مشاهدة النسخة كاملة : مَنْ سَرَقَ الثوْرَة ؟


رحييق
16-04-2011, 05:25 PM
دكتور
أسامة عبد العزيز جاب الله - كلية الآداب جامعة كفر الشيخ - يكتب :
مَنْ سَرَقَ الثوْرَة ؟ (1)

مُقَارَبَات فِكْرِيّة

على غرار الجملة الشهيرة لتوفيق الحكيم في رائعته ( يوميات نائب في الأرياف ) حينما قال أحد أبطاله : ( سرقوا الصندوق يا محمد وأنا مفتاحه معايا ) نستلهم هذه المقاربات ...
أولاً : أنا مصري مسلم لا أدّعيالثورجة ( إن جاز الاشتقاق اللغوي ) ، أدين لبلدي بكل حب وعشق ، وأذوبعشقاً في ذرات تراتبها المبعثرة فوق أرضها هنا وهناك ، لم أكن يوما حزبوياً، ولم أنخرط في تيار ما سياسي أو ديني ، آمنت طوال عمري بقدرة أبناء بلدي ( وأنا منهم ) على صنع ما فوق المستحيل حتى وإن تأخّر موعد استفاقتهم منغيبوبة الذات ، أقسمت بأغلظ الأيمان أننا جميعا ننام لكننا لا نموت ، أننانملك رحابة صدر تتسع لكل حماقات العالم بدعوى التسامح ، لكننا لا نقبل بأننُدَاس كما الهوام والحشرات ، يشهد تاريخنا الممتد طولاً وعرضاً على أنناإذا ما أُصِبْنَا في مصريتنا فإننا نذهل من أمامنا بأننا بحق ( مصريون ) .. وكما يقول محمود درويش في رائعته ( بطاقة هوية ) :
سجّل أنا عربي ...
حَذَاري حَذَارِي من جُوعي ومن غَضَبِي
فأنا إذا ما جُعْتُ
أكلتُ لحم مغتصبي ...

ثانياً : كنّا نسمع من أبواقنا المنتشرة في كل أرجاء وطننا بأننا شباب ( الشيبسي ) و ( المولتو ) و ( الكانز خاصة كوك زيرو ) ، كنّا نضحك بغباء أو بدهاء أوبـ... أو بـ.... ، كنّا وكنّا وكنّا فلا أصبحنا كما كنّا ، ولا هم كانواكما كانوا ... فالذي حدث أعادنا ، استردنا ، استفاقنا . الذي حدث منحناالفرصة من جديد لإعادة اكتشاف المخزون الإستراتيجي الكامن فينا ، لأنّناأعدنا بحق اكتشاف شخصيتنا المصرية الأبيّة ... أعدنا تأهيل ما بقي فينا منكرامة ونخوة وعزة ..نجحنا في أن نفيق ، نجحنا في أن نهزّ النخلة لتسقط كلّرطبها الجنيّ وما هو بجنيّ فيما أسقطناه . ما كان رُطَباً بل كان علقماًومراً ، كان ذلاً وقهراً وقيداً قيّدَ القيد رقم ( مليار ) فوق ألسنتناوأقلامنا وأفكارنا ...

ثالثاً : مهما حاول أهل التنظيروالتحليل العميق المتعمّق الذي يفكر في التفكير ذاته – وهم كُثْرُ – مهماحاولوا أن يرصدوا الإشارات الدالة على اختيار يوم ( 25 يناير ) بدايةللثورة الفتية ، فإننا لا نشغل بالنا بهذه التحليلات ، لكن ما يشغلنا هوالحفاظ على ما اكتسبناه لأنه معلّق في رقابنا من إخواننا الذين سقطوا بينناومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ، كانوا يتساقطون كما الفراش في الجو ،كأنما تمطر السماء شهداء ،كانوا في هذه اللحظة ملائكة تبارك ما نفعل ،تحمي ما نفعل ، تراقب ما نفعل . ولذا فما في رقابنا ليس إلاّ عهد ووعدوتعهّد لمن سقطوا ولم نسقط ، وعْد لمن سبقونا بالإيمان بمصر ، وعد وعهد ألايستبيحنا من جديد فرعون أو هامان أو قارون ، وعد ألا نملّ من البحث عنا فيمتاهات الفقر والظلم والجهل والمرض لأننا موجودون ، عهد ألا يهدأ قلب مصريإلا إذا رأى مصرنا تشرق من جديد في فجر يوم جديد على عقول جديدة تماما منأغلالها وقيودها الفكرية والقمعية والمجتمعية وغير ذلك . نعاهدكم يا شهداءمصر إلا نترك حقكم ، ولا نهدر جهدكم ، نعاهدكم أن الدماء عندنا أرخص مايمكن أن نقدمه ، وأننا كما يقول الشاعر :
تسيل على حد الظبات نفوسنا وليس على غير الظبات تسيل
نعاهدكم بحق وبحق وبحق ألا تسرق منا الثورة ...

رابعاً : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) في التحليل اللغوي النحوي للجملة نجدهامكوّنة من ( المبتدأ + الخبر جملة فعلية ) أي : ( الشعب ( مبتدأ ) + يريدإسقاط النظام ( خبر جملة فعلية ومتعلقاتها ) . والجميل في هذا أن المبتدأ ( الشعب ) هو حقاً المبتدأ ، لأنه ليس غيره ، فمنه البداية ، ومنه النهضة ،ومنه ضربة الفأس الأولى دوماً ، غير أننا لا نفهم هذا ، حكامنا لا يدركونأن الشعب هو ( المبتدأ ) ، حكامنا يجهلون تماماً علم النحو . والجميل أنالتعبير بالاسم يقتضي في البلاغة العربية أن المعنى على الثبات والاستقرارعندما تعبّر بالاسم وليس الفعل ، وأيضاً المبتدأ الاسم ( الشعب ) ثابت دائمموجود دوماً وليس خارج نطاق الخدمة أو ربما يكون مغلقاً ، الشعب يناملكنّه لا يموت . ومن المفارقات الجميلة في الجملة الثورية هذه أنّ الخبرجملة فعلية ( يريد ) ، والجميل أن التعبير بالفعل يقتضي في البلاغة العربيةأن المعنى على التجدّد والاستمرار ، وهذا معناه أنّ الشعب دوما ( يريد ) دوماً عينه وسط رأسه ، دوما يقظان ، دوماً يريد إسقاط ما فسد من النظام ،ما أصابه العفن والأَسَن من أي نظام ، فالشعب هو الذي يريد وليس الأوصياءالأغنياء الأغبياء ... واستكمالاً للتحليل اللغوي فهذه العبارة لا تحمل أيموسيقى سوى موسيقى النغمة المظلومة المقهورة ، وليس في العبارة ( لغوياً أوبلاغياً ) أي جمال أو تعبير غير اعتيادي ، ورغم هذا سارت كَمَا الهشيم ،بل وتم تصديرها إلى جهات أخرى من وطننا الحبيب ، إلى اليمن وليبيا والبحرينوسوريا والأردن ، وكأنها رسالة لغوية مغموسة بالألم من الشعب إلى الحاكمبأمر الله في كل مكان ...

خامساً : تهمسون في الأذن والعينوالقلب والعقل أننا إزاء ثورة مضادة ( ثورة م.ض.ا.د.ة) ، ( ث.و.ر.ة مضادة ) ، ( ث.و.ر.ة م.ض.ا.د.ة ) ، وأننا مهددون ، وأننا وأننا وأننا ...لمَ رجعنالهذا اللون من الخطاب الوصائي ؟ مللنا من الأوصياء والأدعياء والأشقياءوالأغبياء والأغنياء والأقرباء ومن كل ألف باءمللنــــــــــــــــــــــــــــــا ، زهقنا ( طهقنا ) كفاية أرجوكم . كلثورة في التاريخ لا بد لها من فترة نقاهة وهذا طبيعي .. لا بد وأن تحدث فيغرفة الإنعاش العديد من نوبات عدم الاستقرار للحالة المرضية ، ما بين شدّوجذْب وانتكاسة وغير ذلك ، ألا فالصبر هنا واجب ، والصبر هنا معدود محدودومشدود إلى عقارب الشهور والأيام والساعات ، وليس إلى عقرب ( السنوات كيفماكان ) ، الصبر هنا لا يساوي (30سنة ) أبدااااااا ، الصبر هنا له مفهومجديد تماماً ، الصبر هنا عجلة وسرعة ومراقبة وترقّب ....وما الحديث عنالثورة المضادة للطائرات أو الدبابات أو الصواريخ ، أو حتى الثورة الموازيةبتعبير ( فوكوياما ) أو الثورة العرجاء بتعبير ( ماركيز ) كل هذا الحديثما هو إلا ابتزاز لا معنى له ، ابتزاز لمطلب الأمن والاستقرار ، وأنا لاأريدك مبتزاً مرة أخرى ، لا أريدك قيداً عليّ مرة أخرى ...

سادساً : كان مما قرأته في عام 2006 وأثناء تدريسي للفرقة الرابعة لغة عربية بكلية الآداب بكفر الشيخ قصيدة بعنوان ( ستأتي ) للطالب – حينئذ – بسيوني محمد بسيوني يبشر فيها بأنها ستأتي ، وأنه يراها ، وأنه يحياها ، وأنها حقاً ستأتي . يقول :
يوما ستأتي
في أي يوم
لست أدري
لكن ستأتي
ستأتي
رغم السجن والسجّان
ستأتي
رغم القيد والقضبان
ستأتي
لتعلن عن ....
اسمك ...
ميلادك ....
صفاتك .....
لتمحو تاريخ وفاتك ...!!!
ستأتي
لأجلي
لأجلها
لأجلنا
لأجل أطفال صغار
فعروسك في انتظار
مخضبة مزينة
كلآلئ في البحار
ستأتي
لتقضي الدين القديم
لتصرخ في الصمت الحزين
سبحان من أحيا العظام
وهي رميم
فالأرض ملكك
والفلك فلكك
وهنا عرشك
ستأتي
وإن طال الزمان
وإن قلّ الأمان
وفاحت بالأفق رائحة الطغيان
فحقًا
غُلِبَتْ الروم
وحقًا
غَلَبَتْ الروم
وحقًا ستأتي ....
وقد أتت مصرنا وولدتنا معها من جديد ، لأننا نستحقها ، وهي تستحقنا ...لكن يبقى السؤال قائما :
من سرق الثورة ؟!


هذا الجزء الأول

"منقــــــــــــــول"

رحييق
16-04-2011, 05:31 PM
الجزء الثاني


مَنْ سَرَقَ الثوْرَة ؟ (2)

مُقَارَبَات فِكْرِيّة

يروي عبد الله بن المقفّع الكاتب العباسي الأديب أنّ (كسرى أنوشروان ) مرّ على فلاح عجوز وهو يغرس فسيلة نخل فتعجب منه قائلاً : أيها العجوز لمَ تزرع مالا تدرك ثمره ؟ فقال الفلاح العجوز : أيها الملك نزرع ليأكل أبناؤنا . فأعجب كسرى بردّه وأعطاه ( 100 جنيه ذهباً ) ، فقال الفلاح العجوز في فصاحة : أيّها الملك : ما أسرع ما أثمرت النخلة على صغرها ! ، فزاد إعجاب كسرىبه وأعطاه مائة أخرى ، فردّ الفلاح : والأعجب أنّها أثمرت مرتين في هذاالعام .
نزرع ليأكل أبناؤنا !!!! فمن على وجهالحقيقة زرع ؟ ومن على وجه الحقيقة الآن يأكل ؟ من روى بدمه الذكيّةالزكيّة أرضنا ؟ ومن عاد ليمتص هذه الأرض رغبة في بلوغ هذه الدماء ، وادعاءما ليس له ؟ من؟ ومن؟ ومن ؟ ومن؟ وألف ألف من ... ، لكن السؤال بحق : مَنْ سرقَ الثورة ؟؟؟؟؟؟ فلنشرع في المقاربات على الفور ....

المشهدالأول : المتحولون الطامحون الطامعون الراغبون المتشوّفون المتشوّقونالمتلوّنون الحرباؤون المتفيهقون الرغّايون القافزون فوق الأكتاف ،المتسلّقون على الأجساد والدماء والنفوس الزكية ، المتأنّقون دوماً لما هوآت آت ، مجموعات مجموعات تتقدّم في دراما تمثيلية مسرحية إلى صدارة المشهد ،تتعالى الادعاءات بالبطولة والشهامة ، وأنه لولا نحن ، ولولا نحن ولولانحن لما كان وكان وكان ، وأنّنا قدنا وصمدنا وجعلنا صدورنا عرضة للرصاصوالنحاس والألومنيوم والبلاستيك والخزف والصيني والزنك وزيت المِنْكوالصانسيلك ، وأنّ الوقت حان لنعود ونسود ، لنخطط ونرتّب ونسيطر ، لننظمونمنهج ، وأننا وأننا وأننا . يا سادتي نحن في زمن الحرباءات ، تتخذ ألفألف لون لكنّها تبقى في أصلها حرباء ، تتلون مع ما يحيط بها ، لكنّها سرعانما تعود حرباء ، يا سادتي رفقاً لماذا كلكم ( عبده مشتاق ) ؟ يا سادة إنّها مصر ومصر ومصر ، يا سادة لو تكلّم النيل لقال : ( ما لي من قيمة إلابها ، ولو جريْت في غيرها لصرت نُهيْرا لا قيمة لي ) . يا سادتي يقول صلاح عبد الصبور عنها :
رأيتك بعد أن ضاءت ليالي العمر
رأيتك بعد أن ذابت حبال الصبر
رأيتك بعد أعوامٍ ...
طوال مثل آلامي . كما كنت بأحلامي
كأن الليل يا دنياي لم يعبر
كأن الشمس نائمة
بوادي الجن في عبقر .
كأن الكون نشوان ...
يدور بنا ولا يشعر
******
رأيتك بعد أعوامٍٍ ..
من الحرمان والبؤس كأنك وردة بيضاء
ترفرف فوقها نفسي
كأنك في حنايا القلب نغم
في براءتك ملاك طاهر النفس
******
وبعد سنين
من الحرمان والكدر
حملت خلالها ألمي وشاب لهولها شعري
أراك هنا ...
كما كنت كأنّ لم تقتلي قلبا
كأنّ لم تسحقي عمرا
كأنّك في وداعتك ... تضاهي الشمس والقمرا
وكأن الحب مكتوب
على قلبي الذي انفطرا
ليبقى مثل أحزانى
قضاء لي ... أو قدرا .

المشهدالثاني : هتاف مدوّي ، يعلو ويعلو نغماته ( الشعب يريد تغيير السلوك ) ،نعم نحن سرقنا ثورتنا وبعناها بثمن بخس سلوكيات مردودة ، لا تغيير ... نحنسرقنا ثورتنا بإصرارنا على العودة بظهورنا إلى الخلف ، بإعلان الحداد علىأيام مثالية هي أيام الاتحاد الثوري والائتلاف التنموي ؛ أيام التحرير ،نحن سرقنا بهجتنا ، واستكثرنا على أنفسنا أن نفرح ، لم نتغيّر ! ولم نحاول ،من يرمي الزبالة في الطريق كما هو ، من يهمل في أداء واجباته كما هو ، منلم يطهّر لسانه كما هو ، من لم يراع الله في عمله كما هو ، من لم يتغيّرإلا ظاهرياً كما هو ، من لم يتقبّل الآخر كما هو ، من لم يفهم دينه وظروفمجتمعه كما هو ، من لم يحاسب نفسه كما هو ، من لم يبال ويصبح عضوا فيجمهورية ( وأنا مالي ) كما هو ، من كان عضوا في دولة ( مفيش فايدة اليأسيّة ) كما هو ، من انتسب إلى كلية ( معلش ) المطيّباتية منباب ( اللي فات مات ، وربّك عفو كريم ) كما هو ، من ابتسم ابتسامة الذئبوهو أفعى تتلوّى كما هو . هتاف يعلو ويعلو ويعلو ( الشعب يريد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ) الشعب نسي ما يريد ، خلاص نروّح ونرجع بكره نكونافتكرنا إحنا عاوزين إيه ...
يا سادتي نحن في أزمة سلوك حقيقية جعلتنا نسرق ثورتنا دون أن ندري . يقول ديل كارنيجي : ( انظرإلى هيئة يدك وأنت تشير إلى أحد ما متّهما إياه ، فأنت تشير إليه بإصبعواحد بينما تشير لنفسك بثلاثة أصابع ) . ولنجعل هتافنا : ( الشعب بدأ فيتأهيل السلوك ) ، ( الشعب بدأ في تربية النفوس ) ، ( الشعب يريد صناعةالرجال ) ، ودعونا نحن نحن لا نسرق فرحتنا وثورتنا بما لا يرضينا منسلوكيات وأفعال .

المشهد الثالث : نهار خارجي ،شمس ساطعة ، وأشجار خضراء يانعة ، في الخلفية نهر النيل وواحد بيغرق دون أنيصيح أنقذوني ... يجلس مذيع باسم الوجه ، مشرف صبوح جميل وأمامه يجلس :
المنظّرون، العالمون ببواطن الأمور،الخبراء ، المحذّرون من عواقب الأمور ،الأوصياء ، الأنقياء ، الأتقياء ، الأصدقاء ، الناصحون همساً وجهراً ،المراقبون لأحوالنا ، الخائفون على مستقبلنا ، الثرثارون ، المتشدّقون ،مَن أفرغوا أجولة خبراتهم علينا تحذيرا وتحميرا وتخديرا وتصفيرا وتسفيراوتشميرا إمعانا في النصيحة والفضيحة وال.... ، صرخ المذيع : ( ارحموووووووووووووووووووونا ) زمن الوصاية انتهى ، دعونا نتعلّم ونخطئ ،دعونا نتعلم من أخطائنا ، دعونا نخوض الأمور بجسارة وتهوّر ، وجّهونا لكنلا تخنقونا ( كفاية كده ) ، أرشدونا لكن لا تعصبوا الأعين مرة أخرى ،انصحونا لكن بلطف ، لا تسفهوا أفكارنا ، ولا تسرقوا أحلامنا ، ولا تخطفوافرحتنا ، ولا تنهبوا ثورتنا ، ولا تتصدروا المشهد ، ( فالحكيم هو من أدارالأمور دون ظهور ) . يا سدنة المعرفة ، وحاملي مفاتيح الخبرة رفقاً بناوبكم وبنا وبكم وبنا وبكم . لقد أصبحتم في كلّ مكان حتى خفت أن تنزلوا لنامن الحنفية مع الميّة ، رفقاً فالتنظير كلام ، وهذا بحق ليس أوان الكلام ،هذا أوان الأفعال ، نحن نصنع أمة فلا تثبطوا الهمة ، نحن نشيّد للتاريخصرحا جديداً فلا تقتلوا فينا وليد الأمل ، ولا بكر النبتة ، بعد إذنكمارحمووووووووووووووووووووونا .

المشهد الرابع : هلنحن شعب كذّاب نخترع أكاذيبنا ثمّ نصدّقها فتصير حقيقة ؟ هل نحن من ندّخرفي بيوتنا آلاف من شماعات الأعذار والمبررات لإخفاقاتنا المتواليةالمتتالية المتوارية المتوازية المتنامية ؟ هل اخترعنا مقولة : ( أننا إزاءثورة مضادة ، ثمّ صدقنا ما اخترعناه ؟) سيقول قائل : يا سيدي اقرأ الواقع، أمن دولة ، وفلول حزب وطني ، ومجموعات أصحاب مصالح سياسية واقتصادية ،كل هذا يجعل من الثورة المضادة واقعاً يتشكّل ، يستكمل القائل : يا سيدي هلأنت نائم على ودانك وأنفك وفمك فلا ترى ما يجري ؛ فتنة طائفية ، وشغب ،ومظاهرات فئوية ، وتدمير مساجد وأضرحة ، ووووووووو...... ما رأيك ؟
أقوللمحدّثي : عندك ألف مليون حق ، لكن اسمح لي أن أفرّق بين انسحابي منالمعركة وتقدم الأعداء لا لقوّتهم لكن لانسحابي ، يا سيدي أنا تركت ثورتيلهم ، فنهبوها ، اغتصبوها ، يا سيدي : أنا من ساعدهم على جعلي أصدّق أنهمثورة مضادة ، يا سيدي أين من يحمونني ويقبضون من ضرائبي ؟ أين رجال الشرطة ؟يا سيدي لي صديق منهم يخبرني : أنا لم أعد أستطيع أن أحمي نفسي فكيف تطلبمني حمايتك ؟!! يا سيدي : نحن أصحاب ثورة 25 يناير من صنعنا الثورةالمضادة بسلبيتنا وهمجيتنا وسلوكياتنا ، نحن صنعناها مضادة وهي ليست كذلكهي أحقر من أن تكون مضادة ، يا سيدي : والله لن تكون سوى ثورتنا ثورة ، حتىلو ضحينا كلّنا بأنفسنا لئلا يخرج علينا من جديد من يخبرنا : ( أنا ربّكمالأعلى ) ، أو من يقول : ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) ، يا محدّثي المؤدب أنا من صنعته وحشاً وأخاف أن ينقلب عليّ ، لكنّنيبعد اليوم لن أخاف ، لن أخاف .

المشهد الخامس كان مما قرأته في عام 2008 قصيدة شعر عامي بعنوان ( يا بلدنا ليه ) للطالب – حينئذ – أحمد الحلبي إذ يناجي بلدنا ( التي كانت مملوكة لغيرنا) بقوله :
على نيل بلدنا اللي اتْرسم
جوّانا من مليون سنه
شفت القلم بيكلّم الناس
والجراح قاسية عليه
وكأنه واحد منّنا
وكأنّنا
متجمّعين ضد العدا
شفت القلم بيشتكي
ويقول علينا مجروحين
والنيل بيجري ويرتوي
خونة وقلوب متجمّعة ضد البلد
والظلم عايش ليه كتير على أرضنا
يا بلدنا ليه متوحّديش
كلّ القلوب متفرّقة
أنا شفتك إنتيبترسميني وتضحكي
وشفت ناس مش فاهمة إيه معنى الحياة
دا النيل روانا كلّنا
والزرع كلْناه كلّنا
وسمانا دافية
وحاضنة ناسها وأهلها
يا بلدنا ليه متوحّديش
كلّ القلوب متفرّقة
أنا ليه حياتي مش لاقيها
في أرضك إنتي
وليه حبيبتي مش لاقيني
معاكي إنتي
وبلدنا ليه متفرّقة
والفرحة في إيدين العدا
يا بلدنا ليه
سايبة الديابة في أرضنا
ترعى وتاكل لحمنا
وتقولي دول حبّة رعاع
ساعة الشروق راح تختفي
يا بلدنا ليه متوحّديش
وتصدّي عنّا ميت عدا
وسط الزحام ورعشة القلب اللي داب
خايف وخوفي من السنين
أقوى من الحب اللي كان
شفت الهوا بعترْ ضفاير أرضنا
فوق أرض تانية مش لاقيها عندنا
يا بلدنا ليه متوحّديش
كلّ القلوب متفرّقة
خايف عليكي من النهار
خايف عليكي من الانكسار
خايف على قلبك كمان
لتشوفي أرضي بتنهزم
يا بلدنا ليه متوحّديش
كلّ القلوب متفرّقة
....
مَنْ سَرَقَ الثوْرَة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

منقـــــــــــــــــــــــــــــول

Specialist hossam
16-04-2011, 05:34 PM
شرفت بأن درست على يديه فى كلية الاداب ... فهو ذو خلق ودين وعلم وفهم

جزاكم الله خيرا

رحييق
16-04-2011, 05:40 PM
شرفت بأن درست على يديه فى كلية الاداب ... فهو ذو خلق ودين وعلم وفهم

جزاكم الله خيرا


أشكرك على مرورك العطر
مع إنك لم تقرأ بالتفصيل ولكن تكفي كلماتك الرائعة
وإنك تعلمت على يديه فيكفي إنك عرفته على المستوي الشخصي

وأشكر حضرتك مرة أخرى بجد وبارك الله فيك ولك
تقبل مروري

mohammed ahmed25
16-04-2011, 06:08 PM
مش عارف اقول ايه؟__ لكن الحمد لله __ الثوره تحقق اهدافها كل يوم ___ لكن الغريب هو غياب رؤيه للمستقبل فى التعليم و الصناعه .. الخ__
المفروض تحدث ثوره فى مجال التعليم __ فين المشروعات القوميه وازاى نقول ان مصر ستكون دوله صناعيه متقدمه فى خلال عشر سنوات بدون الاهتمام بالتعليم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رحييق
16-04-2011, 06:21 PM
الحمــــــــد لله رب العالميــــــــــــن

طبعا التعليم من الأشياء المهمة جدااااااااااا
وبه ترتقي الأمم لكن الصبر
وإن شاء الله خيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

إن الله مع الصابريـــــــــــــــــــــــــــــــــــن

أستاذة سارة
16-04-2011, 06:30 PM
ازيك يارحيق عاملة ايه؟ جزاك الله خيرا

رحييق
16-04-2011, 07:34 PM
الحمد لله بخير يا سارة

ويارب تكوني بألف خير

أشكرك ع سؤالك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه

كتائب الشهداء
16-04-2011, 10:36 PM
ده موضوع تعبير جامد يا رحيق هنقله للاولاد فى المدرسة

Mr.ramy00
16-04-2011, 11:12 PM
اولا انا ليا الشرف انى درست على ايد استاذى ومعلمى الدكتور اسامة فى السنه التمهيدية للماجستير وكان صاحب فضل عظيم على واستفد منه كتير وهو رجل ذو اخلاق عالية وفعلا مكسب كبير لطلبة جامعة كفر الشيخ....ثانيا اشكرك جدا يا رحيق على الموضوع الجميل ده

رحييق
17-04-2011, 08:16 AM
ده موضوع تعبير جامد يا رحيق هنقله للاولاد فى المدرسة


أشكرك أخي على مرورك

رحييق
17-04-2011, 08:29 AM
اولا انا ليا الشرف انى درست على ايد استاذى ومعلمى الدكتور اسامة فى السنه التمهيدية للماجستير وكان صاحب فضل عظيم على واستفد منه كتير وهو رجل ذو اخلاق عالية وفعلا مكسب كبير لطلبة جامعة كفر الشيخ....ثانيا اشكرك جدا يا رحيق على الموضوع الجميل ده

بارك الله فيك أخي الأستاذ رامي عامر
فعلا هو درس للتمهيدي الماجستير




ربنا يوفقك ويوفق الجميع لما فيه الخير
أشكرك على مرورك