مشاهدة النسخة كاملة : جماعات التنصير .......3


MohammeD el_SadaT
13-11-2007, 07:10 PM
خطاب البابا

http://www.islamicnews.net/Public/Media/2007-06-04_8BFA09CF-1450-481B-B63C-87920C94BEF6.jpg



بمناسبة انتهاء شهر أكتوبر، شهر التنصير فى العُرف الكنسى ، ويومالتبشير العالمى ، الذى يتم الاحتفال به يوم 21 أكتوبر، وانتهاء مؤتمر التبشيرالمنعقد فى مدينة نابولى من 21 إلى23 أكتوبر ، وكل ذلك فى إطار قرار "تنصير العالم "الذى فرضه مجمع الفاتيكان الثانى عام 1965 ، اسمح لى أيها الأب المبجل أن أتناولموضوع ، شديد الحساسية ، لم يعد أحد يجهل عواقبه التى تتخذ أبعادا هيستيريةاستحواذية .. فسواء أكانت مؤتمرات أو ندوات أو موائد مستديرة أو أيام عالميةللشباب أو تحت أية مسميات أخرى كالألعاب الأولمبية وبعثات التبشير الموجهة إلى أركانالدنيا الأربعة أو محشورة فى العتاد الحربى لجيوش الإحتلال ، فلم يعد أحد لا يلحظالمبشرين وأعمالهم.

إن هوس الإصرار على تنصير العالم قد تعد أى منطق ، خاصة وأنكملا تكفون عن ترديده فى كل خطبكم تقريبا ، أن الكنيسة أولا تبشيرية , تبشيريةإستجابة للآية رقم 19 فى آخر إصحاح إنجيل متّى القائل :"فاذهبوا وتلمذوا جميعالأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" ولقد قام مجمع الفاتيكان الثانىبتجنيد كل المسيحيين فى وثيقة "إلى الأمم" لكى يساهموا فى عمليات تنصير العالملقد تم تجنيد ترسانة بأكملها من المؤسسات والمنظمات الرسمية وغير الحكومية وجماعاتتبشيرية من الشباب ، بل ومن الأطفال ومن الخلايا الكنسية التبشيرية ، وكل الوسائلفى كافة المجالات فى المجتمع قد تم وضعها كسلاح للتبشير.


وإن كان ذلك قد مر فى البداية بصورة غير ملحوظة ، فقد أعلنها البابايوحنا بولس الثانى صراحة عام 1982 فى مدينة شانت يقب ومنذ ذلك الوقت لم يحدث أنكان الهوس أكثر عُجالة وأكثر هيستيرية لشيطنة الإسلام والمسلمين فى العالم! وهناإسمح لى ، أيها الأب المبجل ، أن أوضح لك أن نصوص العهد الجديد تناقض تلك الآيةالتى تعتمدون علي نصها ، ومن هنا فهى تدين كل ما يترتب عليها وهو السببالحقيقى للإرهاب الذى يثيره هذا التبشير ! ووفقا لنصوص العهد الجديد ، فإن رسالةيسوع ، كما يقولها شخصيا: "لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة"! (متى 24:15)وهو نفس ما كان قد قاله فى الإصحاح العاشر من نفس إنجيل متّى: "هؤلاء الإثنىعشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا : إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لاتدخلوا بل إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (آية 5و6) وهو مانطالع معناه أيضا فى أعمال الرسل إذ تقول: "إليكم أولا إذ أقام الله فتاه يسوعأرسله يبارككم بِرَد كل واحد منكم عن شروره" ( 3 : 26).


وذلك يعنى أن يسوع لم يُبعث وفقا للنص ، إلا من أجل اليهودالغارقين فى الشرور لكى يبتعدوا عنها , وليست هذه الآيات وحدها التى يحتوى عليهاالعهد الجديد (طبعة 1966 العربية) فما أكثر الآيات التى تكشف عن أن يسوع كان يبشربملكوت الله وليس بتبشير الأمم ! فما أكثر المرات التى كان يؤكد فيها إقتراب موعدذلك الملكوت ومنها: ما نطالعه فى إنجيل متّى: "وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلينأنه اقترب ملكوت السموات" (10:7) ؛ أو "فإنى الحق اقول لكم لا تكملون مدنإسرائيل حتى يأتى ابن الإنسان" (10: 23) . بل إن إنجيل متّى به أكثر من ثلاثين آيةتشير إلى تبشير يسوع بملكوت الله بخلاف مافى الإصحاح الثالث عشر وحده ، من الآية 1إلى الآية 52 ، فكلها تتحدث عن ملكوت الله واقترابه الوشيك ! بل لقد كانت سرعةإقتراب حدوث ذلك الملكوت وشيكة إلى درجة أنه عندما ذهب الإثنى عشر حواريا فى أولىجولاتهم قال لهم يسوع بوضوح: "ومتى طردوكم فى هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى ،فإنى الحق أقول لكم لا تكملون مُدن إسرائيل حتى يأتى إبن الإنسان" (متّى10: 23).


وحتى أثناء مثول يسوع أمام الكاهن الأكبر أثناء المحاكمة نراه يقوللهم: "وأيضا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا علىسحاب السماء" (متّى26: 64) .. أما إنجيل مرقس فيورد فى الإصحاح الأول كيف أنيسوع يواصل الرسالة التى بدأها يوحنا المعمدان والتبشير بنفس المضمون ، إذ تقولالآية: "وبعد ما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قدكمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (14 و15) وفى الإصحاحالتاسع نطالع: "وقال لهم الحق أقول لكم إن من القيام هنا قوما لا يذوقوا الموت حتىيروا ملكوت الله قد أتى بقوة" . وتتكرر المقولة: "الحق أقول لكم لا يمضى هذاالجيل حتى يكون هذا كله السماء والأرض تزولان لكن كلامى لا يزول" (مرقس13 :30و31) ونطالع فى إنجيل لوقا أن يسوع "لما صار النهار خرج وذهب إلى موضع خلاءوكان الجموع يفتشون عليه فجاءوا إليه وأمسكوه لئلا يذهب عنهم فقال لهم إنه ينبغىلى أن أبشر المدن الأخر أيضا بملكوت الله لأنى لهذا قد اُرسلت" (4: 42و43) وهو ما يثبت إن رسالة يسوع كما تتضح من كل هذه الآيات تنحصر _كما يقول هو_ فىإعادة خراف بيت إسرائيل الضالة إلى رسالة التوحيد بالله الواحد وليس بالثالوث ، وفى التبشير باقتراب ملكوت الله الذى هو العدل والسلام والفرحة . ونطالع فى نفسإنجيل لوقا ، فى بداية الإصحاح التاسع ، أن يسوع قد "دعا تلاميذه الإثنى عشروأعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء أمراض وأرسلهم ليكرزوا بملكوت اللهويشفوا المرضى" (آية 1 و 2) . وهو ما يكشف عن أنه أسند إليهم كل السلطات التىكان هو يمارسها..


وفى الإصحاح العاشر يواصل نفس الوصية قائلا: "واشفوا المرضى الذينفيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله , وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكمفاخرجوا إلى شوارعها وقولوا حتى الغبار الذى لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم ولكناعلموا هذا إنه قد اقترب منكم ملكوت الله" (9 ـ 11) . وهو ما يثبت أنه لم يكنيسوع وحده الذى كان ينادى بإقتراب ملكوت الله وإنما قد أسند بهذه المهمة إلىالحواريين أيضا . وهو ما يوضح أهمية هذا الملكوت الذى يمثل أساس رسالته ، ملكوتالعدل والسلام والفرحة ، وليس تنصير العالم ويبدأ الإصحاح الثالث من إنجيل يوحنابواقعة نيقوديموس الفاريسى الذى قال له: ".. لا أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التىأنت تعمل إن لم يكن معه الله أجاب يسوع وقال الحق الحق أقول لك إن كان أحد لايولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" . وكما رأينا للتو فإن الأناجيل الأربعةتتحدث عن ملكون الله على أنه الرسالة الأساس ليسوع ، فما من إنجيل إلا وتناولهابنسب متفاوتة من الآيات . وهو ما سوف نتابعه أيضا فى أعمال الرسل والرسائل التى تبدأفى الإصحاح الأول بالإشارة إلى ما فعله يسوع وعلمه إلى اليوم الذى إرتفع فيه عندماأمضى "أربعين" يوما بعد بعثة كما يقولون ، يتحدث عن الأمور المختصة بملكوت الله "وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله" ( 1ـ3).


ونغض الطرف هنا عن الإختلاف أو تناقض مدة بقاء يسوع على الأرض بعدبعثه عن الأناجيل المعتمدة ، التى تمتد من يوم واحد إلى أربعين يوما ، وهى واحدة منالآف المنتناقضات التى يزخر بها الكتاب المقدس ، لكنا نكتفى بتوضيح نقطة جوهرية:أنه حتى بعد بعثه ، وفقا لأعمال الرسل ، وليس أثناء حياته فقط ، ظل أربعين يومايحدث حوارييه فقط عن الأمور المختصة بملكوت الله!.. بل والأدهى من ذلك تنتهى أعمالالرسل بالآيتين التاليتين: "وأقام بولس سنتين كاملتين فى بيت استأجره لنفسه. وكانيقبل جميع الذين يدخلون إليه كارزا بملكوت الله ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكلمجاهرة بلا مانع" (28: 30و31) وفى رسالته إلى أهل رومية يوضح بولس قائلا: "لأن ليس ملكوت الله أكلا وشربا بل هو بِرٌ وسلامٌ وفرحٌ فى الروح القدس" (17:14) وفى رسالته إلى أهل كورنثوس يضيف بولس قائلا: "أم ألستم تعلمون أنالظالمين لا يرثون ملكوت الله" (6 : 9).. ويواصل السرد فى رسلاته إلى أهل غلاطيةمعددا أعمال الجسد الظاهرة محذرا إياهم : "فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضا إنالذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" ( 5 : 19 ) .. وفى رسالته إلى أهلأفسوس يقول: "فإنكم تعلمون هذا أن كل زان أو نجس أو طماع الذى هو عابد للأوثانليس له ميراث فى ملكوت المسيح والله " ( 5 : 5 ) ، ونلاحظ هنا تغييرا واضحا : فبعدأن واصل بولس تصعيده لعملية تأليه يسوع و جعله "ربنا يسوع" فى أقواله السابقة ، هاهو يسند إليه ملكوت الله ويشرك ملكية الملكوت للمسيح ولله معا!.. وهو تغيير يزايدعليه بطرس فى رسالته الثانية إذ يقول فى الإصحاح الأول: "لأنه هكذا يقدم لكمبسعةٍ دخولٌ إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدى" (الآية 11) ! فبعد أن كانيسوع يبشر بملكوت الله واصل الحوارييون تصعيد أهمية يسوع ، و جعلوا الملكوت شركةبين الله ويسوع ، ثم تحول إلى "ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدى"!! وأيا كانصاحب ذلك الملكوت ، فإن هذا لا يغّير شيئا من أن الرسالة التى أتى من أجلها يسوعوالتى أرسله الله ليحققها هى بكل وضوح : إعادة خراف بيت إسرائيل الضالة إلى رسالةالتوحيد ، والتبشير بملكوت الله الذى اقترب مجيئه . بل والأدهى من ذلك يقول يسوعلمن عصوا كلام الرب : "لذلك أقول لكم إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لإمةٍ تعملأثماره " (متّى43:21(.


وقبل أن ننهى هذه الجزئية لا بد لنا من لفت نظركم إلى بعض التناقضاتالمتعلقة بالنص و تطبيقكم له فقد رأينا أن يسوع قد حدد قائلا أنه لم يرسل إلا منأجل خراف بيت إسرائيل الضالة (متّى15:24) ، وكذلك فى نفس الإنجيل حينما حددقائلا لحوارييه: "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا بلإذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيس الضالة" (10 : 5 و 6) ، ألا يبدو من غيرالمنطقى ، بعد كل هذه النصوص ، أن نراه يملى لحوارييه بعد "بعثه" ، سواء أكان طيفاأو تجليا ، و أن يأمرهم بالذهاب ليتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الثالوث وهوالقائل: "إلى طريق أمم لا تمضوا"؟! ألا يعنى ذلك مخالفة لرغبة يسوع وإرادته والقيام بفرض المسيحية على العالم ، خاصة وإن نص ذلك الكتاب مرتاب فى أمره بينالعلماء؟! وهناك تناقض آخر بين متّى ومرقس حول نفس هذه المقولة عن التبشيربالثالوث : إذ يقول متّى أن هذا الأمر قد أُعطى للحواريين الأحد عشر فى الجليل "إلىالجبل حيث أمرهم يسوع" (28 : 16). بينما يورد مرقس أن هذا الأمر قد أُعطىللحواريين الأحد عشر فى المنزل، إذ يقول: "أخيرا ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخعدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام وقال لهم إذهبوا إلىالعالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (16 : 14 و 15). أى أنه ظهر لهم فىالمنزل كطيف وأوصاهم بالرسالة ! وبغض الطرف عن مثل هذا التناقض بين متّى و مرقس فىموضوع بمثل هذه الأهمية ، فلا نملك إلا أن نندهش من مضمون الرسالة التى أملاها : وقال لهم إذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا باللإنجيل للخليقة كلها من آمن واعتمدخلص ومن لم يؤمن يُدَن" ونتجاوز هنا عن هذا "التسامح" لنرى علامات الذين يؤمنونوصفاتهم فهم: "يُخرجون الشياطين باسمى ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيّاتٍ وإنشربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مرقس 16 : 15ـ18(ووفقا لهذا المعيار يبدو أن هناك قلّة قليلة جدا من المؤمنين بين المسيحيين ! وتأتىأعمال الرسل بتناقض آخر يتعلق بالتعميد ففى آخر الإصحاح العاشر ، عندما ذهب بطرسإلى قيصرية للقاء كورنليوس ، " أمر بأن يعتمدوا باسم يسوع المسيح" (10 : 48) . أىأنه وفقا لأعمال الرسل فإن بطرس الحوارى كان يجهل أنه يتعيّن عليه التعميد " باسمالآب والإبن والروح القدس" ! بل و الأدهى من ذلك ، نرى فى الإصحاح الحادى عشر منأعمال الرسل أنه عندما "صعد بطرس إلى أورشليم خاصمه الذين من أهل الختان قائلينإنك دخلت إلى رجال ذوى غُلفة وأكلت معهم" (الآية 3) ( أى أنه دخل وأكل مع غيراليهود) وبدأ بطرس يحكى لهم القصة كما وردت فى الإصحاح السابق كنوع من التبرير ،ثم أضاف قائلا : "فتذكرت كلام الرب كيف قال أن يوحنا عمّد بماء وأما أنتم فستعمدونبالروح القدس " (آية 16).


والقائل هنا فرضا هو نفس يسوع ومما تقدم ، وهو جد قليل من كمالأمثلة الواردة ، نرى أن نهاية كل من إنجيل متّى ومرقس عبارة عن إضافات تمت لاحقا فأيا كانت وسيلة التعميد ، فذلك يثبت أنه حتى كتابة أعمال الرسل ، وهى سابقة علىكتابة الأناجيل الأربعة، لم تكن عبارة " الثالوث" موجودة أو قد تم إختلاقها بعد ،وأن يسوع لم يطلب منهم تنصيركل الأمم ! وذلك لأننا نطالع فى نفس الإصحاح الحادى عشرأنهم تشتتوا "إلى فينيقية وقبرص وإنطاقية وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة إلا اليهودفقط" ( 11 : 19 ) ، وهو ما يخالف عبارة يسوع بأن يعمدوا "كل الأمم" ، فكيفللحواريين ألا يتحدثوا مع الوثنيين المفترض تنصيرهم بأمر يسوع ، ولا يتحدثون إلاإلى اليهود أمثالهم؟ ولا يسع المجال هنا لإضافة كل ما تضمه أعمال النقد الحديثة منعدم توافق ، لكنا على الأقل نشير إلى أن أغلبية النقاد ، ومنهم كنسيين ، يقرّون بأننهاية كل من إنجيل متّى ومرقس عبارة عن إضافات متأخرة ، قام بها القديس جيروم فىآخر القرن الرابع ، لأن نفس الأصل المعروف باسم "كودكس سيناء" و"كودكس الفاتيكات" ،ويرجعان إلى القرن الرابع لا يتضمنا تلك الإضافة ! ونوجز كل ما تقدم بأن يسوع طوالفترة تبشيره ، سواء أكانت بضعة أشهر أو ثلاث سنوات ، وفقا لأى إنجيل نعتد ، وسواءبعد صلبه و بعثه كما يقولون ، وظهوره يوما أو اربعين يوما ، فهو لم يكف عن الإعلانبوضوح : أنه لم يرسل إلا من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة، ومن أجل التبشير بملكوتالله.. ترى ، أمن ضرورة لنضيف هنا أن عقيدة التثليث هذه ، والتى قامت بمساواة اللهبيسوع بالروح القدس ، قد تم اختلاقها وفرضها فى مجمع القسطنطينية عام 381 : فكيفنراها موجودة فى نص مكتوب فيما بين أواخر القرن الأول وبداية القرن الثانى ؟! فبدلامن ذلك الطريق الهيستيرى الضال و الهادف إلى إقتلاع الإسلام والمسلمين ، وبدلا منهذه الهيستريا المضادة للإرهاب زعما والتى تخفى الأخطار الحقيقية السياسية المعاصرة، وأولها مسألة الفاقة الغذائية فى العالم ، حيث أن هناك 854 مليونا من البشريعانون من الجوع.


وفقا للمدير العام لمنظة الفاو.. ألا يُعد أول واجب هو العمل علىإطعامهم ؟ العمل على إنقاذهم كآدميين لهم كل الحق فى الحياة ، بدلا من أن تلوحونلهم بالطعام بيد وتفرضون عليهم الكتاب المقدس باليد الأخرى .. فمثل هذا النص "المقدس" المختلف عليه وحوله بهذا الشكل ، والذى فرضه مجمع الفاتيكان الأول عام 1869 على أن "الله هو مؤلفه" ، ثم فى مجمع الفاتيكان الثانى عام 1965 حكمت عليهأغلبية مكونة من 2344 كنسيا ضد 6 ، ورأوا : "أن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقصوالبالى ، فهى رغم ذلك تُعد شهادات لعلم تربوى حقيقى" ! إن مثل هذا النص يتطلب شىءمن "التواضع" من جانب من يمثلونه ومن جانب من يتّبعونه ، وليس فرضه على العالمبأى وسيلة وبأى ثمن . ويبقى سؤال يفرض نفسه فيما يتعلق بعملية التنصير ، وهو"الدور الأساسى للكنيسة" كما لا تكفون عن ترديده : ترى ما هو مصير اليهود الذينمنحتوهم أرضا ليست من حقهم يقينا ، بينما يعانى الشعب الفلسطينى من عملية قتل عرقىمكتومة الأصداء ، على مرأى ومسمع من العالم أجمه : ترى هل ستقومون بتنصير اليهودأيضا ، أم أنهم معفون من الخلاص ؟! مع التعبير عن شكرى للقراءة أرجو أن تتقبل أيها الأب المبجل ، تحياتى وأمنياتى بأن تتمكن من إقامة العدل الحقيقى والسلامالحقيقى والفرحة الحقيقية بعدالة تليق بمقام يسوع ، النبى والرسول ، وتليق بالمكانةالتى تحتلونها.