saidkamel
13-04-2011, 07:31 PM
العلاقات العامة فى المجال الرياضى
مقدمة:
تعد الرياضة أحد الأنشطة الإنسانية المهمة ، فلا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية من شكل من أشكال الرياضة ، بغض النظر عن درجة تقدم أو تخلف هذا المجتمع ، وإن الاهتمامات المتزايدة بالرياضة أصبحت تشكل قضايا ومشكلات ذات طبيعة اجتماعية في جوهر.
دور العلاقات العامة فى إدارة الصراع
هناك العديد من المبادئ الذي تعمل من خلالها العلاقات العامة عند التصدي لإدارة أي أزمة تنشأ فى المجال الرياضى ، ومن هذه المبادئ :
1- محدودية الأهداف : لابد لكل طرف من الأطراف في أثناء إدارته لأزمة ما من إدراك أنه ليس بوسعه أو بوسع الأطراف الآخرين أن يحقق أهدافه مرة واحده ، لذا تعمل العلاقات العامة على بلورة هدف واضح ومحدد يساعد على إيجاد حل للأزمة وتسويتها .
2- الحرص على عدم إحراج الخصم : تعمل العلاقات العامة على تغيير وجهة النظر الى الخصم باعتباره شريكًا في إدارة الأزمة ، مما يتيح ذلك الفرصة الى تقديم تنازلات من طرفى الصراع ، الامر الذى يجعل كل منهم يحرص على عدم محاولة ابراز قوته ضد الطرف الاخر وبالتالى يمهد الطريق لحل المشكلة.
3- توسيع نطاق المشاورات : تعمل العلاقات العامة على اتاحة الوقت اللازم لطرفى الازمة للتشاور مع أطراف أخرى مما يتيح الفرصة لاتخاذ القرارات بشكل حكيم.
4- توسيع قاعدة الدعم اللازم للقرار : تقوم العلاقات العامة على التعامل مع كل أطراف الازمة ، وبالتالى فان فاعلية قرار الأزمة تتوقف إلى حد كبير على مدى ما يتمتع به من تأييد الاخريين له.
5- تعزيز نظام الاتصالات : تتطلب الأزمة تعاونًا مشتركًا بين طرفيها ، مما يتطلب تعدد قنوات الاتصال وهو الدور التى تقوم به العلاقات العامة وفى حالة عدم وجود علاقات بين اطراف الازمة يودى ذلك الى تصعيد المشكلة وعدم ايجاد بدائل لحل تلك المشكلة.
والجدير بالذكر أنه أصبح من أحد جوانب الكفاءة الإدارية لأي منظمة رياضية هو قدرتها على استخدام العلاقات العامة بشكل فعال لتحجيم الصراعات بداخلها إلى أدنى مستوى ممكن ورغم ما تحمله الصراعات من آثار سلبية على المنظمة إلا أنه لا يخلو من آثار إيجابية يستلزم من الإدارة استغلالها لصالح التنظيم.
وبصفة عامة يجب على الإدارة أن تهتم بإدارة الصراع منذ نشأته أو ظهوره في المنظمة الرياضية ، ويجب أن يزداد هذا الاهتمام إذا زاد الصراع على المستوى المقبول والمرغوب والعمل على تخفيضه إلى هذا المستوى ويجب على الإدارة أن تولي نفس الاهتمام للصراع إذا كان مستواه منخفضًا عن المستوى المقبول والمرغوب أيضًا بحيث تعمل على تنشيطه.
الرياضة والنظام السياسي
تنشأ السياسة مع نشأة المجتمعات الإنسانية فلا تكون السياسة إلا حيث توجد الدولة , وحيث يقوم المجتمع الدولي وترتبط وحداته المختلفة في علاقتها المتعددة والمتشعبة , فالسياسة هي إدارة شئون الجماعة الإنسانية ورعاية مصالحها والعمل على تمييزها , فالدول تقوم حين تكتمل العناصر الأساسية لقيامها وهي الأمة والوطن والحكومة , فالأمة هي الأساس في كيانها الاجتماعي والإنساني , والوطن هو الأساس في كيانها المادي , والحكومة هي الأساس في كيانها المعنوي.
ويرى " زيجلر " (1982م) أن السياسة يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسين : (الأول) السياسة الداخلية أي حدود الدولة , (الثاني) هو السياسة الخارجية والتي تتصل بالجهود الدبلوماسية خارج الحدود , كما أن النظام السياسي يتأثر بالتربية ، كما تتأثر التربية بالنظام السياسي ، وذلك لأن نفوذ العقيدة السياسية السائدة أو المسيطرة ، يؤثر في شيء من جوانب الحياة الاجتماعية وأنشطتها ، بما في ذلك التربية البدنية وأيضًا الرياضة ، ذلك كونها نظمًا اجتماعية في نسق واحد .
علاقة الرياضة بالسياسة
- علاقة السياسة الداخلية بالرياضة
ويتفق كلاً من "فيشر " (1986م) و "أمين الخولي " (2002م) على أنه يمكن تحديد إسهامات الرياضة في السياسات الداخلية لأي دولة علي النحو التالي :
1- الانشطة التطوعية
2) القيادة
3) المساومة وتكافؤ الفرص 4) التماسك والتوحد والوطنية
- علاقة الرياضة والسياسية الخارجية
إلى فترة قريبة لم تكن أغلب دول العالم تعي الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في السياسة الخارجية , لكن مما لا شك فيه أن إنجازات الفرق القومية الرياضية والمنتخبات تؤخذ على محمل سياسي , وأصبح يفهم مغزاها السياسي , وكثيرًا ما استغلت لأغراض سياسية , حتى ظهر مصطلح " تسييس الرياضة " , وهو مصطلح حديث يؤكد هذه العلاقة , فعلى سبيل المثال استخدمت الرياضة في إثبات كفاية واقتدار أي نظام سياسي أو عقائدي , أو لإبراز هوية نظام سياسي وفرض الاعتراف به في المحافل الدولية
ويشير " بيل هايس " (1996م) في دراسته عن الرياضة والهواية القومية للأدوار السياسية للرياضة وهى كالتالي:
- الرياضة قامت بدور كبير في سبيل اكتساب البلاد المستعمرة ( المحتلة ) نمط ثقافي يميزها بحيث يغاير نمط ثقافة المستعمر .
- استغلت الإنجازات الرياضية من قبل أنظمة سياسية وعقائدية مغايرة لإضفاء الشرعية داخل وخارج حدودها .
- السعي الحثيث لبعض الدول نحو تحقيق إنجازات رياضية على الصعيد الدولي يعتبر إلى حد بعيد دليلاً على مشاعر الدولة بعدم الاطمئنان لهويتها
- الرياضة كعامل دعائي للنظام السياسي
أشار " نيكيتا خروشوف " (1960م) بأنه عندما يحرز أي لاعب سوفيتي في الفريق هدفًا فإن خروشوف هو الذي أحرز الهدف , فمن غير شك أن هدف الدولة هو إظهار لاعب على مستوى عال للتنافس الدولي . وهذا يعتبر في الدول الاشتراكية مقياس حيوي ذا تأثير كبير في السلوك الدولي , فانتصار اللاعب وفوزه يترجم على أنه نجاح سياسي للدولة ولنظام الحياة فيها وفيها وبهذا الأسلوب تستخدم الرياضة في الدعاية العالمية للدولة , حيث ينظر إلى الرياضة في الاتحاد السوفيتي على أنها انعكاس للدولة الماركسية فإذا انتصر الفريق أو اللاعب في الألعاب الفردية فإنه يعتبر نصرًا للماركسية , ولذا حاول الاتحاد السوفيتي الحصول على الفوز بشتى الطرق في اللقاءات الدولية والدورات الأولمبية , لأن هذا الفوز يترجم على أنه وسيلة وكسلاح للدعاية عن الأيديولوجية الماركسية الرياضية , وعلى هذا النمط سارت كل من المجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية وبولندا وقد أعلنوا ذلك من قبل أكثر من مرة .
وأيضًا استطاعت ألمانيا الشرقية عام 1972م الاشتراك في الدورة الأولمبية التي استضافتها ألمانيا الغربية وتفوقها في تلك الدورة مما أعطاها دفعة قوية لاستمرارية برامجها وسياستها الخارجية , فعن طريق الرياضة استطاعت استقطاب عدد كبير من الدول الأخرى التي عاونتها على أن تكون عضوًا في اللجنة الدولية ومن ثم لاحقًا استطاعت أن تأخذ مكانًا في الأمم المتحدة بعدما أثبتت للعالم قوتها وتقدمها , وهذا يدل على أنها استخدمت الرياضة للحصول على المكانة الدولية والاستقلال الذاتي والاعتراف بها كدولة مستقلة .
- الرياضة كعامل اعتراف دولي بالنظام
لم يتوقف توظيف الرياضة سياسيًا أو تسييس الرياضة عند محاولات حل الصراع أو الدعاية للنظام السياسي , بل اتجه بشكل أكثر إيجابية نحو فرص الوجود وانتزاع الاعتراف الدولي بالشرعية , على اعتبار أن مشاركة الدولة في البطولات الدولية بصفة عامة والدورات الأولمبية على الأخص يعتبر اعترافًا دوليًا بشرعية النظام .
ويشير " عصام الهلالي " (1997م) إلى بعض الأمثلة إلى استخدام الرياضة كعامل للاعتراف الدولي بالنظام وهى كالتالي : عندما هُزمت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى طُردت من اللجنة الأولمبية الدولية ومُنعت من المشاركة في دورة أنتورب عام 1920م , واعتبر النظام الحاكم في ألمانيا في ذلك الحين نظامًا غير شرعي مرفوض من المجتمع الدولي , ولكن بعد تسوية مشكلات الحدود مع فرنسا وبلجيكا ودول عصبة الأمم سُمح لها بالاشتراك في دورة أمستردام عام 1928م , نفس نمط عدم الاعتراف الدولي تكرر مع ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث سمح لها بالاشتراك في الدورات الأولمبية ولكن خلف العلم الأوليمبي , واستبدل السلام الوطني بأحد ألحان بتهوفن.
كما يشير أيضًا إلى أن الجهاد من أجل الحصول على الاعتراف الدولي وتأكيد شرعية النظام وقبول المجتمع الدولي ظل الشغل الشاغل لألمانيا الشرقية حتى استطاعت انتزاع الاعتراف الدولي بها كنظام سياسي ذو هوية مستقلة وسمح لها الاشتراك كدولة مستقلة في دورة الألعاب الشتوية المقامة في جرينوبل بفرنسا تحت اسم ألمانيا الشرقية , ثم في الدورة الأولمبية بالمكسيك في نفس العام 1968م تحت اسم ألمانيا الديمقراطية , تأكيدًا للاعتراف الدولي بشرعية النظام السياسي في ألمانيا الشرقية .
ومما سبق يتأكد أن فكرة استخدام الرياضة كمدخل شرطي للاعتراف الدولي لفرض الوجود على الساحة العالمية أصبحت على مر السنين أحد المداخل السياسية الأساسية في أي نظام وليد أو لديه مشكلات في القبول الدولي له , وهناك عشرات الأمثلة التي يمكن أن نسوقها لتأكيد هذا المفهوم , إلا أن التوظيف الأكثر حدة في استخدام الرياضة لانتزاع الاعتراف الدولي كان من قبل الأنظمة العنصرية المرفوضة سياسيًا من المجتمع الدولي , هذا التوظيف للرياضة لمساندة نظام مرفوض أخلاقيًا يجعلنا ننبه الأذهان إلى خطورة استخدام الرياضة على المستوى السياسي , لأنها في الإمكان أن تساعد بشكل جدي في تأكيد شرعية نظام غير شرعي.
- دبلوماسية العلاقات العامة فى المجال الرياضى الرياضة وحل الصراع الدولي
يرى " مارش " (1988م) أن الرياضة قدمت عبر تاريخها إسهامات عديدة وفعالة في طريق حل المشكلات بين أطراف متصارعة دوليًا , وذلك يعود لطبيعتها باعتبارها وسط ممهدًا وملائمًا وعامل تلطيف لحدة الصراعات , ومدخلاً طبيعيًا لللقاءات الدولية , فضلاً عن قدرتها على الإعلاء والتسامي بعوامل الصراع وتحويلها إلى تنافس شريف , وفيما يلي بعض الأمثلة الواقعية التي أسهمت فيها الرياضة في حل مشكلات سياسية :
- ساهمت مباراة كرة القدم التي أجريت بين فريقي الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية في ليكسمبورج في تقليل التوتر بين البلدين , وتركت انطباعًا طيبًا لدى الشعب الألماني وذلك بالرغم من لعب هذه المباراة في جو مشحون تنامت فيه الكراهية بين شعبي البلدين.
- مباراة تنس الطاولة التي أجريت بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية , في السبعينات كان لها الفضل الكبير في التمهيد لعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين , وكان معلومًا بشكل مسبق أن الفريق الأمريكي يقل كثيرًا في مستواه عن الفريق الصيني , وأن احتمال انهزامه كبير , ولكن تحاشى الجانبان أي إهانات أو مشكلات , وازدادت مجاملة إدارة الفريق الصيني , بل بالغوا في الترحيب بالأمريكيين , مما مهد فعلاً وبطريقة طيبة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة , حتى أطلق على هذا الأسلوب المستحدث دبلوماسية تنس الطاولة .
- مباراة المنتخب الأمريكي في هوكي الجليد مع المنتخب السوفيتي خلال الألعاب الأولمبية الشتوية 1980م , والتي انهزم فيها السوفييت على عكس ما كان متوقعًا , مما مكن الإدارة السياسية الأمريكية من التخلص من ظلال التوتر والتشكك التي كانت تحوم حول العلاقة بين البلدين في أعقاب الاجتياح السوفيتي لدولة أفغانستان , وقد هيأت هذه المباراة مناخًا مناسبًا لاستعادة دفء العلاقات بين البلدين .
كما كانت هناك حالات كثيرة استخدمت فيها الرياضة كوسيط دبلوماسي ولعل أقربها عندما لعبت بعض فرق المملكة العربية السعودية ودولة الكويت مع فرق جمهورية مصر العربية , تمهيدًا لعودة العلاقات التي انقطعت في أعقاب معاهدة السلام مع إسرائيل , حيث استقبلت فرق البلدين بكل ترحاب في مصر وتم تبادل الهدايا التذكارية بين اللاعبين والإداريين , فكان لهذه المباريات أثر طيب فى تهيئة المناخ الشعبي العام لعودة العلاقات العامة الرسمية , علمًا بأن العلاقات الأخوية والودية لم تنقطع بطبيعة الصلات التاريخية التي تتمثل في اللغة والدين والثقافة والسن والتاريخ .
- وسائل العلاقات العامة فى حل الصراعات في المجال الرياضي
- الاستسلام
ويعنى الاستسلام انتصار أحد أطراف الصراع وهزيمة الطرف الآخر , حيث لا يجد المغلوب إلا أن يستسلم ويخضع لشروط المنتصر أو أن يواصل صراعه , وقد يكون الاستسلام لقوة مادية معنوية .
- الوساطة
وهى من الأشكال القديمة التي ابتدعتها الجماعات الإنسانية لإنهاء الخلافات, وتقوم عملية الوساطة على أساس الجمع بين الأطراف المتصارعة في محاولة لخلق جو ملائم بينهم رغبة في حل النزاع .
كما أن النشاط الرياضي يساهم في خلق مثل هذه الظروف المواتية لحل الصراع , وعلى كل المستويات , بل إن هناك اتجاهًا بين باحثي الأنثروبولوجيا يشير إلى أن حل الصراع من خلال المنافسة الرياضية هو أحد التصورات النظرية لنشوء الرياضة نفسها , ولقد استخدمت الرياضة كأسلوب للوساطة والمبادرة فى عدد كبير من النزاعات والصراعات السياسية أو العنصرية لتوفير مناخ وسيط لحل الصراع , ولعل ما يطلق عليه دبلوماسية تنس الطاولة أمثال بارز للوساطة الرياضية, فقد استخدمت سلسلة من مباريات تنس الطاولة كمثال بارز للوساطة الرياضية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين كإجراء تمهيدي يساعد على خلق ظروف ملائمة لتسوية الخلافات ولإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما .
- التحكيم
يعتبر التحكيم من الأساليب الاجتماعية القديمة في حل النزاع , وأهم ما يميزه هو أن قرار هيئة التحكيم يعتبر ملزمًا لجميع أطراف النزاع ما دامت قبلت اللجوء إلى هذه الهيئة وارتضت حكمها , ويعتمد النشاط الرياضي التنافسي على التحكيم في تقرير الطرف الفائز , ويتم ذلك وفق قواعد منضبطة إلى حد كبير , مؤسسة على مبادئ وقيم احترام حقوق الإنسان والأمن والسلامة والعدالة والحيدة والنزاهة , والاعتبارات التربوية والخلقية , ولقد استعان الإنسان بأسلوب التحكيم في المنافسات الرياضية منذ الأزل , حتى ليقال إن الرياضة نفسها بما فيها من طرق التحكيم وقواعد اللعب كانت على نحو ما أحد الأشكال المصغرة للصراع الاجتماعي لدى الشعوب البدائية , حيث كان يقوم بالتحكيم شيوخ القبائل أو أحد أشرافها , وفى أحيان أخري كان يناط بالتحكيم أحد الرياضيين المعتزلين من أصحاب السمعة الطيبة, وسواء كانت هيئة التحكيم فردًا أو عدة أفراد فإنها كانت ذات مكانة مرموقة في مجتمعها (البدائي) , كما أن كلمتها كانت مسموعة ولا ترد , وفى المجتمعات الحديثة ورثت قواعد ألعابها عبر أجيال عديدة , مازالت تحتفظ هيئة التحكيم بسلطاتها , حيث يلتزم الجميع بكل قراراتها ويحترمونها ويقبلونها عن طيب خاطر , وهنا تبرز قيمة تربوية كبرى , حيث ينتقل ما يطلق عليه (أثر التدريب) من الملعب (المجتمع الصغير) إلى المجتمع الأم , حيث يصبح من السهل على الفرد تقبل قرارات التحكيم كأسلوب لحل المنازعات الاجتماعية أيًا كان مستواها.
- التسامح
عندما تحتدم الصراعات نتيجة عدم تقديم أي تنازلات من جانب أطراف النزاع , بحيث لا يقبل أي طرف أي وساطة أو تحكيم فإن الحل هو التسامح , وذلك يعنى بقاء أرائهم على ما هي عليه , وفى نفس الوقت رغبة الأطراف في تحقيق عدد من المصالح المشتركة والتي لا يمكن أن يستقيم لها حال في ظروف تنازعهم
ومن أبرز أمثلة التسامح في هذا الصدد التسامح العنصري , كما هو الحال بين كل من البيض والزنوج في الولايات المتحدة الأمريكية , أو التسامح الديني بين طوائف دينية مختلفة من أبناء الوطن الواحد , مثل التسامح بين المسلمين والأقباط في مصر , أو بين اليهود والمسيحيين في انجلترا .
كما أن الدور الذي تلعبه الرياضة في توفير مناخ يتسم بالتسامح , حيث تتقابل فرق من عقائد وأيديولوجيات شتى على الساحة الرياضية , ووفق قواعد لعب محايدة لا صلة لها بهذه العقائد , الأمر الذي يجعل الرياضي يعتاد على لقاء أبناء عقائد دينية أو سياسية مختلفة عنه , فأول ما يلقن الرياضي أن يتواضع عند النصر وأن يتقبل الهزيمة دون أي ضغينة لمنافسه , وأن منافسه هو إنسان قبل أي اعتبار آخر , كما انه منافس له في الرياضة لا أكثر من ذلك , وأنه ليس بعدوه , وبفرض أنه من المختلفين معه عقائديًا , فلتكن الساحة الرياضية بمنأى عن الخلافات العقائدية والعرقية والعنصرية أو الطائفية بكل أنواعها ولو خلال فترة اللقاء الرياضي.
فهرس الموضوعات
· مقدمة
· دور العلاقات العامة فى إدارة الصراع
· الرياضة والنظام السياسي
· علاقة الرياضة بالسياسة
· علاقة الرياضة والسياسية الخارجية
· الرياضة كعامل اعتراف دولي بالنظام
· وسائل العلاقات العامة فى حل الصراعات في المجال الرياضي
- الاستسلام
- الوساطة
- التحكيم
- التسامح
لطباعة البحث منسق بصيغة وورد اضغط هـــــــنا (http://saidkamel28.blogspot.com/2011/04/blog-post_7104.html)
مقدمة:
تعد الرياضة أحد الأنشطة الإنسانية المهمة ، فلا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية من شكل من أشكال الرياضة ، بغض النظر عن درجة تقدم أو تخلف هذا المجتمع ، وإن الاهتمامات المتزايدة بالرياضة أصبحت تشكل قضايا ومشكلات ذات طبيعة اجتماعية في جوهر.
دور العلاقات العامة فى إدارة الصراع
هناك العديد من المبادئ الذي تعمل من خلالها العلاقات العامة عند التصدي لإدارة أي أزمة تنشأ فى المجال الرياضى ، ومن هذه المبادئ :
1- محدودية الأهداف : لابد لكل طرف من الأطراف في أثناء إدارته لأزمة ما من إدراك أنه ليس بوسعه أو بوسع الأطراف الآخرين أن يحقق أهدافه مرة واحده ، لذا تعمل العلاقات العامة على بلورة هدف واضح ومحدد يساعد على إيجاد حل للأزمة وتسويتها .
2- الحرص على عدم إحراج الخصم : تعمل العلاقات العامة على تغيير وجهة النظر الى الخصم باعتباره شريكًا في إدارة الأزمة ، مما يتيح ذلك الفرصة الى تقديم تنازلات من طرفى الصراع ، الامر الذى يجعل كل منهم يحرص على عدم محاولة ابراز قوته ضد الطرف الاخر وبالتالى يمهد الطريق لحل المشكلة.
3- توسيع نطاق المشاورات : تعمل العلاقات العامة على اتاحة الوقت اللازم لطرفى الازمة للتشاور مع أطراف أخرى مما يتيح الفرصة لاتخاذ القرارات بشكل حكيم.
4- توسيع قاعدة الدعم اللازم للقرار : تقوم العلاقات العامة على التعامل مع كل أطراف الازمة ، وبالتالى فان فاعلية قرار الأزمة تتوقف إلى حد كبير على مدى ما يتمتع به من تأييد الاخريين له.
5- تعزيز نظام الاتصالات : تتطلب الأزمة تعاونًا مشتركًا بين طرفيها ، مما يتطلب تعدد قنوات الاتصال وهو الدور التى تقوم به العلاقات العامة وفى حالة عدم وجود علاقات بين اطراف الازمة يودى ذلك الى تصعيد المشكلة وعدم ايجاد بدائل لحل تلك المشكلة.
والجدير بالذكر أنه أصبح من أحد جوانب الكفاءة الإدارية لأي منظمة رياضية هو قدرتها على استخدام العلاقات العامة بشكل فعال لتحجيم الصراعات بداخلها إلى أدنى مستوى ممكن ورغم ما تحمله الصراعات من آثار سلبية على المنظمة إلا أنه لا يخلو من آثار إيجابية يستلزم من الإدارة استغلالها لصالح التنظيم.
وبصفة عامة يجب على الإدارة أن تهتم بإدارة الصراع منذ نشأته أو ظهوره في المنظمة الرياضية ، ويجب أن يزداد هذا الاهتمام إذا زاد الصراع على المستوى المقبول والمرغوب والعمل على تخفيضه إلى هذا المستوى ويجب على الإدارة أن تولي نفس الاهتمام للصراع إذا كان مستواه منخفضًا عن المستوى المقبول والمرغوب أيضًا بحيث تعمل على تنشيطه.
الرياضة والنظام السياسي
تنشأ السياسة مع نشأة المجتمعات الإنسانية فلا تكون السياسة إلا حيث توجد الدولة , وحيث يقوم المجتمع الدولي وترتبط وحداته المختلفة في علاقتها المتعددة والمتشعبة , فالسياسة هي إدارة شئون الجماعة الإنسانية ورعاية مصالحها والعمل على تمييزها , فالدول تقوم حين تكتمل العناصر الأساسية لقيامها وهي الأمة والوطن والحكومة , فالأمة هي الأساس في كيانها الاجتماعي والإنساني , والوطن هو الأساس في كيانها المادي , والحكومة هي الأساس في كيانها المعنوي.
ويرى " زيجلر " (1982م) أن السياسة يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسين : (الأول) السياسة الداخلية أي حدود الدولة , (الثاني) هو السياسة الخارجية والتي تتصل بالجهود الدبلوماسية خارج الحدود , كما أن النظام السياسي يتأثر بالتربية ، كما تتأثر التربية بالنظام السياسي ، وذلك لأن نفوذ العقيدة السياسية السائدة أو المسيطرة ، يؤثر في شيء من جوانب الحياة الاجتماعية وأنشطتها ، بما في ذلك التربية البدنية وأيضًا الرياضة ، ذلك كونها نظمًا اجتماعية في نسق واحد .
علاقة الرياضة بالسياسة
- علاقة السياسة الداخلية بالرياضة
ويتفق كلاً من "فيشر " (1986م) و "أمين الخولي " (2002م) على أنه يمكن تحديد إسهامات الرياضة في السياسات الداخلية لأي دولة علي النحو التالي :
1- الانشطة التطوعية
2) القيادة
3) المساومة وتكافؤ الفرص 4) التماسك والتوحد والوطنية
- علاقة الرياضة والسياسية الخارجية
إلى فترة قريبة لم تكن أغلب دول العالم تعي الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في السياسة الخارجية , لكن مما لا شك فيه أن إنجازات الفرق القومية الرياضية والمنتخبات تؤخذ على محمل سياسي , وأصبح يفهم مغزاها السياسي , وكثيرًا ما استغلت لأغراض سياسية , حتى ظهر مصطلح " تسييس الرياضة " , وهو مصطلح حديث يؤكد هذه العلاقة , فعلى سبيل المثال استخدمت الرياضة في إثبات كفاية واقتدار أي نظام سياسي أو عقائدي , أو لإبراز هوية نظام سياسي وفرض الاعتراف به في المحافل الدولية
ويشير " بيل هايس " (1996م) في دراسته عن الرياضة والهواية القومية للأدوار السياسية للرياضة وهى كالتالي:
- الرياضة قامت بدور كبير في سبيل اكتساب البلاد المستعمرة ( المحتلة ) نمط ثقافي يميزها بحيث يغاير نمط ثقافة المستعمر .
- استغلت الإنجازات الرياضية من قبل أنظمة سياسية وعقائدية مغايرة لإضفاء الشرعية داخل وخارج حدودها .
- السعي الحثيث لبعض الدول نحو تحقيق إنجازات رياضية على الصعيد الدولي يعتبر إلى حد بعيد دليلاً على مشاعر الدولة بعدم الاطمئنان لهويتها
- الرياضة كعامل دعائي للنظام السياسي
أشار " نيكيتا خروشوف " (1960م) بأنه عندما يحرز أي لاعب سوفيتي في الفريق هدفًا فإن خروشوف هو الذي أحرز الهدف , فمن غير شك أن هدف الدولة هو إظهار لاعب على مستوى عال للتنافس الدولي . وهذا يعتبر في الدول الاشتراكية مقياس حيوي ذا تأثير كبير في السلوك الدولي , فانتصار اللاعب وفوزه يترجم على أنه نجاح سياسي للدولة ولنظام الحياة فيها وفيها وبهذا الأسلوب تستخدم الرياضة في الدعاية العالمية للدولة , حيث ينظر إلى الرياضة في الاتحاد السوفيتي على أنها انعكاس للدولة الماركسية فإذا انتصر الفريق أو اللاعب في الألعاب الفردية فإنه يعتبر نصرًا للماركسية , ولذا حاول الاتحاد السوفيتي الحصول على الفوز بشتى الطرق في اللقاءات الدولية والدورات الأولمبية , لأن هذا الفوز يترجم على أنه وسيلة وكسلاح للدعاية عن الأيديولوجية الماركسية الرياضية , وعلى هذا النمط سارت كل من المجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية وبولندا وقد أعلنوا ذلك من قبل أكثر من مرة .
وأيضًا استطاعت ألمانيا الشرقية عام 1972م الاشتراك في الدورة الأولمبية التي استضافتها ألمانيا الغربية وتفوقها في تلك الدورة مما أعطاها دفعة قوية لاستمرارية برامجها وسياستها الخارجية , فعن طريق الرياضة استطاعت استقطاب عدد كبير من الدول الأخرى التي عاونتها على أن تكون عضوًا في اللجنة الدولية ومن ثم لاحقًا استطاعت أن تأخذ مكانًا في الأمم المتحدة بعدما أثبتت للعالم قوتها وتقدمها , وهذا يدل على أنها استخدمت الرياضة للحصول على المكانة الدولية والاستقلال الذاتي والاعتراف بها كدولة مستقلة .
- الرياضة كعامل اعتراف دولي بالنظام
لم يتوقف توظيف الرياضة سياسيًا أو تسييس الرياضة عند محاولات حل الصراع أو الدعاية للنظام السياسي , بل اتجه بشكل أكثر إيجابية نحو فرص الوجود وانتزاع الاعتراف الدولي بالشرعية , على اعتبار أن مشاركة الدولة في البطولات الدولية بصفة عامة والدورات الأولمبية على الأخص يعتبر اعترافًا دوليًا بشرعية النظام .
ويشير " عصام الهلالي " (1997م) إلى بعض الأمثلة إلى استخدام الرياضة كعامل للاعتراف الدولي بالنظام وهى كالتالي : عندما هُزمت ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى طُردت من اللجنة الأولمبية الدولية ومُنعت من المشاركة في دورة أنتورب عام 1920م , واعتبر النظام الحاكم في ألمانيا في ذلك الحين نظامًا غير شرعي مرفوض من المجتمع الدولي , ولكن بعد تسوية مشكلات الحدود مع فرنسا وبلجيكا ودول عصبة الأمم سُمح لها بالاشتراك في دورة أمستردام عام 1928م , نفس نمط عدم الاعتراف الدولي تكرر مع ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث سمح لها بالاشتراك في الدورات الأولمبية ولكن خلف العلم الأوليمبي , واستبدل السلام الوطني بأحد ألحان بتهوفن.
كما يشير أيضًا إلى أن الجهاد من أجل الحصول على الاعتراف الدولي وتأكيد شرعية النظام وقبول المجتمع الدولي ظل الشغل الشاغل لألمانيا الشرقية حتى استطاعت انتزاع الاعتراف الدولي بها كنظام سياسي ذو هوية مستقلة وسمح لها الاشتراك كدولة مستقلة في دورة الألعاب الشتوية المقامة في جرينوبل بفرنسا تحت اسم ألمانيا الشرقية , ثم في الدورة الأولمبية بالمكسيك في نفس العام 1968م تحت اسم ألمانيا الديمقراطية , تأكيدًا للاعتراف الدولي بشرعية النظام السياسي في ألمانيا الشرقية .
ومما سبق يتأكد أن فكرة استخدام الرياضة كمدخل شرطي للاعتراف الدولي لفرض الوجود على الساحة العالمية أصبحت على مر السنين أحد المداخل السياسية الأساسية في أي نظام وليد أو لديه مشكلات في القبول الدولي له , وهناك عشرات الأمثلة التي يمكن أن نسوقها لتأكيد هذا المفهوم , إلا أن التوظيف الأكثر حدة في استخدام الرياضة لانتزاع الاعتراف الدولي كان من قبل الأنظمة العنصرية المرفوضة سياسيًا من المجتمع الدولي , هذا التوظيف للرياضة لمساندة نظام مرفوض أخلاقيًا يجعلنا ننبه الأذهان إلى خطورة استخدام الرياضة على المستوى السياسي , لأنها في الإمكان أن تساعد بشكل جدي في تأكيد شرعية نظام غير شرعي.
- دبلوماسية العلاقات العامة فى المجال الرياضى الرياضة وحل الصراع الدولي
يرى " مارش " (1988م) أن الرياضة قدمت عبر تاريخها إسهامات عديدة وفعالة في طريق حل المشكلات بين أطراف متصارعة دوليًا , وذلك يعود لطبيعتها باعتبارها وسط ممهدًا وملائمًا وعامل تلطيف لحدة الصراعات , ومدخلاً طبيعيًا لللقاءات الدولية , فضلاً عن قدرتها على الإعلاء والتسامي بعوامل الصراع وتحويلها إلى تنافس شريف , وفيما يلي بعض الأمثلة الواقعية التي أسهمت فيها الرياضة في حل مشكلات سياسية :
- ساهمت مباراة كرة القدم التي أجريت بين فريقي الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية في ليكسمبورج في تقليل التوتر بين البلدين , وتركت انطباعًا طيبًا لدى الشعب الألماني وذلك بالرغم من لعب هذه المباراة في جو مشحون تنامت فيه الكراهية بين شعبي البلدين.
- مباراة تنس الطاولة التي أجريت بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية , في السبعينات كان لها الفضل الكبير في التمهيد لعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين , وكان معلومًا بشكل مسبق أن الفريق الأمريكي يقل كثيرًا في مستواه عن الفريق الصيني , وأن احتمال انهزامه كبير , ولكن تحاشى الجانبان أي إهانات أو مشكلات , وازدادت مجاملة إدارة الفريق الصيني , بل بالغوا في الترحيب بالأمريكيين , مما مهد فعلاً وبطريقة طيبة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة , حتى أطلق على هذا الأسلوب المستحدث دبلوماسية تنس الطاولة .
- مباراة المنتخب الأمريكي في هوكي الجليد مع المنتخب السوفيتي خلال الألعاب الأولمبية الشتوية 1980م , والتي انهزم فيها السوفييت على عكس ما كان متوقعًا , مما مكن الإدارة السياسية الأمريكية من التخلص من ظلال التوتر والتشكك التي كانت تحوم حول العلاقة بين البلدين في أعقاب الاجتياح السوفيتي لدولة أفغانستان , وقد هيأت هذه المباراة مناخًا مناسبًا لاستعادة دفء العلاقات بين البلدين .
كما كانت هناك حالات كثيرة استخدمت فيها الرياضة كوسيط دبلوماسي ولعل أقربها عندما لعبت بعض فرق المملكة العربية السعودية ودولة الكويت مع فرق جمهورية مصر العربية , تمهيدًا لعودة العلاقات التي انقطعت في أعقاب معاهدة السلام مع إسرائيل , حيث استقبلت فرق البلدين بكل ترحاب في مصر وتم تبادل الهدايا التذكارية بين اللاعبين والإداريين , فكان لهذه المباريات أثر طيب فى تهيئة المناخ الشعبي العام لعودة العلاقات العامة الرسمية , علمًا بأن العلاقات الأخوية والودية لم تنقطع بطبيعة الصلات التاريخية التي تتمثل في اللغة والدين والثقافة والسن والتاريخ .
- وسائل العلاقات العامة فى حل الصراعات في المجال الرياضي
- الاستسلام
ويعنى الاستسلام انتصار أحد أطراف الصراع وهزيمة الطرف الآخر , حيث لا يجد المغلوب إلا أن يستسلم ويخضع لشروط المنتصر أو أن يواصل صراعه , وقد يكون الاستسلام لقوة مادية معنوية .
- الوساطة
وهى من الأشكال القديمة التي ابتدعتها الجماعات الإنسانية لإنهاء الخلافات, وتقوم عملية الوساطة على أساس الجمع بين الأطراف المتصارعة في محاولة لخلق جو ملائم بينهم رغبة في حل النزاع .
كما أن النشاط الرياضي يساهم في خلق مثل هذه الظروف المواتية لحل الصراع , وعلى كل المستويات , بل إن هناك اتجاهًا بين باحثي الأنثروبولوجيا يشير إلى أن حل الصراع من خلال المنافسة الرياضية هو أحد التصورات النظرية لنشوء الرياضة نفسها , ولقد استخدمت الرياضة كأسلوب للوساطة والمبادرة فى عدد كبير من النزاعات والصراعات السياسية أو العنصرية لتوفير مناخ وسيط لحل الصراع , ولعل ما يطلق عليه دبلوماسية تنس الطاولة أمثال بارز للوساطة الرياضية, فقد استخدمت سلسلة من مباريات تنس الطاولة كمثال بارز للوساطة الرياضية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين كإجراء تمهيدي يساعد على خلق ظروف ملائمة لتسوية الخلافات ولإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما .
- التحكيم
يعتبر التحكيم من الأساليب الاجتماعية القديمة في حل النزاع , وأهم ما يميزه هو أن قرار هيئة التحكيم يعتبر ملزمًا لجميع أطراف النزاع ما دامت قبلت اللجوء إلى هذه الهيئة وارتضت حكمها , ويعتمد النشاط الرياضي التنافسي على التحكيم في تقرير الطرف الفائز , ويتم ذلك وفق قواعد منضبطة إلى حد كبير , مؤسسة على مبادئ وقيم احترام حقوق الإنسان والأمن والسلامة والعدالة والحيدة والنزاهة , والاعتبارات التربوية والخلقية , ولقد استعان الإنسان بأسلوب التحكيم في المنافسات الرياضية منذ الأزل , حتى ليقال إن الرياضة نفسها بما فيها من طرق التحكيم وقواعد اللعب كانت على نحو ما أحد الأشكال المصغرة للصراع الاجتماعي لدى الشعوب البدائية , حيث كان يقوم بالتحكيم شيوخ القبائل أو أحد أشرافها , وفى أحيان أخري كان يناط بالتحكيم أحد الرياضيين المعتزلين من أصحاب السمعة الطيبة, وسواء كانت هيئة التحكيم فردًا أو عدة أفراد فإنها كانت ذات مكانة مرموقة في مجتمعها (البدائي) , كما أن كلمتها كانت مسموعة ولا ترد , وفى المجتمعات الحديثة ورثت قواعد ألعابها عبر أجيال عديدة , مازالت تحتفظ هيئة التحكيم بسلطاتها , حيث يلتزم الجميع بكل قراراتها ويحترمونها ويقبلونها عن طيب خاطر , وهنا تبرز قيمة تربوية كبرى , حيث ينتقل ما يطلق عليه (أثر التدريب) من الملعب (المجتمع الصغير) إلى المجتمع الأم , حيث يصبح من السهل على الفرد تقبل قرارات التحكيم كأسلوب لحل المنازعات الاجتماعية أيًا كان مستواها.
- التسامح
عندما تحتدم الصراعات نتيجة عدم تقديم أي تنازلات من جانب أطراف النزاع , بحيث لا يقبل أي طرف أي وساطة أو تحكيم فإن الحل هو التسامح , وذلك يعنى بقاء أرائهم على ما هي عليه , وفى نفس الوقت رغبة الأطراف في تحقيق عدد من المصالح المشتركة والتي لا يمكن أن يستقيم لها حال في ظروف تنازعهم
ومن أبرز أمثلة التسامح في هذا الصدد التسامح العنصري , كما هو الحال بين كل من البيض والزنوج في الولايات المتحدة الأمريكية , أو التسامح الديني بين طوائف دينية مختلفة من أبناء الوطن الواحد , مثل التسامح بين المسلمين والأقباط في مصر , أو بين اليهود والمسيحيين في انجلترا .
كما أن الدور الذي تلعبه الرياضة في توفير مناخ يتسم بالتسامح , حيث تتقابل فرق من عقائد وأيديولوجيات شتى على الساحة الرياضية , ووفق قواعد لعب محايدة لا صلة لها بهذه العقائد , الأمر الذي يجعل الرياضي يعتاد على لقاء أبناء عقائد دينية أو سياسية مختلفة عنه , فأول ما يلقن الرياضي أن يتواضع عند النصر وأن يتقبل الهزيمة دون أي ضغينة لمنافسه , وأن منافسه هو إنسان قبل أي اعتبار آخر , كما انه منافس له في الرياضة لا أكثر من ذلك , وأنه ليس بعدوه , وبفرض أنه من المختلفين معه عقائديًا , فلتكن الساحة الرياضية بمنأى عن الخلافات العقائدية والعرقية والعنصرية أو الطائفية بكل أنواعها ولو خلال فترة اللقاء الرياضي.
فهرس الموضوعات
· مقدمة
· دور العلاقات العامة فى إدارة الصراع
· الرياضة والنظام السياسي
· علاقة الرياضة بالسياسة
· علاقة الرياضة والسياسية الخارجية
· الرياضة كعامل اعتراف دولي بالنظام
· وسائل العلاقات العامة فى حل الصراعات في المجال الرياضي
- الاستسلام
- الوساطة
- التحكيم
- التسامح
لطباعة البحث منسق بصيغة وورد اضغط هـــــــنا (http://saidkamel28.blogspot.com/2011/04/blog-post_7104.html)