عادل حسان سليمان
21-06-2011, 08:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------
اخوانى الأحباء ...عدد جديد لجريدة العادل الاسلامية
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ql9kc57c01dw.jpg
----------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------
اخوانى الأحباء ...عدد جديد لجريدة العادل الاسلامية
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ql9kc57c01dw.jpg
----------------------------------------------------------
جريدة العادل الاسلامية / العدد 57 / ليوم الأثنين 20 يونية 2011م
-----------------------------------------------------------
صورة العدد
-----------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ier8nok7702r.gif
---------------------------------------------
قضية العدد
--------------------
هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟ بقلم الدكتور خالد صقر
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ru41mxzlc0yu.jpg
منذ سقوط نظام مبارك في مصر حتي الآن ووسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية تمتلئ بالتقارير والتحليلات المتباينة تجاه ما يمكن تسميته "أَسلمَة الثورة" ، فبينما اتجه العديد من الكتاب ذوي التوجه الديمقراطي – مثل جنيفر ليبمان و هارون موجول و كريستيان أمنبور – للجزم بأن الثورة المصرية ليست إسلامية ، ذهب العديد من المحللين والكتاب ذوي التوجه اليميني والجمهوري إلي أن الثورة المصرية وإن كانت بدايتها غير إسلامية إلا أنها قد استحالت ثورة "معادية للغرب" و"معادية لإسرائيل" ، فيقول باري روبين مدير مركز أبحاث العلاقات الدولية GLORIA ورئيس تحرير دورية الشرق الأوسط للعلاقات الدولية MERIA في مقال بمجلة فري ريبابلك بتاريخ 23 مارس الماضي : "بحلول نهاية عام 2011 فسيصل – في أغلب الأحوال - إلي سدة الحكم في مصر رئيس ذو توجه أصولي معادي لأمريكا ، والأمر من ذلك أنه سيكون معادي لإسرائيل أكثر من أي سياسي في عهد مبارك ، ومن المرجح أيضاً أن يحتوي البرلمان الجديد علي 30% من الأعضاء من الإسلاميين و أكثر من 30% من القوميين اليساريين ، هذا البرلمان سوف يصيغ دستوراً جديداً لمصر ، وأثناء صياغة هذا الدستور فإن ليبراليّ الفيبوك سيكونون معدومي الأهمية تقريباً ، سيتم إهمال أي رأي للمسيحين الذين يشكلون 10% من تعداد السكان بمصر في صياغة هذا الدستور. إن الدستور الجديد في مصر سوف يُعرّف الدولة أنها دولة مسلمة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسي – إن لم يكن الوحيد – للتشريع" ويضيف باري روبين في نفس المقال : "إن الأصوات المعادية لأمريكا والمعادية لإسرائيل في مصر أكثر عمقاً واتساعاً مما يمكن للمراقبين الغربيين أن يتخيلوه ، وكذلك فإن الفجوة بين الإسلاميين والقوميين واليساريين أقل اتساعاً بكثير مما يفترض بها أن تكون. إن مستخدمي الفيسبوك لا يزال من الممكن أن يفضلوا دولة قائمة علي مرجعية الشريعة علي أي حال" أ.هــ
ويستطرد رايان جونز في نفس الإتجاه في مقالٍ له بمجلة إسرائيل توداي نشر بتاريخ 10 أبريل الجاري قائلاً: "...إنهم لم يكتفوا بالتظاهر والغضب ضد حكومتهم فقط ، بل لقد زحف المتظاهرون المصريون تجاه السفارة الإسرائيلية في القاهرة ، ووتجمهرواً أمام بوابة السفارة مطالبين حكومتهم المؤقتة بقطع كل علاقتها مع الدولة اليهودية وإيقاف تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل ، والأدهي من ذلك أنهم أرادوا إزالة العلم الإسرائيلي الذي يرفرف فوق مبني السفارة...!" أ.هــ
كل هذه التحليلات الغربية التي ترصد التوجه الإسلامي الواضح للثورة المصرية ، بالإضافة لما نشاهده من علامات ذلك التوجه ، يطرح وبقوة سؤالاً ملحاً : هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟
يمكن تقسيم التيارات الإسلامية الفاعلة في مصر إلي ثلاثة تيارات ، الإخوان المسلمين والتيارات السلفية المختلفة والطرق الصوفية. ويمكن القل أيضاً أن الأحداث التي تلت الثورة مباشرة ساهمت كثيراً في تقليل فجوة الخلافات الحركية بين الإخوان المسلمين وجميع التيارات السلفية ، وحدث هناك نوع من التقارب شوهد أثره في تكتل الإخوان والسلفيين في جبهة واحدة لإقرار التعديلات الدستورية التي أجري عليها إستفتاء عام الشهر الماضي ، وشوهد أثره أيضاً في التصدي الحاسم لكل مجاولات التيارات العلمانية لإثارة قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية ، بينما وقفت الطرق الصوفية موقفاً حائراً – كالمعتاد – ولم يكن لها أي تأثير حقيقي في الرأي العام في الشارع المصري. علي الجانب الآخر فإن نفس الأحداث التي قاربت وجهات النظر بين السلفيين والإخوان ، قد ساهمت في تقريب وجهات النظر بين التيارات العلمانية الليبرالية والأحزاب ذات التوجه اليساري ، فحدث هناك نوع من التخندق لهذين التكتلين لرفض تمرير التعديلات الدستورية وهو ماباء بالفشل أمام الإنتشار الشعبي الهائل الذي تحظي به التيارات الإسلامية.
يمكن تلخيص المميزات التي تتمتع بها التيارات الإسلامية في ثلاث نقاط : الإنتشار الأفقي الهائل في جميع أقاليم مصر ومحافظاتها – توافر عدد كبير جداً من القياديين والرموز الحركية ، الذين يحظون بثقة الجماهير واحترامهم ، سواء في جماعة الإخوان أو في التيارات السلفية المختلفة – والإضطهاد السابق الذي كانت تعاني منه جميع التيارات الإسلامية في العهد البائد بما جعل قيادييّ هذه التيارات فوق مستوي الشبهات إلي حدِ ما ، بينما تتمتع التيارات العلمانية بمميزات أخري تمكنها من التأثير في الرأي العام لشريحة محدودة من المجتمع المصري ويمكن تلخيص هذه المميزات في : امتلاك وسائل إعلام علي قدر عالي من الحرفية المهنية – الإنتشار الرأسي في قطاع الجامعيين والمثقفين من المجتمع المصري.
إن الصراع الحالي بين التيارات الإسلامية مجتمعة في جبهة ، والتيارات العلمانية الليبرالية بمساندة الأحزاب اليسارية في جبهة معاكسة يتمحور أساساً حول رغبة كل جبهة في فرض أقصي قدر من التأثير علي الشارع المصري للإستعداد لخوض أول انتخابات برلمانية نزيهة منذ انقلاب 1952 ، والأهداف اللاحقة لكل فريق تتركز في : محاولة التأثير علي اتجاه صياغة الدستور وتحديداً قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية – توجيه الرأي العام المصري لتفضيل مرشحي كل جبهة لرئاسة الجمهورية – والتنافس علي قدر أكبر من التقارب مع المؤسسة العسكرية التي تعاظم دورها في توجيه المستقبل السياسي لمصر بعد الثورة.
بالنظر إلي المكاسب التي حققتها التيارات الإسلامية في مصر منذ انهيار نظام مبارك حتي الآن يمكن القول أنه لكي تتمكن تلك التيارات من حصد أكبر قدر ممكن من ثمار الثورة وتوجيه دفة النهضة المستقبلية في مصر إلي اتجاه إحياء الحضارة الإسلامية ، وتفعيل دور مصر كبلد رائد لكل بلاد العالم الإسلامي ، يجب علي تلك التيارات أولاً أن تحقق قدراً أعمق من التقارب الحركي والسياسي ، بحيث تتلافي أي احتمالات ممكنة للتنافس بين أجنحتها علي مقاعد البرلمان أو كرسي الرئاسة ، وثانياً أن تهتم بشدة بتطوير وتحديث الجبهات الإعلامية الإسلامية حتي يمكن أن تقاوم التأثير الإعلامي الفائق للإعلام العلماني علي الشارع المصري ، وتحديداً علي شريحة الجامعيين والمثقفين من المجتمع. هذان السبيلان هما الضمان الوحيد لكي يستمر تقدم التيارات الإسلامية علي الجبهة السياسية في مصر ، وحتي يتمكن الإسلاميون من قيادة المجتمع والنهوض به من الكبوة الحضارية القاتلة التي خلفها نظام مبارك بعد ثلاثين عاماً من التجهيل والتجاهل والإهمال المتعمد لكل مظاهر الثقافة الإسلامية في مصر
-------------------------------------------------------------
موضوع فى صورة
-------------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/u3e1lz50y0x2.jpg
----------------------------------------------------------------
شخصية العدد
--------------------
الشيخ السيد حسين العفاني حفظه الله
من بلدة عفان بمحافظة بني سويف وهي من أوائل محافظات الصعيد
التي فيها العرب الأقحاح ، الأكارم الفصاح ...
نشأ نشأة ريفية بسيطة ، عمقت في قلبه الفطرة السوية ، والوجهة الربانية النقية ، فتدرج في
التعلم والتعليم النظامي حتى التحق بكلية الطب وتخرج فيها في فترة السبعينات من القرن
المنصرم حيث كانت مصر مقبلة على عهد جديد بعد هلاك جمال عبد الناصر ، فتوسع نشاط
الجماعات الإسلامية في كل الجامعات والمعاهد ، واشربأت أعناق الدعاة السلفيين تهتبل الفرصة
لنشر العقيدة الصافية النقية ، ومنهج السلف الصحيح الوضيح ، وفي هذه الجو نشأ وترعرع
الشيخ سيد العفاني ....
لم تمهله الخطوب ... فقد ولد ذكيا ، نابهة ألمعيا ، سريع الحافظة ، خاطف البديهة ، فعرف بالوعظ
والتذكير ، والنصح والخطابة ، فصار خطيب الجماعات بكل أنواعها وأطيافها ، أيام كان الفارق
بينها ضئيلا أول ما نشأت ...
فتارة يخطب للجماعة الإسلامية .. وتارة يعظ ويشارك في أنشطة معسكرات الجامعات المصرية
التي تجمع كل الأطياف ، وتارة في مساجد السلفيين في أنحاء القطر المصري ، حتى اشتهر
أمره ، وعلا ذكره ، وانتشر بين الناس خطره ( أي أهميته ) ...
كنت كغيري من الشبيبة نسمع بالخطيب المفوه ، والواعظ المنوَّه ، حتى تم الإعلان عن محاضرة
للشيخ سيد العفاني ... فتسارعنا لسماعها وإرهاف السمع عند إلقائها ، فكانت البداية التي عليها
عرفنا زهد السلف وعبادتهم ...
لم تتوطد علاقتي بالشيخ في بداية الأمر .. ولكن بعد برهة كانت توكل إلي بعد المهمات الدعوية
فكان على إثرها فرصتي في القرب من الشيخ سيد والتعرف عليه عن كثب ... وليس الخبر
كالمعاينة ...
كنت أظنه رجلا عاديا ... إذ أنك ما أن تنظره حتى ترى فيه الملامح الريفية البسيطة ، الزهد
سمته ، ثياب لا رفاه فيها ، ومظهر لا ينبيء عن غنى أو رياش ، وكم رأينا له من أحذية مهترئة
بالية ، عرفنا فيما بعد سرها ...
كان الشيخ لصيقا بالدعوة السلفية في كل أنحاء القطر ... ما من مسجد إلا واهتز منبره بخطب
الشيخ العفاني ... وما من ركن وأرض في مساجد السلفيين في مصر إلا وابتلت من دموع
المصلين وهم يسمعون وعظه وتذكيره ...
يبدأ الموعظة بخطبة الحاجة مزلزلة ترتج لها جنبات المسجد فيظن من فيه أن صاحبه سيخطب
خطبة حماسية ولكن سرعان ما يدرك أن الرجل يتمثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان
خطبه غالبها عن النار والجنة ، والاستعداد ليوم المعاد ، وترقيق القلوب بما يقربها من علام
الغيوب ... وفي خلال تلك الدرر المنتقاة لن تعدم ملحة لترطيب الأسماع ، أو إشارة لحادثة
سياسية أو نبأ اقتصادي أو خبر دعوي مهم ، وفي كل ذلك لا تخلو خطبه من حشود الآثار
السلفية ، وعساكر التوجيهات العلمية ، فضلا عن أعتاد النصوص القرآنية والحديثية .
كان ينشد الشعر وينظمه ، بل يحفظ الكثير منه ويستحضره ، وكتبه ومؤلفاته تشهد بعنايته
بهذا الشأن ...
له قدرة عجيبة في تجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح ، وتقريب حياتهم وسيرتهم من
أهل العصر ... فزهد السلف وعبادتهم وصومهم وقيامهم لليل وجهادهم وشأنهم كله كان الشيخ
يستحضره كأنه رأي عين .
هذا أمر قد أشترك مع غيري في معرفته ... وقد يعرف غيري منه ما هو أكثر مني .... ولكن
ما أستطيع أنني أختص به مع ثلة قليلة ممن عرفه وعاصره وشاهده أمور يذهل لها المرأ ...
وهي جهده وبلاءه في الدعوة إلى الله ...
الشيخ سيد ربى جيلا واسعا من الشباب السلفي في محافظات الصعيد بل في كل محافظات
مصر ... فما من شاب نشأ على جادة السلف في مصر إلا وللشيخ عليه منة وفضل ، بخطبه
ومواعظه ، أو كتبه ورسائله ...
استقبلته مرة ليلقي محاضرة في إحدى المساجد وكان قادما من محافظة أخرى ، وكان يوم
جمعة أصيلا ، فسالته عن حاله وسفره ، فقال للتو جئت من مسجد في القاهرة خطبت فيه
( وكنت أظن أن محاضرته عندنا هي الوحيدة ) ، وبعد الخطبة ألقى محاضرة !!!! وكان
موعده عندنا محاضرة في المساء بعد صلاة المغرب حتى العشاء ، وغالبا ما تستمر المحاضرة
حتى قريب من منتصف الليل ...
كان هذا برنامجه كل يوم تقريبا ... في بداية التسعينات حيث كانت الدعوة متاحة بقدر كبير
في القطر المصري ..
استنفد الشيخ (http://forums.fatakat.com/thread1442580)سيد صوته في الخطابة والوعظ والمحاضرات ، حتى أنذره الطبيب بضرورة
التوقف عن الخطابة والتدريس ، وقد أخبرني بهذا الخبر وعينه تدمع ، وقال لي : أمثالنا
ليس لهم خيار ... حتى لو ضاع صوتنا فلن نستطيع التوقف والسكوت !!! واستمر رحمه الله
في الخطابة حتى كانت بح صوته وانقطع نفسه ، وتدهورت صحته ، فاضطر للراحة برهة ،
وما أن عاد إليه بعض صوته عاود ما كان عليه ...
-----------------------------
كان يجوب المحافظات كلها ...
يخطب ويعظ ويحاضر ، ينشيء الأجيال ، يربي القادة ، يوجه المسئولين عن الدعوة ، يحل
مشكلات الدعاة مع بضعهم البعض ، ينبه وينوه ، ينصح ويقوم ، بل يساعد المحتاجين ،
وأياديه البيضاء على فقراء طلبة العلم لا ينكرها أحد .
عرفه طلبة الجامعات من الجيل الأول .. وحتى الجيل المعاصر ... ما من جامعة في مصر
إلا وله فيها جولة ، وبين جنباتها له صرخة وصولة ...
إذا أعلن في القاهرة عن خطبة له توافدت الجموع الغفيرة ، والألوف الكثيرة ، تمني نفسها
مجلسا يذكرها بالسلف الصالح ...
والذي قرأ ما أسلفنا يظن الشيخ العفاني بعافية تامة ، وصحة كاملة ، وليس ذلك كذلك ، فجسده
قد أنهكته أمراض مزمنة ، وضعف جسمه خلقة يجعل كل من يراه يجزم أن هذا الرجل يسير
ويمضي برعاية الله وكلاءته ...
ومع كل جهوده وسعيه في الدعوة والنذارة في أرجاء القطر المصري ، كان يحفظه الله نهم
القراءة ، ما وجدناه يوما خاوي اليدين ، بل إما تحمل كيسا مليئا بالكتب الجديدة ، أو حقيقة
ملأها بالكتب والأوراق التي يقرأها في السفر ويقيد ما يحتاجه في محاضراته ولمؤلفاته .
صنف الكثير ... وما كتبه ولم يخرج إلى عالم الطباعة أكثر ...
كتبه واحة غناء ... تربى على معينها الكثير من الدعاة وطلبة العلم بل وقادة الحركة في مصر
وخارجها ... إذا كتب في مسألة أوفاها ، فكنا نقول : شرط الشيخ ألا يصنف مصنفا أقل من
مجلدين ... وكان كذلك في غالب كتبه ...
مؤلفاته ترى فيها حس القائد ، ونبرة الرائد ، تريك هموم الأمة ، وتنبيك بعلو الهمة ، يؤلف
ليربي في الأمة جيل النصر المنشود ، ألف رهبان الليل ، ليحيي في هذا الجيل ما كان سمة
من سمات السلف الصالح وهو قيام الليل ، ثم ألف فرسان النهار ( وما أدري طبع أم لا )
لينبه على دور الجهاد في جيل النصر المنشود .
كانت مؤلفاته صياغة للشخصية الإسلامية في العصر الحديث ، تمسك فيها بخاتم السلف ،
وحرص على دلهم وسمتهم طريقا ومنهاجا ...
أما علاقته بالدعاة والقادة والعلماء فنموذج للتواضع وخفض الجناح ، ما قابل أحد إلا
ذل له وألان ، إذا تكلم تبسم ، ولا يرى مغضبا أو عابسا إلا إذا حدثته أو تحدث هو عن
هم من هموم المسلمين ...
على السجية تراه دائما ... لا يخادع ولا يخاتل ، لا يوري ولا يعرض ، ما يعتقده ينطق
به صريحا ، لا خفاء ولا التباس ... يصلح بين الدعاة ، ويسعى في وأد الفتنة بينهم ،
يحاول تجميع الصف ، وتوحيد الراية ، شعاره ( أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما
صلح به أولها ) .
دخلت بيته مرة ، فما رايت شيئا إلا الكتب ... إذا وضعت يدك لتتكيء فسيصدمك كتاب
وإن رفعت رأسك أو خفضته فلن تخطيء عينك الأرفف التي وضع عليها الكتب ...
أوذي وامتحن ، من الأقربين والأبعدين ، فصبر وثبت ، فعوضه الله خيرا مما كان ،
كيف لا ، فمن كان في الله تلفه كان على الله خلفه ...
نفسه مطمئنة ، كأنك ترى رجلا من أهل الجنة ، أو كأنك تقول وهل مثل هذا يعذبه الله ؟
نحسبه كذلك والله حسيبه ، ونسأل الله تعالى أن يجعله خيرا مما نظن ، وأن يعلي قدره
ويرفع ذكره ، ويحفظ شأنه ...
هذا بعض ما نعرفه من سيرة الشيخ ، ولم نلازمه طويلا ، ولكن خالطناه كثيرا ، وعاملناه
جما غفيرا ، وسبرنا معدنه فوجدناه معيار المعادن الأصيلة ، وحقيقة الجواهر النبيلة ، فكيف
لو سرد لكم الأقربون ما يعرفون من عاطر سيرته ، وجميل شمائله ومناقبه ... هذا ونسأل الله
تعالى أن يجعل في الشيخ توفيقه ومعونته ليكون جندا من جنده يعلي شأنا الإسلام
والمسلمين ... والله يتولى الصالحين ...
---------------------------------------------------------
من بنك معلومات جريدة العادل الاسلامية
---------------------------------
كم مرة ذكرت النار فى القرآن ذكرت كلمة النار فى القرآن الكريم 126مرة
كم مرة ذكرت الجنة فى القرآن ورد ذكر الجنة فى القرآن الكريم 66مرة
---------------------------------
الى هنا ينتهى هذا العدد بتوفيق وفضل الله تعالى من
جريدة العادل الاسلامية الالكترونية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته -----------------------------------------------------------
صورة العدد
-----------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ier8nok7702r.gif
---------------------------------------------
قضية العدد
--------------------
هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟ بقلم الدكتور خالد صقر
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ru41mxzlc0yu.jpg
منذ سقوط نظام مبارك في مصر حتي الآن ووسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية تمتلئ بالتقارير والتحليلات المتباينة تجاه ما يمكن تسميته "أَسلمَة الثورة" ، فبينما اتجه العديد من الكتاب ذوي التوجه الديمقراطي – مثل جنيفر ليبمان و هارون موجول و كريستيان أمنبور – للجزم بأن الثورة المصرية ليست إسلامية ، ذهب العديد من المحللين والكتاب ذوي التوجه اليميني والجمهوري إلي أن الثورة المصرية وإن كانت بدايتها غير إسلامية إلا أنها قد استحالت ثورة "معادية للغرب" و"معادية لإسرائيل" ، فيقول باري روبين مدير مركز أبحاث العلاقات الدولية GLORIA ورئيس تحرير دورية الشرق الأوسط للعلاقات الدولية MERIA في مقال بمجلة فري ريبابلك بتاريخ 23 مارس الماضي : "بحلول نهاية عام 2011 فسيصل – في أغلب الأحوال - إلي سدة الحكم في مصر رئيس ذو توجه أصولي معادي لأمريكا ، والأمر من ذلك أنه سيكون معادي لإسرائيل أكثر من أي سياسي في عهد مبارك ، ومن المرجح أيضاً أن يحتوي البرلمان الجديد علي 30% من الأعضاء من الإسلاميين و أكثر من 30% من القوميين اليساريين ، هذا البرلمان سوف يصيغ دستوراً جديداً لمصر ، وأثناء صياغة هذا الدستور فإن ليبراليّ الفيبوك سيكونون معدومي الأهمية تقريباً ، سيتم إهمال أي رأي للمسيحين الذين يشكلون 10% من تعداد السكان بمصر في صياغة هذا الدستور. إن الدستور الجديد في مصر سوف يُعرّف الدولة أنها دولة مسلمة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسي – إن لم يكن الوحيد – للتشريع" ويضيف باري روبين في نفس المقال : "إن الأصوات المعادية لأمريكا والمعادية لإسرائيل في مصر أكثر عمقاً واتساعاً مما يمكن للمراقبين الغربيين أن يتخيلوه ، وكذلك فإن الفجوة بين الإسلاميين والقوميين واليساريين أقل اتساعاً بكثير مما يفترض بها أن تكون. إن مستخدمي الفيسبوك لا يزال من الممكن أن يفضلوا دولة قائمة علي مرجعية الشريعة علي أي حال" أ.هــ
ويستطرد رايان جونز في نفس الإتجاه في مقالٍ له بمجلة إسرائيل توداي نشر بتاريخ 10 أبريل الجاري قائلاً: "...إنهم لم يكتفوا بالتظاهر والغضب ضد حكومتهم فقط ، بل لقد زحف المتظاهرون المصريون تجاه السفارة الإسرائيلية في القاهرة ، ووتجمهرواً أمام بوابة السفارة مطالبين حكومتهم المؤقتة بقطع كل علاقتها مع الدولة اليهودية وإيقاف تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل ، والأدهي من ذلك أنهم أرادوا إزالة العلم الإسرائيلي الذي يرفرف فوق مبني السفارة...!" أ.هــ
كل هذه التحليلات الغربية التي ترصد التوجه الإسلامي الواضح للثورة المصرية ، بالإضافة لما نشاهده من علامات ذلك التوجه ، يطرح وبقوة سؤالاً ملحاً : هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟
يمكن تقسيم التيارات الإسلامية الفاعلة في مصر إلي ثلاثة تيارات ، الإخوان المسلمين والتيارات السلفية المختلفة والطرق الصوفية. ويمكن القل أيضاً أن الأحداث التي تلت الثورة مباشرة ساهمت كثيراً في تقليل فجوة الخلافات الحركية بين الإخوان المسلمين وجميع التيارات السلفية ، وحدث هناك نوع من التقارب شوهد أثره في تكتل الإخوان والسلفيين في جبهة واحدة لإقرار التعديلات الدستورية التي أجري عليها إستفتاء عام الشهر الماضي ، وشوهد أثره أيضاً في التصدي الحاسم لكل مجاولات التيارات العلمانية لإثارة قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية ، بينما وقفت الطرق الصوفية موقفاً حائراً – كالمعتاد – ولم يكن لها أي تأثير حقيقي في الرأي العام في الشارع المصري. علي الجانب الآخر فإن نفس الأحداث التي قاربت وجهات النظر بين السلفيين والإخوان ، قد ساهمت في تقريب وجهات النظر بين التيارات العلمانية الليبرالية والأحزاب ذات التوجه اليساري ، فحدث هناك نوع من التخندق لهذين التكتلين لرفض تمرير التعديلات الدستورية وهو ماباء بالفشل أمام الإنتشار الشعبي الهائل الذي تحظي به التيارات الإسلامية.
يمكن تلخيص المميزات التي تتمتع بها التيارات الإسلامية في ثلاث نقاط : الإنتشار الأفقي الهائل في جميع أقاليم مصر ومحافظاتها – توافر عدد كبير جداً من القياديين والرموز الحركية ، الذين يحظون بثقة الجماهير واحترامهم ، سواء في جماعة الإخوان أو في التيارات السلفية المختلفة – والإضطهاد السابق الذي كانت تعاني منه جميع التيارات الإسلامية في العهد البائد بما جعل قيادييّ هذه التيارات فوق مستوي الشبهات إلي حدِ ما ، بينما تتمتع التيارات العلمانية بمميزات أخري تمكنها من التأثير في الرأي العام لشريحة محدودة من المجتمع المصري ويمكن تلخيص هذه المميزات في : امتلاك وسائل إعلام علي قدر عالي من الحرفية المهنية – الإنتشار الرأسي في قطاع الجامعيين والمثقفين من المجتمع المصري.
إن الصراع الحالي بين التيارات الإسلامية مجتمعة في جبهة ، والتيارات العلمانية الليبرالية بمساندة الأحزاب اليسارية في جبهة معاكسة يتمحور أساساً حول رغبة كل جبهة في فرض أقصي قدر من التأثير علي الشارع المصري للإستعداد لخوض أول انتخابات برلمانية نزيهة منذ انقلاب 1952 ، والأهداف اللاحقة لكل فريق تتركز في : محاولة التأثير علي اتجاه صياغة الدستور وتحديداً قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية – توجيه الرأي العام المصري لتفضيل مرشحي كل جبهة لرئاسة الجمهورية – والتنافس علي قدر أكبر من التقارب مع المؤسسة العسكرية التي تعاظم دورها في توجيه المستقبل السياسي لمصر بعد الثورة.
بالنظر إلي المكاسب التي حققتها التيارات الإسلامية في مصر منذ انهيار نظام مبارك حتي الآن يمكن القول أنه لكي تتمكن تلك التيارات من حصد أكبر قدر ممكن من ثمار الثورة وتوجيه دفة النهضة المستقبلية في مصر إلي اتجاه إحياء الحضارة الإسلامية ، وتفعيل دور مصر كبلد رائد لكل بلاد العالم الإسلامي ، يجب علي تلك التيارات أولاً أن تحقق قدراً أعمق من التقارب الحركي والسياسي ، بحيث تتلافي أي احتمالات ممكنة للتنافس بين أجنحتها علي مقاعد البرلمان أو كرسي الرئاسة ، وثانياً أن تهتم بشدة بتطوير وتحديث الجبهات الإعلامية الإسلامية حتي يمكن أن تقاوم التأثير الإعلامي الفائق للإعلام العلماني علي الشارع المصري ، وتحديداً علي شريحة الجامعيين والمثقفين من المجتمع. هذان السبيلان هما الضمان الوحيد لكي يستمر تقدم التيارات الإسلامية علي الجبهة السياسية في مصر ، وحتي يتمكن الإسلاميون من قيادة المجتمع والنهوض به من الكبوة الحضارية القاتلة التي خلفها نظام مبارك بعد ثلاثين عاماً من التجهيل والتجاهل والإهمال المتعمد لكل مظاهر الثقافة الإسلامية في مصر
-------------------------------------------------------------
موضوع فى صورة
-------------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/u3e1lz50y0x2.jpg
----------------------------------------------------------------
شخصية العدد
--------------------
الشيخ السيد حسين العفاني حفظه الله
من بلدة عفان بمحافظة بني سويف وهي من أوائل محافظات الصعيد
التي فيها العرب الأقحاح ، الأكارم الفصاح ...
نشأ نشأة ريفية بسيطة ، عمقت في قلبه الفطرة السوية ، والوجهة الربانية النقية ، فتدرج في
التعلم والتعليم النظامي حتى التحق بكلية الطب وتخرج فيها في فترة السبعينات من القرن
المنصرم حيث كانت مصر مقبلة على عهد جديد بعد هلاك جمال عبد الناصر ، فتوسع نشاط
الجماعات الإسلامية في كل الجامعات والمعاهد ، واشربأت أعناق الدعاة السلفيين تهتبل الفرصة
لنشر العقيدة الصافية النقية ، ومنهج السلف الصحيح الوضيح ، وفي هذه الجو نشأ وترعرع
الشيخ سيد العفاني ....
لم تمهله الخطوب ... فقد ولد ذكيا ، نابهة ألمعيا ، سريع الحافظة ، خاطف البديهة ، فعرف بالوعظ
والتذكير ، والنصح والخطابة ، فصار خطيب الجماعات بكل أنواعها وأطيافها ، أيام كان الفارق
بينها ضئيلا أول ما نشأت ...
فتارة يخطب للجماعة الإسلامية .. وتارة يعظ ويشارك في أنشطة معسكرات الجامعات المصرية
التي تجمع كل الأطياف ، وتارة في مساجد السلفيين في أنحاء القطر المصري ، حتى اشتهر
أمره ، وعلا ذكره ، وانتشر بين الناس خطره ( أي أهميته ) ...
كنت كغيري من الشبيبة نسمع بالخطيب المفوه ، والواعظ المنوَّه ، حتى تم الإعلان عن محاضرة
للشيخ سيد العفاني ... فتسارعنا لسماعها وإرهاف السمع عند إلقائها ، فكانت البداية التي عليها
عرفنا زهد السلف وعبادتهم ...
لم تتوطد علاقتي بالشيخ في بداية الأمر .. ولكن بعد برهة كانت توكل إلي بعد المهمات الدعوية
فكان على إثرها فرصتي في القرب من الشيخ سيد والتعرف عليه عن كثب ... وليس الخبر
كالمعاينة ...
كنت أظنه رجلا عاديا ... إذ أنك ما أن تنظره حتى ترى فيه الملامح الريفية البسيطة ، الزهد
سمته ، ثياب لا رفاه فيها ، ومظهر لا ينبيء عن غنى أو رياش ، وكم رأينا له من أحذية مهترئة
بالية ، عرفنا فيما بعد سرها ...
كان الشيخ لصيقا بالدعوة السلفية في كل أنحاء القطر ... ما من مسجد إلا واهتز منبره بخطب
الشيخ العفاني ... وما من ركن وأرض في مساجد السلفيين في مصر إلا وابتلت من دموع
المصلين وهم يسمعون وعظه وتذكيره ...
يبدأ الموعظة بخطبة الحاجة مزلزلة ترتج لها جنبات المسجد فيظن من فيه أن صاحبه سيخطب
خطبة حماسية ولكن سرعان ما يدرك أن الرجل يتمثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان
خطبه غالبها عن النار والجنة ، والاستعداد ليوم المعاد ، وترقيق القلوب بما يقربها من علام
الغيوب ... وفي خلال تلك الدرر المنتقاة لن تعدم ملحة لترطيب الأسماع ، أو إشارة لحادثة
سياسية أو نبأ اقتصادي أو خبر دعوي مهم ، وفي كل ذلك لا تخلو خطبه من حشود الآثار
السلفية ، وعساكر التوجيهات العلمية ، فضلا عن أعتاد النصوص القرآنية والحديثية .
كان ينشد الشعر وينظمه ، بل يحفظ الكثير منه ويستحضره ، وكتبه ومؤلفاته تشهد بعنايته
بهذا الشأن ...
له قدرة عجيبة في تجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح ، وتقريب حياتهم وسيرتهم من
أهل العصر ... فزهد السلف وعبادتهم وصومهم وقيامهم لليل وجهادهم وشأنهم كله كان الشيخ
يستحضره كأنه رأي عين .
هذا أمر قد أشترك مع غيري في معرفته ... وقد يعرف غيري منه ما هو أكثر مني .... ولكن
ما أستطيع أنني أختص به مع ثلة قليلة ممن عرفه وعاصره وشاهده أمور يذهل لها المرأ ...
وهي جهده وبلاءه في الدعوة إلى الله ...
الشيخ سيد ربى جيلا واسعا من الشباب السلفي في محافظات الصعيد بل في كل محافظات
مصر ... فما من شاب نشأ على جادة السلف في مصر إلا وللشيخ عليه منة وفضل ، بخطبه
ومواعظه ، أو كتبه ورسائله ...
استقبلته مرة ليلقي محاضرة في إحدى المساجد وكان قادما من محافظة أخرى ، وكان يوم
جمعة أصيلا ، فسالته عن حاله وسفره ، فقال للتو جئت من مسجد في القاهرة خطبت فيه
( وكنت أظن أن محاضرته عندنا هي الوحيدة ) ، وبعد الخطبة ألقى محاضرة !!!! وكان
موعده عندنا محاضرة في المساء بعد صلاة المغرب حتى العشاء ، وغالبا ما تستمر المحاضرة
حتى قريب من منتصف الليل ...
كان هذا برنامجه كل يوم تقريبا ... في بداية التسعينات حيث كانت الدعوة متاحة بقدر كبير
في القطر المصري ..
استنفد الشيخ (http://forums.fatakat.com/thread1442580)سيد صوته في الخطابة والوعظ والمحاضرات ، حتى أنذره الطبيب بضرورة
التوقف عن الخطابة والتدريس ، وقد أخبرني بهذا الخبر وعينه تدمع ، وقال لي : أمثالنا
ليس لهم خيار ... حتى لو ضاع صوتنا فلن نستطيع التوقف والسكوت !!! واستمر رحمه الله
في الخطابة حتى كانت بح صوته وانقطع نفسه ، وتدهورت صحته ، فاضطر للراحة برهة ،
وما أن عاد إليه بعض صوته عاود ما كان عليه ...
-----------------------------
كان يجوب المحافظات كلها ...
يخطب ويعظ ويحاضر ، ينشيء الأجيال ، يربي القادة ، يوجه المسئولين عن الدعوة ، يحل
مشكلات الدعاة مع بضعهم البعض ، ينبه وينوه ، ينصح ويقوم ، بل يساعد المحتاجين ،
وأياديه البيضاء على فقراء طلبة العلم لا ينكرها أحد .
عرفه طلبة الجامعات من الجيل الأول .. وحتى الجيل المعاصر ... ما من جامعة في مصر
إلا وله فيها جولة ، وبين جنباتها له صرخة وصولة ...
إذا أعلن في القاهرة عن خطبة له توافدت الجموع الغفيرة ، والألوف الكثيرة ، تمني نفسها
مجلسا يذكرها بالسلف الصالح ...
والذي قرأ ما أسلفنا يظن الشيخ العفاني بعافية تامة ، وصحة كاملة ، وليس ذلك كذلك ، فجسده
قد أنهكته أمراض مزمنة ، وضعف جسمه خلقة يجعل كل من يراه يجزم أن هذا الرجل يسير
ويمضي برعاية الله وكلاءته ...
ومع كل جهوده وسعيه في الدعوة والنذارة في أرجاء القطر المصري ، كان يحفظه الله نهم
القراءة ، ما وجدناه يوما خاوي اليدين ، بل إما تحمل كيسا مليئا بالكتب الجديدة ، أو حقيقة
ملأها بالكتب والأوراق التي يقرأها في السفر ويقيد ما يحتاجه في محاضراته ولمؤلفاته .
صنف الكثير ... وما كتبه ولم يخرج إلى عالم الطباعة أكثر ...
كتبه واحة غناء ... تربى على معينها الكثير من الدعاة وطلبة العلم بل وقادة الحركة في مصر
وخارجها ... إذا كتب في مسألة أوفاها ، فكنا نقول : شرط الشيخ ألا يصنف مصنفا أقل من
مجلدين ... وكان كذلك في غالب كتبه ...
مؤلفاته ترى فيها حس القائد ، ونبرة الرائد ، تريك هموم الأمة ، وتنبيك بعلو الهمة ، يؤلف
ليربي في الأمة جيل النصر المنشود ، ألف رهبان الليل ، ليحيي في هذا الجيل ما كان سمة
من سمات السلف الصالح وهو قيام الليل ، ثم ألف فرسان النهار ( وما أدري طبع أم لا )
لينبه على دور الجهاد في جيل النصر المنشود .
كانت مؤلفاته صياغة للشخصية الإسلامية في العصر الحديث ، تمسك فيها بخاتم السلف ،
وحرص على دلهم وسمتهم طريقا ومنهاجا ...
أما علاقته بالدعاة والقادة والعلماء فنموذج للتواضع وخفض الجناح ، ما قابل أحد إلا
ذل له وألان ، إذا تكلم تبسم ، ولا يرى مغضبا أو عابسا إلا إذا حدثته أو تحدث هو عن
هم من هموم المسلمين ...
على السجية تراه دائما ... لا يخادع ولا يخاتل ، لا يوري ولا يعرض ، ما يعتقده ينطق
به صريحا ، لا خفاء ولا التباس ... يصلح بين الدعاة ، ويسعى في وأد الفتنة بينهم ،
يحاول تجميع الصف ، وتوحيد الراية ، شعاره ( أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما
صلح به أولها ) .
دخلت بيته مرة ، فما رايت شيئا إلا الكتب ... إذا وضعت يدك لتتكيء فسيصدمك كتاب
وإن رفعت رأسك أو خفضته فلن تخطيء عينك الأرفف التي وضع عليها الكتب ...
أوذي وامتحن ، من الأقربين والأبعدين ، فصبر وثبت ، فعوضه الله خيرا مما كان ،
كيف لا ، فمن كان في الله تلفه كان على الله خلفه ...
نفسه مطمئنة ، كأنك ترى رجلا من أهل الجنة ، أو كأنك تقول وهل مثل هذا يعذبه الله ؟
نحسبه كذلك والله حسيبه ، ونسأل الله تعالى أن يجعله خيرا مما نظن ، وأن يعلي قدره
ويرفع ذكره ، ويحفظ شأنه ...
هذا بعض ما نعرفه من سيرة الشيخ ، ولم نلازمه طويلا ، ولكن خالطناه كثيرا ، وعاملناه
جما غفيرا ، وسبرنا معدنه فوجدناه معيار المعادن الأصيلة ، وحقيقة الجواهر النبيلة ، فكيف
لو سرد لكم الأقربون ما يعرفون من عاطر سيرته ، وجميل شمائله ومناقبه ... هذا ونسأل الله
تعالى أن يجعل في الشيخ توفيقه ومعونته ليكون جندا من جنده يعلي شأنا الإسلام
والمسلمين ... والله يتولى الصالحين ...
---------------------------------------------------------
من بنك معلومات جريدة العادل الاسلامية
---------------------------------
كم مرة ذكرت النار فى القرآن ذكرت كلمة النار فى القرآن الكريم 126مرة
كم مرة ذكرت الجنة فى القرآن ورد ذكر الجنة فى القرآن الكريم 66مرة
---------------------------------
الى هنا ينتهى هذا العدد بتوفيق وفضل الله تعالى من
جريدة العادل الاسلامية الالكترونية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------
اخوانى الأحباء ...عدد جديد لجريدة العادل الاسلامية
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ql9kc57c01dw.jpg
----------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------
اخوانى الأحباء ...عدد جديد لجريدة العادل الاسلامية
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ql9kc57c01dw.jpg
----------------------------------------------------------
جريدة العادل الاسلامية / العدد 57 / ليوم الأثنين 20 يونية 2011م
-----------------------------------------------------------
صورة العدد
-----------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ier8nok7702r.gif
---------------------------------------------
قضية العدد
--------------------
هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟ بقلم الدكتور خالد صقر
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ru41mxzlc0yu.jpg
منذ سقوط نظام مبارك في مصر حتي الآن ووسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية تمتلئ بالتقارير والتحليلات المتباينة تجاه ما يمكن تسميته "أَسلمَة الثورة" ، فبينما اتجه العديد من الكتاب ذوي التوجه الديمقراطي – مثل جنيفر ليبمان و هارون موجول و كريستيان أمنبور – للجزم بأن الثورة المصرية ليست إسلامية ، ذهب العديد من المحللين والكتاب ذوي التوجه اليميني والجمهوري إلي أن الثورة المصرية وإن كانت بدايتها غير إسلامية إلا أنها قد استحالت ثورة "معادية للغرب" و"معادية لإسرائيل" ، فيقول باري روبين مدير مركز أبحاث العلاقات الدولية GLORIA ورئيس تحرير دورية الشرق الأوسط للعلاقات الدولية MERIA في مقال بمجلة فري ريبابلك بتاريخ 23 مارس الماضي : "بحلول نهاية عام 2011 فسيصل – في أغلب الأحوال - إلي سدة الحكم في مصر رئيس ذو توجه أصولي معادي لأمريكا ، والأمر من ذلك أنه سيكون معادي لإسرائيل أكثر من أي سياسي في عهد مبارك ، ومن المرجح أيضاً أن يحتوي البرلمان الجديد علي 30% من الأعضاء من الإسلاميين و أكثر من 30% من القوميين اليساريين ، هذا البرلمان سوف يصيغ دستوراً جديداً لمصر ، وأثناء صياغة هذا الدستور فإن ليبراليّ الفيبوك سيكونون معدومي الأهمية تقريباً ، سيتم إهمال أي رأي للمسيحين الذين يشكلون 10% من تعداد السكان بمصر في صياغة هذا الدستور. إن الدستور الجديد في مصر سوف يُعرّف الدولة أنها دولة مسلمة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسي – إن لم يكن الوحيد – للتشريع" ويضيف باري روبين في نفس المقال : "إن الأصوات المعادية لأمريكا والمعادية لإسرائيل في مصر أكثر عمقاً واتساعاً مما يمكن للمراقبين الغربيين أن يتخيلوه ، وكذلك فإن الفجوة بين الإسلاميين والقوميين واليساريين أقل اتساعاً بكثير مما يفترض بها أن تكون. إن مستخدمي الفيسبوك لا يزال من الممكن أن يفضلوا دولة قائمة علي مرجعية الشريعة علي أي حال" أ.هــ
ويستطرد رايان جونز في نفس الإتجاه في مقالٍ له بمجلة إسرائيل توداي نشر بتاريخ 10 أبريل الجاري قائلاً: "...إنهم لم يكتفوا بالتظاهر والغضب ضد حكومتهم فقط ، بل لقد زحف المتظاهرون المصريون تجاه السفارة الإسرائيلية في القاهرة ، ووتجمهرواً أمام بوابة السفارة مطالبين حكومتهم المؤقتة بقطع كل علاقتها مع الدولة اليهودية وإيقاف تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل ، والأدهي من ذلك أنهم أرادوا إزالة العلم الإسرائيلي الذي يرفرف فوق مبني السفارة...!" أ.هــ
كل هذه التحليلات الغربية التي ترصد التوجه الإسلامي الواضح للثورة المصرية ، بالإضافة لما نشاهده من علامات ذلك التوجه ، يطرح وبقوة سؤالاً ملحاً : هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟
يمكن تقسيم التيارات الإسلامية الفاعلة في مصر إلي ثلاثة تيارات ، الإخوان المسلمين والتيارات السلفية المختلفة والطرق الصوفية. ويمكن القل أيضاً أن الأحداث التي تلت الثورة مباشرة ساهمت كثيراً في تقليل فجوة الخلافات الحركية بين الإخوان المسلمين وجميع التيارات السلفية ، وحدث هناك نوع من التقارب شوهد أثره في تكتل الإخوان والسلفيين في جبهة واحدة لإقرار التعديلات الدستورية التي أجري عليها إستفتاء عام الشهر الماضي ، وشوهد أثره أيضاً في التصدي الحاسم لكل مجاولات التيارات العلمانية لإثارة قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية ، بينما وقفت الطرق الصوفية موقفاً حائراً – كالمعتاد – ولم يكن لها أي تأثير حقيقي في الرأي العام في الشارع المصري. علي الجانب الآخر فإن نفس الأحداث التي قاربت وجهات النظر بين السلفيين والإخوان ، قد ساهمت في تقريب وجهات النظر بين التيارات العلمانية الليبرالية والأحزاب ذات التوجه اليساري ، فحدث هناك نوع من التخندق لهذين التكتلين لرفض تمرير التعديلات الدستورية وهو ماباء بالفشل أمام الإنتشار الشعبي الهائل الذي تحظي به التيارات الإسلامية.
يمكن تلخيص المميزات التي تتمتع بها التيارات الإسلامية في ثلاث نقاط : الإنتشار الأفقي الهائل في جميع أقاليم مصر ومحافظاتها – توافر عدد كبير جداً من القياديين والرموز الحركية ، الذين يحظون بثقة الجماهير واحترامهم ، سواء في جماعة الإخوان أو في التيارات السلفية المختلفة – والإضطهاد السابق الذي كانت تعاني منه جميع التيارات الإسلامية في العهد البائد بما جعل قيادييّ هذه التيارات فوق مستوي الشبهات إلي حدِ ما ، بينما تتمتع التيارات العلمانية بمميزات أخري تمكنها من التأثير في الرأي العام لشريحة محدودة من المجتمع المصري ويمكن تلخيص هذه المميزات في : امتلاك وسائل إعلام علي قدر عالي من الحرفية المهنية – الإنتشار الرأسي في قطاع الجامعيين والمثقفين من المجتمع المصري.
إن الصراع الحالي بين التيارات الإسلامية مجتمعة في جبهة ، والتيارات العلمانية الليبرالية بمساندة الأحزاب اليسارية في جبهة معاكسة يتمحور أساساً حول رغبة كل جبهة في فرض أقصي قدر من التأثير علي الشارع المصري للإستعداد لخوض أول انتخابات برلمانية نزيهة منذ انقلاب 1952 ، والأهداف اللاحقة لكل فريق تتركز في : محاولة التأثير علي اتجاه صياغة الدستور وتحديداً قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية – توجيه الرأي العام المصري لتفضيل مرشحي كل جبهة لرئاسة الجمهورية – والتنافس علي قدر أكبر من التقارب مع المؤسسة العسكرية التي تعاظم دورها في توجيه المستقبل السياسي لمصر بعد الثورة.
بالنظر إلي المكاسب التي حققتها التيارات الإسلامية في مصر منذ انهيار نظام مبارك حتي الآن يمكن القول أنه لكي تتمكن تلك التيارات من حصد أكبر قدر ممكن من ثمار الثورة وتوجيه دفة النهضة المستقبلية في مصر إلي اتجاه إحياء الحضارة الإسلامية ، وتفعيل دور مصر كبلد رائد لكل بلاد العالم الإسلامي ، يجب علي تلك التيارات أولاً أن تحقق قدراً أعمق من التقارب الحركي والسياسي ، بحيث تتلافي أي احتمالات ممكنة للتنافس بين أجنحتها علي مقاعد البرلمان أو كرسي الرئاسة ، وثانياً أن تهتم بشدة بتطوير وتحديث الجبهات الإعلامية الإسلامية حتي يمكن أن تقاوم التأثير الإعلامي الفائق للإعلام العلماني علي الشارع المصري ، وتحديداً علي شريحة الجامعيين والمثقفين من المجتمع. هذان السبيلان هما الضمان الوحيد لكي يستمر تقدم التيارات الإسلامية علي الجبهة السياسية في مصر ، وحتي يتمكن الإسلاميون من قيادة المجتمع والنهوض به من الكبوة الحضارية القاتلة التي خلفها نظام مبارك بعد ثلاثين عاماً من التجهيل والتجاهل والإهمال المتعمد لكل مظاهر الثقافة الإسلامية في مصر
-------------------------------------------------------------
موضوع فى صورة
-------------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/u3e1lz50y0x2.jpg
----------------------------------------------------------------
شخصية العدد
--------------------
الشيخ السيد حسين العفاني حفظه الله
من بلدة عفان بمحافظة بني سويف وهي من أوائل محافظات الصعيد
التي فيها العرب الأقحاح ، الأكارم الفصاح ...
نشأ نشأة ريفية بسيطة ، عمقت في قلبه الفطرة السوية ، والوجهة الربانية النقية ، فتدرج في
التعلم والتعليم النظامي حتى التحق بكلية الطب وتخرج فيها في فترة السبعينات من القرن
المنصرم حيث كانت مصر مقبلة على عهد جديد بعد هلاك جمال عبد الناصر ، فتوسع نشاط
الجماعات الإسلامية في كل الجامعات والمعاهد ، واشربأت أعناق الدعاة السلفيين تهتبل الفرصة
لنشر العقيدة الصافية النقية ، ومنهج السلف الصحيح الوضيح ، وفي هذه الجو نشأ وترعرع
الشيخ سيد العفاني ....
لم تمهله الخطوب ... فقد ولد ذكيا ، نابهة ألمعيا ، سريع الحافظة ، خاطف البديهة ، فعرف بالوعظ
والتذكير ، والنصح والخطابة ، فصار خطيب الجماعات بكل أنواعها وأطيافها ، أيام كان الفارق
بينها ضئيلا أول ما نشأت ...
فتارة يخطب للجماعة الإسلامية .. وتارة يعظ ويشارك في أنشطة معسكرات الجامعات المصرية
التي تجمع كل الأطياف ، وتارة في مساجد السلفيين في أنحاء القطر المصري ، حتى اشتهر
أمره ، وعلا ذكره ، وانتشر بين الناس خطره ( أي أهميته ) ...
كنت كغيري من الشبيبة نسمع بالخطيب المفوه ، والواعظ المنوَّه ، حتى تم الإعلان عن محاضرة
للشيخ سيد العفاني ... فتسارعنا لسماعها وإرهاف السمع عند إلقائها ، فكانت البداية التي عليها
عرفنا زهد السلف وعبادتهم ...
لم تتوطد علاقتي بالشيخ في بداية الأمر .. ولكن بعد برهة كانت توكل إلي بعد المهمات الدعوية
فكان على إثرها فرصتي في القرب من الشيخ سيد والتعرف عليه عن كثب ... وليس الخبر
كالمعاينة ...
كنت أظنه رجلا عاديا ... إذ أنك ما أن تنظره حتى ترى فيه الملامح الريفية البسيطة ، الزهد
سمته ، ثياب لا رفاه فيها ، ومظهر لا ينبيء عن غنى أو رياش ، وكم رأينا له من أحذية مهترئة
بالية ، عرفنا فيما بعد سرها ...
كان الشيخ لصيقا بالدعوة السلفية في كل أنحاء القطر ... ما من مسجد إلا واهتز منبره بخطب
الشيخ العفاني ... وما من ركن وأرض في مساجد السلفيين في مصر إلا وابتلت من دموع
المصلين وهم يسمعون وعظه وتذكيره ...
يبدأ الموعظة بخطبة الحاجة مزلزلة ترتج لها جنبات المسجد فيظن من فيه أن صاحبه سيخطب
خطبة حماسية ولكن سرعان ما يدرك أن الرجل يتمثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان
خطبه غالبها عن النار والجنة ، والاستعداد ليوم المعاد ، وترقيق القلوب بما يقربها من علام
الغيوب ... وفي خلال تلك الدرر المنتقاة لن تعدم ملحة لترطيب الأسماع ، أو إشارة لحادثة
سياسية أو نبأ اقتصادي أو خبر دعوي مهم ، وفي كل ذلك لا تخلو خطبه من حشود الآثار
السلفية ، وعساكر التوجيهات العلمية ، فضلا عن أعتاد النصوص القرآنية والحديثية .
كان ينشد الشعر وينظمه ، بل يحفظ الكثير منه ويستحضره ، وكتبه ومؤلفاته تشهد بعنايته
بهذا الشأن ...
له قدرة عجيبة في تجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح ، وتقريب حياتهم وسيرتهم من
أهل العصر ... فزهد السلف وعبادتهم وصومهم وقيامهم لليل وجهادهم وشأنهم كله كان الشيخ
يستحضره كأنه رأي عين .
هذا أمر قد أشترك مع غيري في معرفته ... وقد يعرف غيري منه ما هو أكثر مني .... ولكن
ما أستطيع أنني أختص به مع ثلة قليلة ممن عرفه وعاصره وشاهده أمور يذهل لها المرأ ...
وهي جهده وبلاءه في الدعوة إلى الله ...
الشيخ سيد ربى جيلا واسعا من الشباب السلفي في محافظات الصعيد بل في كل محافظات
مصر ... فما من شاب نشأ على جادة السلف في مصر إلا وللشيخ عليه منة وفضل ، بخطبه
ومواعظه ، أو كتبه ورسائله ...
استقبلته مرة ليلقي محاضرة في إحدى المساجد وكان قادما من محافظة أخرى ، وكان يوم
جمعة أصيلا ، فسالته عن حاله وسفره ، فقال للتو جئت من مسجد في القاهرة خطبت فيه
( وكنت أظن أن محاضرته عندنا هي الوحيدة ) ، وبعد الخطبة ألقى محاضرة !!!! وكان
موعده عندنا محاضرة في المساء بعد صلاة المغرب حتى العشاء ، وغالبا ما تستمر المحاضرة
حتى قريب من منتصف الليل ...
كان هذا برنامجه كل يوم تقريبا ... في بداية التسعينات حيث كانت الدعوة متاحة بقدر كبير
في القطر المصري ..
استنفد الشيخ (http://forums.fatakat.com/thread1442580)سيد صوته في الخطابة والوعظ والمحاضرات ، حتى أنذره الطبيب بضرورة
التوقف عن الخطابة والتدريس ، وقد أخبرني بهذا الخبر وعينه تدمع ، وقال لي : أمثالنا
ليس لهم خيار ... حتى لو ضاع صوتنا فلن نستطيع التوقف والسكوت !!! واستمر رحمه الله
في الخطابة حتى كانت بح صوته وانقطع نفسه ، وتدهورت صحته ، فاضطر للراحة برهة ،
وما أن عاد إليه بعض صوته عاود ما كان عليه ...
-----------------------------
كان يجوب المحافظات كلها ...
يخطب ويعظ ويحاضر ، ينشيء الأجيال ، يربي القادة ، يوجه المسئولين عن الدعوة ، يحل
مشكلات الدعاة مع بضعهم البعض ، ينبه وينوه ، ينصح ويقوم ، بل يساعد المحتاجين ،
وأياديه البيضاء على فقراء طلبة العلم لا ينكرها أحد .
عرفه طلبة الجامعات من الجيل الأول .. وحتى الجيل المعاصر ... ما من جامعة في مصر
إلا وله فيها جولة ، وبين جنباتها له صرخة وصولة ...
إذا أعلن في القاهرة عن خطبة له توافدت الجموع الغفيرة ، والألوف الكثيرة ، تمني نفسها
مجلسا يذكرها بالسلف الصالح ...
والذي قرأ ما أسلفنا يظن الشيخ العفاني بعافية تامة ، وصحة كاملة ، وليس ذلك كذلك ، فجسده
قد أنهكته أمراض مزمنة ، وضعف جسمه خلقة يجعل كل من يراه يجزم أن هذا الرجل يسير
ويمضي برعاية الله وكلاءته ...
ومع كل جهوده وسعيه في الدعوة والنذارة في أرجاء القطر المصري ، كان يحفظه الله نهم
القراءة ، ما وجدناه يوما خاوي اليدين ، بل إما تحمل كيسا مليئا بالكتب الجديدة ، أو حقيقة
ملأها بالكتب والأوراق التي يقرأها في السفر ويقيد ما يحتاجه في محاضراته ولمؤلفاته .
صنف الكثير ... وما كتبه ولم يخرج إلى عالم الطباعة أكثر ...
كتبه واحة غناء ... تربى على معينها الكثير من الدعاة وطلبة العلم بل وقادة الحركة في مصر
وخارجها ... إذا كتب في مسألة أوفاها ، فكنا نقول : شرط الشيخ ألا يصنف مصنفا أقل من
مجلدين ... وكان كذلك في غالب كتبه ...
مؤلفاته ترى فيها حس القائد ، ونبرة الرائد ، تريك هموم الأمة ، وتنبيك بعلو الهمة ، يؤلف
ليربي في الأمة جيل النصر المنشود ، ألف رهبان الليل ، ليحيي في هذا الجيل ما كان سمة
من سمات السلف الصالح وهو قيام الليل ، ثم ألف فرسان النهار ( وما أدري طبع أم لا )
لينبه على دور الجهاد في جيل النصر المنشود .
كانت مؤلفاته صياغة للشخصية الإسلامية في العصر الحديث ، تمسك فيها بخاتم السلف ،
وحرص على دلهم وسمتهم طريقا ومنهاجا ...
أما علاقته بالدعاة والقادة والعلماء فنموذج للتواضع وخفض الجناح ، ما قابل أحد إلا
ذل له وألان ، إذا تكلم تبسم ، ولا يرى مغضبا أو عابسا إلا إذا حدثته أو تحدث هو عن
هم من هموم المسلمين ...
على السجية تراه دائما ... لا يخادع ولا يخاتل ، لا يوري ولا يعرض ، ما يعتقده ينطق
به صريحا ، لا خفاء ولا التباس ... يصلح بين الدعاة ، ويسعى في وأد الفتنة بينهم ،
يحاول تجميع الصف ، وتوحيد الراية ، شعاره ( أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما
صلح به أولها ) .
دخلت بيته مرة ، فما رايت شيئا إلا الكتب ... إذا وضعت يدك لتتكيء فسيصدمك كتاب
وإن رفعت رأسك أو خفضته فلن تخطيء عينك الأرفف التي وضع عليها الكتب ...
أوذي وامتحن ، من الأقربين والأبعدين ، فصبر وثبت ، فعوضه الله خيرا مما كان ،
كيف لا ، فمن كان في الله تلفه كان على الله خلفه ...
نفسه مطمئنة ، كأنك ترى رجلا من أهل الجنة ، أو كأنك تقول وهل مثل هذا يعذبه الله ؟
نحسبه كذلك والله حسيبه ، ونسأل الله تعالى أن يجعله خيرا مما نظن ، وأن يعلي قدره
ويرفع ذكره ، ويحفظ شأنه ...
هذا بعض ما نعرفه من سيرة الشيخ ، ولم نلازمه طويلا ، ولكن خالطناه كثيرا ، وعاملناه
جما غفيرا ، وسبرنا معدنه فوجدناه معيار المعادن الأصيلة ، وحقيقة الجواهر النبيلة ، فكيف
لو سرد لكم الأقربون ما يعرفون من عاطر سيرته ، وجميل شمائله ومناقبه ... هذا ونسأل الله
تعالى أن يجعل في الشيخ توفيقه ومعونته ليكون جندا من جنده يعلي شأنا الإسلام
والمسلمين ... والله يتولى الصالحين ...
---------------------------------------------------------
من بنك معلومات جريدة العادل الاسلامية
---------------------------------
كم مرة ذكرت النار فى القرآن ذكرت كلمة النار فى القرآن الكريم 126مرة
كم مرة ذكرت الجنة فى القرآن ورد ذكر الجنة فى القرآن الكريم 66مرة
---------------------------------
الى هنا ينتهى هذا العدد بتوفيق وفضل الله تعالى من
جريدة العادل الاسلامية الالكترونية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته -----------------------------------------------------------
صورة العدد
-----------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ier8nok7702r.gif
---------------------------------------------
قضية العدد
--------------------
هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟ بقلم الدكتور خالد صقر
http://dc15.arabsh.com/i/03073/ru41mxzlc0yu.jpg
منذ سقوط نظام مبارك في مصر حتي الآن ووسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية تمتلئ بالتقارير والتحليلات المتباينة تجاه ما يمكن تسميته "أَسلمَة الثورة" ، فبينما اتجه العديد من الكتاب ذوي التوجه الديمقراطي – مثل جنيفر ليبمان و هارون موجول و كريستيان أمنبور – للجزم بأن الثورة المصرية ليست إسلامية ، ذهب العديد من المحللين والكتاب ذوي التوجه اليميني والجمهوري إلي أن الثورة المصرية وإن كانت بدايتها غير إسلامية إلا أنها قد استحالت ثورة "معادية للغرب" و"معادية لإسرائيل" ، فيقول باري روبين مدير مركز أبحاث العلاقات الدولية GLORIA ورئيس تحرير دورية الشرق الأوسط للعلاقات الدولية MERIA في مقال بمجلة فري ريبابلك بتاريخ 23 مارس الماضي : "بحلول نهاية عام 2011 فسيصل – في أغلب الأحوال - إلي سدة الحكم في مصر رئيس ذو توجه أصولي معادي لأمريكا ، والأمر من ذلك أنه سيكون معادي لإسرائيل أكثر من أي سياسي في عهد مبارك ، ومن المرجح أيضاً أن يحتوي البرلمان الجديد علي 30% من الأعضاء من الإسلاميين و أكثر من 30% من القوميين اليساريين ، هذا البرلمان سوف يصيغ دستوراً جديداً لمصر ، وأثناء صياغة هذا الدستور فإن ليبراليّ الفيبوك سيكونون معدومي الأهمية تقريباً ، سيتم إهمال أي رأي للمسيحين الذين يشكلون 10% من تعداد السكان بمصر في صياغة هذا الدستور. إن الدستور الجديد في مصر سوف يُعرّف الدولة أنها دولة مسلمة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسي – إن لم يكن الوحيد – للتشريع" ويضيف باري روبين في نفس المقال : "إن الأصوات المعادية لأمريكا والمعادية لإسرائيل في مصر أكثر عمقاً واتساعاً مما يمكن للمراقبين الغربيين أن يتخيلوه ، وكذلك فإن الفجوة بين الإسلاميين والقوميين واليساريين أقل اتساعاً بكثير مما يفترض بها أن تكون. إن مستخدمي الفيسبوك لا يزال من الممكن أن يفضلوا دولة قائمة علي مرجعية الشريعة علي أي حال" أ.هــ
ويستطرد رايان جونز في نفس الإتجاه في مقالٍ له بمجلة إسرائيل توداي نشر بتاريخ 10 أبريل الجاري قائلاً: "...إنهم لم يكتفوا بالتظاهر والغضب ضد حكومتهم فقط ، بل لقد زحف المتظاهرون المصريون تجاه السفارة الإسرائيلية في القاهرة ، ووتجمهرواً أمام بوابة السفارة مطالبين حكومتهم المؤقتة بقطع كل علاقتها مع الدولة اليهودية وإيقاف تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل ، والأدهي من ذلك أنهم أرادوا إزالة العلم الإسرائيلي الذي يرفرف فوق مبني السفارة...!" أ.هــ
كل هذه التحليلات الغربية التي ترصد التوجه الإسلامي الواضح للثورة المصرية ، بالإضافة لما نشاهده من علامات ذلك التوجه ، يطرح وبقوة سؤالاً ملحاً : هل يحصد الإسلاميون ثمار الثورة المصرية ؟
يمكن تقسيم التيارات الإسلامية الفاعلة في مصر إلي ثلاثة تيارات ، الإخوان المسلمين والتيارات السلفية المختلفة والطرق الصوفية. ويمكن القل أيضاً أن الأحداث التي تلت الثورة مباشرة ساهمت كثيراً في تقليل فجوة الخلافات الحركية بين الإخوان المسلمين وجميع التيارات السلفية ، وحدث هناك نوع من التقارب شوهد أثره في تكتل الإخوان والسلفيين في جبهة واحدة لإقرار التعديلات الدستورية التي أجري عليها إستفتاء عام الشهر الماضي ، وشوهد أثره أيضاً في التصدي الحاسم لكل مجاولات التيارات العلمانية لإثارة قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية ، بينما وقفت الطرق الصوفية موقفاً حائراً – كالمعتاد – ولم يكن لها أي تأثير حقيقي في الرأي العام في الشارع المصري. علي الجانب الآخر فإن نفس الأحداث التي قاربت وجهات النظر بين السلفيين والإخوان ، قد ساهمت في تقريب وجهات النظر بين التيارات العلمانية الليبرالية والأحزاب ذات التوجه اليساري ، فحدث هناك نوع من التخندق لهذين التكتلين لرفض تمرير التعديلات الدستورية وهو ماباء بالفشل أمام الإنتشار الشعبي الهائل الذي تحظي به التيارات الإسلامية.
يمكن تلخيص المميزات التي تتمتع بها التيارات الإسلامية في ثلاث نقاط : الإنتشار الأفقي الهائل في جميع أقاليم مصر ومحافظاتها – توافر عدد كبير جداً من القياديين والرموز الحركية ، الذين يحظون بثقة الجماهير واحترامهم ، سواء في جماعة الإخوان أو في التيارات السلفية المختلفة – والإضطهاد السابق الذي كانت تعاني منه جميع التيارات الإسلامية في العهد البائد بما جعل قيادييّ هذه التيارات فوق مستوي الشبهات إلي حدِ ما ، بينما تتمتع التيارات العلمانية بمميزات أخري تمكنها من التأثير في الرأي العام لشريحة محدودة من المجتمع المصري ويمكن تلخيص هذه المميزات في : امتلاك وسائل إعلام علي قدر عالي من الحرفية المهنية – الإنتشار الرأسي في قطاع الجامعيين والمثقفين من المجتمع المصري.
إن الصراع الحالي بين التيارات الإسلامية مجتمعة في جبهة ، والتيارات العلمانية الليبرالية بمساندة الأحزاب اليسارية في جبهة معاكسة يتمحور أساساً حول رغبة كل جبهة في فرض أقصي قدر من التأثير علي الشارع المصري للإستعداد لخوض أول انتخابات برلمانية نزيهة منذ انقلاب 1952 ، والأهداف اللاحقة لكل فريق تتركز في : محاولة التأثير علي اتجاه صياغة الدستور وتحديداً قضية هوية الدولة ومرجعية الشريعة الإسلامية – توجيه الرأي العام المصري لتفضيل مرشحي كل جبهة لرئاسة الجمهورية – والتنافس علي قدر أكبر من التقارب مع المؤسسة العسكرية التي تعاظم دورها في توجيه المستقبل السياسي لمصر بعد الثورة.
بالنظر إلي المكاسب التي حققتها التيارات الإسلامية في مصر منذ انهيار نظام مبارك حتي الآن يمكن القول أنه لكي تتمكن تلك التيارات من حصد أكبر قدر ممكن من ثمار الثورة وتوجيه دفة النهضة المستقبلية في مصر إلي اتجاه إحياء الحضارة الإسلامية ، وتفعيل دور مصر كبلد رائد لكل بلاد العالم الإسلامي ، يجب علي تلك التيارات أولاً أن تحقق قدراً أعمق من التقارب الحركي والسياسي ، بحيث تتلافي أي احتمالات ممكنة للتنافس بين أجنحتها علي مقاعد البرلمان أو كرسي الرئاسة ، وثانياً أن تهتم بشدة بتطوير وتحديث الجبهات الإعلامية الإسلامية حتي يمكن أن تقاوم التأثير الإعلامي الفائق للإعلام العلماني علي الشارع المصري ، وتحديداً علي شريحة الجامعيين والمثقفين من المجتمع. هذان السبيلان هما الضمان الوحيد لكي يستمر تقدم التيارات الإسلامية علي الجبهة السياسية في مصر ، وحتي يتمكن الإسلاميون من قيادة المجتمع والنهوض به من الكبوة الحضارية القاتلة التي خلفها نظام مبارك بعد ثلاثين عاماً من التجهيل والتجاهل والإهمال المتعمد لكل مظاهر الثقافة الإسلامية في مصر
-------------------------------------------------------------
موضوع فى صورة
-------------------------
http://dc15.arabsh.com/i/03073/u3e1lz50y0x2.jpg
----------------------------------------------------------------
شخصية العدد
--------------------
الشيخ السيد حسين العفاني حفظه الله
من بلدة عفان بمحافظة بني سويف وهي من أوائل محافظات الصعيد
التي فيها العرب الأقحاح ، الأكارم الفصاح ...
نشأ نشأة ريفية بسيطة ، عمقت في قلبه الفطرة السوية ، والوجهة الربانية النقية ، فتدرج في
التعلم والتعليم النظامي حتى التحق بكلية الطب وتخرج فيها في فترة السبعينات من القرن
المنصرم حيث كانت مصر مقبلة على عهد جديد بعد هلاك جمال عبد الناصر ، فتوسع نشاط
الجماعات الإسلامية في كل الجامعات والمعاهد ، واشربأت أعناق الدعاة السلفيين تهتبل الفرصة
لنشر العقيدة الصافية النقية ، ومنهج السلف الصحيح الوضيح ، وفي هذه الجو نشأ وترعرع
الشيخ سيد العفاني ....
لم تمهله الخطوب ... فقد ولد ذكيا ، نابهة ألمعيا ، سريع الحافظة ، خاطف البديهة ، فعرف بالوعظ
والتذكير ، والنصح والخطابة ، فصار خطيب الجماعات بكل أنواعها وأطيافها ، أيام كان الفارق
بينها ضئيلا أول ما نشأت ...
فتارة يخطب للجماعة الإسلامية .. وتارة يعظ ويشارك في أنشطة معسكرات الجامعات المصرية
التي تجمع كل الأطياف ، وتارة في مساجد السلفيين في أنحاء القطر المصري ، حتى اشتهر
أمره ، وعلا ذكره ، وانتشر بين الناس خطره ( أي أهميته ) ...
كنت كغيري من الشبيبة نسمع بالخطيب المفوه ، والواعظ المنوَّه ، حتى تم الإعلان عن محاضرة
للشيخ سيد العفاني ... فتسارعنا لسماعها وإرهاف السمع عند إلقائها ، فكانت البداية التي عليها
عرفنا زهد السلف وعبادتهم ...
لم تتوطد علاقتي بالشيخ في بداية الأمر .. ولكن بعد برهة كانت توكل إلي بعد المهمات الدعوية
فكان على إثرها فرصتي في القرب من الشيخ سيد والتعرف عليه عن كثب ... وليس الخبر
كالمعاينة ...
كنت أظنه رجلا عاديا ... إذ أنك ما أن تنظره حتى ترى فيه الملامح الريفية البسيطة ، الزهد
سمته ، ثياب لا رفاه فيها ، ومظهر لا ينبيء عن غنى أو رياش ، وكم رأينا له من أحذية مهترئة
بالية ، عرفنا فيما بعد سرها ...
كان الشيخ لصيقا بالدعوة السلفية في كل أنحاء القطر ... ما من مسجد إلا واهتز منبره بخطب
الشيخ العفاني ... وما من ركن وأرض في مساجد السلفيين في مصر إلا وابتلت من دموع
المصلين وهم يسمعون وعظه وتذكيره ...
يبدأ الموعظة بخطبة الحاجة مزلزلة ترتج لها جنبات المسجد فيظن من فيه أن صاحبه سيخطب
خطبة حماسية ولكن سرعان ما يدرك أن الرجل يتمثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان
خطبه غالبها عن النار والجنة ، والاستعداد ليوم المعاد ، وترقيق القلوب بما يقربها من علام
الغيوب ... وفي خلال تلك الدرر المنتقاة لن تعدم ملحة لترطيب الأسماع ، أو إشارة لحادثة
سياسية أو نبأ اقتصادي أو خبر دعوي مهم ، وفي كل ذلك لا تخلو خطبه من حشود الآثار
السلفية ، وعساكر التوجيهات العلمية ، فضلا عن أعتاد النصوص القرآنية والحديثية .
كان ينشد الشعر وينظمه ، بل يحفظ الكثير منه ويستحضره ، وكتبه ومؤلفاته تشهد بعنايته
بهذا الشأن ...
له قدرة عجيبة في تجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح ، وتقريب حياتهم وسيرتهم من
أهل العصر ... فزهد السلف وعبادتهم وصومهم وقيامهم لليل وجهادهم وشأنهم كله كان الشيخ
يستحضره كأنه رأي عين .
هذا أمر قد أشترك مع غيري في معرفته ... وقد يعرف غيري منه ما هو أكثر مني .... ولكن
ما أستطيع أنني أختص به مع ثلة قليلة ممن عرفه وعاصره وشاهده أمور يذهل لها المرأ ...
وهي جهده وبلاءه في الدعوة إلى الله ...
الشيخ سيد ربى جيلا واسعا من الشباب السلفي في محافظات الصعيد بل في كل محافظات
مصر ... فما من شاب نشأ على جادة السلف في مصر إلا وللشيخ عليه منة وفضل ، بخطبه
ومواعظه ، أو كتبه ورسائله ...
استقبلته مرة ليلقي محاضرة في إحدى المساجد وكان قادما من محافظة أخرى ، وكان يوم
جمعة أصيلا ، فسالته عن حاله وسفره ، فقال للتو جئت من مسجد في القاهرة خطبت فيه
( وكنت أظن أن محاضرته عندنا هي الوحيدة ) ، وبعد الخطبة ألقى محاضرة !!!! وكان
موعده عندنا محاضرة في المساء بعد صلاة المغرب حتى العشاء ، وغالبا ما تستمر المحاضرة
حتى قريب من منتصف الليل ...
كان هذا برنامجه كل يوم تقريبا ... في بداية التسعينات حيث كانت الدعوة متاحة بقدر كبير
في القطر المصري ..
استنفد الشيخ (http://forums.fatakat.com/thread1442580)سيد صوته في الخطابة والوعظ والمحاضرات ، حتى أنذره الطبيب بضرورة
التوقف عن الخطابة والتدريس ، وقد أخبرني بهذا الخبر وعينه تدمع ، وقال لي : أمثالنا
ليس لهم خيار ... حتى لو ضاع صوتنا فلن نستطيع التوقف والسكوت !!! واستمر رحمه الله
في الخطابة حتى كانت بح صوته وانقطع نفسه ، وتدهورت صحته ، فاضطر للراحة برهة ،
وما أن عاد إليه بعض صوته عاود ما كان عليه ...
-----------------------------
كان يجوب المحافظات كلها ...
يخطب ويعظ ويحاضر ، ينشيء الأجيال ، يربي القادة ، يوجه المسئولين عن الدعوة ، يحل
مشكلات الدعاة مع بضعهم البعض ، ينبه وينوه ، ينصح ويقوم ، بل يساعد المحتاجين ،
وأياديه البيضاء على فقراء طلبة العلم لا ينكرها أحد .
عرفه طلبة الجامعات من الجيل الأول .. وحتى الجيل المعاصر ... ما من جامعة في مصر
إلا وله فيها جولة ، وبين جنباتها له صرخة وصولة ...
إذا أعلن في القاهرة عن خطبة له توافدت الجموع الغفيرة ، والألوف الكثيرة ، تمني نفسها
مجلسا يذكرها بالسلف الصالح ...
والذي قرأ ما أسلفنا يظن الشيخ العفاني بعافية تامة ، وصحة كاملة ، وليس ذلك كذلك ، فجسده
قد أنهكته أمراض مزمنة ، وضعف جسمه خلقة يجعل كل من يراه يجزم أن هذا الرجل يسير
ويمضي برعاية الله وكلاءته ...
ومع كل جهوده وسعيه في الدعوة والنذارة في أرجاء القطر المصري ، كان يحفظه الله نهم
القراءة ، ما وجدناه يوما خاوي اليدين ، بل إما تحمل كيسا مليئا بالكتب الجديدة ، أو حقيقة
ملأها بالكتب والأوراق التي يقرأها في السفر ويقيد ما يحتاجه في محاضراته ولمؤلفاته .
صنف الكثير ... وما كتبه ولم يخرج إلى عالم الطباعة أكثر ...
كتبه واحة غناء ... تربى على معينها الكثير من الدعاة وطلبة العلم بل وقادة الحركة في مصر
وخارجها ... إذا كتب في مسألة أوفاها ، فكنا نقول : شرط الشيخ ألا يصنف مصنفا أقل من
مجلدين ... وكان كذلك في غالب كتبه ...
مؤلفاته ترى فيها حس القائد ، ونبرة الرائد ، تريك هموم الأمة ، وتنبيك بعلو الهمة ، يؤلف
ليربي في الأمة جيل النصر المنشود ، ألف رهبان الليل ، ليحيي في هذا الجيل ما كان سمة
من سمات السلف الصالح وهو قيام الليل ، ثم ألف فرسان النهار ( وما أدري طبع أم لا )
لينبه على دور الجهاد في جيل النصر المنشود .
كانت مؤلفاته صياغة للشخصية الإسلامية في العصر الحديث ، تمسك فيها بخاتم السلف ،
وحرص على دلهم وسمتهم طريقا ومنهاجا ...
أما علاقته بالدعاة والقادة والعلماء فنموذج للتواضع وخفض الجناح ، ما قابل أحد إلا
ذل له وألان ، إذا تكلم تبسم ، ولا يرى مغضبا أو عابسا إلا إذا حدثته أو تحدث هو عن
هم من هموم المسلمين ...
على السجية تراه دائما ... لا يخادع ولا يخاتل ، لا يوري ولا يعرض ، ما يعتقده ينطق
به صريحا ، لا خفاء ولا التباس ... يصلح بين الدعاة ، ويسعى في وأد الفتنة بينهم ،
يحاول تجميع الصف ، وتوحيد الراية ، شعاره ( أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما
صلح به أولها ) .
دخلت بيته مرة ، فما رايت شيئا إلا الكتب ... إذا وضعت يدك لتتكيء فسيصدمك كتاب
وإن رفعت رأسك أو خفضته فلن تخطيء عينك الأرفف التي وضع عليها الكتب ...
أوذي وامتحن ، من الأقربين والأبعدين ، فصبر وثبت ، فعوضه الله خيرا مما كان ،
كيف لا ، فمن كان في الله تلفه كان على الله خلفه ...
نفسه مطمئنة ، كأنك ترى رجلا من أهل الجنة ، أو كأنك تقول وهل مثل هذا يعذبه الله ؟
نحسبه كذلك والله حسيبه ، ونسأل الله تعالى أن يجعله خيرا مما نظن ، وأن يعلي قدره
ويرفع ذكره ، ويحفظ شأنه ...
هذا بعض ما نعرفه من سيرة الشيخ ، ولم نلازمه طويلا ، ولكن خالطناه كثيرا ، وعاملناه
جما غفيرا ، وسبرنا معدنه فوجدناه معيار المعادن الأصيلة ، وحقيقة الجواهر النبيلة ، فكيف
لو سرد لكم الأقربون ما يعرفون من عاطر سيرته ، وجميل شمائله ومناقبه ... هذا ونسأل الله
تعالى أن يجعل في الشيخ توفيقه ومعونته ليكون جندا من جنده يعلي شأنا الإسلام
والمسلمين ... والله يتولى الصالحين ...
---------------------------------------------------------
من بنك معلومات جريدة العادل الاسلامية
---------------------------------
كم مرة ذكرت النار فى القرآن ذكرت كلمة النار فى القرآن الكريم 126مرة
كم مرة ذكرت الجنة فى القرآن ورد ذكر الجنة فى القرآن الكريم 66مرة
---------------------------------
الى هنا ينتهى هذا العدد بتوفيق وفضل الله تعالى من
جريدة العادل الاسلامية الالكترونية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته