نقاء الروح
18-02-2011, 11:35 AM
http://www14.0zz0.com/2011/02/18/16/454108437.png
...
في ذلك اليوم كانت عودتي !!
كان الهدوء يعمُ المكان .. هدوءٌ مريبٌ غريبْ
فما هذه حارتي ولا تلك قريتي !!
وفجأة !!
اغتال عُمقَ السكونْ نحيبٌ مكتومْ ..
صُبّ في أذني صَبّ الحديد المنصهر ..
تطلعت بحثاً عن مصدره .. فلمحتُ جارتنا يلفُها السوادْ وهي تحتضنُ إطارْ!
إطارٌ تشبثت بهِ تشبُثَ الرضيعِ بأمه !
وتتمتم بكلامٍ كثير لم تلتقط أذني منهُ سوى ..
" طب هو ذنبو إيه ؟! "
تنقلتُ ببصري فالأرجاء ومن خلالِ نافذة إحدى المنازل ..
أمٌ مكلومة !!
أراها تتجلدْ تتصبرْ
ولكن بين فينة وأختِها يغلبُ جزعُها جلدَها فتتمتم مِن بين شهقاتها المحبوسة :
" ياترى كان ذنبه إيه ؟! "
مضيتُ في طريقي فإذ بشيخٍ قد بلغَ من الكِبر عِتيا ..
تبدو على وجههِ ملامحُ حزنٍ عتيقْ ..
يسير مُتأملاً في وجوه المارة وكأنه يُفتشُ عن مفقودٍ له !!
أسرعت اعرض المساعدة .. فنظر لي بعمقْ وفي النهاية نطقَ هامساً :
" قولي يابني هو ذنبه ايه ؟! "
وتركني يُكملُ مسيره !
وهناك
عند ملتقى الأخدان رأيتُ شاباً يحتضن آخر ..
ويبكي الدم بدل الدمع !!
وينادي على صديقه .. يُنادي ويَسأل يهزُ ويصرخ ..
لكن كان الجواب واحداً في كل مرة !!
الصمت ! والصمت القاتل !
وأخيرا ودعه بقُبلة هامساً :
" مش عارف ذنبو إيه ؟! "
أكملتُ جولتي الشاقة المؤلمة ..
وفي اثناء ذلك لاح لي وجهٌ اعرِفُه وجسدٌ لا أُخطِئُه ..
هرولت مقترباً .. فإذ به هو !!
إنه الطفل ذو العشرة أعوام !
كان يحادثني من أسبوعٍ مضى بأنه سيصبح مهندساً عظيماً بل قائداً عتيداً وكم يود أن يكونَ طبيباً سديداً !!
اقتربتُ ابحث عن نهرِ النشاطِ المتدفقْ وينبوع الحماسِ الذي لا ينضبْ !
لكني لم أجد سوى جسدْ بارد غادرتُه الحياة !
حملتُه بين ذراعيّ وأنا أغالب دموعي وفي هذه المرة أنا من صرخت :
" هـــــــــــــــــــــــو ذنــــــــــبـــــــــــــه إيـــــــــــــــــــــــه ؟!"
...
وظل صوتي في الأفاق يتردد شاهداً مُنددا مُجرّماً :
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
...
في ذلك اليوم كانت عودتي !!
كان الهدوء يعمُ المكان .. هدوءٌ مريبٌ غريبْ
فما هذه حارتي ولا تلك قريتي !!
وفجأة !!
اغتال عُمقَ السكونْ نحيبٌ مكتومْ ..
صُبّ في أذني صَبّ الحديد المنصهر ..
تطلعت بحثاً عن مصدره .. فلمحتُ جارتنا يلفُها السوادْ وهي تحتضنُ إطارْ!
إطارٌ تشبثت بهِ تشبُثَ الرضيعِ بأمه !
وتتمتم بكلامٍ كثير لم تلتقط أذني منهُ سوى ..
" طب هو ذنبو إيه ؟! "
تنقلتُ ببصري فالأرجاء ومن خلالِ نافذة إحدى المنازل ..
أمٌ مكلومة !!
أراها تتجلدْ تتصبرْ
ولكن بين فينة وأختِها يغلبُ جزعُها جلدَها فتتمتم مِن بين شهقاتها المحبوسة :
" ياترى كان ذنبه إيه ؟! "
مضيتُ في طريقي فإذ بشيخٍ قد بلغَ من الكِبر عِتيا ..
تبدو على وجههِ ملامحُ حزنٍ عتيقْ ..
يسير مُتأملاً في وجوه المارة وكأنه يُفتشُ عن مفقودٍ له !!
أسرعت اعرض المساعدة .. فنظر لي بعمقْ وفي النهاية نطقَ هامساً :
" قولي يابني هو ذنبه ايه ؟! "
وتركني يُكملُ مسيره !
وهناك
عند ملتقى الأخدان رأيتُ شاباً يحتضن آخر ..
ويبكي الدم بدل الدمع !!
وينادي على صديقه .. يُنادي ويَسأل يهزُ ويصرخ ..
لكن كان الجواب واحداً في كل مرة !!
الصمت ! والصمت القاتل !
وأخيرا ودعه بقُبلة هامساً :
" مش عارف ذنبو إيه ؟! "
أكملتُ جولتي الشاقة المؤلمة ..
وفي اثناء ذلك لاح لي وجهٌ اعرِفُه وجسدٌ لا أُخطِئُه ..
هرولت مقترباً .. فإذ به هو !!
إنه الطفل ذو العشرة أعوام !
كان يحادثني من أسبوعٍ مضى بأنه سيصبح مهندساً عظيماً بل قائداً عتيداً وكم يود أن يكونَ طبيباً سديداً !!
اقتربتُ ابحث عن نهرِ النشاطِ المتدفقْ وينبوع الحماسِ الذي لا ينضبْ !
لكني لم أجد سوى جسدْ بارد غادرتُه الحياة !
حملتُه بين ذراعيّ وأنا أغالب دموعي وفي هذه المرة أنا من صرخت :
" هـــــــــــــــــــــــو ذنــــــــــبـــــــــــــه إيـــــــــــــــــــــــه ؟!"
...
وظل صوتي في الأفاق يتردد شاهداً مُنددا مُجرّماً :
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "
" بـــــــــــأيّ ذنــــــــــبٍ قُــــــتِـــــلـــــــــتْ "