مشاهدة النسخة كاملة : الاولاد


محمدمصطفى محمد
29-03-2011, 06:07 PM
فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لا يَنفَكُّ المُسلِمُ يَدعُو رَبَّهُ في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ ، طَالِبًا مِنهُ خَيرًا وَعَطَاءً ، أَو سَائِلاً كَفَّ شَرٍّ وَدَفعَ ضُرٍّ ، وَمَا زَالَ المُسلِمُونَ يَسأَلُونَ رَبَّهُم إِنزَالَ الغَيثِ وَيَستَسقُونَ ، وَيَنتَظِرُونَ مِنهُ إِجَابَةَ دُعَائِهِم وَيَرتَقِبُونَ تَحقِيقَ وَعدِهِ ، حَيثُ يَقُولُ ـ سُبحَانَهُ وَهُوَ لا يُخلِفُ المِيعَادَ ـ : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُوني أَستَجِبْ لَكُم " وَيَقُولُ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " غَيرَ أَنَّ مِنَ الأُمُورِ المُستَنكَرَةِ الَّتي نَسمَعُهَا بَينَ حِينٍ وَآخَرَ وَبَعدَ كُلِّ استِسقَاءٍ ، قَولَ بَعضِ النَّاسِ : اِستَسقَينَا فَتَكَدَّرَ الجَوُّ ، وَطَلَبنَا الغَيثَ فَجَاءَنَا الغُبَارُ ، وَهَذَا الأَمرُ وَإِنْ كَانَ قَد يَقَعُ مُوَافَقَةً وَقَدَرًا ، وَقَد يَكُونُ ابتِلاءً مِنَ اللهِ وَامتِحَانًا ، إِلاَّ أَنَّ المُؤمِنَ يَجِبُ أَن يَحذَرَ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ أَشَدَّ الحَذَرِ ، وَأَن يَبعُدَ عَنهُ بُعدَهُ عَن عَدُوِّهِ اللَّدُودِ الشَّيطَانِ ، الَّذِي يَعِدُ أَولِيَاءَهُ الفَقرَ وَيَأمُرُهُم بِالسُّوءِ وَالفَحشَاءِ " الشَّيطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَيَأمُرُكُم بِالفَحشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَفَضلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
إِنَّ المُؤمِنَ الصَّادِقَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ يَدعُو رَبَّهُ وَهُوَ مُوقِنٌ مِنهُ بِالإِجَابَةِ ، مُنتَظِرٌ لِفَرَجٍ مِن لَدُنْهُ قَرِيبٍ ، يَفعَلُ ذَلِكَ ثِقَةً بِرَبِّهِ القَرِيبِ المُجِيبِ الغَفُورِ الوَدُودِ ، وَاستِجَابَةً لأَمرِ نَبِيِّهِ الكَرِيمِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ حَيثُ قَالَ : " القُلُوبُ أَوعِيَةٌ ، وَبَعضُهَا أَوعَى مِن بَعضٍ ، فَإِذَا سَأَلتُمُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَل يَا أَيُّهَا النَّاسُ ـ فَاسأَلُوهُ وَأَنتُم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ؛ فَإِنَّ اللهَ لا يَستَجِيبُ لِعَبدٍ دَعَاهُ عَن ظَهرِ قَلبٍ غَافِلٍ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ . هَذِهِ حَالُ المُؤمِنِ الصَّادِقِ العَالِمِ بِرَبِّهِ ـ تَعَالى ـ وَأَسمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، استِمرَارٌ في الدُّعَاءِ ، وَإِلحَاحٌ في المَسأَلَةِ ، وَعَدَمُ يَأسٍ وَلا قُنُوطٍ مِن رَحمَتِهِ ، يَدفَعُهُ لِذَلِكَ حُسنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ ـ سُبحَانَهُ ـ وَثِقَتُهُ في مَولاهُ ، حَيثُ يَقُولُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ : " أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِيَ بي فَليَظُنَّ بي مَا شَاءَ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَفي رِوَايَةٍ : " إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ يَقُولُ : أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِيَ بي ، إِنْ ظَنَّ خَيرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ "
إِنَّ المُؤمِنَ العَالِمَ بِسَعَةِ فَضلِ اللهِ وَقُربِ رَحمَتِهِ ، يُوقِنُ تَمَامَ اليَقِينِ أَنَّ دُعَاءَهُ لا يَضِيعُ عِندَ الكَرِيمِ ـ سُبحَانَهُ ـ وَأَنَّهُ ـ تَعَالى ـ وَإِنْ لم يُعَجِّلْ لَهُ الاستِجَابَةَ في دُنيَاهُ ، فَإِنَّ لَهُ في كُلِّ تَقدِيمٍ أَو تَأخِيرٍ حِكَمًا بَالِغَةً ، وَرُبَّمَا أَخَّرَ عَنِ الدَّاعِي إِجَابَةَ مَا سَأَلَهُ عَنهُ مِن زَهرَةِ الحَيَاةِ الدُّنيَا ، لأَمرٍ أَعظَمَ مِنهَا وَجَزَاءٍ أَكمَلَ يُعِدُّهُ لَهُ ـ سُبحَانَهُ ـ في آخِرَتِهِ وَيَدَّخِرُهُ عِندَهُ " وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقَى " " بَل تُؤثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنيَا . وَالآخِرَةُ خَيرٌ وَأَبقَى " وَقَد صَحَّ عَنِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ قَالَ : " مَا مِن مُسلِمٍ يَدعُو بِدَعوَةٍ لَيسَ فِيهَا إِثمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعطَاهُ اللهُ بها إِحدَى ثَلاثٍ : إِمَّا أَن يُعَجِّلَ لَهُ دَعوَتَهُ ، وَإِمَّا أَن يَدَّخِرَهَا لَهُ في الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَن يَصرِفَ عَنهُ مِنَ السُّوءِ مِثلَهَا " قَالُوا : إِذًا نُكثِرُ . قَالَ : " اللهُ أَكثَرُ " رَوَاهُ أَحمَدُ ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَإِذَا كَانَ الأَمرُ كَذَلِكَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَمَا دَامَ الدُّعَاءُ عِندَ اللهِ لا يَذهَبُ هَبَاءً وَلا يَضِيعُ سُدًى ، فَإِنَّ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ أَن يَستَعجِلَ الدَّاعِي عَجَلَةً تُؤَدِّي بِهِ إِلى تَركِ الدُّعَاءِ وَالاستِحسَارِ عَنِ المَسأَلَةِ ، أَو يَستَبطِئَ الإِجَابَةَ فَيَنقَطِعَ عَنِ الخَالِقِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَيَلتَفِتَ عَنهُ ، رَوَى مُسلِمٌ عَنهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ قَالَ : " يُستَجَابُ لِلعَبدِ مَا لم يَدعُ بِإِثمٍ أَو قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لم يَستَعجِلْ " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا الاستِعجَالُ ؟ قَالَ : " يَقُولُ : قَد دَعَوتُ وَقَد دَعَوتُ ، فَلَم أَرَ يُستَجَابُ لي ، فَيَستَحسِرُ عِندَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ " وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " لا يَزَالُ العَبدُ بِخَيرٍ مَا لم يَستَعجِلْ " قَالُوا : يَا نَبيَّ اللهِ ، وَكَيفَ يَستَعجِلُ ؟ قَالَ : " يَقُولُ قَد دَعَوتُ رَبِّي فَلَم يَستَجِبْ لي " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ ، وَقَالَ الأَلبَانيُّ : صَحِيحٌ لِغَيرِهِ . إِنَّ هَذَا الاستِعجَالَ وَذَلِكُمُ القُنُوطَ وَاليَأسَ ، إِنَّهُ لَمِمَّا يَمنَعُ إِجَابَةَ دُعَاءِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ، حَيثُ يَدفَعُهُم بَعدَ أَن يُكَرِّرُوا الدُّعَاءَ مَرَّاتٍ قَلِيلَةً إِلى أَن يُسِيئُوا الظَّنَّ بِرَبِّهِم ، أَو إِلى أَن يَكُونَ دُعَاؤُهُم إِيَّاهُ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الاختِبَارِ وَالتَّجرِبَةِ ، مَعَ عَدَمِ رِضَاهُم بما يَؤُولُ إِلَيهِ أَمرُهُم بَعدَ ذَلِكَ ، أَو إِسَاءَتِهِمُ الظَّنَّ بِرَبِّهِم إِذْ لم يَجِبِ الدُّعَاءَ مَعَ تَكَرُّرِهِ ، وَقَد قَالَ اللهُ ـ تَعَالى ـ في حَقِّ مَن وَقَعَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ : " وَذَلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ " فَهَؤُلاءِ لَمَّا ظَنُّوا أَنَّ اللهَ ـ سُبحَانَهُ ـ لا يَعلَمُ كَثِيرًا مِمَّا يَعمَلُونَ ، كَانَ هَذَا مِنَ إِسَاءَةِ الظَّنِّ بِهِ ، فَأَردَاهُم ذَلِكَ الظَّنُ وَأَهلَكَهُم . أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُم ، وَكُونُوا عَلَى ثِقَةٍ مِن وَعدِهِ لَكُم بِالإِجَابَةِ ، وَإِيَّاكُم وَاليَأسَ مِن رَوحِهِ وَالقُنُوطَ مِن رَحمَتِهِ " وَلا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللهِ إِلاَّ القَومُ الكَافِرُونَ " " وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ "

أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا " وَاعلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ أَنَّ أَحسَنَ النَّاسِ ظَنًّا بِرَبِّهِ أَطوَعُهُم لَهُ وَأَبعَدُهُم عَن مَعصِيَتِهِ ، وَأَنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ هُوَ حُسنُ العَمَلِ نَفسِهِ ، فَمَن حَسُنَ ظَنُّهُ بَرَبِّهِ حَسُنَ عَمَلُهُ ، وَمَن حَسُنَ عَمَلُهُ حَسُنَ ظَنُّهُ ، أَمَّا أَن يَدَّعِيَ المَرءُ أَنَّهُ يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ وَهُوَ يُبَارِزُهُ بِالمَعاصِي صَبَاحَ مَسَاءَ ، فَهَذَا غُرُورٌ وَخِدَاعٌ . قَالَ الحَسَنُ البَصرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ : إِنَّ المُؤمِنَ أَحسَنَ الظَّنِ بِرَبِّهِ فَأَحسَنَ العَمَلَ ، وَإِنَّ الفَاجِرَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ العَمَلَ ...
وَإِنَّ مَا نَرَاهُ مِن إِصرَارِ النَّاسِ عَلَى مَا هُم عَلَيهِ مِن مَعَاصٍ وَمُخَالَفَاتٍ ، وَعَدَمِ تَغيِيرِهِم لأَحوَالِهِم بِعدَ صَلاةِ الاستِسقَاءِ ، إِنَّهُ لَنَوعٌ مِن سُوءِ الظَّنِّ بِاللهِ ، إِذْ كَيفَ يَكُونُ مُحسِنًا الظَّنَّ بِرَبِّهِ مَن هُوَ شَارِدٌ عَنهُ ، حَالٌّ مُرتَحِلٌ في مَسَاخِطِهِ وَمَا يُغضِبُهُ ، مُتَعَرِّضٌ لِلَعنَتِهِ لَيلاً وَنَهَارًا ، قَد هَانَ عَلَيهِ حَقُّهُ وَأَمرُهُ فَأَضَاعَهُ ، وَهَانَ عَلَيهِ نَهيُهُ فَارتَكَبَهُ وَأَصَرَّ عَلَيهِ ، نَعَم ـ إِخوَةَ الإِيمَانِ ـ كَيفَ يَجتَمِعُ في قَلبِ العَبدِ تَيَقُّنُهُ بِأَنَّهُ مُلاقٍ رَبَّهُ ، وَأَنَّهُ ـ تَعَالى ـ يَسمَعُ كَلامَهُ وَيَرَى مَكَانَهُ ، وَيَعلَمُ سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ ، وَلا يَخفَى عَلَيهِ خَافِيَةٌ مِن أَمرِهِ ، وَأَنَّهُ مَوقُوفٌ بَينَ يَدَيهِ وَمَسؤُولٌ عَن كُلِّ مَا عَمِلَ ، ثم يُقِيمَ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى مَسَاخِطِهِ وَيُضِيعَ أَوَامِرَهُ وَيُعَطِّلَ حُقُوقَهُ ، إِنَّ هَذَا لَمِن سُوءِ الظَّنِّ المُهلِكِ المُردِي .
إِنَّ حُسنَ الظَّنِّ بِاللهِ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ مَسلَكٌ دَقِيقٌ لا يُوَفَّقُ إِلَيهِ كُلُّ أَحَدٍ ، وَمَنهَجٌ وَسَطٌ بَينَ طَرَفَينِ نَقِيضَينِ ، لا يَتَمَكَّنُ مِنهُ إِلاَّ مَن تَمَّ عِلمُهُ بِرَبِّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَأَسمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، فَجَعَلَ قَلبَهُ خَالِصًا لَهُ ـ سُبحَانَهُ ـ يَرجُوهُ وَيَخَافُهُ ، وَيَرغَبُ إِلَيهِ وَيَرهَبُ مِنهُ ، يَتَذَكَّرُ أَعمَالَهُ الصَّالِحَةَ وَسَعَةَ فَضلِ اللهِ وَكَمَالَ رَحمَتِهِ ، فَيَنشَرِحُ صَدرُهُ لِلاستِزَادَةِ مِنَ الخَيرِ رَجَاءَ مَا عِندَ اللهِ ، وَيَرَى ذُنُوبَهُ وَتَقصِيرَهُ في حَقِّ رَبِّهِ فَيَجِلُ قَلبُهُ ، وَتَنبَعِثُ نَفسُهُ لِلعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يَمحُو مَا اقتَرَفَتهُ يَدَاهُ ، نَعَم ـ إِخوَةَ الإِيمَانِ ـ إِنَّ حُسنَ الظَّنِّ الحَقِيقِيَّ ، هُوَ مَا دَعَا المُسلِمَ إِلى التَّوبَةِ مِن ذُنُوبِهِ وَالرُّجُوعِ إِلى رَبِّهِ ، لِعِلمِهِ أَنَّ الذُّنُوبَ وَالمَعَاصِيَ هِيَ أَكثَفُ الحُجُبِ عَنِ اللهِ وَأَعظَمُ أَسبَابِ الخُذلانِ ، وَلِيَقِينِهِ بِأَنَّهَا أَشَدُّ مَوَانِعِ الرِّزقِ وأَكبَرُ دَوَاعِي الحِرمَانِ .
مَن أَحسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ وَتَوَكَّلَ عَلَيهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا ، وَجَعَلَ لَهُ مِنَ كُلِّ هُمٍّ فَرَجًا وَمِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرَجًا ، مَن أَحسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ بِادَرَ إِلى طَلَبِ عَفوِهِ وَرَحمَتِهِ وَمَغفِرَتِهِ ، وَطَرَقَ بَابَهُ مُنطَرِحًا بَينَ يَدَيهِ مُنِيبًا إِلَيهِ ، رَاجِيًا مَغفِرَتَهُ تَائِبًا مِن مَعصِيَتِهِ ، لِعِلمِهِ أَنَّهُ ـ تَعَالى ـ " يَبسُطُ يَدَهُ بِاللَّيلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِهَا " أَلا فَتُوبُوا إِلى اللهِ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَأَحسِنُوا الظَّنَّ بِهِ وَارجُوا رَحمَتَهُ فَـ"إِنَّ رَحمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ