مشاهدة النسخة كاملة : :: نفثة لم أجد لها عنوانًا! :: كلمات أعجبتني ::


Specialist hossam
02-02-2011, 02:59 PM
الحمد لله وحده...

منذ أمد بعيد (أكثر من 7 سنوات) وأنا أتوجه إلى كثير من إخواني بسؤال..
ماذل تريد وإلى أين تتوجه في مستقبلك القريب والبعيد؟

والإجابة كانت دائمًا واحدة من الجميع مع الحرص على اختيار الشريحة المسئولة وأن تكون من جملة الملتزمين، ومختلفة الأعمار، والتخصصات، والتوجهات!
اللهم سوى شخص واحد من العشرات كانت إجابته قريبًا مما أحلم به!

أنتهي من الجامعة.. أتزوج.. أربي الأولاد..
أحصل على عمل.. أتمم حفظ القرآن.. أكمل في العلم الشرعي..
أتخصص في الهندسة.. الطب.. الحديث.. الفقه.. أنفع المسلمين..

هذا هو كل شيء.. مع التقديم والتأخير والتبديل في الأولويات والترتيب.

وهذه الإجابة مفزعة بمعنى الكلمة..
لأنها تعنى أن العمل العام - إذا وجد السعي إليه عند هؤلاء - فإنه يوجد بمعنى الطبيب المسلم .. المهندس.. المحدث.. الفقيه.. إلخ.
فقط.

وكنت أحلم بمنهج دعوي متكامل يسير عليه الأعداد الغفيرة من التيار الإسلامي، يصب كله في اتجاه واحد..

حتى مع التباين - أحيانًا كثيرة - في طرق الإصلاح وخطابه وأولوياته..

لكن لا شك من وجود أرض مشتركة شاسعة..
وأهداف بعيدة مشتركة..

ولا يهم بعد ذلك الاختلاف في الأهداف القريبة أو في طرق السعي إلى تلك البعيدة..
المهم أن تتحرك الكتلة كلها في اتجاه واحد..

حتى إن كان بعضها - القليل - يتحرك ضد التيار من حيث لا يشعر..
فإن من شأنه أن يبطئ الجركة الكلية لا أن يوقفها..

ومصيره إلى الاعتدال إن شاء الله..
بشرط أن يكون متفقًا في الهدف البعيد.. مستكملا لشروط صحة الانتماء إلى المجموع.

====
وتمر السنون والوضع إلى أسوأ..
حيث يمكنني أن أقول الآن بعد كل هذا الدهر:
- أجزم بغياب التنسيق، بل بغياب التواصل بين رموز العمل الإسلامي (في مجمله) الذي هو جزء من الحد الأدنى والقدر المجزئ لتكوين صوت مسموع للإسلاميين.

- أجزم بتحول آراء بعض ذوي الأصوات من الرموز في قضايا خطيرة إلى ما يمكن أن نسميه: فقد شرط صحة الانتماء إلى المجموع.
=========
والآن يتشبث إخواننا بثورة (غيرهم)، ثورة المطالبين بالحرية الديموقراطية..
بفرص العمل..
بحل مجلس الشعب وإجراء انتخابات نزيهة..
بخروج الطاغوت من البلاد..
ليحل من؟؟
ماذا حدث في تونس؟؟
هل هذا هو ما ننشده؟؟

=========
لست مثبطًا لأحد..
بل دومًا أقول، ومن قديم أقول:
إن نظام الحكم العادل بمفهوم العلمانيين + الحرية بمفهوم العلمانيين = كفيل بأن يفتح أفاقًا رحبة لدولة الإسلام المنتظرة.
بشرط أن يطبقه العلمانيون كما هو مسطر في كتبهم..
بلا ممارسات خلفية خفية.

فهو طريق إلى الإصلاح المنشود بلا شك.. لكنه ليس الإصلاح المنشود بلا شك.

============
كنت دائمًا أقول بعد سؤال إخواني السؤال السابق ذكره في أول الموضوع، ثم الحصول على الإجابة المفزعة:

نحتاج أن نكتب ثوابتنا ومعالم طريقنا في ورقة وقلم، ووضعها في أقرب موضع إلى اليد، ليكون اللسان والقلب منه على ذكر.
إذ غالبه في طي النسيان بناء على إجابتك!

وطريقنا واحد لا مرية فيه ولا تشكك..
اكتب بعضها وسأكتب لنفسي معك:
1- نحن نسعى إلى تعبيد الأرض وأهلها لرب الأرض والسماوات.. لا لمجرد الانتهاء من الكلية وتربية الأولاد، وهذا واجب يحمله كل مسلم على عاتقه رضي أو لم يرض.
ومسئول عنه يوم القيامة علم أو لم يعلم!
2- لا مفر من أن نحرص على البناء الفردي العقدي والأخلاقي والتزكوي والتعبدي، هذا طريق الأنبياء.
3- لا مفر من التواصل بيننا والتعاون والتآلف والتشاور والاختلاف والاتفاق والتصحيح، هذا طريق الأنبياء.
4- لا مفر من تكوين مجتمعات إسلامية علمية واقتصادية وسياسية قوية، هذا طريق الأنبياء.
5- لا مفر من تكوين قاعدة جماهيرية صلبة تؤمن بالمشروع الإسلامي.. تحكيم الرسول.. إلخ

============
إذا قامت ثورة وأكثر من نصف الشعب يريد الإسلام فهي المأمولة..
أما ثورة وأغلبها يريد الديموقراطية والإصلاحات السياسية وإلغاء المادة 77 فيا حسرة!

============
لا أقول إنها غير مفيدة فقد سبق البيان بما لا أستطيع أبلغ منه..
لكن فهمي للسنن الربانية والكونية يأبى عليّ أن أفرح بها، بل أنا متحسر!
وأخاطب نفسي قبل كل من يظن نفسه حاملا للقضية..

متحسر على ضياع الأيام والدهور والشهور والسنون الماضية..
ولو أنها استثمرت حقا في البناء الفردي ..
ولو أنها استثمرت حقا تجاه الناس والدعوة من كل فرد إلى كل من يطوله لسانه من الناس لكي يدخلوا في زمرة الملتزمين..

لكان طابع هذه الثورة الآن...

ولكن (لو) تفتح عمل الشيطان.. فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

والآن..
إذا نجحت هذه الثورة في الوصول إلى ما يريده (أكثر الثوار)..
هل تكون بداية انطلاقة جديدة وجيدة؟
أم تكون بداية حقبة جديدة ونوع جديد من التراجع إلى الخلف، إذ حينها سيظن أكثر الثوار أنهم حققوا الإصلاح وأن الحياة في سبيلها إلى الرغد، والحرية، والديموقراطية، والعدالة.

ويظل المساكين في انتظار الرغد ستين عامًا أخرى، بعد ستين عاما من وأد ثورة الإخوان المسلمين الأحرار وتحويلها إلى ثورة عبد الناصر!!

سيصعب حينئذ إقناعهم بـ(الإصلاح) الذي لا صلاح ولا إصلاح غيره؟!!

وستقف كل قوى الشر في الداخل والخارج تصرخ: هذه إرادة الشعب قد تحققت فماذا تريدون؟؟
وحينها هل يجدي أن نقول: نريد إرادة الله؟!


حينها ستكون نقطة في منتصف السطر الذي لم يكتمل يوما!

وعودة إلى أول السطر بحبر باهت وحروف مهزوزة لكتابة أول كلمة في كتاب يقدر بألف صفحة!!

أهم ما أستفيده شخصيًّا من الأحداث..
أنه درس..
وما أقساه!

==
من فضلك مر على الموضوع مرور الكرام!

هذا والحمد لله رب العالمين.


............
الحمد لله وحده...

والواقع يقول:
إن ما يحصل الآن في الشارع يقترب من نقطة اللاعودة إلى الوضع السابق..
أو تخطى بالفعل هذه النقطة..

وهي نهاية محتومة لكل هذا الاستبداد والظلم والعلو في الأرض والنهب المنظم والعشوائي لأموال الناس.
وإذا تخطى عُشر الشعب المصري نقطة اللاعودة فالمصير المحتوم هو التغيير.

والمقصود:
أنني كنت أرجو من كل قلبي أن يكون غالب هؤلاء محملين بمشروع إسلامي..
لكنهم يثورون كالشرفاء على كل حال.

والله وحده يهدينا من كل خطل في القول والعمل.




" منقول "