مشاهدة النسخة كاملة : بمناسبة مرور 44 عام علي نكسة 1967


طارق69
05-06-2011, 04:06 PM
5 يونيو من الانكسار إلى الانتصار

طارق69
05-06-2011, 04:08 PM
باقي الموضوع
لم يعد يوم الخامس من يونيو عام 1967.. ذكرى للنكسة في سجل التاريخ المصري والعربي منذ أن انطلقت حرب السادس من أكتوبر 1973 وحققت انتصارا مجيدا أذهل العالم كله، وما تلاها من إعادة افتتاح قناة السويس في "5 يونيو 1975"، وتحرير أرض سيناء كاملة وكل شبر من أرض مصر بما فيها "طابا" بعد معركة دبلوماسية وسياسية وتحكيم دولي انتهى برفع العلم المصري فوقها ، وما يستتبعه من نصر معنوي للمواطن المصري أمام العالم كله.
وقد تركزت إعادة تقدير المواقف وتغيير مسار الأمور في مصر خلال السنوات الفاصلة بين "انكسار يونيو" و "انتصار أكتوبر" علي رفض الشعب المصري والشعوب العربية الاستسلام لأهداف العدوان الإسرائيلي‏، ‏وقد أسهم التحول في السياسات المصرية بعد وضع هدف استراتيجي في قيادة مصر من الهزيمة المريرة إلى حرب الاستنزاف في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأمكن خوض حرب أكتوبر واستثمارها سياسيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ويُعد هذا بمثابة تأكيد قدرة مصر على اجتياز المحن وتغيير مجرى التاريخ من الهزيمة إلى الانتصار مهما كلف من ثمن ؛ وذلك بالإصرار والعمل والتطوير على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.. بهدف توفير حياة كريمة للمواطن المصري.
العودة إلي أعلي (http://www.egynews.net/wps/portal/profiles?params=127143#)
النكسة:

http://www.egynews.net/wps/wcm/connect/1c054600471dedc28c12ee7870340cf6/1/img56566.jpg?MOD=AJPERES كانت حرب 1967 هى الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة، وهى حرب خاطفة شنتها إسرائيل على الدول العربية فى الخامس من يونيو 1967، وتمكنت خلالها من تحقيق انتصار عسكري واستراتيجي، ومن احتلال المزيد من الأراضى العربية ومن ضمنها جميع أراضي فلسطين.
بدأ التخطيط لاستدراج مصر إلى حرب مدبرة تؤدى إلى تدمير جيشها بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر فى 1956 في تحقيق هذا الهدف، وقد قامت إسرائيل فى أبريل عام 1967 بسلسلة من الانتهاكات لاتفاقية الهدنة مع سوريا، وقد تطورت الأحداث سريعاً حتى أعلن الرئيس جمال عبدالناصر في الثالث والعشرين من مايو عام 1967 إغلاق مضايق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، وتعهد في اليوم التالي للأمين العام للأمم المتحدة "يوثانت" بأن مصر لن تكون البادئة في الحرب، وأن على اسرائيل تنفيذ شروط الهدنة المعقودة في 1949.
في الثاني من يونيو عقد عبد الناصر اجتماعاً مع كبار قادته العسكريين وحذرهم من احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية مُفاجئة، وفي صباح يوم الخامس من يونيو بدأت إسرائيل هجومها الجوى على القواعد الجوية المصرية، وقد تمكنت هذه الضربة وما تلاها من القضاء على أسلحة الجو العربية، الأمر الذي سهل اندفاع القوات البرية الإسرائيلية في سيناء والضفة الغربية والجولان، حيث خاضت القوات البرية العربية معركة غير مُتكافئة ضد عدو يملك سيطرة جوية مُطلقة، وتوقف القتال في العاشر من يونيو تنفيذاً لقرار مجلس الأمن بوقف اطلاق النار.
لقد تمكنت إسرائيل إثر هذه الحرب من السيطرة على شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والضفة الغربية لنهر الأردن بما فيها "القدس الشرقية" و "قطاع غزة" وهما ما كان يتبقى من فلسطين التاريخية، وأصبحت مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرتها 89.359 كم2، في حين كانت مساحة الأراضي المُحتلة عشية حرب 1967 لا تتجاوز 20.700 كم2.
ولقد أدى هذا التوسع إلى تحسين وضع إسرائيل على الصعيد الجغرافي – الاستراتيجي، كما أدى الشعور بالتفوق لدى الجيش الإسرائيلي إلى خلل أمنى ونفسي ساهمت حرب أكتوبر 1973 فى إزاحته.
العودة إلي أعلي (http://www.egynews.net/wps/portal/profiles?params=127143#)

الاحتواء والصمود:

http://www.egynews.net/wps/wcm/connect/1c054600471dedc28c12ee7870340cf6/2/img56567.jpg?MOD=AJPERES الوضع على الجبهة بعد 67
كانت الجبهة عبارة عن جنود متفرقين على الشاطئ الغربي بلا وحدات تجمعهم عدد من الدبابات من مختلف الأنواع بدون قيادات، المعنويات هابطة بعد الانسحاب والعدو على الضفة الشرقية للقناة يزهو بانتصاره ولا يفصلنا عنه أكثر من مائتي متر.
رأس العش
وفي ظل هذه الحالة السيئة جداً للجيش المصري حاول الإسرائيليون الدخول واحتلال آخر نقطة غير محتلة من أرض سيناء في يوم 1 يوليو 67، وفي الساعة الثامنة صباحاً تحركت قوات العدو من القنطرة في اتجاه بورفؤاد، ولكن بعض قوات الصاعقة قامت ببث الألغام في طريقهم، وعندما تقدم العدو وانفجرت هذه الألغام فمنعت العدو من التقدم.
في يوم 2 يوليو 67 حاول العدو الاستيلاء علي بورفؤاد، ولكن أفراد قواتنا تصدوا لهم بالأسلحة الخفيفة ودمرت عرباته المُدرعات المُتقدمة وقد ساعدا قواتنا علي ذلك ضيق الطريق واضطر العدو أن ينسحب بقواته وبعض عرباته المدرعة الباقية له إلي العريش في خوف وذعر من نتيجة تصدي جيش منسحب لهم بأسلحة خفيفة، ولقد سميت هذه المعركة بمعركة رأس العش.
يومى 14، 15 يوليو 67
قامت القوات المسلحة المصرية بإطلاق مدفعية عنيفة على طول الجبهة، وذلك بعد اشتباكات مع العدو في الجنوب في اتجاه السويس والفردان، وقد كان ذلك تمهيداً لطلعة طيران قوية، حيث قامت القوات الجوية بأكملها بضربه في الجنوب فتحول العدو بقواته إلي الجنوب وترك الشمال بغير غطاء فانطلق الطيران المصري إلى الشمال ولقن القوات الإسرائيلية درساً لن ينساه في أول ضربة جوية مصرية بعد حرب 1967. وقامت القيادة الإسرائيلية على صدى هذه الضربة الجوية الصائبة بطلب وقف إطلاق النار من أمريكا التي كلفت سكرتير عام الأمم المتحدة بإبلاغ الرئيس جمال عبد الناصر عبر التليفون بهذا الطلب الإسرائيلي، وكان قائد الطيران في هذا الوقت هو الفريق مدكور أبو العز.
في يوم 21 أكتوبر67 قامت المُدمرة الإسرائيلية "إيلات" بدخول المياه الاقليمية المصرية فتصدت لها لنشات الصواريخ المصرية الصغيرة وإستطاعت تدميرها ، وكانت هذه الضربة حديث العالم كله.
يوم 8 مارس 68
قامت القوات المسلحة المصرية بمُفاجأة العدو بأول قصف عنيف للمدفعية على طول الجبهة، وكان رد العدو على هذا القصف هو الانتقام من الشعب المصري نفسه وليس من قواته وذلك بضرب الزيتية والسويس.
إن الجيش المصري لم يسبق له أن تعرض في تاريخه الطويل لمثل هذه المرارة التي تحملها بسبب نكسة عام‏1967، ولم يكن الجيش هو سبب هذه النكسة بقدر ما كان ضحيتها الأولى‏، وقد احتمل جيش مصر هذا العبء الثقيل على مدي أكثر من ست سنوات‏..‏ قضى نصفها في القتال النشط وفي حرب الاستنزاف‏،‏ ونصفها الآخر في الاستعداد الصامت الذي أكسب هذه الفترة أهمية كبري بما فرضه من تأثير حاسم على حرب أكتوبر‏1973، ورغم ذلك فقد أساء البعض تقويم مرحلة الإعداد فيما بين عامي 1967 و 1973.
العودة إلي أعلي (http://www.egynews.net/wps/portal/profiles?params=127143#)

ما بعد النكسة:

http://www.egynews.net/wps/wcm/connect/1c054600471dedc28c12ee7870340cf6/3/img56568.jpg?MOD=AJPERES في شهادته أمام الندوة الإستراتيجية لحرب أكتوبر التي عقدتها القوات المسلحة عام 1998 في اليوبيل الفضي لإنتصارات أكتوبر أكد اللواء حسن الجريدلي "نائب رئيس هيئة العمليات أثناء الحرب" أنه عقب حرب ‏1967‏ بدأ تطوير قدرات وإمكانيات الدولة وأسلوب استخدامها لكافة نواحيها العسكرية والاقتصادية والسياسية والبشرية لتحقيق أهداف وغايات الدولة‏..‏ والواقع أن هذا المفهوم لم يكن موجوداً قبل عام‏1967، بل لم يكن هناك تخطيط وتنفيذ لإعداد الدولة لتلك الحرب لتحقيق أول أهدافه‏،‏ وهو أمنها وسلامتها وقدرتها علي صد أي عدوان‏،‏ ولعل هذا القصور كان أحد الأسباب الرئيسية لهزيمة‏67‏.
دروس مُستفادة
بمجرد انتهاء الجولة الثالثة عام‏67،‏ بدأت المرحلة التحضيرية للجولة الرابعة المصرية الاسرائيلية‏، وظهر في تلك المرحلة لأول مرة موضوع إعداد الدولة للحرب كموضوع هام وبمضمونه الشامل بتهيئة وإعداد الدولة اقتصادياً وسياسياً وشعبياً ومعنوياً وبالمقام الأول عسكريا‏ً،‏ مع اتخاذ الاجراءات التي تضمن استمرار العمل السليم في مجال الانتاج والخدمات في جميع مرافق الدولة سواء في مرحلة الإعداد أو أثناء اندلاع الصراع، مع المحافظة علي الروح المعنوية للشعب وقواته المسلحة‏‏ طبقاً لتخطيط سليم ودقيق لجميع نواحي الإعداد مع التنسيق والتعاون الوثيق بين أجهزة الدولة سواء في المرحلة التحضيرية أو أثناء الحرب‏.‏
إن ذلك ساد في خمسة اتجاهات رئيسية في آن واحد وهي إعداد القوات المسلحة وتطويرها وتهيئة الاقتصاد القومي وإعداد الشعب للحرب وإعداد الدولة كمسرح للعمليات والاتجاه الخامس يخدم الاتجاهات الأربعة، وهو مجال السياسة الخارجية ليهيئ الظروف المناسبة التي تخدم الهدف من الصراع المُسلح المُقبل‏،‏ ولقد تركزت الانجازات الدبلوماسية بفضل الجهود السياسية المصرية قبيل خريف ‏1973‏ في أربعة مجالات،‏ جمع كلمة العرب علي حتمية الحل العسكري،‏ وحشد طاقاتهم المادية والمعنوية لخوض الحرب والحصول على التأييد من دول إفريقيا مع تحقيق المزيد من العُزلة لإسرائيل التي تعتبر سوقاً لها‏..‏ وكذا العالم الثالث مع الاقتناع بعدالة المطالب العربية والحصول على تأييد الغالبية العُظمي من دول عدم الانحياز لوجهة النظر المصرية من المشكلة القائمة بينها وبين إسرائيل والحصول على قرارات واضحة ومُباشرة بإدانة العدوان الإسرائيلي‏.‏
وأضاف اللواء الجريدلي إن استخدام القوة العسكرية لتغيير الوضع السياسي والعسكري أصبح ضرورة حتمية لتحريك القضية في أقرب وقت مُناسب لبدء الحرب‏،‏ وبحث أفضل أساليب استخدام القوة العسكرية في المسرح لاختيار أكثرها تحقيقاً للأهداف المنشودة،‏ مع مُراعاة تحقيق التوازن بين تلك الأهداف ذات المحتوى السياسي‏ وبين القدرات الحربية المُتاحة بما يعني تحديد شكل الحرب ومدتها ومجالها الجغرافي في حدود ذلك التوازن‏.‏ وبعد أن تم تحديد شكل الحرب التي اعتزمت القيادتان المصرية والسورية خوضها‏،‏ تحولت الدراسات السياسية إلى تحديد الهدف السياسي المنشود من تلك الحرب‏،‏ واستقر الرأي علي صيغة كسر جمود الموقف السياسي لأزمة الشرق الأوسط‏،‏ وإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب من خلال العمل علي قلب موازين الموقف الاستراتيجي في الشرق الأوسط،‏ وبالشكل الذي يُهييء أنسب الظروف السياسية والاستراتيجية لاستخدام باقي القوة العربية في تحقيق الأهداف القومية النهائية‏.‏
سار تحديد الهدف الاستراتيجي العسكري الذي تلتزم به القيادة العامة في تخطيط وإدارة العملية الهجومية على تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي عن طريق القيام بعمل عسكري حسب إمكانيات القوات المسلحة يكون هدفه الحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو‏، وإقناعه بأن مواصلة احتلال الأراضي العربية يفرض عليه ثمناً لايستطيع تحمله، وبالتالي فإن نظرية الأمن التي يعتنقها علي أساس التخويف النفسي والسياسي والعسكري ليست درعاً من الفولاذ يحميه الآن أو في المستقبل‏.‏
واتجهت السياسة الداخلية في مصر بعد نكسة يونيو 67 من منطلق الإحساس بمرارتها في إعداد الدولة لرد كرامتها وما سُلب من أراضيها، والإعداد للحرب من إعادة بناء ثقة القوات المسلحة في ذاتها، وإعادة بناء الثقة بين الجيش والشعب، وتغيير قيادات القوات المسلحة وفق معايير الكفاءة والوطنية والاحتراف العسكري والقدرة القيادية والقتالية، بل وإعادة بناء القوات المسلحة بإعادة تنظيمها وتسليحها وتدريبها، وبالفعل قد بدأت حرب الاستنزاف بعد شهور من الهزيمة وتحت شعار "إن ما أخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة"، بالإضافة إلى إعداد الجبهة الداخلية لخوض حرب تحرير التراب الوطني المصري، وإعداد سياسات تعبئة القدرة الاقتصادية الوطنية اللازمة للدفاع والتحرير، ومواصلة التنمية والتصنيع تحت شعار "يد تبني ويد تحمل السلاح"، والشعار الوطني "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".
إن هذه الأعمال كان لها تأثير فعال وعميق علي مسار الحرب بما يجعلنا نعتبر هذه المرحلة وكأنها بمثابة حرب أخرى وقعت بين الحربين، وكانت جولة رابعة انتقالية سبقت الجولة الخامسة التي وقعت في أكتوبر‏1973‏، وقال إن مصر أرادت أن تحقق عدة أهداف حيوية من أهمها فرض الازعاج الشديد علي القوات الإسرائيلية الموجودة شرق قناة السويس ومنعها من إقامة دفاعات مُحصنة علي الضفة الشرقية‏، وإنزال أكبر قدر من الخسائر بإسرائيل، وكذلك إعطاء الفرصة العملية للمُقاتل المصري في خوض تجربة ضد العدو يسترد بها معنوياته وثقته بنفسه وبقدراته وقياداته وسلاحه‏،‏ ولم يكن من السهل على القيادة المصرية أن تقرر التحول إلى أعمال قتال نشطة قبل أن تؤمن دفاعها غرب القناة‏،‏ وأن تعيد تنظيم قواتها لتكون قادرة على تنفيذ المهام الدفاعية أولاً وبكفاءة عالية،‏ وعندما شعرت مصر بقدرتها على تحريك الأوضاع الساكنة في الجبهة بدأت فوراً في تنفيذ مُخطط الدفاع النشط‏،‏ واستغرقت مرحلة استكمال تنظيم القوات للدفاعات في جبهة القناة خمسة عشر شهراً قبل أن تعمل على تنشيط جبهة القتال في سبتمبر‏1968‏.
أما الجانب السياسي لحرب الاستنزاف فيتمثل في رسالة يومية موجهة إلى كل شعوب العالم تتضمن وجود شعب هو الشعب المصري لايمكن أن ينسى أرضه المحتلة أو يتخلى عن إصراره وعزمه على تحرير هذه الأرض‏.‏ وفيما يتعلق بإعداد المقاتل وإعادة بناء القوات المسلحة فإن السؤال الذي طرحه الخبراء في جميع أنحاء العالم كان يدور حول كيف أمكن لشعب مصر وجيشه أن ينهض من كبوته في‏1967‏ بهذه السرعة؟ .. وكيف جاء قرار مصر بشن الحرب في هذا التوقيت مخالفاً لكل التوقعات ومتناقضاً مع كل التقديرات والدراسات التي أجراها خبراء إسرائيل والعالم من السياسيين والعسكريين، وقد اعتمد بناء وتنمية القدرة القتالية للقوات على ثلاث دعائم أساسية القائد والمقاتل والسلاح.
مُبادرات روجرز
منذ سبتمبر 1968 تجدد القتال بشكل متقطع على خطوط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا بما يُسمى حرب الاستنزاف، مما دفع الولايات المتحدة إلى اقتراح خطط لتسوية سلمية في الشرق الأوسط، وكان وزير الخارجية الأمريكي "وليام روجرز" قد اقترح ثلاث خطط على كلا الجانبين الخطة الأولى كانت في 9 ديسمبر 1969، ثم يونيو 1970، ثم 4 أكتوبر 1971. تم رفض المبادرة الأولى من جميع الجوانب، وأعلنت مصر عن موافقتها لخطة روجرز الثانية حتى تعطي نفسها وقتاً أكثر لتجهيز الجيش وتكملة حائط الصواريخ للمعركة المُنتظرة، أدت هذه الموافقة إلى وقف القتال في منطقة قناة السويس، وإن لم تصل حكومة إسرائيل إلى قرار واضح بشأن هذه الخطة.
في 28 سبتمبر 1970 توفي الرئيس جمال عبد الناصر، وأصبح أنور السادات رئيساً للجمهورية، وفي فبراير 1971 قدم أنور السادات لمبعوث الأمم المتحدة "جونار يارينج"، الذي أدار المفاوضات بين مصر وإسرائيل حسب خطة روجرز الثانية، شروطه للوصول إلى تسوية سلمية بين مصر وإسرائيل وأهمها انسحاب إسرائيلي إلى حدود 4 يونيو 1967. رفضت إسرائيل هذه الشروط مما أدى إلى تجميد المفاوضات.
تجهيز مسرح العمليات
بدأ الإعداد والتجهيز في أعقاب جولة يونيو‏1967‏ مباشرة وسارت عملية تجهيز المسرح في خدمة التخطيط طبقاً لأهداف كل مرحلة من المراحل الرئيسية‏، ‏ويتطرق اللواء الجريدلي إلي التجهيز الهندسي للتشكيلات التي ستعبر قناة السويس لتقتحم دفاعات العدو، وقال لقد تم على أساس أن يتم الهجوم بفرق مشاة كاملة‏، وبذلك ركزت الجهود لتجهيز المنطقة الابتدائية للهجوم لتكفي خمس فرق مشاة مدعمة في النسق الأول للجيشين الثاني والثالث‏، بالاضافة إلى الأنساق الثانية والاحتياط‏، وكانت هذه التجهيزات تهدف إلى تحقيق تقدم القوات واتخاذها لأوضاعها في المنطقة الابتدائية في سرية تامة وتحقيق الوقاية لقوات الجيشين من نيران العدو بجميع أنواعها‏، وتهيئة أنسب الظروف لتحول الجيشين بسرعة إلى الهجوم المفاجيء والقدرة علي صد الضربات المُعادية في حالة قيام العدو بالسبق بالهجوم‏.‏
وفي 1973 قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967، كانت الخطة ترمي الاعتماد على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائليين.
العودة إلي أعلي (http://www.egynews.net/wps/portal/profiles?params=127143#)

حرب أكتوبر 1973:

http://www.egynews.net/wps/wcm/connect/1c054600471dedc28c12ee7870340cf6/4/img56569.jpg?MOD=AJPERES وجاءت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 الشهيرة بـ "حرب الست ساعات" والتي أذهلت العالم كله والتي كانت بمثابة رد واضح على "حرب الستة أيام" وفقاً لما روجت له الآلة الإعلامية اليهودية عن حرب الخامس من يونيو عام 67 لتكون أسرع حرب في التاريخ العسكري، بالرغم من التحصينات الضخمة التي أعدتها إسرائيل على مدار 6 سنوات التي تلت حرب يونيو 67، ولتصبح ركيزة أساسية في استرداد الكرامة المصرية بل والعربية، ونقطة انطلاق قوية في استعادة كل شبر من أرض مصر الغالية.
وفى هذا اليوم عبر الأبطال الهزيمة، وعاد العلم المصري الحبيب يرفرف علي الضفة الشرقية للقناة، وأقيمت الجسور لتنقل الدبابات والمعدات بعد ضربة جوية رائعة حطمت غرور إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر.. وقد أدت سيطرة نسور مصر البواسل على سماء المعركة ونجاح الجنود فى تحطيم خط بارليف إلى النصر الذى جعل العالم يتعرف علي المقاتل المصري الحقيقي، الذي ظُلم في عام 1967.
ومرت الأيام الأولى للمعركة ثم ألقى السادات خطابه الشهير في يوم 16 أكتوبر عام 1973 أمام مجلس الشعب، وكانت الحرب لا تزال مستمرة، وهنا قال جملته الشهيرة" إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973، ولست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه كما قلت في ست ساعات، وبذلك لم تعد كلمة حرب الأيام الستة متداوله كثيراً بعد حرب أكتوبر، وأن السادات حول هذه المقولة من ذكرى سيئة إلى ذكري سعيده ارتبطت بالنصر.
وكان للرئيس الراحل محمد أنور السادات فلسفة من نوع خاص ليس في الحُكم ولكن في تحويل ذكريات سيئة إلى أخرى سعيدة .. "ذكريات الإنكسار إلى ذكريات إنتصار" وقد كان بارعاً في ذلك، فهو صاحب القرار التاريخي الجسور بخوض حرب أكتوبر.وقرر أن يجعل من الخامس من يونيو ذكرى جيدة للمصريين ينسون فيها ، ولو لبعض الوقت، نكسة 1967، فقرر أن يكون الاحتفال بإعادة قناة السويس للحياة العالمية في نفس ذلك اليوم . وفي الخامس من يونيو عام 1975 أعيد فتح قناة السويس للملاحة الدولية بعد تطهيرها .. كانت القناة قد أغلقت لمدة ثمانية سنوات عقب حرب يونيو عام 1967، وبعد انتصار مصر في السادس من أكتوبر عام 1973 بدأت عملية تطهير القناة وإزالة آثار العمليات الحربية التي كانت تعوق الملاحة فيها، وقد ساهمت اليابان في هذه العملية بالتعاون مع المهندسين المصريين الأكفاء، ولقناة السويس أهمية عالمية كبرى إذ أنها أقصر طريق مائى يربط بين الشرق والغرب وأهم شريان ملاحى يربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر.
وواصل السادات مبادراته وقرارته المباغتة فكان هو وصاحب القرار المبادر والشجاع بزيارة القدس وبالتفاوض وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وكان قرار العبور شرطاً حتمياً لتحقيق السلام، وكان القراران عبوراً شجاعاً لما بدا مُستحيلاً في زمنه وركيزة العمل السياسي.
ورغم مرور أكثر من 38 عاماً على انتصار أكتوبر الكبير، إلا أنه مازال يخضع للتحليل والدراسة في المؤسسات العسكرية في العالم لما شهده من براعة في القتال من الجندى المصرى ومن مفاجآت عجزت إسرائيل عن مواجهتها وانهارت على إثرها أسطورة القوة العسكرية الاسرائيلية التي لا تقهر، ولذلك سوف يظل يوم العاشر من رمضان واحداً من أعظم أيام مصر لأنه صحح أوضاع النكسة، وقهر إرادة العدوان، وأعاد الإعتبار للوطن وإسترد له كرامته، وبهذا الانتصار المجيد الذي تحقق في السادس من أكتوبر عام 1973 سطر الجيش المصري صفحة من أنصع الصفحات في تاريخ العسكرية المصرية والعربية من خلال معركة "النصر والكرامة" التي انتصر فيها الجيش المصري على العدو الإسرائيلي واسترد جزء غالي من أرض مصر وهى سيناء الحبيبة .
العودة إلي أعلي (http://www.egynews.net/wps/portal/profiles?params=127143#)

ما بعد حرب أكتوبر 1973:

http://www.egynews.net/wps/wcm/connect/1c054600471dedc28c12ee7870340cf6/5/img56570.jpg?MOD=AJPERES وقد أثبتت الحرب أيضاً للعالم أجمع قدرة المصريين علي إنجاز عمل عسكري جسور، يستند إلي شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط ، وبسالة الأداء والتنفيذ، مما أكد للجميع أن التفوق العسكري ليس حكراً علي طرف دون آخر، وأن براعة التخطيط العسكري المصري، وبسالة المقاتل المصري، وإيمانه بشرف الأهداف التي يقاتل من أجلها كانت أقوي وأكبر من الفارق في القدرة والتقدم في المعدات والعتاد، كما ضرب الشعب المصري أروع صور البطولة حينما تجاوز الصراعات الداخلية، ووقف إلى جوار قواته المسلحة وقفة رجل واحد يشد أزرها، ويدعم قدراتها، ويضع مطلب تحرير الأرض فوق كل المطالب والأولويات.
خاتمة
لقد كان درس النكسة وهزيمة يونيو 1967 مؤلما حقاً لجيش وشعب مصر، لكن الهزيمة لم تكن أبدا عائقاً لعودة مصر، قيادة وجيشاً وشعباً إلى رشدها وإدراكها لأخطائها وتصحيحها بسرعة أثبتت للعالم كله أن المارد المصري قد يُصاب وقد يتألم وقد يهمل أو يتكاسل قليلاً، لكن التاريخ يذكر أنه دائماً يفيق وينتفض ويتفوق على نفسه وينتصر لكرامته.
إن مصر العزيزة يحميها جيش ذو عزيمة وشعب لا تنكسر إرادته. ومهما سكن وظن الرائي أنه قد خارت قواه، فإنه دائما وأبدا يخرج وقت الشدة والحاجة من قمقمه ويكسر قيوده ليعيد بناء نفسه ووطنه .