مستر ايمن محمد راشد
12-02-2011, 12:51 PM
أنباء عن مغادرة مبارك مصر الليلة.. المجلس الأعلى للقوات المسلحة قال كلمته وانحاز للشعب
تضارب الأنباء عن مصير مبارك.. شهود يؤكدون رؤيتهم مغادرة طائرة الرئاسة مصر
المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدر بيانه (الأول).. وشفيق وأنس الفقى يؤكدان استمرار مبارك
المتظاهرون في ميدان التحرير يستقبلون بيان القوات المسلحة بحذر.. ومبارك يلقى بيانا الليلة
أوامر للعاملين بمبنى التليفزيون بالإخلاء الكامل قبل الخامسة عصرا.. مع بقاء بعض المذيعين
http://www.alshaab.com/files/news/26978.jpg أثار البيان الذي صدر يوم الخميس من المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية بعد اجتماع لم يرأسه الرئيس حسني مبارك ارتياحا بين المحتجين المحتشدين في ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة لكن كثيرين منهم استقبلوا التطورات بحذر.
وقال محللون ان اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة بدون رئاسة مبارك الذي يرأس المجلس يوحي بأن القوات المسلحة أبعدته عن اتخاذ القرار الحاسم بشأن مصيره وأن تلك الخطوة تعد متقدمة نحو تنحيه تلبية لمطالب المحتجين الذين طالبوه قبل 17 يوما بأن يترك الرئاسة التي يشغلها منذ 30 عاما.
وبعد اعلان بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي صدر برقم واحد والذي تضمن أن المجلس في حالة انعقاد دائم هتف محتجون "الشعب والجيش يد واحدة" و"يسقط يسقط حسني مبارك".
وزغردت محتجات ولوح محتجون بعلم مصر.
وقال شاهد عيان "كل واحد عبر عن فرحته بأسلوب مختلف".
وكان المحتجون طالبوا بحل مجلسي الشعب والشورى اللذين قال معارضون وحقوقيون ان مخالفات واسعة شابت انتخاباتهما العام الماضي. وفي مراحل معينة من الاحتجاجات طالب المتظاهرون بمحاكمة مبارك (82 عاما).
وقال أحمد الحسيني (30 عاما) الذي يعمل مؤلفا "نحن ننتظر القرار النهائي من القوات المسلحة. القوات المسلحة هي الجهة الوحيدة التي عندها القدرة على السيطرة على الاوضاع الحالية".
وأضاف "ننتظر الاعلان بأن الرئيس مبارك تنحى تماما".
وسوف يلقي مبارك كلمة الى الشعب ليل الخميس بحسب التلفزيون الرسمي.
وقال أحمد السخاوي (57 عاما) الذي يعمل محاميا "ما حدث الليلة خطوة جيدة وفي انتظار الخطوة النهائية وهي تنحي الرئيس".
وقال محتجون انهم حذرون ازاء امكانية أن ينقل مبارك سلطاته الى نائبه عمر سليمان الذي هتف ضده محتجون أيضا.
ورفض كل من سئلوا من المحتجين أن تفضي العملية الجارية حاليا الى رئيس للبلاد من القوات المسلحة لكنهم اتفقوا على أن القوات المسلحة تضمن نقل السلطة الى حكومة تتشكل في ظل انتخابات تشريعية ورئاسية شفافة ودستور جديد.
تتواصل الاحتجاجات في القاهرة ومدن مصرية أخرى بنفس الزخم ولليوم السابع عشر على التوالي مطالبة برحيل مبارك، على الرغم من تحذير النظام المتظاهرين من خطر اضطرار الجيش إلى التدخل في حال حدوث "فوضى".
فيما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بيانه الأولى بعد انعقاده المفاجئ الخميس، قال الأمين العام الجديد للحزب الوطني الديمقراطي، حسام البدراوي إنه يتوقع أن يستجيب الرئيس المصري، حسني مبارك، رئيس الحزب، "الخطوات التالية" بعد تعديل الدستور، وفق ما ذكرته شبكة CNN الإخبارية الأمريكية.
وحول سؤاله عن تلك الخطوات، قال البدراوي "الاستجابة لمطالب الشباب" و"لما فيه مصلحة البلاد".
وفي الأثناء، اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اليوم الخميس لمناقشة الأزمة في البلاد، وسوف تواصل اجتماعاتها لمناقشة "ما يمكن تحقيقه للحفاظ على البلاد ومكاسب الشعب المصري، وفقا لما ذكره المتحدث باسم الجيش.
وأصدر المجلس بيانه الأول، في غياب مبارك وبرئاسة وزير الدفاع المصري المشير طنطاوي. وأشار في بيانه الأول إلى أن المجلس سيظل في حالة انعقاد دائم "لاتخاذ ما يلزم لحماية مكتسبات وطموحات شعب مصر العظيم".
وكانت تقارير صحفية قد ذكرت في وقت سابق أن مبارك، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة سيسلم مسؤولياته للجيش.
هذا وتشهد مصر منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي موجة من الاحتجاجات للمطالبة بإجراء الإصلاحات ورحيل الرئيس مبارك الذي يبلغ من العمر 82 عاما والذي يتولى زمام السلطة في البلاد منذ 30 عاما. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص وإصابة نحو 5 آلاف آخرين بجروح.
أحمد شفيق: مبارك مازال في السلطة
من ناحية أخرى، قال أحمد شفيق رئيس وزراء مبارك للتلفزيون المملوك للدولة يوم الخميس ان مبارك مازال في السلطة ولم يتخذ اي قرار يغير من هذا الموقف.
وزعم شفيق ان مبارك "القائد الاعلى للقوات المسلحة يخطر بكل ما يدور في المجلس الاعلى للقوات المسلحة".
وانعقد المجلس تحت رئاسة وزير الدفاع حسين طنطاوي واعلن انه في حالة انعقاد دائم.
ووزير إعلام مبارك ينفي
كما زعم وزير إعلام مبارك فى اتصال مع وكالة "رويترز" اليوم الخميس، ان مبارك لا يزال ممسكا بالسلطة ولن يتنحى وذلك بعدما اوردت وسائل اعلام دولية انباء عن تنحي الرئيس المخضرم في وقت لاحق.
وقال انس الفقي "الرئيس لا يزال في السلطة ولن يتنحى. الرئيس لن يتنحى وكل شيء سمعتموه في وسائل الاعلام مجرد شائعات، وفق قوله.
فيما قال حسام بدراوى، أمين عام الحزب "الوطنى" لرويترز، أنه سيتفاجأ إذا استمر مبارك فى السلطة!.
استمرار الاحتجاجات رغم التهديدات
وعلى الرغم من تحذير نظام مبارك للشعب الثائر ضده من خطر اضطرار الجيش الى التدخل في حال حدوث "فوضى"، فان الاحتجاجات ظلت الخميس على اشدها في ميدان التحرير بالقاهرة حيث يطالب المتظاهرون برحيل الرئيس حسني مبارك الذي لم تفلح جهوده في تهدئة غضبهم.
وفي اليوم السابع عشر من الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد الرئيس مبارك الذي يحكم البلاد منذ قرابة 30 عاما، هتف المتظاهرون منذ الصباح الباكر الشعار الذي ما انفكوا يرددونه منذ بدأت انتفاضتهم وهو "الشعب يريد اسقاط النظام".
والى هذا الشعار الذي تتردد اصداؤه في كل ارجاء ميدان التحرير حيث القلب النابض للحركة الاحتجاجية، هتف المتظاهرون شعارات اخرى منها "يا سوزان قولي للبيه، ربع قرن كفاية عليه"، في اشارة الى سوزان مبارك زوجة الرئيس.
وحمل الكثير من المتظاهرين صورا ل"شهداء" سقطوا خلال اعمال العنف التي اوقعت منذ اندلاع الاحتجاجات حوالى 300 قتيل بحسب الامم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
وغداة تشديد النظام نبرته حيال المتظاهرين، عمد هؤلاء الخميس في خطوة تحد على ما يبدو الى نصب خيام جديدة في الميدان، كما افاد مصور وكالة فرانس برس.
وكان وزير الخارجية احمد ابو الغيط لوح الاربعاء بورقة الجيش، محذرا المتظاهرين من ان القوات العسكرية التي اعتبرت حتى الان محايدة في النزاع الدائر بين السلطة والمتظاهرين، قد تضطر الى التدخل في حال حدوث فوضى "لاستعادة زمام الامور".
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية فان شهودا اكدوا لها ان الجيش اعتقل سرا مئات المتظاهرين وبعضهم تعرض للتعذيب.
وامضى المتظاهرون الليل على قارعة الطريق المؤدي الى البرلمان وصباح الخميس كان المدخلان المؤديان الى هذه الطريق مقطوعين.
وهتف المتظاهرون "لا لسليمان" اي نائب الرئيس المصري عمر سليمان، و"لا لعملاء الامريكان"، و"لا للجواسيس الاسرائيليين" و"يسقط مبارك".
وكان مئات المتظاهرين حاصروا الاربعاء مقري البرلمان والحكومة الواقعين قبالة بعضهما البعض في وسط القاهرة.
وقال عطية ابو العلا (24 عاما) وهو عاطل عن العمل ويحمل دبلوما جامعيا، لوكالة فرانس برس "اذا لم نمت هنا سنموت في السجن، افضل الموت هنا".
ومع استمرار التظاهرات الشعبية في الداخل، تواصلت الضغوط الخارجية على النظام وابرزها من واشنطن التي اعتبرت ان تواصل الاحتجاجات الشعبية يدل على ان الاصلاحات السياسية التي قام بها النظام ليست كافية، في حين حضت الخارجية الاميركية الجيش المصري على مواصلة ضبط النفس.
ولكن ابو الغيط اعتبر في مقابلة مع تلفزيون "بي بي اس" الاربعاء ان الولايات المتحدة "تفرض" ارادتها على مصر بطلبها تطبيق اصلاحات فورية.
وقال "عندما تتحدثون عن تغييرات فورية مع دولة كبرى مثل مصر تقيمون معها افضل العلاقات، فانكم تفرضون عليها ارادتكم".
والخميس عاد الهدوء على ما يبدو الى مدينة الخارجة (400 كلم جنوب القاهرة) حيث توفي خمسة اشخاص تأثرا بجروح اصيبوا بها الاربعاء في مواجهات بين متظاهرين والشرطة التي اطلقت باتجاههم الرصاص الحي.
وكان ابو الغيط حذر الثلاثاء من ان تغيير النظام فورا معناه "الفوضى"، وهو ما ندد به الاخوان المسلمون الذين اكدوا ان التظاهرات ستستمر مهما بلغت التهديدات.
وتم استدعاء الجيش، الذي يعتبر العمود الفقري للنظام، في 28 كانون الثاني/يناير بامر من الرئيس مبارك لمساندة الشرطة في فرض احترام حظر التجول الذي لا يزال مفروضا في القاهرة والاسكندرية (شمال) والسويس (شرق).
وعاد الوضع الى طبيعته ايضا في اسيوط جنوب القاهرة حيث عاد الى العمل خط سكة الحديد والطريق السريع اللذان يربطان شمال البلاد بجنوبه، بعدما قطعهما متظاهرون الاربعاء.
وخرب متظاهرون ايضا مبنى رسميا في بور سعيد (شمال شرق) حيث تلتقي قناة السويس بالبحر المتوسط.
ويطالب المتظاهرون بالرحيل الفوري للرئيس حسني مبارك (82 عاما) الذي وعد بعدم الترشح مجددا عند انتهاء ولايته الخامسة في ايلول/سبتمبر.
والى هذه الاحتجاجات السياسية اضيفت تحركات مطلبية اجتماعية من اجل رفع الاجور او تحسين ظروف العمل، في عدد من المباني والمصالح الحكومية والخاصة سواء في بور سعيد في شركات خاصة تعمل في تشغيل قناة السويس (شرق) او في مطار القاهرة الدولي.
ومنذ الثالث من فبراير الجاري والتظاهرات تجري في هدوء في معظم الاحيان. وفي بداية الانتفاضة دارت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة تلتها مواجهات في 2 الجاري بين المتظاهرين المناوئين للنظام وآخرين موالين له، وقد وقع في كل هذه المواجهات واعمال العنف حوالى 300 قتيل بحسب الامم المتحدة وهيومن رايتس ووتش، اضافة الى الاف الجرحى.
والخميس اكد الناشط السياسي وائل غنيم، الذي كان من اوائل الشبان الذين دعوا عبر الانترنت الى هذه الانتفاضة والذي اصبح رمزا للثورة الشبابية هذه بعدما افرجت عنه السلطات اثر احتجازه لمدة 12 يوما، انه لا ينوي ممارسة العمل السياسي ويعتزم "العودة الى الحياة الطبيعية (...) حالما يحقق المصريون حلمهم".
أمر بإخلاء مبنى الإذاعة والتليفزيون
وكان أمن مبنى الإذاعة والتيفزيون المصري (ماسبيرو) قد أصدر أمرا بإخلاء المبني بأكمله قبل الرابعة عصر الخميس العاشر من فبراير 2011.
قال مصدر من داخل المبني "في الساعة الثانية ظهر الخميس، انطلق صوت الإذاعة الداخلية للمبنى يطالب من العاملين بالمبنى سواء مذيعين أو إداريين بضرورة إخلاء المبنى قبل الرابعة عصرا".
وعن كيفية إدارة القنوات والمحطات الإذاعية، قال المصدر: "سيتبقى عدد من المذيعين الذين لديهم برامج سيقدمونها خلال البرنامج اليومي، على أن يبيتوا هناك، حيث ستغلق أبواب المبنى في الرابعة عصرا.
وعن سبب أمر بإخلاء المبنى، قال المصدر "حتى الآن لم يعلن المسئولون عن أي أسباب، وأرجح العاملين في المبنى أن السبب هو اعتصام العاملين بالنقل العام مما قد يؤثر على التزامهم بحالة حظر التجول الموجودة بمصر، والآخر تخوف من مظاهرات الغد التي تحمل اسمي (جمعة الشهداء) و(جمعة التحدي)".
ويقع مبنى الإذاعة والتليفزيون في وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير الذي يعتصم فيه عددا كبيرا من المواطنين منذ ثلاثة أسابيع.
ومن ناحية أخرى، تم إخراج أغلب الموظفين بالهيئات الحكومية والخاصة اليوم مبكرا عن الميعاد المعتاد وذلك طبقا لتوجيهات امنية.
تضارب الأنباء عن مصير مبارك.. شهود يؤكدون رؤيتهم مغادرة طائرة الرئاسة مصر
المجلس الأعلى للقوات المسلحة يصدر بيانه (الأول).. وشفيق وأنس الفقى يؤكدان استمرار مبارك
المتظاهرون في ميدان التحرير يستقبلون بيان القوات المسلحة بحذر.. ومبارك يلقى بيانا الليلة
أوامر للعاملين بمبنى التليفزيون بالإخلاء الكامل قبل الخامسة عصرا.. مع بقاء بعض المذيعين
http://www.alshaab.com/files/news/26978.jpg أثار البيان الذي صدر يوم الخميس من المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية بعد اجتماع لم يرأسه الرئيس حسني مبارك ارتياحا بين المحتجين المحتشدين في ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة لكن كثيرين منهم استقبلوا التطورات بحذر.
وقال محللون ان اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة بدون رئاسة مبارك الذي يرأس المجلس يوحي بأن القوات المسلحة أبعدته عن اتخاذ القرار الحاسم بشأن مصيره وأن تلك الخطوة تعد متقدمة نحو تنحيه تلبية لمطالب المحتجين الذين طالبوه قبل 17 يوما بأن يترك الرئاسة التي يشغلها منذ 30 عاما.
وبعد اعلان بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي صدر برقم واحد والذي تضمن أن المجلس في حالة انعقاد دائم هتف محتجون "الشعب والجيش يد واحدة" و"يسقط يسقط حسني مبارك".
وزغردت محتجات ولوح محتجون بعلم مصر.
وقال شاهد عيان "كل واحد عبر عن فرحته بأسلوب مختلف".
وكان المحتجون طالبوا بحل مجلسي الشعب والشورى اللذين قال معارضون وحقوقيون ان مخالفات واسعة شابت انتخاباتهما العام الماضي. وفي مراحل معينة من الاحتجاجات طالب المتظاهرون بمحاكمة مبارك (82 عاما).
وقال أحمد الحسيني (30 عاما) الذي يعمل مؤلفا "نحن ننتظر القرار النهائي من القوات المسلحة. القوات المسلحة هي الجهة الوحيدة التي عندها القدرة على السيطرة على الاوضاع الحالية".
وأضاف "ننتظر الاعلان بأن الرئيس مبارك تنحى تماما".
وسوف يلقي مبارك كلمة الى الشعب ليل الخميس بحسب التلفزيون الرسمي.
وقال أحمد السخاوي (57 عاما) الذي يعمل محاميا "ما حدث الليلة خطوة جيدة وفي انتظار الخطوة النهائية وهي تنحي الرئيس".
وقال محتجون انهم حذرون ازاء امكانية أن ينقل مبارك سلطاته الى نائبه عمر سليمان الذي هتف ضده محتجون أيضا.
ورفض كل من سئلوا من المحتجين أن تفضي العملية الجارية حاليا الى رئيس للبلاد من القوات المسلحة لكنهم اتفقوا على أن القوات المسلحة تضمن نقل السلطة الى حكومة تتشكل في ظل انتخابات تشريعية ورئاسية شفافة ودستور جديد.
تتواصل الاحتجاجات في القاهرة ومدن مصرية أخرى بنفس الزخم ولليوم السابع عشر على التوالي مطالبة برحيل مبارك، على الرغم من تحذير النظام المتظاهرين من خطر اضطرار الجيش إلى التدخل في حال حدوث "فوضى".
فيما أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بيانه الأولى بعد انعقاده المفاجئ الخميس، قال الأمين العام الجديد للحزب الوطني الديمقراطي، حسام البدراوي إنه يتوقع أن يستجيب الرئيس المصري، حسني مبارك، رئيس الحزب، "الخطوات التالية" بعد تعديل الدستور، وفق ما ذكرته شبكة CNN الإخبارية الأمريكية.
وحول سؤاله عن تلك الخطوات، قال البدراوي "الاستجابة لمطالب الشباب" و"لما فيه مصلحة البلاد".
وفي الأثناء، اجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اليوم الخميس لمناقشة الأزمة في البلاد، وسوف تواصل اجتماعاتها لمناقشة "ما يمكن تحقيقه للحفاظ على البلاد ومكاسب الشعب المصري، وفقا لما ذكره المتحدث باسم الجيش.
وأصدر المجلس بيانه الأول، في غياب مبارك وبرئاسة وزير الدفاع المصري المشير طنطاوي. وأشار في بيانه الأول إلى أن المجلس سيظل في حالة انعقاد دائم "لاتخاذ ما يلزم لحماية مكتسبات وطموحات شعب مصر العظيم".
وكانت تقارير صحفية قد ذكرت في وقت سابق أن مبارك، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة سيسلم مسؤولياته للجيش.
هذا وتشهد مصر منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي موجة من الاحتجاجات للمطالبة بإجراء الإصلاحات ورحيل الرئيس مبارك الذي يبلغ من العمر 82 عاما والذي يتولى زمام السلطة في البلاد منذ 30 عاما. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص وإصابة نحو 5 آلاف آخرين بجروح.
أحمد شفيق: مبارك مازال في السلطة
من ناحية أخرى، قال أحمد شفيق رئيس وزراء مبارك للتلفزيون المملوك للدولة يوم الخميس ان مبارك مازال في السلطة ولم يتخذ اي قرار يغير من هذا الموقف.
وزعم شفيق ان مبارك "القائد الاعلى للقوات المسلحة يخطر بكل ما يدور في المجلس الاعلى للقوات المسلحة".
وانعقد المجلس تحت رئاسة وزير الدفاع حسين طنطاوي واعلن انه في حالة انعقاد دائم.
ووزير إعلام مبارك ينفي
كما زعم وزير إعلام مبارك فى اتصال مع وكالة "رويترز" اليوم الخميس، ان مبارك لا يزال ممسكا بالسلطة ولن يتنحى وذلك بعدما اوردت وسائل اعلام دولية انباء عن تنحي الرئيس المخضرم في وقت لاحق.
وقال انس الفقي "الرئيس لا يزال في السلطة ولن يتنحى. الرئيس لن يتنحى وكل شيء سمعتموه في وسائل الاعلام مجرد شائعات، وفق قوله.
فيما قال حسام بدراوى، أمين عام الحزب "الوطنى" لرويترز، أنه سيتفاجأ إذا استمر مبارك فى السلطة!.
استمرار الاحتجاجات رغم التهديدات
وعلى الرغم من تحذير نظام مبارك للشعب الثائر ضده من خطر اضطرار الجيش الى التدخل في حال حدوث "فوضى"، فان الاحتجاجات ظلت الخميس على اشدها في ميدان التحرير بالقاهرة حيث يطالب المتظاهرون برحيل الرئيس حسني مبارك الذي لم تفلح جهوده في تهدئة غضبهم.
وفي اليوم السابع عشر من الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد الرئيس مبارك الذي يحكم البلاد منذ قرابة 30 عاما، هتف المتظاهرون منذ الصباح الباكر الشعار الذي ما انفكوا يرددونه منذ بدأت انتفاضتهم وهو "الشعب يريد اسقاط النظام".
والى هذا الشعار الذي تتردد اصداؤه في كل ارجاء ميدان التحرير حيث القلب النابض للحركة الاحتجاجية، هتف المتظاهرون شعارات اخرى منها "يا سوزان قولي للبيه، ربع قرن كفاية عليه"، في اشارة الى سوزان مبارك زوجة الرئيس.
وحمل الكثير من المتظاهرين صورا ل"شهداء" سقطوا خلال اعمال العنف التي اوقعت منذ اندلاع الاحتجاجات حوالى 300 قتيل بحسب الامم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
وغداة تشديد النظام نبرته حيال المتظاهرين، عمد هؤلاء الخميس في خطوة تحد على ما يبدو الى نصب خيام جديدة في الميدان، كما افاد مصور وكالة فرانس برس.
وكان وزير الخارجية احمد ابو الغيط لوح الاربعاء بورقة الجيش، محذرا المتظاهرين من ان القوات العسكرية التي اعتبرت حتى الان محايدة في النزاع الدائر بين السلطة والمتظاهرين، قد تضطر الى التدخل في حال حدوث فوضى "لاستعادة زمام الامور".
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية فان شهودا اكدوا لها ان الجيش اعتقل سرا مئات المتظاهرين وبعضهم تعرض للتعذيب.
وامضى المتظاهرون الليل على قارعة الطريق المؤدي الى البرلمان وصباح الخميس كان المدخلان المؤديان الى هذه الطريق مقطوعين.
وهتف المتظاهرون "لا لسليمان" اي نائب الرئيس المصري عمر سليمان، و"لا لعملاء الامريكان"، و"لا للجواسيس الاسرائيليين" و"يسقط مبارك".
وكان مئات المتظاهرين حاصروا الاربعاء مقري البرلمان والحكومة الواقعين قبالة بعضهما البعض في وسط القاهرة.
وقال عطية ابو العلا (24 عاما) وهو عاطل عن العمل ويحمل دبلوما جامعيا، لوكالة فرانس برس "اذا لم نمت هنا سنموت في السجن، افضل الموت هنا".
ومع استمرار التظاهرات الشعبية في الداخل، تواصلت الضغوط الخارجية على النظام وابرزها من واشنطن التي اعتبرت ان تواصل الاحتجاجات الشعبية يدل على ان الاصلاحات السياسية التي قام بها النظام ليست كافية، في حين حضت الخارجية الاميركية الجيش المصري على مواصلة ضبط النفس.
ولكن ابو الغيط اعتبر في مقابلة مع تلفزيون "بي بي اس" الاربعاء ان الولايات المتحدة "تفرض" ارادتها على مصر بطلبها تطبيق اصلاحات فورية.
وقال "عندما تتحدثون عن تغييرات فورية مع دولة كبرى مثل مصر تقيمون معها افضل العلاقات، فانكم تفرضون عليها ارادتكم".
والخميس عاد الهدوء على ما يبدو الى مدينة الخارجة (400 كلم جنوب القاهرة) حيث توفي خمسة اشخاص تأثرا بجروح اصيبوا بها الاربعاء في مواجهات بين متظاهرين والشرطة التي اطلقت باتجاههم الرصاص الحي.
وكان ابو الغيط حذر الثلاثاء من ان تغيير النظام فورا معناه "الفوضى"، وهو ما ندد به الاخوان المسلمون الذين اكدوا ان التظاهرات ستستمر مهما بلغت التهديدات.
وتم استدعاء الجيش، الذي يعتبر العمود الفقري للنظام، في 28 كانون الثاني/يناير بامر من الرئيس مبارك لمساندة الشرطة في فرض احترام حظر التجول الذي لا يزال مفروضا في القاهرة والاسكندرية (شمال) والسويس (شرق).
وعاد الوضع الى طبيعته ايضا في اسيوط جنوب القاهرة حيث عاد الى العمل خط سكة الحديد والطريق السريع اللذان يربطان شمال البلاد بجنوبه، بعدما قطعهما متظاهرون الاربعاء.
وخرب متظاهرون ايضا مبنى رسميا في بور سعيد (شمال شرق) حيث تلتقي قناة السويس بالبحر المتوسط.
ويطالب المتظاهرون بالرحيل الفوري للرئيس حسني مبارك (82 عاما) الذي وعد بعدم الترشح مجددا عند انتهاء ولايته الخامسة في ايلول/سبتمبر.
والى هذه الاحتجاجات السياسية اضيفت تحركات مطلبية اجتماعية من اجل رفع الاجور او تحسين ظروف العمل، في عدد من المباني والمصالح الحكومية والخاصة سواء في بور سعيد في شركات خاصة تعمل في تشغيل قناة السويس (شرق) او في مطار القاهرة الدولي.
ومنذ الثالث من فبراير الجاري والتظاهرات تجري في هدوء في معظم الاحيان. وفي بداية الانتفاضة دارت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة تلتها مواجهات في 2 الجاري بين المتظاهرين المناوئين للنظام وآخرين موالين له، وقد وقع في كل هذه المواجهات واعمال العنف حوالى 300 قتيل بحسب الامم المتحدة وهيومن رايتس ووتش، اضافة الى الاف الجرحى.
والخميس اكد الناشط السياسي وائل غنيم، الذي كان من اوائل الشبان الذين دعوا عبر الانترنت الى هذه الانتفاضة والذي اصبح رمزا للثورة الشبابية هذه بعدما افرجت عنه السلطات اثر احتجازه لمدة 12 يوما، انه لا ينوي ممارسة العمل السياسي ويعتزم "العودة الى الحياة الطبيعية (...) حالما يحقق المصريون حلمهم".
أمر بإخلاء مبنى الإذاعة والتليفزيون
وكان أمن مبنى الإذاعة والتيفزيون المصري (ماسبيرو) قد أصدر أمرا بإخلاء المبني بأكمله قبل الرابعة عصر الخميس العاشر من فبراير 2011.
قال مصدر من داخل المبني "في الساعة الثانية ظهر الخميس، انطلق صوت الإذاعة الداخلية للمبنى يطالب من العاملين بالمبنى سواء مذيعين أو إداريين بضرورة إخلاء المبنى قبل الرابعة عصرا".
وعن كيفية إدارة القنوات والمحطات الإذاعية، قال المصدر: "سيتبقى عدد من المذيعين الذين لديهم برامج سيقدمونها خلال البرنامج اليومي، على أن يبيتوا هناك، حيث ستغلق أبواب المبنى في الرابعة عصرا.
وعن سبب أمر بإخلاء المبنى، قال المصدر "حتى الآن لم يعلن المسئولون عن أي أسباب، وأرجح العاملين في المبنى أن السبب هو اعتصام العاملين بالنقل العام مما قد يؤثر على التزامهم بحالة حظر التجول الموجودة بمصر، والآخر تخوف من مظاهرات الغد التي تحمل اسمي (جمعة الشهداء) و(جمعة التحدي)".
ويقع مبنى الإذاعة والتليفزيون في وسط البلد بالقرب من ميدان التحرير الذي يعتصم فيه عددا كبيرا من المواطنين منذ ثلاثة أسابيع.
ومن ناحية أخرى، تم إخراج أغلب الموظفين بالهيئات الحكومية والخاصة اليوم مبكرا عن الميعاد المعتاد وذلك طبقا لتوجيهات امنية.