The_Relativistic200
12-10-2007, 07:25 AM
السلام عليكم اهل المنتدى الكرام بعضهم او كلهم....مش موضوعنا!!!
=======================================
تحلق حوله الجميع ينظرون له باهتمام وينصتون لما يقول بإمعان , كان صوته واضحا وألفاظه أنيقة ونبراته واثقة شأن أولئك العارفين ببواطن الأمور , وأنا أشعر بضعف شديد تجاه أولئك العارفين ببواطن الأمور , فقد حاولت مرارا أن أكون واحدا منهم غير أني فشلت واكتفيت أخيرا أن أكون واحدا من الملايين الذين يعرفون قشور الأمور . أو بالتحديد الذين يعرفون القشرة العليا السطحية لقشور الأمور . سألت : من هو ؟ جاءتني الإجابة همسا من واحد من الجالسين جواري : " هو أديب وصحفي ومحلل سياسي , وخبرته في التحليل طويلة منذ كان يعمل بأحد معامل التحاليل الطبية قبل ان يعمل في الصحافة .. ! أجهزة المخابرات العالمية والدوائر السياسية العليا وصناع القرار في الشرق والغرب على حد سواء تدرس بعناية كبيرة كل ما يكتبه وكل ما يقوله . " فتحت آذاني جيدا وأرهفت سمعي جيدا . من المؤكد إذ استوعبت حديثه جيدا فسوف تكون فرصتي الأخيرة للانضمام لجماعة العارفين ببواطن الأمور . اندفع المحلل يقول : " إن ما يحدث في المنطقة يدفعنا بشدة لأن نراقب بحذر مشوب بالتفاؤل الجهود الأمريكية والغربية لإقرار السلام في المنطقة بينما يحتم الوضع على أمريكا نفسها أن تدفع الموقف بإصرار مشوب بالتفاؤل الحذر في الاتجاه السليم خاصة وان الاتحاد السوفيتي يراقب الموقف من بعيد تمهيدا للتدخل الحذر في هدوء مشوب بالتشاؤم . والأيام القليلة القادمة سوف تطرح تساؤلات هامة على الأطراف المتصارعة أن تجيب عليها . ولعل الطرف المؤهل للإجابة أكثر من غيره هوا : الدروز والشيعة والموارنة والكتائب والمرابطون وسنة طرابلس وعلويو سوريا والقوات الأمريكية والفرنسية والانجليزية والايطالية والدول العربية . غير أني أحذر من فهم خاطئ لدى الكثيرين وهو ان اللعبة السياسية في يد هؤلاء فقط على العكس من ذلك ,! فهناك أطراف أخرى عديدة .. هامة ومؤثرة أفضل عدم الإفصاح عنها إلى أن يتضح موقفها تماما وكل ما نستطيعه حيالها هو ان نترقب موقفها بحذر مشوب بالقلق في المرحلة الراهنة على الأقل ! أما فيما بعد وفي مراحل قدمته فعلينا أن نحول حذرنا المشوب بالقلق إلى قلق مشوب بالحذر . إنني رجل متفائل بطبعي وطبيعتي غير أن السياسة علمتني _ هذا عن كنت تعلمت حقا _ أن يكون تفاؤلي دائما مشوبا بالحذر ولكنه الحذر المحسوب الذي يدفع للبحث عن حلول عملية وليس ذلك الحذر المثبط للهمم .
والسياسة لا تعرف السكون والجمود , هناك متغير في كل عام بل في كل شهر بل في كل أسبوع بل في كل يوم بل في كل ساعة بل في كل دقيقة بل في كل ثانية بل في كل لحظة !!
لقد حدثت على الأرض آلاف بل ملايين المتغيرات منذ أن بدأت حديثي إليكم , ومع ذلك يجب أن يكون جميعا على وعي بتلك المتغيرات التي حدثت بل علينا أيضا أن نتنبأ بقوة الخيال السياسي بالمتغيرات التي ستحدث في المنطقة . ولكن هذا بدوره يبرز بقوة دور كل الدول المصدرة والمصنعة للسلاح في العالم . كما يطرح سؤالا صعبا إلى الدرجة التي تجعلني أنا نفسي عاجزا عن الإجابة عليه في الوقت الراهن على الأقل إلى ان تتوافر لدي كل المعطيات الموقف والتي وعدني بعض أصدقائي بالحصول عليها وإرسالها لي بالبريد !!
" تركت المقهى والرجل يتكلم ذهبت إلى المنزل ونمت ساعتين وأخذت دشا وعدت إلى المقهى
وكان الرجل يتكلم ذهبت إلى المصيف وقضيت شهرا على الشاطئ وعدت فوجدت الرجل يتكلم
ولد ملايين الأطفال وقتل الآلاف بالقصف المركز والعشوائي ودُمرت آلاف المنازل والأحياء وامتلأت خزائن كل تجار السلاح في الشرق والغرب ومررت .. على المقهى بالصدفة .. وكان الرجل يتكلم !
كف الطفل بداخلي عن المرح وجف شبابي وبدأت أشعر بالشيخوخة تزحف عليّ بثبات مشوب بالحزن والرجل مازال يتكلم .
ولكنه _ والحق يقال _ كان يتكلم في تفاؤل مشوب بالحذر !
علي سالم / كاتب مسرحي مصري
منقول
=======================================
تحلق حوله الجميع ينظرون له باهتمام وينصتون لما يقول بإمعان , كان صوته واضحا وألفاظه أنيقة ونبراته واثقة شأن أولئك العارفين ببواطن الأمور , وأنا أشعر بضعف شديد تجاه أولئك العارفين ببواطن الأمور , فقد حاولت مرارا أن أكون واحدا منهم غير أني فشلت واكتفيت أخيرا أن أكون واحدا من الملايين الذين يعرفون قشور الأمور . أو بالتحديد الذين يعرفون القشرة العليا السطحية لقشور الأمور . سألت : من هو ؟ جاءتني الإجابة همسا من واحد من الجالسين جواري : " هو أديب وصحفي ومحلل سياسي , وخبرته في التحليل طويلة منذ كان يعمل بأحد معامل التحاليل الطبية قبل ان يعمل في الصحافة .. ! أجهزة المخابرات العالمية والدوائر السياسية العليا وصناع القرار في الشرق والغرب على حد سواء تدرس بعناية كبيرة كل ما يكتبه وكل ما يقوله . " فتحت آذاني جيدا وأرهفت سمعي جيدا . من المؤكد إذ استوعبت حديثه جيدا فسوف تكون فرصتي الأخيرة للانضمام لجماعة العارفين ببواطن الأمور . اندفع المحلل يقول : " إن ما يحدث في المنطقة يدفعنا بشدة لأن نراقب بحذر مشوب بالتفاؤل الجهود الأمريكية والغربية لإقرار السلام في المنطقة بينما يحتم الوضع على أمريكا نفسها أن تدفع الموقف بإصرار مشوب بالتفاؤل الحذر في الاتجاه السليم خاصة وان الاتحاد السوفيتي يراقب الموقف من بعيد تمهيدا للتدخل الحذر في هدوء مشوب بالتشاؤم . والأيام القليلة القادمة سوف تطرح تساؤلات هامة على الأطراف المتصارعة أن تجيب عليها . ولعل الطرف المؤهل للإجابة أكثر من غيره هوا : الدروز والشيعة والموارنة والكتائب والمرابطون وسنة طرابلس وعلويو سوريا والقوات الأمريكية والفرنسية والانجليزية والايطالية والدول العربية . غير أني أحذر من فهم خاطئ لدى الكثيرين وهو ان اللعبة السياسية في يد هؤلاء فقط على العكس من ذلك ,! فهناك أطراف أخرى عديدة .. هامة ومؤثرة أفضل عدم الإفصاح عنها إلى أن يتضح موقفها تماما وكل ما نستطيعه حيالها هو ان نترقب موقفها بحذر مشوب بالقلق في المرحلة الراهنة على الأقل ! أما فيما بعد وفي مراحل قدمته فعلينا أن نحول حذرنا المشوب بالقلق إلى قلق مشوب بالحذر . إنني رجل متفائل بطبعي وطبيعتي غير أن السياسة علمتني _ هذا عن كنت تعلمت حقا _ أن يكون تفاؤلي دائما مشوبا بالحذر ولكنه الحذر المحسوب الذي يدفع للبحث عن حلول عملية وليس ذلك الحذر المثبط للهمم .
والسياسة لا تعرف السكون والجمود , هناك متغير في كل عام بل في كل شهر بل في كل أسبوع بل في كل يوم بل في كل ساعة بل في كل دقيقة بل في كل ثانية بل في كل لحظة !!
لقد حدثت على الأرض آلاف بل ملايين المتغيرات منذ أن بدأت حديثي إليكم , ومع ذلك يجب أن يكون جميعا على وعي بتلك المتغيرات التي حدثت بل علينا أيضا أن نتنبأ بقوة الخيال السياسي بالمتغيرات التي ستحدث في المنطقة . ولكن هذا بدوره يبرز بقوة دور كل الدول المصدرة والمصنعة للسلاح في العالم . كما يطرح سؤالا صعبا إلى الدرجة التي تجعلني أنا نفسي عاجزا عن الإجابة عليه في الوقت الراهن على الأقل إلى ان تتوافر لدي كل المعطيات الموقف والتي وعدني بعض أصدقائي بالحصول عليها وإرسالها لي بالبريد !!
" تركت المقهى والرجل يتكلم ذهبت إلى المنزل ونمت ساعتين وأخذت دشا وعدت إلى المقهى
وكان الرجل يتكلم ذهبت إلى المصيف وقضيت شهرا على الشاطئ وعدت فوجدت الرجل يتكلم
ولد ملايين الأطفال وقتل الآلاف بالقصف المركز والعشوائي ودُمرت آلاف المنازل والأحياء وامتلأت خزائن كل تجار السلاح في الشرق والغرب ومررت .. على المقهى بالصدفة .. وكان الرجل يتكلم !
كف الطفل بداخلي عن المرح وجف شبابي وبدأت أشعر بالشيخوخة تزحف عليّ بثبات مشوب بالحزن والرجل مازال يتكلم .
ولكنه _ والحق يقال _ كان يتكلم في تفاؤل مشوب بالحذر !
علي سالم / كاتب مسرحي مصري
منقول