مشاهدة النسخة كاملة : الإشاعة: خطرها و علاجها


محمد رافع 52
08-06-2011, 12:11 AM
الإشاعة: خطرها و علاجها
http://yozonia.com/wp-content/uploads/2010/11/2ash3at.jpg

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:13 AM
الإشاعة: خطرها و علاجها
بين الحين و الأخر نسمع عن إشاعات تبث و تنشر و أكاذيب تبعث و ترسل.
هذه الإشاعات التي لها خطر عظيم و شرير كبير.
فكم دمرت من مجتمعات و هدمت من أسر، و فرقت بين أحبة.
كم أهدرت من أموال، و ضيعت من أوقات.
كم أحزنت من قلوب، و أولعت من أفئدة، و أورثت من حسرة.
و إذا أردت أن تعلم عظيم شرها، فانظر في حادثة الإفك: كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم مكث شهرا كاملا وهو مهموم محزون، لا وحي ينزل يبين له حقيقة الأمر، و لا يعرف عن أهل بيته إلا الطهر و العفاف.

و لقد فتن كثير من المسلمين بنشر هذه الإشاعات و ترديدها دون نظر في النتائج، و دون نظر في الشرور الناتجة عنها.

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:15 AM
لقد عالج الإسلام قضية الإشاعة عن طريق ثلاث نقاط:
أ‌- النقطة الأولى: التثبت.
ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.
ت‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة.



و قبل البدء في تفصيل هذه النقاط لابد من التنبيه على لأمر مهم جدا، ألا وهو : أن الله سبحانه و تعالى جعل العلاج لقضية الإشاعة من خلال الناقلين لها من المؤمنين أنفسهم دون التركيز على مصدر الإشاعة و ذلك لان مصدر الإشاعة قد يكون من أهل النفاق أو من الكفار أو من الأعداء، و هؤلاء لا حيلة معهم، فان من دأبهم نشر الإشاعة لإضعاف المسلمين.
نعم قد ورد تحذير للمسلمين أن يكذبوا الكذبة ثم يبثوها ( كما في حديث جابر بن سمرة عند البخاري).
لكن هذه الإشاعات ما كان لها أن تنتشر لو قابلها المؤمنون بالمنهج الرباني لتلقي الأخبار و تلقي الإشاعات.


و إليك تفصيل تلك النقاط:
أ - النقطة الأولى: التثبت:
يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) و في قراءة أخرى ( فتثبتوا ).
فأمر الله بالتبين و التثبت، لأنه لا يحل للمسلم أن يبث خبرا دون أن يكون متأكدا من صحته.


و التثبت له طرق كثيرة؛ فمنها :
أ- إرجاع الأمر لأهل الاختصاص:
يقول الله تعالى: ( و إذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به و لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ).
قال الشيخ السعدي: ( هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم غير اللائق ، و أنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة و المصالح العامة ؛ ما يتعلق بسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا و لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل يردونه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم ؛ أهل الرأي و العلم و العقل الذين يعرفون المصالح و ضدها.
فإن رأوا في إذاعته مصلحة و نشاطا للمؤمنين و سرورا لهم و تحرزا من أعدائهم : فعلوا ذلك.
فان رأوا ليس من المصلحة أو فيه مصلحة و لكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ) ا. هـ فكم من إشاعة كان بالمكان تلافي شرها بسؤال أهل الاختصاص.
هذه الإشاعة الأخيرة التي انتشرت؛ ترى الواحد منا يرسل عشرات بل مئات الرسائل لهذه الإشاعات و لا يكلف نفسه أن يسأل: لو أرجعنا هذه الإشاعة لولاة الأمر عبر الجهات المختصة لوجدنا عندهم العلم بحال تلك الإشاعة.
ب- التفكر في محتوى الإشاعة:
إن كثير من المسلمين لا يفكر في مضمون الإشاعة الذي قد يحمل في طياته كذب تلك الإشاعة، بل تراه يستسلم لها و ينقاد لها و كأنها من المسلمات.
و لو أعطينا أنفسنا و لو للحظات في التفكر في تلك الإشاعات لما انتشرت إشاعة أبدا.
لقد بين الله حال المؤمنين الذين تكلموا في حادثة الإفك فقال سبحانه: ( إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس به علم ).


انظر يا أخي:
( إذ تلقونه بألسنتكم ) أنه من البديهي أن الإنسان يتلقى الأخبار بسمعه لا بلسانه ، و لكن أولئك النفر من الصحابة لم يستعملوا التفكير، لم يمروا ذلك الخبر على عقولهم ليتدبرا فيه، بل قال الله عنهم أنهم يتلقون حادثة الإفك بألسنتهم ثم يتكلمون بها بأفواههم من شدة سرعتهم في نقل الخبر و عدم التفكر فيه.


و لو تفكر الصحابة قليلا لوجدوا أنه من أمحل المحال أن يكون في فراش أطهر الخلق شيء يعيبه، كيف يمكن أن تتهم زوجة أفضل البشرية الذي اصطفاه الله بتهمة الفاحشة؟ إن هذا لا يعقل أبدأ.

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:17 AM
ب‌- النقطة الثانية: الناقل للإشاعة من الفاسقين.
في الآية السابقة يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) فجعل الله من نقل الخبر دون تثبت من الفاسقين.
فمجرد نقل الأخبار دون التأكد من صحتها موجب للفسق؛ و ذلك لان هذه الأخبار ليس كلها صحيح، بل فيها الصحيح و الكاذب، فكان من نقل كل خبر و أشاعه؛ داخل في نقل الكذب، لذا جعله الله من الفاسقين.
و قد صرح النبي بذلك ففي صحيح مسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ).
فالمؤمن لابد له من الحذر في أن يكون عند الله من الفاسقين( الكاذبين ).
و كفى - و الله - بذلك كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب.

فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال.
و لا كل ما يعلم يصلح للإشاعة و النشر.
بل قد يكون الخبر صحيحا و لكن لا مصلحة في نشره أبدا، كما مر معنا في كلام الشيخ السعدي.

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:18 AM
ث‌- النقطة الثالثة: التفكر في عواقب الإشاعة.
و عودة مرة ثالثة للآية السابقة في سورة الحجرات يقول الله تعالى: ( أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
هلا تفكرت في نتائج الإشاعة.
هلا تدبرت في عواقبها.

اعلم أخي:
إن كل خسارة، كل هم و غم أصاب أخاك المسلم، كل أموال أهدرت بسبب إشاعتك التي نشرتها أو ساعدت في نشرها فلك نصيب من الإثم فيها.
( فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
و يظهر الندم في الدنيا لمن تفكر في عاقبة نشر الإشاعة، و يظهر في الآخرة للغافلين عندما يجدون الجبال من السيئات كتبت عليهم ( و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم )

فيا أخي:
( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا أن كنتم مؤمنين ).

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:20 AM
الشائعات
تسري أسرع من النار في الهشيم
تولد الإشاعة وتنمو وتكبر وعندما تنتقل من شخص الي شخص يزداد القصة اكثر واكثر حتي تصبح واقع وحقيقة

تجد الشائعة أرض لها للخصب وهو المجتمع من صفاته الجهل والتخلف والأمية الذي يؤمن مؤمناً بالخرافة ومعطلاً للعقل والتفكير

أن الشائعة تتواجد في غياب الوعي المعلوماتي والمصدر مجهول الذي ينفي ويؤكد صحة الخبر لانه يعطي الفرصة لمروجي الشائعات لترويج السفاهات بين الناس


يقول الخبراء أن المجمتع الذي يقبل فكرة الشائعة هو مجتمع ثقافته هي التخلف
وكأن التخلف ثقافة شعبية يمارسها المتعلم والجاهل لافرق بينهما

الشائعات لعبت دورهام جداا في مجتمعنا العربي بصفة خاصة لمصالح شخصيه وسياسيه فلايقتصر دورها على الفقير دون الغني

وتوجد مراحل للشائعة ابتداء من كلمة ثم تطور بقدرة قادر الي حقيقة ونجد من يبرهن عليها بحقائق اكيدة وثابتة من الناس والافراد

قل الوعي والعلم في مجتمعنا العربي لان أرضه جاهزة للشائعات

لكل منا نحن المثقفون دور هام في دفن الشائعة في مهدها
كيف يمكن تبصير الناس لنجد مجتمع محترما يخافه كل عابث بمقدراته وفكرة وثقافته

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:21 AM
الإشاعة وأثرها على الفرد والمجتمع

ظاهرة من جملة الظواهر التي تنتشر في المجتمعات، وموضوع مهم؛ يهم كل المجتمعات الإسلامية، وغير الإسلامية؛ إنها ظاهرة (الإشاعات)؛ وما أكثر الإشاعات التي تطلق في أوساطنا، ونسمعها هذه الأيام!؛ إشاعات مقصودة، وإشاعات غير مقصودة؛ فلا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا وتسمع بإشاعة في البلد.. من هنا أو من هناك.

فكم للشائعات من خطر عظيم في انتشارها، وأثر بليغ في ترويجها، وإنها لمن أخطر الأسلحة الفتاكة، والمدمرة للمجتمعات، والأشخاص.

يعرف كثير من المختصين الإشاعة بأنها (رواية مصطنعة عن فرد، أو أفراد، أو مسؤولين، يتم تداولها شفهياً؛ بأية وسيلة متعارف عليها؛ دون الرمز لمصدرها، أو ما يدل على صحتها)..

ومعظم الشائعات مختلفة؛ ذات دوافع نفسية، أو سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، وتتعرض أثناء التداول للتحريف، والزيادة، والنقص، وتميل غالباً للزيادة.

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:23 AM
إن تاريخ الإشاعة قديم قدم الإنسان، وقد تطورت، وترعرعت مع تطور الحضارات القديمة، والحديثة؛ فقد استخدمها المصريون، والصينيون، واليونان في حروبهم قبل الميلاد بآلاف السنين للتأثير على الروح المعنوية للعدو، وقد ذُكر في كتاب الله عز وجل نماذج من تلك الشائعات؛ فمنذ فجر التاريخ؛ وبقراءة في تاريخ الأنبياء عليهم السلام، وقصصهم نجد أن كلاً منهم قد أثير حوله الكثير من الإشاعات من قبل قومه، ثم يبثونها، ويتوارثونها أحياناً.

ولا شك أن تلك الإشاعات كان لها الأثر في بعض المعوقات في طريق دعوة أولائك الأنبياء والرسل؛ فهذا نوح عليه السلام اتهم بإشاعة من قومه؛ بأنه يريد أن يتفضل عليكم؛ أي يتزعم، ويتأمر، ثم يشاع عنه أنه ضال: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)، وثالثة يشاع عنه الجنون: (وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ).

وهذا نبي الله هود عليه السلام يشاع عنه الطيش، والخفة؛ كما قال تعالى: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ)، ومرة يشاع عنه أنه أصيب في عقله: (قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)..

ثم هذا موسى عليه السلام يحمل دعوة ربه إلى فرعون وملئه وقومه؛ فيملأ فرعون سماء مصر، ويسمم الأجواء من حوله؛ بما يطلق عليه من شائعات؛ فيقول: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ).. ومما قال فرعون أيضاً: (أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى).. وبرغم هذه الأراجيف والأباطيل والشائعات من حول موسى عليه السلام فإن الحق ظهر، واكتسح في يوم المبارزة ما صنع السحرة؛ وألقي السحرة ساجدين؛ فبُهت فرعون أمام هذا المشهد، لكن أسعفته حيلته، ودهاؤه؛ بأن يلجأ من جديد إلى تلفيق الإشاعات؛ فنسب إلى موسى أنه كان قد رتب الأمور مع السحرة، وأن سجودهم، وإيمانهم محض تمثيل، واتفاق؛ لمآرب يحققونها جميعاً: (إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي المَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).. وقال سبحانه حكيا عن فرعون قوله: (قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ)..

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:24 AM
وفي بداية العصر الإسلامي كانت حادثة الإفك التي تولى كبرها المنافقون، وكادت تؤثر تأثيراً كبيراً على الروح المعنوية لبعض المسلمين؛ حتى أنزل الله تعالى قرآناً يبين براءة عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها؛ ويكذب من جاء بالإفك..

وإشاعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد، وما كان لها من أثر في صفوف المقاتلين المسلمين..

وقصة نعيم بن مسعود رضي الله تعالى عنه في غزوة الخندق لتفكيك قوى الأحزاب لا تخفى على أحد..

ومن الشائعات الكاذبة التي صنعت ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه والتي كانت آثارها السيئة لا تقتصر على المجتمع في ذلك الوقت فحسب، بل على الأمة حتى وقتنا هذا؛ حيث تجمع أخلاط من المنافقين، ودهماء الناس، وجهلتهم؛ وأصبحت لهم شوكة؛ وقتل على إثرها خليفة المسلمين؛ بعد حصاره في بيته، وقطع الماء عنه، بل كانت آثار هذه الفتنة أن قامت حروب بين الصحابة الكرام؛ كمعركة الجمل، وصفين.. من كان يتصور أن الإشاعة تفعل كل هذا؟!، بل خرجت على إثرها الخوارج، وتزندقت الشيعة، وترتب عليها ظهور المرجئة، والقدرية الأولى، ثم انتشرت البدع بكثرة، وظهرت فتن، وبدع، وقلاقل كثيرة؛ ما تزال الأمة الإسلامية تعاني من آثارها إلى اليوم.

وفي التاريخ أمثلة عديدة من هذه الإشاعات؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تلك الإشاعات التي كان ينشرها رسل جنكيز خان عن وحشية رجاله، وبطشهم، وكيف أدت تلك الإشاعات إلى تسهيل مهمة الجيش لاحتلال مدن متعددة في الشرق العربي والإسلامي؟!، كما كانت الإشاعة والدعاية - سواء من المنطلق التاريخي، أو العقائدي - أساساً لاحتلال الإسرائيليين أرض فلسطين؛ فقد قدمت المنظمة الصهيونية العالمية مذكرة إلى مؤتمر السلام الذي انعقد بجنيف عقب الحرب العالمية الأولى، وجاء فيها ادعاء على التاريخ (إن هذه الأرض: أي أرض فلسطين هي الموطن التاريخي لليهود)، وربطت هذه الدعاية الصهيونية بين فكرة الحقوق التاريخية، وفكرة أرض الميعاد؛ والتي تدعي بأن استيطان أرض فلسطين من طرف اليهود حكماً إلهياً.. كما أشاعت الأصولية المسيحية بأن انتصار إسرائيل هي بشير لعدوة المسيح، وهكذا.

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:26 AM
وها نحن الآن نعيش زمن الردع الأمريكي بامتياز؛ حيث تستغل الإشاعة، والدعاية كسلاح يحتل الصدارة في الممارسات الإرهابية الدولية؛ وذلك مع تزايد أهمية الحرب النفسية الموجهة نحو الشرق الأوسط؛ وخاصة الساحة العربية، والإسلامية منها، والأكيد أن هذا يعود إلى جملة عوامل منها:

أن هذه المنطقة من أهم مناطق العالم استراتيجية؛ مما يجعلها أكثر حساسية لأي تحرك سياسي، أو عسكري.. إلاَّ أن الظاهر هو أن التحركات السياسية الرسمية - سواء على المستوى العربي، أو الإسلامي - قد أعلنت إفلاسها؛ وأصبح الخطاب المشترك عند البعض منها مراعاة المصلحة الخاصة، وعند البعض الآخر البحث عن صيغ؛ لمحاولة تمرير اتفاقيات التسوية الخيانية، وغيرها؛ من المشاريع التي من شأنها ترسيخ أقدام التسلط، والهيمنة الاستعمارية.

وها هو الشعب العراقي يعيش محنة دعاية امتلاكه أسلحة الدمار الشامل؛ يهدد أمن جيرانه، وأمن العالم، وتزداد حدة الإشاعة؛ كحرب نفسية؛ لدرجة الاستفزاز؛ بالتأكيد على أن الحرب الموجهة للعراق أمر حتمي، والانتصار فيها أكيد، والإطاحة بالنظام تفرض البحث عن مكان لنفي الرئيس، والتفتيش فيما بعد الحرب، والإصلاحات التي ستتلوها كما زعموا.

وتستثمر الإشاعة؛ فيكون مصطلح الجهاد هو المرادف الحقيقي للإرهاب، وهكذا.. ثم تتحول الإشاعة من المفاهيم إلى الإدانة؛ فيدان الشعب الفلسطيني، ويتهم بالتعدي على حقوق الإسرائيليين؛ كما تدان المقاومة؛ وتعتبر عملاً إرهابياً.

هذا.. وقد حذرنا الإسلام من إشاعة الخبر الكاذب، ووصف الله سبحانه وتعالى، ورسوله الكريم وصفا مبتدع الإشاعة، ومروجها بأقبح الأوصاف؛ فقد وصف بالفاسق في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)، والكاذبَ في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الكَاذِبُونَ)، والمنافقَ في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث وإن صلى، وصام؛ وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)..

وحذر الله سبحانه وتعالى من الكذب؛ وبين العقوبة التي يستحقها الكاذب؛ لكذبه؛ فقال تعالى: (فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ)، وقال تعالى: (وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)، وحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه المتفق عليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)..

أما السامع فقد أمره الله سبحانه وتعالى بالتثبت، والتأكد مما يسمع، وحذره من المسارعة في تصديق كل ما يبلغه فيقع في ندامة من أمره، والخطاب عام للمؤمنين؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)..

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:27 AM
فكم من إشاعة أطلقها مغرض، وسمعها، وصدقها متعجل أدت إلى تباغض الإخوان، والأصدقاء، والعداوة بين الأصحاب، والزملاء، وإساءة سمعة الفضلاء، وتشتيت أسر، وتفريق جماعات، ونكبة شعوب، وانهيار، وهزيمة جيوش؛ فترك ذلك جراحاً عميقة؛ لا تندمل، وفرقة دائمة لا تجتمع.

ومع كل ما يعلمه المجتمع؛ مما تسببه الإشاعة؛ من مساوئ، وويلات تظل المادة الأساسية، والهواية المحببة لمروجيها، ويبقى مروجوها بؤرة فاسدة في جسد المجتمع، وطفحا جلديا منتنا؛ فيجب على أي جماعة، أو أمة، أو شعب محاربة هذه الآفة؛ الفتاكة، واستئصالها، وانتزاعها من جذورها؛ لتبقى الأمة متماسكة، مترابطة؛ ذات هدف واحد؛ تبني مستقبلها؛ وتقف ضد أي أخطار تعترض مسيرتها.

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:29 AM
ظاهرة الإشاعة

http://i3.makcdn.com/userFiles/a/b/abdessadeq/images/9bouche_oreille_.jpg

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:30 AM
الكلمة كالرصاصة متى انطلقت لا تعود

هنا بعض الناس تنسى أن الكلمات ليست ملكه وحده و أن الرصاص متبادل
فإن انطلقت كلمتك صدتها كلمتى
و لن تنتهى الكلمات و لكن ستزيد الصراعات و الاحقاد
فهل هذا من الاسلام
؟؟؟؟!!!

قال الله سبحانه و تعالى:
(ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم)
سورة القلم:10-11
هماز تعنى : طعان في الناس

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:31 AM
فإن كانت الكلمه جارحة و تخوض فى الاعراض
و تؤذى الشرف و العرض قبل الفرد
فهل هذا فعل مسلم !!!؟؟
انسينا !؟
قول الله سبحانه و تعالى
(ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)
الحجرات:12

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:32 AM
اللسان نعمة وهبنا الله اياها
هناك بشر لا يستحقون تلك النعمة
فهى لهم نقمة يؤذون بها العباد
و يقطعون الارحام و يخوضون فى الاعراض
و نسوا
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

"أتدرون ما الغيبة؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: ذكرك أخاك بما يكره.
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟
قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:34 AM
و لا يلجأ الى الاشاعات و الغيبة الا من سفه نفسه
و قلت همته و ضعفت عزيمته
فلكى يصل الى ما لايستطيع يهدم من
استطاع ان يصل قبله
و بما ان الضعف اساسه و الجبن اصله
فلا يجد الا الغيبة و النميمة و الاشاعة سلاحا له
وهو كاذب
قال ابن مسعود: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقام رجل (أي غاب عن المجلس) فوقع فيه رجل من بعده.
فقال النبي لهذا الرجل: "تخلل"
فقال: ومم أتخلل؟ ما أكلت لحما.
قال: "إنك أكلت لحم أخيك".

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:37 AM
هناك من لا يحب الخير لغيره
بل يقتله الحقد فيبعثر الكلمات كما تطلق الرصاصة
ربما يصيب شيئا او يزعج شخصا
و تكون كلماتة كريح نتنة تؤذى الصالح قبل الطالح
فلا ندرى هل نسى ان المسلم من سلم الناس من يده و لسانه
وعن جابر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فهبت ريح منتنة
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".
وقال: "شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب".

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:38 AM
و خلاصة القول فى قصة صغيرة و هى
دخل رجل على عمر بن عبد العزيز
فذكر له عن شخص آخر شيئا يكرهه.
فقال عمر: إن شئت نظرنا في أمرك،
فإن كنت كاذبا فأنت من أهل
هذه الآية:
(إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
وإن كنت صادقا فأنت من أهل
هذه الآية:
(هماز مشاء بنميم)
وإن شئت عفونا عنك.
قال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبداً
فلا ادرى ايها المسلم
( و اقول المسلم لكى تتذكر ما فضلك الله به من نعمة)
اي من هذه الايات تختار لنفسك
ان تكون فاسقا
كما قال الله سبحانه و تعالى :
(إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)
ام تختار ان تكون هماز مشاء بنميم
كما قال الله سبحانه و تعالى :
( هماز مشاء بنميم )

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:40 AM
http://thumbs.bc.jncdn.com/79ac8ddcbe02f17b8ac25208468d5d48_lm.jpg (http://www.6rqa.com/vb/showthread.php?t=3058)

فأيهما تختار للسانك
أن يكون
نقمة
بالغيبة و النميمة و الاشاعة
أم نعمة
بالكلم الطيب و التسامح و حسن الخلق

؟؟؟؟؟
الكلمة كالرصاصة
متى انطلقت
لا تعود

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:41 AM
الكلمة امانة عظمى سنحاسب عليها ان كانت لفظا او كتابة (http://forum.mn66.com/t58351.html)
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم :


إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) " النور


اعزائي:

نحن نسير في حياتنا على ضوء كلمات ... نتحدث او نستمع

تسعدنا كلمات ...وتشقينا اخرى

تفرحنا بعضها ...وما اكثر ما يحزننا منها ويشعل قلوبنا بنار الالم .

كلمات تشجعنا في تعاملنا مع من حولنا ...وكلمات تحبطنا وتزيد حياتنا ظلمة

كلمات تزرع في نفوسنا قناديل الامل ...واخرى تهوي بنا الى ظلمات اليأس

كلمات تؤنس نفوسنا ...وكلمات تزرع فينا الوحشة والضياع

كلمات تبث في انفسنا القوة ...واخرى تضعفنا وتزرع الوهن في نفوسنا

كم من موضوعات تكتب هنا وهناك ...نراها كلوحات فنيه

تولد فينا مشاعر مختلفة ...تفجر فينا الكثير من الاحاسيس والمشاعر والخواطر

اما اعجابا وتجاوبا ...فنعيش معها وبها حالات من الفرح والرضا والانسجام

واما اعراضا ونفورا واشمئزازا فنعيش حالات من المعاناة والقلق وعدم القبول

افكارنا وما يجيش بنفوسنا ملك لنا ولكن الكلمات التي نعبر بها عنها ليست


لنا بل لغيرنا ممن سيطلع
عليها (http://forum.mn66.com/t58351.html)...فلنحرص على ما نقول .


كلماتنا احبتي كالزرع ... ان احسنا زرعه احسنا حصاده والا فالعكس حاصل .

قال تعالى :

((الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء *

تؤتي أكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون *

ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار ))



همسة لكل من يمر من هنا :


لنجعل كلماتنا دوما تتهادى على صفحاتنا ...كطير مغرد فرحا من شجرة الى شجرة

ومن غصن الى غصن ... لنجعلها كالبلسم لكل جرح ....

كموسيقى شدية تثير فينا اعذب الالحان وتملأ النفوس بالحب والامل والتفاؤل

لنجعل كلماتنا ان

كانت (http://forum.mn66.com/t58351.html)موضوعات او ردود ...


منزهة عن كل خبيث ...عن كل قول جارح

لنجعلها :

كمن يحفر ذكرى ولكن هنا لا يحفرها على شجرة او جدار

بل يحفرها على القلوب ... فلا تنسى ولا يُنسى صاحبها

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:46 AM
قال الرسول صلى الله عليه وسلم


عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول اللهhttp://www.thanwya.com/vb/images/smilies/salla-icon.gif:

« عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.

وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار. وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ».

محمد رافع 52
08-06-2011, 12:53 AM
http://ammonnews.net/ammoneNewsImage/2011327big83695.jpeg

في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها بلدنا الحبيب نجد ونسمع العديد من الاشاعات والاقاويل التي لا يمكن ان يصدقها كل ذي لب متى تفكر بها ، نجدها تترد في مجالسنا وبيوتنا دون ادراك لاثرها في بناء وتوجيه الراي العام وتكوين عقليته وبناء مزاجه الذي اصبح يقرر مصير الدول لاسيما اننا نشاهد على وسائل الاعلام ونسمع عن مجموعات او جماعات غير معروفة الهوية ولا يمكن للاجهزة الامنية تعقبها لاستخدامها النطاقات الالكترونية من خلال خوادم ( سيرفرات ) موجودة خارج البلاد ، وهذه المجموعات تطلق الاتهامات يمنة ويسرة وتطالعنا بمطالب ضررها اكثر من نفعها وتردد اشاعات تنم عن قلة خبرة او سوء نية ويقع ضحيتها بعض الناس المندفعين و يرددونها بدون تدقيق وتؤدي الى عواقب وخيمة وتلحق ضررا جسيما بالدولة وافرادها ..


هذا وتعتبر الاشاعة في العصر الحديث من أهم الوسائل التكتيكية التي تستخدمها الدول أو المجموعات وحتى الأفراد لتحقيق الأهداف المرحلية أو لتنفيذ الخطط بعيدة المدى وتحقيق أهدافها بما يعبّر عنه بمفهوم الاستراتيجية.

محمد رافع 52
08-06-2011, 01:13 AM
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQUDG4l71cfHmDss57UM2TTTT5jw6N03 SdN_z6DYaUzvOlFrnqH&t=1

محمد رافع 52
08-06-2011, 01:25 AM
احذروا حرب الإشاعة ..!





http://admins.20at.com/do3a2/42-17049215.jpg (http://admins.20at.com/do3a2/42-17049215.jpg)

محمد رافع 52
18-06-2011, 08:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
( َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
الأشاعة مذكورة في القران الكريم و اسبابها كثيرة منها الجهل اثبات الشخصية من انهم يعلمون و يعرفون كل شيء ---- ( الا الحقيقة ---- ههه )
بلبلة و ارباك الناس و الفتنة - - - لأرضاء النفوس الضعيفة
ابعدنا الله و اياكم عن الأشاعات التي تؤدي الى الفتنة و جعل الله لنا و لكم نور الأيمان في قلوبنا

محمد رافع 52
18-06-2011, 08:25 AM
بين الخبر والإشاعة خيط رفيع، فالخبر قد يكون إشاعة والإشاعة قد تكون خبراً.
وطالما أنّنا نؤمن بالخبر، فلا بدّ أن نؤمن أحياناً بالإشاعة التي هي مرتبطة بالمجتمع والبيئة التي نعيش فيها.
والإشاعة، إذا كان المتعارف عليه أنّها تطال شريحة معيّنة من الأشخاص لا سيّما المشاهير من أهل الفنّ أو طبقة اجتماعية معيّنة، فإنّ الواقع مغاير بحيث أنّ الإشاعة قد تطال كلّ شخص من سياسييّن وفنّانين وأشخاص من مجالات مختلفة وفئات اجتماعيّة مختلفة.
ولا يغيب عنّا أنّ الإشاعة تشكّل إشكاليّة بحدّ ذاتها فهناك من يطلقها على غيره وهنا السؤال من؟ وهناك من يطلقها على نفسه ويخترعها وهنا السؤال لماذا؟

محمد رافع 52
18-06-2011, 08:27 AM
إلى أيّ مدى ترتبط الإشاعة بالمجتمع والتربية والطبقة الاجتماعية؟
ما الذي نسعى تحقيقه من خلال الإشاعات؟
وما هي الأبعاد الاجتماعية والنفسيّة للإشاعات؟

محمد رافع 52
18-06-2011, 11:25 AM
على المسلم أن يتروى ويتخلق بخلق الصبر والتيقن قبل أن يردد ما يسمع، حتى لا يردد كذبا أو يحدث القلق في الأمة، والشائعات ليست وليدة العصر بل إن أعداء الإسلام قد أثاروا الشائعات الخطيرة ضد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن بينها شائعة حادثة الإفك وقام بعض ضعاف الإيمان بترديد الشائعة التي وصلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه في ذلك لقن الأمة الإسلامية درسا في الصبر والتأني فلم يغضب ولم يثر، خاصة أن ذلك كان حال سفر وشاءت إرادة الله أن يشتد المرض بأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق بمجرد عودتها من السفر، وهنا ظن البعض أن أم المؤمنين قد ندمت على خيانتها لرسول الله لكن الرسول الكريم حينما وجد السيدة عائشة مريضة لم يسألها عن حقيقة ما حدث بل تخلق بخلق الصبر، خاصة أن السيدة عائشة لم تكن تعلم بما يردد من شائعات تتعلق بها، فلما علمت بكت بكاء المظلوم، فنزلت البراءة على سيد الأنبياء، وعلمت السيدة عائشة بنزول آيات القرآن الكريم بتبرئتها فشكرت الله عز وجل، لكن الرسول الكريم أقام حد القذف على الذين رددوا هذه الشائعة، وطبق قول الله عز وجل: “والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا أولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا”.

محمد رافع 52
18-06-2011, 11:26 AM
إن الإسلام حذر من الكذب والبهتان والنميمة بين الناس، والشائعة ما هي إلا نوع من أنواع النميمة، وقد أمر الإسلام بحفظ اللسان وتوعد مروجي الشائعات بالعذاب حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة” (النور: 19)، كما حث الله سبحانه وتعالى على التيقن قبل نقل الأخبار حيث قال: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” (الحجرات: 6) كما نهى الإسلام عن إطلاق الكلام المرسل الذي ليس له سند، وكذلك نهى عن إلغاء العقول وطالب المسلمين بالتثبت عند تعرضهم للمصائب وألا ينساقوا وراء كل دعيّ مارق، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بشراركم”؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: “المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبراء العنت”.

محمد رافع 52
18-06-2011, 11:27 AM
قال تعالى:
{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا}
[الأحزاب: 60-61].

محمد رافع 52
18-06-2011, 11:28 AM
قال تعالى :
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
[النور: 15].

محمد رافع 52
18-06-2011, 11:29 AM
فقال-عز وجل-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
الحجرات: 6.

محمد رافع 52
18-06-2011, 11:30 AM
http://www.alittihad.ae/assets/images/Dunia/2011/03/25/320x240/21a-na-38576.jpg

محمد رافع 52
18-06-2011, 11:31 AM
حذر علماء الدين من خطر الشائعات على أمن واستقرار المجتمع العربي والإسلامي،
في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها بعض الدول العربية،
حيث تكثر وتنتشر الشائعات المدمرة والمحرضة على الفتنة وتسيل بسببها دماء الأبرياء.