Specialist hossam
17-01-2011, 02:48 PM
الرد على المفتى فى قوله أن السلفية تشبه العلمانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد ،،
من أغرب وأعجب المقارنات وما ذكره الدكتور / علي جمعة مفتي الجمهورية عندما قارن بين السلفية وبين العلمانية وأن هذه وتلك متشابهتان .
وخصوصاً وأن هؤلاء يفصلون الدين عن الدولة وأوليك يهجرون الحياة وينعزلون عن الدنيا ، وبالتالي بطريقة " بما أن إذن " فهذه وتلك متشابهتان وأن العلمانية هذه ليست بكافرة لأنها تؤمن بالدين ، ولسنا الآن في مقام هل هي كافرة أو مسلمة ولكن التعليل بأن العلمانية ليست بكافرة لأنها تؤمن بالدين . فهل كل ما تكلم الإنسان بكلمة الدين صار مؤمناً ؟!! ، بغض النظر فلسنا في مقام التكفير أو إثبات إسلام أحد ، ولكن هل بمجرد ذكر كلمة الدين يصبح الإنسان بها صاحب إسلام ؟!!
بل هي نفس القضية مع من يتكلم بوجود الله ، فيقول ربنا موجود والآخر يقول عليه مؤمن . فهل مجرد الإيمان بوجود الله يعطي لصاحبه صفة الإيمان ؟!!
فاليهود يؤمنون بوجود الله ، والنصارى يؤمنون بوجود الله ، ومشركوا العرب يؤمنون بوجود الله ، والله حتى فرعون كان يؤمن بوجود الله بدليل قول نبي الله موسى { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً } وقال { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً }
وأهل النار يؤمنون بوجود الله { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا }
إبليس يؤمن بوجود الله { قال بعزتك لأغوينهم أجمعين }
فكل البشر تؤمن بوجود الله ، فهل نقول مؤمنين لأنهم قالوا أن ربنا موجود مثلاً ؟ !!
ونفس القضية مع كلمة الدين ، فاليهودي عنده دين والنصراني عنده دين والبوذي عنده دين والشيوعي أيضاً عنده دين والمسلم عنده دين ، وما الحق إلا واحد { إن الدين عند الله الإسلام } { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }
فأصعب المحاورات حقيقة أنك تتحاور في بديهيات ومسلمات
فهذا الحوار المفترض أن يتم مع أولاد صغار .
ولكن هي مشكلة اليوم حينما يتهافت الإنسان ويتباعد عن دين ربه
في الحقيقة هي حالة ظلام صعب ، ومن لم يعجل الله له نوراً فما له من نور .
يعني هل أنا بحاجة بأن أتحاور مع الدكتور علي جمعة في أن من يقول كلمة الدين يصبح عنده دين ؟؟!!
والله هي مشكلة ، إي والله مشكلة
نحن سنترك القضايا التي نفترض أن فيها دقة وتحتاج لنوع من النظر وإمعان الفكر والتركيز حتى نصوب ونخطأ ، بل نحن سنتكلم في بديهيات المفترض والمتصور أنها واضحة .
مثل مصطلح الأشياء المتطورة ، فتقول أن البشرية فرغت منها من مئات السنين .
فأنا أتحاور الآن مع الدكتور علي جمعة في أن العلمانيين عندهم دين وبالتالي ليسوا بكفرة لأنهم يقولون هو دين ولكن كل ما هنالك أنهم يفصلونه عن الحياة فأصبح عندهم دين .
فهذه مأساة في حد ذاته .
وإلا فاليهودي عنده دين ولكن دين فاسد ، والشيوعي عنده دين ولكن دين فاسد ، وقس على ذلك ، فالذي يعبد البقرة عنده دين ولكن دين فاسد .
ما الحق إلا واحد ، واعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من أتاه واسلك طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين .
أنا حقيقة وبدون الدخول في التفاصيل عندما أقدم أو أمهد أو أعلق على خبر فحتى نكون على دراية فأنا لا أدعي المفهومية ولكن عصر الأفكار ولأن الكل صاحب دعوة والكل محتك بالواقع والكل حتى وإن درسنا في المنهج والكتاب وأنا أدرس في الموضوع الفلاني وأنت تدرس في الموضوع الفلاني وكل ذلك جميل ولكن أحياناً تعترضنا المشاكل أو المسائل كمسألة الدكتور علي جمعة وكأننا سنضرب أخماساً في أسداس وسنغرق في شبر ماء لأن الدكتور علي جمعة يقول كذا .
أنت تدرس فلما لا ترد وتحصن نفسك . تجد غيبوبة عندنا .فمع أول مشكلة تجد وكأننا نسينا ما تعلمناه والمنهج والدراسات وهي بديهيات والرد عليها سهل يسير فحاول تفكر وحاول تنشغل وحاول تهتم .
أتعرف هم الدعوة وهي الكلمة الشهيرة عند إخواننا في جماعة التبليغ وهي أنك صاحب دعوة فانسى أن هناك ألاف مؤلفة وأن فلان من الممكن أن يرد في الخطبة وأن فلان يرد في الدرس ، { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } فأنت صاحب دعوة
وما الفارق بينك وبين الخطيب المفوه والمدرس المتين ،فلا فارق بينك وبينه فأنت صاحب دعوة وستنطرح عليك المسألة .
فأنا كنت قادم من السفر بالأمس فأسمع هذه الشبهة وأنا لم أقرأها ولكن سمعت والآخ الآخر يؤكد فقولت في نفسي هل الدكتور علي جمعة قال كذا وكذا ؟!!
نحتاج إلى رد والحضور السريع فالحاجة تولد الاختراع ، فالمعاناة تولد معاني في النفس ، فالحرقة على الدين وعلى البلاد وعلى العباد ، هذا على عكس العقول المتبلدة .
فانت لو تركت المسائل الشرعية لفترة ثم تسأل فيها ستجد وكأنك تأتي إليها من مكان بعيد جداً وكأنك لم تتعلم المسائل البدائية والسبب في ذلك هو الإهمال .
اليد اليسرى أضعف من اليد اليمنى ، لماذا ؟ لأن اليمنى تستخدم .
فالعقول عندما كانت تحسن التعامل مع جدول ضرب وحسابات كان يوجد فيها قدر من النباهة غير موجود الآن ، لماذا ؟ الأجهزة اليوم تأتي بالمعلومة الجاهزة وكأن المخ حدث له نوع من الشلل ، فهي أمخاخ لا تفكر ، وهذه مأساه .
وأيضاً القرآن أسرع شيء يتلفت من الصدور لو أهملته .
فلو تركت إمساك المصحف يتفلت منك القرآن .
وكم من إنسان كان حافظ لكتاب الله وترك المصحف شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين وكأنه لم يحفظ سورة من كتاب الله . وهو كان يحفظ .
فهي نفس القضايا . وخصوصاً أن عندنا قدر من الضعف في تناول المسائل وخصوصاً المسائل المعاصرة ، وما أكثر المسائل المعاصرة .
نعود لكلام الدكتور على جمعة ، فهو عول على كلمة الدين بأن العلماني يقول الدين وبالتالي صار مؤمناً .
فالرجل يحتاج إلى أن يتعرف على " ألف باء " إسلام
نقول أنه طالما قال العلماني كلمة الدين صار مؤمناً ؟؟!!
وخصوصاً أن العلماني يساوي اليهودي بالنصراني بالمسلم ولا فرق عنده
فعنده المواطنة وغير المواطنة وستسمع تعبيرات كثيرة جداً .
وحتى نطقهم بكلمة الدين مشبوهة ، فهم يعملون بالمنطق الغربي وهو " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " فهل هذه تعبر عن دين ؟!!
فالشيوعي قال " لا إله والحياة مادة " وذكر كلمة إله ولكن في معرض النفي ، فهل صار مؤمن هو الآخر ؟!!
البعض لا يعرف اللغة ولا الشرع في الدين والمسألة والمصيبة والمشكلة أن يقحم نفسه ، ومن جملة مآسي العصر أن الكل صار وكأنه قاضي على منصة القضاء وهو الذي يحكم .
فالنصراني وكأنه القاضي والعلماني هو القاضي وصاحب الصحيفة هو القاضي وسيفصل فيك ، والبنت المتبرجة قاضية على المنقبة وهي التي تقضي في شأنها وفي أمرها فتقول أن النقاب تشدد ، نقول فتحجبي فترفض ، فهي متبرجة غاية التبرج وستتهم المنقبة بالضلال .
نفس القضية عند رئيس جامعة عين شمس وغيرها والكل قاضي .
نقول ارجعوا إلى الكتاب والسنة فهذا هو الميزان والضابط ، وعلى ضوء ذلك يتم القبول والرفض .
فهذه مسألة أخرى لا تقتصر على القضية التي نحن بصددها وأن الدكتور قاضي وسيفصل بين السلفية وبين العلمانية ، لماذا ؟ فهل وقفت مع حد العدل والاعتدال ؟ فهل أنت رجعت إلى مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ؟ بل أنت صوفي فمن الذي يفصل فيك أنت ؟
فهل أنت تحكم في السلفي والعلماني ؟ نقول كيف وأنت صوفي ؟
فالعالم الغربي لكي يتطور ويتقدم ويتحضر كفر بخالق الأرض والسماوات وعندنا الصوفية 180 درجة على العكس والنقيض فلكي يظهروا الإيمان دخلوا الخرائب ، ولا هذا الفكر مقبول ولا طريقة الصوفية نقبلها ، فلابد من تعمير الدنيا بدين الله تبارك وتعالى .
فهي حضارة على منهاج النبوة
فلربما أساء الدكتور علي جمعة فهم واحد أو قراءة لإنسان
فلابد من ضبط الدنيا بدين الله ، أنتم سمعتم عبارات كثيرة جداً بأن الخلافة موضوعة لإقامة الدين ولسياسة الدنيا به . فهي عبارة دائماً أرددها فهل هي التي تعني الانفصال والانعزال عن الحياة ؟
فلابد من إقامة حضارة على منهاج النبوة ، وأن التقدم والتطور والتحضر لا يتنافى مع ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فإن له بذلك أجر )
فالصناعة والزراعة والهندسة والطب فكلها من علوم الكفاية .
فهل هذا يحمل هجر للدنيا وانعزال عن الحياة ؟
أين نحن الآن ؟ نحن في المسجد وقادمون من سفر في وقت متأخر ولكن الدرس درس . ولله الحمد ليس وليد اليوم ولا هو يوم فقط ، بل نسافر ونعطي الدرس ولكل مقام مقال وليس هناك انعزال . بل درجات علمية ودراسات والكل درس . ونحن والله درسنا وتخرجنا من الكليات من عشرات السنين .
فهل أقول مثلاً من أكثر من ثلاثين سنة وأنا متخرج من الكلية ، فنحنا درسنا وعملنا فهو شيء عادي مثل بقية البشر ، فلم ننعزل ولم ندخل خرابة مثلاً وانعزلنا فيها ، بل لا انعزال عن الحياة وهذا شأن الكل ، فمن أين أتى بذلك .
حتى في التأصيل لما نتكلم نقول : من سمات هذه الدعوة التقدم لا الرجوع للوراء ، ولكن التقدم فيما يقبل التقدم ، فاصنع صاروخ واصنع طائرة بل نفرق بين العبادات والمعاملات .
العبادات الأصل فيها الحظر والتوقيف
والمعاملات الأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها الكلية
فإذن لا انعزال أبداً .
ليس عندنا رائحة الانعزال عن الحياة .
فإخواننا في الفضائيات ، هل هناك شيء أكثر من ذلك ؟ !! ، فهل هؤلاء منعزلين عن الحياة ؟!!
أين الانعزال ؟ ، لا وجود له إلا عند الصوفية وعند الدكتور / علي جمعة وما يطالب به وما يؤصل
رمتني بدائها وانسلت .
فعندما يصف العلمانيين بأن عندهم دين تكون دماسة خلق .
فهم قالوا كلمة دين يساوون بها النصراني باليهودي بالمسلم
فما الدين الذي عندهم ؟
بل هو يريدك أن تصلي وتصوم وتدخل المسجد ولكن لا تطالب بتطبيق شريعة ولا تظهر الإسلام في الشاعر .
أين يكون الإسلام إذن
بل العلماء يقولون أن فصل الدين عن السياسة أقصر طريق إلى الكفر .
والله أنا لم يكن في بالي أن أعلق اليوم ولكن أثناء دخولي المسجد تذكرت الأخ يقول أن الدكتور علي جمعة يقول أن العلمانيين مثل السلفيين لأنهما انعزلا عن الحياة فهؤلاء فصلوا الدين عن الدولة وأولئك انعزلوا عن الحياة .
فهل انعزلوا عن الحياة لأن السلفي يقول لابد من الرجوع لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ؟؟
بل هو سبيل العزة والقوة والنصر والتمكين بأن نتمسك بدين الله بلا تغيير وبلا تبديل { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي } { اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }
والنبي صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع قال : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي ) أنا لم أترك ديني ورائي ظهرياً لكوني أحيا وأعيش في القرن والواحد والعشرين الميلادي فسأنسى أنا إسلامي وديني . بل أتمسك . { قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } { وما كان ربك نسياً } سنصبغ الدنيا بدين الله حتى في القرن المائة . سنحكم بشرع الله { إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } { ولا يشرك في حكمه أحداً } فلابد من دعوة صادقة إلى الكتاب والسنة حتى ولو كنا في القرن المائة .
وكوني أهتف بنفسي وكوني أقول كل خير في اتباع من سلف فهذه ليست رجعية أو تخلف بل في مقام التعامل اصنع صاروخ وطائرة ولكن الصلاة هل نصلي الظهر ركعتين لأننا في القرن الواحد والعشرين !! ، هل نصير عاقين للوالدين لأن الدنيا تطورت وتحضرت ؟!! ، بل بر الوالدين هو بر الوالدين والصلاة هي الصلاة والتوحيد هو التوحيد ، بعد ذلك إن أردت أن تصنع طائرة اصنع طائرة وليس هناك حرج فلا تناقض .
ولكن الرجل وكأن اختلطت عليه المسائل .
والصعوبة أنه مفتي ، الصعوبة في أن الدنيا أشبه بجهاز صغير والصعوبة في أنك متلقي ، ياليتني آمن علي نفسي وعليك الفتنة والغواية .
فهل تسلم قلبك وعقلك للوساوس والشبهات فبأي قلب تعيش ؟!!
خصوصاً لو
كان الدكتور علي جمعة صاحب كلمة مسموعة ومركز مرموق فهو عالم ، وبالتالي كلماته مسلمات ، فهي مأساة .
وبالتالي لابد من حيطة وإلا فما أيسر أن نتكلم مثلاً في الموضوع الفلاني وغداً في الآخر وهذا أيسر الأشياء وتترك الدنيا هملاً .
بل تناولنا الموضوع أفضل .
الدكتور علي جمعة يدل من أيسر طريق على عدم الانعزال ، فنحن لسنا منعزلين ولا منغلقين ولسنا جامدين ، بدليل أنني سمعت القصة إن لم أكن أقرأها وعلقت عليها فوراً فأين الانعزال وأين الإنغلاق عن الدنيا ؟
مشهد آخر : وهو أن الدكتور علي جمعة وأشباهه تجد عندهم دماسة وسماحة مع الكل .
فانتبه لهذا المشهد فهو مشهد إجمالي سيأتي لك على مئات التفاصيل
وهو أنك تجد كل إنسان انحل وانحرف إلا وستجده انعكست عنده المسائل ، كيف ؟ يصير مثلاً ذليلاً على الكافرين عزيزاً على المؤمنين ، وعلى قدر الانحراف . وستجد فيه نصيب مما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج فهم يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام ـ حاول أن تركز ـ فأنت تقول مثلاً أن الدكتور علي جمعة لم يتكلم عن المتبرجات وشن حرب لا هوادة فيها على المنقبات
فعندما يحدث الانحراف والطمس على العقول وعلى الفطر يصبح فينا حظ ونصيب مما عناه النبي صلى الله عليه عن ذي الخويصرة ومن كان على شاكلته فقال : ( يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام ) أي الفريقين أحق بالأمن ؟ المسلم أم الكافر ؟ فاضرب إن كنت ستضرب عبدة الأوثان بالسيف . بل ستجد دماسة الخلق وتجد سماحة الإسلام مع عبدة الأوثان
وعلى العكس والنقيض ستجد الأسد الهسور والشجاعة والجرأة مع المسلمين .
ولذلك أقول لك أن هذا المشهد وهذه النقطة ستفصل لك الكثير
لأنك تحتار بشدة وتقول لماذا يتعامل شيخ الأزهر معنا بهذا الشكل ويتعامل مع العلماني والملحد والشيوعي والفرنسي بكل ابتسامة عريضة .
فهذا هو المشهد الذي يحكيه لك هذا القول ،والسلوك مرأة الفكر .
السوي هو من تجد فيه { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } هذا هو الإنسان السوي .
الإنسان الذي فيه انحراف ستنعكس عنده المسائل كما ذكرنا .
وبالتالي لا تستبعد أن المفتي أو غير المفتي لو تكلم مع المتبرجات بكل نعومة .
أي والله فأنت ترى المشهد ولم تعلم له تفسير فماذا يحدث ؟
الذي يحدث هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام )
فمع المتبرجة نعومة ودماسة خلق ويضحك
فمن الممكن أن تجد شيخ الأزهر وتجد قطاع لهذه الجهود وتجد رئيس الجامعة الأزهرية ووزير ثقافة وتجد دماسة خلق وسماحة مع المتبرجات
ولكن انظر إلى نفس الشخص هو هو الذي يتكلم عن الحجاب أو النقاب ستجده أسد هسور وستجد شتم وسب وانتقاص ووصف بالتخلف والرجعية
نقول ماذا حديث وأنت كنت ناعماً جداً وأنت تتكلم مع المتبرجات .
وانظر إلى إخواننا الطيبين الملتزمين وكأنهم غصة في حلق المنحرف
وانظر لو تكلموا عن اليهود أو النصارى أو العلمانيين ستجد الدماسة والنعومة ومن الممكن أن يعانق شنودة . ولو قابلك أنت يريد طعنك بالسيف عن بعد لو أدرك ذلك .
نقول : حاول أن ترجع إلى النصوص الشرعية لكي تتعلم قراءة الدنيا وإلا فالمتصور شرعاً أن عندك بغض النظر لليهود والنصارى والملاحدة والعلمانيين ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) وأيضاً تجد عندك حب لأهل الإيمان ، فلما نرى واحد مسلم يصلي لابد أن أحبه .
فلو قلت تكره لابد أن تراجع نفسك وإيمانك .
فلو رأيت حجاب ونقاب ونساء عفيفات تقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فهو شيء سيدخل السرور والفرحة على النفس .
إقبال الدنيا على لحية واستنان فهو شيء يفرح ، ولا أملك إلا محبة هؤلاء المتدينين
ولكن المنحل المنحرف الذي في نفسه دخن وهوى ستجد مشهد آخر . ستجد حظ ونصيب كما ذكرنا مما كان عليه الخوارج ( يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام )
والخوارج هل قاتلوا فارس أو الروم ؟ هم لم يفكروا في ذلك أصلاً ، بل قاتلوا علي ابن أبي طالب .
فهم قاتلوا علي ابن أبي طالب المشهود له بالجنة .
فانتبهوا لأن هناك مسائل إغاظة ،والسلوك مرآة الفكر
فتجد الدكتور / علي جمعة ، وكأنه يريد أن يبرأ ساحته فيقول نحن لا نكفر العلمانيين لأنهم يؤمنون بالدين .
فأي دين هذا ؟
وهل قالوا لك أي دين يؤمنون به ؟ هم لم يقولوا له أي دين يؤمنون به
ولكن سيثبت لهم الإيمان ويضعك أنت في نفس السلة وفي نفس الجعبة وبكل عنف وحدة . بل أحياناً يطالبون بإبعاد السلفيين .
أي والله ، يقولون أن والوهابيين لهم الإبعاد والنفي .
اقرأ الجرائد وانظر إلى الفضائيات ومنع الفضائيات .
وهم يزعمون التحرر والحريات وحرية الرأي وحرية كذا وحرية كذا ولما تأتي المسألة عندك يقولون أنت تستحق قطع الرقبة . وسيظهر صنم العجوى ولا حرية لك . يقولون لا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية .
فلمن تسمع الحريات ؟
هل الحريات للملاحدة والشيوعيين
هل الحريات للمتبرجة والخلاعة والفسق والفجور
وعندما تأتي المسألة عند حد التدين تمنع وتبتر
أين حتى المناهج الذين يؤمنون بها ؟ فهم تناقضون غاية التناقض
فهو تناقض حتى النخاع
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً
وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
فريق عمل شبكة طريق السلف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد ،،
من أغرب وأعجب المقارنات وما ذكره الدكتور / علي جمعة مفتي الجمهورية عندما قارن بين السلفية وبين العلمانية وأن هذه وتلك متشابهتان .
وخصوصاً وأن هؤلاء يفصلون الدين عن الدولة وأوليك يهجرون الحياة وينعزلون عن الدنيا ، وبالتالي بطريقة " بما أن إذن " فهذه وتلك متشابهتان وأن العلمانية هذه ليست بكافرة لأنها تؤمن بالدين ، ولسنا الآن في مقام هل هي كافرة أو مسلمة ولكن التعليل بأن العلمانية ليست بكافرة لأنها تؤمن بالدين . فهل كل ما تكلم الإنسان بكلمة الدين صار مؤمناً ؟!! ، بغض النظر فلسنا في مقام التكفير أو إثبات إسلام أحد ، ولكن هل بمجرد ذكر كلمة الدين يصبح الإنسان بها صاحب إسلام ؟!!
بل هي نفس القضية مع من يتكلم بوجود الله ، فيقول ربنا موجود والآخر يقول عليه مؤمن . فهل مجرد الإيمان بوجود الله يعطي لصاحبه صفة الإيمان ؟!!
فاليهود يؤمنون بوجود الله ، والنصارى يؤمنون بوجود الله ، ومشركوا العرب يؤمنون بوجود الله ، والله حتى فرعون كان يؤمن بوجود الله بدليل قول نبي الله موسى { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبوراً } وقال { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً }
وأهل النار يؤمنون بوجود الله { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا }
إبليس يؤمن بوجود الله { قال بعزتك لأغوينهم أجمعين }
فكل البشر تؤمن بوجود الله ، فهل نقول مؤمنين لأنهم قالوا أن ربنا موجود مثلاً ؟ !!
ونفس القضية مع كلمة الدين ، فاليهودي عنده دين والنصراني عنده دين والبوذي عنده دين والشيوعي أيضاً عنده دين والمسلم عنده دين ، وما الحق إلا واحد { إن الدين عند الله الإسلام } { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }
فأصعب المحاورات حقيقة أنك تتحاور في بديهيات ومسلمات
فهذا الحوار المفترض أن يتم مع أولاد صغار .
ولكن هي مشكلة اليوم حينما يتهافت الإنسان ويتباعد عن دين ربه
في الحقيقة هي حالة ظلام صعب ، ومن لم يعجل الله له نوراً فما له من نور .
يعني هل أنا بحاجة بأن أتحاور مع الدكتور علي جمعة في أن من يقول كلمة الدين يصبح عنده دين ؟؟!!
والله هي مشكلة ، إي والله مشكلة
نحن سنترك القضايا التي نفترض أن فيها دقة وتحتاج لنوع من النظر وإمعان الفكر والتركيز حتى نصوب ونخطأ ، بل نحن سنتكلم في بديهيات المفترض والمتصور أنها واضحة .
مثل مصطلح الأشياء المتطورة ، فتقول أن البشرية فرغت منها من مئات السنين .
فأنا أتحاور الآن مع الدكتور علي جمعة في أن العلمانيين عندهم دين وبالتالي ليسوا بكفرة لأنهم يقولون هو دين ولكن كل ما هنالك أنهم يفصلونه عن الحياة فأصبح عندهم دين .
فهذه مأساة في حد ذاته .
وإلا فاليهودي عنده دين ولكن دين فاسد ، والشيوعي عنده دين ولكن دين فاسد ، وقس على ذلك ، فالذي يعبد البقرة عنده دين ولكن دين فاسد .
ما الحق إلا واحد ، واعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من أتاه واسلك طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين .
أنا حقيقة وبدون الدخول في التفاصيل عندما أقدم أو أمهد أو أعلق على خبر فحتى نكون على دراية فأنا لا أدعي المفهومية ولكن عصر الأفكار ولأن الكل صاحب دعوة والكل محتك بالواقع والكل حتى وإن درسنا في المنهج والكتاب وأنا أدرس في الموضوع الفلاني وأنت تدرس في الموضوع الفلاني وكل ذلك جميل ولكن أحياناً تعترضنا المشاكل أو المسائل كمسألة الدكتور علي جمعة وكأننا سنضرب أخماساً في أسداس وسنغرق في شبر ماء لأن الدكتور علي جمعة يقول كذا .
أنت تدرس فلما لا ترد وتحصن نفسك . تجد غيبوبة عندنا .فمع أول مشكلة تجد وكأننا نسينا ما تعلمناه والمنهج والدراسات وهي بديهيات والرد عليها سهل يسير فحاول تفكر وحاول تنشغل وحاول تهتم .
أتعرف هم الدعوة وهي الكلمة الشهيرة عند إخواننا في جماعة التبليغ وهي أنك صاحب دعوة فانسى أن هناك ألاف مؤلفة وأن فلان من الممكن أن يرد في الخطبة وأن فلان يرد في الدرس ، { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } فأنت صاحب دعوة
وما الفارق بينك وبين الخطيب المفوه والمدرس المتين ،فلا فارق بينك وبينه فأنت صاحب دعوة وستنطرح عليك المسألة .
فأنا كنت قادم من السفر بالأمس فأسمع هذه الشبهة وأنا لم أقرأها ولكن سمعت والآخ الآخر يؤكد فقولت في نفسي هل الدكتور علي جمعة قال كذا وكذا ؟!!
نحتاج إلى رد والحضور السريع فالحاجة تولد الاختراع ، فالمعاناة تولد معاني في النفس ، فالحرقة على الدين وعلى البلاد وعلى العباد ، هذا على عكس العقول المتبلدة .
فانت لو تركت المسائل الشرعية لفترة ثم تسأل فيها ستجد وكأنك تأتي إليها من مكان بعيد جداً وكأنك لم تتعلم المسائل البدائية والسبب في ذلك هو الإهمال .
اليد اليسرى أضعف من اليد اليمنى ، لماذا ؟ لأن اليمنى تستخدم .
فالعقول عندما كانت تحسن التعامل مع جدول ضرب وحسابات كان يوجد فيها قدر من النباهة غير موجود الآن ، لماذا ؟ الأجهزة اليوم تأتي بالمعلومة الجاهزة وكأن المخ حدث له نوع من الشلل ، فهي أمخاخ لا تفكر ، وهذه مأساه .
وأيضاً القرآن أسرع شيء يتلفت من الصدور لو أهملته .
فلو تركت إمساك المصحف يتفلت منك القرآن .
وكم من إنسان كان حافظ لكتاب الله وترك المصحف شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين وكأنه لم يحفظ سورة من كتاب الله . وهو كان يحفظ .
فهي نفس القضايا . وخصوصاً أن عندنا قدر من الضعف في تناول المسائل وخصوصاً المسائل المعاصرة ، وما أكثر المسائل المعاصرة .
نعود لكلام الدكتور على جمعة ، فهو عول على كلمة الدين بأن العلماني يقول الدين وبالتالي صار مؤمناً .
فالرجل يحتاج إلى أن يتعرف على " ألف باء " إسلام
نقول أنه طالما قال العلماني كلمة الدين صار مؤمناً ؟؟!!
وخصوصاً أن العلماني يساوي اليهودي بالنصراني بالمسلم ولا فرق عنده
فعنده المواطنة وغير المواطنة وستسمع تعبيرات كثيرة جداً .
وحتى نطقهم بكلمة الدين مشبوهة ، فهم يعملون بالمنطق الغربي وهو " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " فهل هذه تعبر عن دين ؟!!
فالشيوعي قال " لا إله والحياة مادة " وذكر كلمة إله ولكن في معرض النفي ، فهل صار مؤمن هو الآخر ؟!!
البعض لا يعرف اللغة ولا الشرع في الدين والمسألة والمصيبة والمشكلة أن يقحم نفسه ، ومن جملة مآسي العصر أن الكل صار وكأنه قاضي على منصة القضاء وهو الذي يحكم .
فالنصراني وكأنه القاضي والعلماني هو القاضي وصاحب الصحيفة هو القاضي وسيفصل فيك ، والبنت المتبرجة قاضية على المنقبة وهي التي تقضي في شأنها وفي أمرها فتقول أن النقاب تشدد ، نقول فتحجبي فترفض ، فهي متبرجة غاية التبرج وستتهم المنقبة بالضلال .
نفس القضية عند رئيس جامعة عين شمس وغيرها والكل قاضي .
نقول ارجعوا إلى الكتاب والسنة فهذا هو الميزان والضابط ، وعلى ضوء ذلك يتم القبول والرفض .
فهذه مسألة أخرى لا تقتصر على القضية التي نحن بصددها وأن الدكتور قاضي وسيفصل بين السلفية وبين العلمانية ، لماذا ؟ فهل وقفت مع حد العدل والاعتدال ؟ فهل أنت رجعت إلى مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ؟ بل أنت صوفي فمن الذي يفصل فيك أنت ؟
فهل أنت تحكم في السلفي والعلماني ؟ نقول كيف وأنت صوفي ؟
فالعالم الغربي لكي يتطور ويتقدم ويتحضر كفر بخالق الأرض والسماوات وعندنا الصوفية 180 درجة على العكس والنقيض فلكي يظهروا الإيمان دخلوا الخرائب ، ولا هذا الفكر مقبول ولا طريقة الصوفية نقبلها ، فلابد من تعمير الدنيا بدين الله تبارك وتعالى .
فهي حضارة على منهاج النبوة
فلربما أساء الدكتور علي جمعة فهم واحد أو قراءة لإنسان
فلابد من ضبط الدنيا بدين الله ، أنتم سمعتم عبارات كثيرة جداً بأن الخلافة موضوعة لإقامة الدين ولسياسة الدنيا به . فهي عبارة دائماً أرددها فهل هي التي تعني الانفصال والانعزال عن الحياة ؟
فلابد من إقامة حضارة على منهاج النبوة ، وأن التقدم والتطور والتحضر لا يتنافى مع ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فإن له بذلك أجر )
فالصناعة والزراعة والهندسة والطب فكلها من علوم الكفاية .
فهل هذا يحمل هجر للدنيا وانعزال عن الحياة ؟
أين نحن الآن ؟ نحن في المسجد وقادمون من سفر في وقت متأخر ولكن الدرس درس . ولله الحمد ليس وليد اليوم ولا هو يوم فقط ، بل نسافر ونعطي الدرس ولكل مقام مقال وليس هناك انعزال . بل درجات علمية ودراسات والكل درس . ونحن والله درسنا وتخرجنا من الكليات من عشرات السنين .
فهل أقول مثلاً من أكثر من ثلاثين سنة وأنا متخرج من الكلية ، فنحنا درسنا وعملنا فهو شيء عادي مثل بقية البشر ، فلم ننعزل ولم ندخل خرابة مثلاً وانعزلنا فيها ، بل لا انعزال عن الحياة وهذا شأن الكل ، فمن أين أتى بذلك .
حتى في التأصيل لما نتكلم نقول : من سمات هذه الدعوة التقدم لا الرجوع للوراء ، ولكن التقدم فيما يقبل التقدم ، فاصنع صاروخ واصنع طائرة بل نفرق بين العبادات والمعاملات .
العبادات الأصل فيها الحظر والتوقيف
والمعاملات الأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها الكلية
فإذن لا انعزال أبداً .
ليس عندنا رائحة الانعزال عن الحياة .
فإخواننا في الفضائيات ، هل هناك شيء أكثر من ذلك ؟ !! ، فهل هؤلاء منعزلين عن الحياة ؟!!
أين الانعزال ؟ ، لا وجود له إلا عند الصوفية وعند الدكتور / علي جمعة وما يطالب به وما يؤصل
رمتني بدائها وانسلت .
فعندما يصف العلمانيين بأن عندهم دين تكون دماسة خلق .
فهم قالوا كلمة دين يساوون بها النصراني باليهودي بالمسلم
فما الدين الذي عندهم ؟
بل هو يريدك أن تصلي وتصوم وتدخل المسجد ولكن لا تطالب بتطبيق شريعة ولا تظهر الإسلام في الشاعر .
أين يكون الإسلام إذن
بل العلماء يقولون أن فصل الدين عن السياسة أقصر طريق إلى الكفر .
والله أنا لم يكن في بالي أن أعلق اليوم ولكن أثناء دخولي المسجد تذكرت الأخ يقول أن الدكتور علي جمعة يقول أن العلمانيين مثل السلفيين لأنهما انعزلا عن الحياة فهؤلاء فصلوا الدين عن الدولة وأولئك انعزلوا عن الحياة .
فهل انعزلوا عن الحياة لأن السلفي يقول لابد من الرجوع لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ؟؟
بل هو سبيل العزة والقوة والنصر والتمكين بأن نتمسك بدين الله بلا تغيير وبلا تبديل { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي } { اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }
والنبي صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع قال : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي ) أنا لم أترك ديني ورائي ظهرياً لكوني أحيا وأعيش في القرن والواحد والعشرين الميلادي فسأنسى أنا إسلامي وديني . بل أتمسك . { قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } { وما كان ربك نسياً } سنصبغ الدنيا بدين الله حتى في القرن المائة . سنحكم بشرع الله { إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } { ولا يشرك في حكمه أحداً } فلابد من دعوة صادقة إلى الكتاب والسنة حتى ولو كنا في القرن المائة .
وكوني أهتف بنفسي وكوني أقول كل خير في اتباع من سلف فهذه ليست رجعية أو تخلف بل في مقام التعامل اصنع صاروخ وطائرة ولكن الصلاة هل نصلي الظهر ركعتين لأننا في القرن الواحد والعشرين !! ، هل نصير عاقين للوالدين لأن الدنيا تطورت وتحضرت ؟!! ، بل بر الوالدين هو بر الوالدين والصلاة هي الصلاة والتوحيد هو التوحيد ، بعد ذلك إن أردت أن تصنع طائرة اصنع طائرة وليس هناك حرج فلا تناقض .
ولكن الرجل وكأن اختلطت عليه المسائل .
والصعوبة أنه مفتي ، الصعوبة في أن الدنيا أشبه بجهاز صغير والصعوبة في أنك متلقي ، ياليتني آمن علي نفسي وعليك الفتنة والغواية .
فهل تسلم قلبك وعقلك للوساوس والشبهات فبأي قلب تعيش ؟!!
خصوصاً لو
كان الدكتور علي جمعة صاحب كلمة مسموعة ومركز مرموق فهو عالم ، وبالتالي كلماته مسلمات ، فهي مأساة .
وبالتالي لابد من حيطة وإلا فما أيسر أن نتكلم مثلاً في الموضوع الفلاني وغداً في الآخر وهذا أيسر الأشياء وتترك الدنيا هملاً .
بل تناولنا الموضوع أفضل .
الدكتور علي جمعة يدل من أيسر طريق على عدم الانعزال ، فنحن لسنا منعزلين ولا منغلقين ولسنا جامدين ، بدليل أنني سمعت القصة إن لم أكن أقرأها وعلقت عليها فوراً فأين الانعزال وأين الإنغلاق عن الدنيا ؟
مشهد آخر : وهو أن الدكتور علي جمعة وأشباهه تجد عندهم دماسة وسماحة مع الكل .
فانتبه لهذا المشهد فهو مشهد إجمالي سيأتي لك على مئات التفاصيل
وهو أنك تجد كل إنسان انحل وانحرف إلا وستجده انعكست عنده المسائل ، كيف ؟ يصير مثلاً ذليلاً على الكافرين عزيزاً على المؤمنين ، وعلى قدر الانحراف . وستجد فيه نصيب مما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج فهم يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام ـ حاول أن تركز ـ فأنت تقول مثلاً أن الدكتور علي جمعة لم يتكلم عن المتبرجات وشن حرب لا هوادة فيها على المنقبات
فعندما يحدث الانحراف والطمس على العقول وعلى الفطر يصبح فينا حظ ونصيب مما عناه النبي صلى الله عليه عن ذي الخويصرة ومن كان على شاكلته فقال : ( يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام ) أي الفريقين أحق بالأمن ؟ المسلم أم الكافر ؟ فاضرب إن كنت ستضرب عبدة الأوثان بالسيف . بل ستجد دماسة الخلق وتجد سماحة الإسلام مع عبدة الأوثان
وعلى العكس والنقيض ستجد الأسد الهسور والشجاعة والجرأة مع المسلمين .
ولذلك أقول لك أن هذا المشهد وهذه النقطة ستفصل لك الكثير
لأنك تحتار بشدة وتقول لماذا يتعامل شيخ الأزهر معنا بهذا الشكل ويتعامل مع العلماني والملحد والشيوعي والفرنسي بكل ابتسامة عريضة .
فهذا هو المشهد الذي يحكيه لك هذا القول ،والسلوك مرأة الفكر .
السوي هو من تجد فيه { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } هذا هو الإنسان السوي .
الإنسان الذي فيه انحراف ستنعكس عنده المسائل كما ذكرنا .
وبالتالي لا تستبعد أن المفتي أو غير المفتي لو تكلم مع المتبرجات بكل نعومة .
أي والله فأنت ترى المشهد ولم تعلم له تفسير فماذا يحدث ؟
الذي يحدث هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام )
فمع المتبرجة نعومة ودماسة خلق ويضحك
فمن الممكن أن تجد شيخ الأزهر وتجد قطاع لهذه الجهود وتجد رئيس الجامعة الأزهرية ووزير ثقافة وتجد دماسة خلق وسماحة مع المتبرجات
ولكن انظر إلى نفس الشخص هو هو الذي يتكلم عن الحجاب أو النقاب ستجده أسد هسور وستجد شتم وسب وانتقاص ووصف بالتخلف والرجعية
نقول ماذا حديث وأنت كنت ناعماً جداً وأنت تتكلم مع المتبرجات .
وانظر إلى إخواننا الطيبين الملتزمين وكأنهم غصة في حلق المنحرف
وانظر لو تكلموا عن اليهود أو النصارى أو العلمانيين ستجد الدماسة والنعومة ومن الممكن أن يعانق شنودة . ولو قابلك أنت يريد طعنك بالسيف عن بعد لو أدرك ذلك .
نقول : حاول أن ترجع إلى النصوص الشرعية لكي تتعلم قراءة الدنيا وإلا فالمتصور شرعاً أن عندك بغض النظر لليهود والنصارى والملاحدة والعلمانيين ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) وأيضاً تجد عندك حب لأهل الإيمان ، فلما نرى واحد مسلم يصلي لابد أن أحبه .
فلو قلت تكره لابد أن تراجع نفسك وإيمانك .
فلو رأيت حجاب ونقاب ونساء عفيفات تقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فهو شيء سيدخل السرور والفرحة على النفس .
إقبال الدنيا على لحية واستنان فهو شيء يفرح ، ولا أملك إلا محبة هؤلاء المتدينين
ولكن المنحل المنحرف الذي في نفسه دخن وهوى ستجد مشهد آخر . ستجد حظ ونصيب كما ذكرنا مما كان عليه الخوارج ( يتركون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام )
والخوارج هل قاتلوا فارس أو الروم ؟ هم لم يفكروا في ذلك أصلاً ، بل قاتلوا علي ابن أبي طالب .
فهم قاتلوا علي ابن أبي طالب المشهود له بالجنة .
فانتبهوا لأن هناك مسائل إغاظة ،والسلوك مرآة الفكر
فتجد الدكتور / علي جمعة ، وكأنه يريد أن يبرأ ساحته فيقول نحن لا نكفر العلمانيين لأنهم يؤمنون بالدين .
فأي دين هذا ؟
وهل قالوا لك أي دين يؤمنون به ؟ هم لم يقولوا له أي دين يؤمنون به
ولكن سيثبت لهم الإيمان ويضعك أنت في نفس السلة وفي نفس الجعبة وبكل عنف وحدة . بل أحياناً يطالبون بإبعاد السلفيين .
أي والله ، يقولون أن والوهابيين لهم الإبعاد والنفي .
اقرأ الجرائد وانظر إلى الفضائيات ومنع الفضائيات .
وهم يزعمون التحرر والحريات وحرية الرأي وحرية كذا وحرية كذا ولما تأتي المسألة عندك يقولون أنت تستحق قطع الرقبة . وسيظهر صنم العجوى ولا حرية لك . يقولون لا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية .
فلمن تسمع الحريات ؟
هل الحريات للملاحدة والشيوعيين
هل الحريات للمتبرجة والخلاعة والفسق والفجور
وعندما تأتي المسألة عند حد التدين تمنع وتبتر
أين حتى المناهج الذين يؤمنون بها ؟ فهم تناقضون غاية التناقض
فهو تناقض حتى النخاع
ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً
وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
فريق عمل شبكة طريق السلف