مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام دين ودولة


Specialist hossam
26-03-2011, 10:20 PM
فكما بَيَّنَ الإسلام علاقة العبد بربِّه واتصاله به وآدابه معه، بَيَّنَ أنواع التصرفات مِن البيع والتأجير والمشاركات، والعقود الخيرية مِن الأوقاف والوصايا والهدايا.
كما بَيَّنَ أحكام النكاح والعلاقات الزوجية، مِن الشروط والعِشرة والنفقات والفُرقة الزوجية، وآدابها وأحكامها والعِدَد ومتعلقاتها، ثم ما تُحْفَظ به النفس مِن عقوبة الجنايات كالقصاص والدِّيات والحُدود.
ثم تطبيق هذه الأحكام وتنفيذها مِن أبواب القضاء وأحكامه.

فقد نَظَّمَ الإسلام العلاقات بين الناس، في أسواقهم ومزارعهم وأسفارهم وبيوتهم وشوارعهم. فلم يَدَع شيئاً يحتاجون إليه في شؤونهم إلا بَيَّنَه، بأعدل نظام وأحسن ترتيب.
فالناس يحتاج بعضهم إلى بعض في هذه الحياة الدنيا، لأن الإنسان مدنيٌ بطبعه، يحتاج إلى صاحبه كما أن صاحبه محتاج إليه. ولا بد مِن قانون عادِل يَسُن لهم طُرُق المعاملات، وإلا حَلَّت الفوضى وتفاقم الشر، وأصبحت وسائل الحياة وسائل للهلاك والدمار.

وبِسَنِّ هذه القوانين مِن الحكيم العليم بيانٌ لما في الإسلام مِن رغبةٍ في العمل ومحبةٍ للكسبِ بأنواع التصرفات المباحة، حِفظاً للنفس وإعماراً للكون.
فهو دينِ الحركة والنشاط والعمل، يحُث عليه ويأمر به، ويجعله نوعاً مِن الجهاد في سبيل الله، وقِسماً مِن العبادات، يكره الكسل والخمول والاتكال على الغَيْر، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى﴾ [سورة النَّجْم – الآية 39]، وقال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [سورة الجُمُعة – الآية 10].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((التاجر الصَّدوق يُحشَر يوم القيامة مع الصِدِّيقين والشهداء)) رواه الترمذي (1209)، والدارمي (2/247)، والدارقطني (3/7)، وفي العِلل (1156)، وضَعَّفَه الألباني في ضعيف الترمذي.
والنصوص في هذا كثيرة مستفيضة.

والإسلام بهذه الأحكام التي سَنَّ بها المعاملات وآدابها، أعطى كلَّ ذي حقٍ حقه، بالقِسط والعَدْل، ووَجَّه كلَّ ذي طبع إلى ما يلائمه مِن الأعمال، ليَعْمُر الكَوْن بالقيام بشتى طُرُقِ الحياة المباحة.
ثم يأتي مَن يهْرِف بما لا يعرِف وينعق بما لا يسمع، فينعي على الإسلام، ويرميه جهلاً بأن نُظُمَه غَيْر كافية للحياة المدنية والتقدم الحضاري، فلابُد مِن استبدالها أو تطعيمها بشيء مِن القوانين البشرية الوضعية.
يُريدون بذلك حُكْم الجاهلية الذي تَخَلَّقت به الوحوش الضارية مِن أعداء البشرية، الذين سفكوا الدماء، و***وا الأبرياء، وأيموا النساء، وأيتموا الصِّغار وآذوا الضعفاء، وأكلوا أموال الفقراء بحكم الطاغوت وشريعة الغاب.

وهذه النُظُم الجائرة وتلك الأحكام القاطعة الظالمة، هي النُّظُم الملائمة عندهم للوقت الحاضر، والصالحة لمقتضيات الحياة الحديثة، والأوضاع المتجددة.
أما الشريعة السماوية والدستور الإلهي الذي سُنَّ مِن قِبَل حكيمٍ خبيرٍ، عالمٍ بأحوال البشر في حاضرهم ومستقبلهم ليكون النظام الأفضل، فهو غير صالح عند هؤلاء الذين يبغون حُكْم الجاهلية، قال الله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [سورة المائدة – الآية 50].

بَصَّر اللهُ المسلمين بما ينفعهم، وأعادهم إلى حظيرة دينهم، وأعزهم به وأعزه بهم، إنه حميدٌ مجيد، سميعٌ قريب. كتبه: عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام
مِن كتاب: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي

Specialist hossam
26-03-2011, 10:22 PM
يَعجَب كثير مِن المنتسبين للإسلام، الذين تثقَّفوا بثقافة الغرب ونهلوا مِن مناهله المشوبة، إذا قلتَ لهم: إنَّ الإسلام جاء ليقيم دولة ويحكم أُمَّة وينظِّم العلاقات بين البشر، وفيه كل القواعد المتناسقة المترابطة التي تنظِّم الحُكم، وتُبَيِّن طريقة ممارسة السلطة الحاكمة للحُكم.
إنَّ المستغرِبين مِن بني قومنا الذين هم مِن جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، يظنون كما ظنَّ العَلمانيون في ديار الغرب أنَّ الدين علاقة بين الفرد وربه، ولا يجوز أنْ يُسمَح للدين أنْ يتدخل في شؤون الحياة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية، ويذهبون إلى ما ذهب إليه أساتذتهم مِن وجوب فصل الدين عن الدولة.

وقد نجحت الحكومات التي تحكُم ديار الإسلام في تحقيق هذه الفكرة الغربية، فأُقصي الإسلام عن الحُكم، وإنْ نَصَّت أكثر دساتير هذه الدِوَل على أنَّ دين الدولة الإسلام.

إنَّ الذين رددوا هذه الفكرة وأصَّلوها في ديارنا فريقان:
الفريق الأول: أهل المكر بهذه الأُمَّة، الذين يعلمون طبيعة هذ الدين، ويعرفون حقيقته، وأنه دين شامل جاء ليحكم عباد الله بمنهج الله، ولكنهم يمكرون بهذه الأُمَّة لإقصاء دين الله عن موقعه حتى لا تعود الأُمَّة إلى أصالتها، وكي لا تعود إليها روحها التي تبني النفوس، وتُصلح القلوب والعقول، ويبقى أهل الشر هم المسلَّطون على رقابها، يمتطون ظهورها ويمصُّون خيراتها، بلا حسيب ولا رقيب.
والفريق الثاني: جاهل بطبيعة هذا الدين، أَلبس عليه أهلُ المكر حقيقة هذا الدين، فظنَّ أنَّ العلماء المسلمين يُشَرِّعون باسم الله ما يشتهون، كما هو الحال في رجال الكهنوت في الدين النصراني، الذين يغفرون الذنوب ويُدخِلون الناس الجنة، بل يبيعونهم إياها بثمنٍ بخس.

إنَّ العلماء المسلمين مثلهم مثل حكام المسلمين، ليس لهم أنْ يحكموا الناس بالهوى ويُشَرِّعون ما يشاؤون، فالإسلام دين يحكم العباد، فإذا حاد العباد عن دين الله فإنه يجب على بقية الأُمَّة أنْ تقف في وجوههم وتقيمهم على الجادة.
إنَّ المأمومين في الصلاة يتابعون الإمام ما استقام على المنهج الذي شرعه الله، فإنْ صلى على طريقةٍ مخالِفةٍ للمنهج الرباني فلا متابَعة له ولا اقتداء به، وهذا ماضٍ في كلِ أمرٍ مِن الأمور، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) [صحيح الجامع – الألباني (7520)].

إنَّ الذين يزعمون أنَّ الله فَوَّض إليهم سلطانه، وأنَّ ما يُصدِرونه مِن أحكام وقوانين يُمَثِّل إرادة الله ومشيئته ضالون، وفي يوم القيامة يَسأل اللهُ عيسى فيقول له: ﴿يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ﴾ [سورة المائدة – الآية 116]، فيقول مُجيباً: ﴿سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ﴾ [سورة المائدة – الآية 116]، وهذا الذي زعمه أولئك الحكَّام نوعاً مِن أنواع الشِّرك الذي وقعت فيه الأُمم النصرانية، وقد قال اللهُ فيهم: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ﴾ [سورة التَّوْبة – الآية 31]، وما اتخاذهم أرباباً إلا بطاعتهم حيث يُخالِفون حُكم الله فيما يذهبون إليه.
أما الإسلام فالحاكم فيه ليس مُنَصَّباً مِن قِبَل الله كما تزعم النظريات الدينية النصرانية، وليس حُرَّاً في أنْ يُقَرِّر ما يشاء. الخليفة المسلم تُنَصِّبه الأُمَّة المسلمة، وهو يلتزم بأحكام الشرع ولا يجوز له الحيدة عنها، وهو مسؤول أمام الأُمَّة وأمام مجلس الشورى عن أعماله، فأين هذا مما عُرِف بالحكومة الثيوقراطية في عالم الغرب.
أما ما دندنوا به مِن فساد بعض الحكام المسلمين عبر التاريخ الإسلامي، فنحن لا ننكر أنه كان في بعضهم شيءٌ مِن ذلك، ولكن كان فيهم مِن الأخيار الأبرار الصالحون الذين لا زالت الدنيا تتعطر بسيرتهم وذِكرهم، وأخطاء أولئك ليست حُجَّة على الإسلام، بل الإسلام منها براء، ولقد وُجِدَ في المسلمين في كل عصر مَن أنكر باطلَ المُمْطِل منهم، وقَوَّم المُعْوَج مِن أعمالهم. كتبه: أ.د. عمر سليمان الأشقر
مِن كتاب: نحو ثقافة إسلامية أصيلة

محمد أبورفيدة
27-03-2011, 12:42 AM
جزاك الله خيرا

Specialist hossam
27-03-2011, 02:37 PM
وجزاك مثله بارك الله فيك على المرور الطيب

أمين120
14-05-2011, 12:56 AM
بارك الله فيكم

السيد المرشدى
14-05-2011, 08:52 AM
الإسلام هكذا لأنه الرسالة الخاتمة

Specialist hossam
14-05-2011, 12:50 PM
جزاكم الله خيرا على المرور الطيب

أحمد عمر ربيعى
14-05-2011, 04:13 PM
جزاك الله خيرا أخى الكريم على الطرح الميز وشكرا

Specialist hossam
14-05-2011, 06:38 PM
وجزاك مثله اخى الفاضل

مسلمة متفائلة
14-05-2011, 07:47 PM
جـزآكــم الله خـيـــراً

عمر ابو قطرة
15-05-2011, 12:39 PM
بارك الله فيك

zozza love
15-05-2011, 01:01 PM
جزاك الله خيراً

Specialist hossam
15-05-2011, 07:23 PM
وجزاكم مثله جميعا
بارك الله فيكم

ابوو اسامه
23-06-2011, 04:07 PM
شكرا على الموضوع الرائع

محمد رافع 52
05-11-2011, 11:39 PM
تقبل الله منك صالح الاعمال والاقوال
واثابك الجنة ونعيمها وغفر لك

د.عبدالله محمود
14-11-2011, 05:54 PM
مجهودكم رائع
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم

Observer
21-11-2011, 08:05 PM
جزاك الله خيراً
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

clver
19-01-2012, 02:07 PM
تقبل اللة منا ومنكم صالح الاعمال

السيد المرشدى
19-01-2012, 06:13 PM
نعم دين و دولة