العابد لله
06-06-2011, 09:26 AM
تاب المسروق منه ولم يتب السارق ..
علاء الأسواني يسطو على مقالة لجهاد الخازن
في هجاء التاريخ الإسلامي وينشرها معدلة وينسبها لنفسه
في واقعة مؤسفة ، وتكشف عن الاستخفاف بأبسط قيم الكتابة وأخلاقيات العمل الثقافي ، قام الروائي المصري الطبيب علاء الأسواني بالسطو على مقالة للكاتب الفلسطيني جهاد الخازن ، نشرها في زاويته الثابته المشهورة في صحيفة الحياة اللندنية "عيون وآذان" ، بعد أسبوع واحد فقط من نشرها ، حيث شن جهاد الخازن في مقاله هجوما عجيبا على التاريخ الإسلامي واعتبر أنه ليس فيه ما يشرف وأنه كله اغتيالات وتآمر ودم ، وهي الصورة النمطية التي تعرفها كتب الاستشراق الموتورة تجاه الإسلام والمسلمين ، وبعد خمسة أيام من نشرها عاد الخازن واعتذر للرأي العام العربي بتواضع ، واعتبر أن ما كتبه كان خطأ علميا وإساءة غير علمية واختصار تاريخ طويل من العطاء في مقالة صحفية وهو لا يليق وأعلن أنه يسحب مقاله ويعتذر عنه ويطالب بإلغائه من زاويته بالكامل ، لكن علاء الأسواني أخذته العزة اللادينية بالاثم كقارئ ، فسرق مقالة الخازن التي شتم فيها التاريخ الإسلامي ورموزه بعد يومين فقط من اعتذاره ، وأعاد نشرها بكامل صورتها وهيكلها ، بعد تعديل في المقدمة وضم بعض الشوارد المعروفة في كتابات المستشرقين المبثوثة على شبكة الانترنت وفي مواقع بعينها معروفة ، مقالة الأسواني أثارت استياء كبيرا لدى الرأي العام المصري والعربي ، والمؤكد أن الاستياء سيتحول إلى فضيحة بعد الكشف عن سرقة الأسواني لمقالة جهاد الخازن .
مقال جهاد الخازن عن الخلافة :
عيون وآذان (أيُّ خلافة هي التي يتحدثون عنها؟)
الإثنين, 23 مايو 2011
http://international.daralhayat.com/...article/269632 (http://international.daralhayat.com/internationalarticle/269632)
وقال في مقدمتها :
(بعض الجماعات المتطرفة في البلدان العربية والخارج جعل إحياء الخلافة الإسلامية هدفه لو وصل الى الحكم يوماً.
أيُّ خلافة هي التي يتحدثون عنها؟ هل هناك تاريخ غير ما درسنا في المدارس والجامعات؟
نحن في السنة الهجرية 1432، وهذا تاريخ لا يضم سوى سنتين يستطيع المسلم أن يفاخر بهما هما خلافة أبي بكر الصديق، فهو أخضع الجزيرة العربية كلها للمسلمين، ومنها انطلق عصر الفتوحات الذي كان بين بدء خلافته سنة 632 ميلادية حتى فتح الأندلس سنة 711، أي 79 سنة فقط، ولا نزال حتى اليوم نخسر ونخسر، قد نفيق يوماً ولم يبقَ لنا شيء.)
مقال اعتذار جهاد الخازن عن مقاله :
أسحب مقالتي .. وأعتذر
السبت, 28 مايو 2011
http://international.daralhayat.com/...article/271469 (http://international.daralhayat.com/internationalarticle/271469)
وقال في مقدمة مقاله الاعتذاري :
(أثار مقالي يوم الإثنين الماضي عن الخلافة في الإسلام عاصفة من النقد لم تهدأ بعد، ولن أركب رأسي وأقول إنني مصيب والناس على خطأ، بل أقول إنني أخطأت وأسحب المقال، وأرجو من القراء أن يعتبروا انه لم ينشر، لأنني سأخرجه من مجموعة مقالاتي وأتلفه.
هذه أول مرة في حياتي أسحب مقالاً، بل انني قبل مقال الإثنين لم أسحب سطراً واحداً في مقال أو أعتذر عنه، فأنا حذر جداً، إلا أن الحذِر يؤتى من مكمنه، والمقال كُتب الأحد، وهو يوم إجازة في لندن، وليس عندي الباحثون الذين أعتمد عليهم عادة في مراجعة المادة والتحقق من صحة النقل.
ثم ان الموضوع كان واسعاً، وبحجم تاريخ من 1432 سنة، وما كان يجب أن أختصر الفكرة في عجالة صحافية لتصبح سطور المقال من نوع عناوين بأقل قدر من الشرح، أو من دون شرح.)
مقال الأسواني الذي سرقه بعد يومين من اعتذار جهاد وأسبوع من نشر مقاله الذي سطا عليه الأسواني :
هل نحارب طواحين الهواء..؟!
٣١/ ٥/ ٢٠١١
http://www.almasry-alyoum.com/articl...2&IssueID=2152 (http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=298652&IssueID=2152)
وقال في مقدمته :
(لقد عاش المسلمون أزهى عصورهم وحكموا العالم وأبدعوا حضارتهم العظيمة عندما كانوا يعيشون فى ظل الخلافة الإسلامية التى تحكم بشريعة الله.. فى العصر الحديث نجح الاستعمار فى إسقاط الخلافة وتلويث عقول المسلمين بالأفكار الغربية، عندئذ تدهورت أحوالهم وتعرضوا إلى الضعف والتخلف.. الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية..».
كثيرا ما استمعت إلى هذه الجملة من بعض خطباء المساجد وأعضاء الجماعات الإسلامية، ولا شك أن كثيرين فى مصر والعالم العربى يؤمنون بصحة هذه المقولة مما يجعل من الواجب مناقشتها.. ) ، ثم راح يكرر كل ما قاله جهاد الخازن في مقاله .
الأسواني مطالب الآن بالاعتذار مرتين ، مرة عن السرقة ، ومرة عن الإساءة لتاريخ أمة عمره 1430 عاما ، اختزله في صفحة فولوسكاب بكل بذيء من القول وسفيه من الرأي .
كتبه
أحمد سعد البحيري
المصريون (http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=240557)
hazem3
06-06-2011, 10:37 AM
تاب المسروق منه ولم يتب السارق ..
علاء الأسواني يسطو على مقالة لجهاد الخازن
في هجاء التاريخ الإسلامي وينشرها معدلة وينسبها لنفسه
في واقعة مؤسفة ، وتكشف عن الاستخفاف بأبسط قيم الكتابة وأخلاقيات العمل الثقافي ، قام الروائي المصري الطبيب علاء الأسواني بالسطو على مقالة للكاتب الفلسطيني جهاد الخازن ، نشرها في زاويته الثابته المشهورة في صحيفة الحياة اللندنية "عيون وآذان" ، بعد أسبوع واحد فقط من نشرها ، حيث شن جهاد الخازن في مقاله هجوما عجيبا على التاريخ الإسلامي واعتبر أنه ليس فيه ما يشرف وأنه كله اغتيالات وتآمر ودم ، وهي الصورة النمطية التي تعرفها كتب الاستشراق الموتورة تجاه الإسلام والمسلمين ، وبعد خمسة أيام من نشرها عاد الخازن واعتذر للرأي العام العربي بتواضع ، واعتبر أن ما كتبه كان خطأ علميا وإساءة غير علمية واختصار تاريخ طويل من العطاء في مقالة صحفية وهو لا يليق وأعلن أنه يسحب مقاله ويعتذر عنه ويطالب بإلغائه من زاويته بالكامل ، لكن علاء الأسواني أخذته العزة اللادينية بالاثم كقارئ ، فسرق مقالة الخازن التي شتم فيها التاريخ الإسلامي ورموزه بعد يومين فقط من اعتذاره ، وأعاد نشرها بكامل صورتها وهيكلها ، بعد تعديل في المقدمة وضم بعض الشوارد المعروفة في كتابات المستشرقين المبثوثة على شبكة الانترنت وفي مواقع بعينها معروفة ، مقالة الأسواني أثارت استياء كبيرا لدى الرأي العام المصري والعربي ، والمؤكد أن الاستياء سيتحول إلى فضيحة بعد الكشف عن سرقة الأسواني لمقالة جهاد الخازن .
مقال جهاد الخازن عن الخلافة :
عيون وآذان (أيُّ خلافة هي التي يتحدثون عنها؟)
الإثنين, 23 مايو 2011
http://international.daralhayat.com/...article/269632 (http://international.daralhayat.com/internationalarticle/269632)
وقال في مقدمتها :
(بعض الجماعات المتطرفة في البلدان العربية والخارج جعل إحياء الخلافة الإسلامية هدفه لو وصل الى الحكم يوماً.
أيُّ خلافة هي التي يتحدثون عنها؟ هل هناك تاريخ غير ما درسنا في المدارس والجامعات؟
نحن في السنة الهجرية 1432، وهذا تاريخ لا يضم سوى سنتين يستطيع المسلم أن يفاخر بهما هما خلافة أبي بكر الصديق، فهو أخضع الجزيرة العربية كلها للمسلمين، ومنها انطلق عصر الفتوحات الذي كان بين بدء خلافته سنة 632 ميلادية حتى فتح الأندلس سنة 711، أي 79 سنة فقط، ولا نزال حتى اليوم نخسر ونخسر، قد نفيق يوماً ولم يبقَ لنا شيء.)
مقال اعتذار جهاد الخازن عن مقاله :
أسحب مقالتي .. وأعتذر
السبت, 28 مايو 2011
http://international.daralhayat.com/...article/271469 (http://international.daralhayat.com/internationalarticle/271469)
وقال في مقدمة مقاله الاعتذاري :
(أثار مقالي يوم الإثنين الماضي عن الخلافة في الإسلام عاصفة من النقد لم تهدأ بعد، ولن أركب رأسي وأقول إنني مصيب والناس على خطأ، بل أقول إنني أخطأت وأسحب المقال، وأرجو من القراء أن يعتبروا انه لم ينشر، لأنني سأخرجه من مجموعة مقالاتي وأتلفه.
هذه أول مرة في حياتي أسحب مقالاً، بل انني قبل مقال الإثنين لم أسحب سطراً واحداً في مقال أو أعتذر عنه، فأنا حذر جداً، إلا أن الحذِر يؤتى من مكمنه، والمقال كُتب الأحد، وهو يوم إجازة في لندن، وليس عندي الباحثون الذين أعتمد عليهم عادة في مراجعة المادة والتحقق من صحة النقل.
ثم ان الموضوع كان واسعاً، وبحجم تاريخ من 1432 سنة، وما كان يجب أن أختصر الفكرة في عجالة صحافية لتصبح سطور المقال من نوع عناوين بأقل قدر من الشرح، أو من دون شرح.)
مقال الأسواني الذي سرقه بعد يومين من اعتذار جهاد وأسبوع من نشر مقاله الذي سطا عليه الأسواني :
هل نحارب طواحين الهواء..؟!
٣١/ ٥/ ٢٠١١
http://www.almasry-alyoum.com/articl...2&issueid=2152 (http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?articleid=298652&issueid=2152)
وقال في مقدمته :
(لقد عاش المسلمون أزهى عصورهم وحكموا العالم وأبدعوا حضارتهم العظيمة عندما كانوا يعيشون فى ظل الخلافة الإسلامية التى تحكم بشريعة الله.. فى العصر الحديث نجح الاستعمار فى إسقاط الخلافة وتلويث عقول المسلمين بالأفكار الغربية، عندئذ تدهورت أحوالهم وتعرضوا إلى الضعف والتخلف.. الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية..».
كثيرا ما استمعت إلى هذه الجملة من بعض خطباء المساجد وأعضاء الجماعات الإسلامية، ولا شك أن كثيرين فى مصر والعالم العربى يؤمنون بصحة هذه المقولة مما يجعل من الواجب مناقشتها.. ) ، ثم راح يكرر كل ما قاله جهاد الخازن في مقاله .
الأسواني مطالب الآن بالاعتذار مرتين ، مرة عن السرقة ، ومرة عن الإساءة لتاريخ أمة عمره 1430 عاما ، اختزله في صفحة فولوسكاب بكل بذيء من القول وسفيه من الرأي .
كتبه
أحمد سعد البحيري
المصريون (http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=240557)
بعيدًا تمامًا عن رأيي في مقال د. علاء الأسواني.. وهل هو مقال جيد أم نوع من الهُراء الصحفي..
فأنا صراحة وبكل وضوح خايف يجي واحد بعد ردي ده يتهمني أني سارق.. أصلي بدأت كلامي بحرف الباء وأتبعته بالعين والياء والدال ثم تنوينًا فمذًا..
عزيزي من المضحك أن تتهم أحدهم بالسرقة لأنه أثار موضوعًا أثاره أحدهم قبله.. فبهذا أنت تتهم كل من جاء بعد سيدنا آدم بالسرقة وأولهم سيادتكم وكاتب المقال.. أو تتهم كل من كتب رواية بفكرة قديمة بأنه سارق..
هذا لا يصح عزيزي.. فكما يُقال: الأقدمون سلبونا كل أفكارنا..
احترامي وتقديري وتحياتي..
في رعاية الله..
جهاد2000
06-06-2011, 04:54 PM
الإسلام قادم يا علاء يا أسوانى رغم أنفك والشريعة الإسلامية ستكون هى الدستور والخلافة الإسلامية ستعود بإذن الله وأمثالك سيصبحون أقذام أكثر مما هم أقذام والدين دين الله وسينصرة بإذن الله .
جهاد2000
06-06-2011, 04:56 PM
جزاكم الله خيرأ على الخبر .
aymaan noor
06-06-2011, 05:46 PM
هل نحارب طواحين الهواء..؟!
بقلم علاء الأسوانى
31/ 5/ 2011
«لقد عاش المسلمون أزهى عصورهم وحكموا العالم وأبدعوا حضارتهم العظيمة عندما كانوا يعيشون فى ظل الخلافة الإسلامية التى تحكم بشريعة الله.. فى العصر الحديث نجح الاستعمار فى إسقاط الخلافة وتلويث عقول المسلمين بالأفكار الغربية، عندئذ تدهورت أحوالهم وتعرضوا إلى الضعف والتخلف.. الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية..».
كثيرا ما استمعت إلى هذه الجملة من بعض خطباء المساجد وأعضاء الجماعات الإسلامية، ولا شك أن كثيرين فى مصر والعالم العربى يؤمنون بصحة هذه المقولة مما يجعل من الواجب مناقشتها.. الحقيقة أن الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا فى المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة.. أذكر أننى كنت أدرس الأدب الإسبانى فى مدريد، وكان الأستاذ يدرسنا تاريخ الأندلس، وفى بداية المحاضرة عرف أن هناك ثلاثة طلبة عرب فى الفصل فابتسم وقال لنا:
- يجب أن تفخروا بما أنجزه أجدادكم من حضارة فى الأندلس..».
الجزء الأول من الجملة عن عظمة الحضارة الإسلامية صحيح تماما.. المشكلة فى الجزء الثانى.. هل كانت الدول الإسلامية المتعاقبة تطبق مبادئ الإسلام سواء فى طريقة توليها الحكم أو تداولها السلطة أو معاملتها للرعية..؟!..
إن قراءة التاريخ الإسلامى تحمل لنا إجابة مختلفة.. فبعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يعرف العالم الإسلامى الحكم الرشيد العادل الا لمدة 31 عاما، هى مجموع فترات حكم الخلفاء الراشدين الأربعة: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب.. الذين حكموا جميعا لمدة 29 عاما ( 11هـ- 40هـ). ثم الخليفة الأموى عمر بن عبدالعزيز الذى حكم لفترة عامين (99هـ- 101هـ).. 31 عاما فقط من 14 قرنا من الزمان، كان الحكم خلالها عادلاً رشيداً نقيا متوافقا مع مبادئ الإسلام الحقيقية. أما بقية التاريخ الإسلامى فإن نظام الحكم فيه لم يكن متفقا قط مع مبادئ الدين.. حتى خلال الـ31 عاما الأفضل حدثت مخالفات من الخليفة عثمان بن عفان، الذى لم يعدل بين المسلمين وآثر أقاربه بالمناصب والعطايا، فثار عليه الناس وقتلوه، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا جنازته وأخرجوا جثته واعتدوا عليها حتى تهشم أحد أضلاعه وهو ميت..
ثم جاءت الفتنة الكبرى التى قسمت المسلمين إلى ثلاث فرق (أهل سنة وشيعة وخوارج)، وانتهت بمقتل على بن أبى طالب، وهو من أعظم المسلمين وأفقههم وأقربهم للرسول (صلى الله عليه وسلم) على يد أحد الخوارج وهو عبدالرحمن بن ملجم. ثم أقام معاوية بن سفيان حكما استبداديا دمويا أخذ فيه البيعة من الناس كرهاً لابنه يزيد من بعده ليقضى إلى الأبد على حق المسلمين فى اختيار من يحكمهم ويحيل الحكم من وظيفة لإقامة العدل إلى ملك عضوض (يعض عليه بالنواجذ)، والقارئ لتاريخ الدولة الأموية ستفاجئه حقيقة أن الأمويين لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل المحافظة على الحكم.. فقد هاجم الأمويون المدينة المنورة وقتلوا كثيرا من أهلها لإخضاعهم فى موقعة الحرة. بل إن الخليفة عبدالملك بن مروان أرسل جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف لإخضاع عبدالله بن الزبير الذى تمرد على الحكم الأموى، واعتصم فى المسجد الحرام..
ولقد حاصر الحجاج مكة بجيشه وضرب الكعبة بالمنجنيق حتى تهدمت بعض أركانها، ثم اقتحم المسجد الحرام وقتل عبدالله بن الزبير داخله.. كل شىء إذن مباح من أجل المحافظة على السلطة حتى الاعتداء على الكعبة، أقدس مكان فى الإسلام، وإذا انتقلنا إلى الدولة العباسية ستطالعنا صفحة جديدة من المجازر التى استولى بها العباسيون على السلطة وحافظوا عليها، فقد تعقب العباسيون الأمويين وقتلوهم جميعا بلا ذنب ولا محاكمة ونبشوا قبور الخلفاء الأمويين وعبثوا بجثثهم، انتقاما منهم.. الخليفة العباسى الثانى أبوجعفر المنصور قتل عمه عبدالله خوفا من أن ينازعه فى الحكم ثم انقلب على أبى مسلم الخرسانى. الذى كان سببا فى إقامة الدولة العباسية فقتله، أما أول الخلفاء العباسيين فهو أبوالعباس السفاح الذى سمى بالسفاح لكثرة من قتلهم من الناس، وله قصة شهيرة جمع فيها من تبقى من الأمراء الأمويين وأمر بذبحهم أمام عينيه ثم غطى جثثهم ببساط ودعا بطعام وأخذ يأكل ويشرب بينما لا يزالون يتحركون فى النزع الأخير ثم قال:
«والله ما أكلت أشهى من هذه الأكلة قط».
أما من ناحية الالتزام الدينى، باستثناء بضعة ملوك اشتهروا بالورع فقد كان معظم الملوك الأمويين والعباسيين يشربون الخمر مع ندمائهم على الملأ كل ليلة.. فلسفة الحكم إذن لم يكن لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، بل هى صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال لا يتورعون فيه عن شىء حتى لو كان الاعتداء على الكعبة وهدم أركانها.. فلا يحدثنا أحد عن الدولة الإسلامية الرشيدة، التى أخذت بالشريعة لأن ذلك ببساطة لم يحدث على مدى 14 قرناً، إلا لفترة 31 عاما فقط.. السؤال هنا: ما الفرق بين الحكم الإسلامى الرشيد، الذى استمر لسنوات قليلة، وبين ذلك التاريخ الطويل من الاستبداد باسم الإسلام؟..
إنه الفرق بين العدل والظلم، بين الديمقراطية والاستبداد.. إن الإسلام الحقيقى قد طبق الديمقراطية الحديثة قبل أن يطبقها الغرب بقرون طويلة.. فقد امتنع الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن اختيار من يخلفه فى حكم المسلمين، واكتفى بأن ينتدب أبا بكر لكى يصلى بالمسلمين بدلاً منه وكأنه (صلى الله عليه وسلم) يريد أن يرسل الإشارة أنه يفضل أبا بكر لخلافته دون أن يحرم المسلمين من حقهم فى اختيار الحاكم.. وعندما توفى الرسول (صلى الله عليه وسلم) اجتمع زعماء المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ليختاروا الخليفة. هذا الاجتماع بلغتنا الحديثة اجتماع برلمانى بامتياز تداول فيه نواب المسلمين الأمر ثم انتخبوا أبا بكر ليتولى الحكم.. وقد ألقى أبوبكر على المسلمين خطبة قال فيها: «يا أيها الناس لقد وُلّيت عليكم ولست بخيركم.. أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيتهما فلا طاعة لى عليكم..».
هذه الخطبة بمثابة دستور حقيقى يحدد العلاقة بين الحاكم والمواطنين كأفضل دستور ديمقراطى.. نلاحظ هنا أن أبا بكر لم يقل إنه خليفة الله، ولم يتحدث عن حق إلهى فى الحكم، بل أكد أنه مجرد واحد من الناس وليس أفضلهم.. هذا المفهوم الديمقراطى الذى هو جوهر الإسلام سيستمر سنوات قليلة ثم يتحول إلى مفهوم آخر مناقض يعتبر الحاكم ظل الله على الأرض. فيقول معاوية بن أبى سفيان:
«الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلى وما تركته للناس بفضل منى».
ويقول أبوجعفر المنصور العباسى:
«أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذى أولانا وسلطانه الذى أعطانا، وأنا خليفة الله فى أرضه وحارسه على ماله..».
ويقول عبدالملك بن مروان وهو يخطب على منبر النبى: «والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه».
انقلب المفهوم الديمقراطى الذى يمثل جوهر الإسلام إلى حكم بالحق الإلهى يعتبر المعترضين عليه كفاراً مرتدين عن الدين يجب قتلهم. يقتضينا الإنصاف هنا أن نذكر حقيقتين: أولاً أن الخلفاء الذين تولوا الحكم عن طريق القتل والمؤامرت كانوا فى أحيان كثيرة حكاما أكفاء، أحسنوا إدارة الدولة الإسلامية حتى أصبحت إمبراطورية ممتدة الأطراف. لكن طريقتهم فى تولى السلطة والحفاظ عليها لا يمكن بأى حال اعتبارها نموذجا يتفق مع مبادئ الإسلام.. ثانياً: إن الصراع الدموى على السلطة لم يقتصر على حكام المسلمين فى ذلك العصر، وإنما كان يحدث بين ملوك أوروبا بنفس الطريقة من أجل انتزاع العروش والمحافظة عليها.
الفرق أن الغربيين الآن يعتبرون هذه الصراعات الدموية مرحلة كان لابد من اجتيازها من أجل الوصول إلى الديمقراطية، بينما مازال بيننا نحن العرب والمسلمين من يدعو إلى استعادة نظام الخلافة الإسلامية، ويزعم أنها كانت عادلة تتبع شريعة الله. إن التاريخ الرهيب للصراع السياسى فى الدولة الإسلامية منشور ومعروف وهو أبعد ما يكون عن شريعة الإسلام الحقيقية، وقد احترت فى هذه الدعوة الغريبة إلى استعادة الخلافة الإسلامية فوجدت من يتحمسون لها نوعين من الناس: بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامى من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامى نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه. أما الفريق الآخر من المنادين بالخلافة فهم أعضاء جماعات الإسلام السياسى الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأى طريقة..
وهم يخيرونك عادة بين طريقين: إما أن توافق على صورتهم الخيالية عن الخلافة، وإما أن يتهموك بأنك علمانى عدو الإسلام.. إما أن تساعدهم على الوصول إلى الحكم عن طريق نشر أكاذيب وضلالات عن التاريخ، وإلا فإن سيف التكفير فى أيديهم سيهوون به على عنقك فى أى لحظة.
جوهر الإسلام العدل والحرية والمساواة.. وهذا الجوهر تحقق لفترة قصيرة عندما تم الأخذ بمبادئ الديمقراطية..
أما بقية تاريخ الحكم الإسلامى فلا وجود فيه لمبادئ أو مُثُل نبيلة، وإنما هو صراع دموى على السلطة يستباح فيه كل شىء، حتى ولو ضربت الكعبة وتهدمت أركانها.. هذه الحقيقة شئنا أم أبينا. أما السعى لإنتاج تاريخ خيالى للخلافة الإسلامية الرشيدة فلن يخرج عن كونه محاولة لتأليف صور ذهنية قد تكون جميلة لكنها للأسف غير حقيقية.. كتلك التى وصفها الكاتب الإسبانى الكبير ميجيل دى سرفانتس، فى قصته الشهيرة «دون كيخوته»، حيث يعيش البطل العجوز فى الماضى، مستغرقا فى قراءة الكتب القديمة، حتى تستبد به الرغبة فى أن يكون فارساً بعد أن انقضى زمن الفرسان فيرتدى الدرع، ويمتشق السيف ثم يتخيل أن طواحين الهواء جيوش الأعداء، فيهجم عليهم ليهزمهم.
الطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة.. وهذه لن تتحقق إلا بإقامة الدولة المدنية التى يتساوى فيها المواطنون جميعا أمام القانون، بغض النظر عن الدين والجنس واللون.
.. الديمقراطية هى الحل..
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=298652&IssueID=2152
aymaan noor
06-06-2011, 05:49 PM
عيون وآذان (أيُّ خلافة هي التي يتحدثون عنها؟)
جهاد الخازن
الإثنين, 23 مايو 2011
، وأرجو من الجميع ألاّ يروّجوا لهذا المقال بتبادله ونشره، وقد أسقطته من ملفي الخاص، وأرجو أن تمضي أربعون سنة أخرى قبل أن أحذف مقالاً أو سطراً في مقال.
هذه رغبة الكاتب و يجب أن تحترم
aymaan noor
06-06-2011, 05:52 PM
عيون وآذان (أسحب مقالتي... وأعتذر)
جهاد الخازن
السبت, 28 مايو 2011
أثار مقالي يوم الإثنين الماضي عن الخلافة في الإسلام عاصفة من النقد لم تهدأ بعد، ولن أركب رأسي وأقول إنني مصيب والناس على خطأ، بل أقول إنني أخطأت وأسحب المقال، وأرجو من القراء أن يعتبروا انه لم ينشر، لأنني سأخرجه من مجموعة مقالاتي وأتلفه.
هذه أول مرة في حياتي أسحب مقالاً، بل انني قبل مقال الإثنين لم أسحب سطراً واحداً في مقال أو أعتذر عنه، فأنا حذر جداً، إلا أن الحذِر يؤتى من مكمنه، والمقال كُتب الأحد، وهو يوم إجازة في لندن، وليس عندي الباحثون الذين أعتمد عليهم عادة في مراجعة المادة والتحقق من صحة النقل.
ثم ان الموضوع كان واسعاً، وبحجم تاريخ من 1432 سنة، وما كان يجب أن أختصر الفكرة في عجالة صحافية لتصبح سطور المقال من نوع عناوين بأقل قدر من الشرح، أو من دون شرح.
ولعل خطأي الآخر انني نسيت ان كل مقال كيانٌ قائم بذاته، وأنا ربطت مقال الإثنين بألف مقال سابق لي، إلا ان القارئ ليس في رأسي ليجمع بين مقال الإثنين وما كتبتُ قبل أسبوع أو شهر أو سنة أو عشر.
ولعل حديثي عن عمر بن الخطاب يشرح هذه النقطة فقد قلت انه كان عادلاً جداً وشديداً، معتمداً على حجتين: الأولى انني سجلت عدل رجل وصفه رسول الله بأنه عبقري، وأن الفاروق عمر نفسه كان يعرف شهرته في الشدة، وقد قال عن نفسه بعد أن خلف أبا بكر: بلغني أن الناس هابوا شدّتي وخافوا غَلَظتي، والثانية انني سبق أن كتبت مرتين عن العهدة العمرية لسكان القدس، وقلت في هذه الزاوية ان العهدة أفضل من ميثاق جنيف الرابع لحماية الأسرى في زمن الحرب. مع ذلك، وبالنظر الى الضجة التالية، أجد أنني أخطأت، فقد كان يجب أن أشرح انني أنقل عن عمر بن الخطاب نفسه ما قال عن شدّته وغلظته، كما كان يجب أن أدرك ان القارئ يوم الإثنين لن يتذكر ما كتبت عن الحجة العمرية قبل سنة أو اثنتين، وأن يعتمده خلفية لمقالي الأخير.
درست الدين الإسلامي في الجامعة الأميركية في بيروت، وأكملت ببعض المادة في جامعة جورجتاون، وعدت الى دراسته مع ابني عندما درس التاريخ الإسلامي في جامعة أكسفورد. وكان من حسن حظي أنني أجريت دراسات مقارنة للأديان التوحيدية، وعندما اشتدت حملة الأعداء على الإسلام والمسلمين استطعت ان أستعين بمادة من التوراة، وكتبت في هذه الزاوية ان الذي دينه اليهودية لا يستطيع أن ينتقد أي دين آخر، وأبرزت شواهد من التوراة عن إبادة جنس وجرائم حرب وزانيات، لأُدين إسرائيل من فمها، واليوم عندي حوالى 400 مقال دفاعاً عن الإسلام وهجوماً على أعدائه سأنشرها في كتاب بعد الصيف.
ولم يقتصر جهدي على الدراسة، فقد شاركت عملياً في حوار الإسلام والغرب مع الأمير تشارلز والأمير الحسن عندما كان وليَّ عهد الأردن، ثم مع الأمير تركي الفيصل وبعده الأميرة لولوة الفيصل وأسقف كانتربري اللورد كاري، فكنت عضواً مؤسساً في حوار الإسلام والغرب عبر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وبعد ارهاب 11/9/2001 بشهرين ذهبنا الى نيويورك للدفاع عن الإسلام والمسلمين، وإفهام الأميركيين ان الإسلام براء من الفئة الضالة.
أسجل هذا ليعرف القارئ انني لست دخيلاً على الموضوع، فمعرفتي أكاديمية وجهدي عملي، وقد تعرضت لمحاولات ليكودية لتحويلي الى المحكمة بتهمة اللاسامية فشلت، لأنني أعرف حدود القانون في بريطانيا.
كان بين أساتذتي في الجامعة في بيروت البروفسور يوسف إبيش، وقد كتبت له دراستين عن الفاروق عمر، وقصتي المفضلة عن عدله تعود الى يوم رأى شيخاً ضريراً يسأل على باب، فلما علم أنه يهودي قال له: ما ألجأك الى هذا؟ قال اليهودي: اسأل الجزية والحاجة والسن. فأخذ عمر بيده وذهب به الى بيته، وأعطاه ما يكفيه ساعتها، وأرسل الى خازن بيت المال يقول: انظر هذا وضرباءَه، فوالله ما أنصفناه ان أكلنا شبيبته ثم نخذله في الهرم. انما الصدقات للفقراء والمساكين، والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب. ووَضَع الجزية عنه.
وأعود الى ما بدأت به وأقبل حكم القراء على مقال الإثنين، وأرجو من الجميع ألاّ يروّجوا له بتبادله ونشره، وقد أسقطته من ملفي الخاص، وأرجو أن تمضي أربعون سنة أخرى قبل أن أحذف مقالاً أو سطراً في مقال.
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/271469
aymaan noor
06-06-2011, 07:43 PM
تلخيص مقال الدكتور علاء الأسوانى
هذا مافهمته من مقال الدكتور علاء الأسوانى ، و أرجو ممن هم أكثر منى عقلا وثقافة أن يصوبونى اذا كان مافهمته خطأ
يبدأ الأستاذ علاء الأسوانى بالتأكيد على أن الاسلام قدم حضارة عظيمة للعالم
الحقيقة أن الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا فى المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة..
و لكنه يفصل بين مرحلتين فى التاريخ الاسلامى :
المرحلة الأولى : وهى عهد الخلفاء الراشدون و مدتها تسعة وعشرون عاما ويضيف اليها مرحلة حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز و مدتها سنتان ، فيكون اجمالى هذه المرحلة واحد وثلاثون عاما ، و يصف هذه المرحلة بأن الحكم خلالها كان عادلا رشيدا نقيا متوافقا مع مبادئ الإسلام الحقيقية . مع توضيح أن هناك بعض الأخطاء فى هذه المرحلة ويحددها بـ
( أ ) إيثار الخليفة عثمان بن عفان أقاربه بالمناصب والعطايا ، مما كان سببا فى أن ثار عليه الناس وقتلوه .
( ب ) فترة الفتنة الكبرى التى قسمت المسلمين الى ثلاث فرق ( أهل سنة و شيعة و خوارج ) والتى انتهت بمقتل على بن أبى طالب .
المرحلة الثانية : وهى مرحلة توريث الخلافة الاسلامية والتى بدأت بعد انهاء عصر الخلفاء الراشدين والى انتهاء عصر الخلافة العثمانية ، و كان نظام الحكم فيه غير متفقا قط مع مبادئ الدين
( أ ) الدولة الأموية : و التى اقام فيها معاوية بن سفيان حكما استبداديا دمويا ، فهو أخذ البيعة لابنه يزيد كرها و بذلك قضى على حق المسلمين فى اختيار من يحكمهم ، و ويقول أن الأمويين لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل المحافظة على الحكم لدرجة أنهم هاجموا المدينة المنورة و قتلوا من أهلها الكثير ، كما حاصر الحجاج مكة وضرب الكعبة بالمنجنيق حتى تهدمت بعض أركانها كما اقتحم المسجد الحرام وقتل عبد الله بن الزبير داخله .
( ب ) الدولة العباسية : والتى تعقب فيها العباسيون الأمويين و قتلوهم جميعا كما نبشوا قبور الخلفاء الأمويين و عبثوا بجثثهم انتقاما منهم .ويذكر قصة شنيعة هن أبو العباس الذى جمع فيها من تبقى من الأمراء الأمويين و أمر بذبحهم أمام عينيه ثم غطى جثثهم ببساط و دعا الى طعام و أخذ يأكل ويشرب بينما هم لايزالون يتحركون فى النزع الأخير ، و يقول ( والله ما أكلت أشهى من هذه الأكلة قط ) .
تعقيبه على الفترتين الأموية والعباسية
أولا : ثم يعقب على الفترتين الأموية والعباسية انه لم يكن أمراؤهم يلتزمون بالدين ( باستثناء بضعة ملوك اشتهروا بالورع ) فقد كانوا يشربون الخمر مع ندمائهم على الملأ كل ليلة .
ثانيا : ثم يقول ( يقتضينا الإنصاف هنا أن نذكر حقيقتين:
( أ ) : أن الخلفاء الذين تولوا الحكم عن طريق القتل والمؤامرت كانوا فى أحيان كثيرة حكاما أكفاء، أحسنوا إدارة الدولة الإسلامية حتى أصبحت إمبراطورية ممتدة الأطراف. لكن طريقتهم فى تولى السلطة والحفاظ عليها لا يمكن بأى حال اعتبارها نموذجا يتفق مع مبادئ الإسلام..
( ب ) : إن الصراع الدموى على السلطة لم يقتصر على حكام المسلمين فى ذلك العصر، وإنما كان يحدث بين ملوك أوروبا بنفس الطريقة من أجل انتزاع العروش والمحافظة عليها.
و يستنتج من ذلك أن فلسفة الحكم لم يكن لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد ، و لكنه كان صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال )
الديموقراطية فى الاسلام
يبدأ بعد عرضه للتاريخ الاسلامى ، يؤكد الفارق الكبير بين عهد الخلفاء الراشدين ، و بين من تلاهم ، فيؤكد على
أولا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع عن اختيار من يخلفه فى حكم المسلمين ، و أنه اكتفى بأن ينتدب أبو بكر لكى يصلى بالمسلمين بدلا منه كرسالة فقط بأنه يفضل أبو بكر دون حرمان المسلمين من اختيار من يريدونه .
ثانيا : بعد وفاة رسول الله ، اجتمع زعماء المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ليختاروا الخليفة ، و هو من وجهة نظره يعتبر اجتماع برلمانى بامتياز ، يتداول فيه نواب المسلمون الأمر ، و ينتخبوا أبا بكر الصديق .
ثالثا : يشيد الكاتب بخطبة أبى بكر على المسلمين «يا أيها الناس لقد وُلّيت عليكم ولست بخيركم.. أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيتهما فلا طاعة لى عليكم..».، و يرى أن هذه الخطبة تعتبر بمثابة دستور حقيقى و ديموقراطى يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، و بأن أبو بكر فى هذه الخطبة لم يتحدث عن حق الهى فى الحكم ، و لكنه أكد أنه مجرد واحد من الناس وليس بأفضلهم .
ثم يعود الكاتب ليقارن بين مقولة أبو بكر الصديق وبين بعض مقولات الأمويين والعباسيين
( أ ) - مقولة معاوية بن سفيان : «الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلى وما تركته للناس بفضل منى».
( ب ) - ويقول أبوجعفر المنصور العباسى: «أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذى أولانا وسلطانه الذى أعطانا، وأنا خليفة الله فى أرضه وحارسه على ماله..».
( جـ )- ويقول عبدالملك بن مروان وهو يخطب على منبر النبى: «والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه».
و بذلك انقلب المفهوم الديمقراطى الذى يمثل جوهر الإسلام إلى حكم بالحق الإلهى يعتبر المعترضين عليه كفاراً مرتدين عن الدين يجب قتلهم.
الهدف من المقال من وجهة نظر الكاتب :
أن الدعوة الى استعادة الخلافة الاسلامية دعوة خاطئة ، و هو يرى أن من يدعون اليها و يتحمسون لها نوعان :
النوع الأول : بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامى من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامى نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه .
النوع الثانى : أعضاء جماعات الإسلام السياسى الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأى طريقة..
و يؤكد الكاتب على :
( أ ) ان جوهر الإسلام هو العدل والحرية والمساواة.. وهذا الجوهر تحقق لفترة قصيرة عندما تم الأخذ بمبادئ الديمقراطية
( ب ) الطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة.. وهذه لن تتحقق إلا بإقامة الدولة المدنية التى يتساوى فيها المواطنون جميعا أمام القانون، بغض النظر عن الدين والجنس واللون.
العابد لله
06-06-2011, 08:25 PM
شكر الله لك أستاذ أيمن على المجهود ولكن أراك لا ترى ما أصل له الكاتب الكاتب لخص تاريخ الأمة بقرونها الأربعة عشر بأنها فترة لا قيم فيها ولا نبل ولا أخلاق ولا أدرى ما مصادره التى اعتمد عليها لخص تاريخ الأمة فى ورقة واحدة سوداء لا يرى فى تاريخها شىء أبيض مع أنى تارخنا يعج بكواكب منيرة من لدن رسول الله حتى سقوط الخلافة الاسلامية ولكنها تعامى عنها قاصدا ليمرر ما أراد أن يرمى اليه
:: علاء الأسواني نزل بحر التاريخ ... وهو لا يجيد السباحة ::
عاتبني أحد القراء قائلا "ما دمت تكتب عن أهمية الحوار الفكري الهادئ بين الإسلاميين والعلمانيين وتضرب أمثلة عن تجارب ناجحة وأخرى فاشلة من تاريخنا القديم والحديث، فلماذا لا تضرب مثالا من واقعنا الحالي ؟ ها هو علاء الأسواني يكتب عن التاريخ الإسلامي ويقدم صورة شديدة السواد لهذا التاريخ، لماذا لا تناقشه ؟؟". رأيت عتاب القارئ منطقيا فلم أتردد وقلت له "لبيك".
قرأت المقال الذي أشار إليه القارئ فازدادت قناعتي بضرورة مناقشته. كتب الأستاذ الأديب الدكتور علاء الأسواني مقالا بعنوان (هل نحارب طواحين الهواء..؟!) ونشره في جريدة المصري اليوم في 31 مايو 2011 وملخص مقاله ثلاثة أمور:
1. الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا في المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة.
2. تاريخ الحكم الإسلامي على امتداد 1400 سنة لا وجود فيه لمبادئ أو مُثُل نبيلة، وإنما هو صراع دموي على السلطة يستباح فيه كل شىء، اللهم إلا في فترة زمنية محدودة جدا مدتها 31 سنة هي زمن الخلافة الراشدة وحتى هذه لم تخل من مظالم.
3. الذين ينادون أو يحلمون بعودة الخلافة الإسلامية نوعان من الناس: بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامي من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامي نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه. أما الفريق الآخر من المنادين بالخلافة فهم أعضاء جماعات الإسلام السياسي الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأي طريقة.
وبالإضافة لذلك فقد لطخ الأستاذ الأسواني قلمه بالخوض في اثنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هما عثمان ومعاوية رضي الله عنهما، ولكني أؤخر الكلام عن هذا وأبدأ أولا بمناقشة المقال في نقاط محدودة معدودة حتى لا يتشعب الكلام:
1. أول ملاحظة تعجبت منها هي إلقاء الأحكام المطلقة بصورة ساذجة على حقبة تاريخية مدتها 1400 سنة، يختزلها الأستاذ الأسواني ببساطة شديدة ويصفها بأن (نظام الحكم فيها لم يكن متفقا قط مع مبادئ الدين)، 1400 سنة من الحكم الإسلامي خالفت فيها أنظمة الحكم مبادئ الدين التي يصفها الأسواني بأنها (مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة). هل يتصور أحد 1400 سنة من حكم بلا حرية ولا عدل ولا مساواة ؟!. إننا نطالب حتى في عصور الانحطاط والاستبداد والقهر الحديثة أن ندقق في أحكامنا، فمثلا نقول عن فترة حكم عبد الناصر إنها لم تكن شرا كلها ولا خيرا كلها، وكذا عهد السادات وحتى عهد مبارك الذي دمر البلاد ربما لا يخلو عهده من حسنات، فكيف بألف وأربعمائة عام من الحكم الإسلامي بجرة قلم يصمها الأسواني بأنها لم تتفق أبدا مع مبادئ دين الإسلام.
2. أول أمرين ذكرهما الأسواني ضدان متناقضان ولا يمكن أن يجتمعا. وكنا نتصور في الأستاذ الأسواني الأديب الذي يعرف النفس البشرية وحركة المجتمعات أنه لا يمكن لمجتمعات سادتها الصراعات الدموية التي تستبيح كل شيء وتخلو من الحرية والعدل والمساواة، لا يمكن أن تنتج حضارة عظيمة في العلوم والفنون والآداب. العكس هو الصحيح أن إنتاج تلك الحضارة العظيمة الراقية التي افتخر بها الأسواني عندما كان يدرس الأدب في إسبانيا لا يمكن أن تخرج من بلاد قد أطبق عليها الظلم والقهر والاستبداد وتستباح فيها كل الحرمات، هذا هو المستحيل بعينه. وليدلنا الأسواني على أمة من الأمم حكمت بدون الحرية والعدل والمساواة وظل حكمها مستمرا قرونا متطاولة، وأكثر من ذلك أنتجت حضارة عظيمة غيرت وجه البشرية. إن هذا ليس من طبيعة الأشياء وضد حركة التاريخ وقبل ذلك ضد سنن الله في خلقه (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
3. ولو تفكر الأستاذ الأسواني في عبارة أستاذه الإسباني عندما قال له (يجب أن تفخروا بما أنجزه أجدادكم من حضارة في الأندلس..) وتذكر أن سبعة قرون من الحكم الإسلامي في إسبانيا أبقت على الدين المسيحي فيها وعلى من تمسكوا به، بينما قضى الأوروبيون على كل مسلم في تلك البلاد خلال سنوات قليلة من استردادهم لحكم الأندلس ولم يبقوا على مسلم واحد في أشهر محاكم تفتيش عرفتها البشرية. الحكم الإسلامي هو نفسه الذي عامل بالسماحة وبالحرية والعدل والمساواة نصارى الأندلس فاحتفظوا بدينهم لسبعة قرون.
4. وهنا لا يمكن بطبيعة الحال أن نستعرض كل التاريخ الإسلامي، ولكن سأناقشه فقط في الفترة التي ضرب منها الأمثلة البشعة وهي فترة الحكم الأموي لتكون دليلا أقوى على غيرها من أزمنة الحكم الإسلامي.
5. بداية فإن الأمثلة التي ذكرها الأستاذ الأسواني عن الدولة الأموية أكثرها صحيح وبشع ولا يجوز لمسلم عاقل أن يدافع عنها، ولكنها جزء مقتطع من الصورة الكاملة للحكم الأموي، واقتطاعها على هذا النحو يعطي صورة مغلوطة تماما ويكون أشبه بفعل الشيعة عندما يأخذون هذه الأمثلة الصارخة ويعممونها على أهل السنة. وفي الحقيقة فإن التصور الذي يعطيه الأستاذ الأسواني لانقلاب الحال مع بداية حكم معاوية رضي الله عنه تصور عجيب ومضحك ولا يتفق أبدا مع الطبيعة البشرية. إنه يصور حال الأمة الإسلامية وقد أشرقت عليها أنوار الحرية والعدل والمساواة ثم فجأة انطفأت هذه الأنوار وأغرقت الأمة في ظلم وظلمات لمدة 1400 سنة، وهو تصور لا يستقيم أبدا. إنه يتصور أن سنة (41هـ) التي قامت فيها الدولة الأموية، وكأنها السنة التي انتهى فيها جيل الصحابة؛ الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو انقرض التابعون؛ الذين تتلمذوا على يد التلامذة الأول للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن بعض الصحابة قد عاشوا إلى ما بعد العقد التاسع (90 هـ)، أي بعد عام الجماعة بأكثر من نصف قرن كامل. أما التابعون فقد عاش بعضهم إلى ما بعد سقوط الدولة الأموية سنة (132هـ). إن ما حدث بالضبط هو أن أسلوب انتقال الحكم قد تغير من شورى مطلقة إلى استبداد بالرأي أو إلى شورى مقيدة؛... أما نهر الحضارة الإسلامية فقد ظل يشق مجراه ... وظلت الأمة هي الأمة والمبادئ هي المبادئ. ولذلك نشر الأمويون الإسلام في أقطار الأرض ، في المغرب الأقصى والأوسط والأدنى وطرابلس وبرقة وإسبانيا والصين والهند وبلاد آسيا الوسطى وأفغانستان وغيرها، وفي عهدهم وقعت عملية التعريب ، وتم تنظيم الدواوين ، وسك العملة، وبدأت العلوم العربية والإسلامية تكتمل صورها وتنحت معارف جديدة للبشرية.
6. استشهد هنا بمؤرخ غربي من كبار الدارسين للتاريخ الإنساني كله لعل شهادته تكون أكثر قبولا لدى المدرسة العلمانية التي تتعسف مع تاريخنا. يقول المؤرخ الأمريكي الأشهر ويل ديورانت (1885-1981م) في موسوعته الشهيرة (قصة الحضارة)، في المجلد الخامس:
(يجب علينا ألا نظلم معاوية. لقد استحوذ على السلطة في بادئ الأمر حين عينه الخليفة الفاضل النزيه "عمر بن الخطاب" والياً على الشام، ثم بتزعمه الثورة التي أوقد نارها مقتل عثمان، ثم بما دبره من الدسائس البارعة التي أغنته عن الالتجاء إلى القوة إلا في ظروف جد نادرة، ومن أقواله في هذا المعنى "لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت" قيل: وكيف يا أمير المؤمنين؟ قال: "إذا مدوها خليتها وإن خلوها مددته". ولقد كان طريقه إلى السلطة أقل تخضباً بالدماء من طرق معظم من أسسوا أسراً حاكمة جديدة. وكان يجلس للناس خمس مرات في اليوم، وقد استؤنفت الفتوحات الإسلامية في عهده بعد توقف، وكان يسمع المدح في منافسه في مجلسه؛ بل ويسمع بفضله عليه ولا يعاقب على ذلك (وهي صورة من أعلى مظاهر حرية الرأي والتعبير)...
وجاء بعد ابنه يزيد فحكم لثلاث سنوات امتلأت بالفتن والاقتتال الداخلي وأعقب موت يزيد سنتان سادت فيهما الفوضى وتولى الخلافة فيها ثلاثة من الخلفاء جاء بعدهم عبد الملك بن مروان ابن عم معاوية فقضى على هذا الاضطراب وأخمد الفتنة بشجاعة وقسوة، فلما استتب له الأمر حكم البلاد بكثير من الرأفة، والحكمة والعدالة (وكانت مدة حكمه 20 سنة). وسار عبد الملك بن مروان على خطى معاوية، وحاول أن يطبق سياسته الداخلية في الجلوس للناس، وكان من فقهاء المدينة المعروفين، وقد احتج مالك في الموطأ بعمل عبد الملك، وكان من فاتحي إفريقية قبل الخلافة، وقد استقرت قواعد الدولة في عهده، وظهر طابعها العربي واستقلالها الحضاري.
أما ابنه الوليد الأول ففي عهده واصل العرب فتوحاتهم فاستولوا على بلخ في عام (86هـ ـ 705م) ، أما الوليد نفسه فكان مثلاً طيباً للحكام، يعني بشئون الإدارة أكثر من عنايته بالحرب، ويشجع الصناعة والتجارة؛ بفتح الأسواق الجديدة ، وإصلاح الطرق، وينشئ المدارس والمستشفيات ـ ومنها أول مستشفى معروف للأمراض المعدية ـ وملاجئ للشيوخ، والعجزة، والمكفوفين، ويوسع مساجد مكة والمدينة وبيت القدس، ويجملها، وينشئ في دمشق مسجداً أعظم من هذه المساجد وأفخم، ولا يزال باقياً فيها حتى اليوم.
وتولى عمر بن عبد العزيز الخلافة لأقل من ثلاث سنوات (99 /101هـ ـ717 / 719م) أعاد سيرة الراشدين، .. وجعل حياته كلها وقفاً على إحياء شعائر الدين ونشره فتقشف في لباسه، وارتدى الثياب المرقعة حتى لم يكن أحد يظن أنه هو خليفة المسلمين، وأمر زوجته بأن ترد إلى بيت المال ما أهداه إليها والدها من الحلي النفيسة فُصدعت بالأمر، وقرب إليه أتقى العلماء في الدولة وأتخذهم له أعواناً ومستشارين. وعقد الصلح مع الدول الأجنبية، وأمر برفع الحصار عن القسطنطينية وعودة الجيش الذي كان يحاصرها، واستدعى الحاميات التي كانت قائمة في المدن الإسلامية المعادية لحكم الأمويين. وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ "والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا".
وحكم هشام بن عبد الملك الدولة تسعة عشر عاماً (106 – 125 هـ ، 724-743 م) حكماً عادلاً ساد فيه السلم، وأصلح خلاله الشئون الإدارية، وخفض الضرائب، وترك ـ بعد وفاته ـ بيت المال مليئاً بالأموال.
لقد استمرت الدولة الأموية مائة عام، وهؤلاء ـ كما نرى ـ (معاوية ، وعبد الملك ، والوليد، وعمر ، وهشام) خمسة من خلفاء بني أمية، حكموا بنحو ثلاثة أرباع عمر الدولة، وقدموا خدمات كثيرة للحضارة الإسلامية، باعتراف مؤرخ غربي كبير، يحاول أن يقترب من الإنصاف، وذلك ضمن رصد شامل للحضارة الإنسانية.
7. هذا فقط عن فترة الدولة الأموية التي اقتطع منها الأسواني أمثلة صارخة على الظلم وتعمد التغافل عن الصورة بكاملها، وهذا اقتطاع غير أمين وفيه تلبيس على قرائه. إننا لو تصورنا تاريخ الحكم الإسلامي حضاريا من 1400 صفحة، سنجد منها 1300 صفحة بيضاء ناصعة وحوالي 100 صفحة سوداء مظلمة، فإذا بالأسواني يمعن النظر في هذه الصفحات السوداء ويركز عليها ويتغافل عن باقي الكتاب، ثم لا يكتفي بهذا فيزعم أن الكتاب كله أسود مخالف لمبادئ الدين إلا نحو ثلاثين صفحة فقط، وحتى هذه الورقات القليلة لم تسلم من الظلم، وكلام الأسواني هو عين الظلم.
8. وكنت أريد أن أكتفي بهذا، ولكن أزعجني أيضا أنه قفز على فترة الحكم العباسي واقتبس مقولة عن الخليفة أبي جعفر المنصور أنه قال (أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذي أولانا وسلطانه الذي أعطانا، وأنا خليفة الله في أرضه وحارسه على ماله..). لو ثبت أن المنصور قائل هذه العبارة فقد أخطأ وقد منع جمهور الفقهاء أن يقال "خليفة الله" ونسبوا قائل ذلك إلى الفجور لأن الاستخلاف لا يكون إلا في حالة الموت أو الغيبة والله تعالى منزه عن ذلك. وبالمناسبة فإن حديث (السلطان ظل الله في أرضه، من نصحه هدي ، ومن غشه ضل) لا يصح وحديث موضوع، حكم بوضعه الشوكاني والألباني وغيرهما.
ولقد اجتهدت أن أجد أصل العبارة المنسوبة للمنصور دون جدوى، ولكن وجدت عبارة قريبة منها نقلها ابن كثير في البداية والنهاية عن إسماعيل الفهري قال (سمعت المنصور على منبر عرفة يوم عرفة يقول: أيها الناس ، إنما أنا سلطان الله في أرضه ، أسوسكم بتوفيقه ورشده ، وخازنه على ماله ، أقسمه بإرادته ، وأعطيه بإذنه ، وقد جعلني الله عليه قفلا ، إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم فتحني ، وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني ، فارغبوا إلى الله أيها الناس ، وسلوه - في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم فيه من فضله ما أعلمكم به في كتابه ، إذ يقول : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا. أن يوفقني للصواب ، ويسددني للرشاد ، ويلهمني الرأفة بكم ، والإحسان إليكم ، ويفتحني لإعطائكم ، وقسم أرزاقكم بالعدل عليكم ، فإنه سميع مجيب) . وهذه الألفاظ أقرب في شرح مقصوده، وقد قال الإمام الغزالي في الإحياء (فالدِّين أصل والسلطان حارس، وما لا أصل له فمهدوم، وما لا حارس له فضائع، ولا يتم المُلك والضبط إلا بالسلطان، وطريق الضبط في فصل الحكومات بالفقه).
9. وهنا أحيل مرة أخرى إلى نفس المصدر الغربي الذي بطبيعة الحال لا يجامل المسلمين، لنرى كيف يصفون أبا جعفر المنصور. يقول ويل ديورانت في ترجمة المنصور –المجلد الخامس ص 4518 – ما نصه (... وكان الخليفة الجديد في سن الأربعين، طويل القامة، نحيف الجسم، ملتحياً، أسمر البشرة، شديداً في معاملاته. ولم يكن أسيرا لجمال النساء أو مدمنا للخمر أو مولعاً بالغناء. ولكنه كان يناصر الآداب، والعلوم، والفنون، ويمتاز بعظيم قدرته، وحزمه، وشدة بطشه، وبفضل هذه الصفات ثبت دعائم أسرة حاكمة لولاه لماتت بموت السفاح. وقد وجه جهوده لتنظيم الأداة الحكومية، وبنى مدينة فخمة هي مدينة بغداد واتخذها عاصمة للدولة، وأعاد تنظيم الحكومة والجيش في صورتيهما اللتين احتفظا بهما إلى آخر أيام الدولة. وكان يشرف بنفسه على كل إدارة في دولاب الحكومة، وعلى جميع أعمال هذه الإدارات، وأرغم الموظفين المرتشين الفاسدين - ومنهم أخوه نفسه - على أن يردوا إلى بيت المال ما ابتزوه من أموال الدولة. وكان يراعي جانب الاقتصاد بل قل الحرص الشديد في إنفاق الأموال العامة، حتى نفر منه الأصدقاء، وأطلق عليه لشحه لقب "أبي الدوانق". وقد أنشأ في بداية حكمه نظام الوزارة الذي أخذه عن الفرس، وكان له شأن عظيم في تاريخ العباسيين. وكان أول من شغل منصب الوزير في عهده خالد ابن برمك. وقد اضطلع بواجب خطير في حكم الدولة، وكان له شأن فيما وقع في أيام الدولة العباسية من أحداث جسام. وعمل المنصور وخالد على إيجاد النظام والرخاء اللذين جنى ثمارهما هارون الرشيد.
ومات المنصور بعد أن حكم البلاد حكماً صالحاً دام اثنتين وعشرين سنة وكان موته وهو في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج. ولم يكن في وسع ابنه المهدي (775-785) إلا أن يسلك في حكمه سبيل الخير. وقد شمل عفوه جميع المذنبين إلا أشدهم خطراً على الدولة.) اهـ.
قارن هذه السيرة بقلم مؤرخ غربي لخليفة حكم الأمة لاثنتي وعشرين سنة بذلك الاقتباس الذي أورده الأسواني لترى تعمد التشويه والتضليل.
10. الأمر الثالث الذي تعرض له الأستاذ الأسواني في مقاله كان سخريته واستخفافه بالذين ينادون أو يحلمون بعودة الخلافة الإسلامية وجعلهم نوعين من الناس: إما جاهل غافل أو سياسي مراوغ يريد الوصول إلى السلطة بأي طريقة. يصعب مناقشة رأي يساق بهذا الاستخفاف، وعلى أي حال فالخلافة الإسلامية حقيقة ظلت قائمة لأربعة عشر قرنا تقريبا وانتابتها فترات قوة وضعف لكنها ظلت دائما رمزا لوحدة المسلمين مع بقاء معظم أقطار المسلمين في غالب الأحيان بأنظمة حكم وإدارة تناسب ظروفها وبيئاتها. وهل يرفض أحد فكرة وحدة الأقطار الإسلامية حتى لو كانت حلما في ظروفنا الراهنة ؟. إننا نشهد الخطوات المتلاحقة في بنية الاتحاد الأوروبي المثير للإعجاب ونرى أحد قادته وهو الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي يرفض رفضا باتا انضمام تركيا لهذا "النادي المسيحي" ويقول بصراحة وصرامة (إنني لا أستطيع اعتبار دولة غالبية سكانها مسلمون دولةً أوروبية حتى وإن كانت تتبنى النظام العلماني الديمقراطي).
11. بقي كلام الأسواني وتعريضه باثنين من الصحابة الكرام هما عثمان ومعاوية رضي الله عنهما، وهو أمر مؤسف للغاية، وواضح أن الرجل ليس لديه أدنى دراية عما ينبغي مراعاته عند تناول أخطاء الصحابة. وبداية ننبه على أن الصحابة ليسوا معصومين من الأخطاء بل وقع منهم أشياء وهنات ولكنهم أفضل البشر بعد الأنبياء وتزكيتهم من عند الله تعالى مباشرة فقد رضي عنهم ورضوا عنه. ولذلك فإن أكثر الراسخين من أهل العلم أمسكوا عن الخوض في أخطاء الصحابة تقديرا لمقامهم وقدرهم، وتكلم فيها البعض من باب التعليم والاحتراز من تقليدهم في تلك الأخطاء منهم الحسن البصري وشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي ، وكانوا إذا أرادوا ذكر شيء من ذلك قدموا له بالتنبيه على مكانة الصحب الكرام وأن سيئاتهم القليلة تتلاشى مع بحار حسناتهم وجهدهم وتضحياتهم من أجل دين الله. هذا كله فيما يخص كبار أهل العلم، أما من دونهم علما وفقها فلا يجوز لهم التعرض لهذا الباب أصلا، ولو فعلوا فمثلهم كمثل تلميذ صغير في الروضة يريد أن يناقش أخطاء علماء في الفيزياء مثلا حاصلين على جائزة نوبل، هل يُقبل هذا من التلميذ الصغير ؟ وهل يقبل أن يقال من باب حرية الرأي أن نسمع للتلميذ الصغير رأيه في أخطاء هؤلاء الكبار ؟ هذا هو عين العبث. إن المسافة بين كاتبنا الأسواني وأصحاب رسول الله أكبر وأعمق وأبعد من تلك التي بين ذلك التلميذ الصغير والحاصلين على نوبل.
12. إن التعريض بسلفنا الصالح ليس مجرد مسألة تاريخية وإنما هدفه أبعد من ذلك، إنه يُسقط مكانة ذلك الجيل الرفيع الذي اختاره الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وليكون جسرا ينتقل عليه الإسلام لمشارق الأرض ومغاربها، وإن معرفة مقامهم ومكانتهم يظل حافزا للمسلمين دوما للنهضة والتقدم. يقول الأستاذ محمد قطب في كتابه "كيف نكتب التاريخ الإسلامي - ص 88" (.. وهذه الأمة ـ أو قل بالتحديد قرونها المفضلة الأولى ـ قامت بتطبيق مثالي لهذا الدين في عالم الواقع ، فارتفعت إلى عالم المثال ـ مع بشريتها الكاملة ـ وأثبتت في الوقت ذاته واقعية هذا الدين ، وقابليته للتطبيق في عالم الواقع . وتلك هي القيمة الحقيقة لهذه الفترة من التاريخ .
إن هذه الأجيال الأولى ـ وخاصة الجيل الأول الفريد ـ قد لا يتكرر مرة أخرى في واقع الأرض . ولكنها تبقى مع ذلك رصيدا واقعيا لهذه الأمة في جميع أجيالها ، يحفزها على محاولة العودة إلى تطبيق الإسلام . وهذه المحاولة ذاتها عمل إيجابي مثمر ، ولو لم يصل إلى كل النتيجة المطلوبة .
تصور إنسانا عند سفح جبل ، يعلم يقينا إن هناك من صعد هذا الجبل إلى قمته ، فهو يحاول أن يصعد مثله ، وقد يصل إلى منتصفه وقد يصل إلى ربعه ، وقد يفلس جهده بعد أن يرقى بضع درجات ...
وتصور إنسانا آخر وقف على سفح جبل يتطلع إلى قمته وهو يقول في نفسه : إن هذا مستحيل مستحيل أن يفكر إنسان في صعود هذا الجبل الشاهق ، فلنكف عن التطلع ، ولنرض بالبقاء في السفح أيهما أنفع للبشرية ؟ وأيهما أفضل في ذات نفسه؟.
ثم .. أي دور يؤده ذلك الذي صعد إلى القمة أول مرة ، في حياة كل الذين يجيئون بعده ، ويحاولون أن يصعدوا مثله ، ولو وصلوا إلى المنتصف ، ولو إلى ربع الطريق .. ولو أفلس جهدهم بعد رقي بعض الدرجات ؟
إنه دور ضخم في عالم الواقع ..
ولهذا نحتفي حفاوة بالغة بذلك الجيل الفريد ، وبتلك القرون المفضلة ،لأنها المدد الحي الذي يدفع الأجيال كلها إلى محاولة الصعود ، بدلا من أن تتنتكس إلى أسفل ، وتخلد إلى الأرض عند السفح وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل المستشرقين يجهدون أنفسهم لمحاولة تشويه تلك الفترة بالذات ، لعلهم يطفئون بريقها ، ويحجبون نورها عن الأجيال المتأخرة لكي لا تفكر أبدا في معاودة الصعود من جديد). اهـ.
لقد قرأت مقالا آخر لكاتب علماني مشهور أيضا هو الأستاذ جهاد الخازن في جريدة الحياة قبل مقال الأسواني بثلاثة أيام فقط، كتب عن نفس الموضوع وبنفس الروح والاختلاف الوحيد أن الأسواني استثنى من الـ 1432 عاما 31 فقط التي رضي عنها، أما الخازن فلم يعجبه إلا سنتين فقط لا غير هما فترة خلافة أبي بكر رضي الله عنه !. لكن الخازن رجع في اليوم التالي مباشرة واعتذر واعترف بخطأه وندم على ما فعل وسحب مقالته وقال في اليوم التالي تحت عنوان : أسحب مقالتي... وأعتذر (أثار مقالي يوم الاثنين الماضي عن الخلافة في الإسلام عاصفة من النقد لم تهدأ بعد، ولن أركب رأسي وأقول إنني مصيب والناس على خطأ، بل أقول إنني أخطأت وأسحب المقال، وأرجو من القراء أن يعتبروا انه لم ينشر، لأنني سأخرجه من مجموعة مقالاتي وأتلفه.
هذه أول مرة في حياتي أسحب مقالاً، بل إنني قبل مقال الاثنين لم أسحب سطراً واحداً في مقال أو أعتذر عنه، فأنا حذر جداً، إلا أن الحذِر يؤتى من مكمنه، والمقال كُتب الأحد، وهو يوم إجازة في لندن، وليس عندي الباحثون الذين أعتمد عليهم عادة في مراجعة المادة والتحقق من صحة النقل).
هل قرأ الأسواني مقال الخازن وقرأ تراجعه فأراد أن يكون أكثر جرأة منه على تشويه تاريخنا والعبث به؟ أم تراه كتب ما كتب بسوء فهم أو قلة علم أو بكليهما؟. لقد لمست في بعض عباراته عاطفة إسلامية أرجو ألا تسلمه إلا إلى خير وأن تدفعه للتراجع عن مقاله الذي لا يعلم إلا الله وحده كم صد شبابا عن دين الإسلام وكم أثار في أذهانهم الغضة من شبه باطلة.
إن أزمة الأسواني الفكرية أنه وقف أمام صفحات سوداء من تاريخنا وجعلها حصريا مصدر تفكيره منها يبدأ وإليها ينتهي، ولو جعل تلك الصفحات موضع تفكيره (وليس مصدر تفكيره) لزال الغبش عن فكره والغشاوة عن بصره.
كتبه
د. محمد هشام راغب
المصريون (http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=63219)
aymaan noor
06-06-2011, 08:47 PM
رايى فى مقال الدكتور علاء الاسوانى
أولا : لقد أخطا الكاتب خطأ كبيرا أن اختزل التاريخ الاسلامى كله فى مقال واحد ، و بذلك كان حكمه تعبير عن وجهة نظر شخصية وليست دراسة علمية للتاريخ الاسلامى .
ثانيا : جاء الحكم على التاريخ الاسلامى حكما ظالما فيه تجن ، ولكن من الواضح أن الكاتب لا يتكلم هنا الا عن الحكام وفقط ولا يتحدث هنا عن الحضارة الاسلامية .
ثالثا : وفقا لما فهمته من المقال ، أن الكاتب يريد أن يركز فقط على نظام الحكم وكيفية اختيار الخليفة ، و كان يمكنه أن يصل لذلك بالاسترشاد بالفترة التى يريدها دون التعرض للتاريخ الاسلامى كله
رابعا : من الواضح أن التقسيم الذى قام به الدكتور الاسوانى ، قائم على التفريق بين الفترة الأولى للاسلام والتى كانت الشورى هى طريقة اختيار الحاكم ، و الفترة الثانية التى كانت تعتمد على توريث الحكم والتى ليست من مبادئ الاسلام .
خامسا : أعتقد أن الجزء من المقال والذى وضعته أنا تحت عنوان الديموقراطية فى الاسلام ، هى أهم ماجاء بالمقال .فالمثال الذى ضربه الأسوانى برسول الله صلى اله عليه وسلم ، بأنه لم يرشح أو يفرض خليفة له ، مثال يستحق منا فعلا دراسته والاقتداء به .
سادسا ، بالفعل كلمات الخليفة أبو بكر الصديق حين تولى الخلافة ، ليتها تكون دستورا لنا جميعا فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر
سابعا : أعتقد أن الفهم الصحيح للاسلام ( القرآن والسنة الصحيحة) يمكن أن يحل الكثير من الخلاف الموجود هذه الأيام والصراع غير المبرر مابين تيارات اسلامية وغيرها .