Tawfeek Yahia
21-12-2007, 07:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هل نظرت حولك لأي إنسان متجبر.. متكبر.. شديد الغرور؟ هل رأيت شخصاً يستغل قوته أو منصبه أو جاهه أو صحته أو ماله، ويقهر بهم أو بأحدهم ضعيفاً أو مسكيناً أو فقيراً؟
هل راقبت شخصاً أمسك بطفل صغير بريء، فانتزع الأمان منه وتحدي مشاعر أمه الضعيفة التي ترقب الموقف الرديء.. وتبكي في داخلها ولا تستطيع دفع القهر عن طفلها.. لأن الخصم أقوى منها، فلديه مال أو منصب أو جاه، وبينما هي فليس لديها شيء من ذلك؟
هل رأيت نهر الحياة وهو يسير ولا يتوقف.. ماذا حدث فيه لكل متجبر متكبر.. ممن يمقتهم الله عز وجل ولا يجعل لهم مكاناً في الجنة؛ لأنهم أساءوا استغلال النعم، فتحولت بفعل تصرفاتهم الهوجاء وتجبرهم إلى نقم؟
هل استمعت إلى دعاء المظلوم المنكسر، الذي يرفع يديه للسماء يدعو الله أن يقهر الظالم ويخذله ويريه فيه عجائب قدرته.. هل تابعت قضية هذا المظلوم وكيف كانت نهايتها؟
هل لفت نظرك يوماً ما.. ماذا حدث لابن تجبّر بشبابه وقوته على والديه وهم في مرحلة الشيخوخة.. صوتهم واهن وصوته قوي.. مالهم قليل وماله كثير.. ظهورهم انحنت وظهره الشاب مستقيم لا انحناء فيه.. هل تابعت بقية فصول القصة، وماذا حدث لهذا الابن المتجبر بقوته وشبابه وماله حتى على والديه؟
هل تابعت قصة رجل منحه الله نعماً عديدةَ.. المال والجاه والمنصب والوسامة وبدلاً من أن يحمد الله.. كان جباراً حتى مع زوجته الضعيفة.. يعيّرها بقلة مال أهلها بينما هو ثري.. أو يصفها بأن ملامحها تخلو من كل جمال.. أو يستخدم كل الطرق لإذلالها وإشعارها بالدونية.. ويقهرها حتى تمرض أو تموت.. ولا يُقدر كفاحها وعناءها مع أبنائه وفي خدمته.. بل لا يمنحها حق الاعتراض على الألم والقهر، وإلا فهي «طالق».. هل رأيت ماذا تفعل الأقدار بمثل هذا الزوج؟
- هل رأيت زوجة أب تسيء معاملة أبناء زوجها وتقهرهم ليل نهار، وكأنهم أعداء بينما تدلل أبناءها.. وتستغل فرصة أن أبناء زوجها بلا أم ترحمهم وتدافع عنهم.. إنها تتجبر وتتكبر على الضعفاء وتنسى أو تتناسى أن الأيام دُول وقد يُصبح أبناؤها في نفس موقع أبناء زوجها.. وأن من لا يرحم لا يُرحم؟
- وهل رأيت في المقابل للقصة السابقة: زوجة أب حنون تتقي الله في أبناء زوجها وتعاملهم كأبنائها، فلما شبوا عن الطوق كأن أول رد لفعلهم أن كرهوها ولفظوها وأساءوا إليها وتجبروا عليها، هل رأيت ماذا يفعل الله بهؤلاء الأبناء العاقين والناكرين للجميل؟
- هل تابعت قصة زوجة متجبرة في علاقتها بزوجها الطيب المسالم، وهي تستغل طيبته وحنانه، فتقهره بتسلطها وقدرتها السحرية على افتعال النكد والمشاجرات، والتفوه بكل لفظ رديء ومؤلم للزوج الذي ـ على عكس ـ يكون عف اللسان طيب المعشر شديد الحنان.. والمضحك أنك قد تُذهل حين ترى الزوجة تخلو تقريباً من الجمال والحنان والمميزات المعروفة والزوج وسيم ثري رقيق سخي.. فلا تقدِّر الزوجة مميزات زوجها ونعم الله عليها، بل تحيل حياته لجحيم لا لشيء، إلا لأنها متجبرة.. مغرورة متسلطة؟
- وهل رأيت رئيس عمل يقهر موظفيه ولا يكف عن توبيخهم، وخصم الكثير من رواتبهم ونقلهم، وتشتيت أسرهم بداعٍ وبدون داعٍ.. فلا يستطيع الموظف أن يعترض، ولكن يرفع يديه للسماء والبقية تأتي؟
- وهل رأيت في المقابل مديراً طيباً راقياً يُقدر أحوال موظفيه فيرحم كل مستحق للرحمة، ويتعامل بإنسانية مفرطة، ومع ذلك يفهم بعض الموظفين فهماً خاطئاً ويظنون الطيبة ضعفاً وسلبية ويكيدون له، ولا يكفون عن الشكاوى الكيدية للجهات المختلفة لمجرد أن مديرهم رفض مرة واحدة الموافقة لأحدهم على إجازة طارئة بلا مبرر مقنع.. هل رأيت أي ظلم يقع على هذا المدير من موظفين؟ وماذا يفعل الله بهؤلاء المتجبرين من الموظفين صغيرهم وكبيرهم؟
الإجابة عن كل ما سبق من أسئلة واستفسارات.. أن كل المتجبرين يأتيهم يوم تكسر فيه شوكتهم، وتُذل أعناقهم، وهذا اليوم هو يوم استجابة الله لدعوة المظلوم.. والله لا يفلت أحد مطلقاً من دعوة المظلوم على متجبر أو متكبر، أو ظالم استغل نعم الله عليه في إيذاء وقهر إنسان بسيط أو فقير أو ضعيف أو إنسان بلا مال أو جاه أو منصب
فيا أعزائي إن أجمل ما في الحياة قلب يرق لأحوال الناس فيرحم ويساند ويخفف ويتواضع لله فيرفعه.. فإن فعل العكس فلينتظر يوماً تستجاب فيه دعوة المظلوم، فيذله الله ويخضعه رغماً عنه، فيصبح أعزلاً مقهوراً بعد أن كان قوياً وجيهاً ميسوراً.. اتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم .. ولا يظن كل منا أنه «هو المظلوم» وغيره دائماً هم الظالمون فتضيع القضية.. وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا.. وأقول هذا لنفسي أولاً ولعلي أعمل به إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله
هل نظرت حولك لأي إنسان متجبر.. متكبر.. شديد الغرور؟ هل رأيت شخصاً يستغل قوته أو منصبه أو جاهه أو صحته أو ماله، ويقهر بهم أو بأحدهم ضعيفاً أو مسكيناً أو فقيراً؟
هل راقبت شخصاً أمسك بطفل صغير بريء، فانتزع الأمان منه وتحدي مشاعر أمه الضعيفة التي ترقب الموقف الرديء.. وتبكي في داخلها ولا تستطيع دفع القهر عن طفلها.. لأن الخصم أقوى منها، فلديه مال أو منصب أو جاه، وبينما هي فليس لديها شيء من ذلك؟
هل رأيت نهر الحياة وهو يسير ولا يتوقف.. ماذا حدث فيه لكل متجبر متكبر.. ممن يمقتهم الله عز وجل ولا يجعل لهم مكاناً في الجنة؛ لأنهم أساءوا استغلال النعم، فتحولت بفعل تصرفاتهم الهوجاء وتجبرهم إلى نقم؟
هل استمعت إلى دعاء المظلوم المنكسر، الذي يرفع يديه للسماء يدعو الله أن يقهر الظالم ويخذله ويريه فيه عجائب قدرته.. هل تابعت قضية هذا المظلوم وكيف كانت نهايتها؟
هل لفت نظرك يوماً ما.. ماذا حدث لابن تجبّر بشبابه وقوته على والديه وهم في مرحلة الشيخوخة.. صوتهم واهن وصوته قوي.. مالهم قليل وماله كثير.. ظهورهم انحنت وظهره الشاب مستقيم لا انحناء فيه.. هل تابعت بقية فصول القصة، وماذا حدث لهذا الابن المتجبر بقوته وشبابه وماله حتى على والديه؟
هل تابعت قصة رجل منحه الله نعماً عديدةَ.. المال والجاه والمنصب والوسامة وبدلاً من أن يحمد الله.. كان جباراً حتى مع زوجته الضعيفة.. يعيّرها بقلة مال أهلها بينما هو ثري.. أو يصفها بأن ملامحها تخلو من كل جمال.. أو يستخدم كل الطرق لإذلالها وإشعارها بالدونية.. ويقهرها حتى تمرض أو تموت.. ولا يُقدر كفاحها وعناءها مع أبنائه وفي خدمته.. بل لا يمنحها حق الاعتراض على الألم والقهر، وإلا فهي «طالق».. هل رأيت ماذا تفعل الأقدار بمثل هذا الزوج؟
- هل رأيت زوجة أب تسيء معاملة أبناء زوجها وتقهرهم ليل نهار، وكأنهم أعداء بينما تدلل أبناءها.. وتستغل فرصة أن أبناء زوجها بلا أم ترحمهم وتدافع عنهم.. إنها تتجبر وتتكبر على الضعفاء وتنسى أو تتناسى أن الأيام دُول وقد يُصبح أبناؤها في نفس موقع أبناء زوجها.. وأن من لا يرحم لا يُرحم؟
- وهل رأيت في المقابل للقصة السابقة: زوجة أب حنون تتقي الله في أبناء زوجها وتعاملهم كأبنائها، فلما شبوا عن الطوق كأن أول رد لفعلهم أن كرهوها ولفظوها وأساءوا إليها وتجبروا عليها، هل رأيت ماذا يفعل الله بهؤلاء الأبناء العاقين والناكرين للجميل؟
- هل تابعت قصة زوجة متجبرة في علاقتها بزوجها الطيب المسالم، وهي تستغل طيبته وحنانه، فتقهره بتسلطها وقدرتها السحرية على افتعال النكد والمشاجرات، والتفوه بكل لفظ رديء ومؤلم للزوج الذي ـ على عكس ـ يكون عف اللسان طيب المعشر شديد الحنان.. والمضحك أنك قد تُذهل حين ترى الزوجة تخلو تقريباً من الجمال والحنان والمميزات المعروفة والزوج وسيم ثري رقيق سخي.. فلا تقدِّر الزوجة مميزات زوجها ونعم الله عليها، بل تحيل حياته لجحيم لا لشيء، إلا لأنها متجبرة.. مغرورة متسلطة؟
- وهل رأيت رئيس عمل يقهر موظفيه ولا يكف عن توبيخهم، وخصم الكثير من رواتبهم ونقلهم، وتشتيت أسرهم بداعٍ وبدون داعٍ.. فلا يستطيع الموظف أن يعترض، ولكن يرفع يديه للسماء والبقية تأتي؟
- وهل رأيت في المقابل مديراً طيباً راقياً يُقدر أحوال موظفيه فيرحم كل مستحق للرحمة، ويتعامل بإنسانية مفرطة، ومع ذلك يفهم بعض الموظفين فهماً خاطئاً ويظنون الطيبة ضعفاً وسلبية ويكيدون له، ولا يكفون عن الشكاوى الكيدية للجهات المختلفة لمجرد أن مديرهم رفض مرة واحدة الموافقة لأحدهم على إجازة طارئة بلا مبرر مقنع.. هل رأيت أي ظلم يقع على هذا المدير من موظفين؟ وماذا يفعل الله بهؤلاء المتجبرين من الموظفين صغيرهم وكبيرهم؟
الإجابة عن كل ما سبق من أسئلة واستفسارات.. أن كل المتجبرين يأتيهم يوم تكسر فيه شوكتهم، وتُذل أعناقهم، وهذا اليوم هو يوم استجابة الله لدعوة المظلوم.. والله لا يفلت أحد مطلقاً من دعوة المظلوم على متجبر أو متكبر، أو ظالم استغل نعم الله عليه في إيذاء وقهر إنسان بسيط أو فقير أو ضعيف أو إنسان بلا مال أو جاه أو منصب
فيا أعزائي إن أجمل ما في الحياة قلب يرق لأحوال الناس فيرحم ويساند ويخفف ويتواضع لله فيرفعه.. فإن فعل العكس فلينتظر يوماً تستجاب فيه دعوة المظلوم، فيذله الله ويخضعه رغماً عنه، فيصبح أعزلاً مقهوراً بعد أن كان قوياً وجيهاً ميسوراً.. اتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم .. ولا يظن كل منا أنه «هو المظلوم» وغيره دائماً هم الظالمون فتضيع القضية.. وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا.. وأقول هذا لنفسي أولاً ولعلي أعمل به إن شاء الله