مشاهدة النسخة كاملة : قنبلة موقوتة


طارق69
31-05-2011, 04:59 AM
قنبلة موقوتة
واسطة ومحسوبية .. في الوظائف الحكومية
والنتيجة: انحراف وتطرف وإرهاب
تحقيق: عنتر سعيد - عبير علي
http://www.thanwya.com/vb/../images/G-6-43----MB.jpg يدفع المجتمع المصري الثمن غاليا بسبب توريث الوظائف جميع الوظائف. مع عدم وجود فرص عمل فيترك ذلك آثارا اقتصادية واجتماعية ونفسية سيئة علي الشباب من أبناء الطبقة المتوسطة والذين يحلمون بالوصول إلي تلك الوظائف التي تقف "الكوسة والمحسوبية والواسطة" حجر عثرة أمام الحلم الذي يضيع علي صخرة اصرار البعض علي توريث وظائفهم لأبنائهم.
خبراء الاقتصاد والاجتماع وعلم النفس أكدوا ان الآثار الضارة لتلك الظاهرة سيئة للغاية حيث وجود الأشخاص غير المناسبين في المواقع القيادية والحساسة يكلف ميزانية الدولة الكثير علاوة علي الأمراض الاجتماعية التي يدفع ثمنها الجميع من انحراف وتطرق وارهاب وادمان ورشوة.
تكسير القوانين
في البداية يؤكد الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر من العبث بمكان أن يكون ابن القاضي قاضيا وابن الشرطي شرطيا فهذه من الأمور الاستبدادية التي من شأنها تضييع الفرص علي الآخرين والقضاء علي الكفاءات التي من شأنها ان تنهض بالمجتمع والانسان الذي يطلب الامارة لنفسه أو لولده فينبغي الا يوليها.. فالنبي صلي الله عليه وسلم كان يرفض تولي الامارة لمن يطلبها ويقول انها أمامة ويوم القيامة خزي وندامة.
ويضيف أن ما يحدث في مجتمعنا من توريث للوظائف من الأمور التي نهي عنها الاسلام لأن فيها تضييعا علي غيرهم والنبي صلي الله عليه وسلم قال: "الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي والعمل الصالح" ولكننا وجدنا الوساطة تصل إلي القوانين فتكسرها والي اللوائح فتهدمها.. لذا انتشر الفساد واستشري وعلينا نفيق من غفلتنا ونتوب إلي رشدنا ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
ويؤكد الدكتور محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس وعميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها.. لقد بدأت تلك الظاهرة بالتوسع الكبير بعد عام 1990 حيث بدأت ما يسمي بتوريث الوظائف بالمجتمع المصري بمعني ان يشغل أولاد أعضاء هيئة التدريس مواقع آبائهم في وظائفهم وكذلك معظم القطاعات والمواقع مما ترك أثرا نفسيا سيئا لدي العامة وكذلك تسببت تلك الظاهرة في ترك أثر اجتماعي نفسي لا يتفق مع العدالة الاجتماعية ولا تطوير التعليم والعلم لأن هناك قدرات علمية خاصة لا علاقة لها بالوراثة مما يحرم الكثير من المواقع القيادية والوظائف بسبب المحسوبية والواسطة.. ليكون الوطن هو الضحية في النهاية فلا تنمية ولا استقرار ولا نهوض الا عندما يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.. لأن الواسطة تتسبب في خسائر اجتماعية واقتصادية ونفسية لا يمكن تقديرها بالأرقام لأنها ببساطة تدمر المجتمع بشكل كامل.
ويقول الدكتور عبدالعزيز عبدالعليم استشاري الصحة النفسية ان الاحساس بالظلم لدي الموظف الذي يري من لا يستحق يشغل مكانه سيؤدي به إلي أمراض نفسية أهمها الاحباط والاكتئاب وقل الدافعية في العطاء مما يؤثر سلبا علي عطائه في مكن عمله وعلي حالته النفسية ككل حتي في منزله أو مع عائلته فلابد من علاج هذه الأمراض النفسية من جذورها حتي لا يصبح المجتمع كله مصابا بحالة احباط جماعي مما ينذر بحدوث كارثة اجتماعية ونفسية لا يحمد عقباها.
وتؤكد الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس انه من المفروض ان يكون هناك معايير لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب لتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية لشغل الوظائف ولتطبيق مبادئ القانون علي الجميع كما يقول المثل الفرنسي "القانون يجب ان يكون كالموت لا يستثني منه أحد".
ولكن لا يمكن ان نغير عقلية عقيمة عمرها أكثر من 50 عاما في بضعة شهور فلابد من تطبيق وتغيير معايير تقدير الأشخاص التي تقاس حاليا بالمال والسلطة والشهرة ويتم تبديلها إلي الكفاءة والمهنية والجدية.
وقد أكدت أن الشعور بالظلم والتعسف والقهر بمثابة قنبلة مؤقوتة داخل الانسان يمكن انفجارها في أي وقت وهذا الشعور هو السبب الرئيسي وراء ثورة يناير بعد الشعور بالظلم والدونية والاحباط واللامبالاة من قبل المسئولين وعلي العكس شعور الانسان بالعدل والمساواة يؤدي به الي بذل الكثير من الجهد والعمل لدفع عجلة الانتاج.
مصالح شخصية
يشير محمد خطاب أستاذ علم النفس بآداب عين شمس إلي أن توريث الوظائف خاصة في القضاء والسلك الدبلوماسي والاذاعة والتليفزيون يساعد علي انتشار ظاهرة "اللامبالاة" و"الانامالية" وهي أمراض اجتماعية تحول الانسان إلي شخص اناني لا يبحث الا علي مصلحته الشخصية دون الاكتراث بمصالح الآخرين أو الدولة وهذه الأمراض أدت إلي المظاهرات والمطالب الفئوية مما يتسبب في اخطار شديدة علي المجتمع المصري وتعوق عجلة الانتاج والتنمية ولابد من تطبيق معايير العدالة للاختبار السليم للوظائف من القمة قبل القاعدة. فلابد من التزام صانعي القرار وأصحاب السلطة بتطبيق هذه المعايير.
عرف
يؤكد اللواء نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشوري السابق وعضو لجنة حقوق الانسان ان مبدأ توريث الوظائف وأبناء العاملين عُرف سائد في المجتمع المصري قبل الثورة مما يزيد من روح الكراهية لدي جموع شباب الخريجين في كل المجالات.. ولكن بعد ثورة يناير يجب الاطاحة بكل المبادء التي كانت ترسخ المحسوبية بعدما اعادة الثورة للانسان المصري الكرامة والحقوق ومن أهمها الوظيفة المناسبة وكفاءته.
وتقول الدكتورة شادية السيد أستاذ السياسة بكلية العلوم السياسية جامعة القاهرة انه اذا استمر العمل بالمحسوبية والوساطة والقرابة للحصول علي أهم الوظائف وسيطر نفود البعض لأخذ وسلب حقوق الضعفاء فكأن ثورة يناير لم تحدث ولم تثمر ولابد من تطبيق القانون ومبادئ الثورة علي الجميع دون استثناء
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/thirdp/detail01.asp