مشاهدة النسخة كاملة : زمن الغدر والقهر


fares elnet
08-10-2007, 11:23 PM
بدون مقدمات سوف نتكلم اليوم عن مجتمعنا

بين اليوم والماضى




مجتمع اليوم - ليس كله طبعا - ليس كمجتمع زمان. مجتمع زمان كان انقى وارقى. مجتمع اليوم فاسد بالكامل وموبوء بجميع الامراض الاجتماعية التي قد تخطر على قلب بشر !

رجال اليوم - ليس كلهم قطعاً - ليسوا مثل رجال

زمان .
رجال اليوم منافقون خُلص وكذبة محترفون. الموضوع

الرئيس في كل مجالسهم هو الغيبه. لا اقصد اغتياب

الأغراب فهذه اصبحت دين الناس وديدنهم . ولكن

أعني اغتياب الأخ والصديق وحتى الزوجه !



تجلس في مناسبة اجتماعيه ، عرس مثلا ، متيقظاًً مشدود

العضلات مخافة ان تنكسر بك إحدى قوائم كرسي البلاستيك

المغشوش الذي تجلس عليه ، ومن دون نية مسبقه ، تراقب

الناس من حولك. ترى رجلين من المدعوين ، ما ان يلتقيا

حتى يأخذ الواحد الآخر بين ذراعيه ، متبادلا معه ابتسامات

عريضه ، ليطبع على خديه ثلاث قبل كبيره ومزعجه. بعد

الأسئلة التي لم يعد لها معنى ، عن العائله والاولاد يفترق "

الصديقان " ليواصل كل منهما نفس العناق وذات القبلات مع

آخرين من بين الحضور ..


للوهلة الاولى يجمح بك الاعتقاد الى ان المودة والوئام

سائدين بين الناس ، وتلوم نفسك على سؤ ظنك ! غير أن

الحقيقة تعود لتلطمك على عارضة وجهك . فهؤلاء الاشخاص

الذين تبادلوا القبلات منذ قليل ، تعرفهم جميعا ، ورأيتهم في

عرس آخر ، مساء اول امس ، يتبادلون نفس الاحتضانات

الكاذبه وذات القبل الزائفه ! ورغما عنك تسأل نفسك أوصل

الاشتياق بهم حدا كهذا خلال يومين ؟!!

لسؤ حظك العاثر يتقدم أحد ابطال مسرحيه القبلات السخيفه ،

بعد ان استعرض نفسه امام صفوف المدعوين وتأكد بأن

كاميرا فيديو المصور قد التقطته ، ليجلس على الكرسي

الشاغر بجانبك. يتلفت بداية ذات اليمين وذات الشمال ، كأن

المكان لا يليق به ، فهو ليس في الصفوف الاولى المواجهه

للكاميرا ، ثم يدير رأسه نحوك ليحييك ويمطرك بأسئلة

متواصلة ، عن صحتك .. عملك .. اولادك .. اصدقائك.. دون

ان يعطيك فرصة لترد ، وهو حقيقة لا ينتظر منك ردا أصلا .

ثم وبلهجة تتصنع المرارة ، ومشيرا الى احد الذين لم يجف

لعاب قبلاته من على خده بعد ، يقول لك :


أترى ذاك الرجل ؟ حضرت عنده عرس ابنه في العام الماضي

ونقطته مبلغ كذا. زوجت ابني قبل شهرين فنقطني مبلغ كذا.

يا رجل أكلني الواطي ، عينك عينك" !

قبل ان تعقب على ما يقول ، يومىء جليسك بحاجبه الايسر

نحو رجل آخر ليقول :

" أترى فلان ؟ انت تعرفه. حضرت اعراس ابنائه الاربعه .

زوّّج الخامس قبل شهر فلم اتمكن من المشاركه. تصور ،

الحقير، أخذ مني موقفا . صافحني فقط دون ان يقبلني

كعادته ! يا رجل الناس بطلت تستحي " .

تتململ انت في مقعدك . تشعر بالضيق ، وتحنق على المؤذن

الذي تظنه قد أبطىء في رفع آذان المغرب لينقذك مما انت فيه

، فيفاجئك الرجل ، هذه المرة بلهجة كسوله :

" لم ارك عند فلان" ، ويقصد في عرس إ بن فلان . ثم ما أن

تخبره بأنك لم تدع للعرس الذي يقصده ، حتى يتأوه شاكيا

على وشك البكاء :

" أحسن لك. يا عمي الناس زودوها. بيني وبينك خراب

بيوت. نقوط وبنزين.. وتعب بال.. وبالآخر بيوكلوك" في هذه

المرحله يصل المناسبه أحد " المعازيم الكبار" ! رجل في

الستين او جاوزها ، شعره أشيب

و فوقه بدلة رسمية "محترمه". تعرف أنت وكل الحضور ،

أن الاخ منحط تماما ، سياسياًًً واخلاقيا. يعني بالعربي

جاسوس سافل بالنهار وماجن سكير بالليل . ومع ذالك يقوم

له جميع الذين يجلسون في الصف الاول ، ليلقى من الحفاوة

والترحيب كما لو كان آخر الرجال الشرفاء !

في هذه المرحله تشعر أنك لم تعد تحتمل وانك لو بقيت مكانك

لتقيأت على نفسك وعلى من حولك ، فتعتذر من جليسك

وتقول لنفسك سأصلي في البيت ، وتغادر. في الطريق تسأل

نفسك من اين جاءت كل هذه السفالة التي جعلت الناس لا

تحترم إلا غير المحترمين ؟!

في اليوم التالي يصلك ، مثل غيرك ، نعي فلان ، فتقرر

المشاركة في الجنازه. هناك على المقبره تبحث عن جدار او

شجرة يظلانك من الشمس الحارقه ، وتسمع دون قصد ،

حديث الذين من حولك .

حتى على المقابر لا يحسن الناس الصمت ! والادهى من ذلك

ان الكلام الذي يدور بينهم في المآتم هو نفس الكلام الذي

يتبادلونه في الاعراس : فلان قام وفلانه قعدت .. !

نساء اليوم - ليس كلهن حتما - لسن مثل نساء زمان.

نساء زمان كن أطهر وأكثر حشمة ، أنبل وأشد حياء ، أكثر

صدقا وأنوثة أيضا.

نساء اليوم ، خاصة الفتيات منهن ، سطحيات ، بليدات

ومتهتكات. رغم تعليمهن فان تفكيرهن لا يتجاوز خصور

فساتينهن. ولذلك يعرفن أدق التفاصيل عن حياة نجوم (!)

سوبر ستار او ستار اكاديمي .

ترى الواحدة صباحا فتكون عيناها بنيتان. تلتقيها بعد يوم واذ

بعينيها زرقاوان !

كان شعرها اسود ، وبقدرة قادر صار اصفر. رأيتها وصدرها

ضامر ، ثم بعد أسبوعين تراه عامرا !

في البدايه تكذب نفسك وتتسائل أهي هي ؟ ثم تجد من يشرح

لك عن العدسات اللاصقه والاصباغ وعمليات زرع السليكون

، فتتذكر المدن العربيه. من شرفة الطائره حدائق عامره ،

نوافير خلابه واضواء تخطف الابصار . أما من الارض فقمع

وقهر وأوساخ وأزقة وسكارى ومتسولين !

أحيانا تسأل نفسك لماذا تتصرف نساء اليوم بفظاظة رجال

الشرطة في دول العالم الثالث ؟

أين اختفت الرقة والنعومة والحياء الذي كان يميز النساء ؟

من أين جاءت هذه السلاطة في اللسان والوقاحة المستفزة في

اللباس ؟

وتشفق بكل أعضائك على الشعراء . إذ كيف سيستطيعون بعد

اليوم نظم قصائد الغزل في " ظباء " نبتت لها فجأة مخالب

وانياب ؟! كيف سيتغنى شاعر بالعيون السود إذا كانت تلك

العيون ستغير لونها قبل ان ينتهي هو من نظم قصيدته ؟!

وكيف سيعتصر قريحته ليصف شعرا ناعما " يفوح من

مفارقه المسك " اذا كان نفس الشعر سينقلب سريعا، مجعدا

متموجا تفوح من مفارقه الروائح الكريهه جراء استعمال

المستحضرات التي تمنع من غسل الشعر مدة طويله ؟!


شباب اليوم - ليس كلهم طبعا - ليسوا مثل شباب زمان.

شباب زمان كانوا اكثر رجولة واحسن اخلاقا ، أما شباب

اليوم فمائعون، مخنثون ، وشبه أميين !

بعضهم يحلق نصف شعر رأسه ويترك نصفه الآخر تماما كما

كان أجدادنا يقصون شعر بطن تيس الماعز ويتركون شعر

ظهره ! بعضهم الآخر يستهلك من " الجلي" أكثر مما

يستهلك من الصابون ، ليبدو شعر رأسه مشوكا مثل جسد "

النيص" ! منهم من يعلق في أذنيه دوائر معدنيه تشبه أقراط

النساء ، وفي عنقه او معصميه سلاسل ملونه كزينة

العرائس ! ومنهم من يقود سيارة ابيه بسرعه جنونيه رافعا

صوت مسجل السياره الى اقصى درجه ممكنه ، على اغنية

اجنبية لا يفهم من كلماتها حرفا واحدا ! اما ان تجرأت ولفت

انتباهه الى أي مسألة سلوكيه ، فقد يستل خنجرا ويذبحك ..!


البلية العظمى في شباب اليوم انهم لا يقرأون . بل يعتبرون

الكتاب مضيعة لوقتهم الثمين الذي يجب أن يخصص برأيهم

للمحادثات السخيفة ، بل وحتى الساقطه ، على شبكة

المعلومات ! فتياتهم القدوات لسن

" سناء محيدلي " أو "جميله بو حيرد" بل " هيفاء وهبي "

و" روبي " !

كيف تشوهنا ، ظاهرا وباطنا ، الى هذا الحد ؟!

كيف تعودنا على وضع صارت فيه حياتنا كلها أباطيل في

أباطيل ؟!

اليس هذا هو مجتمعنا الذى نعيش فيه

Taleba Me7tasa
09-10-2007, 12:34 AM
فعلا والله بس المجتمع اللي احنا فيه دة هيكون انقى وارقى من المجتمع سنة 2100 مثلا احنا ممكن نوصل لزمن منلاقيش ولا واحد واقف بيصلي الجمعة فهيكون زمنا دة بالنسباله انقى وارقى وهكذا
شكرا لموضوعك

gamal saber
09-10-2007, 05:03 AM
والله يا حسام الواحد مش عارف يقول اية كل دة موجود
بس بردو فى ناس بتقعد ساكتة فى الافؤاح والمياتم
ولسة فى خير بردو الدنيا مش كلها كدة
وشكرا على الموضوع يا باشا

fares elnet
25-10-2007, 12:46 PM
شكرا لمرورك الجميل بالموضوع

M I D O
25-10-2007, 01:39 PM
موضوع فى غاية الروعة كالعادة شكراا لك

fares elnet
26-10-2007, 08:23 PM
موضوع فى غاية الروعة كالعادة شكراا لك



شكرا على مرورك العطر بالموضوع