مشاهدة النسخة كاملة : مصر التى فى خاطرى


medo1960
11-05-2011, 11:15 AM
من سلسلة مقالات : مصر التى فى خاطرى
بقـــــــــــــــــــــلم : محمود حسنين
إن مصر هى شغلى الشاغل طوال حياتى ، أفكر فيها صباح مساء أنام على صورتها فى الليل وأستيقظ عليها فى الصباح ، مع كل صباح لابد أن أقول لها مبتسما صباح الخير ياأمى ، أحيانا أجدها فرحة ومبتهجة تزهو بخيلائها كعروس يوم زفافها وتكاد ترقص فرحا وهى تختال بحدائقها وبساتينها ومياهها وعصافيرها وبلابلها تغنى نشيدا فى حب مصر تبدأه بصوت عال قائلة " أنا أم الدنيا " وتقول إسألوا أحمس مخترع العجلات الحربية ومينا موحد القطرين وإخناتون الذى فطن قبل سبعة آلاف سنة أنه لايمكن إلا أن يكون هناك إله واحد لهذا الكون وانظروا كم تخبط العلماء وكم فكر الفلاسفة على مدار قرون بعد ذلك فى هذه النظرية إلى أن نزل الوحى من السماء ليؤكد ما أقره أولادى منذ القدم ، إذا ليس غريبا أن يأتى موسى عليه السلام ليناجى ربه من فوق ترابى وأن تلجأ العذراء إلى أحضانى الدافئة كى أحميها ووليدها الذى كلم الناس فى مهده من بطش الجهلاء ، ليس غريبا أن يوصى بى خيرا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه وتابعيه قبل أن يضئ الإسلام ترابى ويستقر فى أحضانى بعقود ، يوصيهم أن يتخذوا من أولادى جندا لأنهم خير أجناد الأرض لأنهم سيظلون فى رباط إلى يوم القيامة ومع هذا تمر بى عقود ثلاث عجاف لم يمر بى مثلها فى تاريخى ، أجد قلة من أبنائى يرقدون فى أحضان أعدائى ، ينفذون أوامرهم كما ينفذ الجندى أوامر قائده، يسلبون أموال الضعفاء من أبنائى ليكنزوها فى بنوك الأعداء ليأكلوا وأبنائهم ثمارها ويحرم منها أينائى وهم يكتفون بمشاهدة هؤلاء الأعداء ينعمون فى خيراتى ولايكتفون بذلك بل يقهرون فلذات أكبادى ويعذبونهم بشتى وسائل ال***** وينكلون بهم ويكبتون حريتهم وهم مغلوبون على أمرهم ، تركوا إخوتى ينقسمون ويتشرذمون بل وحاصروهم ومنعوا عنهم الغذاء والدواء لينالوا رضا الأعداء ، كما تركوا جذورى التى تمنحنى الحياة تعانى من الإنقسام والجهل والجوع والمرض والظلام والحروب الأهلية لم يسألوا فيهم ولم ينظروا إليهم بل وتغطرسوا عليهم وحاربوهم فى أرزاقهم حتى كادت جذورى أن تمنع الماء عنى وتسلبنى حق الحياة لأنهم رأوا أننى لم أعد أستحق الحياة بسبب أفعال تلك القلة الفاسدة التى ضلت الطريق ،
غضبت منهم ، صرخت فيهم ماذا تفعلون بأولادى ؟ أنسيتم من أنتم ؟ أجهلتم من آباؤكم وأجدادكم ؟ ألم يكن آباؤكم هم من بنوا السد العالى رغم أنف هؤلاء الأعداء ؟ ألم يحفر أجدادكم قناة السويس بسواعدهم ودمائهم وليس بآلاتهم الحديثة ؟ أليس أجدادكم من بنوا الأهرامات ؟ ألم يكتشفوا من العلم قبل آلاف السنين مالم يستطع أن يصل إليه هؤلاء بحضارتهم الحديثة ؟ ثم ألم تعبروا أنتم قناة السويس وتدمروا خط بارليف الحصين وتحطموا أسطورة جيش الأعداء الذى لايقهر ؟ صرخت وصرخت وصرخت ، ولكن تلك القلة الفاسدة لم تسمع صراخى لأن الفساد والجهل والعبودية والذل قد تمكن منها ، ألغت عقولها ، وأعمت عيونها ، وطمثت بصيرتها ،و***ت ضمائرها ، صبرت عليهم وكررت النداء ولم بستجيبوا لى ولم يكن أمامى سوى أن أتركهم حتى يضعوا الأغلال حول رقابهم لي***وا أنفسهم ويتخلص الضعفاء من أبنائى من ظلمهم وغيهم لأننى واثقة أننى لن أموت
سمع النداء أبنائى الضعفاء المخلصين الذين لم ينسوا تاريخى ، وقالوا بعزتك ياأمنا لن نتركهم يعبثون بتاريخك وكبريائك أكثر من هذا ، لا وألف لا ، سنسومهم سوء العذاب بما قدمت أيديهم ، سنزلزل الأرض من تحت أقدامهم ، سنصيح فيهم صيحة واحدة تصم آذانهم ، وبالفعل كانت صيحتهم عالية سمعها العالم كله شرقا وغربا ، الشعب يريد تغيير النظام ، إنتبه إليهم العالم وأخذ يستمع إليهم ويتعلم منهم ويستلهم من إرادتهم وليس هذا غريبا فعندما يتكلم أبناء مصر فعلى العالم كله أن يسمع وفى خلال ثمانية عشر يوما غيرت إرادة أولادى كل شئ ، أزالوا الغبار عنى ، أعادوا إلى روحى وعزتى وكرامتى فصالحت إخوتى واسترضيت جذورى لأنهم شعروا بصدقى وامتد أفق الأمل أمامى حتى أن أبنائى يريدون أن يمسكوا النجوم بأيديهم بعد أن عادت إليهم حريتهم وكرامتهم ، إنطلق أبنائى فى كل اتجاه يصححون كل الأخطاء فى الداخل والخارج ، ينشرون الضياء ويجملون كل قبيح ويزينون كل شئ حتى أصبحت مرة ثانية ليس فقط كالعروس يوم زفافها بل كالملكة على كرسى عرشها ، كيف لا وقد ألهم أبنائى العالم كله بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء بعد أن بذلوا كل غال ونفيس ، آه ياأولادى ، لن أنسى دماءكم الذكية التى بذلتموها لكى تعيدوا الروح الى ، لن أنساها وستعيشون ياشهدائى فى قلبى وعقلى وضميرى ستعيشون طالما ظلت هناك عيون ترى وبشر يتنفسون ، طالما كانت هناك أقلام تكتب ستعيشون فيما يكتبون طالما بقيت هناك حياة ستحيون ، لن نحسبكم أبدا أمواتا بل أحياء ترزقون ، وسأعيش بكم ياأبنائى رغم كل شئ وسنعيش معا رغم الداء والأعدء ، الداء الذى سببته لى رغما عنى تلك القلة الفاسدة ، تركتنى أغرق فى ديون لم أستدنها بل نهبوها ولكنى واثقة أننى سأنهض من جديد بأسرع مايتوقع هؤلاء البلهاء ، سأنهض رغم الداء ورغم الأعداء الذين هرب بغضهم كالفئران وقبع بعضهم خلف القضبان وبقى الكثير منهم طلقاء مازالوا يدبرون الفتن ويعملون فى الظلام لكى يفرقوا بين أبنائى ، تارة بحرضون بعضكم على الخروج فى مظاهرات فئوية وهم لايقصدون مصلحتكم بل يقصدون تعطيل مسيرتى نحو إسعادكم ، وتارة ببث الفرقة بينكم ياأبنائى ، بين المسلمين منكم والمسيحيين ، ألم يعلم هؤلاء البلهاء أنكم كلكم أبنائى وأحضانى الدافئة تتسع إليكم جميعا ، أحملكم فوق ترابى وأستظلكم بسمائى ، أحميكم جميعا بدفء أحضانى من برد الشتاء وحرارة الصيف ، لا يا فلذات أكبادى ، لاتنساقوا وراء هؤلاء البلهاء ، لأنهم يريدون أن يعطلوا مسيرتى ويؤخروا نهوضى وأنا أريد أن أنهض بسرعة كى أسعدكم جميعا وأرد الدين إليكم دون تفرقة
فهل تفرق أم حنون بين أبنائها ؟
هـل تفرق أم حنون بين أبنائها ؟

الأستاذة ام فيصل
11-05-2011, 11:24 AM
مقال اكثر من رائع بارك الله فيك وفي كل انسان خير
بس ياريت تخبرني هل الموضوع منقول لكي اضعه في مكانه المناسب
تحياتي

medo1960
12-05-2011, 08:24 AM
الأستاذة نغم
الموضوع من إبداعى الشخصى وليس منقول من أى مكان والحمد لله أننى دارس للأدب الإنجليزى والأدب العربى وقارئ جيد لتاريخ مصر القديم والحديث وأحمل شهادة ليسانس آداب وتربية . لغة إنجليزية ، ويتضح جليا فى المقال تأثرى بدراسة شكسبير والتاريخ المصرى القديم والحديث

الزهراء البتول محمد حسين
12-05-2011, 10:26 AM
ساميحنا يا امنا ان كنا فى هذه الاونة ابكيناكى دما وكان هذا الدم هو دماء بنوك اعيننا يا مصرنا على لملمة انفسنا مرة اخرى والالتفاف حول بعضنا البعض مرة اخرى
شكرا استاذ محمود على هذا الموضوع المتميز

faten forever
18-05-2011, 06:13 PM
مقاله رائعه

جزاك الله خيرا