مشاهدة النسخة كاملة : الدخلاء أشعلوا التعصب وجعلوا الخطاب الإعلامي: حسن المستكاوي


M I D O
11-11-2007, 05:03 PM
كتب حسن المستكاوي ‏
http://www.ahram.org.eg/archive/2007/11/11/44169_36m.jpg**‏ أكرر التهنئة للاعبي الأهلي علي أدائهم في مباراة القمة الإفريقية الذي اتسم بالكفاح والنضال‏,‏ وأحاول تفسير إدارة جوزيه للقاء ردا علي الهجوم الذي تعرض له عقب المباراة مباشرة‏,‏ وهو كان الرجل العبقري قبل ساعات من المباراة‏,‏ فكيف نسلب من مدرب إنجازاته الرائعة بسبب شارة لقب البطولة‏..‏ وأكرر التهنئة لفريق النجم الساحلي علي مستواه وحيوية لاعبيه‏,‏ فقد علمتنا الرياضة منذ عهد الإغريق‏,‏ أن نحترم المنافس‏,‏ وأن نري في كل منافسة طرفين وليس طرفا واحدا‏,‏ لكني سأبدأ بأن أسوأ ما في الرياضة العربية علي الإطلاق هو خطاب الدخلاء الإعلامي‏,‏ والتعامل مع المباريات والبطولات علي أنها معارك وحروب‏,‏ وتسفيه المهزوم‏,‏ وتعظيم الفائز‏,‏ مثل استخدام تعبير‏:‏ الأهلي قاهر الفرق التونسية بعد تغلبه علي الترجي والنجم والصفاقسي من قبل‏,‏ فلافوز الأهلي علي الترجي يلغي تاريخه ودولته‏,‏ ولا فوزه علي الصفاقسي بهدف أبو تريكة الذي جاء في لحظة درامية يعني كسحا واكتساحا‏..‏ أما الصحف الصفراء التي استخدمت لغة سيئة في تعاملها مع النجم‏,‏ فقد أساءت للصحافة المصرية كلها‏..‏

أما الهجوم علي شخصي من جانب صحيفة تونسية بسبب قصة المشمش والمانجة وقد كانت مداعبة لفلافيو وللفريق التونسي‏,‏ فهي تستحق الرد‏!‏

أحيانا يبدو الحديث عن النضال والكفاح مثل كلمات العزاء التي لا تزيل حزنا‏,‏ ولا تمحي خسارة‏..‏ لكنها الرياضة يا بشر‏,‏ فلا يوجد فريق يفوز طوال الوقت ويحجز بطاقات الانتصار مدي الحياة‏..‏ والرياضة وساحة كرة القدم هي حياة‏,‏ فيها انتصار وانكسار‏..‏ ومن حق الناس أن تشعر بالحزن‏,‏ لكن ليس من حق أحد إطلاقا أن يتحدث عن انهيار فريق الأهلي أو تخاذل لاعبيه ومدربه‏..‏ فعلي الرغم من صعوبة المباراة حدث ما يلي‏:‏

**‏ أولا‏:‏ صنع الأهلي عدة فرص بمناورات هجومية مميزة علي مدي الشوطين‏,‏ وجري لاعبوه وضغطوا‏,‏ وكانوا يلعبون امام منافس قوي ومحترم‏,‏ ومن أسف أن يظن خبراء أن نهائي افريقيا مباراة محلية بين بطل لا يقهر وضيف يجب أن يهزم‏!‏

**‏ ثانيا‏:‏ حقق الأهلي أسوأ أحسن نتيجة في سوسة‏,‏ والهدف الأول للنجم الساحلي الذي سجله عفوان الغربي جعل الصعب اصعب‏.‏ وفي جميع الأحال كان لابد من المغامرة الهجومية‏,‏ وإلا فإن جوزيه لا يلعب علي البطولة وقد نجح بتلك المغامرة‏,‏ فوصل متعب وسدد في العارضة‏,‏ ووصل فلافيو وأبو تريكة إلي مرمي المثلوثي أحد نجوم النجم في المباراة ونفهم بالطبع ماذا يعني أن يكون الحارس نجما‏,‏ ومهمة المدرب أن يقدم للاعبيه اساليب صناعة الفرص‏,‏ وقد قدمها جوزيه‏!‏

**‏ ثالثا‏:‏ التغييرات كانت منطقية‏,‏ فأحمد صديق لفتح جبهة عرضية من اليمين‏,‏ وشديد قناوي بعد إرهاق جلبرتو مفتاح الهجوم من اليسار في الشوط الأول‏,‏ وحسن مصطفي له نزعة هجومية في الوسط‏..‏ فكيف يتهم المدرب بسوء الإدارة‏..‏ وكيف يدفع بوائل جمعة لتعزيز الدفاع في وقت لا ينفع فيه أي دفاع باعتبار ان النتيجة‏1/1‏ لمصلحة النجم؟‏!‏

**‏رابعا‏:‏ لا أعلق الخسارة علي مستوي العرجون وسوء تقديره لضربتي جزاء لا يختلف عليهما اثنان‏..‏ وضربة واحدة كانت تمنح الكأس للأهلي‏,‏ لكن الظلم وقع‏,‏ وقد أصبح جزءا من لعبة كرة القدم‏,‏ بجانب أن الفريق التونسي لعب وتألق وأجاد‏,‏ ويستحق اللقب والتقدير‏..‏ ولكن طرد عماد النحاس قلب الموازين‏,‏ ففي المباريات الكبري وأمام الفرق المميزة تكتيكيا مثل النجم يصبح الفريق المنافس الذي ينقص لاعب في مأزق ووضح ذلك في مساحات الوسط التي مرح فيها أوجمبي ونفخة وموسي ناري وغيرهم‏!‏

**‏ خامسا‏:‏ قبل المباراة أشرت الي ان الاهلي لو فاز بالبطولة فهو في مرحلة تتطلب تطويرا وإصلاحا‏,‏ وقلت بالنص حتي لو فاز بالكأس‏..‏ والمقصود هنا بالإصلاح أن يجد مدربه بديلا في مستوي بركات ومتعب وأبو تريكة‏,‏ ويعز الوسط والدفاع‏..‏ وكنت أشرت إلي أيضا تجربة النجم الساحلي في تغيير فريقه بالكامل بعد عام‏2005‏ ما عدا ثلاثة لاعبين وهم سيف غزال جيلسون وصابر بن فرج‏..‏ فأصبح فريقا من الشباب‏,‏ ويمتلك لاعبوه السرعات‏..‏ والأهلي في أشد الحاجة إلي تلك السرعات‏,‏ فالسرعة أهم مهارة في كرة القدم اليوم‏!‏

**‏ سادسا‏:‏ بعض القنوات الفضائية المصرية فتحت ذراعيها للاعبي النجم والصحفيين التونسيين‏,‏ وكان يجب ان يقتصر الأمر علي تحليل المبارة فنيا‏,‏ ولم يكن مقبولا ان تقام حفلة راقصة في لحظات حزن مشروع خسارة بطل مصر‏..‏ لكن الأسوأ أن تفرد مساحات لجماهير بعض الفرق المصرية لتعبر عن فرحتها بخسارة الأهلي‏..‏ ما هذا الإعلام المسطح الذي يغذي التعصب ويشعله؟‏!‏

**‏وأخيرا‏..‏ كنت أداعب فلافيو كثيرا‏,‏ وقلت قبل المباراة في مقال وليس في إطار التحليل إني تساءلت متي يسجل فلافيو‏..‏ وأجبت في المشمش‏,‏ وسجل في اليوم التالي فكانت أسرع ثمرة مشمش‏,‏ وتمنيت أن تكون المباراة بالنسبة للنجم مثل زراعة شتلات المانجو التي تطرح بعد سبع سنوات‏,‏ وهو مقال يستطيع أن يقرأ مثله الصحفيون التوانسة بثقافتهم الفرنسية في عشرات الصحف العالمية‏,‏ لكنه دفع أحدهم إلي وصفي بأني أهلاوي‏,‏ وكنت في تلك المباراة أهلاويا بالطبع‏,‏ شأن ملايين المصريين‏,‏ واستنكر الزميل التونسي هذا الشكل من التحليل‏,‏ ولم يكن تحليلا طبعا‏,‏ فللتحليل دائما وقته ومكانه‏!