mostafa_gamal2
28-04-2011, 11:57 AM
...السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...
...مقال...
مبارك الآن يعيش حالة مزاج عالية جداً.. فلا تصدقوا أن حالته النفسية سيئة جداً، كما يقول الأطباء، ولا تصدقوا أنه لا يريد أن ينتقل من شرم الشيخ.. فالرجل يمكن أن يعيش فى أى مكان، بشرط أن تقوم سوزان بتنضيف البيت.. وإعداد الطعام.. وغسيل الهدوم.. جو تانى خالص، حين يرى الرئيس السيدة الأولى، وهى تعود من جديد ربة منزل.. تغسل وتنشر، وتربط راسها بالمنديل.. هنا نجحت الثورة!
الآن لا يوجد طباخ الرئيس، ولا سفرجى الرئيس.. لا فى الحقيقة، ولا حتى فى الأفلام.. ولم يعد يطمئن الرئيس إلى أحد، يأكل من يده، غير زوجته.. فلا تصدقوا ما صرح به مصدر طبى بأن حالة مبارك الصحية غير مستقرة، ولا تصدقوا أن حالته النفسية سيئة جدا، ولكن صدقوا أنه لا يتناول سوى الأدوية، والعصائر، وبعض الأطعمة التى تحضرها له زوجته «سوزان»!
تفرق كتير بالنسبة لمبارك.. أن يأكل من يد الطباخ، وأن يأكل من يد سوزان.. مبارك يتمنى أن يشكر الثورة.. ويقبل يد الثوار.. أنه يرى ملكة مصر تمسح البلاط.. وتنشر الغسيل.. وتقطع البصل.. حلم لم يحققه غير الثورة.. إنه يتذكر كيف تأخرت الثورة كثيراً.. هل كان لابد وحتماً أن تقوم ثورة حتى تعود زوجته إلى بيت الطاعة.. وحتى تعود «سوزان» ست بيت، وربة منزل؟!
فى مستشفى شرم، هناك وقت طويل يفكر فيه مبارك.. لكنه لا يكتب المذكرات.. ولا يكشف عن مشاعر الفرح بانتهاء كل شىء.. ولا بعودة زوجته من جديد.. مجرد زوجة فقط.. لا سيدة أولى، ولا حرم الرئيس.. لا حراسة ولا فرمانات.. لا تأمر ولا تنهى.. مجرد امرأة عادية.. دون وصيفات ودون منافقات من المجلس القومى للمرأة.. ودون أى وزيرة تقبل يدها.. وربما تراب رجليها!
تتمنى سوزان أن تبقى فى غرفة مستشفى.. ولا تذهب إلى سجن القناطر.. ويتمنى مبارك أن يبقى فى غرفة المستشفى.. وتذهب سوزان إلى سجن القناطر.. الثورة حررت الجميع إلا مبارك.. ربما تحرر بشكل جزئى.. من المنصب والرئاسة والهانم.. لكنها مازالت فوق رأسه.. تذكره بالذى كان.. لا يستطيع أن يتنفس.. الشعب كان يريد إسقاط الرئيس.. لأنه يريد إسقاط الهانم أولاً!
يتعاطف البعض مع مبارك.. هذا صحيح.. لكننى لم أقابل مصرياً يتعاطف مع سوزان.. حتى المحيطون بها.. والسبب أنها كانت تتصرف من فوق.. تتلذذ بتعذيب من حولها.. تسعد لأنهم يجرون خلفها.. ينتظرون همسة منها أو مجرد إشارة.. الآن تحرروا جميعاً عدا مبارك.. كفاية عليه.. فلا تحاكموه أكثر من هذا.. تكفيه غرفة المستشفى وسوزان.. لا تنشغلوا بأن يكون فى طرة أو غير طرة!
لا يفيدنا أن يكون فى طرة؟.. ولا يفيدنا أن يكون فى أى سجن.. كل مكان هو فيه سجن.. عليه الحراسة وعليه الجنازير.. وهو لا يريد أن يذهب هنا أو هناك.. قال إنه ولد على هذه الأرض، وسوف يموت فيها.. مفيش مانع.. عاوزين فلوسنا وتعيش تموت، مفيش مشكلة.. تروح طرة تقعد فى شرم.. ماتفرقش.. وإن كنت قد كتبت أمس حول استحالة الانتقال إلى طرة.. وقد كان رسمياً!
قطعت أمس بأنه سوف يتعذر نقل مبارك إلى طرة.. وأرجعت ذلك لأسباب أمنية وطبية.. تبين أنه لا يمكن نقله للأسباب نفسها.. وأن النائب العام الذى قرر النقل، هو الذى قرر البقاء.. يعنى أن مصير الرئيس قد تقرر بشكل نهائى.. فما هو مصير سوزان.. هل تبقى هى الأخرى فى شرم؟.. وهل تكون عقوبتها أن تعود ربة منزل، وزوجة مواطن.. اسمه مبارك؟!
الكاتب..محمد امين ..
المقال بتاريخ 28\4\2011.
المقال نشر فى جريدة المصرى اليوم..
رابط المقال...
http://www.almasryalyoum.com/node/415761
...مقال...
مبارك الآن يعيش حالة مزاج عالية جداً.. فلا تصدقوا أن حالته النفسية سيئة جداً، كما يقول الأطباء، ولا تصدقوا أنه لا يريد أن ينتقل من شرم الشيخ.. فالرجل يمكن أن يعيش فى أى مكان، بشرط أن تقوم سوزان بتنضيف البيت.. وإعداد الطعام.. وغسيل الهدوم.. جو تانى خالص، حين يرى الرئيس السيدة الأولى، وهى تعود من جديد ربة منزل.. تغسل وتنشر، وتربط راسها بالمنديل.. هنا نجحت الثورة!
الآن لا يوجد طباخ الرئيس، ولا سفرجى الرئيس.. لا فى الحقيقة، ولا حتى فى الأفلام.. ولم يعد يطمئن الرئيس إلى أحد، يأكل من يده، غير زوجته.. فلا تصدقوا ما صرح به مصدر طبى بأن حالة مبارك الصحية غير مستقرة، ولا تصدقوا أن حالته النفسية سيئة جدا، ولكن صدقوا أنه لا يتناول سوى الأدوية، والعصائر، وبعض الأطعمة التى تحضرها له زوجته «سوزان»!
تفرق كتير بالنسبة لمبارك.. أن يأكل من يد الطباخ، وأن يأكل من يد سوزان.. مبارك يتمنى أن يشكر الثورة.. ويقبل يد الثوار.. أنه يرى ملكة مصر تمسح البلاط.. وتنشر الغسيل.. وتقطع البصل.. حلم لم يحققه غير الثورة.. إنه يتذكر كيف تأخرت الثورة كثيراً.. هل كان لابد وحتماً أن تقوم ثورة حتى تعود زوجته إلى بيت الطاعة.. وحتى تعود «سوزان» ست بيت، وربة منزل؟!
فى مستشفى شرم، هناك وقت طويل يفكر فيه مبارك.. لكنه لا يكتب المذكرات.. ولا يكشف عن مشاعر الفرح بانتهاء كل شىء.. ولا بعودة زوجته من جديد.. مجرد زوجة فقط.. لا سيدة أولى، ولا حرم الرئيس.. لا حراسة ولا فرمانات.. لا تأمر ولا تنهى.. مجرد امرأة عادية.. دون وصيفات ودون منافقات من المجلس القومى للمرأة.. ودون أى وزيرة تقبل يدها.. وربما تراب رجليها!
تتمنى سوزان أن تبقى فى غرفة مستشفى.. ولا تذهب إلى سجن القناطر.. ويتمنى مبارك أن يبقى فى غرفة المستشفى.. وتذهب سوزان إلى سجن القناطر.. الثورة حررت الجميع إلا مبارك.. ربما تحرر بشكل جزئى.. من المنصب والرئاسة والهانم.. لكنها مازالت فوق رأسه.. تذكره بالذى كان.. لا يستطيع أن يتنفس.. الشعب كان يريد إسقاط الرئيس.. لأنه يريد إسقاط الهانم أولاً!
يتعاطف البعض مع مبارك.. هذا صحيح.. لكننى لم أقابل مصرياً يتعاطف مع سوزان.. حتى المحيطون بها.. والسبب أنها كانت تتصرف من فوق.. تتلذذ بتعذيب من حولها.. تسعد لأنهم يجرون خلفها.. ينتظرون همسة منها أو مجرد إشارة.. الآن تحرروا جميعاً عدا مبارك.. كفاية عليه.. فلا تحاكموه أكثر من هذا.. تكفيه غرفة المستشفى وسوزان.. لا تنشغلوا بأن يكون فى طرة أو غير طرة!
لا يفيدنا أن يكون فى طرة؟.. ولا يفيدنا أن يكون فى أى سجن.. كل مكان هو فيه سجن.. عليه الحراسة وعليه الجنازير.. وهو لا يريد أن يذهب هنا أو هناك.. قال إنه ولد على هذه الأرض، وسوف يموت فيها.. مفيش مانع.. عاوزين فلوسنا وتعيش تموت، مفيش مشكلة.. تروح طرة تقعد فى شرم.. ماتفرقش.. وإن كنت قد كتبت أمس حول استحالة الانتقال إلى طرة.. وقد كان رسمياً!
قطعت أمس بأنه سوف يتعذر نقل مبارك إلى طرة.. وأرجعت ذلك لأسباب أمنية وطبية.. تبين أنه لا يمكن نقله للأسباب نفسها.. وأن النائب العام الذى قرر النقل، هو الذى قرر البقاء.. يعنى أن مصير الرئيس قد تقرر بشكل نهائى.. فما هو مصير سوزان.. هل تبقى هى الأخرى فى شرم؟.. وهل تكون عقوبتها أن تعود ربة منزل، وزوجة مواطن.. اسمه مبارك؟!
الكاتب..محمد امين ..
المقال بتاريخ 28\4\2011.
المقال نشر فى جريدة المصرى اليوم..
رابط المقال...
http://www.almasryalyoum.com/node/415761