السلام عليكم ورحمة الله .

في زمن عزت فيه كلمة الحق ، وجهزت لها التهم المعلبة من " أعداء الثورة " و " أذيال النظام السابق " أقول :
المظاهرات حرام شرعاً لأنها بدعة محدثة في الدين لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام ولم تٌفعل في القرون الثلاثة الفاضلة _ مع قدرتهم على فعلها _ وليست هي الطريقة الشرعية للتغيير فهي مستوردة إلينا من الغرب .

وهذا الكلام ليس من كيسي بل هو كلام كل العلماء الربانيين الذين لا يجاملون أحداً على حساب دينهم وعلى رأسهم كبار العلماء أمثال : ابن باز وابن عثيمين والألباني والوادعي والفوزان واللجنة الدائمة ... إلخ فالقائمة تطول .

فلا تغتروا بمن يبيحون المظاهرات فإن الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم .
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : (( نعم )) ، فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : (( نعم ، وفيه دخن )) ، قلت :وما دخنه؟ قال : (( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر))، فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (( نعم دعاة على أبواب جنهم، من أجابهم إليها قذفوه فيها )). فقلت: يا رسول الله صفهم لنا.قال :(( نعم ، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ... الحديث)). أخرجه البخاري ومسلم .

فما أكثر من يتحدثون اليوم بأهوائهم لا بأثارة من علم من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم !

وعندما نحذر المسلمين من المظاهرات لا يعني أبداً أننا نرتضي بظلم الحكام، لا، ولكن نقول يسعى في النصح لهم والمطالبة بالإصلاح ممن له قدرة على ذلك وبالطرق الشرعية مع توصيتنا للمسلمين بالصبر على جور حكامهم، لأن ظلمهم لنا عقوبة علينا بسبب ظلم بعضنا بعضاً، فلو تركت الشعوب الإسلامية التظالم فيما بينها لما ولّى الله عليها إلا خيارها فلا نغفل عن ظلم بعضنا بعضاً، فإن ذلك مؤدٍ إلى زيادة الظلم العام والخاص، ونحن نعلم علم اليقين أن بقاء الحكام على الملك لا يدوم إلا ببسط العدل فإن العدل قوام العالمين، وهذا سهل على من سهله الله، فليوطنوا أنفسهم على إقامة ذلك وليستعينوا بكل من يحضهم عليه ويرغب لهم في إقامته. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تمر مصرنا الآن بفتن تترى ، فأنصح نفسي وإياكم بالابتعاد عنها قدر المستطاع ولزوم البيت وعدم المشاركة فيها البتة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ، ولمن ابتلي فصبر " حديث صحيح .

قد أتهم بالخنوع والخور والضعف والجبن ، لكنها النصيحة على أي حال فالدين النصيحة .

وختاماً ، أعلم أن كلامي لن يرضي الكثيرين لكن حسبي لو رضي به أستاذ واحد فقط فلأن يهدي الله بك رجلاً واحداً فقط خير لك من حمر النعم .