طارق69
16-04-2011, 07:52 AM
دموع الرئيس
http://www.thanwya.com/vb/../images/حسام-فتحي.jpg
حسام فتحي | 14-04-2011 00:43
لم يعد في مآقي المصريين دموع ليشاركوا بها الرئيس السابق حسني مبارك في بكائه وعبراته، التي ذرفها قهرا بعد رفض النائب العام لأي مقترحات بديله عن حبسه، وربما يكون جزء مني قد حزن على ما فعله بنا وبنفسه للحظة، لكن حزني على مصر التي تركها مبارك لأبنائنا أمر وأقسى.
كإنسان سوي، وكمصري انتمي لشعب يتصف بالعاطفية الشديدة لم أكن أتمنى أبدا أن ينتهي الحال برجل عسكري حكم مصر إلى هذا المآل، ولا أن يكون الختام دراميا بهذا الشكل المأساوي، الذي ينتهي بأسرة حسني مبارك الى «مزرعة طره»،.. لكنني قبل ذلك وبعده يملؤني غضب وغيظ مما فعلته «عصابة الرئيس» وأتباعهم ببلدي الحبيب، لن نبكي مع مبارك، ولن يبكي أحد عليه، فدموعنا جفت من البكاء على مصر، مصر التي كانت تضارع في جمال قاهرتها وأسكندريتها.. مدناً مثل لندن وباريس وروما، وتتفوق على أغلب العواصم العربية والآسيوية.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر التي كانت «قاهرتها» عاصمة للفن والأدب والثقافة والمسرح والإعلام، ومنبرا للعلوم وقلعة للطب شامخة بأسماء أطباء عباقرة يتوافد إليهم العرب جميعا للعلاج والتطبيب.
نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كانت منارة للتعليم في المنطقة، والتي كان شرفاً لكل عربي ومسلم ان يدرس في جامعاتها ومدارسها، مثل فيكتوريا كوليج المعادي والاسكندرية التي تخرج فيهما الملوك والرؤساء وحملة مشاعل التطوير في المنطقة كلها من الخليج الى المحيط، وكان يكفي فخرا ان يقول الشقيق العربي انه «خريج» فيكتوريا كوليج، ليتبوأ مكانة بين العظماء حتى دون ان يذكر بعد ذلك من أي جامعة حصل على شهادته العليا.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كان شعبها خيرة جند الارض، فاذا بالأمراض السرطانية تفتك به، والمياه الملوثة تدمر أكباده وتفشل كُلاه، والمبيدات المسرطنة تفتك بنسله وحرثه، وهي ليست أمراضا عشوائية ولا مبيدات بغير مصدر، بل هي أمراض بفعل فاعل حرم المصريين «شربة» الماء النظيف، واللقمة الطيبة،.. وهي مبيدات شيطانية، أحضرها «والي» للشيطان، وخادم لإبليس، ومساعد لليهود الصهاينة، اغتالوا بها أحلام شعب في أبسط حقوقه التي ذكرتها كل الأديان، وكفلتها جميع الدساتير فذبلت أجساد المصريين، أحفاد الفراعنة، وذهبت صحتهم، وشغلوا عن أمور حياتهم بعلاج أمراضهم.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي يعيش الملايين من أبنائها في المقابر، يعاشرون شواهد القبور نهاراً، وصمت الجبّانات ليلا، ويحمدون الله لأنهم أحسن حالا من بني جلدتهم سكان «العشوائيات» التي تنتهك فيها كل معايير الآدمية ليلا ونهارا.
.. نعم جفت دموعنا من البكاء على أكثر من مليوني طفل شوارع، تفعل بهم وفيهم كل الموبقات، وتنتهك براءة طفولتهم كل لحظة، يتكاثرون كفئران المجاري، دون ان ينظر إليهم إنسان بعين الرعاية.
.. أما آخر قطرات الدمع التي جفت على مآقينا يا مبارك.. فكانت على شهداء ثورة يناير الذين دهستهم جمال وبغال أعوانك، وسيارات أمن دولتك، ورصاص شرطتك الذي لم يرحم طهارتهم ونقاء سريرتهم..
آسف.. لم يعد لدى المصريين دموع تبكي عليك.. فابك على ما فعلته بمصر.. ثم ابك على ما فعلته بنفسك وأهلك إذا بقيت في مآقيك دموع.
حسام فتحي
hossam*alwatan.com.kw
twitter*hossamfathy66
نهر الدموع فيّاض
على اللي قلبه فاض
مش اللي باعنا رخاص
الحزمتين بدولار
واستوزر الرقاص
واستطيب الاشرار
وسابنا ع الرصفات
مستنظرين رغفات
ولما قلنا هات
رشرش علينا رصاص!
مختار عيسى (يوميات يناير)
دموع الرئيس
دموع الرئيس
http://www.thanwya.com/vb/../images/حسام-فتحي.jpg
حسام فتحي | 14-04-2011 00:43
لم يعد في مآقي المصريين دموع ليشاركوا بها الرئيس السابق حسني مبارك في بكائه وعبراته، التي ذرفها قهرا بعد رفض النائب العام لأي مقترحات بديله عن حبسه، وربما يكون جزء مني قد حزن على ما فعله بنا وبنفسه للحظة، لكن حزني على مصر التي تركها مبارك لأبنائنا أمر وأقسى.
كإنسان سوي، وكمصري انتمي لشعب يتصف بالعاطفية الشديدة لم أكن أتمنى أبدا أن ينتهي الحال برجل عسكري حكم مصر إلى هذا المآل، ولا أن يكون الختام دراميا بهذا الشكل المأساوي، الذي ينتهي بأسرة حسني مبارك الى «مزرعة طره»،.. لكنني قبل ذلك وبعده يملؤني غضب وغيظ مما فعلته «عصابة الرئيس» وأتباعهم ببلدي الحبيب، لن نبكي مع مبارك، ولن يبكي أحد عليه، فدموعنا جفت من البكاء على مصر، مصر التي كانت تضارع في جمال قاهرتها وأسكندريتها.. مدناً مثل لندن وباريس وروما، وتتفوق على أغلب العواصم العربية والآسيوية.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر التي كانت «قاهرتها» عاصمة للفن والأدب والثقافة والمسرح والإعلام، ومنبرا للعلوم وقلعة للطب شامخة بأسماء أطباء عباقرة يتوافد إليهم العرب جميعا للعلاج والتطبيب.
نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كانت منارة للتعليم في المنطقة، والتي كان شرفاً لكل عربي ومسلم ان يدرس في جامعاتها ومدارسها، مثل فيكتوريا كوليج المعادي والاسكندرية التي تخرج فيهما الملوك والرؤساء وحملة مشاعل التطوير في المنطقة كلها من الخليج الى المحيط، وكان يكفي فخرا ان يقول الشقيق العربي انه «خريج» فيكتوريا كوليج، ليتبوأ مكانة بين العظماء حتى دون ان يذكر بعد ذلك من أي جامعة حصل على شهادته العليا.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كان شعبها خيرة جند الارض، فاذا بالأمراض السرطانية تفتك به، والمياه الملوثة تدمر أكباده وتفشل كُلاه، والمبيدات المسرطنة تفتك بنسله وحرثه، وهي ليست أمراضا عشوائية ولا مبيدات بغير مصدر، بل هي أمراض بفعل فاعل حرم المصريين «شربة» الماء النظيف، واللقمة الطيبة،.. وهي مبيدات شيطانية، أحضرها «والي» للشيطان، وخادم لإبليس، ومساعد لليهود الصهاينة، اغتالوا بها أحلام شعب في أبسط حقوقه التي ذكرتها كل الأديان، وكفلتها جميع الدساتير فذبلت أجساد المصريين، أحفاد الفراعنة، وذهبت صحتهم، وشغلوا عن أمور حياتهم بعلاج أمراضهم.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي يعيش الملايين من أبنائها في المقابر، يعاشرون شواهد القبور نهاراً، وصمت الجبّانات ليلا، ويحمدون الله لأنهم أحسن حالا من بني جلدتهم سكان «العشوائيات» التي تنتهك فيها كل معايير الآدمية ليلا ونهارا.
.. نعم جفت دموعنا من البكاء على أكثر من مليوني طفل شوارع، تفعل بهم وفيهم كل الموبقات، وتنتهك براءة طفولتهم كل لحظة، يتكاثرون كفئران المجاري، دون ان ينظر إليهم إنسان بعين الرعاية.
.. أما آخر قطرات الدمع التي جفت على مآقينا يا مبارك.. فكانت على شهداء ثورة يناير الذين دهستهم جمال وبغال أعوانك، وسيارات أمن دولتك، ورصاص شرطتك الذي لم يرحم طهارتهم ونقاء سريرتهم..
آسف.. لم يعد لدى المصريين دموع تبكي عليك.. فابك على ما فعلته بمصر.. ثم ابك على ما فعلته بنفسك وأهلك إذا بقيت في مآقيك دموع.
حسام فتحي
hossam*alwatan.com.kw
twitter*hossamfathy66
نهر الدموع فيّاض
على اللي قلبه فاض
مش اللي باعنا رخاص
الحزمتين بدولار
واستوزر الرقاص
واستطيب الاشرار
وسابنا ع الرصفات
مستنظرين رغفات
ولما قلنا هات
رشرش علينا رصاص!
مختار عيسى (يوميات يناير)
لم يعد في مآقي المصريين دموع ليشاركوا بها الرئيس السابق حسني مبارك في بكائه وعبراته، التي ذرفها قهرا بعد رفض النائب العام لأي مقترحات بديله عن حبسه، وربما يكون جزء مني قد حزن على ما فعله بنا وبنفسه للحظة، لكن حزني على مصر التي تركها مبارك لأبنائنا أمر وأقسى.
كإنسان سوي، وكمصري انتمي لشعب يتصف بالعاطفية الشديدة لم أكن أتمنى أبدا أن ينتهي الحال برجل عسكري حكم مصر إلى هذا المآل، ولا أن يكون الختام دراميا بهذا الشكل المأساوي، الذي ينتهي بأسرة حسني مبارك الى «مزرعة طره»،.. لكنني قبل ذلك وبعده يملؤني غضب وغيظ مما فعلته «عصابة الرئيس» وأتباعهم ببلدي الحبيب، لن نبكي مع مبارك، ولن يبكي أحد عليه، فدموعنا جفت من البكاء على مصر، مصر التي كانت تضارع في جمال قاهرتها وأسكندريتها.. مدناً مثل لندن وباريس وروما، وتتفوق على أغلب العواصم العربية والآسيوية.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر التي كانت «قاهرتها» عاصمة للفن والأدب والثقافة والمسرح والإعلام، ومنبرا للعلوم وقلعة للطب شامخة بأسماء أطباء عباقرة يتوافد إليهم العرب جميعا للعلاج والتطبيب.
نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كانت منارة للتعليم في المنطقة، والتي كان شرفاً لكل عربي ومسلم ان يدرس في جامعاتها ومدارسها، مثل فيكتوريا كوليج المعادي والاسكندرية التي تخرج فيهما الملوك والرؤساء وحملة مشاعل التطوير في المنطقة كلها من الخليج الى المحيط، وكان يكفي فخرا ان يقول الشقيق العربي انه «خريج» فيكتوريا كوليج، ليتبوأ مكانة بين العظماء حتى دون ان يذكر بعد ذلك من أي جامعة حصل على شهادته العليا.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كان شعبها خيرة جند الارض، فاذا بالأمراض السرطانية تفتك به، والمياه الملوثة تدمر أكباده وتفشل كُلاه، والمبيدات المسرطنة تفتك بنسله وحرثه، وهي ليست أمراضا عشوائية ولا مبيدات بغير مصدر، بل هي أمراض بفعل فاعل حرم المصريين «شربة» الماء النظيف، واللقمة الطيبة،.. وهي مبيدات شيطانية، أحضرها «والي» للشيطان، وخادم لإبليس، ومساعد لليهود الصهاينة، اغتالوا بها أحلام شعب في أبسط حقوقه التي ذكرتها كل الأديان، وكفلتها جميع الدساتير فذبلت أجساد المصريين، أحفاد الفراعنة، وذهبت صحتهم، وشغلوا عن أمور حياتهم بعلاج أمراضهم.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي يعيش الملايين من أبنائها في المقابر، يعاشرون شواهد القبور نهاراً، وصمت الجبّانات ليلا، ويحمدون الله لأنهم أحسن حالا من بني جلدتهم سكان «العشوائيات» التي تنتهك فيها كل معايير الآدمية ليلا ونهارا.
.. نعم جفت دموعنا من البكاء على أكثر من مليوني طفل شوارع، تفعل بهم وفيهم كل الموبقات، وتنتهك براءة طفولتهم كل لحظة، يتكاثرون كفئران المجاري، دون ان ينظر إليهم إنسان بعين الرعاية.
.. أما آخر قطرات الدمع التي جفت على مآقينا يا مبارك.. فكانت على شهداء ثورة يناير الذين دهستهم جمال وبغال أعوانك، وسيارات أمن دولتك، ورصاص شرطتك الذي لم يرحم طهارتهم ونقاء سريرتهم..
آسف.. لم يعد لدى المصريين دموع تبكي عليك.. فابك على ما فعلته بمصر.. ثم ابك على ما فعلته بنفسك وأهلك إذا بقيت في مآقيك دموع.
حسام فتحي
جريدة المصريون 14/4/2011
http://www.thanwya.com/vb/../images/حسام-فتحي.jpg
حسام فتحي | 14-04-2011 00:43
لم يعد في مآقي المصريين دموع ليشاركوا بها الرئيس السابق حسني مبارك في بكائه وعبراته، التي ذرفها قهرا بعد رفض النائب العام لأي مقترحات بديله عن حبسه، وربما يكون جزء مني قد حزن على ما فعله بنا وبنفسه للحظة، لكن حزني على مصر التي تركها مبارك لأبنائنا أمر وأقسى.
كإنسان سوي، وكمصري انتمي لشعب يتصف بالعاطفية الشديدة لم أكن أتمنى أبدا أن ينتهي الحال برجل عسكري حكم مصر إلى هذا المآل، ولا أن يكون الختام دراميا بهذا الشكل المأساوي، الذي ينتهي بأسرة حسني مبارك الى «مزرعة طره»،.. لكنني قبل ذلك وبعده يملؤني غضب وغيظ مما فعلته «عصابة الرئيس» وأتباعهم ببلدي الحبيب، لن نبكي مع مبارك، ولن يبكي أحد عليه، فدموعنا جفت من البكاء على مصر، مصر التي كانت تضارع في جمال قاهرتها وأسكندريتها.. مدناً مثل لندن وباريس وروما، وتتفوق على أغلب العواصم العربية والآسيوية.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر التي كانت «قاهرتها» عاصمة للفن والأدب والثقافة والمسرح والإعلام، ومنبرا للعلوم وقلعة للطب شامخة بأسماء أطباء عباقرة يتوافد إليهم العرب جميعا للعلاج والتطبيب.
نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كانت منارة للتعليم في المنطقة، والتي كان شرفاً لكل عربي ومسلم ان يدرس في جامعاتها ومدارسها، مثل فيكتوريا كوليج المعادي والاسكندرية التي تخرج فيهما الملوك والرؤساء وحملة مشاعل التطوير في المنطقة كلها من الخليج الى المحيط، وكان يكفي فخرا ان يقول الشقيق العربي انه «خريج» فيكتوريا كوليج، ليتبوأ مكانة بين العظماء حتى دون ان يذكر بعد ذلك من أي جامعة حصل على شهادته العليا.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كان شعبها خيرة جند الارض، فاذا بالأمراض السرطانية تفتك به، والمياه الملوثة تدمر أكباده وتفشل كُلاه، والمبيدات المسرطنة تفتك بنسله وحرثه، وهي ليست أمراضا عشوائية ولا مبيدات بغير مصدر، بل هي أمراض بفعل فاعل حرم المصريين «شربة» الماء النظيف، واللقمة الطيبة،.. وهي مبيدات شيطانية، أحضرها «والي» للشيطان، وخادم لإبليس، ومساعد لليهود الصهاينة، اغتالوا بها أحلام شعب في أبسط حقوقه التي ذكرتها كل الأديان، وكفلتها جميع الدساتير فذبلت أجساد المصريين، أحفاد الفراعنة، وذهبت صحتهم، وشغلوا عن أمور حياتهم بعلاج أمراضهم.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي يعيش الملايين من أبنائها في المقابر، يعاشرون شواهد القبور نهاراً، وصمت الجبّانات ليلا، ويحمدون الله لأنهم أحسن حالا من بني جلدتهم سكان «العشوائيات» التي تنتهك فيها كل معايير الآدمية ليلا ونهارا.
.. نعم جفت دموعنا من البكاء على أكثر من مليوني طفل شوارع، تفعل بهم وفيهم كل الموبقات، وتنتهك براءة طفولتهم كل لحظة، يتكاثرون كفئران المجاري، دون ان ينظر إليهم إنسان بعين الرعاية.
.. أما آخر قطرات الدمع التي جفت على مآقينا يا مبارك.. فكانت على شهداء ثورة يناير الذين دهستهم جمال وبغال أعوانك، وسيارات أمن دولتك، ورصاص شرطتك الذي لم يرحم طهارتهم ونقاء سريرتهم..
آسف.. لم يعد لدى المصريين دموع تبكي عليك.. فابك على ما فعلته بمصر.. ثم ابك على ما فعلته بنفسك وأهلك إذا بقيت في مآقيك دموع.
حسام فتحي
hossam*alwatan.com.kw
twitter*hossamfathy66
نهر الدموع فيّاض
على اللي قلبه فاض
مش اللي باعنا رخاص
الحزمتين بدولار
واستوزر الرقاص
واستطيب الاشرار
وسابنا ع الرصفات
مستنظرين رغفات
ولما قلنا هات
رشرش علينا رصاص!
مختار عيسى (يوميات يناير)
دموع الرئيس
دموع الرئيس
http://www.thanwya.com/vb/../images/حسام-فتحي.jpg
حسام فتحي | 14-04-2011 00:43
لم يعد في مآقي المصريين دموع ليشاركوا بها الرئيس السابق حسني مبارك في بكائه وعبراته، التي ذرفها قهرا بعد رفض النائب العام لأي مقترحات بديله عن حبسه، وربما يكون جزء مني قد حزن على ما فعله بنا وبنفسه للحظة، لكن حزني على مصر التي تركها مبارك لأبنائنا أمر وأقسى.
كإنسان سوي، وكمصري انتمي لشعب يتصف بالعاطفية الشديدة لم أكن أتمنى أبدا أن ينتهي الحال برجل عسكري حكم مصر إلى هذا المآل، ولا أن يكون الختام دراميا بهذا الشكل المأساوي، الذي ينتهي بأسرة حسني مبارك الى «مزرعة طره»،.. لكنني قبل ذلك وبعده يملؤني غضب وغيظ مما فعلته «عصابة الرئيس» وأتباعهم ببلدي الحبيب، لن نبكي مع مبارك، ولن يبكي أحد عليه، فدموعنا جفت من البكاء على مصر، مصر التي كانت تضارع في جمال قاهرتها وأسكندريتها.. مدناً مثل لندن وباريس وروما، وتتفوق على أغلب العواصم العربية والآسيوية.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر التي كانت «قاهرتها» عاصمة للفن والأدب والثقافة والمسرح والإعلام، ومنبرا للعلوم وقلعة للطب شامخة بأسماء أطباء عباقرة يتوافد إليهم العرب جميعا للعلاج والتطبيب.
نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كانت منارة للتعليم في المنطقة، والتي كان شرفاً لكل عربي ومسلم ان يدرس في جامعاتها ومدارسها، مثل فيكتوريا كوليج المعادي والاسكندرية التي تخرج فيهما الملوك والرؤساء وحملة مشاعل التطوير في المنطقة كلها من الخليج الى المحيط، وكان يكفي فخرا ان يقول الشقيق العربي انه «خريج» فيكتوريا كوليج، ليتبوأ مكانة بين العظماء حتى دون ان يذكر بعد ذلك من أي جامعة حصل على شهادته العليا.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كان شعبها خيرة جند الارض، فاذا بالأمراض السرطانية تفتك به، والمياه الملوثة تدمر أكباده وتفشل كُلاه، والمبيدات المسرطنة تفتك بنسله وحرثه، وهي ليست أمراضا عشوائية ولا مبيدات بغير مصدر، بل هي أمراض بفعل فاعل حرم المصريين «شربة» الماء النظيف، واللقمة الطيبة،.. وهي مبيدات شيطانية، أحضرها «والي» للشيطان، وخادم لإبليس، ومساعد لليهود الصهاينة، اغتالوا بها أحلام شعب في أبسط حقوقه التي ذكرتها كل الأديان، وكفلتها جميع الدساتير فذبلت أجساد المصريين، أحفاد الفراعنة، وذهبت صحتهم، وشغلوا عن أمور حياتهم بعلاج أمراضهم.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي يعيش الملايين من أبنائها في المقابر، يعاشرون شواهد القبور نهاراً، وصمت الجبّانات ليلا، ويحمدون الله لأنهم أحسن حالا من بني جلدتهم سكان «العشوائيات» التي تنتهك فيها كل معايير الآدمية ليلا ونهارا.
.. نعم جفت دموعنا من البكاء على أكثر من مليوني طفل شوارع، تفعل بهم وفيهم كل الموبقات، وتنتهك براءة طفولتهم كل لحظة، يتكاثرون كفئران المجاري، دون ان ينظر إليهم إنسان بعين الرعاية.
.. أما آخر قطرات الدمع التي جفت على مآقينا يا مبارك.. فكانت على شهداء ثورة يناير الذين دهستهم جمال وبغال أعوانك، وسيارات أمن دولتك، ورصاص شرطتك الذي لم يرحم طهارتهم ونقاء سريرتهم..
آسف.. لم يعد لدى المصريين دموع تبكي عليك.. فابك على ما فعلته بمصر.. ثم ابك على ما فعلته بنفسك وأهلك إذا بقيت في مآقيك دموع.
حسام فتحي
hossam*alwatan.com.kw
twitter*hossamfathy66
نهر الدموع فيّاض
على اللي قلبه فاض
مش اللي باعنا رخاص
الحزمتين بدولار
واستوزر الرقاص
واستطيب الاشرار
وسابنا ع الرصفات
مستنظرين رغفات
ولما قلنا هات
رشرش علينا رصاص!
مختار عيسى (يوميات يناير)
لم يعد في مآقي المصريين دموع ليشاركوا بها الرئيس السابق حسني مبارك في بكائه وعبراته، التي ذرفها قهرا بعد رفض النائب العام لأي مقترحات بديله عن حبسه، وربما يكون جزء مني قد حزن على ما فعله بنا وبنفسه للحظة، لكن حزني على مصر التي تركها مبارك لأبنائنا أمر وأقسى.
كإنسان سوي، وكمصري انتمي لشعب يتصف بالعاطفية الشديدة لم أكن أتمنى أبدا أن ينتهي الحال برجل عسكري حكم مصر إلى هذا المآل، ولا أن يكون الختام دراميا بهذا الشكل المأساوي، الذي ينتهي بأسرة حسني مبارك الى «مزرعة طره»،.. لكنني قبل ذلك وبعده يملؤني غضب وغيظ مما فعلته «عصابة الرئيس» وأتباعهم ببلدي الحبيب، لن نبكي مع مبارك، ولن يبكي أحد عليه، فدموعنا جفت من البكاء على مصر، مصر التي كانت تضارع في جمال قاهرتها وأسكندريتها.. مدناً مثل لندن وباريس وروما، وتتفوق على أغلب العواصم العربية والآسيوية.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر التي كانت «قاهرتها» عاصمة للفن والأدب والثقافة والمسرح والإعلام، ومنبرا للعلوم وقلعة للطب شامخة بأسماء أطباء عباقرة يتوافد إليهم العرب جميعا للعلاج والتطبيب.
نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كانت منارة للتعليم في المنطقة، والتي كان شرفاً لكل عربي ومسلم ان يدرس في جامعاتها ومدارسها، مثل فيكتوريا كوليج المعادي والاسكندرية التي تخرج فيهما الملوك والرؤساء وحملة مشاعل التطوير في المنطقة كلها من الخليج الى المحيط، وكان يكفي فخرا ان يقول الشقيق العربي انه «خريج» فيكتوريا كوليج، ليتبوأ مكانة بين العظماء حتى دون ان يذكر بعد ذلك من أي جامعة حصل على شهادته العليا.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي كان شعبها خيرة جند الارض، فاذا بالأمراض السرطانية تفتك به، والمياه الملوثة تدمر أكباده وتفشل كُلاه، والمبيدات المسرطنة تفتك بنسله وحرثه، وهي ليست أمراضا عشوائية ولا مبيدات بغير مصدر، بل هي أمراض بفعل فاعل حرم المصريين «شربة» الماء النظيف، واللقمة الطيبة،.. وهي مبيدات شيطانية، أحضرها «والي» للشيطان، وخادم لإبليس، ومساعد لليهود الصهاينة، اغتالوا بها أحلام شعب في أبسط حقوقه التي ذكرتها كل الأديان، وكفلتها جميع الدساتير فذبلت أجساد المصريين، أحفاد الفراعنة، وذهبت صحتهم، وشغلوا عن أمور حياتهم بعلاج أمراضهم.
.. نعم دموعنا جفت من البكاء على مصر.. التي يعيش الملايين من أبنائها في المقابر، يعاشرون شواهد القبور نهاراً، وصمت الجبّانات ليلا، ويحمدون الله لأنهم أحسن حالا من بني جلدتهم سكان «العشوائيات» التي تنتهك فيها كل معايير الآدمية ليلا ونهارا.
.. نعم جفت دموعنا من البكاء على أكثر من مليوني طفل شوارع، تفعل بهم وفيهم كل الموبقات، وتنتهك براءة طفولتهم كل لحظة، يتكاثرون كفئران المجاري، دون ان ينظر إليهم إنسان بعين الرعاية.
.. أما آخر قطرات الدمع التي جفت على مآقينا يا مبارك.. فكانت على شهداء ثورة يناير الذين دهستهم جمال وبغال أعوانك، وسيارات أمن دولتك، ورصاص شرطتك الذي لم يرحم طهارتهم ونقاء سريرتهم..
آسف.. لم يعد لدى المصريين دموع تبكي عليك.. فابك على ما فعلته بمصر.. ثم ابك على ما فعلته بنفسك وأهلك إذا بقيت في مآقيك دموع.
حسام فتحي
جريدة المصريون 14/4/2011