مشاهدة النسخة كاملة : الخلافة الإسلامية أمل سوف يتحقق.


أيمن الوزير
07-06-2011, 04:38 PM
الخلافة الإسلامية أمل سوف يتحقق. بقلم د / أحمد خفاجي

http://www.deltaelyoum.com/newsphoto/4580554A%20KHAFAGY.jpg بقلم : د. أحمد خفاجي (http://www.deltaelyoum.com/articlewriter.php?id=139)
الثلاثاء :07 يونيو 2011 36 : 11

كثيرا ما كنت أطلب من زملائي العلمانيين أن يتعرفو علي الأفكار التي يطرحها الإسلاميون عن قرب , وكان بعضهم يغفر لي ما قد يظن أنه وقاحة في الطلب وتجاوز علي شخصه الكريم ويلوذ بالصمت ممصمصا شفتيه , لكن بعضهم الأخر كان يسألني مستنكرا , عن أي أفكار أتحدث؟؟ وكان إقناعهم بأن هناك ثمة أفكار عند الإسلاميين مهمة صعبة تنتهي غالبا بالفشل الذريع , هكذا كانت الأمور ومازالت , نحن موصوفون دائما بالسطحيه .
يظن العلمانيون في بلادنا أنهم قد إكتشفو العلمانيه ,مع أنها لم تكتشف بل تطورت التجربة الأوروبيه ليجد الأوروبيون أنفسهم علمانيين نسبيا لضرورات وحاجات تاريخيه فُرضت عليهم فرضا , وكنت أتمني أن يصبر علينا العلمانيون حتي نطور معهم تجربتنا الإنسانيه منطلقين من ثوابتنا و متعاملين مع مشاكلنا , بيد أن معظمهم يظنون أنهم قد علمو ما لم يعلمه الأخرون , لذا فقد بقي الأخرون مطالبين بعودة الخلافه ومتمسكين بالحجاب , بينما أفاء الله سبحانه وتعالي علي العلمانيين بالعلم الغزير والفهم الرفيع فأصبحو علمانيين منزهين عن الخطأ ومترفعين عن الإطلاع علي ما يظنون أنه دون فكرهم التقدمي , أو هكذا سولت لهم أنفسهم , عندهم لا يجوز إطلاقا أن تطلب من أحدهم أن يقرأ للإسلاميين الظلاميين المتخلفين الرجعيين إلي أخر قائمة الردح التي تعودنا علي سماعها من كل ناعق وزاعق , لذا تراهم يهاجمون أفكارا تخيلوها ويحذرون من أشياء تصوروها .
للسطور السابقه علاقة بالموضوع الذي أتناوله هنا , وليس لها علاقة بشخص الأديب الكبير الدكتور علاء الأسواني .

أنا أحترم الدكتور علاء الأسواني وأجله , ليس فقط لأنه أديب كبير وكاتب بارع بل لأنه مناضل مصري تحمس لقضية الحريه في مصر ودافع عنها كما يدافع الرجال وكما يدافع الأحرار الشرفاء , لذا أنبه إلي أنني أعلق فقط في هذا المقال علي ما كتبه الدكتور علاء الأسواني ونشرته جريدة المصري اليوم في عددها الصادر يوم الثلاثاء 31 مايو 2011 تحت عنوان هل نحارب طواحين الهواء.
في هذا المقال يبدع الدكتور علاء الأسواني في تقديم ملخص سريع للتاريخ الإسلامي , أعجبني المقال لدرجة أنني إحتفظت بنسخة منه لأنه مقال قيم وثري ,
بعد أن ينتهي الدكتور علاء من تعريفنا بفظائع الأمويين والعباسيين وفساد الخلفاء في العصرين الأموي والعباسي يقرر أنه لا حاجة للمسلمين في الخلافه لأنها لم تكن في معظم تاريخها خلافة راشده وينصح بالديمقراطيه التي تحقق المبادئ التي نادي بها الإسلام وهي الحريه والعدل والمساواه , ويؤكد أن النهضه لا تتحقق إلا بالديمقراطيه , لا أختلف معه في حاجتنا للديمقراطيه ولكنني أختلف معه في مسألة الخلافه.

أستاذنا الفاضل الدكتور علاء الأسواني , أنت الذي تحارب طواحين الهواء يا سيدي لأنك تتحدث في قضية لا وجود لها , لا يوجد في هذا الكوكب مسلم واحد يطالب بعودة الخلافه الأمويه أو الخلافه العباسيه أو الخلافه العثمانيه التي شنعتها لنا و قبحتها وتحذرنا منها تحذير المشفق علي من لم يخبر السباحة من ولوج البحر .

المسلمون يريدون عودة الخلافه الراشدة الجامعه التي تحقق العدل والحريه والمساواه ثم تحقق المنعة للأمه والوحده والتكامل لكل بلاد العالم الإسلامي لا أحد يطالب بالخليفة الحاكم بأمر الله , أؤكد لا أحد .

الإسلاميون ليسو نشازا في هذا المطلب الذي حققته الثورة الأمريكيه وحروبها الأهليه لتقيم الولايات المتحده الأمريكيه والذي أصر عليه غاندي وهو يوحد الهند ويرفض الإنفصال عن دولة الهند , وهو ما نادت به الماركسيه وطبقته بقوة السلاح في الإتحاد السوفيتي وهو ما ناضل من أجله الألمان ليوحدو ألمانيا والإيطاليون ليوحدو إيطاليا , وما سعي إليه الأوروبيون جميعا ليصنعو الإتحاد الأوروبي.

فكرة الخلافة الإسلامية فكرة باراجماتيه إلي جانب أنها فكرة عقائديه , شعارها يا مسلمي العالم إتحدو , تماما كما فعلت الشيوعيه وأطلقت شعارها الخالد يا عمال العالم إتحدو.

فكرة الخلافه التي تتعلق بها أفئدة المسلمين هي نفس فكرة الوحده العربيه التي نادي بها عبدالناصر ومازال القوميون العرب يحلمون بتحقيقها وأنا معهم من الحالمين والعاملين .

الدكتور علاء الأسواني ينصحنا بالديمقراطيه بديلا عن الخلافه , مع أن الديمقراطيه لا يمكن أن تكون بديلا عن الخلافه لأنها من جنس غير جنسها وتؤدي وظيفة غير وظيفتها .

البديل الوحيد للخلافه هو ما نحن عليه الان , التفرق في دول ودويلات صغيره , لا يمكننا أن نقارن بين الخلافه والديمقراطيه ,تماما كما لا نستطيع أن نقارن بين الشجرة والحصان , بينما نستطيع أن نوظف الديمقراطيه في دولة الخلافه لتكون خلافة راشدة بحق .

أما ما ذكره الدكتور علاء الأسواني من خلفاء يتحدثون بإسم الله في الأرض فإن ما عليه كل من يطالبون بالخلافه عكس ذلك تماما , وما عليك يا دكتور علاء إلا أن تقترب قليلا من المطالبين بعودة الخلافه وسوف تري بنفسك أن فكرة النيابة عن الله سبحانه وتعالي في الحكم غير موجوده أما إذا كنت تستقي معلوماتك من مصادر أخري تكتب عن هؤلاء بنية حسنه أو بغير نية فإنك تسمع عن المطالبين بالخلافه ولا تسمع منهم وهو ما ننصح أنفسنا بالعدول عنه في مرحلة البناء القادمه وإلا نقدنا ما ليس موجودا وأيدنا العدم وحاربنا طواحين الهواء .

كثيرا ما يتسلح المعارضون للخلافة الإسلاميه بأنها لم تكن راشدة إلا لفترة زمنية محدوده , بينما كان معظم الخلفاء يسكرون ويعربدون وهو ما ذكره الدكتور علاء في مقاله , وأنا لا أريد أن أدخل معهم إلي جدل تاريخي , بل أعمد إلي إعمال التفكير في المسأله مسلما لهم بأن الخلفاء كانو يشربون الخمر ويرتكبون الخطايا , ولكن ألم يكن هؤلاء الخلفاء حكاما عظاما بكل المقاييس التاريخيه القديمه إذ أقاموا إمبراطورية مترامية الأطراف ولم تكن هناك قوة علي وجه الأرض تستطيع أن تنال من بلاد المسلمين أو تدنو من حدودها , ألا يتطلب إقامة هذه الإمبراطوريه إلي جهود عظيمه وقدرة علي الإداره وإمتلاك لأدوات السيطره والتحكم وكلها صفات عظيمه إمتلكها الخلفاء الظالمون الذين تحدث عنهم مقال الدكتور علاء الأسواني .

لماذ تعتبرون الأسكندر الأكبر حاكما عظيما وقد كان سفاحا وتقللون من شأن أبي العباس السفاح , ولماذا نعتبر كليوباترا ملكة عظيمه وقد فعلت أفعالا نخجل أن نذكرها هنا حتي لا نخدش حياء أخواتنا , ولقد كان الرئيس الأمريكي وليام كلينتون زانيا وفاحشا ومفضوحا ومع ذلك فمازال الشعب الأمريكي يذكره بكل خير لأنه قدم لهم الرفاهيه .

ولماذا نذهب بعيدا لقد كان الرئيس عبد الناصر طاغية وديكتاتورا ومع ذلك فقد أحبه الشعب المصري وتعلق به ليس لشئ إلا لأنه كان يرعي مصالح هذا الشعب ويدافع عن مصالحه , وكذلك كان يفعل الخلفاء الفاسدون الغارقون في الحريم والخمر.

يقول المعارضون للخلافه الإسلامية الراشده بأنها مثالية و أنها لم تقم إلا لفترة زمنية محدودة جدا في التاريخ الإسلامي , نسألهم هل يشغلكم ما مضي أم يشغلكم ما هو قادم ؟؟ هل إنتهي التاريخ أيها الساده ؟؟هل بإمكانكم أن تقولو أن العالم سوف ينتهي بعد عام أو عامين ؟؟ قد ينجح المسلمون في إقامة خلافة إسلامية راشده تبقي إلي أبد الأبدين وقد تستمر حتي يرث الله الأرض ومن عليها وقد يأتي مؤرخ بعد عشرة ألاف عام ويضحك من حديثكم إذ يري أن معظم تاريخ المسلمين كان خلافة راشده.

يذكر الدكتور علاء أن الخلافة لم يكن لها علاقة بالإسلام , وهذا غير صحيح لأن فكرة الدوله الجامعه للمسلمين هي فكرة إسلاميه قامت عليها الخلافة الأمويه والعباسيه , بل إن هؤلاء الخلفاء كان يأخذون البيعة لولاة عهودهم من الأمه دون أن يكون إنتقال السلطه وراثيا بالكامل كما كان في كل الملكيات القديمه , ومع أن الأمر شكلي ويبقي توريثا في النهايه إلا أنه دليل علي أنهم لم يكونو قادرين علي الإنقضاض الكامل علي مبدأ الشوري في عصور الحكم الأولي.

الخلافة لم تكن إسلاما صحيحا ولكنها لم تكن منقطعة عنه كما أنها لم تكن منقطعة عن الأمه ونحن لا نريد تكرار تجربتها كما حدثت ولكننا نستلهم روحها الوحدويه ونقيمها بأدواتنا العصريه.

التجربة الإنسانية العالميه ونضال الشعوب في كل أنحاء العالم , ونضوج الفكر السياسي في الحكم وإدارة الدوله يمنحنا الأمل ويسهل علينا إقامة الخلافة الإسلامية الراشده من جديد والتي نرجوها خيرا للبشريه.

osama_mma14
07-06-2011, 04:54 PM
مقال افضل من رائع
بارك الله فيك وبارك الله فى صاحب المقال

---
العلمانيون فى مصر لايريدون إلا خراب مصر وتقسيمها

aymaan noor
08-06-2011, 05:53 AM
الخلافة الإسلامية أمل سوف يتحقق. بقلم د / أحمد خفاجي

http://www.deltaelyoum.com/newsphoto/4580554a%20khafagy.jpg بقلم : د. أحمد خفاجي (http://www.deltaelyoum.com/articlewriter.php?id=139)
الثلاثاء :07 يونيو 2011 36 : 11

كثيرا ما كنت أطلب من زملائي العلمانيين أن يتعرفو علي الأفكار التي يطرحها الإسلاميون عن قرب , وكان بعضهم يغفر لي ما قد يظن أنه وقاحة في الطلب وتجاوز علي شخصه الكريم ويلوذ بالصمت ممصمصا شفتيه , لكن بعضهم الأخر كان يسألني مستنكرا , عن أي أفكار أتحدث؟؟ وكان إقناعهم بأن هناك ثمة أفكار عند الإسلاميين مهمة صعبة تنتهي غالبا بالفشل الذريع , هكذا كانت الأمور ومازالت , نحن موصوفون دائما بالسطحيه .
يظن العلمانيون في بلادنا أنهم قد إكتشفو العلمانيه ,مع أنها لم تكتشف بل تطورت التجربة الأوروبيه ليجد الأوروبيون أنفسهم علمانيين نسبيا لضرورات وحاجات تاريخيه فُرضت عليهم فرضا , وكنت أتمني أن يصبر علينا العلمانيون حتي نطور معهم تجربتنا الإنسانيه منطلقين من ثوابتنا و متعاملين مع مشاكلنا , بيد أن معظمهم يظنون أنهم قد علمو ما لم يعلمه الأخرون , لذا فقد بقي الأخرون مطالبين بعودة الخلافه ومتمسكين بالحجاب , بينما أفاء الله سبحانه وتعالي علي العلمانيين بالعلم الغزير والفهم الرفيع فأصبحو علمانيين منزهين عن الخطأ ومترفعين عن الإطلاع علي ما يظنون أنه دون فكرهم التقدمي , أو هكذا سولت لهم أنفسهم , عندهم لا يجوز إطلاقا أن تطلب من أحدهم أن يقرأ للإسلاميين الظلاميين المتخلفين الرجعيين إلي أخر قائمة الردح التي تعودنا علي سماعها من كل ناعق وزاعق , لذا تراهم يهاجمون أفكارا تخيلوها ويحذرون من أشياء تصوروها .
للسطور السابقه علاقة بالموضوع الذي أتناوله هنا , وليس لها علاقة بشخص الأديب الكبير الدكتور علاء الأسواني .

أنا أحترم الدكتور علاء الأسواني وأجله , ليس فقط لأنه أديب كبير وكاتب بارع بل لأنه مناضل مصري تحمس لقضية الحريه في مصر ودافع عنها كما يدافع الرجال وكما يدافع الأحرار الشرفاء , لذا أنبه إلي أنني أعلق فقط في هذا المقال علي ما كتبه الدكتور علاء الأسواني ونشرته جريدة المصري اليوم في عددها الصادر يوم الثلاثاء 31 مايو 2011 تحت عنوان هل نحارب طواحين الهواء.
في هذا المقال يبدع الدكتور علاء الأسواني في تقديم ملخص سريع للتاريخ الإسلامي , أعجبني المقال لدرجة أنني إحتفظت بنسخة منه لأنه مقال قيم وثري ,
بعد أن ينتهي الدكتور علاء من تعريفنا بفظائع الأمويين والعباسيين وفساد الخلفاء في العصرين الأموي والعباسي يقرر أنه لا حاجة للمسلمين في الخلافه لأنها لم تكن في معظم تاريخها خلافة راشده وينصح بالديمقراطيه التي تحقق المبادئ التي نادي بها الإسلام وهي الحريه والعدل والمساواه , ويؤكد أن النهضه لا تتحقق إلا بالديمقراطيه , لا أختلف معه في حاجتنا للديمقراطيه ولكنني أختلف معه في مسألة الخلافه.

أستاذنا الفاضل الدكتور علاء الأسواني , أنت الذي تحارب طواحين الهواء يا سيدي لأنك تتحدث في قضية لا وجود لها , لا يوجد في هذا الكوكب مسلم واحد يطالب بعودة الخلافه الأمويه أو الخلافه العباسيه أو الخلافه العثمانيه التي شنعتها لنا و قبحتها وتحذرنا منها تحذير المشفق علي من لم يخبر السباحة من ولوج البحر .

المسلمون يريدون عودة الخلافه الراشدة الجامعه التي تحقق العدل والحريه والمساواه ثم تحقق المنعة للأمه والوحده والتكامل لكل بلاد العالم الإسلامي لا أحد يطالب بالخليفة الحاكم بأمر الله , أؤكد لا أحد .

الإسلاميون ليسو نشازا في هذا المطلب الذي حققته الثورة الأمريكيه وحروبها الأهليه لتقيم الولايات المتحده الأمريكيه والذي أصر عليه غاندي وهو يوحد الهند ويرفض الإنفصال عن دولة الهند , وهو ما نادت به الماركسيه وطبقته بقوة السلاح في الإتحاد السوفيتي وهو ما ناضل من أجله الألمان ليوحدو ألمانيا والإيطاليون ليوحدو إيطاليا , وما سعي إليه الأوروبيون جميعا ليصنعو الإتحاد الأوروبي.

فكرة الخلافة الإسلامية فكرة باراجماتيه إلي جانب أنها فكرة عقائديه , شعارها يا مسلمي العالم إتحدو , تماما كما فعلت الشيوعيه وأطلقت شعارها الخالد يا عمال العالم إتحدو.

فكرة الخلافه التي تتعلق بها أفئدة المسلمين هي نفس فكرة الوحده العربيه التي نادي بها عبدالناصر ومازال القوميون العرب يحلمون بتحقيقها وأنا معهم من الحالمين والعاملين .

الدكتور علاء الأسواني ينصحنا بالديمقراطيه بديلا عن الخلافه , مع أن الديمقراطيه لا يمكن أن تكون بديلا عن الخلافه لأنها من جنس غير جنسها وتؤدي وظيفة غير وظيفتها .

البديل الوحيد للخلافه هو ما نحن عليه الان , التفرق في دول ودويلات صغيره , لا يمكننا أن نقارن بين الخلافه والديمقراطيه ,تماما كما لا نستطيع أن نقارن بين الشجرة والحصان , بينما نستطيع أن نوظف الديمقراطيه في دولة الخلافه لتكون خلافة راشدة بحق .

أما ما ذكره الدكتور علاء الأسواني من خلفاء يتحدثون بإسم الله في الأرض فإن ما عليه كل من يطالبون بالخلافه عكس ذلك تماما , وما عليك يا دكتور علاء إلا أن تقترب قليلا من المطالبين بعودة الخلافه وسوف تري بنفسك أن فكرة النيابة عن الله سبحانه وتعالي في الحكم غير موجوده أما إذا كنت تستقي معلوماتك من مصادر أخري تكتب عن هؤلاء بنية حسنه أو بغير نية فإنك تسمع عن المطالبين بالخلافه ولا تسمع منهم وهو ما ننصح أنفسنا بالعدول عنه في مرحلة البناء القادمه وإلا نقدنا ما ليس موجودا وأيدنا العدم وحاربنا طواحين الهواء .

كثيرا ما يتسلح المعارضون للخلافة الإسلاميه بأنها لم تكن راشدة إلا لفترة زمنية محدوده , بينما كان معظم الخلفاء يسكرون ويعربدون وهو ما ذكره الدكتور علاء في مقاله , وأنا لا أريد أن أدخل معهم إلي جدل تاريخي , بل أعمد إلي إعمال التفكير في المسأله مسلما لهم بأن الخلفاء كانو يشربون الخمر ويرتكبون الخطايا , ولكن ألم يكن هؤلاء الخلفاء حكاما عظاما بكل المقاييس التاريخيه القديمه إذ أقاموا إمبراطورية مترامية الأطراف ولم تكن هناك قوة علي وجه الأرض تستطيع أن تنال من بلاد المسلمين أو تدنو من حدودها , ألا يتطلب إقامة هذه الإمبراطوريه إلي جهود عظيمه وقدرة علي الإداره وإمتلاك لأدوات السيطره والتحكم وكلها صفات عظيمه إمتلكها الخلفاء الظالمون الذين تحدث عنهم مقال الدكتور علاء الأسواني .

لماذ تعتبرون الأسكندر الأكبر حاكما عظيما وقد كان سفاحا وتقللون من شأن أبي العباس السفاح , ولماذا نعتبر كليوباترا ملكة عظيمه وقد فعلت أفعالا نخجل أن نذكرها هنا حتي لا نخدش حياء أخواتنا , ولقد كان الرئيس الأمريكي وليام كلينتون زانيا وفاحشا ومفضوحا ومع ذلك فمازال الشعب الأمريكي يذكره بكل خير لأنه قدم لهم الرفاهيه .

ولماذا نذهب بعيدا لقد كان الرئيس عبد الناصر طاغية وديكتاتورا ومع ذلك فقد أحبه الشعب المصري وتعلق به ليس لشئ إلا لأنه كان يرعي مصالح هذا الشعب ويدافع عن مصالحه , وكذلك كان يفعل الخلفاء الفاسدون الغارقون في الحريم والخمر.

يقول المعارضون للخلافه الإسلامية الراشده بأنها مثالية و أنها لم تقم إلا لفترة زمنية محدودة جدا في التاريخ الإسلامي , نسألهم هل يشغلكم ما مضي أم يشغلكم ما هو قادم ؟؟ هل إنتهي التاريخ أيها الساده ؟؟هل بإمكانكم أن تقولو أن العالم سوف ينتهي بعد عام أو عامين ؟؟ قد ينجح المسلمون في إقامة خلافة إسلامية راشده تبقي إلي أبد الأبدين وقد تستمر حتي يرث الله الأرض ومن عليها وقد يأتي مؤرخ بعد عشرة ألاف عام ويضحك من حديثكم إذ يري أن معظم تاريخ المسلمين كان خلافة راشده.

يذكر الدكتور علاء أن الخلافة لم يكن لها علاقة بالإسلام , وهذا غير صحيح لأن فكرة الدوله الجامعه للمسلمين هي فكرة إسلاميه قامت عليها الخلافة الأمويه والعباسيه , بل إن هؤلاء الخلفاء كان يأخذون البيعة لولاة عهودهم من الأمه دون أن يكون إنتقال السلطه وراثيا بالكامل كما كان في كل الملكيات القديمه , ومع أن الأمر شكلي ويبقي توريثا في النهايه إلا أنه دليل علي أنهم لم يكونو قادرين علي الإنقضاض الكامل علي مبدأ الشوري في عصور الحكم الأولي.

الخلافة لم تكن إسلاما صحيحا ولكنها لم تكن منقطعة عنه كما أنها لم تكن منقطعة عن الأمه ونحن لا نريد تكرار تجربتها كما حدثت ولكننا نستلهم روحها الوحدويه ونقيمها بأدواتنا العصريه.

التجربة الإنسانية العالميه ونضال الشعوب في كل أنحاء العالم , ونضوج الفكر السياسي في الحكم وإدارة الدوله يمنحنا الأمل ويسهل علينا إقامة الخلافة الإسلامية الراشده من جديد والتي نرجوها خيرا للبشريه.

مقال جميل ويتميز صاحبه بالأدب الجم فى طريقة عرض رأيه واختلافه مع الآخرين
أولا : حديث الكاتب عن حلم الخلافة الاسلامية لايرفضه أحد اذا كان معناه هو مزيد من التعاون بين الدول الاسلامية ومزيد من التفاهم والترابط وتشابك المصالح ، حتى يأتى الوقت الذى يكون فيه حلم الخلافة مطلبا حقيقيا .
ثانيا : أما أن كان المقصود بالخلافة الاسلامية هو فرضها بالقوة ودخول حروب وخلافات بين الدول الاسلامية من أجل تحقيقها فهو طبعا أمر مرفوض ، و أضراره بالغة ، و سيزيد الفرقة بدلا من التجميع .
ثالثا : الديموقراطية أو الشورى أيا كانت التسمية ، تقوم على فكرة واحدة أنه لا يحكم الحاكم بأمر الله أو بوحى من الله ، وأن الحاكم فى النهاية مجرد بشر يخطئ ويصيب
رابعا : هناك فارق كبير بين الاسلام والتاريخ الاسلامى ، فالاسلام دين من عند الله ، أما التاريخ الاسلامى فهو تاريخ لبشر منهم من اقترب للفهم الصحيح للاسلام ، ومنهم من أخطأ الفهم
و اخيرا شكرا لصاحب الموضوع على هذا المقال الرائع وجزاك الله خيرا

aymaan noor
08-06-2011, 06:02 AM
تلخيص مقال الدكتور علاء الأسوانى
هذا مافهمته من مقال الدكتور علاء الأسوانى ،
يبدأ الأستاذ علاء الأسوانى بالتأكيد على أن الاسلام قدم حضارة عظيمة للعالم
و لكنه يفصل بين مرحلتين فى التاريخ الاسلامى :
المرحلة الأولى : وهى عهد الخلفاء الراشدون و مدتها تسعة وعشرون عاما ويضيف اليها مرحلة حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز و مدتها سنتان ، فيكون اجمالى هذه المرحلة واحد وثلاثون عاما ، و يصف هذه المرحلة بأن الحكم خلالها كان عادلا رشيدا نقيا متوافقا مع مبادئ الإسلام الحقيقية . مع توضيح أن هناك بعض الأخطاء فى هذه المرحلة ويحددها بـ
( أ ) إيثار الخليفة عثمان بن عفان أقاربه بالمناصب والعطايا ، مما كان سببا فى أن ثار عليه الناس وقتلوه .
( ب ) فترة الفتنة الكبرى التى قسمت المسلمين الى ثلاث فرق ( أهل سنة و شيعة و خوارج ) والتى انتهت بمقتل على بن أبى طالب .
المرحلة الثانية : وهى مرحلة توريث الخلافة الاسلامية والتى بدأت بعد انهاء عصر الخلفاء الراشدين والى انتهاء عصر الخلافة العثمانية ، و كان نظام الحكم فيه غير متفقا قط مع مبادئ الدين
( أ ) الدولة الأموية : و التى اقام فيها معاوية بن سفيان حكما استبداديا دمويا ، فهو أخذ البيعة لابنه يزيد كرها و بذلك قضى على حق المسلمين فى اختيار من يحكمهم ، و ويقول أن الأمويين لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل المحافظة على الحكم لدرجة أنهم هاجموا المدينة المنورة و قتلوا من أهلها الكثير ، كما حاصر الحجاج مكة وضرب الكعبة بالمنجنيق حتى تهدمت بعض أركانها كما اقتحم المسجد الحرام وقتل عبد الله بن الزبير داخله .
( ب ) الدولة العباسية : والتى تعقب فيها العباسيون الأمويين و قتلوهم جميعا كما نبشوا قبور الخلفاء الأمويين و عبثوا بجثثهم انتقاما منهم .ويذكر قصة شنيعة هن أبو العباس الذى جمع فيها من تبقى من الأمراء الأمويين و أمر بذبحهم أمام عينيه ثم غطى جثثهم ببساط و دعا الى طعام و أخذ يأكل ويشرب بينما هم لايزالون يتحركون فى النزع الأخير ، و يقول ( والله ما أكلت أشهى من هذه الأكلة قط ) .
تعقيبه على الفترتين الأموية والعباسية
أولا : ثم يعقب على الفترتين الأموية والعباسية انه لم يكن أمراؤهم يلتزمون بالدين ( باستثناء بضعة ملوك اشتهروا بالورع ) فقد كانوا يشربون الخمر مع ندمائهم على الملأ كل ليلة .
ثانيا : ثم يقول ( يقتضينا الإنصاف هنا أن نذكر حقيقتين:
( أ ) : أن الخلفاء الذين تولوا الحكم عن طريق القتل والمؤامرت كانوا فى أحيان كثيرة حكاما أكفاء، أحسنوا إدارة الدولة الإسلامية حتى أصبحت إمبراطورية ممتدة الأطراف. لكن طريقتهم فى تولى السلطة والحفاظ عليها لا يمكن بأى حال اعتبارها نموذجا يتفق مع مبادئ الإسلام..
( ب ) : إن الصراع الدموى على السلطة لم يقتصر على حكام المسلمين فى ذلك العصر، وإنما كان يحدث بين ملوك أوروبا بنفس الطريقة من أجل انتزاع العروش والمحافظة عليها.
و يستنتج من ذلك أن فلسفة الحكم لم يكن لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد ، و لكنه كان صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال )
الديموقراطية فى الاسلام
يبدأ بعد عرضه للتاريخ الاسلامى ، يؤكد الفارق الكبير بين عهد الخلفاء الراشدين ، و بين من تلاهم ، فيؤكد على
أولا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع عن اختيار من يخلفه فى حكم المسلمين ، و أنه اكتفى بأن ينتدب أبو بكر لكى يصلى بالمسلمين بدلا منه كرسالة فقط بأنه يفضل أبو بكر دون حرمان المسلمين من اختيار من يريدونه .
ثانيا : بعد وفاة رسول الله ، اجتمع زعماء المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ليختاروا الخليفة ، و هو من وجهة نظره يعتبر اجتماع برلمانى بامتياز ، يتداول فيه نواب المسلمون الأمر ، و ينتخبوا أبا بكر الصديق .
ثالثا : يشيد الكاتب بخطبة أبى بكر على المسلمين «يا أيها الناس لقد وُلّيت عليكم ولست بخيركم.. أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيتهما فلا طاعة لى عليكم..».، و يرى أن هذه الخطبة تعتبر بمثابة دستور حقيقى و ديموقراطى يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، و بأن أبو بكر فى هذه الخطبة لم يتحدث عن حق الهى فى الحكم ، و لكنه أكد أنه مجرد واحد من الناس وليس بأفضلهم .
ثم يعود الكاتب ليقارن بين مقولة أبو بكر الصديق وبين بعض مقولات الأمويين والعباسيين
( أ ) - مقولة معاوية بن سفيان : «الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلى وما تركته للناس بفضل منى».
( ب ) - ويقول أبوجعفر المنصور العباسى: «أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذى أولانا وسلطانه الذى أعطانا، وأنا خليفة الله فى أرضه وحارسه على ماله..».
( جـ )- ويقول عبدالملك بن مروان وهو يخطب على منبر النبى: «والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه».
و بذلك انقلب المفهوم الديمقراطى الذى يمثل جوهر الإسلام إلى حكم بالحق الإلهى يعتبر المعترضين عليه كفاراً مرتدين عن الدين يجب قتلهم.
الهدف من المقال من وجهة نظر الكاتب :
أن الدعوة الى استعادة الخلافة الاسلامية دعوة خاطئة ، و هو يرى أن من يدعون اليها و يتحمسون لها نوعان :
النوع الأول : بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامى من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامى نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه .
النوع الثانى : أعضاء جماعات الإسلام السياسى الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأى طريقة..
و يؤكد الكاتب على :
( أ ) ان جوهر الإسلام هو العدل والحرية والمساواة.. وهذا الجوهر تحقق لفترة قصيرة عندما تم الأخذ بمبادئ الديمقراطية
( ب ) الطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة.. وهذه لن تتحقق إلا بإقامة الدولة المدنية التى يتساوى فيها المواطنون جميعا أمام القانون، بغض النظر عن الدين والجنس واللون.

راغب السيد رويه
08-06-2011, 06:14 AM
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع

مسيو الحسينى احمد
08-06-2011, 07:47 AM
لا شك ان الخلافة الاسلامية ستجعل العالم اكثر امانا,حبا وسلاما والحياة دون االخلافة الاسلامية ستجعلنا فى عالم بلا قلب والاهم القائمين على الخلافة ان يكونوا رجال على قدر المسئولية فى تطبيق شرع الله وان حدث اى شى يعكر صفو الخلافة فالعيب ليس فيها ولكن العيب فى القائمين عليها