مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى وزير التربية والتعليم


داودعلى
02-07-2011, 07:59 AM
عاطف عطيت الله محمد : رسالة إلى وزير التربية والتعليم (http://elbadil.net/%d8%b9%d8%a7%d8%b7%d9%81-%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa/)

elbadil (http://elbadil.net/author/elbadil/) | June 28, 2011 | التصنيف : صحافة المواطن (http://elbadil.net/category/%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b7%d9%86/) 1 (http://elbadil.net/%d8%b9%d8%a7%d8%b7%d9%81-%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa/#)Share



http://elbadil.net/wp-content/uploads/2011/05/atef-128x200.jpg
إلى متى سيظل اهتمامنا بالشكل الخارجى للأمور هو محور تحركاتنا وتوجهاتنا ، فنحن نستر جهلنا وتخلفنا تحت عباءة التجديد والتطوير ، ولا نتورع عن حجب تصدعات وتشققات مناهج عمل المؤسسات الحكومية ، فنطليها بألوان من الكذب والتهرب المعجونين بخليط من اللامبالاة ، وعدم المسئولية ، حتى لو كان ذلك سيضر الصالح العام معوقا ومكبلا مسيرة النهضة القومية .
فسياستنا تقوم على الشكل دون المضمون ، الأمر الذى يمنح الناظر من الخارج شعورا بالراحة ، وإحساسا بأن كل شىء يسير منتظما متسقا مع غيره من الأشياء ، راسما فى ذهنه صورة لمنظومة متكاملة خالية من التنافر ، وهنا ينجح تظاهرنا مع المظهر البراق ، لكن ما ينم عن معاداتنا البينة والظالمة للجوهر ، لن يتوارى كثيرا ، وسرعان ما يهتف فيه صارخا : احترس من الخداع .
والأمر بالنسبة للمصريين العقلاء ، والخبراء ، عن جد فى غاية الاختلاف ، ومعيار ذلك أن حتى البسطاء من المواطنين ، لا يعلقون اَمالهم على رابطات العنق الوزارية اللامعة ، ولا ينشرح صدرهم لسماع تصريحات ووعود ألفوا كثيرا عدم تنفيذها ، فالمواطن البسيط هو المراَة التى تعكس بنقاء حقيقة الوضع ، ولا نراه أبدا مهتما بصرح إدار ، أو خدمى تم إنشاءه ، أو تلميعه ، ولن يسأله أحد عن ذلك لأن السلوك المتبع ، والسياسات العقيمة والتعقيدات التى يعانى منها الجميع خير جواب ، كما أننا لا نرى أيضا من يخجل من أصحاب القرار ولو تكلفا ، لأية مشاهد مهزلية عهدناها كلنا ، وليكن منها مشهد أبى الهول ، أوالأهرامات ، أوربما مبنى عملاق فخم لخدمة المواطنين ، وعلى بعد أمتار يصرخ المواطنون ، متقاتلين فى سبيل الحصول على رغيف العيش أو إسطوانة الجاز !!.
ولأننا نبحث بجهد عن معالم لأساس نرتفع فوقه كما نشاء دون خوف أو رهبة ، ليتسنى لقامتنا الحصول على مكان يوازى قامات كثيرة أسست ونهضت وإن كانت لا تملك ما نملكه من قدرات وإمكانات ، نرجوا أن يكف التلاعب ، والاستخفاف بالعقول ، ولنواجه مرة ما يؤرقنا من إشكاليات ، وحاجات ، بلا هروب ، أو تعطيل ، أو تخطيط لمخارج وهمية 0
والمعلم الأول لهذا الأساس ، أو القاعدة المتينة التى ستتحملنا وتنهض بنا هو سؤالنا للسيد وزير التربية والتعليم على الخصوص ــ لكونه من الرجال المنوط بهم غرس نبت رجال الغد ــ عما إذا كان يريد تعليما حقيقيا حتى يرى المجتمع فى فترات من الوارد أن تكون محسوبة أجيالا مؤهلة لحمل الأمانة وراية النهوض ، أم يريد العمل فى نفس الأجواء الفاسدة التى لا تثمر غير الجهل ، واللاانتماء ، فضلا عن العديد من الأمراض النفسية والاجتماعية ؟ .
إذا كان رجلنا الأكبر هنا يريد محصولا مرضيا وكافيا من رجالات الغد ، متمتعا بنفس طيبة ، وروح نقية عليه أن يقدم دليله على اهتمامه بمن يساعدونه فى عملية الخلق ، ولأن القاعدة تقول فاقد الشىء لا يعطيه ، وجب عليه تأمل حال من يعملون بمخابر عمليات الإخراج ، وهم المعلمون ، السر الأعظم فى هذا القطاع .
ولا يخفى على أحد بما فيهم رجلنا الأكبر أن المدارس الاَن كمؤسسات تعليمية لا تخلو من الأحقاد ، ولم لا والمعلمون أنفسهم منقسمون ومفتتون ورغم عملهم فى حقل واحد إلا أن لكل منهم مسمى وقانون فى التعامل ، فهناك الطائفة المحظية التى تتمثل فى المعلمين الأصليين الذين لا يهتمون بشىء ولا يعبأون ، فمهما حدث من أمور قد تصل إلى حد التجاوز والإهمال لن يستطيع أحد تحريكهم قيد أنملة ، وهناك أيضا طائفة المعلمين المتعاقدين ، وهى طائفة لا ينظر إليها ولا إلى عقدها إلا حين يكون الأمر فى صالح الحكومة وأدلة ذلك كثيرة كإجبار المتعاقد على الحصول على شهادة الدبلوم العام فى التربية وشهادة إتقان علوم الحاسب الاَلى وشهادة ربما تكون الأخيرة خاصة برخصة مزاولة المهنة ، وكأن سنوات العمل فى مجال التدريس مهما كان مقدارها لا تكفى الوزارة ، ولا تقنعها بأن هؤلاء المعلمين ذوى خبرة ولا ينقصهم حمل ورقيات أخرى .
والسؤال الأكثر أهمية : إذا كان المتعاقد سيخوض امتحانات الحاسب الاَلى بامتياز ، فما فائدة هذا وهو لن يمارس العمل بالحاسب الاَلى بشكل يجعله فى حاجة للشهادة أصلا ، وخاصة أن معظم مدارسنا كما تفتقد إلى الحاسب الاَلى نفسه تفتقد أيضا أشياء أهم .
وإذا كان امتحان الكادر هو ما يؤهل المعلم لمزاولة المهنة بغض النظر عن تخصصه ومؤهلاته ، فمن المعقول ألا يرهق طالب العلم نفسه فى جمع الشهادات والحصول على المؤهلات ، فربما يصل فقط لأن يكون قارئا وكاتبا ، ولو بشهادة المرحلة الابتدائية ، ثم يجاهد أو يعتمد على الحظ ليحصل على الرخصة من الكادر ويصبح معلما على درجة عالية من الكفاءة المهنية ، تشهد بها أسئلة الكادر العشوائية وغير المقننة !.
ومن المضحك حتى البكاء أن المعلم الأصلى يخوض نفس الامتحان ، مما يجعل الأمر غير قاصر على المتعاقدين ، وفى نفس الوقت تصر الحكومة على تعطيل تعيين المتعاقد حتى يبرأ من الامتحان ، وليس سوى عدم النية فى التعيين هو ما يحرم المتعاقد من العمل وخوض الامتحانات مع المعلم الأصلى تحت مظلة واحدة ذات قوانين موحدة ، بغير حديث عن تكلفة وكيفية وفائدة الامتحان أصلا .
وأخيرا هناك الطائفة الحائرة ، وهم العاملون بالأجر ، الذين يتم تقديمهم كقرابين مع كل طقس سىء فى ذلك المناخ الضبابى العفن ، فيتم الاستغناء عنهم ، أو إهمالهم ماديا ومعنويا .
فإذا كان هذا هو حال الراعى ، فماذا نتوقع بالله عليكم أن يكون حال الرعية !؟ .
فشكرا للحكومة التى لا تستجيب لرسالة أو مطلب يغلفه السلام ، شكرا لها وهى تقوم بتعيين العاملين بعقود بدل المعار ، لتبحث فيما بعد عن مكان للسيد المعار ، ولا تنظر إلى من يملأون أماكنهم .
ونهاية .. ربما تعكس الرسالة شيئا من عدم الاهتمام ، وربما تلقى الضوء على الكثير من المشكلات ، والتخبطات ، فهل ستنظر سيدى الوزير إلى رسالة لا تحمل شيئا غير السلام ؟.