مشاهدة النسخة كاملة : منقول (مذكراتي في سجون الطاغية الهالك حسني)
مسلم موحد 14-02-2011, 07:56 PM سـأنقل هذا الموضوع ،،
وهو غيض من فيض ، ليعلم كل إنسان من هو حسني مبارك ؟!
وكيف كان يُعامل خيرة شباب وطنه ، الشباب الملتزم المُحب لدينه وربه !
نبدأ ،،
27 يوما من أسوأ أيام حياتي قضيتها في حجز أمن الدولة في لاظوغلي، ذلك المكان الذي عُرف بأنه سئ السمعة واشتهر بالتعذيب، ويمر به كثير من الأسرى من إخواننا المسلمين قبل أن يصدر بحقهم قرار اعتقال من قبل وزير الداخلية السابق حبيب العادلي اللعين، كثيرا ما حاولت أن اقنع نفسي أن تلك الأيام لم تكن إلا كابوسا أو وهمًا نسجه خيالي، ولكن ذكراها لا تزال ماثلة قوية في مخيلتي وتأبي الأيام أن تطمسها!
واليوم بعد سقوط الطاغية يحدوني الأمل أن يتم الإفراج عن كل هؤلاء الإخوة في السجون، فهم وفق بعد التقديرات يتجاوزون العشرين ألفا، منهم من فارق أهله وأبناءه منذ سنوات، فلا تبخلوا عليهم بالدعاء.
البداية
الساعة الثانية بعد منتصف الليل، طرقات عنيفة على باب المنزل، فتحت الباب لأجد أمامي ضابط من مباحث أمن الدولة وحوالي عشرة من الجنود المسلحين دخلوا المنزل دون استئذان وشرعوا في تفتيشه وجمع كل ما يقع تحت أيديهم من أوراق وكتب وأجندات وأجهزة كمبيوتر واسطوانات، ثم أخذوني عنوة، لأكمل الليلة في حجز قسم الشرطة، وفي الصباح نقلتني سيارة الترحيلات إلى مقر مباحث أمن الدولة في محافظتي ومعي بعض الإخوة الذين لا أعرفهم.
يتبع إن شاء الله ....
مسلم موحد 14-02-2011, 07:57 PM (2)
حملتنا سيارة الترحيلات إلى مقر أمن الدولة الفرعي وجلست في الاستراحة مع اثنين من رفاقي، كانا قد مكثا في سجون مبارك 10 سنوات كاملة ، ولم يمض على خروجهم سوى أشهر قليلة، وقد جرت العادة أن يتم استدعاؤهم كل عدة أسابيع لسؤالهم عن نشاطهم وعلاقتهم وأماكن صلاتهم وقناعاتهم الفكرية... ونحو ذلك، وذلك المنهج كان متبعًا مع كل من يتم الإفراج عنهم ، إذ يبقون تحت تلك الرقابة لسنوات أخرى بعد أن يتموا مدة سجنهم التي لم تتحدد بحكم محكمة بل وفق قرار اعتقال من وزير الداخلية ، هكذا ببساطة، يصدر وزير الداخلية قرارا باعتقال من يشاء دون محاكمة أو توجيه اتهام، فصنع لنفسه سلطة قضائية خاصة به، ومع أن قانون الطوارئ لا يسمح باعتقال أي شخص أكثر من 40 يوما دون توجيه اتهام إلا أن وزير الداخلية بإقرار من الهالك حسني مبارك كان يعتقل من يشاء لسنوات ، وإذا تقدم المعتقل بتظلم للسلطة القضائية تصدر المحكمة حكما بالإفراج عنه، ولكن وزارة الداخلية تتحايل على تنفيذ الحكم فيتم إخراج المعتقل من السجن لعدة أيام يقضيها في أحد مقرات أمن الدولة ثم يصدر بحقه قرار اعتقال جديد، وهكذا كانوا يهيمنون على السلطة القضائية ويستعبدون الناس.
بعد ساعة من المكوث في الاستراحة، دخل أحد العاملين في مقر مباحث أمن الدولة وربط عصابة على عيني واصطحبني إلى حجرة أحد الضباط.
بدأ الضابط في توجيه الأسئلة إليّ وكنت معصوب العينين ، فسألني عن بعض محتويات الكتب وما وجده على جهاز الكمبيوتر، كان يريد أن يوحي إليّ أنه يعرف كل شئ عني ، ولكني كنت على يقين أنه لا يعرف شيئا ، وأنه يهدف من ذلك الإيحاء أن يشعرني بأنه لا طائل من محاولة إخفاء أي شئ، لا أريد الخوض في تفاصيل ما سألني عنه، فالهدف هنا عرض نهج جهاز مباحث أمن الدولة الذي مر به الآلاف غيري ممن لم يستطع ذلك الجهاز الوقوف على دليل يوجه بموجبه اتهام لهم ، كانت ردودي مقتضبة ، وفجأة شعرت بصفعة قوية على وجهي، فنزعت العصابة عن عيني بتلقائية، وبعد ثانية واحدة انقض علي ثلاثة أو أربعة من أشباه الرجال ، فأعاد أحدهم العصابة على عيني وكبّل الثاني يديَّ خلف ظهري وانهالت علي الضربات من كل جانب.
يتبع إن شاء الله..
Mr. Ali 1 14-02-2011, 08:07 PM لا حول ولا قوة الا بالله
الحمد لله الذي نزع الحكم منه ومن بطانة السوء والفساد .
ونسأله عز وجل أن يولي علينا خيارنا ويصلح لنا من أمورنا .
صوت العقل 14-02-2011, 09:40 PM لا حول ولا قوة الا بالله
لاحول ولا قوة الا بالله
مسلم موحد 15-02-2011, 02:50 PM (3)
لم أكن أتخيل أن الجسد لديه القدرة على تحمل كل هذا الضرب، وكان الضرب مصحوبا بأقذع الشتائم التي لا تُسمع إلا في الأوساط الشعبية المنحرفة، وبعد دقائق من الضرب ساقوني إلى إحدى حجرات الحجز، كانت حجرة صغيرة ضيقة ليس فيها إلا حصيرة ، وفي المساء استدعاني الضابط مرة أخرة فوضعوا العصابة على عيني وحذروني من مغبة رفعها، فلما دخلت على الضابط فاجأني بالسؤال: من قتل خطاب؟، يقصد القائد العربي في الشيشان، لم أفهم مغزي السؤال، فقلت: لست أدري، مات مسموما، فقال: من وضع له السم؟ فلم أرد، فاستطرد قائلا: إنهم الخونة!، هنا فهمت ما يرمي إليه، فهو يلمح إلى أن له عيون ترصد كل ما يجري، فهي محاولة أخرى للإيحاء بأنه دس عليّ من بعض الجواسيس الذين أخبروه بما يتوهمه عني من مخططات!، وقد علمت فيما بعد أن مباحث أمن الدولة تلجأ إلى تجنيد العديد من المرشدين السريين الذين يندسون وسط أي تجمع ذي طابع إسلامي ويقدمون تقارير دورية عما يجري في تلك التجمعات، بل لا يكاد يخلو أي مسجد من أحد هؤلاء المرشدين السريين.
كان الضابط يوجه إلي أسئلة كثيرة حول أمور شخصية كأنه يحاول اقتحام حياتي الخاصة و التعرف على أدق تفاصيلها ، وكان يطالبني بالاعتراف بكل شيء، فلما سألته أعترف بماذا؟ ، لم يجد ردا، فقال : اعترف أنك ....(كلمة عامية بمعنى لوطي)، فلم أعقب، فطلب من أحد الموجودين الكهرباء، وبدأ يوجه الصعقات إلى أماكن متفرقة من جسدي، كان يستخدم مصدرا للكهرباء يصدر صوتا متذبذبا، أعتقد أنه العصا الكهربائية التي يستخدمها رجال الشرطة في أوربا لردع الخارجين على القانون، وكان الضابط يكرر مطالبته بالاعتراف بصوت يوحي بنفاد الصبر، كان الألم شديدا خاصة لو استقر مصدر الكهرباء على مكان واحد من الجسد أكثر من ثانية واحدة ، فالثانية الأولى ألمها دائما أقل مما يتبعها من ثوان ، وهو ألم يجبر صاحبه على الصراخ بطريقة لا إرادية .
يتبع إن شاء الله...
مسلم موحد 15-02-2011, 02:53 PM (4)
مكثت أربعة أيام في حجز فرع أمن الدولة كان يتم فيها استدعائي في أي ساعة من الليل أو النهار ويوجهون إلي الأسئلة وأنا معصوب العينين، لم تكن إجاباتي ترضيهم فتكرر تعرضي للضرب والصعق بالكهرباء، وكان الضرب يتركز في منطقة الرأس والفكين، حتى بلغت درجة أنني لم أستطع مضغ الطعام لكثرة ما تعرض له مفصل الفك من ضربات، كانوا يقدمون لي ما بقي من طعام الجنود ، وهو يقتصر على الخبز والجبن والأرز، وبعد انقضاء تلك الأيام الأربعة توقف الاستدعاء ولكني بقيت محتجزا لثمانية أخرى وفي صباح اليوم الثالث عشر دخل علي مجموعة من الرجال وتم تكبيل يدي اليسري مع اليد اليمنى لشرطي ودخلنا صندوق سيارة الترحيلات، سألت الشرطي:إلى أين نذهب؟ فقال: لا أدري!
كنت أجلس وحيدا في صندوق سيارة الترحيلات مع ذلك الشرطي وقد أغلق علينا الباب ، وخلف الباب مجموعة من رجال المباحث، ومضت السيارة تشق طريقها إلى وجهة مجهولة، كنت أرجح أننا ذاهبون إلى السجن، ولكني كنت مخطئا، إذ كنا ذاهبين إلى أسوأ مكان في مصر وربما في العالم، إنه حجز أمن الدولة في لاظوغلي بالقاهرة.
وقفت السيارة أمام الباب الخارجي لمقر أمن الدولة لفترة طويلة تقارب ساعة، وفجأة دخل أحد الجنود إلى صندوق السيارة، وتم تحرير يدي من يد الشرطي، وقام الجندي بربط عصابة على عيني واستأنفت السيارة سيرها داخل ساحة مقر أمن الدولة، بعد خمس دقائق توقفت السيارة وشعرت بيد تجذبني من ملابسي لتقودني إلى داخل حجز أمن الدولة في لاظوغلي.
وبدأت أسوأ أيام حياتي في ذلك المقر..
يُتبع إن شاء الله..
مسلم موحد 15-02-2011, 10:15 PM (5)
عندما دخلت مقر أمن الدولة في لاظوغلي كانت العصابة على عيني، لم أكن قد عرفت مكاني بعد، فسألت من حولي: أين أنا؟، فجاء الرد صفعة قوية متبوعة بصوت أجش يقول : هنا لا ترفع صوتك ولا تتكلم إلا بإذن. ثم طلبوا مني التجرد من ثيابي تماما واقترب مني شخص أعتقد أنه طبيب ، وشرع يفحص جسدي وسألني إن كنت أعاني من أي أمراض أو أتعاطى علاجا ، فأجبت بالنفي، وهنا شعرت بصفعة أخرى وصوت يقول : هنا لا ترفع صوتك ولا تتكلم إلا همسا، ثم أمرني بارتداء ثيابي، واستولى على حذائي فبقيت حافي القدمين وتم تكبيل يديَّ من الأمام بكلبشات حديدية (صناعة تايوانية) وبدأ أحد أمناء الشرطة يملي علي التعليمات وهي:
1- لا ترفع العصابة ( يسمونها الغُمَّاية)عن عينيك ليلا أو نهارا.
2- لا تنطق بحرف دون إذن، وإذا تكلمت لا تتكلم إلا همسا.
3- انس اسمك تماما، أنت هنا لك رقم سنناديك به ورقمك هو 59.
4- لا تحاول مخاطبة رفاقك المحتجزين.
فقلت:أريد الوضوء للصلاة ، فاصطحبني إلى زنزانة ذات باب حديدي سميك وهي عبارة عن مرحاض ومصطبة أسمنتية بحجم السرير بارتفاع نصف متر تقريبا وحنفية مياة، وقال لي توضأ ، قلت أريد تحرير يديّ من الكلبشات ، قال توضأ بها، حاولت رفع العصابة عن عيني لأغسل وجهي فصفعني بقوة قائلا: هل نسيت التعليمات يا 59؟ توضأ بالمسح على الغماية!
كنت أتبين ملامح المكان من تحت العصابة ، ولكن بمجال رؤية محدود، وعندما خرجت من الزنزانة كنت أرى أجسادا مترامية على الأرض معصوبة العينين ، مكبلة الأيدي من الأمام، أكثرهم كانوا من أصحاب اللحى.
جذبني أمين الشرطة إلى مكان ما في إحدى الطرقات التي تفتح عليها أبواب الزنازين وقال لي هذا مكانك لن تفارقه ليلا أو نهارا وحذار من الحركة في أي اتجاه، وأعطاني عبوة مياه للشرب ثم قال: صلّ العصر إن شئت وأرشدني إلى اتجاه القبلة، وبعد الصلاة وجدت نفسي ممددا على الأرض وسط مجموعة المحتجزين العصابة على عيني ، ويداي مكبلتان من الأمام.
بعد دقائق دخل موعد الغذاء فسمعت صوتا يأمر جميع المحتجزين بالجلوس وبدأ توزيع أطباق الطعام وهي أطباق بلاستيكية تحتوي على أرز وفاصوليا بيضاء وخمس كرات من اللحم المفروم، لم أشعر بشهية للطعام، فقلت لمن يوزع الأطباق لست جائعا، فصاح بي: هل تظن نفسك في بيتك هنا ستأكل وفق رغبتنا!.
وبعد الطعام سمعت صوتا ينادي: يا 59 قف، فوقفت وشعرت بيد تجذبني إلى إحدى الحجرات ، وقفت في مواجهة أمين شرطة فقال لي: الآن سنكتب وثيقة تعارف، وأخذ يسألني عن أسماء كل أقاربي ومحل إقامتهم وبعد انتهائه قال: الآن سنقوم بتصويرك، وقفت مواجها المصور الذي أمرني برفع العصابة عن عيني بينما ذهب أمين الشرطة إلى إحدى أركان الحجرة وأخفى وجهه بيده كي لا أراه، عندما رفعت العصابة عن عيني كانت الرؤية مزدوجة ولعل ذلك من أثر الرؤية بعين واحدة من تحت العصابة، وبعد التصوير أعادوا ربط العصابة وأعادوني إلى مكاني.
يتبع إن شاء الله ...
مسلم موحد 15-02-2011, 10:16 PM (6)
كنت في حجز أمن الدولة في لاظوغلي، ذلك المكان الذي يطلق عليه البعض (وكر التعذيب)، وذلك الحجز يتكون من طرقة رئيسية طولها حوالي 25 مترا وعرضها حوالي 3 أمتار ، بدايتها كنهايتها عبارة عن سياج حديدي له باب، ويتفرع من هذه الطرقة الرئيسية ست طرقات جانبية ثلاث عن اليمين وثلاث عن الشمال، طول الواحدة حوالي 12 مترا وعرضها يزيد قليلا عن المتر ونصف، وفي كل طرقة جانبية خمس أو ست زنازين، فيبلغ بذلك عدد زنازين الحجز ثلاثين زنزانة تقريبا، وتتباين هذه الزنازين في سعتها، وهي تشبه المراحيض إن لم تكن كذلك بالفعل، فكل زنزانة بها (قاعدة تواليت) وحنفية مياه ومصطبة إسمنتية يبدو أنها لنوم المحتجز، ولم نكن نُحتجز في الزنازين ولكن على جانبي الطرقة الرئيسية وفي الطرقات الجانبية لأن عدد المحتجزين يفوق عدد الزنازين على الأرجح، وكان يُسمح لنا بدخول الزنازين لقضاء الحاجة والوضوء ثلاث مرات في اليوم ( الفجر وقبيل الظهر وبعد المغرب ) ولم يسمح لنا بالمكوث في الزنزانة أكثر من دقيقتين يحرورن فيها أيدينا من الكلبشات بينما تبقى العصابة على أعيننا، وبخلاف هذه الدقائق القليلة فأيدينا مقيدة طوال الوقت!
وداخل الحجز يتحرك دائما حوالي 6 أمناء شرطة مهمتهم مراقبة المحتجزين وتوزيع الطعام عليهم وإدخالهم الزنازين لقضاء الحاجة في الأوقات المحددة، ولا يتورعون عن البطش بأي محتجز يخالف التعليمات الأربعة التي أملوها عليه وقد سبق ذكرها، ويُمنع قضاء الحاجة في غير الأوقات المخصصة لذلك، وأحيانا كان المحتجز يضطر إلى التبول في ملابسه بسبب ذلك التعنت، والبعض الآخر كان يشكو من التبول اللاإرادي بسبب التعذيب بالكهرباء الذي يُخل بعمل الأعصاب في الجسم.
كانوا يفرشون الأرض بالبطاطين لينام عليها المحتجزون، وهي بطاطين قذرة تمتلئ بالحشرات الصغيرة كالبق والقمل وغيرها.
وخارج الحجز وبعد السياج الحديدي مباشرة توجد حجرات التحقيق والتعذيب، ولعلها 6 حجرات تقريبا، إذ يقوم أحد الضباط باستدعاء أحد المحتجزين إلى حجرة التحقيق ويبدأ الاستجواب في فترتين الأولى بين الظهر والعصر والثانية بعد العاشرة مساء إلى قبيل الفجر، وفي هاتين الفترتين كانت صرخات المعذبين تصم آذاننا.
وضباط التحقيق يستخدمون أسماء مستعارة أذكر منها ( مالك بيه) (جعفر بيه) (هيثم بيه) (سيف بيه) (بلال بيه).
تم استدعائي من قبل أحد هؤلاء الضباط في الليلة الأولى لوصولي، وقفت أمامه مكبل اليدين، معصوب العينين، وبدأ حديثه لي بالسب، ثم قال: تكلم وقل كل ما عندك!، هكذا بدون أن يوجه إليَّ أي سؤال!!
فتكلمت ورويت كل ما عندي من أحداث وأنشطة بكل صدق، وفوق ذلك لم أخفِ تكفيري للهالك حسني ولرجال أمن الدولة، إلا أنه لم يقتنع وأصر على أني أخفي الكثير، وقال : المؤمن يعتقد أنه جاء هنا بقضاء الله، وقد جاء قبلك فلان وفلان وفلان ووقفوا نفس وقفتك تلك، فمن أقر بما لديه نجا وسلِم، ومن حاول أن يخفي شيئا فمصيره التعذيب، والبعض يموتون هنا، سأعطيك فرصة إلى الغد للتفكير، ثم أمر أحد أمناء الشرطة بإعادتي إلى مكاني في إحدى الطرقات الجانبية.
وفي الليلة التالية استدعاني وقال: هل ستتكلم؟ قلت: لقد أقررت بكل ما عندي، فأمر أحد الواقفين بفك يديَّ وقال: اخلع ملابسك، فلم أحرك ساكنا، فأمر من حولي بتجريدي من ثيابي حتى أصبحت عاريا تماما، ثم حملوني ووضعوني على سرير وربطوا يداي وقدماي في أركان السرير الأربعة، فأصبحت عاجزا عن الحركة، وسمعت طرقعات العصا الكهربائية(لا أعرف اسمها الحقيقي، كانوا يسمونها الصابع) ، وبدأ التعذيب بالكهرباء مصحوبا بالسباب والمطالبة بالاعتراف!
كان الضابط يضع العصا الكهربائية في أماكن معينة من الجسد لعدة ثوان فأصرخ بكل قوة، حتى جفّ حلقي تماما، وأصبحت أنطق بصعوبة من أثر الجفاف ، فقلت (يارب عليك بالظالمين) فقال ساخرا: عندنا الرد وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون!
حاولت أن أتحدث بأي كلام لكي أشغله عن التعذيب، إذ لم يكن عندي ما أعترف به كما يريد، إلا أنه فطن إلى الأمر، وزاد من التعذيب، لست أدري كم مرّ من الوقت ربما ساعتين أو أكثر، ثم قام الضابط ووقف على السرير وضغط بقدمه على وجهي وهو يتوعدني، ثم انصرف وأمر أمناء الشرطة بفك قيدي وإبقائي واقفا طوال الليل!
عندما وقفت لم أستطع تحريك كتفيَّ، وكان أمناء الشرطة على علم بذلك الشلل المؤقت الذي يصيب الكتفين من أثر الربط في السرير، فساعدوني على تحريكها إلى أن استعادت قدرتها على الحركة، ارتديت ملابسي ، وأعادوني إلى مكاني داخل الحجز، وبقيت واقفا، وبعد دقائق اقترب مني أحد أمناء الشرطة وسألني: أتريد الصلاة؟ فقلت نعم، فاصطحبني إلى زنزانة للوضوء ، وسمح لي برفع العصابة عن عينيَّ لأول مرة كي أغسل وجهي، فلما خرجت قال: لا تدع الله علينا.
فصليت ، ومكثت واقفا أقاوم النوم.
كنت أشعر بتخدير في الأماكن التي تعرضت للصعق بالكهرباء، وقد بقى ذلك التخدير أسابيع طويلة قبل يزول تدريجيا،
يتبع إن شاء الله....
مسلم موحد 15-02-2011, 10:21 PM (7)
التعذيب في لاظوغلي يتخذ أسلوبين، الأول هو الصعق بالكهرباء كما أوضحت، والآخر هو الحرمان من النوم بإكراه المُحتجز على البقاء واقفا عدة أيام، بالإضافة إلى الضرب ولكنه أسلوب ثانوي، وهناك حرص على الحالة الصحية للمُحتجزين لضمان تحملهم للتعذيب ، إذ يمر كل صباح أحد أمناء الشرطة على المُحتجزين ويسألهم عما يشكون منه، ويحضر لهم ما يحتاجونه من أدوية، كما يمر أمين شرطة آخر حاملا زجاجة مطهر ليقوم بتطهير أماكن الصعق بالكهرباء في الجسد، فأماكن الصعق عادة تتعرض للتسلخ مع تورم بسيط ولون داكن يغشى الجلد و ألم في العضلات القريبة منها.
قضيت الليل واقفا بعد جرعة الكهرباء، وبقيت على هذه الحال إلى أن تم استدعائي في الليلة التالية إلى حجرة التحقيق، وقال لي الضابط بأسلوب هادئ: هاه يا أخ (...) ، هل ستتكلم؟ قلت: نعم ، سأتكلم. وفي الحقيقة لم يكن لدي ما أقوله، فشرعت في تلفيق قصة كاذبة وأعتقد أن الضابط كان يكتب ما أقوله، ولم تكن القصة محبوكة جيدا، فاكتشف الضابط بحكم خبرته كذبها، فاستشاط غيظا، وانهال عليَّ ضربا بكرسي خشبي، وكان يسب سباب الأوساط المنحرفة، ثم أمر بإعادتي إلى الحجز وإبقائي واقفا.
كان التعب قد بلغ بي مبلغا كبيرا وكانت عيني تغفو وأنا واقف، وفقدت القدرة على التفكير، وفي الليلة التالية استدعاني وقال بصوت هادئ: هل ستتكلم أم قمت بإعداد قصة جديدة؟ قلت: لو كان عندي قصة لما لفقت تلك القصة، قال: أنت إذن تريد أن تتعذب؟
وتكرر ما حدث في الليلة الأولى من صعق بالكهرباء، وشعرت أني على حافة الموت، فقلت: سأموت، فقال الضابط: مُت وسنضعك في (كيس) ونرميك في الصحراء!
لم أفهم لم كان الضابط يصر على إخفائي للكثير مع أنه لم يكن يمتلك أي دليل!، أهكذا يأخذون الناس بالظن، أم هي الحماقة؟
يُتبع إن شاء الله...
Siamese Twins 15-02-2011, 11:05 PM يارب اضرب الظالمين بالظالمين و اخرجنا منهم سالمين .
عصام سعد زغلول 15-02-2011, 11:23 PM حسبى الله ونعم الوكيل فى الظالمين
منهم لله ميعادنا يوم الحساب
مسلم موحد 17-02-2011, 06:01 AM ثم بعد هذا يُنادون بمسيرة تأييد !!!!!!!!!!!!!
السيد خاطر 17-02-2011, 11:04 AM ينبغى أن تجمع هذه الكلمات المحزنة والمؤسفة فى كتاب يؤرخ لهذه الحقبة وحتى يعلم من يدافع عن الظالمين ما مر بالمظلومين من قهر وذل وامتهان وحسبى الله ونعم الوكيل
نقاء الروح 17-02-2011, 11:48 AM لا حول ولا قوة الا بالله ..
بالفعل من دخل لسجون امن الدولة قلما يخرج سليما
احد معارفي من بعيد دخل وخرج
وليته ماخرج !
حسبنا الله ونعم الوكيل
Mr. Ali 1 17-02-2011, 12:10 PM فليقرأ من يدافعون عن مبارك , وليعرفوا من كان يحكمهم !!
اميمة طه 17-02-2011, 12:26 PM لا حول ولا قوة الا بالله ........ مش عارفه اقولك ايه والله بجد ان شاء الله اللى جاى احسن وربنا ان شاء الله هيجازيك على صبرك . اللهم امين .
محمد صفوت قرنة عطاالله 17-02-2011, 06:13 PM حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل
حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل
يارب اضرب الظالمين بالظالمين و اخرجنا منهم سالمين .
Free Love 17-02-2011, 06:20 PM لا حول ولا قوة الا بالله
هيرقليز 17-02-2011, 06:39 PM الحمد للة على ككل شيى
هيرقليز 17-02-2011, 06:41 PM شكرا جزيلالالالالالا
|