مشاهدة النسخة كاملة : سلسة شرح صحيح البخارى -متجدد باذن الله


T!to
07-04-2011, 11:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله
باذن الله سيتم شرح صحيح البخارى كتابة
والشرح منقو ل من موقع لواء السنة
وهو شرح للعلامة ابن عثيمين رحمه الله من شرائطه الخاصة بتفسير البخارى
والشرح سيكون لباب وباب وليس للشريط كاملا
الشرح مبسط ورائع جداااااا
ربنا يجعلها فى ميزان حسنات الشيخ
وسنبدا من باب الدعوات باذن الله
قال الشاعر ...
علم الحديث أجل السؤل والوطر *** فاقطع به العيش تعرف لذة العمر

وانقل رحالك عن مغناك مرتحلاً *** لكي تفـــوز بنقل العلم والأثـر

ولا تقل عاقني شغل فليس يري *** في الترك للعلم عن عذر لمعتذر

وأي شغل كمثل العلم تطلبه *** ونقل ما قد رووا عن سيــد البشر

ألهي عن العلم أقواماً تطلبهم *** لذات دنيا غدوا منها على غـــرر

وخلفوا ما له حظ ومكرمة *** إلى التي هي دأب الهون والخطــر

وأي فخر بدنياه لمن هدمت *** معايب الجهل منه كل مفتخـــــــــر

لا تفخرن بدنيا لا بقاء لها *** وبالعفاف وكسب العـلم فافتخـــــر





يفني الرجال ويبقي علمهم لهم *** ذكراً يجدد في الآصال والبـــكر

ويذهب الموت بالدنيا وصاحبها *** وليس يبقي له في الناس من أثر

ليس الكبير عظيم القدر غير فتي *** ما زال بالعلم مشغولا مدى العمر

قد زاحمت ركبتاه كل ذي شرف *** في العلم والحلم لافي الفخر والبطر

فجالس العلماء المقتدي بهم *** تستجلب النــــفع أو تأمــن مـن الضـرر

هم سادة الناس حقاً والجلوس لهم *** زيــادة هكذا قد جــــاء في الخبـــر

والمرء يحسب من قوم يصاحبهم *** فاركن إلى كل صافي العرض عن كدر

وكل ما يتاح لى الدخول ساضيف جديدا باذن الله
نسال الله ان ينفعنا به وان يهدينا لما يحبه ويرضاه
ارجو الدعاء لصاحبة الموضوع

T!to
08-04-2011, 12:03 AM
كتاب الدعوات ..1
1. حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)

2. وقال لي خليفة: قال معتمر: سمعت أبي، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل نبي سأل سؤالاً، أو قال: لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة).

كلام الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المهند رحمه الله تعالى: كتاب الدعوات:
الدعوات جمع دعوة، والمراد بها: دعوة الله عز وجل، وهو من باب دعوة الله من باب إضافة المصدر إلى مفعوله يعني دعاء إنسان ربه، ودعاء الله تعالى ينقسم إلى قسمين:
• دعاء مسألة
• دعاء عبادة
فدعاء المسألة سؤال الإنسان ربه ما يحتاجه في دينه ودنياه.
ودعاء العبادة أن يتعبد الإنسان لربه بامتثال أمره واجتناب نهيه.

ووجه كون العبادة دعاءاً أن المتعبد يدعو بلسان الحال، لإنك إن سألت الإنسان لم يدعو الله لقال رجاء ثوابه وخوف عقابه، إذا فهو وإن لم يسأل بلسان المقال، سائل بلسان الحال، لذلك قسم العلماء الدعاء إلى دعاء مسألة ودعاء عبادة وكلاهما عبادة لقوله تعالى: _وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين_ غافر:60
ادعوني: فعل أمر، واستجب لكم جوابه، ولهذا جزمت استجب لكم
والدعاء هنا يشمل دعاء المسألة والعبادة وإن كان في دعاء المسألة أظهر لأن الاستجابة إنما تكون لمن دعي بالطلب وقوله إن الذين يستكبرون عن عبادتي يدل على إن الدعاء من العبادة. والذي لا يرى نفسه محتاجاً إلى ربه ولا يهمه أن يلجأ إلى الله فهذا مستكبر وجزاءه أن يدخل جهنم داخراً أي صاغراً، ولهذا نقول في كل صلاة (إياك نعبد وإياك نستعين).

الكلام على الحديثين:
يعني أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دعوا الله بدعاء فاستجاب لهم.
أما النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدعوة العظيمة التي يهتم بها ويعتني بها مدخرة يوم القيامة في الشفاعة لأمته، في من استحق النار أن لا يدخلها ومن دخلها أن يخرج منها. وهذا لا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعوا أبداً ولم يستجاب له، بل دعى بدعواتِ كثيرة واستجيب له، لكن الدعوة التي لها شأن عند الرسول صلى الله عليه وسلم والعامة للأمة ادخرها ليوم القيامة.
الشفاعة قسمان: عامة، وخاصة.
والخاصة به صلى الله عليه وسلم ثلاثة شفاعات:
1. شفاعته في أهل الموقف أن يقضى بينهم
2. وشفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة
3. وشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه من العذاب وأنه أهون أهل النار عذاباً، ولكن أبو طالب لا يرى أن هناك من هو أعظم عذاباً منه.


ثم اعلم أن الدعاء لا بد فيه من أمور:
1. صدق الإلتتجاء إلى الله بحيث يسأل الإنسان ربه سؤال مضطر لا سؤال مستغني عن الله.
2. أن تدعوا الله تعالى وأنت تأمل الإجابة غير مستبعد لها ولا مجرب، فمن دعا على سبيل التجربة أو مستبعداً إجابته فهو حري إلا يجاب لهذا جاء في الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
3. ان لا يعتدي في الدعاء، فإن اعتدى بالدعاء بأن سأل ما لا يكون شرعاً أو ما لا يكون قدراً فإن ذلك اعتداء في الدعاء، فإنه لا يجاب. مثال: أن يدعوا بأن يضع الله عنه فرض صلاة الظهر، أو أن يدعوا على شخص بغير حق، لذلك قال صلى الله عليه وسلم في أهل الكتاب: يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا، لأننا على حق وهم على باطل.
4. أن يجتنب التغذي بالحرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك يعني بعيد أن يستجاب لذلك. (ملاحظة: ذكر الشيخ أن المظلوم مجاب بكل حال، لإن إزالة الظلم من عدل الله عز وجل، وقال صلى الله عليه وسلم: اتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب، والمضطر أيضاً يستجاب بكل حال: لإن الله تعالى قال: أمن يجيب المضطر إذا دعاه).

T!to
08-04-2011, 12:26 AM
باب أفضل الإستغفار


وقوله تعالى: (استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) نوح: 10 - 12
(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) آل عمران: 135
حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا الحسين: حدثنا عبد الله بن بريدة، حدثني بشير بن كعب العدوي قال: حدثني شداد بن أوس رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: ومن قالها من النهار موقنا بهاً، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة)

ماهو الإستغفار؟
الإستغفار هو طلب المغفرة والمغفرة تتضمن شيئين:
• ستر الذنب
• والتجاوز عنه

لأنها مأخوذة من المغفر وهو ما يوضع على الرأس عند القتال وهذا الذي يوضع على الرأس عند القتال يستر الرأس ويحميه.

(استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) يضيف الله سبحانه القول إلى نوح عليه السلام ولكنه لم يقله بلفظه، لأن اللغة العربية حادثة بعد نوح فلغة نوح ليست عربية ومع ذلك يضيف القول إلى قائله. وبهذا نعرف أن القول قد يضاف إلى من لم يقله بلفظه بل قاله بمعناه.

استغفروا ربكم: أمرهم بأن يستغفروا الله ومعللاً ذلك مرغباً لهم بأنه (كان غفارا).
يرسل السماء عليكم مدرارا أن ينزل المطر بكثرة
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا، وهذه كلها أمور دنيوية، فإذا سأل سائل كيف يرغبهم بأمور دنيوية لأجل أن يعملوا عملاً صالح؟
الظاهر والله أعلم أن هؤلاء القوم يميلون إلى الدنيا أكثر مما يميلون إلى الآخرة ولهذا رغبهم في الدنيا.

(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)
يعني الذين يعملون الفواحش والذين ظلموا أنفسهم بما دون الفواحش، ذكروا الله يعني ذكروه بألسنتهم فقالوا لا إله إلا الله أو ذكروه بقلوبهم فخافوه، الثاني أقرب، فيذكرون الله عز وجل فيذكرون عظمته وانتقامه فيستغفرون لذنوبهم، فقال الله تعالى ومن يغفر الذنوب إلا الله.
من: استفهامية، بمعنى النفي والدليل على أنه بمعنى النفي الاستثناء الواقع بعده (إلا الله) ووضع الاستفهام موضع النفي فيه فائدة زيادة على النفي وهو أنه إذا وقع الإستفهام موقع النفي كان مشرباً بالتحدي، لأن النفي المجرد مافيه تحدي.
ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون، يعني قد يصرون على مافعلوا وهم لا يعملون، ومن يفعل الذنب غير عالم به فإن إصراره على ذنبه لا يكسبه إثماً لقوله تعالى(اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)


وفي الحديث أن سيد الإستغفار هو: اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك و وعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرط ما صنعت أبوء لك بنعمتك وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

على عهدك أي ماعاهدتك عليه من الطاعة، لأن الله تعالى عاهد بني آدم على الطاعة، و وعدك: الإيمان بما وعدت.
الإنسان عند فعل الطاعات يستشعر شيئين أنه قائم بالعهد ومصدق بالوعد. وهذا ينطبق عليه أنه قائم إيماناً واحتساباً.

ما استطعت: مافوق الإستطاعة لا يلزم به المرء.

أعوذ بك من شر ما صنعت: تستعيذ الله من شر ما صنعت من الأعمال السيئة.

أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي: أبوء يعني أعترف، والنعمة مفرد مضاف فيشمل جميع النعم، الدينية والدنيوية. وأبوء بذنبي يعني أعترف به وما من إنسان إلا وله ذنب، قال صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

الشاهد من الحديث: فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

وإنما كان هذا سيد الاستغفار لما فيه من التوحيد والاعتراف بالذنب وتقرير الإيمان والاعتراف بالنعم فهو أبلغ مما قال الإنسان اللهم اغفرلي ولهذا كان سيد الاستغفار.

فيبنغي أن نحرص على هذا الاستغفار ليلاً ونهاراً.

T!to
08-04-2011, 12:36 AM
الاسلام هو الدين الوحيد الذى له متن و مسند (بضم الميم ) للاحاديث فنحمد الله على هذه النعمة

متجدد باذن الله

T!to
08-04-2011, 03:22 PM
ستغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة

حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)

لم يعتمد النبي صلى الله عليه وسلم على ما وعد به بأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ولا مانع من أن يكون من أسباب المغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر، فالنبي صلى الله عليه وسلم ومن دونه كلهم عباد لله، ومحتاجون لرحمته.

يجب أن يكون الإستغفار بالقلب واللسان.


---------------------------

التوبة


حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين: أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه، قال:
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، ثم قال: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده) تابعه أبو عوانة، وجرير عن الأعمش
وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمارة: سمعت الحارث
وقال شُعبة وأبو مسلم، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد
وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله
حدثني إسحق: أخبرنا حبان: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا هدبة: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة)


التوبة: هي الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته ولها شروط خمسة
1. الإخلاص لله عز وجل
2. الندم على مافات من المعصية
3. الإقلاع عن الذنب في الحال
4. العزم على أن لا يعود في المستقبل
5. أن تكون في الوقت المقبولة فيه وذلك يكون لكل إنسان قبل حلول الأجل ولعموم الناس قبل طلوع الشمس من مغربها. لقوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها

والتوبة واجبة بأمر الله تعالى وإن الإنسان إذا أصر على المعصية صارت الصغيرة كبيرة.
الصحيح أن من تاب من ذنب تاب الله عليه حتى ولو كان من جنسه كالذي تاب من النظر إلى النساء وهو يكلمهن ولم يتب عن الكلام فالله تعالى يقبل توبته عن هذا الذنب.
وقال ابن القيم رحمه الله: إن المسألة لها غور يعني عمق، أما التوبة المطلقة التي يستحق بها الإنسان الثناء ويجعل من التوابين فهذه لا تصح من ذنب بالإصرار على غيره، وأما مطلق التوبة فإنها تصح من ذنب مع الإصرار على غيره، فهذا تائب وليس تواب(بتصرف)
الموقوف قوله: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، هذا من قول ابن مسعود.

المرفوع قوله: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده)

وذلك أن المؤمن يخاف من ذنوبه لأنها مخوفة فهي كشررة الجمر ربما تولد السعير لأن الإنسان إذا استهان بالصغيرة ثم بأخرى ثم بثالثة يتدرج حتى يصل إلى الكبائر لهذا قال أهل العلم إن المعاصي بريد الكفر.
والفاجر يذنب يذنب ولا يبالي، فإذا رأيت من نفسك أن تتساهل مع الذنوب ولا تتعاظهما فاعلم أن فيك مرض.
وفي الحديث إثبات الفرح لله عز وجل وهو حق على حقيقته ولا يصح أن يفسر بالمبادرة بالثواب لأن هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه والقاعدة عند أهل السنة والجماعة أن يوصف الله عز وجل بما وصف به نفسه في كتابه وما وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم من دون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل فنؤمن بأن هذه الصفات حق ولكن دون تمثيل لأنه الله تعالى يقول ليس كمثله شيء.

فالله سبحانه وتعالى يفرح هذا الفرح وهو غني عن العبد.
ملاحظة قالها الشيخ رداً على سؤال لماذا كان يستغفر النبي/ نحن نفعل الذنوب شهوة ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله اجتهاداً منه ويكون خطأ، أو ما يظن هو الأنسب والناسب (العصمة تعني العصمة من الإقرار على الذنب يعني الإستمرار عليه)

T!to
08-04-2011, 03:23 PM
الضجع على الشق الأيمن

حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يجيء المؤذن فيؤذنه

هذه الضجعة التي تكون بعد سنة الفجر أنها سنة بكل حال لمن يصلي في بيته وقيل أنها ليس بسنة وفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم للراحة فقط.
وفصل بعض العلماء فقالوا: أن الإنسان إذا كان ذا قيام في الليل واحتاج أن يستريح فينشط لصلاة الفجر فعل وإلا فلا ولكن أيضاً هذا مشروط بأن لا يخشى أن ينام عن صلاة الفجر ولكن إذا خشي فإنه لا يجوز أن يضطجع.
ملاحظة: ذكر الشيخ في الرد على أحد الأسئلة: أن البخاري رحمه الله جعل هذا الباب في كتاب الدعوات لأن هذه الركعات لا تخلو من الدعاء.

-----------------------

إذا بات طاهراً
حدثنا مسدَّد: حدثنا معتمر قال: سمعت منصوراً، عن سعد بن عبيدة قال: حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول، فقلت استذكرهن وبرسولك الذي أرسلت، قال: لا وبنبيك الذي أرسلت.)

في هذا الحديث دلالة أن على الإنسان أن ينام على طهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: توضأ وضوءك للصلاة وأن يضجع على شقه الأيمن ولو كانت القبلة عند رأسه أو عند رجله المهم أن يضجع على الجنب الأيمن وفيها الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للبراء والمحافظة على لفظ الحديث، لأن الاختلاف ليس اختلافاً لفظياً فقط لأن رسولك الذي أرسلت قد يكون من الألفاظ المجملة لأن من الرسل من لم يكن بشراً فجبريل رسول من الله والملائكة رسل، لقوله سبحانه وتعالى: إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين، أما إذا قال بنبيك الذي أرسلت فهو يمنع إرادة الرسول الملك لأنه لا أنبياء في الملائكة. هذا من وجه.
الوجه الثاني أنه إذا قال رسولك، دخلت النبوة من باب دلالة التضمن لأن كل رسول نبي، فإذا قال بنبيك الذي أرسلت دخلت النبوة بدلالة النطق الصريح لا التضمن فيكون هذا أولى.
وفيه أيضاً أن القرآن كلام الله عز وجل بقوله كتابك الذي أنزلت.

T!to
08-04-2011, 05:32 PM
باب مايقول إذا نام
حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك أموت وأحيا وإذا قام قال الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)

وحدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا أبو إسحق الهمداني، عن البراء بن عازب:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلاً فقال: (إذا أردت مضجعك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت فإن مت مت على الفطرة)
هذا أيضا من الدعاء عند النوم.
باسمك أموت وأحيا: لأن الله تعالى هو المحي المميت وإذا قمت تقول: الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ذلك أن النوم ميتة صغرى كما قال تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه)
أما الحديث الثاني في الباب فقد سبق الكلام عليه.

-------------------------------


وضع اليد اليمنى تحت الخد اليمنى
حدثني موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل، وضع يده تحت خده، ثم يقول: (اللهم باسمك أموت وأحيا وإذا استيقظ قال الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)

هذا الحديث يدل على أنه هذا الفعل يشرع في نوم الليل لقوله: كان إذا أخذ مضجعه من الليل فالظاهر أنه إذا نام بالنهار لم يقله.
أو ربما يريد قوله اللهم باسمك أموت وأحيا والحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور لأن هذا ما جاء في القرآن في نوم الليل، قال تعالى: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه)
وإن كان ظاهر قوله الله يتوفى الأنفس حين موتها، أي النوم وفاة سواء كان بالليل أو النهار ولكن نأخذ بما أمامنا وأن هذا شرع في نوم الليل فقط.
ملاحظة: في الشيخ على أحد الأسئلة: أن الإنسان يستطيع أن يقتصر على واحد من هذه الأدعية إذا كانت متشابهة، أما إذا لم تكن متشابهة فتقال جميعها، كما الأذكار دبر كل صلاة. والذي لم تدل السنة على الجمع بينه فيقال كله ولو تشابه كما التسبيح في الركوع والسجود.

T!to
08-04-2011, 05:36 PM
باب النوم على الشق الأيمن
حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الواحد بن زياد: حدثنا العلاء بن المسيَّب قال: حدثني أبي، عن البراء بن عازب قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال: (اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، وقال صلى الله عليه وسلم من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة)

هذا الحديث من غرائب الحديث فقد ورد مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى رجلاً، ومرة أنه أمر البراء، ومرة ذكره أنه من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
نقول: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلاً و أمر البراء فواضح فهو أوصى رجل وهو البراء، فهو مرة أظهر نفسه ومرة أبهم نفسه.
أما ذكره ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فهو أنه أمره بما كان يفعل عليه الصلاة والسلام.

T!to
10-04-2011, 03:31 PM
باب الدعاء إذا انتبه بالليل
حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن سلمة، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
بت عند ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته، فغسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام، فأتى القربة فأطلق شناقها، ثم توضأ وضوءاً بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ، فصلى، فقمت فتمطيت، كراهية أن يرى أني كنت أتقيه، فتوضأت، فقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه بلال بالصلاة، فصلى ولم يتوضأ، وكان يقول في دعائه: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً) قال كريب: وسبع في التابوت، فلقيت رجلاً من ولد العباس، فحدثني بهن، فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري، وذكر خصلتين.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتبه من الليل يقرأ آخر عشر آيات من آل عمران ويقول ما قاله ابن عباس في الحديث وفيه دليل على بساطة ماكان به النبي صلى الله عليه وسلم وزهده. وفيه دليل على التورية لقول ابن عباس تمطيت يعني ليتبين أنه كأنه قام الآن من نومه كي لا يرى أنه كان يراقبه ودليل على جواز نية الإمامة داخل الصلاة لأن ابن عباس دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته مأموماً وأن المأموم الواحد يكون عن يمين الإمام ودليل على جواز الحركة لمصلحة الصلاة. الوقوف يمين المصلي هو استحباب وليس وجوب ولو كان للوجوب لنبهه بعد سلامه. لأن القاعدة عند أهل العلم أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم يؤخذ على سبيل الاستحاب لا على سبيل الوجوب.
وأما الجمع بينه وبين حديث عائشة عن أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي 11 ركعة، أنها حكت ما رأت على أنه روي عنها أيضاً بوجه صحيح أنه كان يصلي 13 ركعة وعلى هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مرة 11 ومرة 13 عشرة وفيه دليل على أن النوم لا ينقض الوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وسمع له صوت النائم وقام ولم يتوضأ فيدل ذلك على أن النوم لا ينقض الوضوء ولكن قد يقول قائل أن هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم لأنه تنام عيناه ولا ينام قلبه لذلك لا ينقض وضوءه وقد يقال الأصل عدم الخصوصية وأن مراده صلى الله عليه وسلم بقوله تنام عيناه ولا ينام قلبه في الذكر لكن الأول أظهر.
وفيه هذا الدعاء والنور في الدعاء نور معنوياً يبصر به الحق
وفي بصري نورا: أيضاً معنويا حتى يرى المنكر منكرا والمعروف معروف
وفي سمعي نوراً: أيضاً معنوية
وهذه مدارك العلوم (إن السمع والبصر الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا) فسأل الله أن يجعل النور في هذه الثلاثة.
ودعائه بأن يجعل نوراً في الجهات الست فهو حسي
أما دعائه واجعلني نوراً أي اجعلني أو واجعل لي نورا أي مناراَ يقتدي به غيره.

من كتاب فتح الباري لابن حجر
وسبع في التابوت: قال ابن الجوزي يريد بالتابوت الصندوق أي سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت. وجزم القرطبي في " المفهم " وغير واحد بأن المراد بالتابوت الجسد أي أن السبع المذكورة تتعلق بجسد الإنسان بخلاف أكثر ما تقدم فإنه يتعلق بالمعاني كالجهات الست وإن كان السمع والبصر من الجسد
والخصلتين: الأظهر أن المراد بهما اللسان والنفس وهما اللذان زادهما عقيل في روايته عند مسلم وهما من جملة الجسد وينطبق عليه التأويل الأخير للتابوت وبذلك جزم القرطبي في " المفهم " ولا ينافيه ما عداه والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي من طريق داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده "
من كتاب فتح الباري لابن حجر


زوال العقل ، ويكون إما بزواله بالكلية ، وهو رفع العقل وذلك بالجنون ، أو تغطيته بسبب يوجب ذلك لمدة معيّنة كالنوم والإغماء والسكر وما أشبه ذلك .
ويراجع كتاب الشرح الممتع لابن عثيمين ج/1 ص/219-250

هذه ملاحظة كي لا يفهم من الكلام في الشرح أن النوم لا ينقض الوضوء لأن الشيخ كان يشرح ويناقش بعض آراء أهل العلم

T!to
03-05-2011, 07:26 PM
تكملة باب دعاء اذا انتبه من الليل

حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان: سمعت سليمان بن أبي مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: (اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أو: لا إله غيرك)
هذه أيضاً من الكلمات التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو بها إذا قام يتهجد من الليل.
اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن: وهذا يطابق قوله سبحانه وتعالى (الله نور السموات والأرض).
فمن أوصاف الله عز وجل أنه نور، نور السموات والأرض ولم يرد النور مفرداً غير مضاف منسوباً إلى الله عز وجل بل هو مضاف ويقال الله نور السموات والأرض.
ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض: وهذا كقوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) وكقوله تعالى (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) فالله تعالى هو القيوم وهو القائم على كل نفس بما كسبت.
ولك الحمد أنت الحق: الحق معناها الثابت الذي ليس فيه باطل وهذا كقوله تعالى (أن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل) فهو حق عز وجل في ذاته واسماءه وافعاله وكل ما يصدر منه.
و وعدك حق: أي لا يخلف، كقوله تعالى (إنك لا تخلف الميعاد)
وقولك حق: كما قال تعالى (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلاً) فقوله حق في الأخبار وحق في الأحكام.
حق في الأخبار: يعني أنه صدق
حق في الأحكام: يعني عدل، متضمن للمصالح مبتعداً عن المفاسد
ولقائك حق: كقوله تعالى (إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه) فانظر ماذا أعددت لهذا اللقاء؟ هذا اللقاء لا بد منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان)
الجنة حق: الجنة التي وعد المتقون التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
والنار حق: ثابت لا بد منه
وهما الآن موجودتان ويبقيان أبد الآبدين لا يفنيان أبدا.
قال الله تعالى في الجنة في آيات كثيرة _خالدين فيها أبدا_
وقال في النار وأهلها خالدين فيها أبداً ثلاث مرات في القرآن الكريم.
ومايذكر عن بعض العلماء أنها ستفنى فهو قول ضعيف جداً ولا قول لأحد مع وجود كلام الله عز وجل.
كذلك النبيون حق: منهم من قصهم الله علينا ومنهم من لم يقصصهم علينا لكن كلهم حق وجاؤوا بالحق ولكن منهم من اندرست آثارهم ولم يبقى لهم كتب ومنهم من بقيت كتبهم لكن محرفة.
ومحمد حق صلى الله عليه وسلم: وهو آخر الأنبياء، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنه حق لأنه يجب أن يشهد أنه رسول الله وهو أول من يشهد بذلك.
لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت: لك أسلمت يعني انقاد لك ظاهري، وعليك توكلت: اعتمد عليك قلبي، وبك آمنت: أقررت إقراراً موجبا للقبول والإذعان. وإليك أنبت: أي رجعت. وبك خاصمت: يعني استعينك، هنا باء الاستعانة. وإليك حاكمت: المحاكمة قال إليك والمخاصمة قال بك، لأن المخاصمة له خصم يحتاج إلى معونة واستعانة بالله والمحاكمة لها غاية وغايتها إلى الله عز وجل _فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله_
فاغفرلي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت: أربعة أنواع، لو قال اللهم اغفر لي ذنبي كفى، لكن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط لفوائد:
1. أن يستحضر الإنسان الذنوب كلها على أنواعها.
2. أن مقام الدعاء مقام عبادة وكلما زادت الكلمات زادت العبادة
3. مقام الدعاء مناجاة مع الله عز وجل والإنسان يحب طول المناجاة مع حبيبه وأحب شيء إلينا هو الله عز وجل
4. أنه إذا فصل يشعر في كل كلمة يقولها تفصيلاً أنه في هذه الحال مفتقر إلى الله عز وجل فيزداد ضراعة.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبسط ويكرر في الدعاء، وكان أحيانا يدعو ثلاثاً

أنت المقدم وأنت المؤخر: لو اجتمعت الأمة كلها ليقدموا ما أخر الله أو يأخروا ما قدم الله ما استطاعوا لذلك سبيلاً. ولو آمن الإنسان بهذا لجعل البشر كلهم وراء ظهره والله فقط أمام عينيه.
في كل الأحوال وفي كل شيء.
لا إله إلا أنت: ختمها بالتوحيد، هذه الكلمة التي وزنت بها السموات والأرض لرجحت بالسموات والأرض لأنها كلمة الإخلاص
كلمة مبنية على ركنين:
النفي: لأن النفي المحض تعطيل
والإثبات: والإثبات بدون نفي لا يمنع المشاركة
فإذا لا بد من نفي وإثبات أو ما يقوم مقامها كقوله تعالى (وإلهكم إله واحد) أي لا ثاني معه ولا شريك.
مثال: إذا قلنا محمد قائم في البيت، نكون بهذا قلنا أنه قائم ولكن ربما غيره قائم أيضاً ولكن إذا قلنا: لا أحد إلا محمد قائم في البيت، أثبتنا أنه قائم دون غيره.
في هذا الحديث دليل على صدق إلتجاء الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه وثناءه على ربه عز وجل يعتبر دعاء لأن المثني على الله عز وجل يثني رجاء الثواب وخوف العقاب.
يقول الشاعر:
إذا أثنى عليك المرء يوما .. كفاه من تعرضه الثناء
لأن الثناء عند الكريم طلب وسؤال وحاجة
وفيه أيضاُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يقع منه الذنب لقوله اغفر لي ما قدمت، ووقوع الذنب إذا تاب منه العبد لا يضر بل قد يكون الإنسان بعد التوبة خير من حاله قبلها لأن التوبة تجب ما قبلها. لأن التوبة تكسر العبد بين يدي الله عز وجل. قال تعالى (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى)
حصل آدم ثلاثة أمور: توبة واجتباء وهداية
وهذه لم تحصل له قبل الذنب
والنبي صلى الله عليه وسلم وإخوته من الرسل عليهم السلام يذنبون ولكن لا يقرون على ذنوبهم، ثانياً يظهرلي أن معصية الأنبياء ليست عن تشهي وهوى بخلاف معصية غيرهم، أما معصية الأنبياء عن اجتهاد أخطأوا فيه، مثل قوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذي صدقوا وتعلم الكاذبين) انظر إلى هذا العتاب اللطيف، قدم الله العفو قبل ان يبدي ما عاتبه عليه.
كذلك قال الله تعالى: يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك.
فهو مجتهد لكن أنبه الله على ذلك
ثالثا: الأنبياء معصوم عن كل ذنب يخل بالأخلاق مثل الزنا وغير ذلك، لأن ذلك هدم لأصل الرسالة، قال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
رابعاً: معصومون من الكذب والخيانة، لا يمكن أن يكذب النبي أو يخون لأن ذلك طعن في الرسالة. لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ماكان لنبي خائنة الأعين
خامساً: معصومون من الشرك، لأن الشرك يناقض ماجاؤوا به، وإن كان أصغر.
فإن قلت ما الجواب عن ما ثبت في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أفلح وأبيه إن صدق.
ومن المعلوم أن الحلف بغير الله شرك أصغر ما لم يعظم المحلوف به، فأحسن ما يقال في ذلك أن هذا مما جرى على لسانه بغير قصد، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك. ولا يمكن أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم فقدتك أمك وهو يعلمه.
وأما من زعم من أن الأنبياء لا يذنبون فهذا قول يرده الكلام والسنة، قال الله تعالى: واستغفر لذنبك وللمؤمنين
والمؤمنات.

يتبع باذن الله ;)

mohamed aldeen
03-05-2011, 07:33 PM
جزاكم الله خيرا

T!to
03-05-2011, 07:56 PM
وجزاكم مثله
اسعدنى مرورك
لتمنى من حضرتك المتابعة :078111rg3:

T!to
04-05-2011, 07:35 AM
باب التكبير والتسبيح عن المنام
حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شُعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن علي:
أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: (مكانك) فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال هل أدلكما على ماهو خير لكما من خادم إذا أوتيما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهذا خيراً لكما من خادم.
وعن شُعبة، عن خالد، عن ابن سيرين قال: التسبيح أربع وثلاثون

هذا الحديث أيضاً يدل أنه ينبغي على الإنسان أن يكبر ويسبح ويحمد كما جاء في الحديث، وفي هذا دليل على أن التسبيح يعين الإنسان على أشغال البيت ويقويه وفي هذا الحديث دليل على أن الزوجة تخدم زوجها في مثل هذه الأمور: يعني الطبخ والعجن والطحن، ففيه رد على هؤلاء الذين يقولون إن الزوجة لا تخدم الزوج في شيء من حوائج البيت وإنما يأتي لها بالطعام جاهزاً وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. ولهذا لما شكت فاطمة رضي الله عنها لم يقل لها هذا ليس واجبك أو عليه أن يأتي لك بخادمة وعلى مافيه من حسن الصحبة والائتلاف بين فاطمة وعائشة حتى أن فاطمة تطلع عائشة على مثل هذا الأمر الدقيق، ودليل على حظوة عائشة عند النبي صلى الله عليه وسلم ودليل على جواز مجيء الصهر إلى ابنته وزوجها لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وهو أفضل الناس خلقاً وأشدهم حياءاً وفيه دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يحب أن تأتي الخادم لأن عدوله عن إجابة الطلب إلى هذا يدل على أن هذا أفضل وأن الإنسان كل ما صبر عن الخادم هو أفضل وأولى وهذا هو الواقع والحق، لا سيما في مثل هذا الوقت الذي ضعف فيه الإيمان وقلت فيه مراقبة الرحمن.
وإذا كانت الخادم كافرةً صار ذلك أقبح وأقبح لأن الكافرة عدوة لله ورسوله والمؤمنين.
كان الإمام أحمد رحمه الله إذا رأى النصراني يغمض عينيه ويقول أنا أكره أن أرى من هو عدو لله ورسوله.
فالمسألة خطيرة جداً.
وليعلم أن العداوة ليست بالأمر الهين: قال تعالى: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل ميكال فإن الله عدو للكافرين.
فالله عدو لكل كافر.
ملاحظة: هناك خلاف على عدد التكبير ولكن الأرجح هو أن التكبير 34 مرة والمجموع للتسابيح والتكبير والحمد 100.


-----------------------

باب التعوذ والقراءة عند النوم

حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني عُقَيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده

المعوذات يعني: قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.



حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا عبيد الله بن عمر: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) تابعه أبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء، عن عبيد الله وقال يحيى وبشر، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه مالك وابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحديث واضح في معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا أوى إلى فراشه أن ينفضه بداخلة إزاره لأن لا يعلم ما خلفه عليه.
النفض يكون بداخلة الإزار من أجل أنه إذا كان فيه وسخ يكون من الداخل حتى لا يتسخ ظاهره، هذا إذا نفض من غير حل، أما إذا حل فالأمر واضح.
وقد ورد في بعض طرق الحديث أن يفعل ذلك ثلاثاً.
فإذا كان الإنسان قد أعد لنومه لباساً خاصاً فلا بأس أن ينفض به.
وفي هذا دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الأحكام العلل وهذا حتى في القرآن، أي أن الحكم يذكر مع علته وفائدة ذلك:
1. زيادة الطمأنينة بالحكم
2. بيان سمو الشريعة
3. إمكانية مقارنة الحكم إذا كان هناك علة ممثالة
بقية الحديث تم الكلام عليه.

T!to
06-05-2011, 09:39 PM
الدعاء عند نصف الليل

حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)

هذا الحديث، حديث عظيم، ذكر بعض أهل العلم أنه بلغ حد التواتر ولا شك أنه حديث مستفيض مشهور، شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب مستقل لما فيه من الفوائد العظيمة.
ففيه ثبوت النزول لله سبحانه وتعالى، والنزول من صفات الله الفعلية وهذا النزول حقيقة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله وأنه أفصح الخلق كما قال الشاعر
وأفصح الخلق على الإطلاق .. نبينا فملعن الشقاق
وأنه أنصح الخلق، وأنه لا يساويه أحد من الخلق في النصيحة للخلق، وأنه صلى الله عليه وسلم لا يريد للعباد أن يضلو بل يريد لهم الهداية.
فإذا قال ينزل ربنا، فأي إنسان يقول خلاف هذا اللفظ فقد اتهم النبي صلى الله عليه وسلم، إما: بأنه غير عالم، أو بأنه لا يريد النصح للخلق، أو بأنه غير فصيح يعني عيي، يريد شيئاً ولا ينطق به.
هذا النزول هل يستلزم أن الله عز وجل يخلو منه العرش أو لا؟
الجواب: أصل هذا السؤال بدعة، وإيراده غير مشكور عليه مورده، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله، إن قال نعم فقد كذب وإن قال لا فقلنا فليسعك ما يسعهم فهم لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال. أنت مأمور أن تصدق الخبر.
أفضل السبل في هذا التوقف وعدم الخوض في هذا السؤال ثم أنه لا يخلو.
هل تقله السماء؟ ولكن هذا لا يكون لأنك لو قلت أن السماء تقله لزم أن يكون محتاج إليها، وهذا مستحيل والله تعالى غني عن كل شي.
هل السماء الثانية وما فوقها تكون فوق الله سبحانه وتعالى؟ لا، لأنه العلي، ولا يمكن أن يكون فوقه شيء.
الذي ينبهت من هذا هو الذي يقيس الله على خلقه، فلا تقول كيف ولما !!
هل يصح أن نقول للسائل هذا السؤال بدعة؟ نعم يصح، كما قال مالك لمن سأله، لأن الصحابة لم يسألوا هذا السؤال.
ولكن إذا كان الشخص يريد التبين لأنه يظن في الله ظنون غير صحيحة. وهذا يؤدي إلى التمثيل أو التعطيل، في هذه الحالة نبين له.
من المعلوم أن ثلث الليل ينتقل من مكان إلى آخر، فثلث الليل في الشرق غيره في الغرب، فكيف نوفق بين هذا وتقييد نزول الله عز وجل في ثلث الليل؟
هذا والحمدلله السؤال عنه بدعة!! كف عنه.
إذا كنت في أرض والوقت ثلث الليل فهذا وقت النزول وإن كنت في بلد والوقت وقت نهار فهذا ليس وقت نزول.
ولكن إذا كان لا بد من الإجابة فنقول ( ليس كمثله شيء) فهو في البلد التي فيها ليل نازل والتي تكون في النهار ليس نازل. وانتهينا ولا تقول لم أو كيف.
هل الذي ينزل هو الله عز وجل أو لا؟
ذكرنا أن الله عز وجل هو الذي ينزل وهكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله وأنصح الخلق وأفصح الخلق وأصدق الخلق.
لكن قال بعض الناس إن الذي ينزل امر الله وقال آخرون الذي ينزل رحمة الله وقال آخرون الذي ينزل ملك من ملائكة الله######
وهذا كله باطل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق ولو كان المراد أن ينزل أمره أو رحمته أو ملكه فإنه يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم ملبس على الأمة ويغش الأمة، فإذاً الذي ينزل هو الرب عز وجل.
والذي يقول لمثل هذا التحريف تأويل، فكل تأويل لا يدل عليه دليل هو تحريف.
أمر الله لا ينتهي بالسماء الدنيا (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) وهذا ليس السماء الدنيا فقط، وفي هذا بطل تفسير أن أمر الله الذي ينزل.
ورحمة الله تنزل في كل وقت إلى الأرض وما الفائدة إذا كانت الرحمة لم تصل إلى الأرض؟ فبطل تفسير الرحمة.
هل يمكن للأمر أو الرحمة أن تقول: من يدعوني فاستجيب له##
الذي يقوله الله عز وجل
أما ملك من ملائكتي، فإن الملك إذا نزل إلى السماء الدنيا لا يمكن أن يقول من يدعوني وإذا قال ذلك، صار مشركاً لأن الذي يقول _أمن يجيب المضطر إذا دعاه_ هو الله عز وجل.
وبهذا بطل تحريف هذا الحديث إلى هذه المعاني.
وتحريف نصوص الصفات من القرآن والسنة يجرى فيها هذا المجرى يعني كل التحريفات إذا تأملتها وجدت أنه يترتب على تفسيراتهم من المفاسد أضعاف ما يترتب على المفاسد التي توهموها لو أجروا اللفظ على ظاهره ولهذا نجد الصحابة رضي الله عنهم سلموا من هذا.
ملاحظة: الأحكام يمكن للعقول الدخول فيها لكن صفات الله طريقها الخبر المجرد فلا تلقي لصفات الله نفياً أو إثباتاً إلا الكتاب والسنة.
(ويبقى وجه ربك) إذا قال قائل لا أثبت الوجه حقيقة لأن ظاهره التمثيل، نقول أنت كاذب لأن الله تعالى لم يذكر وجهاً مطلقاً ولكن ذكر وجهاً مضافاً، فالتمثيل باطل لأن الصفات مضافة لله عز وجل.
فهل يد الفيل كيد الهرة؟
فلا يمكن أن تفهم من قول القائل يد فيل أنها كقول القائل يد هر، فكيف تفهم إذا قيل يد الله أنها كيد زيد وعمرو؟
فكل من قال أن ظاهر نصوص الصفات التمثيل فإنه كاذب، كاذب سواء تعمد الكذب أو لم يتعمده.
ثم هناك آية تمحي كل ما ادعي أنه تمثيلاً وهي (ليس كمثله شيء) فلا تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض. فوجه الله ليس كمثله شيء.
كما يؤمن الإنسان بأن الخالق هو الله يؤمن بأن النازل هو الله لأن الخلق أضيف إلى الله كما أضيف النزول.

أما قوله: من يدعوني فاستجيب له: ففي هذا إثبات القول لله وأنه بحرف وصوت.
من يدعوني: حروف أم لا؟ حروف
والقول لا بد أن يكون بصوت وإن كان من بعد سمي نداءً ومن قرب نجاء.
ونحن لا نسمع هذا القول؟ فنقول: أخبرنا الذي من قوله عندنا أشد يقيناً من سمعنا، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.
الدعاء أن تقول يارب
أسألك الجنة (على سبيل المثال): هذا سؤال
يارب اغفرلي: هذا استغفار
اذا قال القائل: اللهم إني أسألك الجنة _هذا دعاء وسؤال_ الدعاء: اللهم، لأن أصلها: يا الله.
##اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم## هذا الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر
فيه دعاء واستغفار وسؤال.
من في من يستغفرني ومن يسألني: والمراد به التشويق، وليس الاستخبار، لأن الله تعالى يعلم كل شيء.
وفي هذا الله تعالى يشوق عباده أن يدعوه ويستغفروه ويسألوه. وفي هذا غاية الكرم والجود أنه سبحانه وتعالى هو الذي يشوق عباده إلى سؤاله ودعاؤه ومغفرته. كقوله _يا أيها الذين آمنو هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم_ ففيه التشويق والرفق والرقة. ولم يقل يا أيها الذين آمنو آمنو بالله وإن كان قاله في آية أخرى لأن المقام يقتضي ذلك.
المهم أن في هذا الحديث وأمثاله من كرم الله عز وجل ما هو ظاهر لمن تأمله وأهم شيء في ما تكلمنا عليه مسألة الصفات فأنا أكرر أن تلتزموا فيها ما التزمه السلف وأن لا تحيدوا فيها يميناً ولا شمالاً وأن لا تسألوا ما لم يسأل عنه السلف لأن في ذلك تنطع وابتداع.
فإن الإنسان كل ما تعمق في هذه الأمور، أخشى أن ينقص في قلبه من إجلال الله وتعظيمه بقدر ما نقص من هذا التعمق في البحث في هذه الأمور.

ملاحظة: صفات النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في الشرح، أنه أعلم الخلق وأفصح الخلق وأنصح الخلق وأصدق الخلق، هي مقومات قبول الخبر.
الصفات الفعلية من الصفات المتعلقة بمشيئة الله
والصفات الاسمية هي اللازمة لله عز وجل.
يتبع
باذن الله

T!to
15-05-2011, 04:09 PM
اتمنى ان الشرح بيكون بيفيد الجميع
باذن الله يتبع ان شاء الله

صوت العقل
15-05-2011, 09:50 PM
ما شاء الله .. حقيقى افدتنى والله ..
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع ..
جعله الله فى ميزان حسناتك ..

T!to
26-05-2011, 10:52 AM
ما شاء الله .. حقيقى افدتنى والله ..
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع ..
جعله الله فى ميزان حسناتك ..



الحمد لله ان فيه حد جبر بخاطرى :d
والحمد لله انه افاد حضرتك
يارب تقبله خالصا لوجهك
اتمنى من حضرتك المتابعة
الشرح رائع وجميل ومبسط :)
اللهم امين
جزاكى مثله

T!to
26-05-2011, 10:54 AM
باب الدعاء عند الخلاء

حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شُعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)

قال العلماء إذا دخل الخلاء يعني إذا أراد دخوله، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول هذا الذكر قبل أن يدخل والخبث الشر والخبائث النفوس الشريرة، جمع خبيثة.
ومناسبة التعوذ بالله هنا هو أن المكان مكان خبيث (يعني مكان قضاء الحاجة).


باب مايقول إذا أصبح

حدثنا مسدَّد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا حسين: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة، أو: كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه)

سبق الكلام على هذا الحديث

حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا)
حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال: (اللهم باسمك أموت وأحيا وإذا استيقظ قال الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)

سبق الكلام على الحديثين

T!to
26-05-2011, 10:56 AM
باب الدعاء في الصلاة

حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا الليث قال: حدثني يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم) وقال عمرو، عن يزيد، عن أبي الخير: أنه سمع عبد الله بن عمرو: قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم

حدثنا علي: حدثنا مالك بن سعير: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها" أنزلت في الدعاء

حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
كنا نقول في الصلاة: السلام على الله، السلام على فلان، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: (إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله - إلى قوله - الصالحين، فإذا قالها أصاب كل عبد لله في السماء والأرض صالح، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير من الثناء ما شاء)

يتبين لنا فضيلة هذا الدعاء في أنه وقع السؤال عنه من أبي بكر والجواب من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وإذا قال لمعاذ إني أحبك فلا تدعن الدعاء دبر كل صلاة فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أشد، لأن أبو بكر أحب الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وصيغة الدعاء تدل على عظمته لأن فيه أشياء متنوعة من الوسيلة، أولها: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا، هذا توسل إلى الله بحال الداعي وهو أحد أنواع التوسل المشروع.
ولا يغفر الذنوب إلا أنت: هذا توسل بصفات الله عز وجل وأفعاله.
فاغفر لي مغفرة من عندك: هذا هو المتوسل إليه، يعني هذا الذي توسل الإنسان من أجله(الثمرة المطلوبة) وفي إضافة المغفرة إلى الله دليل على عظم هذه المغفرة من عند صاحب المغفرة.
فإنك أنت الغفور الرحيم: توسل لله عز وجل بذكر اسمائه.
التوسل المشروع أنواع:
1. التوسل بحال الداعي: مثال، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا، وقول أيوب: ربي إني مسني الضر.
2. التوسل إلى الله بأسمائه: لقول الله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
3. التوسل إلى الله بصفاته: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي
4. التوسل إلى الله بأفعاله: اللهم صلي على محمد وعلى آله كما صليت على إبراهيم
5. التوسل إلى الله بدعاء الصالحين: يعني تسأل الصالحين أن يدعون لك: كقول عمر اللهم إننا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيقوم العباس فيدعوا الله.
6. التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح: بأن يذكر الإنسان عمله فيتوسل إلى الله به. (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا#ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا.

أما التوسل إلى الله بالذوات كأن تقول اللهم إني أتوسل إليك بمحمد، فهذه غير مشروعة، فالذوات لا تفيد. أو التوسل بأوصاف البشر كـ أسألك بخلق محمد، خلق محمد ماذا يفيدك؟ أو جاه محمد، ماذا يفيدك، هذا يفيد صاحبه. ولكن يصح أن تقول اللهم كما مننت على محمد بالخلق الحسن فامنن علي بالرزق الحسن، هذا يصح لأنه توسل إلى الله بنعمة الله وهذا يندرج تحت التوسل إلى الله بأفعاله.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال أن الصحابة كانوا يقولون في الصلاة: السلام على الله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله هو السلام فلا حاجة أن تدعوا لله بالسلام لأنه سلام، سالم من كل عيب ناقص، والسلام على فلان لم ينههم الرسول عنه ولكنه أعلمهم بدعاء أعم فقال: إنكم إذا قلتم عباد الله الصالحين أصاب الدعاء كل عبد في السماء والأرض، وفي هذا دليل أن الجمع إذا أضيف يكون للعموم وأن للعموم صيغة، خلافاً لمن خالف في ذلك من الأصوليين.
وفي قوله ثم يتخير من الثناء ماشاء وفي لفظ من الدعاء: وهذا نقل للحديث بالمعنى لأن الدعاء ثناء على الله بلا شك لأنه يتضمن حاجتك واعترافك بقدرة الله سبحانه وتعالى وغناه، فالدعاء متضمن للثناء.
وقوله ماشاء: دليل على أن الإنسان يستطيع أن يدعوا الله بصلاته في أمور الدنيا، كأن يدعو اللهم ارزقني سيارة قوية أو بيتاً واسعاً ولا حرج في ذلك وأما قول من قال من أهل العلم أنه إذا دعا بأمور الدنيا بطلت صلاته فهذا لا وجه له، لأن العبد يخاطب ربه ولا يخاطب الآدميين وخطاب الله لا يفسد الصلاة.
عبارة علمه بحالي يكفي عن سؤالي: هذه من أبطل الكلمات ففيه أنك إذا دعوت أن الله لا يعلم حالك.


يتبع ان شاء الله :):)

أ/رضا عطيه
28-05-2011, 01:53 AM
جزاك الله خير

T!to
07-07-2011, 07:33 AM
وجزاك مثله استاذ ضياء
ياجماعة ده رابط الموقع
http://www.alewaa.com/vb/showthread.php?t=23650
اللى انا ناقل منه
عشان لو مش قدرت اكمل
ويارب تستفيدوا بجد .