكذا تمر ثلاثة أيام أو أربعة حتى يتمكن الطالب البسيط والمكافح من دفع الرسوم والحصول على الإيصال والذى أعتبره فى نظرى جائزة يشعر من يحصل عليها بعد جهد طويل أنه حصل على كأس العالم . والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يتم تعيين ثلاثة موظفين لتحصيل الرسوم من عشرين ألف طالب . وهو حدث يتكرر سنويا . كيف لا يتم انتداب أكبر عدد من الموظفين فى الأزهر يعملون فى المالية لتوريد المبالغ . ويأخذوا عن هذا العمل الأسبوعى مكافأة . وفى ذلك رحمة لطلاب المدينة الجامعية .
وبما أن الحال لم يتغير فقد شهدت زحاما أمام كلية التربية وللتأكيد أرفقت هذا الموضوع بصورتان ومعى العديد من الصور لمن يهمه الأمر وهو أقل كثيرا من زحام المدينة الجامعية وأردت ذكر هذه الحادثة ليس من قبيل سرد الذكريات ولكن من أجل أن يطلع عليها أحد المسؤليين وتأخذه الشفقة والرحمة ويأخذ بعين الإعتبار هذا الحدث الذى يحدث سنويا بدون وضع أى حل وهناك حلول كثيرة أعتقد أن المسؤلين عن التسكين يعلمونها ولكن لا حياة لمن تنادى .
الخلاصة ( أن العقلية الإدارية لم تتغير ) إذ تم ندب إثنان من الموظفين لتسلم الشهادات وإثنان آخرين لتحصيل المبالغ من عدد يزيد عن الألف وجاؤا من أماكن بعيدة والمطلوب التحصيل من الساعة التاسعة صباحا للثانية ظهرا. كيف يتم ذلك بالله عليكم ولذلك رجع العديد من المعلمين الذين جاؤا لتسلم الشهادة خالى الوفاض ، والذين نجحوا فى دفع الرسوم لم يتسلموا الشهادة وقالوا لهم ستأخذونا بعد عشرة أيام ؟!! بدون تحديد أى تاريخ . ((((وهناك عدد يزيد عن المائتان سلموا أوراقهم وحصلوا على إذن الدفع وقاموا بدفع المال ولم يحصلوا منهم على إيصالات وقالوا لهم ستأخذون الشهادة بعد عشرة أيام ))))). وهى مهزلة تستحق النيابة الإدارية فورا . وهذه الواقعة بلاغ للنائب العام ومباحث الأموال العامة .
3- إن الإطلاع على الصور المرفقة ستوضح مجموعة من المهازل :
(أ) هكذا يعامل معلموا الأجيال بهذه الطريقة المهينة وهى تمحوا كل ما تعلموه ودرسوه فى الدبلومة لينقلوه للطلاب . وفاقد الشئ لا يعطيه .
(ب) تخيلوا الموقف لو رأى التلاميذ أساتذتهم بهذا الشكل المهين .
(ج) كل هؤلاء الملعمين راتبهم الشهرى ثلاثمائة و إحدى عشر جنيها وبعد دفع مبلغ 116 - مفيش فكة - ومواصلات من المنصورة للكلية والعودة 25 جنيها . كيف تتوقعون من هؤلاء أن يغرسوا العلم والحب والفضيلة والقيم والأخلاق فى نفوس الطلاب وراتبهم بالكامل أصلا لا يكفى حتى أكل الفول والطعمية لشخص واحد شهريا فمابالك بأسرة.
(د) أن هؤلاء الذين نجحوا ذاقوا الظلم والهوان - هذا الظلم والهوان يحتاج مجلدات ولا يتسع المقام لضرب أمثلة - أيام الدراسة فى كلية أصول الدين بالمنصورة . وكلنا يعرف زميلنا المعلم الذى وافته المنية بعد امتحان الشفوى حيث تعرض لإهانات أثرت فى حالته النفسية وأدت إلى وفاته ونشرت الصحف خبره ولم ينتهى هوان الأحياء بعد ومما يلاقوه يتمنون لو أنهم لقوا أيضا مصيره .
وكلمة أخيرة للمشرع الذى وضع شرط التربوى العجيب ولدكاترة التربية هل معلموكم كانوا حاصلين على مؤهل تربوى ؟!! إننى ليس لدى مانع فى دبلومة التربوى ولكن أولا وفروا الراتب المحترم للمعلم والمكانة اللائقة له إجتماعيا ، وارتقوا بالمدارس ووفروا الوسائل التلعليمية واجعلوا من بيئة التدريس مكانا صالحا للعلم قبل أن تطالبوا المعلم بدراسة أحدث ما وصلت إليه العلوم فى التربية .
وآمل أن يتغير الحال رحمة بمعلمى الأزهر والوطن .
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .
ذهبت لكلية التربية بمدينة نصر الحى السادس للحصول على شهادة دبلومة التربوى حاملا معى ذكريات دراستى فى الجامعة الأزهرية التى تخرجت منها منذ خمس سنوات والأمل يحدونى بأن يكون قد حدث تغيير فى المنشآت والمدرجات والمعامل وخلافه . ولكننى صدمت ووجدت الحال كما هو عليه إن لم يكن للأسوأ . ويمكن أن ألخص مجمل الزيارة فى هذه الملاحظات التالية :
1- يتم سنويا عملية تجديد لواجهة مبنى كلية التربية من الخلف والتى تطل على شارع الأتوستراد . ولمن لا يعرف فهذه الواجهة تطل على قاعة المؤتمرات وعلى نصب الجندى المجهول وعلى إستاد القاهرة وبالتالى يأتى إليها رؤساء دول العالم ، ووفود الدول المشاركة فى تأبين الجندى المجهول أو المشاركة فى المؤتمرات الدولية او الجماهير الأجنبية التى تأتى لمشاهدة مباريات الكرة على إستاد القاهرة الدولى . وبالتالى فإن عملية التجديد لخلفية الكلية مهمة لواجهة البلد الحضارية . لكن مغزى التوقيت والطلبة مقبلون على امتحانات وترى " المون " الخاصة بالنقاشة والعمال يمشون فى طرقات الكلية بدون أدنى إعتبار لحرمة التعليم والمحاضرات . والمؤسف هو حال الكلية من الداخل وهى أقرب لحظيرة دواجن منها لكلية تربية لمعلمى لأجيال . وحتى المدخل الرئيسى التى يدخل منها أساتذة الكلية والطلاب لم تجدد منذ سنوات وهى مقارنة بسيطة توضح كيفية العقليات التى تدير شئون هذا البلد وتتحكم فى ميزانياته . وللأسف ففى هذه الكلية قسم يسمى الإدارة والتخطيط ويحق لكل شخص أن يفتخر به وفى نفس الوقت يتعجب ويندهش بأن فى هذا القسم كتب ورسائل ماجستير ودكتوراة وأساتذة على أعلى مستوى فى الإدارة ولكن فى الحيز التعليمى فقط وللإمتحان والسلام . وهو حال جميع البحوث والأقسام العلمية فى مصر. وهى دهشة تدعو للإستغراب والألم أن بهذه الكلية أكبر منظرى الإدارة والتعليم فى البلد وحال الكلية وحال البلد والتعليم كما يعلم الكبير قبل الصغير يسر الأعداء ويؤذى الأزهر والمخلصين للوطن الحبيب .
2- عملية تسليم الشهادات وقبل أن أذهب للكلية كنت أعتقد أن العقليات الإدارية قد اختلفت وتطورت ولكن للأسف ظل الحال على ما هو عليه منذ أيام إقامتى فى المدينة الجامعية حيث يتطلب منى دفع الرسوم للإقامة كل عام معركة تشبه مشروع الحرب حيث الوقوف أمام الشباك من الثانية فجرا حتى يأتى الباشا الموظف الساعة التاسعة ويخبرنا بأن الدفع اليوم فى مبنى آخر لنندب حظنا ويأتى الذين جاؤا متأخرين مسرعين إلى المبنى الآخر لحجز أماكنهم ويندب الذين جاؤا مبكرا حظهم التعيس والسيئ ويقفون فى طابور آخر طوال اليوم حتى الساعة الرابعة بدون أن يدفعوا الرسوم ليأتوا فى يوم آخر وهكذا تمر ثلاثة أيام أو أربعة حتى يتمكن الطالب البسيط والمكافح من دفع الرسوم والحصول على الإيصال والذى أعتبره فى نظرى جائزة يشعر من يحصل عليها بعد جهد طويل أنه حصل على كأس العالم . والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يتم تعيين ثلاثة موظفين لتحصيل الرسوم من عشرين ألف طالب . وهو حدث يتكرر سنويا . كيف لا يتم انتداب أكبر عدد من الموظفين فى الأزهر يعملون فى المالية لتوريد المبالغ . ويأخذوا عن هذا العمل الأسبوعى مكافأة . وفى ذلك رحمة لطلاب المدينة الجامعية .
وبما أن الحال لم يتغير فقد شهدت زحاما أمام كلية التربية وللتأكيد أرفقت هذا الموضوع بصورتان ومعى العديد من الصور لمن يهمه الأمر وهو أقل كثيرا من زحام المدينة الجامعية وأردت ذكر هذه الحادثة ليس من قبيل سرد الذكريات ولكن من أجل أن يطلع عليها أحد المسؤليين وتأخذه الشفقة والرحمة ويأخذ بعين الإعتبار هذا الحدث الذى يحدث سنويا بدون وضع أى حل وهناك حلول كثيرة أعتقد أن المسؤلين عن التسكين يعلمونها ولكن لا حياة لمن تنادى .
الخلاصة ( أن العقلية الإدارية لم تتغير ) إذ تم ندب إثنان من الموظفين لتسلم الشهادات وإثنان آخرين لتحصيل المبالغ من عدد يزيد عن الألف وجاؤا من أماكن بعيدة والمطلوب التحصيل من الساعة التاسعة صباحا للثانية ظهرا. كيف يتم ذلك بالله عليكم ولذلك رجع العديد من المعلمين الذين جاؤا لتسلم الشهادة خالى الوفاض ، والذين نجحوا فى دفع الرسوم لم يتسلموا الشهادة وقالوا لهم ستأخذونا بعد عشرة أيام ؟!! بدون تحديد أى تاريخ . ((((وهناك عدد يزيد عن المائتان سلموا أوراقهم وحصلوا على إذن الدفع وقاموا بدفع المال ولم يحصلوا منهم على إيصالات وقالوا لهم ستأخذون الشهادة بعد عشرة أيام ))))). وهى مهزلة تستحق النيابة الإدارية فورا . وهذه الواقعة بلاغ للنائب العام ومباحث الأموال العامة .
3- إن الإطلاع على الصور المرفقة ستوضح مجموعة من المهازل :
(أ) هكذا يعامل معلموا الأجيال بهذه الطريقة المهينة وهى تمحوا كل ما تعلموه ودرسوه فى الدبلومة لينقلوه للطلاب . وفاقد الشئ لا يعطيه .
(ب) تخيلوا الموقف لو رأى التلاميذ أساتذتهم بهذا الشكل المهين .
(ج) كل هؤلاء الملعمين راتبهم الشهرى ثلاثمائة و إحدى عشر جنيها وبعد دفع مبلغ 116 - مفيش فكة - ومواصلات من المنصورة للكلية والعودة 25 جنيها . كيف تتوقعون من هؤلاء أن يغرسوا العلم والحب والفضيلة والقيم والأخلاق فى نفوس الطلاب وراتبهم بالكامل أصلا لا يكفى حتى أكل الفول والطعمية لشخص واحد شهريا فمابالك بأسرة.
(د) أن هؤلاء الذين نجحوا ذاقوا الظلم والهوان - هذا الظلم والهوان يحتاج مجلدات ولا يتسع المقام لضرب أمثلة - أيام الدراسة فى كلية أصول الدين بالمنصورة . وكلنا يعرف زميلنا المعلم الذى وافته المنية بعد امتحان الشفوى حيث تعرض لإهانات أثرت فى حالته النفسية وأدت إلى وفاته ونشرت الصحف خبره ولم ينتهى هوان الأحياء بعد ومما يلاقوه يتمنون لو أنهم لقوا أيضا مصيره .
وكلمة أخيرة للمشرع الذى وضع شرط التربوى العجيب ولدكاترة التربية هل معلموكم كانوا حاصلين على مؤهل تربوى ؟!! إننى ليس لدى مانع فى دبلومة التربوى ولكن أولا وفروا الراتب المحترم للمعلم والمكانة اللائقة له إجتماعيا ، وارتقوا بالمدارس ووفروا الوسائل التلعليمية واجعلوا من بيئة التدريس مكانا صالحا للعلم قبل أن تطالبوا المعلم بدراسة أحدث ما وصلت إليه العلوم فى التربية .
وآمل أن يتغير الحال رحمة بمعلمى الأزهر والوطن .
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .