رحييق
16-04-2011, 05:25 PM
دكتور
أسامة عبد العزيز جاب الله - كلية الآداب جامعة كفر الشيخ - يكتب :
مَنْ سَرَقَ الثوْرَة ؟ (1)
مُقَارَبَات فِكْرِيّة
على غرار الجملة الشهيرة لتوفيق الحكيم في رائعته ( يوميات نائب في الأرياف ) حينما قال أحد أبطاله : ( سرقوا الصندوق يا محمد وأنا مفتاحه معايا ) نستلهم هذه المقاربات ...
أولاً : أنا مصري مسلم لا أدّعيالثورجة ( إن جاز الاشتقاق اللغوي ) ، أدين لبلدي بكل حب وعشق ، وأذوبعشقاً في ذرات تراتبها المبعثرة فوق أرضها هنا وهناك ، لم أكن يوما حزبوياً، ولم أنخرط في تيار ما سياسي أو ديني ، آمنت طوال عمري بقدرة أبناء بلدي ( وأنا منهم ) على صنع ما فوق المستحيل حتى وإن تأخّر موعد استفاقتهم منغيبوبة الذات ، أقسمت بأغلظ الأيمان أننا جميعا ننام لكننا لا نموت ، أننانملك رحابة صدر تتسع لكل حماقات العالم بدعوى التسامح ، لكننا لا نقبل بأننُدَاس كما الهوام والحشرات ، يشهد تاريخنا الممتد طولاً وعرضاً على أنناإذا ما أُصِبْنَا في مصريتنا فإننا نذهل من أمامنا بأننا بحق ( مصريون ) .. وكما يقول محمود درويش في رائعته ( بطاقة هوية ) :
سجّل أنا عربي ...
حَذَاري حَذَارِي من جُوعي ومن غَضَبِي
فأنا إذا ما جُعْتُ
أكلتُ لحم مغتصبي ...
ثانياً : كنّا نسمع من أبواقنا المنتشرة في كل أرجاء وطننا بأننا شباب ( الشيبسي ) و ( المولتو ) و ( الكانز خاصة كوك زيرو ) ، كنّا نضحك بغباء أو بدهاء أوبـ... أو بـ.... ، كنّا وكنّا وكنّا فلا أصبحنا كما كنّا ، ولا هم كانواكما كانوا ... فالذي حدث أعادنا ، استردنا ، استفاقنا . الذي حدث منحناالفرصة من جديد لإعادة اكتشاف المخزون الإستراتيجي الكامن فينا ، لأنّناأعدنا بحق اكتشاف شخصيتنا المصرية الأبيّة ... أعدنا تأهيل ما بقي فينا منكرامة ونخوة وعزة ..نجحنا في أن نفيق ، نجحنا في أن نهزّ النخلة لتسقط كلّرطبها الجنيّ وما هو بجنيّ فيما أسقطناه . ما كان رُطَباً بل كان علقماًومراً ، كان ذلاً وقهراً وقيداً قيّدَ القيد رقم ( مليار ) فوق ألسنتناوأقلامنا وأفكارنا ...
ثالثاً : مهما حاول أهل التنظيروالتحليل العميق المتعمّق الذي يفكر في التفكير ذاته – وهم كُثْرُ – مهماحاولوا أن يرصدوا الإشارات الدالة على اختيار يوم ( 25 يناير ) بدايةللثورة الفتية ، فإننا لا نشغل بالنا بهذه التحليلات ، لكن ما يشغلنا هوالحفاظ على ما اكتسبناه لأنه معلّق في رقابنا من إخواننا الذين سقطوا بينناومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ، كانوا يتساقطون كما الفراش في الجو ،كأنما تمطر السماء شهداء ،كانوا في هذه اللحظة ملائكة تبارك ما نفعل ،تحمي ما نفعل ، تراقب ما نفعل . ولذا فما في رقابنا ليس إلاّ عهد ووعدوتعهّد لمن سقطوا ولم نسقط ، وعْد لمن سبقونا بالإيمان بمصر ، وعد وعهد ألايستبيحنا من جديد فرعون أو هامان أو قارون ، وعد ألا نملّ من البحث عنا فيمتاهات الفقر والظلم والجهل والمرض لأننا موجودون ، عهد ألا يهدأ قلب مصريإلا إذا رأى مصرنا تشرق من جديد في فجر يوم جديد على عقول جديدة تماما منأغلالها وقيودها الفكرية والقمعية والمجتمعية وغير ذلك . نعاهدكم يا شهداءمصر إلا نترك حقكم ، ولا نهدر جهدكم ، نعاهدكم أن الدماء عندنا أرخص مايمكن أن نقدمه ، وأننا كما يقول الشاعر :
تسيل على حد الظبات نفوسنا وليس على غير الظبات تسيل
نعاهدكم بحق وبحق وبحق ألا تسرق منا الثورة ...
رابعاً : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) في التحليل اللغوي النحوي للجملة نجدهامكوّنة من ( المبتدأ + الخبر جملة فعلية ) أي : ( الشعب ( مبتدأ ) + يريدإسقاط النظام ( خبر جملة فعلية ومتعلقاتها ) . والجميل في هذا أن المبتدأ ( الشعب ) هو حقاً المبتدأ ، لأنه ليس غيره ، فمنه البداية ، ومنه النهضة ،ومنه ضربة الفأس الأولى دوماً ، غير أننا لا نفهم هذا ، حكامنا لا يدركونأن الشعب هو ( المبتدأ ) ، حكامنا يجهلون تماماً علم النحو . والجميل أنالتعبير بالاسم يقتضي في البلاغة العربية أن المعنى على الثبات والاستقرارعندما تعبّر بالاسم وليس الفعل ، وأيضاً المبتدأ الاسم ( الشعب ) ثابت دائمموجود دوماً وليس خارج نطاق الخدمة أو ربما يكون مغلقاً ، الشعب يناملكنّه لا يموت . ومن المفارقات الجميلة في الجملة الثورية هذه أنّ الخبرجملة فعلية ( يريد ) ، والجميل أن التعبير بالفعل يقتضي في البلاغة العربيةأن المعنى على التجدّد والاستمرار ، وهذا معناه أنّ الشعب دوما ( يريد ) دوماً عينه وسط رأسه ، دوما يقظان ، دوماً يريد إسقاط ما فسد من النظام ،ما أصابه العفن والأَسَن من أي نظام ، فالشعب هو الذي يريد وليس الأوصياءالأغنياء الأغبياء ... واستكمالاً للتحليل اللغوي فهذه العبارة لا تحمل أيموسيقى سوى موسيقى النغمة المظلومة المقهورة ، وليس في العبارة ( لغوياً أوبلاغياً ) أي جمال أو تعبير غير اعتيادي ، ورغم هذا سارت كَمَا الهشيم ،بل وتم تصديرها إلى جهات أخرى من وطننا الحبيب ، إلى اليمن وليبيا والبحرينوسوريا والأردن ، وكأنها رسالة لغوية مغموسة بالألم من الشعب إلى الحاكمبأمر الله في كل مكان ...
خامساً : تهمسون في الأذن والعينوالقلب والعقل أننا إزاء ثورة مضادة ( ثورة م.ض.ا.د.ة) ، ( ث.و.ر.ة مضادة ) ، ( ث.و.ر.ة م.ض.ا.د.ة ) ، وأننا مهددون ، وأننا وأننا وأننا ...لمَ رجعنالهذا اللون من الخطاب الوصائي ؟ مللنا من الأوصياء والأدعياء والأشقياءوالأغبياء والأغنياء والأقرباء ومن كل ألف باءمللنــــــــــــــــــــــــــــــا ، زهقنا ( طهقنا ) كفاية أرجوكم . كلثورة في التاريخ لا بد لها من فترة نقاهة وهذا طبيعي .. لا بد وأن تحدث فيغرفة الإنعاش العديد من نوبات عدم الاستقرار للحالة المرضية ، ما بين شدّوجذْب وانتكاسة وغير ذلك ، ألا فالصبر هنا واجب ، والصبر هنا معدود محدودومشدود إلى عقارب الشهور والأيام والساعات ، وليس إلى عقرب ( السنوات كيفماكان ) ، الصبر هنا لا يساوي (30سنة ) أبدااااااا ، الصبر هنا له مفهومجديد تماماً ، الصبر هنا عجلة وسرعة ومراقبة وترقّب ....وما الحديث عنالثورة المضادة للطائرات أو الدبابات أو الصواريخ ، أو حتى الثورة الموازيةبتعبير ( فوكوياما ) أو الثورة العرجاء بتعبير ( ماركيز ) كل هذا الحديثما هو إلا ابتزاز لا معنى له ، ابتزاز لمطلب الأمن والاستقرار ، وأنا لاأريدك مبتزاً مرة أخرى ، لا أريدك قيداً عليّ مرة أخرى ...
سادساً : كان مما قرأته في عام 2006 وأثناء تدريسي للفرقة الرابعة لغة عربية بكلية الآداب بكفر الشيخ قصيدة بعنوان ( ستأتي ) للطالب – حينئذ – بسيوني محمد بسيوني يبشر فيها بأنها ستأتي ، وأنه يراها ، وأنه يحياها ، وأنها حقاً ستأتي . يقول :
يوما ستأتي
في أي يوم
لست أدري
لكن ستأتي
ستأتي
رغم السجن والسجّان
ستأتي
رغم القيد والقضبان
ستأتي
لتعلن عن ....
اسمك ...
ميلادك ....
صفاتك .....
لتمحو تاريخ وفاتك ...!!!
ستأتي
لأجلي
لأجلها
لأجلنا
لأجل أطفال صغار
فعروسك في انتظار
مخضبة مزينة
كلآلئ في البحار
ستأتي
لتقضي الدين القديم
لتصرخ في الصمت الحزين
سبحان من أحيا العظام
وهي رميم
فالأرض ملكك
والفلك فلكك
وهنا عرشك
ستأتي
وإن طال الزمان
وإن قلّ الأمان
وفاحت بالأفق رائحة الطغيان
فحقًا
غُلِبَتْ الروم
وحقًا
غَلَبَتْ الروم
وحقًا ستأتي ....
وقد أتت مصرنا وولدتنا معها من جديد ، لأننا نستحقها ، وهي تستحقنا ...لكن يبقى السؤال قائما :
من سرق الثورة ؟!
هذا الجزء الأول
"منقــــــــــــــول"
أسامة عبد العزيز جاب الله - كلية الآداب جامعة كفر الشيخ - يكتب :
مَنْ سَرَقَ الثوْرَة ؟ (1)
مُقَارَبَات فِكْرِيّة
على غرار الجملة الشهيرة لتوفيق الحكيم في رائعته ( يوميات نائب في الأرياف ) حينما قال أحد أبطاله : ( سرقوا الصندوق يا محمد وأنا مفتاحه معايا ) نستلهم هذه المقاربات ...
أولاً : أنا مصري مسلم لا أدّعيالثورجة ( إن جاز الاشتقاق اللغوي ) ، أدين لبلدي بكل حب وعشق ، وأذوبعشقاً في ذرات تراتبها المبعثرة فوق أرضها هنا وهناك ، لم أكن يوما حزبوياً، ولم أنخرط في تيار ما سياسي أو ديني ، آمنت طوال عمري بقدرة أبناء بلدي ( وأنا منهم ) على صنع ما فوق المستحيل حتى وإن تأخّر موعد استفاقتهم منغيبوبة الذات ، أقسمت بأغلظ الأيمان أننا جميعا ننام لكننا لا نموت ، أننانملك رحابة صدر تتسع لكل حماقات العالم بدعوى التسامح ، لكننا لا نقبل بأننُدَاس كما الهوام والحشرات ، يشهد تاريخنا الممتد طولاً وعرضاً على أنناإذا ما أُصِبْنَا في مصريتنا فإننا نذهل من أمامنا بأننا بحق ( مصريون ) .. وكما يقول محمود درويش في رائعته ( بطاقة هوية ) :
سجّل أنا عربي ...
حَذَاري حَذَارِي من جُوعي ومن غَضَبِي
فأنا إذا ما جُعْتُ
أكلتُ لحم مغتصبي ...
ثانياً : كنّا نسمع من أبواقنا المنتشرة في كل أرجاء وطننا بأننا شباب ( الشيبسي ) و ( المولتو ) و ( الكانز خاصة كوك زيرو ) ، كنّا نضحك بغباء أو بدهاء أوبـ... أو بـ.... ، كنّا وكنّا وكنّا فلا أصبحنا كما كنّا ، ولا هم كانواكما كانوا ... فالذي حدث أعادنا ، استردنا ، استفاقنا . الذي حدث منحناالفرصة من جديد لإعادة اكتشاف المخزون الإستراتيجي الكامن فينا ، لأنّناأعدنا بحق اكتشاف شخصيتنا المصرية الأبيّة ... أعدنا تأهيل ما بقي فينا منكرامة ونخوة وعزة ..نجحنا في أن نفيق ، نجحنا في أن نهزّ النخلة لتسقط كلّرطبها الجنيّ وما هو بجنيّ فيما أسقطناه . ما كان رُطَباً بل كان علقماًومراً ، كان ذلاً وقهراً وقيداً قيّدَ القيد رقم ( مليار ) فوق ألسنتناوأقلامنا وأفكارنا ...
ثالثاً : مهما حاول أهل التنظيروالتحليل العميق المتعمّق الذي يفكر في التفكير ذاته – وهم كُثْرُ – مهماحاولوا أن يرصدوا الإشارات الدالة على اختيار يوم ( 25 يناير ) بدايةللثورة الفتية ، فإننا لا نشغل بالنا بهذه التحليلات ، لكن ما يشغلنا هوالحفاظ على ما اكتسبناه لأنه معلّق في رقابنا من إخواننا الذين سقطوا بينناومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ، كانوا يتساقطون كما الفراش في الجو ،كأنما تمطر السماء شهداء ،كانوا في هذه اللحظة ملائكة تبارك ما نفعل ،تحمي ما نفعل ، تراقب ما نفعل . ولذا فما في رقابنا ليس إلاّ عهد ووعدوتعهّد لمن سقطوا ولم نسقط ، وعْد لمن سبقونا بالإيمان بمصر ، وعد وعهد ألايستبيحنا من جديد فرعون أو هامان أو قارون ، وعد ألا نملّ من البحث عنا فيمتاهات الفقر والظلم والجهل والمرض لأننا موجودون ، عهد ألا يهدأ قلب مصريإلا إذا رأى مصرنا تشرق من جديد في فجر يوم جديد على عقول جديدة تماما منأغلالها وقيودها الفكرية والقمعية والمجتمعية وغير ذلك . نعاهدكم يا شهداءمصر إلا نترك حقكم ، ولا نهدر جهدكم ، نعاهدكم أن الدماء عندنا أرخص مايمكن أن نقدمه ، وأننا كما يقول الشاعر :
تسيل على حد الظبات نفوسنا وليس على غير الظبات تسيل
نعاهدكم بحق وبحق وبحق ألا تسرق منا الثورة ...
رابعاً : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) في التحليل اللغوي النحوي للجملة نجدهامكوّنة من ( المبتدأ + الخبر جملة فعلية ) أي : ( الشعب ( مبتدأ ) + يريدإسقاط النظام ( خبر جملة فعلية ومتعلقاتها ) . والجميل في هذا أن المبتدأ ( الشعب ) هو حقاً المبتدأ ، لأنه ليس غيره ، فمنه البداية ، ومنه النهضة ،ومنه ضربة الفأس الأولى دوماً ، غير أننا لا نفهم هذا ، حكامنا لا يدركونأن الشعب هو ( المبتدأ ) ، حكامنا يجهلون تماماً علم النحو . والجميل أنالتعبير بالاسم يقتضي في البلاغة العربية أن المعنى على الثبات والاستقرارعندما تعبّر بالاسم وليس الفعل ، وأيضاً المبتدأ الاسم ( الشعب ) ثابت دائمموجود دوماً وليس خارج نطاق الخدمة أو ربما يكون مغلقاً ، الشعب يناملكنّه لا يموت . ومن المفارقات الجميلة في الجملة الثورية هذه أنّ الخبرجملة فعلية ( يريد ) ، والجميل أن التعبير بالفعل يقتضي في البلاغة العربيةأن المعنى على التجدّد والاستمرار ، وهذا معناه أنّ الشعب دوما ( يريد ) دوماً عينه وسط رأسه ، دوما يقظان ، دوماً يريد إسقاط ما فسد من النظام ،ما أصابه العفن والأَسَن من أي نظام ، فالشعب هو الذي يريد وليس الأوصياءالأغنياء الأغبياء ... واستكمالاً للتحليل اللغوي فهذه العبارة لا تحمل أيموسيقى سوى موسيقى النغمة المظلومة المقهورة ، وليس في العبارة ( لغوياً أوبلاغياً ) أي جمال أو تعبير غير اعتيادي ، ورغم هذا سارت كَمَا الهشيم ،بل وتم تصديرها إلى جهات أخرى من وطننا الحبيب ، إلى اليمن وليبيا والبحرينوسوريا والأردن ، وكأنها رسالة لغوية مغموسة بالألم من الشعب إلى الحاكمبأمر الله في كل مكان ...
خامساً : تهمسون في الأذن والعينوالقلب والعقل أننا إزاء ثورة مضادة ( ثورة م.ض.ا.د.ة) ، ( ث.و.ر.ة مضادة ) ، ( ث.و.ر.ة م.ض.ا.د.ة ) ، وأننا مهددون ، وأننا وأننا وأننا ...لمَ رجعنالهذا اللون من الخطاب الوصائي ؟ مللنا من الأوصياء والأدعياء والأشقياءوالأغبياء والأغنياء والأقرباء ومن كل ألف باءمللنــــــــــــــــــــــــــــــا ، زهقنا ( طهقنا ) كفاية أرجوكم . كلثورة في التاريخ لا بد لها من فترة نقاهة وهذا طبيعي .. لا بد وأن تحدث فيغرفة الإنعاش العديد من نوبات عدم الاستقرار للحالة المرضية ، ما بين شدّوجذْب وانتكاسة وغير ذلك ، ألا فالصبر هنا واجب ، والصبر هنا معدود محدودومشدود إلى عقارب الشهور والأيام والساعات ، وليس إلى عقرب ( السنوات كيفماكان ) ، الصبر هنا لا يساوي (30سنة ) أبدااااااا ، الصبر هنا له مفهومجديد تماماً ، الصبر هنا عجلة وسرعة ومراقبة وترقّب ....وما الحديث عنالثورة المضادة للطائرات أو الدبابات أو الصواريخ ، أو حتى الثورة الموازيةبتعبير ( فوكوياما ) أو الثورة العرجاء بتعبير ( ماركيز ) كل هذا الحديثما هو إلا ابتزاز لا معنى له ، ابتزاز لمطلب الأمن والاستقرار ، وأنا لاأريدك مبتزاً مرة أخرى ، لا أريدك قيداً عليّ مرة أخرى ...
سادساً : كان مما قرأته في عام 2006 وأثناء تدريسي للفرقة الرابعة لغة عربية بكلية الآداب بكفر الشيخ قصيدة بعنوان ( ستأتي ) للطالب – حينئذ – بسيوني محمد بسيوني يبشر فيها بأنها ستأتي ، وأنه يراها ، وأنه يحياها ، وأنها حقاً ستأتي . يقول :
يوما ستأتي
في أي يوم
لست أدري
لكن ستأتي
ستأتي
رغم السجن والسجّان
ستأتي
رغم القيد والقضبان
ستأتي
لتعلن عن ....
اسمك ...
ميلادك ....
صفاتك .....
لتمحو تاريخ وفاتك ...!!!
ستأتي
لأجلي
لأجلها
لأجلنا
لأجل أطفال صغار
فعروسك في انتظار
مخضبة مزينة
كلآلئ في البحار
ستأتي
لتقضي الدين القديم
لتصرخ في الصمت الحزين
سبحان من أحيا العظام
وهي رميم
فالأرض ملكك
والفلك فلكك
وهنا عرشك
ستأتي
وإن طال الزمان
وإن قلّ الأمان
وفاحت بالأفق رائحة الطغيان
فحقًا
غُلِبَتْ الروم
وحقًا
غَلَبَتْ الروم
وحقًا ستأتي ....
وقد أتت مصرنا وولدتنا معها من جديد ، لأننا نستحقها ، وهي تستحقنا ...لكن يبقى السؤال قائما :
من سرق الثورة ؟!
هذا الجزء الأول
"منقــــــــــــــول"