مشاهدة النسخة كاملة : انشروا هذه المواقف بين المسلمين


Specialist hossam
09-01-2011, 04:57 PM
لا مجال بارك الله فيكم بأن أقدم بكثير كلام .. فلعلكم رأيتم في الأيام الماضية أكثر مما رأيتُ
من هوانٍ وذلٍّ من قِبَلِ كثير من المسلمين تجاه النصارى.. مبررين كل ذلك بالحادث الذي وقع في الاسكندرية; ويكأن هناك أحد -من المعتبرين عقلًا وفهمًا- قال بأن هذا الأمر مشروعًا !
وأخذ هؤلاء المسلمون يتكلفون.. ويبذلون كل ما في وسعهم -حتى ولو كان محرمًا- حتى يتوددون إلى هؤلاء النصارى !
حتى رأينا هذا البرنامج "المصريون" الذي كان بثّ موحد على القنوات المحلية والفضائية !.. ومن رفع الصلبان والهتاف بأشياءٍ لو سمعها أيٌّ من صحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- لحكموا بأن هذه ديار كفرٍ لا ديار إسلام !
بل وصل الأمر أن رأينا "منقبة" تجلس في الصف الأول في القدّاس -الكفري- في إحدى الكنائس !
فياليت شعري أهؤلاء عقلاء..؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون !

الحاصل.. أن كل مسلمٍ يسعى بأن يقدم أي شيء يقدر عليه حسب استطاعته في محاول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هؤلاء المسلمين الذين ينجرّون حول "رويبضات" الإعلام تارة, وسفهاء الأقوال تارة !
فهذا الطرح أقدمه شيء عملي ننقله لهؤلاء الناس وغيرهم.. وهو نماذج عملية في: البراءة من الكفر وأهله ولو كانوا أولي قربى !
وحبذا لو شارك كل من يستطيع فيه بذكر نماذج, ولكن على شرطي الذي أقوم به; من ذكر المصادر المنقول عنها .


عقيدة الولاء والبراء هي من أوثق عرى الإيمان, فمن حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- الذي أخرجه أحمد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال " إن أوثق عُرى الإيمان: أن تُحِبَّ في الله, وتُبْغِضَ في الله"
وقد أصبحنا في زمنٍ في أحوج مانكون فيه هو تبين هذه العقيدة التي هي عَصَبِها.. نظراً لأن كثيراً ضيّعها, ليس هذا فحسب; بل عمل بضدها!! وإنا لله وإنا إليه راجعون !

وسوف أقتصر في هذا الموضوع لذكر النماذج المشرقة في باب "البراءة" من أهل الكفر ولو كانوا ذو قربى حتى نستبصر طريقنا الصحيح الذي لاعوجاج فيه...
وعندما تكن الأمور عملية تكن أكثر مدعاة للفَهْمِ والتفاعل وترسيخ المعنى.. حيث أن الدروس النظرية في العقيدةِ غير مجدية على الحقيقةِ.. ويُنظر هاهنا للفائدة.


وعليه فلنبدأ الموضوع على بركة الله
النموذج الأول:
نبيّ الله نوح -عليه السلام- مع ابنه!

فقد قصّ الله علينا نبأ نوحٍ -عليه السلام- مع قومه في أكثر من موضعٍ في كتابه العزيز..
ومن ضمن هذه الآيات المُبْهِرات النَيِّرات الآيات التي في سورة هود -عليه السلام-..
حيث حكى ربُّنا ما دار بين نوح -عليه السلام- وبين ابنه, فقال سبحانه =جلّ شأنه-
" وقالَ ارْكَبوا فيها بسمِ الله مَجْراها ومُرْساها, إنّ ربي لغفورٌ رَّحيم (41) وهي تجري بهم في موجٍ كالجبالِ ونادى نوحٌ ابْنَهُ وكان في مَعْزِلٍ يابُنَىَّ اركب مَّعنا ولا تَكُنْ معَ الكافرين (42) قال سآوى إلى جبلٍ يَعْصمُنِي مِنَ المآء, قال لا عاصِمَ اليَوْمَ من أمرِ الله إلا من رَّحِمَ, وحال بينهما الموجُ فكانَ مِنَ المُغْرَقين(43)" إلى أن قال ربّنا " ونادى نوحٌ ربَّهُ فقال ربِّ إنّ ابني من أهلي وإنّ وَعْدَكَ الحقُّ وأنتَ أحْكَمُ الحاكمين (45) قال يانوحُ إنَّهُ ليسَ من أهلِكَ غنّه عملٌ غير صالح, فلا تسألنِ ما ليسَ لَكَ به علم, إنِّي أَعِظُكَ أن تكونَ من الجاهلين(46) قال ربِّ إنِّي أعوذُ بِكَ أن أن أسألكَ ما ليس لي به علم, وإلا تغفِر لي وترحمني أكُن مِّنَ الخاسرين (47)"

فهذا سياق -والله- تدمع منه العين.. وتخشع له القلوب.. ففوائده كثيرة غزيرة.. ولولا أن المقصود من الموضوع شيء واحد لتعرضنا لها والله المستعان.

الشاهد من هذا السياق في قوله تعالى " قال يانوحُ إنّه ليس من أهلكَ " قال صاحب تفسير المنار -رحمه الله-: " قال يانوحُ إنّه ليس من أهلكَ " الذين أمرتُكَ أن تسلكهم في السفينة لإنجائهم من الغرق, والسبب " إنَّهُ عَمَلٌ غيرُ صالح " ... ومن المعلوم أن الكفر يقطع الولاية بين المؤمنين والكافرين من الأقربين, ويوجب براءة بعضهم من بعض. اهـ
فكأن ابن نوح لم يعد من أهله لكفره(1)
ثمّ أعلنَ توبته مما قاله, وذلك بقوله " وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين "(2)

فائدة: قال الرازي: وهذه الآية "إنّه ليس من أهلك" تدل على أنّ العبرة بقرابة الدين لا بقرابة النسب, فإنّ في هذه الصورة كانت قرابة النسب حاصلة من أقوى الوجوه, ولكن لما انتفت قرابة الدين لا جرم نفاه الله بأبلغ الألفاظ وهو قوله "إنّه ليس من أهلك"...(3)

إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون
فاعتبروا يا أولي الأبصار!



-----
(1) المستفاد من قصص القرآن (1/150) لـ عبد الكريم زيدان طـ مؤسسة الرسالة.
(2) تفسير الرازي (18/5) عنه (151).
(3) تفسير الرازي (18/3:2) عنه (150).

Specialist hossam
09-01-2011, 05:00 PM
النموذج الثاني:
رجل تبرأ من عمّه !

أخرج البخاري -رحمه الله- في صحيحه في أحداث صلح الحديبية عندما كانت قريش تُرسل الرسل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- للوصول معه على اتفاق كما هو معلوم عند الجميع...
فكان ممن بعثت قريش عروة بن مسعود الثقفي... وعندما جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان كلما تكلم كلمة أخذ بلحية الرسول -عليه الصلاة والسلام-, والمغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قائم على رأس النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مُقَنَّع في الحديد وفي يده السيف; فيضربه بِنَعْلِ السيف, ويقول: أخِّر عن لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, أو يقول: كُفَّ يدك قبل أن لا تصل إليك!
فقال -أي عُروة-: من هذا يا مُحَمَّد..؟! ما أفظّه وأغلظه!
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ابن أخيك!
فقال: ياغُدَر, والله ماغسلتُ عنّي سوءتك إلا بالأمس...الحديث, وقد ذكرته مختصراً.

فانظروا يارعاكم الله كيف كان تصرف الرجل مع عمّه عندما قام بفعل شيء لا يتناسب مع وقار النبي -عليه الصلاة والسلام-!, هذا لأنه قد فرّق بينهم الدين فلا محاباة بينهم يومئذ!
فاعتبروا يا أولي الأبصار!


النموذج الثالث:
امرأة تتبرأ من أبيها !


أم حبيبة بنت أبي سفيان.. زوج النبي -عليه الصلاة والسلام-,
فقد أكرمت فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما جاءها أبوها ليجلس عليه لما قدم المدينة وقالت له: إنّك مشرك, ومنعته من الجلوس عليه! [يُنظر: الإصابة (4/ 298) وما بعدها.]


فاعتبروا يا أولي الأبصار!




النموذج الرابع:
أخٌ مع أخيه من الرضاعة !

قصة كعب بن الأشرف المشهورة, التي أخرجها البخاري -رحمهم الله- ومسلم في صحيحيهما.

كان كعب شاعرًا. وقد غاظه انتصار المسلمين ببدر, فسافر إلى مكة ليواسي المشركين في قتلاهم ويحرضهم على أخذ الثأر, ويهجو الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وعندما سأله أبو سفيان قائلًا: "أناشد الله! أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه. وأينا أهدى إلى ربك وأقرب إلى الحق؟ قال كعب: أنتم أهدى منهم سبيلًا", فأنزل الله على رسوله: "ألم ترَ إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتابِ يؤمنونَ بالجبتِ والطّاغوتِ ويقولونَ للذينَ كفروا هؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلًا" النساء:51.
وعندما عاد إلى المدينة أخذ يقرض الشعر متشببًا بنساء المسلمين, فأهدر الرسول -صلى الله عليه وسلم- دمه. وتصدى لمهمة إنزال العقاب الرادع به: محمد بن مسلمة, وأبو نائلة; أخو كعب من الرضاع !!...إلخ

وتتواتر مثل هذه المواقف على مدار السيرة ليُعلم علم اليقين أن الولاء لله والبراء من أعداء الله ولو كان ذو قربى! أبى من أبى وقَبِلَ من قَبِل, فدين الله واحد !
فاعتبروا يا أولي الأبصار!



وأخيرا




عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال :

شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في طل الكعبة فقلنا :

ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟

فقال :

" قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه

والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون"

أهل السنة
09-01-2011, 08:53 PM
جزاك الله خيرا

Specialist hossam
09-01-2011, 09:38 PM
وجزاك مثله