مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الشيطان


waleed mohamd
23-01-2011, 01:46 PM
قال عبد الله ابن ادم: حاورت الشيطان فى الليل البهيم ، فلما سمعت الفجر أردت أن أذهب الى المسجد فقال لى : عليك ليل طويل فارقد.
قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة
قال : الأوقات طويلة عريضة
قلت أخشى ذهاب صلاة الجماعة
قال : لا تشدد على نفسَك في الطاعة
فما قمت حتى طلعت الشمس . فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات ، فاليوم كله أوقات. وجلست لآتي بالأذكار ، ففتح لي دفتر الأفكار
فقلت : أشغلتني عن الدعاء . قال : دعه إلى المساء
وعزمت على المتاب . فقال : تمتع بالشباب
قلت : أخشى الموت . قال : عمرك لا يفوت
وجئت لأحفظ المثاني ، قال : رَوّح نفسك بالأغاني
قلت : هي حرام . قال : لبعض العلماء كلام
قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة . قال : كلها ضعيفة
ومرت حسناء فغضضت البصر ، قال : ماذا في النظر ؟
قلت : فيه خطر . قال : تفكر في الجمال ، فالتفكر حلال
وذهبت إلى البيت العتيق ، فوقف لي في الطريق ، فقال : ما سبب هذه السفرة ؟
قلت : لآخذ عمرة
فقال : ركبت الأخطار ، بسبب هذا الاعتمار ، وأبواب الخير كثيرة ، والحسنات غزيرة
قلت : لابد من إصلاح الأحوال
قال : الجنة لا تدخل بالأعمال . فلما ذهبت لألقي نصيحة ، قال : لا تجر إلى نفسك الى فضيحة
قلت : هذا نفع للعباد . فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد
قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟ قال : أجيبك عن العام والخاص
قلت : أحمد بن حنبل ؟ قال : قتلني بقوله : عليكم بالسنة ، والقرآن المنـزل
قلت : فابن تيميـة ؟ قال : ضرباته على رأسي باليومية
قلت : فالبخـاري ؟ قال : أحرَق بكتابه داري
قلت : فالحجـاج ؟
قال : ليت في الناس ألف حجاج ، فلنا بسيرته ابتهاج ، ونهجه لنا علاج .
قلت : ففرعـون ؟ قال : له منا كل نصر وعون
قلت : فصلاح الدين ، بطل حطين ؟ قال : دعه فقد مرّغنا بالطين
قلت : محمد بن عبد الوهاب ؟
قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب ، وأحرقني بكل شهاب
قلت : فأبو جهـل ؟ قال : نحن له إخوة وأهل
قلت : فأبو لهـب ؟ قال : نحن معه أينما ذهب
قلت : فلينين ؟ قال : ربطناه في النار مع استالين
قلت : فالمجلات الخليعـة ؟ قال : هي لنا شريعة
قلت : فالـدشـوش ؟ قال : نجعل الناس بها كالوحوش
قلت : فالمقاهــي ؟ قال : نرحب فيها بكل لاهي
قلت : ما هو ذكركم ؟ قال : الأغانـي
قلت : وعملكـم ؟ قال : الأمانـي
قلت : وما رأيكم في الأسـواق ؟ قال : علمنا بها خفّاق ، وفيها يجتمع الرفاق
قلت : فحزب البعث الاشتراكي ؟
قال : قاسمته أملاكي ، وعلمته أورادي وأنساكي
قلت : كيف تضل الناس ؟
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات
قلت : وكيف تضل الحكام ؟
قال : بالتعطش للدماء ، وإهانة العلماء ، ورد نصح الحكماء ، وتصديق السفهاء
قلت : فكيف تضل النساء ؟
قال : بالتبرج والسفور ، وترك المأمور ، وارتكاب المحظور
قلت : فكيف تضل العلماء ؟
قال : بحب الظهور ، والعجب والغرور ، وحسد يملأ الصدور
قلت : فيكف تضل العامّـة ؟
قال : بالغيبة والنميمة ، والأحاديث السقيمة ، وما ليس له قيمة قلت : فكيف تضل التجّـار ؟
قال : بالربا في المعاملات ، ومنع الصدقات ، والإسراف في النفقات
قلت : فيكف تضل الشباب ؟
قال : بالغزل والهيام ، والعشق والغرام ، والاستخفاف بالأحكام ، وفعل الحرام
قلت : فما رأيك في إسرائيل ؟
قال : إياك والغيبة ، فإنها مصيبة ، وإسرائيل دولة حبيبة ، ومن القلب قريبة
قلت : فالجاحظ ؟ قال : الرجل بين بين ، أمره لا يستبين ، كما في البيان والتبيين
قلت : فأبو نواس ؟ قال : على العين وعلى الرأس ، لنا من شعره اقتباس
قلت : فأهل الحداثـة ؟ قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة
قلت : فالعلمانيــة ؟
قال : إيماننا علماني ، وهم أهل الدجل والأماني ، ومن سمّاهم فقد سماني
قلت : فما تقول في واشنطن ؟
قال : خطيـبي فيها يرطن ، وجيشي بها يقطن ، وهي لي موطن
قلت : فما تقول في صَـدَّام ؟
فهتف يقول : بالروح والدم نفديك يا صدام ، يسلم أبو عدي على الدوام
قلت : فما رأيك في الدعاة ؟
قال : عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيتُ ، ويقرؤون إذا غنيتُ ، ويستعيذون إذا أتيتُ
قلت : فما تقول في الصحف ؟
قال : نضيع بها أوقات الخلف ، ونذهب بها أعمار أهل الترف ، ونأخذ بها الأموال مع الأسف
قلت فما تقول في هيئـة الإذاعـة البريطانيـة ؟
قال : ندخل بها السم في الدسم ، ونقاتل بها بين العرب والعجم ، ونثني بها على المظلوم ومن ظلم
قلت : فماذا فعلتَ بالغـراب ؟
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب ، حتى غاب
قلت : فما فعلتَ بقـارون ؟
قال : قلت له : احفظ الكنوز ، يا ابن العجوز ، لتفوز ، فأنت أحد الرموز
قلت : فماذا قلتَ لفرعـون ؟
قال : قلت له : يا عظيم القصر ، قل : أليس لي ملك مصر ، فسوف يأتيك النصر
قلت : فماذا قلتَ لشارب الخمر ؟
قال : قلت له : اشرب بنت الكروم ، فإنها تذهب الهموم ، وتزيل الغموم ، وباب التوبة معلوم
قلت : فماذا يقتلك ؟
قال : آية الكرسي ، منها تضيق نفسي ، ويطول حبسي ، وفي كل بلاء أمسي
قلت : فمن أحب الناس إليك ؟
قال : المغنّون ، والشعراء الغاوون ، وأهل المعاصي والمجون ، وكل خبيث مفتون
قلت : فمن أبغض الناس إليك ؟
قال : أهل المساجد ، وكل راكع وساجد ، وزاهد عابد ، وكل مجاهد
قلت : أعوذ بالله منك ، فاختفى وغاب ، كأنما ساخ في التراب ، وهذا جزاءالكذاب

المصدر كتاب المقامات للشيخ عائض

omar30
23-01-2011, 01:51 PM
a;جزاكم الله خير الجزاء

merozero
23-01-2011, 06:24 PM
جزاكــــــــــــــ الله كـــــــــــــــــــل خيـــــــــــــــــــــــــــر

waleed mohamd
25-01-2011, 12:41 AM
مشكوووووووورين

aymaan noor
25-01-2011, 01:12 AM
بارك الله فيك

أ/رضا عطيه
25-01-2011, 02:07 AM
جزاك الله خيرا

star alex
27-01-2011, 12:39 AM
جزاكــــــــــــــ الله كـــــــــــــــــــل خيـــــــــــــــــــــــــــر