مؤثر للغاية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ [الأرشيف]

marwa1985

01-05-2011, 11:12 AM

مارس 2011
الزهد والقناعة لايتعارضان ودعوة الإسلام للقوة والغنى
المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: نادر ابوالفتوح (http://digital.ahram.org.eg/makalat.aspx?eid=1216)

برغم ان الإسلام يدعو إلى قوة اتباعه وأكد ان اليد العليا خير واحب إلى الله من اليد السفلى.
فإن كثيرا ما يثور تساؤل حول ما يرد من نصوص حول تفضيل الفقر على الغنى من خلال بعض القيم الإسلامية التى يفهم منها ان الإسلام يحث على الفقر مثل الزهد والقناعة والرضا، فهل هذا يعنى ان للفقر مزية فى الإسلام على الغنى ام ان هناك مغزى آخر لهذه المفاهيم. وكيف نوفق بين ذلك؟
يشير الدكتور محمد عبدالحليم عمر ـ الاستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر ـ إلى انه وجد فى التراث الإسلامى عن بعض المتزهدين والمتصوفة ان الإسلام يفضل الفقر على الغنى وبالنظر فى هذه المقولة نجد انها تخالف اصول الإسلام كما ورد فى الكتاب والسنة ورد عليها كثير من علماء الإسلام ولذا يكفينا هنا لدحض هذا القول أن الله سبحانه وتعالى يقول: «يا ايها الذين امنوا لاتلهكم اموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله» ولم يقل سبحانه لا يكن لكم اموال ولا اولاد، بل طلب فى وجودهما عدم التلهى بهما عن ذكر الله كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر وجعله فى ذلك قرين الكفر فى الحديث المعروف «اللهم انى اعوذ بك من الكفر والفقر» كما ان للزهد على غير حقيقته، فالزهد هو انصراف الرغبة عن شيء إلى ما هو خير منه ويكون ذلك بترك الشيء مقابل اخذ ماهو خير منه كالبائع يترك السلعة مقابل الثمن فلابد اولا ان يملك الشيء أو السلعة، وكذلك الزهد يكون فى المال الذى فى يدك بإنفاقه وليس بعدم الحصول عليه من الاصل، وهذا ما يوضحه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى قوله الزهادة فى الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا اضاعة المال، ولكن الزهادة فى الدنيا ان تكون بما فى يد الله تعالى أوثق منك بما فى يدك».
ويضيف ان الإسلام حارب الفقر فى جميع مراحله وبجميع السبل التى تحفظ للامة استقرارها وتوفر لها حد الكفاية، لذلك وضع الإسلام اسسا متينة لعلاج مشكلة الفقر، وقد سبق فى ذلك كل الانظمة الحديثة فى تعريف الفقر والفقراء وقدم حلولا لهذه القضية حتى يعيش المجتمع متماسك البنيان تسوده المودة والرحمة، وباستعراض النصوص القرآنية التى تتصل بهذه القضية فنجد ان قضية الفقر والفقراء وردت بكثرة يمكن استعراضها على النحو التالى لفظ الفقر والفقراء ورد 13 مرة، منها ما يوضح ان الناس فقراء إلى الله ومنها ما يشير إلى الشيطان يعد الناس بالفقر، ومنها ما يأمر باعطاء الفقراء جزءا من الاموال لفظ الغنى والاغنياء ورد فى القرآن الكريم 26 مرة منها 21 مرة تقرر ان الله هو الغني، وخمس مرات وردت صفة للبشر، لفظ المسكين افرادا وجمعا ورد 23 مرة، وكلها تأمر وتحض على انفاق الاموال عليهم واطعامهم ورعايتهم ماديا واجتماعيا، لفظ السائل للمال ورد اربع مرات وفيها جميعا الأمر والحث على اعطائهم، لفظ الضعفاء اقتصاديا ورد 4 مرات فيها اعفاؤهم من التزامات معينة أو حثهم على إزالة اسباب الضعف، لفظ المحروم اقتصاديا ورد مرتين فيهما تقرير ان لهما حقا فى مال الاغنياء، لفظ الزكاة والتى فيها نصيب للفقراء بانواعهم ورد 32 مرة، لفظ الصدقة والتى تأتى مرادفة للزكاة وبمعنى الصدقات التطوعية وردت 16 مرة وكلها تحث على الصدقة وتأمر بها، لفظ الاحسان إلى الغير ورد 63 مرة تتنوع بين الأمر بالاحسان وبيان قبول المحسنين عند الله وحبه سبحانه لهم، لفظ الانفاق فى سبيل الله والذى يشمل جميع وجوه الخير ومنها رعاية الفقراء والمحتاجين ورد 70 مرة.
ومن هذا الحصر الموجز والذى تبين فيه ان القرآن تناول القضية فى 235 موضعا يتضح مدى اهتمام الإسلام بهذه القضية، فضلا عن عناية السنة النبوية الشريفة بهذا الأمر مما يصعب معه اجراء دراسة احصائية تحليلية لقضية الفقر والفقراء فى السنة النبوية الشريفة، إلا انه باستعراض خمسة عشر كتابا وجد ان لفظ الفقر والفقير والفقراء ورد 157 مرة واغلبها يدور حول رعاية الفقراء مما يبين مدى اهتمام السنة النبوية بهذه القضية، ومع مراعاة انه توجد الفاظ اخرى عديدة تتصل بالقضية وردت فى السنة مثلما وردت فى القرآن، وهذا يؤكد ان الإسلام لايفضل الفقر على الغنى كما يزعم البعض.

____________________
أرجـــو تغـــيير التوقـــــيع الخـــاص بك يا أ/ على