مشاهدة النسخة كاملة : خطبة للشيخ ....(قذافي ونهاية الظالمين)


شذى العطر
26-03-2011, 01:40 PM
خطبة للشيخ: محمد العريفي
بعنوان: قذافي ليبيا ونهاية الظالمين


الخطبـ(1)ــه

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين ، فهدى الله تعالى به من الضلالة وبَصّر به من الجهالة وكَثَّر به بعد القلة وأغنى به بعد العَيلة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ماتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا

أما بعد أيها الإخوة المسلمون...لقد قضى الله تعالى وقدر منذ أن خلق الخلق من عهد آدم عليه السلام أنه جل وعلا جعلهم على درجات متفاوتة وطبقات، فجعل الله تعالى منهم الملك والمملوك، والرئيس والمرؤوس، والأمير و المأمور، والحاكم والمحكوم، وجعل منهم القوي والضعيف، وجعل منهم الغني والفقير، وجعل منهم الصحيح والسقيم، وجعل منهم القادر والعاجز، { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } وبين الله جل في علاه أن هذا التفاوت بين الناس في رفعة بعضهم على بعض درجات ليس تفضيلا للقوي على الضعيف ولا حبا للغني وبغضا في الفقير ولا تفضيلا للحاكم على المحكوم، وإنما هو ابتلاء كما قال الله جل وعلا: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} ليبلو الحاكم في حكمه ويبلو الغني في ماله ويبلو الصحيح في قوته ويبلو الناس جميعا، قال جل وعلا: { لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ } فالمسألة بلاء قبل أن تكون نعمة وفضل من الله جل وعلا على صاحبها، لذا كان النبي صلوات ربي وسلامه عليه لا ينظر إلى صور الناس عندما يتعامل معهم ولا ينظر إلى أموالهم ولا إلى أنسابهم، إنما ينظر إلى مقدار تقواهم لربنا جل وعلا، فكان يُفضل بلالا العبد الحبشي المملوك على أبي جهل وأبي لهب، فأبو جهل هو فرعون هذه الأمة، ما نفعه ماله ولا نسبه ولا رفعته ولا كثرة أولاده ولا علو شأنه في قومه وإنما هو فرعون هذه الأمة نسبه ونلعنه صباحا ومساءا، مارفعه ولانفعه أن مَلك يوما من الدهر أو ارتفع على بقية الناس، وأبو لهب مع انتسابه وشرفه وعلو منزلته في الدنيا إلا أننا نلعنه إذا قرأنا القرآن فنقول :{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } بينما نترضى على بلال، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لبلال وهو العبد الحبشي المملوك يقول له:[ يا بلال لقد سمعت خشف نعليك في الجنة ] ويقول عليه الصلاة والسلام عن سلمان يقول:[ سلمان منا آل البيت ] ويمدح صهيبا وهم ما بين أعجمي وما بين حبشي وما بين عبد مملوك، فالمقياس عندنا جميعا هو قول الله جل وعلا:{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } وقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه :[ لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود ولا لحر على عبد إلا بالتقوى ] إلا ما يقع في القلب من العناية بطاعة الله عز وجل والخوف منه.
أيها الإخوة الكرام... إن الدنيا تذهب وتجيء، وكم من إنسان ارتفع تارة فإذا به يُخسف به تارة أخرى، ولقد حكى الله تعالى في كتابه عبرا من عبر الأولين، فذكر الله تعالى لنا تكبر فرعون وذكر لنا جبروته وطغيانه، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها:| حكم فرعون أربعة مئة سنه ثم أخذه الله تعالى | ووصف الله جل وعلا حاله فقال الله سبحانه وتعالى: { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ } نعم انظر كيف كان عاقبة من ظلم الناس في أموالهم أو هتك أعراضهم أو أراق دماءهم أو لم يستمع إلى نصح الناصحين أو حال بين الناس وبين الدعاة إلى الله تعالى من أن يوصلوا صوتهم إليهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين، يُغرق الله تعالى فرعون بدل ما كانت الأنهار تجري من تحته فإذا بالله تعالى يُجري الماء من فوقه، وهذا قارون حكى الله تعالى حكايته ثم قال الله جل في علاه: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ } -أين وزراءه؟ أين وكلاءه؟ أين حاشيته؟ أين خدمه؟ أين حجابه؟ أين جنده؟ { ومَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ. وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ } اللذين كانوا يتمنون أن لو كانوا رؤساء كرئاسته أو حكاما كحكمه أو ملوكا كملكه أو أصحاب أموال كأمواله {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}

نعم أيها المسلمون


أين الملوك ذو التيجان من يمنٍ *** وأين منهم أكاليل وتيجانُ
وأين ما شاده شداد في إرمٍ *** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهبِ *** وأين عاد وشداد وقحطانُ
أتى على الكل أمر لا مرد لهُ *** حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ماكان من مُلك ومن مَلكٍ *** كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ
كأنما الدهر لم يمدد لهم سبباً *** كأنما مامَلك الدنيا سليمانُ


هذه الدنيا تذهب وتجيء وكم من إنسان ظن الرفعة تستمر معه إلى مماته وظن مالَه ينفعه فإذا هو كما قال الله جل وعلا:{ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ }
أيها المسلمون...لقد كان النبي صلوات ربي وسلامه عليه يُحذر من تولي الإنسان للأمارة، ويُخبر صلى الله عليه وسلم في أحاديث أنها لوم وندامة على صاحبها، فكان صلوات ربي وسلامه عليه يقول لأصحابه :[ إن الأمارة أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها عذاب يوم القيامة ] وكان عليه الصلاة والسلام يُحذر الحكام جميعا من أن يسطوا على الضعفاء أو أن يأكلوا حقوقهم أو أن يقصروا في رعايتهم حتى أصبح الصحابة رضي الله عنهم يهربون من الأمارة ولا يتمثلون لها حتى لما قام أبو بكر رضي الله تعالى عنه لما ألزموه أن يكون خليفة قام على المنبر خطيبا قال: |أيها الناس لقد وُليت عليكم ولست بخيركم وإني أنزِع نفسي الآن من الخلافة فانتخبوا رجلا غيري |حتى ألزمه الناس واجتمعوا عليه ولم يكن يأخذ يوما إلا سبعة عشرة درهما ينفق بها على أولاده، يأخذها من بيت مال المسلمين كراتب يكون بين يديه. فبالله عليك أين بعض الحكام اليوم ممن إذا سقط ونُظر إلى ثروته وُجد ما بين يديه من الأموال والذهب والفضة وأنواع المعادن ووجدت له حسابات سرية وحسابات علنية وبدأت تسمع الأرقام التي لا تكاد أن تصدقها، فتسمع بالسبعين مليار دولار ومئة وواحد وثلاثين مليار دولار كما يُذكر عن القذافي نسأل الله أن يقذف به في جهنم عاجلا غير آجل.
هؤلاء اللذين لعبوا بالعباد واللذين أكلوا حقوقهم وهتكوا أعراضهم ويمرض المريض حتى يموت ولا يفتحون له مستشفى ولا يُناولون له دواءا هؤلاء هم لا ينطبق عليهم ما أمر الله تعالى به من احترام أولئك الذين يتولون أمور المسلمين. حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يكون الحاكم ظالما أو أن يُقصر في حقوق الناس اللذين يتولى عليهم بل كان يدعو عليه الصلاة والسلام على من ظلم الناس أو أكل حقوقهم، قال عليه الصلاة والسلام داعيا قال:[ اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم اللهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم اللهم فاشقق عليه ] كما في الصحيحين، وقال عليه الصلاة والسلام :[ من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب ...] جلس في قصره وفي غرفته وفي ديوانه [...فاحتجب دون خلتهم وحاجتهم وفقرهم... ] احتجب من المريض من أن يصل إليه ليدبر له دواءا أو ليعالجه في مستشفى واحتجب عن المظلوم من أن ينصره واحتجب عن اليتيم عن أن يكفله واحتجب عن الأرملة من أن يساعدها [ من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة ] وقال عليه الصلاة والسلام :[ إن شر الرعاء الحطمة ] شر الرعاء الذي يرعى الناس كما يرعى صاحب الإبل إبله ثم يدفعها ويأخذها بالعنف والقوة فيدفعها حتى يحطم بعضها بعضا، فكان يأمر بالرفق واللين والصبر على الرعية، وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين :[ ما من عبد يسترعيه الله رعية...] فليسمع جميع الحكام اليوم اللذين ولاهم الله أنواعا من الولايات، اللذين يتحكمون في أموال الناس وربما اعتدوا على أعراضهم أو ربما أهملوهم في حاجاتهم ليسمعوا هذه الأحاديث، قال عليه الصلاة والسلام :[ ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو يموت وهو غاش لرعيته... ] أخفى عليهم أن الدولة غنية، أخفى عليهم أنه يوجد وظائف، أخفى عليهم أنه يستطيع أن يبني مستشفيات، أخفى عليهم أنه قد أكل الأموال...قال: [ ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ] والحديث في الصحيحين، وفي رواية مسلم قال عليه الصلاة والسلام:[ ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم يُحطها بنصحه... ] لم ينصح للضعفاء ولم ينصح للطلاب ولم ينصح للمعلمين ولم ينصح للموظفين...قال:[ ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم يُحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة ]، وقال عليه الصلاة والسلام:[ ما من أمير على شيء من أمور المسلمين ثم لا يَجهد لهم ويُصلح لهم ...] لاحظ يقول [ يَجْهد لهم ]يعني يجتهد يواصل الليل بالنهار ، ينظر في حاجاتهم، يُطور البلد، يطور التعليم، يوفر لهم المستشفيات، العلاج، يصلح ذات بينهم، يدقق على الموظفين، يسأل كل واحد إذا تجر وكثر ماله وبنى برجا وسكن قصرا، يقول له من أين لك هذا ؟ يقول في الحديث [ما من أمير يتولى شيئا من أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم ويصلح لهم إلا لم يدخل الجنة معهم ] رواه الإمام مسلم [إلا لم يدخل الجنة معهم ] وكان النبي صلوات ربي وسلامه عليه يربي أصحابه على هذا المفهوم حتى لما تولى عمر رضي الله تعالى عنه كان يدقق وينظر ويتأمل وكان رضي الله تعالى عنه يخرج بنفسه لينظر في أحوال الرعية ولم يكن يوكل غيره وذلك لأنه يخشى أن يُنقل إليه خلاف ما هو واقع، فكان يخرج ويعس في الليل وينظر في أحوال الناس حتى مر مرة وهو يعس فسمع صوت امرأة في بيتها وهي تقول مدندنة بشعر تقول:| هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم من سبيل إلى نصر ابن حجاج ..| وكانت تقول:| فوالله لولا الله تخشى عواقبه لحرك من هذا السرير جوانبه لقد طال هذا الليل واسْوَدَّ جانبه وأرَّقني ألا خليل ألاعبه |فلما سأل عنها، يسأل بنفسه عنها، لما سأل عنها قيل إن زوجها قد خرج إلى الجهاد فطالت غيبته عنها حتى اشتد إليه شوقها وعظم كربها، فسأل ابنته حفصة قال:| كم تصبر الزوجة عن زوجها ؟ -قالت: أربعه أشهر | فأمر رضي الله تعالى عنه أن لا يغيب المجاهد إذا ذهب للجهاد عن أربعه أشهر، كان يدقق وينظر، ومر يوما فسمع بكاء صبي فطرق الباب على أمه، قال : |اتقي الله واسكتي صبيك - فقالت :إني أريد أن أفطمه - قال :كم عمره ؟ | وهي تكلمه من وراء الباب، قالت :|عمره سنه - قال قد بقي له سنه كاملة لما تعجلي بفطامه؟ - فقالت : إن أمير المؤمنين لا يفرض العطاء من بيت المال إلا لمن فطم| يعني لا يعطي رواتب من بيت المال إلا من السنتين فما فوقها .. فبكى عمر
وقال : يا عمر بن الخطاب، يا عمر بن الخطاب كم قتلت من أبناء المسلمين يا عمر بن الخطاب؟ | ثم مضى وهو يكفكف دمعه حتى غير بعد ذلك الدستور وغير النظام، لم يغيره لصالحه لأجل أن يمدد له حكمه أو لأجل أن يورث الملك لمن بعده، كلا وإنما غير وبدل لأجل مصالح المسلمين وحاجاتهم، وكان رضي الله عنه تعالى يحرص على أن يعطي الناس حقوقهم قبل أن يطلب الناس منهم ذلك، فكان يقول رضي الله تعالى عنه:| والله لو عثرة بغله في العراق لخشيت أن يسألني الله تعالى لما لم تسوي لها الطريق يا عمر |
أيها المسلمون ...وإن ما نرى اليوم سواءا في تونس أو بعدها في مصر أو ما نراه الآن في ليبيا وفي اليمن وفي غيرها من البلدان من ثوران للشعوب على حكامهم، ثارت تونس على حاكم أهوج ظالم كان يحارب شرع الله تعالى ويعطل المساجد من أن يذكر فيه اسمه ويسعى في خرابها وكم عطلت المساجد في عصره وفتحت البارات والمراقص وسُجن أئمة المساجد وصارت الراقصات والعاهرات يطُفن في الشوارع كما يردن، فمن قال لا إله إلا الله سُجن ومن عظم له شأنه وجاء وركع وسجد بين يديه عظمه كما كان يفعل فرعون، ثم فإذا به كما قال الله تعالى {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ} خسف الله تعالى به داره وأسقطه ومن كان معه من حاشيته، وهاهو من كان يحكم مصر لما طغى وتجبر وأكل أموال الناس وجعل يحوز الأموال لنفسه و يجوِّع الشعب أنظر ما الذي قضى الله تعالى عليه وقدر ثار الشعب عليه، وهاهم اليوم يثورون من ظلم طاغية مجنون أهوج طالما هتك أعراضهم في ليبيا وطالما أخذ أموالهم حتى ذكر أن ثروته تجاوزت المئه وواحد وثلاثين مليار دولار وهي ميزانيه ليبيا لأربع سنوات، ولا يزال يقتل المسلمين في هذه الحظات وربما وأنا أخطب الجمعه الآن لا يزال يُذبح بعض إخواننا ولا تزال تُهتك بعض الأعراض


يارب أم وطـفل حـيل بينهما *** كـمـا تـفـرق أبـدان وأوطان
وطـفلة مـثل حسن الشمس*** إذ طـلعت كأنما هي ياقوت ومرجان
يـسوقها الـعلج لـلمكروه مٌكرهةً *** والـعين بـاكية والـقلب حزنان


هو الآن يهتك الأعراض ويجلب أعداد من المرتزقة والنصارى والوثنيين لأجل أن يثبت بهم حكمه وما يدري أن الله تعالى قد قال { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فالله تعالى هو الذي يعز من يشاء لن يعزه ماله ولا سلطته ولا أنصاره ولا أصحابه إنما الله تعالى يعز من يشاء ومن يعز الله تعالى فلا مذل له ومن يرفع الله تعالى فلا واضع له ومن يخسف الله تعالى به أو يذله أو يوضعه على الأرض فلا رافع له إلا أن يشاء الله تعالى
ليبيا أيها المسلمون ...بلد طيب زرتها قبل خمسه أو ستة أشهر التقيت بإخوة هناك من العلماء الأفذاذ ومن طلبة العلم المتمكنين ومن أئمة المساجد الصالحين الخاشعين، ليبيا فيها من الخيرات ما لو قسم على البلدان التي حولهم لكفتهم، ليبيا تبيع يوميا أكثر من مليوني برميل من النفط ودخلها السنوي على أقل تقدير خمسين مليار دولار وإذا قسمت هذه الخمسين مليون دولار على عدد السكان الخمسه ملايين معناها أنه يدخل لكل واحد من السكان الكبير والصغير خمسون ألف دولار سنويا، ليس يدخل للموظفين ولا للكبار كلا، بل الرجل الذي عنده خمس أطفال حتى الصغير الذي عمره شهر وشهرين هذا أيضا محسوب في الحسبه فإنه معدود من عدد السكان، بمعنى أن كل ساكن نصيبه من دخل الدولة خمسون ألف دولار سنويا، إذا قسمتها على السنة وجدت أن أقل راتب المفروض يكون أربعه آلاف دولار ومئتان أو ثلاث مئه وإذا بهم رواتبهم لا تعدو دراهم معدودة، بعضهم يقف في الشارع يسأل الناس، يشحذ في بلد يجري النفط أنهارا تحت أرجلهم، ورأيت من عدم التطور في الشوارع، في المستشفيات وكأنك تدخل إلى بلد بدائي ليس عندهم من المال ما يسفلتون به شارعا أو يركبون بها أضواءا على الطرق أو يقسمون الطرق الخطيرة السريعة إلى قسمين ذاهب وراجع... كل هذا غير موجود بل كأنك تدخل إلى قرية من القرى وأنا أتحدث عن ما رأيته بعيني ووعيته وحفظته وناقشت الإخوة هناك عنه، فأين أموال تلك الدولة؟ أين ذهب بها هذا الفاجر؟ بل زد على ذلك أنه كان يُضيق على الناس في أرزاقهم وكان يُقتلهم تقتيلا ففي عام 1985لما ثار بعض الشباب وحاولوا أن يتكلموا عن البطالة وحاولوا أن يقاوموه جيء بهم ثم أودعوا السجون، ثم صار في رمضان، في رمضان يجاء بالشاب وقد قيدت يداه خلف ظهره وقد قيدت رجلاه ثم يجاء به بحضور أهله جميعا على رأسهم أمه وأبوه وعلى مشهد من الناس والكاميرات تصور ثم يجيء بجنديين ويلفان حبلا على رقبته فيشده هذا من جهة وهذا من جهة ولا يشنقه شنقا على المشنقة حتى لا يموت عاجلا إنما يريد الموت أن يتسلل إلى كل خلية من خلاياه ثم يظل هذا يشده وهذا يشده والشاب مربوط يحاول أن يحرك رقبته فلا يستطيع وأمه تنظر وأبوه ينظر وإخوته ينظرون إلى ولدهم وهو ربما حافظ للقرآن، مصل، بار بوالديه، حتى يموت وهو على هذا الحال، ثم تؤمر أمه أن تقف عند رأسه بعد ما مات وتزغرد إظهارا للفرح وأن يرقص أبوه عند رأسه إظهارا للفرح، يؤمرون بهذا ويلزمون به إلزاما ثم تقابلهم تلك الكاميرات مباشرة ويؤمرون بأن يظهروا الفرح ويشكروا ذاك الطاغية على أن خلصهم من هذا المخلوق الذي يريد أن يدمر بلادهم، ثم من جرائمه أنه أمر بسجن فيه كم كبير من الأبرياء الذين ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، ما نقموا منهم إلا أن أصبحوا مصلين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، فإذا به يأمر بأن يدخل هذا السجن ويحصد حصدا كل من كان فيه فيقتل ألف و مئتا مسلم، موتى، ثم يؤمر بجثثهم فتسحب ويخرج بها إلى البحر وترمى في البحر! كما يفعل الآن هذا الخبيث لما يأتي جلاوزته ويدخلون إلى المستشفيات ويأتون إلى الجثث التي نحن مأمورون بأن نغسلها ونكفنها وأن نصلي عليها وندفنها، يأتون إلى الجثث التي قتلت بطائراته وبرصاصه وبجنده ومرتزقته، يأتون إلى جثث أقوام خرجوا في مظاهرات سليمة يطالبون بحقوقهم، يطالبون أن يسمع صوتهم، يأتي إلى جثث أقوام نسأل الله أن يجعلهم شهداء، يأتي إلى هذه الجثث ثم تؤخذ هذه الجثث قصرا وقوة من بين أيدي أهلها، تؤخذ هذه الجثث ثم يخرج بها ثم تحرق ولا تدع إلا رمادا، وفي عام 96 أمر بضرب شعبه الجبل الأخضر وهم ناس طيبون صلحاء، تسمع دوي أصواتهم في المساجد وربما رأيت حلقات العلم في المساجد وفي البيوت فيؤمر بضربها بقنابل النابالم ويدكه دكا حتى أصبح جبلا أسودا بعد ما كان أخضر.
ليبيا بلد مليء بالخيرات لكن عندما يحكم رجل مثل هذا الفاجر لن ترى شيء من الخير يظهر على الناس، [ إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ] كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ثم قرأ قوله عز وجل { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} وخلال الأيام الماضيه يثور الشعب الليبي البطل فيهم أئمة المساجد وحفاظ القرآن وطلبة العلم والمشايخ، فيهم الأطباء والمهندسون والمثقفون والأدباء، فيهم المعلمون، فيهم أقوام لهم تأثير في المجتمع، لكن يطالبون بحقوقهم، لما خرجوا إليه يطالبون بحقوقهم في مظاهرات سلميه لم يحمل أحد منهم سكين ولا سلاح بل ولا قلما حادا ليدافعوا به عن نفسه فإذا بالخبيث مباشرة يفعل كما فعل الطاغوت الأول حسني مبارك فإذا به يأمر بقطع جميع الاتصالات، قطع شبكات الإنترنت، ذاك الأول قطع الاتصالات اللاسلكيه وهذا زاد عليه فقطع الاتصالات السلكية و اللاسلكيه جعلها ظلمات بعضها فوق بعض، ثم أمر بالتشويش على القنوات الفضائية وإذا فتحت قناة الجماهيرية الليبية فلا ترى إلا غناء ورقص شعبي والناس يُقتلون في الشوارع والموتى في الطرقات ومع ذلك لا ترى إلا رقص وزمر وطرب شعبي وكأن الأمر ما حصل فيه أي مشكله! والعجب العجب أن تلك القناة البائسة اتصلوا بي قبل ثلاثة أيام، جاءني رقم من ليبيا ففتحت السماعة ظننته أحد الإخوة الذين كنت اتصل بهم مرارا ولا يشبك الخط
قلت : نعم ..
قال: سلام عليكم معك قناة الجماهيرية الليبيه
قلت: مرحبا بك
قال: لحظه سيكلمك المسئول
ثم حولني على أحد المسئولين، : مرحبا يا شيخ... كيف حالك ؟؟
قلت : الحمد لله .. ما هو الحاصل عندكم ؟ هل ما ينشر في القنوات الفضائيه صحيح ؟ وهي ليست قناة واحدة ولا اثنتين ولا عشر .. الكل أجمع على ذلك!
قال :يا شيخ هذا كله كذب، أقسم لك بالله يا شيخ أنه كذب!
وتعالى الله عن يمينه وحلفه
يقول: والله يا شيخ أقسم بالله العظيم يا شيخ أنه كذب وأنه لايوجد إلا بعض المشاكل من بعض الشباب في بعض القرى ونحن قد قضينا عليها وأعطيناهم بعض الحاجات وسكتوا الآن!
قلت : حسنا يا أخي وما يقع الآن من صور نراها بأعيننا في القنوات الفضائية والانترنت؟!
قال : هذه كلها صور قديمه وهذه قنوات فضائيه مغرضة!
قلت : يا أخي نفس الصورة تعرضها الجزيرة والعربية و bbc و الإخبارية وكل القنوات تعرض نفس الصورة ... أتواصوا به ؟! كلهم اجتمعوا على طاغوتكم؟!
قال :هذا كله كذب وهم ينقلون من بعض
قلت :المقصود، ماذا تريد مني ؟
قال : نريد منك مشاركة هاتفيه لأن الشعب الليبي يحبك ويتابعك والشباب يحبون العريفي فنريد منك جزاك الله خير مشاركة هاتفيه تقول لهم إهدأوا وهذا ولي أمركم أطيعوا ولي أمركم !
قلت :له بئساً في قولك وتُفا على وجهك وأنا أشرف من أن أزكي ذلك الطاغية.
عجبت والله من جرأته! ثم اتصلت ببعض المشايخ وإذا هم قد اتصلوا بهم أيضا يطلبون منهم هذه المشاركة! وأعجب من طاغية يريد أن يُلمع نفسه على حساب أصحاب الدين! بل زد على ذلك لما قام هذا الطاغية، أعني القذافي، نسأل الله أن يعجل بقذفه في جهنم، وإذا القذافي يقوم يقول للناس في خطابه البائس، الفاشل، المجنون، وإذا به يقول في خطابه ما قاله قبل حسنى مبارك، حسنى مبارك كان يهدد أمريكا ويقول لها:" ترى إذا أنا زلت عن عرشي سوف يحكم الإخوان المسلمون مصر انتبهوا من المطاوعة انتبهوا من الإسلامين"! وإذا به يزيله الله تعالى ويُعقب عزته ذلا، وهذا الخبيث كان يقول قبل أمس يقول:"تريدون أن يحكمكم أصحاب اللحي، تريدون أصحاب العمائم " وما بالهم يا خبيث، يا ساقط، يا قبيح ؟ ما بالهم أصحاب اللحى وأصحاب العمائم ؟ هم أشرف منك ومن أولادك، بل أنت كما قال الله تعالى عن فرعون لما قال لقومه { إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ} فرعون لما جاء موسى جعل يخوف قومه، يقول هذا جاء بدين جديد، سيحكم بشريعة جديدة، يغير الدستور...فرعون كان يقول عن موسى { إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} و أي فساد أعظم مما فعلت أنت يا فرعون؟! ولما خرج ابنه قبله ابنه البائس الذي والله ليس له من اسمه أدنى نصيب اسمه "سيف الإسلام" وهو سيف من سيوف الجاهلية والإسلام من أفعاله براء، يخرج هذا الخبيث ثم يستهزئ بالناس ويقول لهم إنكم لا تملكون قوة نحن سنقلبها حربا أهليه، سنحرقكم حرقا، ما في هذه الدبابات و لا في هؤلاء المتظاهرين إلا قوم من المتسكعين و السكارى ومتعاطي المخدرات!، يقول هذا الكلام وهو محفوظ في الانترنت، ويحتقر ما يفعله الشعب! وهذا يذكرني بما قاله جمال مبارك لما عمل مؤتمرا صحفيا يستعرض فيه قوته وقوة أبيه فقام له أحد الصحفيين وقال له:" ألا يؤثر عليكم حركه الشباب في مواقع الفيس بوك و التوتير الذين يتداعون ويتناهضون الإنكار عليكم والمطالبه بحقوقهم؟" فضحك، ضحك وقال:"طب ابقى رد عليهم أنت"! رد عليهم أنت، نحن لا نحتاج أن نرد عليهم، فإذا بهؤلاء الشباب الصادقين، الأبطال، المصريين اللذين هم من أحفاد عمرو بن العاص و الصحابة الكرام، فإذا بأبطال مصر يسقطونه ويسقطون أباه ونسأل الله أن يزيد من ذله ومسكنته، آمين.
واليوم في التقارير أحد مساعدي القذافي وهو يقول سيطرنا على البلد، أحد مساعديه الكبار يقول إن القذافي لا يحكم الآن إلا 5% من ليبيا، هذا الخبر اليوم من أحد مساعديه، وبدأ الجميع يتخلون عنه وتذكرت قول الله تعالى { فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} والله ما كان من المنتصرين وقال الله جل وعلا { فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وقال جل وعلا {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} والله ما للقذافي من نصير ينصره من دون الله وما كان من المنتصرين، يصبح جميع اللذين تمنوا مكانه منذ 42 سنه يقولون { وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
سفيره في أمريكا يتخلى يقول "أنا بري منك يا قذافي"، سفيره في الصين يتخلى "أنا بري منك يا قذافي"، سفيره في الهند يتخلى "أنا بري منك يا قذافي"... هؤلاء الذين اختارهم على عينه ودقق في اختيارهم وأغراهم بالأموال فإذا بهم يقلبون السحر على الساحر، الطيارون يأمرهم أن يضربوا الناس فإذا باثنين من الطيارين يهبطون بطائراتهم في مالطا في خارج ليبيا ويطلبون اللجوء السياسي وإذا باثنين آخرين من الطيارين يهبطون بها في بني غازي ولا يضربون أحدا من الناس، ثم يأمر الخبيث مرتزقته أن يقتلوا كل من يخالف أمره فيُقتل 130 جنديا من جنود الجيش لأنهم أبوا أن يفتحوا النار على المتظاهرين، رفضوا وقالوا لماذا نقتلهم ؟ فأمر بهم فقتل هؤلاء 130، وقتل الطياران اللذان هبطا في بني غازي وهكذا يفعل الظلمة الذين يتجبرون ويطغون، بل حتى البحرية الليبية لما أمرهم أن يضربوا بالمدفعية على بعض الناس المتجمهرين رفضوا ذلك وأبو عليه، وإذا هو لايزال في بيته خائفا وجلا لا يكاد أن يستوعب الدرس والله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم [إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ] أيها الإخوة الكرام... إن النبي صلوات ربي وسلامه عليه حذر من سفك الدماء وليرين والله القذافي ليرين عاقبة وشؤم سفكه لدماء الناس المسلمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم [لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ] متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام [كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا ] رواه أحمد. وقال عبد لله بن عمر كما عند مسلم قال:[ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على الكعبة، قال فقال لها: ما أطيبك وأطيب ريحك وما أعظمك و أعظم حرمتك وإن حرمة المسلم عند الله أعظم من حرمتك ]وقال الله جل وعلا { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }، وقال الله جل وعلا { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من إعانة الظالم على ظلمه، وهي رسالة لكل أعوان القذافي ولكل جلاوزته وكل حجابه وكل حرسه وجيشه ووزرائه، هي رساله من أن يتعاونوا معه على أدني شي من الظلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [ من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة ، لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ]، فأين أولئك اللذين يمدون بعض بعضا بالسلاح ؟ أين أولئك الذين يخدمونه لقتل المسلمين هناك أينهم ؟ أين دينهم ؟ أين إسلامهم ؟ أين حميتهم ؟ أين مروءتهم؟ ليست مروءة أن تأتي إلى شعب أعزل ثم تقتلهم، إن كنت رجلا فأعطهم سلاحا وقابلهم رجلا أمام رجل، أما أن تأتي إلى عزل، إلى ضعفاء وفقراء والى الصغار والنساء ثم تشهر سلاحك أمامهم وتجعل نفسك قوي بهذا! إن من مروءة العربي أن لا يفعل مثل ذلك، إن لم يكن دينا يردعك فالعروبة التي تتغنى بها في كل يوم ينبغي أن تردعك، تستأسد على هؤلاء الضعفاء يا قذافي؟! أين كان استئسادك لما ضربتك أمريكا بطائره أين هو؟! أين هو كان استئسادك لما جاءت قضيه لوكربي وحوصرت لبيا سنوات ولم تستطع أن ترفع لسانك بكلمه، أينك ؟! في ذلك الحين صرت فأرا ولم تكن أسد الآن تكن أسد !؟ أين استئسادك لما ضيق عليك لتسلم ترسانتك النووية وتوقف برنامجك النووي فإذا بك تكون خانعا ذليلا وتأتي وتسلمهم ما يريدون وتدخل شركات الأمريكان وأوربا ليأخذوا نفط المسلمين ويلعبوا به ويعبثوا به كما فعل قبلك حسني مبارك لما كان يأخذ الغاز الذي هو حق للشعب المصري البطل ثم يسربه إلى إسرائيل ويبيعه بأبخس الأثمان!؟ { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا }

لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ***كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ

هم كحجاره الشطرنج التي صفت كل يوم نسمع (كش ملك كش ملك) فيسقط الظلمة واحدا تلوى الآخر، ولا يجوز معاونتهم ولا دعمهم.
لما سجن شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى جاء إليه حارس السجن قال له:| يا إمام أنا رجل مصل صائم قائم تالي للقرآن،يا إمام أنا مأمور أن أقوم على حراستك في السجن لألا تهرب ولا يهرب بقيه السجناء وأنا رجل أعمل لأجل الراتب أُطعم أولادي فهل أنا من أعوان الظلمة ؟| خائف الرجل، فقـــــال له شيخ الإسلام ابن تيميه:| أنت من أعوان الظلمة! بل أنت من الظلمة أنفسهم| أنت لست عائن للظلمة أنت من الظلمة أنفسهم، قال:| إنما أعوان الظلمة من بسط لهم بساط، أو برى لهم قلما، أو مد إليهم قرطاسا، أو باعهم خبزا| هؤلاء أعوان الظلمة أما أنت فمن الظلمة أنفسهم، فأين أولئك الذين يقتلون المسلمين اليوم في ليبيا والموتى والقتلى بالآلاف ؟! أين حكام المسلمين اليوم من أن ينكروا على ذلك الفاجر المجنون؟! لم نسمع واحدا من حكام المسلمين مع الأسف يخرج على قناة فضائيه وينكر ما يفعله القذافي! يا أخي ما نريدك ترسل طائره ولا ترسل جيشا، يأخي تكلم على الأقل، فل يُسعد النطق إن لم يسعد الحال، أين حكام المسلمين من أن ينكروا عليه ؟!
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول [وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ] ويقول عليه الصلاة والسلام [ مامن امرء يخذل امرءا مسلما في وقت ينتهك فيه من عرضه وماله ودمه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ] كل من كان يستطيع أن ينصر إخواننا ولو بكلمة فهو مأمور بهذا
وقال عليه الصلاة والسلم [ ولتأخذن على يد الظالم ولتأخذن على يد الظالم ول تأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرونه على الحق قصرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم ] رواه ابو داوود، يقول [ تقصرنه على الحق قصرا ]...يعني بالقوة [ تأطرنه على الحق أطرا ]
أين حكام المسلمين اللذين يستطيع أحدهم أن يخرج ويقول كلمتين، سمعنا بيانات من العلماء وتصريحات من العلماء، ومع الأسف لا تكاد تسمع في الأخبار إلا أسماء أعاجم اوباما يصرح، ساركوزي ينكر، فلان الثالث يفعل ) أتمنى أسمع اسم واحد مسلم يُنكر ما يفعله القذافي فلا تكاد أن تسمع شيئا من ذلك، كل هذا خنوع وخوف ؟ الرجل سقط، ووالله ولتذكرن ما أقول لكم، وستذكرون ما أقول لكم والله وأنا في هذا المكان والخبيث لا يزال على عرشه والله كأني انظر إليه الآن يُقاد بالسلاسل إلى سجنه كأني انظر الآن إليه، وحسن ظننا بربنا جل وعلا أن هذه ستكون عاقبته، ونسأل الله أن يعجل عليه بها
نسأل الله أن يهلك القذافي، نسأل الله أن يرينا فيه عجائب قدرته، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم لا ترفع له راية، اللهم أجعله لمن خلفه آية، اللهم مزق ملكه، اللهم فرق جمعه، اللهم شتت شمله، اللهم إنه قد تكبر في البلاد وطغى في البلاد فأكثر فيها الفساد اللهم فصب عليه سوط عذاب وكن له بالمرصاد يارب العالمين، اللهم أرنا فيه وفي أبنائه الظلمة عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أقلب قوته ضعفا وأقلب غناه فقرا وأقلب صحته سقما –واقلب عزه ذلا يارب العالمين، اللهم مزقهم في البلاد تمزيق الريح الجراد اللهم احفظ جميع شعوب المسلمين، اللهم تقبل من مات من إخواننا من أهل ليبيا ومن أهل مصر وتونس وغيرهم، اللهم تقبلهم عندك شهداء وأحسن نياتهم وارفع درجاتهم واشفي جرحاهم –وارحم موتاهم ياذا الجلال والإكرام
أقول ما تسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم

وسأضع الخطبة الثانية إنشاء الله :)