seryo
07-05-2011, 09:29 AM
رؤية مصرية
بقلم : د. لطفي ناصف
lotnass*************
بن لادن لن يموت .. وقبره قلوب كل المسلمين؟http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/images/77.jpg فاجأنا الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل نهاية الأسبوع الماضي ليعلن للشعب الأمريكي.. يمكنني اليوم أن أعلن للشعب الأمريكي وللعالم كله أن الولايات المتحدة قامت بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل اسامة بن لادن.
الغريب في الأمر أن يعلن الرئيس الأمريكي النبأ بنفسه وبلهجة تعبر عن الانتصار والتشفي بما لا يليق برئيس دولة كبري مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد استهجن عدد كبير من الدبلوماسيين أن يقوم الرئيس الأمريكي بإعلان هذا الخبر بنفسه.. فمهما كانت أهمية هذا الخبر. لم يكن من اللائق أن يعلن الرئيس هذا الخبر وكان من الطبيعي أن يعلن الخبر أي مسئول في المؤسسة العسكرية الأمريكية.
كشف الرئيس الأمريكي عن فرحته بإذاعة هذا الخبر لأنه خطط لأن يعلن خبر وفاة أسامة بن لادن في المرحلة المبكرة لحملته الانتخابية لفترة الرئاسة الثانية.. فالرئيس الأمريكي كشف عن ضعفه خلال فترة الرئاسة الأولي وفشله في التعامل مع الأزمة الاقتصادية وكثير من الملفات التي اظهرت عجزه كرئيس لدولة كبري.
في عهد جورج بوش استخدم الرئيس الأمريكي السابق عملية القبض علي صدام حسين وإعدامه للمحافظة علي منصبه للفترة الثانية.. وكذلك فعلپأوباما.. فنحن لا نعلم بالضبط متي تم قتل اسامة بن لادن علي يد القوات الأمريكية.
من الغريب أن يحتفي مجلس الأمن الدولي بالانتصار الأمريكي علي فرد واحد هو أسامة بن لادن. فقد أصدر المجلس بياناً خصصه لإدانة جرائم تنظيم القاعدة.
لقد تناقض هذا البيان مع وظيفة مجلس الأمن الذي تجاهل ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من جرائم راح ضحيتها الملايين من البشر.
مجلس الأمن تجاهل دائماً الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الشعوب العربية والإسلامية.. إن ماقامت به الولايات المتحدة من جرائم ضد الملايين من الأفغان والعراقيين والصوماليين والسودانيين مستخدمة جيوشها ومخابراتها. لن تنسي من جانب الشعوب العربية في يوم من الأيام كما أن إسرائيل قامت بالعديد من العمليات الإجرامية في دول مختلفة مستخدمة أجهزة مخابراتها وجيشها في بعض الأحيان دون أن توجه تهمة الإرهاب لإسرائيل.
الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما السبب الرئيسي وراء موجات العنف والإرهاب التي اجتاحت العالم خلال السنوات الماضية بسبب سياساتها العنصرية واحتلالها للأقطار العربية والإسلامية.. فأمريكا هي صانعة الإرهاب في جميع انحاء العالم.
مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز صرح بأن عملية اغتيال اسامة بن لادن تستوجب تقديم المسئولين الأمريكيين سواء كانوا عسكريين أو أفراداً للمحاكمة.
كما أكد المركز أن مقتل بن لادن لن يجلب السلام للعالم بل علي العكس. فإن الجريمة الأمريكية ستؤدي لتأجيج نيران العنف والإرهاب في دول ومناطق عديدة من العالم إذ ستصبح المصالح الأمريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط أهدافاً لعناصر تنظيم القاعدة التي لا شك ستقوم بالإنتقام لزعيمها.
رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد وصف عملية قتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن. بأنها انتقام من جانب الولايات المتحدة ورد علي حادث 11 سبتمبر وليس لمحاربة الإرهاب كما تدعي الولايات المتحدة.
وأضاف أن هذا القتل ليس وسيلة للحد من العنف وأن ارسال فرق عسكرية لقتله ليس وسيلة لفرض القانون ووصف العمل الأمريكي بأنه غير متحضر بسبب قتل رجل غير مسلح بقوات وطائرات ثم رمي جثمانه في البحر.
هيلموت شميت المستشار الألماني السابق اعتبر أن قتل بن لادن بهذه الطريقة. انتهاك واضح للقانون الدولي. وأضاف شميت أن العملية الأمريكية ستكون لها عواقب غير محسوبة علي العالم العربي في وقت يشهد فيه هذا العالم اضطرابات كبيرة.
جيفارا مات
عندما استمعت إلي بيان الرئيس الأمريكي عن قتل بن لادن وجدتني اردد "جيفارا مات آخر خبر في الراديوهات" تلك الجملة التي رددها شاعر مصري في اطار أغنية لتكريم جيفارا.
ورغم كل ما قيل ونشر عن النشاط الإرهابي المزعوم. كنت أشعر بنوع من الاعتزاز لوجود مناضل عربي ظل صامداً سنوات طويلة أمام الجيوش الأمريكية وأجهزة المخابرات المتعددة.
لقد شعرت بالألم والاحباط عندما سمعت أن "اسامة مات".
رغم كل ما نشر عنه كنت أشعر في داخلي أنه رمز للصمود في العالم العربي والإسلامي لأنه سقط شامخاً أمام جحافل الأمريكيين وطائراتهم وأحدث ما لديهم من تكنولوجيا القتل والدمار.
لا استطيع أن أخفي احترامي وتقديري لشخصية اسامة بن لادن حتي لو اختلفت معه في الأساليب التي يتبعها لتحقيق أهدافه.
اسامة بن لادن ظل حتي آخر لحظة من حياته شامخاً مدافعاً عما يؤمن به من أفكار.
اسامة بن لادن لم يكن مرتزقاً.. ولكنه كان يمتلك كل شيء الجاه والمال. درس بن لادن في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وحصل علي شهادة في الهندسة المدنية عام 1970 ليتولي إدارة شركات والده.. ولكنه ترك كل هذا ولبي نداء الجهاد وعندما احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان ترك اسامة بن لادن حياة الرفاهية وسارع للمشاركة في معارك الدفاع عن بلد إسلامي محتل.
في ذلك الوقت اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية بطلاً لأنه يحارب عدوها.
ولكن بعد أن استخدمت الولايات المتحدة المتطوعين العرب وفي مقدمتهم اسامة بن لادن لتحرير افغانستان عملت الولايات المتحدة علي التخلص من كل المجاهدين العرب وفي مقدمتهم بن لادن.. وغيرت أمريكا نظرتها لبن لادن كبطل.. لتصفه بالإرهابي الدولي.
أن التاريخ لابد أن يتوقف طويلاً أمام ظاهرة بن لادن وربما أطول من وقفته أمام "شي جيفارا". لأن جيفارا قتل في زمن قصير. أما بن لادن استطاع أن يصمد أمام الأخطبوط الأمريكي المتحالف مع إسرائيل وكل الدول الأوروبية بل وبعض الدول العربية.
الرئيس الأمريكي أعلن بفخر أن أمريكا تخلصت من أحد أكبر الإرهابيين في العالم حسب رؤيته كما أعلن أوباما أن مقتل بن لادن يمثل أكبر انجاز حققته الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يفخر بالنصر علي فرد واحد ظل صامداً أمام الجيوش الأمريكية واساطيلها وأسلحة طيرانها وأجهزة مخابراتها دون أن يشعر بالخجل.
قد يجد الرئيس الأمريكي في اغتيال بن لادن نصراً له وسنداً له في معركته الانتخابية. ولكن الولايات المتحدة الأمريكية قد أخطأت التصرف أن ما قامت به الولايات المتحدة ضد بن لادن سيحول هذا الرجل إلي ظاهرة اسطورية كبري ستظل علي مدي التاريخ تكشف عن معركة طالت لسنوات طويلة بين دولة كبري ومالديها من امكانيات ورجل واحد استطاع أن يحير تلك الدولة ويحقق انتصارات كبيرة ضدها.
المصادر الأمريكية أعلنت من خلال البيت الأبيض أن بن لادن لم يكن مسلحاً.. وحسب التقارير الأمريكية فإن ابنة بن لادن "17 سنة" ابلغت المحققين بأن القوات الأمريكية ألقت القبض علي والدها حياً ثم أطلقوا عليه الرصاص بعد ذلك حسب تعليمات الرئيس الأمريكي. وكان قتله بالرصاص أمام أفراد أسرته.
الرئيس الأمريكي حاول أن يصور الأمر انتصاراً وأن ادارته انجزت في عام واحد ما لم تستطيع إدارة بوش السابقة أن تنجزه في ثمانية أعوام.
قد يستطيع أوباما الاستفادة من قتل بن لادن لكسب رضاء الناخبين في الولايات المتحدة.
ويخطئ الرئيس الأمريكي عندما يقول أنه انتصر علي القاعدة. لأن تنظيم القاعدة لن يتردد في الانتقام لقتل بن لادن بهذه الطريقة الهمجية.. أن كل الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة لا شك ستتحرك من أجل التجهيز وتنفيذ ضربات موجعة قد تدمر ثقة الأمريكيين في أنفسهم بل قد تدمر أحلام أوباما في الفوز بدورة رئاسية ثانية.
أن مقتل بن لادن لن يكون نهاية الإرهاب الدولي. لأن هذا الإرهاب هو صناعة أمريكية إسرائيلية.
بعد يوم واحد من مقتل بن لادن تم هجوم مسلح بالقرب من السفارة الأمريكية في كابول وتعتقد أن تلك الواقعة رغم أنها لم تسفر عن ضحايا فهي نشير إلي أن الاستعداد للانتقام يجري علي قدم وساق.
الولايات المتحدة كانت أول من فتح أبواب التطرف السياسي. هي التي ساندت العرب الأفغان وفي مقدمتهم بن لادن وهي التي دربت كل المتطوعين الذين حاربوا الاتحاد السوفيتي في افغانستان.
الولايات المتحدة اخطأت أكثر من خطأ واحد.. والخطأ الأكبر الذي سيفقدها تعاطف كل حلفائها. هو القاء جثمان رجل ميت في قاع البحر مما أثار مشاعر كل المسلمين ضد الهمجية الأمريكية.. أن الثقافة الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية لا تختلف فيما يتعلق بالموتي واحترام قدسية الموت.
الولايات المتحدة تعتقد أن رمي الجثمان في بحر العربپيمنع اقامة مزارات له في أي أرض عربية.. ولكن علي أمريكا أن تعرف أن بن لادن سيظل ماثلاً في قلوب كل المسلمين كنموذج للشجاعة والبطولة والتضحية من أجل تحرير الوطن العربي الكبير وأن قبره في كل قلب وعقل كل إنسان له ضمير.
الصفحة السابقة (javascript:history.back(0);)
الصفحة الرئيسية (http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/fpage/)
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/temp1res/images/line.gifرؤية مصرية
بقلم : د. لطفي ناصف
lotnass*************
بن لادن لن يموت .. وقبره قلوب كل المسلمين؟
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/raay/detail00.asp
بقلم : د. لطفي ناصف
lotnass*************
بن لادن لن يموت .. وقبره قلوب كل المسلمين؟http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/images/77.jpg فاجأنا الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل نهاية الأسبوع الماضي ليعلن للشعب الأمريكي.. يمكنني اليوم أن أعلن للشعب الأمريكي وللعالم كله أن الولايات المتحدة قامت بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل اسامة بن لادن.
الغريب في الأمر أن يعلن الرئيس الأمريكي النبأ بنفسه وبلهجة تعبر عن الانتصار والتشفي بما لا يليق برئيس دولة كبري مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد استهجن عدد كبير من الدبلوماسيين أن يقوم الرئيس الأمريكي بإعلان هذا الخبر بنفسه.. فمهما كانت أهمية هذا الخبر. لم يكن من اللائق أن يعلن الرئيس هذا الخبر وكان من الطبيعي أن يعلن الخبر أي مسئول في المؤسسة العسكرية الأمريكية.
كشف الرئيس الأمريكي عن فرحته بإذاعة هذا الخبر لأنه خطط لأن يعلن خبر وفاة أسامة بن لادن في المرحلة المبكرة لحملته الانتخابية لفترة الرئاسة الثانية.. فالرئيس الأمريكي كشف عن ضعفه خلال فترة الرئاسة الأولي وفشله في التعامل مع الأزمة الاقتصادية وكثير من الملفات التي اظهرت عجزه كرئيس لدولة كبري.
في عهد جورج بوش استخدم الرئيس الأمريكي السابق عملية القبض علي صدام حسين وإعدامه للمحافظة علي منصبه للفترة الثانية.. وكذلك فعلپأوباما.. فنحن لا نعلم بالضبط متي تم قتل اسامة بن لادن علي يد القوات الأمريكية.
من الغريب أن يحتفي مجلس الأمن الدولي بالانتصار الأمريكي علي فرد واحد هو أسامة بن لادن. فقد أصدر المجلس بياناً خصصه لإدانة جرائم تنظيم القاعدة.
لقد تناقض هذا البيان مع وظيفة مجلس الأمن الذي تجاهل ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من جرائم راح ضحيتها الملايين من البشر.
مجلس الأمن تجاهل دائماً الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد الشعوب العربية والإسلامية.. إن ماقامت به الولايات المتحدة من جرائم ضد الملايين من الأفغان والعراقيين والصوماليين والسودانيين مستخدمة جيوشها ومخابراتها. لن تنسي من جانب الشعوب العربية في يوم من الأيام كما أن إسرائيل قامت بالعديد من العمليات الإجرامية في دول مختلفة مستخدمة أجهزة مخابراتها وجيشها في بعض الأحيان دون أن توجه تهمة الإرهاب لإسرائيل.
الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما السبب الرئيسي وراء موجات العنف والإرهاب التي اجتاحت العالم خلال السنوات الماضية بسبب سياساتها العنصرية واحتلالها للأقطار العربية والإسلامية.. فأمريكا هي صانعة الإرهاب في جميع انحاء العالم.
مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز صرح بأن عملية اغتيال اسامة بن لادن تستوجب تقديم المسئولين الأمريكيين سواء كانوا عسكريين أو أفراداً للمحاكمة.
كما أكد المركز أن مقتل بن لادن لن يجلب السلام للعالم بل علي العكس. فإن الجريمة الأمريكية ستؤدي لتأجيج نيران العنف والإرهاب في دول ومناطق عديدة من العالم إذ ستصبح المصالح الأمريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط أهدافاً لعناصر تنظيم القاعدة التي لا شك ستقوم بالإنتقام لزعيمها.
رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد وصف عملية قتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن. بأنها انتقام من جانب الولايات المتحدة ورد علي حادث 11 سبتمبر وليس لمحاربة الإرهاب كما تدعي الولايات المتحدة.
وأضاف أن هذا القتل ليس وسيلة للحد من العنف وأن ارسال فرق عسكرية لقتله ليس وسيلة لفرض القانون ووصف العمل الأمريكي بأنه غير متحضر بسبب قتل رجل غير مسلح بقوات وطائرات ثم رمي جثمانه في البحر.
هيلموت شميت المستشار الألماني السابق اعتبر أن قتل بن لادن بهذه الطريقة. انتهاك واضح للقانون الدولي. وأضاف شميت أن العملية الأمريكية ستكون لها عواقب غير محسوبة علي العالم العربي في وقت يشهد فيه هذا العالم اضطرابات كبيرة.
جيفارا مات
عندما استمعت إلي بيان الرئيس الأمريكي عن قتل بن لادن وجدتني اردد "جيفارا مات آخر خبر في الراديوهات" تلك الجملة التي رددها شاعر مصري في اطار أغنية لتكريم جيفارا.
ورغم كل ما قيل ونشر عن النشاط الإرهابي المزعوم. كنت أشعر بنوع من الاعتزاز لوجود مناضل عربي ظل صامداً سنوات طويلة أمام الجيوش الأمريكية وأجهزة المخابرات المتعددة.
لقد شعرت بالألم والاحباط عندما سمعت أن "اسامة مات".
رغم كل ما نشر عنه كنت أشعر في داخلي أنه رمز للصمود في العالم العربي والإسلامي لأنه سقط شامخاً أمام جحافل الأمريكيين وطائراتهم وأحدث ما لديهم من تكنولوجيا القتل والدمار.
لا استطيع أن أخفي احترامي وتقديري لشخصية اسامة بن لادن حتي لو اختلفت معه في الأساليب التي يتبعها لتحقيق أهدافه.
اسامة بن لادن ظل حتي آخر لحظة من حياته شامخاً مدافعاً عما يؤمن به من أفكار.
اسامة بن لادن لم يكن مرتزقاً.. ولكنه كان يمتلك كل شيء الجاه والمال. درس بن لادن في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وحصل علي شهادة في الهندسة المدنية عام 1970 ليتولي إدارة شركات والده.. ولكنه ترك كل هذا ولبي نداء الجهاد وعندما احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان ترك اسامة بن لادن حياة الرفاهية وسارع للمشاركة في معارك الدفاع عن بلد إسلامي محتل.
في ذلك الوقت اعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية بطلاً لأنه يحارب عدوها.
ولكن بعد أن استخدمت الولايات المتحدة المتطوعين العرب وفي مقدمتهم اسامة بن لادن لتحرير افغانستان عملت الولايات المتحدة علي التخلص من كل المجاهدين العرب وفي مقدمتهم بن لادن.. وغيرت أمريكا نظرتها لبن لادن كبطل.. لتصفه بالإرهابي الدولي.
أن التاريخ لابد أن يتوقف طويلاً أمام ظاهرة بن لادن وربما أطول من وقفته أمام "شي جيفارا". لأن جيفارا قتل في زمن قصير. أما بن لادن استطاع أن يصمد أمام الأخطبوط الأمريكي المتحالف مع إسرائيل وكل الدول الأوروبية بل وبعض الدول العربية.
الرئيس الأمريكي أعلن بفخر أن أمريكا تخلصت من أحد أكبر الإرهابيين في العالم حسب رؤيته كما أعلن أوباما أن مقتل بن لادن يمثل أكبر انجاز حققته الولايات المتحدة.. الرئيس الأمريكي يفخر بالنصر علي فرد واحد ظل صامداً أمام الجيوش الأمريكية واساطيلها وأسلحة طيرانها وأجهزة مخابراتها دون أن يشعر بالخجل.
قد يجد الرئيس الأمريكي في اغتيال بن لادن نصراً له وسنداً له في معركته الانتخابية. ولكن الولايات المتحدة الأمريكية قد أخطأت التصرف أن ما قامت به الولايات المتحدة ضد بن لادن سيحول هذا الرجل إلي ظاهرة اسطورية كبري ستظل علي مدي التاريخ تكشف عن معركة طالت لسنوات طويلة بين دولة كبري ومالديها من امكانيات ورجل واحد استطاع أن يحير تلك الدولة ويحقق انتصارات كبيرة ضدها.
المصادر الأمريكية أعلنت من خلال البيت الأبيض أن بن لادن لم يكن مسلحاً.. وحسب التقارير الأمريكية فإن ابنة بن لادن "17 سنة" ابلغت المحققين بأن القوات الأمريكية ألقت القبض علي والدها حياً ثم أطلقوا عليه الرصاص بعد ذلك حسب تعليمات الرئيس الأمريكي. وكان قتله بالرصاص أمام أفراد أسرته.
الرئيس الأمريكي حاول أن يصور الأمر انتصاراً وأن ادارته انجزت في عام واحد ما لم تستطيع إدارة بوش السابقة أن تنجزه في ثمانية أعوام.
قد يستطيع أوباما الاستفادة من قتل بن لادن لكسب رضاء الناخبين في الولايات المتحدة.
ويخطئ الرئيس الأمريكي عندما يقول أنه انتصر علي القاعدة. لأن تنظيم القاعدة لن يتردد في الانتقام لقتل بن لادن بهذه الطريقة الهمجية.. أن كل الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة لا شك ستتحرك من أجل التجهيز وتنفيذ ضربات موجعة قد تدمر ثقة الأمريكيين في أنفسهم بل قد تدمر أحلام أوباما في الفوز بدورة رئاسية ثانية.
أن مقتل بن لادن لن يكون نهاية الإرهاب الدولي. لأن هذا الإرهاب هو صناعة أمريكية إسرائيلية.
بعد يوم واحد من مقتل بن لادن تم هجوم مسلح بالقرب من السفارة الأمريكية في كابول وتعتقد أن تلك الواقعة رغم أنها لم تسفر عن ضحايا فهي نشير إلي أن الاستعداد للانتقام يجري علي قدم وساق.
الولايات المتحدة كانت أول من فتح أبواب التطرف السياسي. هي التي ساندت العرب الأفغان وفي مقدمتهم بن لادن وهي التي دربت كل المتطوعين الذين حاربوا الاتحاد السوفيتي في افغانستان.
الولايات المتحدة اخطأت أكثر من خطأ واحد.. والخطأ الأكبر الذي سيفقدها تعاطف كل حلفائها. هو القاء جثمان رجل ميت في قاع البحر مما أثار مشاعر كل المسلمين ضد الهمجية الأمريكية.. أن الثقافة الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية لا تختلف فيما يتعلق بالموتي واحترام قدسية الموت.
الولايات المتحدة تعتقد أن رمي الجثمان في بحر العربپيمنع اقامة مزارات له في أي أرض عربية.. ولكن علي أمريكا أن تعرف أن بن لادن سيظل ماثلاً في قلوب كل المسلمين كنموذج للشجاعة والبطولة والتضحية من أجل تحرير الوطن العربي الكبير وأن قبره في كل قلب وعقل كل إنسان له ضمير.
الصفحة السابقة (javascript:history.back(0);)
الصفحة الرئيسية (http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/fpage/)
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/temp1res/images/line.gifرؤية مصرية
بقلم : د. لطفي ناصف
lotnass*************
بن لادن لن يموت .. وقبره قلوب كل المسلمين؟
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/raay/detail00.asp