مستر/ عصام الجاويش
10-05-2011, 01:19 PM
هذا العنوان قد يبدو غريبا ولكنك عندما تحاور غير المسلم يسألك هذا السؤال فلندخل جميعا ونجيب على هذا التساؤل:
وانا سابدا بهذا الكلام :
قال الدكتور أبو شادي مجيبا على سؤال: لماذا أنا مسلم؟: 1- الإسلام الذي أؤمن به عقيدة سهلة سمحة تتفق مع المنطق المعقول.. أساسها الإقرار بإله واحد. أبدع هذا الوجود ودبر أمره على سنن حكيمة قديمة مطردة. ولا يوجد وصف لله أقدس ولا أزكى مما حواه الإسلام. فإن تصوير العظمة الإلهية في هذا الدين جمع بين مفهوم الحقائق العلمية الثابتة وأهداف الفلسفات النفسية والتربوية.
2- يرفض الإسلام الشرك بالله في صوره كلها ويرد كل احتيال للبس التوحيد بغيره من أساليب التعلق بغير الله والإسلام قاطع في عد الشرك امتهانا للعقل٬ وسقوطًا بالإنسانية. والإنسان في نظر الإسلام سيد حر بين عناصر الطبيعة المختلفة فهر ليس رقيقا للكون ولا مسخرا للوجود٬ بل هو كائن مخير إلى حد بعيد ٬ ذو إرادة مستقلة وهو مسير من جهة أنه جزء من نظام الملكوت وقطرة في خضم العالم الكبير.
3- الإسلام مع الأديان السماوية التي سبقته بناء متكامل فهي وحدة تمشى تحت رايته إلى غايتها الصحيحة وتعاليم السيد المسيح وفي طليعتها السلام والرحمة لم تجد كالإسلام نصيرا لها ولا مدافعا عنها واليهود والنصارى الواعدون في بلاد الإسلام هم في نظره مسلمون جنسية وإن احتفظوا بعقائدهم ومع أن الإسلام يأبى إكراههم على الدخول فيه فهو يسوى بينهم وبين أتباعه في الحقوق والواجبات وفق قاعدة :`لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
4- الإسلام خصم للعدوان والفساد٬ وهو منذ نشأته ينادى بالحرية والعدالة ويتبرأ من الاستبداد والظلم.
5- الإسلام دين عالمي لا يمكن أن ينحصر في بيئة خاصة ولا أن يكون وفقا على جنس بعينه أو عصر بعينه إنه حقيقة إنسانية مطلقة تسع الأزمنة والأمكنة كلها.
6- للإسلام دستور مرن في شرائعه وآدابه هو القرآن الكريم وقيام القرآن على القواعد العامة للإيمان والأخلاق يترك المسلمين أحرارا في وضح القوانين الملائمة لأقطارهم وأزمانهم وفاقا للصالح العام والاجتهاد المقبول.
7- يعتبر الإسلام العلم ٬ هر المصباح المنير المرشد إلى تفسير آياته والدال على صدق رسالته ولذلك يحارب الجهل والغباء ويحتفي بالمعرفة والحكمة.
8- لا يقر الإسلام أية واسطة بين الإنسان وربه٬ فلا كهنوت في الإسلام بأية صورة من الصور٬ ويحترم الشخصية الإنسانية ويؤمن بإمكان ترقيها إذا استجابت لهداية الفطرة ونداء الإيمان.
9-خلق الإسلام من مذهبه في العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة وضعا سياسيا للحكم لم يبز في أى عصر كان ولا يزال مصدر النعمة الموفورة للشعوب التي أخذت به مخلصة٬ وما سقط هذا الحكم إلا يوم انفصل عن هذه التعاليم وخضع لهوى الأنفس.
10- إن الإسلام دين عملي كفيل بالنجاح المادي والروحي معا ٬ وقد تنزه تنزها تاما عن الخرافات والخزعبلات والغيبيات السخيفة والأوهام التي يخلقها الجهل أو التعصب الأعمى٬ كما تنزه عن التواكل والتسليم بالقدرية.
11- اعتبر الإسلام قداسة العلم أعظم من قداسة العبادة الشكلية٬ لأنه اعتبر العلم في ذاته عبادة ينكشف بها الحق ويقوم عليها الإيمان وتتلاشى في جوها الخرافات.
12- جاء `القرآن` الشريف بنبوءات شتى انطبقت على تطور البشرية وعلى اكتشافاتها ومخترعاتها مما لم يكن يحلم به أحد منذ أربعة عشر قرنا٬ ولو أن القرآن نزل اليوم ما تغير!! فيه حرف واحد لأن صلاحيته للعصور كلها لم تمس.
13- جاء` الإنجيل` بتنبؤات عن رسالة محمد صلوات الله عليه كما جاء قبله `التوراة` بذلك مما لا يحتمل أى تأويل آخر وإن جادل علماء الديانتين في المعنى بهما.
14- أصول الإسلام نابعة من العقل والفطرة ٬ وبهذا فتح صدره لتقبل جميع الأنظمة المتمشية مع مبادئه الأدبية الرفيعة والكفيلة بسعادة البشرية أينما كانت ٬ وهكذا ساند جميع الحضارات السامية ورعاها ٬ فاستظلت بجناحه واستوعبتها فلسفته٬ فامتدت وترعرعت وأسهمت في إسعاد المسلمين ٬ بل في إسعاد البشرية عامة
15- لا يحتمل الإسلام الرجعية مطلقا٬ وإنما شعاره دائما الرقى والتقدم ٬ فكل حجر على الحرية أو النهوض مناف له٬ هو بمثابة الكفر به. وكل إنسان يحترم حقوقه وفي مقدمتها حرية الفكر والقول لابد أن يناصر الإسلام ولو لم يكن من أتباعه.
16- يعتبر الإنسان نفسه هو المسئول عن خلاصه بالعمل الطيب٬ فلا وساطة ولا شفاعة ولا فداء ينجيه إذا لم تنجه أعماله هو٬ وما ورد غير ذلك في أي دين فإن الإسلام ينكره.
17- يستطيع المسلم أن يكون موسويا أو عيسويا أو محمديا في آن واحد لأن هذه روح الإسلام وعالميته، وكذلك كان الإسلام ولا يزال أهلا لقيادة العالم قيادة ديمقراطية صحيحة مشربة بروح المحبة والسلام.
قال الدكتور أبو شادي لهذه الأسباب الوجيهة ولأسباب متفرعة عليها آثرت أن أبقى مسلما واعتززت بإسلامي٬ تاركا التوسع في التفسير والتطبيق العملي لمن يخصهم ذلك ويعينهم من الشيوخ الواعين والمثقفين المتفرغين لهذا العمل الحميد ولا يسعنا في ختام هذا الحديث إلا أن نقتبس هذه التحية من توماس كارليل وقد وجهها إلى نبي الإسلام `إلى البطل في صورة نبي` فهي أبلغ في دلالتها من أي شعر نزجيه.
قال كارليل: `العقيدة المحمدية بيت العرب أوضح مثل للظاهرة الثانية من ظواهر تكريم الأبطال حيث لا ينظر إلى البطل كإله وإنما كملهم من الله كنبي.. فلنحاول ن نفهم ما كان محمد يعنيه بالدنيا أو بالأخرى كانت تعنيه الدنيا.. انه بالتأكيد لم يكن دجالا ولا محتالا واسع الدهاء ولا مزيفا.. والفروض القائلة بأنه كان كذلك ليست سوى نتاج سفه وإلحاد٬ فهي تكشف عن ألوان من الشلل الروحي تدعو للآسي.. أفي قوى مدع زائف على إيجاد دين ؟.. إن الزائف لا يستطيع أن ينشئ شيئا و لو كان هذا الشيء بيتا من طوب! من كان ميرابو ولا بيريز ولا كرومويل ٬ ولا أي مخلوق ليستطيع أن يفعل أمرا ما لم يكن قبل كل شيء صادق الإيمان به.. فان الإخلاص وصدق الإيمان هما أعظم ما يميز جميع أولئك الذين يأتون عملا من أعمال البطولة `وقال أيضا: `الإسلام يرمى بطريقته الخاصة إلى إنكار الذات وقمع النفس`. وهذه هي أسمى حكمة كشفتها السماء لعالمنا الأرضي وأنى لأجد في محمد وفي قرآنه الصدق والإخلاص والتحرر الكامل من الزيغ والضلال قبل كل شيء، وقد ظل دينه طيلة هذه القرون الاثنى عشر مرشدا لخمس الجنس البشرى وظل قبل كل شيء موضع إيمان قلبي عميق.. لقد كان العرب شعبا ضيق الأفق، فبعث إليهم نبي بطل٬ فلم ينقض قرن حتى كان العرب قد وصلوا إلى غرناطة من ناحية وإلى دلهى من ناحية أخرى `.. هذا هو الدين الذي أحببته ودعوت غيري إلى محبته. هذا هو الإسلام كما يجب أن يعرف ٬ أي من مصادره الأولى. لا من أفواه الجاهلين به أو الحاقدين عليه.
الختام الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج في فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكد الفكر إن آيته الأولى: هي البساطة! وميزته التي سال بها في الآفاق: هذه السهولة البادية في عقائده٬ وشعائره وسائر تعاليمه. وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك به متاهات الفلسفة٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني في البحث عن الحق، بعيدا عن هدايات الله٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده!! كما أن من أشد الإساءات٬ أن يتسلط على هذا الدين أقوام لهم عاطفة٬ وليس لهم ذكاء٬ أو لهم ذكاء٬ ولكن الهوى يميل بهم عن الصراط المستقيم وقد بذلت جهدي منذ انتصبت الدعوة إلى الله٬ أن أنفي عن الإسلام تحريف الغالين فيه٬ وأوهام الجافين عنه٬ وأن أعرضه كما أوحته العناية العليا نقيا مصفي.
فإن الإسلام لم يصب في ميادين الحياة من شيء٬ مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التي أظهر فيها٬ وتلك التشويهات الزرية التي ألصقت به. وفي النواحي الاجتماعية٬ والاقتصادية٬ والسياسية٬ نشرت كتبا شتى ٬ أظن أن فيها إبانة حسنة عن جوهر الإسلام٬ دون تزيد٬ أو تزويق٬ ودون نقص٬ أو تفريط.. والهدف الذي جاهدت لإدراكه٬ هو إنصاف الإسلام من أصدقائه٬ ومن أعدائه٬ على سواء.. إن كتلا ضخمة من الجماهير اعتنقت هذا الدين٬ وحملت رايته٬ وعرفت به. ومع ذلك ٬ فهي واهية العلاقة به. لو بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا ثم قيل له: هذه أمتك! ما عرف فيها رسالته ولا توسم كتابه وسنته!!
أفليس من الواجب كشف هذا البعد بين المسلمين وبين ما يعتنقون من دين؟
ثم هناك كتل ضخمة من الجماهير التي تنكر الإسلام وتطوى الجوانح على كرهه وحرب أهله عن جهل فاضح به وعن جشع يغرى بالافتيات أليس من الواجب إبراز هذه الحقيقة في إطار كبير ولفت الناس مؤمنهم وكافرهم إلى سرها وضرورة الانتهاء منها؟
إن عبء ذلك يقع علينا وحدنا٬ ولعلنا بهذا الكتاب وأمثاله نندفع خطوة إلى الغاية
وانا سابدا بهذا الكلام :
قال الدكتور أبو شادي مجيبا على سؤال: لماذا أنا مسلم؟: 1- الإسلام الذي أؤمن به عقيدة سهلة سمحة تتفق مع المنطق المعقول.. أساسها الإقرار بإله واحد. أبدع هذا الوجود ودبر أمره على سنن حكيمة قديمة مطردة. ولا يوجد وصف لله أقدس ولا أزكى مما حواه الإسلام. فإن تصوير العظمة الإلهية في هذا الدين جمع بين مفهوم الحقائق العلمية الثابتة وأهداف الفلسفات النفسية والتربوية.
2- يرفض الإسلام الشرك بالله في صوره كلها ويرد كل احتيال للبس التوحيد بغيره من أساليب التعلق بغير الله والإسلام قاطع في عد الشرك امتهانا للعقل٬ وسقوطًا بالإنسانية. والإنسان في نظر الإسلام سيد حر بين عناصر الطبيعة المختلفة فهر ليس رقيقا للكون ولا مسخرا للوجود٬ بل هو كائن مخير إلى حد بعيد ٬ ذو إرادة مستقلة وهو مسير من جهة أنه جزء من نظام الملكوت وقطرة في خضم العالم الكبير.
3- الإسلام مع الأديان السماوية التي سبقته بناء متكامل فهي وحدة تمشى تحت رايته إلى غايتها الصحيحة وتعاليم السيد المسيح وفي طليعتها السلام والرحمة لم تجد كالإسلام نصيرا لها ولا مدافعا عنها واليهود والنصارى الواعدون في بلاد الإسلام هم في نظره مسلمون جنسية وإن احتفظوا بعقائدهم ومع أن الإسلام يأبى إكراههم على الدخول فيه فهو يسوى بينهم وبين أتباعه في الحقوق والواجبات وفق قاعدة :`لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
4- الإسلام خصم للعدوان والفساد٬ وهو منذ نشأته ينادى بالحرية والعدالة ويتبرأ من الاستبداد والظلم.
5- الإسلام دين عالمي لا يمكن أن ينحصر في بيئة خاصة ولا أن يكون وفقا على جنس بعينه أو عصر بعينه إنه حقيقة إنسانية مطلقة تسع الأزمنة والأمكنة كلها.
6- للإسلام دستور مرن في شرائعه وآدابه هو القرآن الكريم وقيام القرآن على القواعد العامة للإيمان والأخلاق يترك المسلمين أحرارا في وضح القوانين الملائمة لأقطارهم وأزمانهم وفاقا للصالح العام والاجتهاد المقبول.
7- يعتبر الإسلام العلم ٬ هر المصباح المنير المرشد إلى تفسير آياته والدال على صدق رسالته ولذلك يحارب الجهل والغباء ويحتفي بالمعرفة والحكمة.
8- لا يقر الإسلام أية واسطة بين الإنسان وربه٬ فلا كهنوت في الإسلام بأية صورة من الصور٬ ويحترم الشخصية الإنسانية ويؤمن بإمكان ترقيها إذا استجابت لهداية الفطرة ونداء الإيمان.
9-خلق الإسلام من مذهبه في العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة وضعا سياسيا للحكم لم يبز في أى عصر كان ولا يزال مصدر النعمة الموفورة للشعوب التي أخذت به مخلصة٬ وما سقط هذا الحكم إلا يوم انفصل عن هذه التعاليم وخضع لهوى الأنفس.
10- إن الإسلام دين عملي كفيل بالنجاح المادي والروحي معا ٬ وقد تنزه تنزها تاما عن الخرافات والخزعبلات والغيبيات السخيفة والأوهام التي يخلقها الجهل أو التعصب الأعمى٬ كما تنزه عن التواكل والتسليم بالقدرية.
11- اعتبر الإسلام قداسة العلم أعظم من قداسة العبادة الشكلية٬ لأنه اعتبر العلم في ذاته عبادة ينكشف بها الحق ويقوم عليها الإيمان وتتلاشى في جوها الخرافات.
12- جاء `القرآن` الشريف بنبوءات شتى انطبقت على تطور البشرية وعلى اكتشافاتها ومخترعاتها مما لم يكن يحلم به أحد منذ أربعة عشر قرنا٬ ولو أن القرآن نزل اليوم ما تغير!! فيه حرف واحد لأن صلاحيته للعصور كلها لم تمس.
13- جاء` الإنجيل` بتنبؤات عن رسالة محمد صلوات الله عليه كما جاء قبله `التوراة` بذلك مما لا يحتمل أى تأويل آخر وإن جادل علماء الديانتين في المعنى بهما.
14- أصول الإسلام نابعة من العقل والفطرة ٬ وبهذا فتح صدره لتقبل جميع الأنظمة المتمشية مع مبادئه الأدبية الرفيعة والكفيلة بسعادة البشرية أينما كانت ٬ وهكذا ساند جميع الحضارات السامية ورعاها ٬ فاستظلت بجناحه واستوعبتها فلسفته٬ فامتدت وترعرعت وأسهمت في إسعاد المسلمين ٬ بل في إسعاد البشرية عامة
15- لا يحتمل الإسلام الرجعية مطلقا٬ وإنما شعاره دائما الرقى والتقدم ٬ فكل حجر على الحرية أو النهوض مناف له٬ هو بمثابة الكفر به. وكل إنسان يحترم حقوقه وفي مقدمتها حرية الفكر والقول لابد أن يناصر الإسلام ولو لم يكن من أتباعه.
16- يعتبر الإنسان نفسه هو المسئول عن خلاصه بالعمل الطيب٬ فلا وساطة ولا شفاعة ولا فداء ينجيه إذا لم تنجه أعماله هو٬ وما ورد غير ذلك في أي دين فإن الإسلام ينكره.
17- يستطيع المسلم أن يكون موسويا أو عيسويا أو محمديا في آن واحد لأن هذه روح الإسلام وعالميته، وكذلك كان الإسلام ولا يزال أهلا لقيادة العالم قيادة ديمقراطية صحيحة مشربة بروح المحبة والسلام.
قال الدكتور أبو شادي لهذه الأسباب الوجيهة ولأسباب متفرعة عليها آثرت أن أبقى مسلما واعتززت بإسلامي٬ تاركا التوسع في التفسير والتطبيق العملي لمن يخصهم ذلك ويعينهم من الشيوخ الواعين والمثقفين المتفرغين لهذا العمل الحميد ولا يسعنا في ختام هذا الحديث إلا أن نقتبس هذه التحية من توماس كارليل وقد وجهها إلى نبي الإسلام `إلى البطل في صورة نبي` فهي أبلغ في دلالتها من أي شعر نزجيه.
قال كارليل: `العقيدة المحمدية بيت العرب أوضح مثل للظاهرة الثانية من ظواهر تكريم الأبطال حيث لا ينظر إلى البطل كإله وإنما كملهم من الله كنبي.. فلنحاول ن نفهم ما كان محمد يعنيه بالدنيا أو بالأخرى كانت تعنيه الدنيا.. انه بالتأكيد لم يكن دجالا ولا محتالا واسع الدهاء ولا مزيفا.. والفروض القائلة بأنه كان كذلك ليست سوى نتاج سفه وإلحاد٬ فهي تكشف عن ألوان من الشلل الروحي تدعو للآسي.. أفي قوى مدع زائف على إيجاد دين ؟.. إن الزائف لا يستطيع أن ينشئ شيئا و لو كان هذا الشيء بيتا من طوب! من كان ميرابو ولا بيريز ولا كرومويل ٬ ولا أي مخلوق ليستطيع أن يفعل أمرا ما لم يكن قبل كل شيء صادق الإيمان به.. فان الإخلاص وصدق الإيمان هما أعظم ما يميز جميع أولئك الذين يأتون عملا من أعمال البطولة `وقال أيضا: `الإسلام يرمى بطريقته الخاصة إلى إنكار الذات وقمع النفس`. وهذه هي أسمى حكمة كشفتها السماء لعالمنا الأرضي وأنى لأجد في محمد وفي قرآنه الصدق والإخلاص والتحرر الكامل من الزيغ والضلال قبل كل شيء، وقد ظل دينه طيلة هذه القرون الاثنى عشر مرشدا لخمس الجنس البشرى وظل قبل كل شيء موضع إيمان قلبي عميق.. لقد كان العرب شعبا ضيق الأفق، فبعث إليهم نبي بطل٬ فلم ينقض قرن حتى كان العرب قد وصلوا إلى غرناطة من ناحية وإلى دلهى من ناحية أخرى `.. هذا هو الدين الذي أحببته ودعوت غيري إلى محبته. هذا هو الإسلام كما يجب أن يعرف ٬ أي من مصادره الأولى. لا من أفواه الجاهلين به أو الحاقدين عليه.
الختام الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج في فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكد الفكر إن آيته الأولى: هي البساطة! وميزته التي سال بها في الآفاق: هذه السهولة البادية في عقائده٬ وشعائره وسائر تعاليمه. وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك به متاهات الفلسفة٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني في البحث عن الحق، بعيدا عن هدايات الله٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده!! كما أن من أشد الإساءات٬ أن يتسلط على هذا الدين أقوام لهم عاطفة٬ وليس لهم ذكاء٬ أو لهم ذكاء٬ ولكن الهوى يميل بهم عن الصراط المستقيم وقد بذلت جهدي منذ انتصبت الدعوة إلى الله٬ أن أنفي عن الإسلام تحريف الغالين فيه٬ وأوهام الجافين عنه٬ وأن أعرضه كما أوحته العناية العليا نقيا مصفي.
فإن الإسلام لم يصب في ميادين الحياة من شيء٬ مثلما أصيب من هذه الأثواب المزورة التي أظهر فيها٬ وتلك التشويهات الزرية التي ألصقت به. وفي النواحي الاجتماعية٬ والاقتصادية٬ والسياسية٬ نشرت كتبا شتى ٬ أظن أن فيها إبانة حسنة عن جوهر الإسلام٬ دون تزيد٬ أو تزويق٬ ودون نقص٬ أو تفريط.. والهدف الذي جاهدت لإدراكه٬ هو إنصاف الإسلام من أصدقائه٬ ومن أعدائه٬ على سواء.. إن كتلا ضخمة من الجماهير اعتنقت هذا الدين٬ وحملت رايته٬ وعرفت به. ومع ذلك ٬ فهي واهية العلاقة به. لو بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا ثم قيل له: هذه أمتك! ما عرف فيها رسالته ولا توسم كتابه وسنته!!
أفليس من الواجب كشف هذا البعد بين المسلمين وبين ما يعتنقون من دين؟
ثم هناك كتل ضخمة من الجماهير التي تنكر الإسلام وتطوى الجوانح على كرهه وحرب أهله عن جهل فاضح به وعن جشع يغرى بالافتيات أليس من الواجب إبراز هذه الحقيقة في إطار كبير ولفت الناس مؤمنهم وكافرهم إلى سرها وضرورة الانتهاء منها؟
إن عبء ذلك يقع علينا وحدنا٬ ولعلنا بهذا الكتاب وأمثاله نندفع خطوة إلى الغاية