modym2020
04-07-2011, 11:56 PM
من خطف الثورة المصرية؟!
*سليم عزوز
الحديث لا يتوقف في مصر عن الخوف من أن تخطف الحركة الإسلامية الثورة ..
"ولئن يخطف الإسلاميون الثورة خير من أن يخطفها الأمريكان"!.
هذا ما نطق به لساني وأنا أرى الدكتور سعد الدين إبراهيم يغدو خماصاً وبطاناً، وينفر خفافاً وثقالاً بحثاً عن مكان له في الثورة، الذي بدا من الواضح أنها تجاوزته.
فانشغل بالهجوم علي الإسلاميين، في معرض حث واشنطن علي التدخل لكي تشمل الأنصار، بالعطف والرعاية، والتأكيد على أن مصالحها في خطر بما يستدعي الدعم!.
في بحر أسبوع واحد (تمطع) الدكتور سعد الدين إبراهيم، وأنتج تصريحين، نشرت الأول "المصري اليوم"، ونشرت التصريح الثاني "اليوم السابع"، يحذران من خطف التيار الديني للثورة.
في الأول ذكر أن "الإخوان والسلفيين أكبر خطر عليها والتسرع في الانتخابات البرلمانية يؤمم السلطة لصالحهم" ، والثاني حمل عنوان: " أخشى أن يخطف الإسلاميون الثورة المصرية".. والخطاب – كما يقولون – يُقرأ من عنوانه!.
تصريحات سعد الدين إبراهيم تأتي في سياق "المناحة المنصوبة" عبر وسائل الإعلام والتي تبدي خوفاً هائلاً من سيطرة الإسلاميين، والبعض يضع يده على قلبه ادعاء للخوف كلما رأى لحية طويلة، وجلباباً قصيراً.
وقد تم شن هجوم ضار على السلفيين أكلة لحوم البشر!!، وكانت الحملة لضراوتها سبباً في تحريضهم على أن ينحازوا للإخوان، ويخطبون ود المتصوفة، وفي أجواء عادية.
وبعيداً عن حالة الاستقطاب الحاصلة في المجتمع الآن بفضل الأداء الخائب للجالية الأمريكية بالقاهرة، فقد كنا سنستمتع الآن بشدة الخلاف بين الحركات الثلاث!.
منذ نجاح الثورة بإجبار مبارك على التنحي وأمريكا تسعى لركوبها، مستغلة في ذلك علاقة سابقة كانت تربط دوائر فيها بالمدعو وائل غنيم، وتقديمه على أنه مفجر الثورة.
ولم يكن هذا صحيحاً البتة، ولم تزعج هذه المحاولات لخطف الثورة "الجالية الأمريكية بالقاهرة"، لكن أزعجهم "مجرد الخشية" من أن يخطفها الإسلاميون!.
الأمريكان أعلنوا في تصريحات على لسان وزيرة خارجيتهم منذ الساعات الأولى لثورتنا المجيدة عن انحيازهم لنظام مبارك، كنز إسرائيل الاستراتيجي – على حد تعبير أحد القادة الإسرائيليين – في حين أن الإسلاميين شاركوا في هذه الثورة بدرجة أو بأخرى!.
لم يشارك السلفيون بطبيعة الحال كتيار، لكن هذا لم يمنع من مشاركتهم كأفراد، وما زلت أذكر هذا الشاب السلفي الذي أخبرني أنه طلب من شيخه الخروج في يوم "جمعة الغضب" فأذن له.
لكنه اشترط عليه أن يتعامل بأدب، وقد وُجهنا (بقلته) من قبل أمن النظام، ووجدتني أتبسم ضاحكاً في لحظات الكرب وأقول له: اشرب يا شيخ!.
وإذا كان يوم " جمعة الغضب" هو يوم كر وفر، فلم يتبين المرء الوجوه، فقد راعني في اليوم التالي، وجود العشرات من الأزهريين بزيهم المعروف في "ميدان التحرير".
وقد حمل الناس بعضهم على الأعناق، ورددوا هتافات وطنية جامعة، وهذا ما أزعج أهل الحكم فانطلق إعلامهم يعلن انه لا صحة لانضمام علماء من الأزهر للمتظاهرين، وقد ناقش الثوار القوم في ذلك وحرص أحدهم على أن يبرز بطاقة تفيد أنه "واعظ بالأزهر"!.
لقد راعني في الأيام الأولى وجود أعداد كبيرة من الملتحين "في الميدان" ومعهم نساء منتقبات، وسألت خبيراً في شؤون الجماعات عن هوية القوم، فقال إن كثيرين من عناصر الجماعة الإسلامية خرجوا على طوع قياداتهم وأصروا على المشاركة.
وإذا كان قرار مشاركة الإخوان قد جاء متأخراً ومتلعثماً، فلا نستطيع ان ننكر دور شبابهم في موقعة "الجمل"، الذين أبلوا بلاء حسناً بجانب غيرهم، وتمكنوا من طرد الغزاة يجرون خلفهم أذيال الهزيمة..
تتملكني حالة من الفخر الشخصي لأن بلدياتي "محمد الزير"، غير المصنف سياسياً، كان أول من جرأ الثوار على التعامل مع الموقف في يوم زاغت فيه الأبصار.. يقولون: القرعة تتباهى بشعر ابنة أختها!.
وإذا كان هذا الدخول المفاجئ للخيل والبغال والحمير قد أربك خطاب السياسيين المحترفين فأعلنوا بعد رفض عن قبولهم للمشاركة في الحوار الذي دعا إليه عمر سليمان.
فإن خطاب الدكتور محمد سليم العوا الصامد عبر قناة "الجزيرة" ومن قلب الميدان كان يمثل شموخ الثورة وصمودها، وصدرت فتوى الشيخ يوسف القرضاوي بأن الذهاب إلى التحرير في هذا اليوم لمناصرة الثوار فيه هو "فرض عين" على كل قادر عليه، فجاءت الحشود من كل فج عميق.
وفي هذه اللحظة كان سعد الدين إبراهيم خارج الوطن بعد أن كانت آخر أعماله الوطنية في القاهرة هي التوقيع علي بيان يناشد جمال مبارك الترشح لرئاسة الجمهورية خلفاً للوالد.
وهو ما علقت عليه في حينه بمقال نشرته "الراية" حمل عنوان: "سعد الدين إبراهيم الذي يرى حسناً ما ليس بالحسن".
لا بأس تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله على من يريدون خطف الثورة: امريكان أو أتباع الامريكان..
موافق؟!
سليم عزوز
*كاتب وصحفي مصري
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=480933
*سليم عزوز
الحديث لا يتوقف في مصر عن الخوف من أن تخطف الحركة الإسلامية الثورة ..
"ولئن يخطف الإسلاميون الثورة خير من أن يخطفها الأمريكان"!.
هذا ما نطق به لساني وأنا أرى الدكتور سعد الدين إبراهيم يغدو خماصاً وبطاناً، وينفر خفافاً وثقالاً بحثاً عن مكان له في الثورة، الذي بدا من الواضح أنها تجاوزته.
فانشغل بالهجوم علي الإسلاميين، في معرض حث واشنطن علي التدخل لكي تشمل الأنصار، بالعطف والرعاية، والتأكيد على أن مصالحها في خطر بما يستدعي الدعم!.
في بحر أسبوع واحد (تمطع) الدكتور سعد الدين إبراهيم، وأنتج تصريحين، نشرت الأول "المصري اليوم"، ونشرت التصريح الثاني "اليوم السابع"، يحذران من خطف التيار الديني للثورة.
في الأول ذكر أن "الإخوان والسلفيين أكبر خطر عليها والتسرع في الانتخابات البرلمانية يؤمم السلطة لصالحهم" ، والثاني حمل عنوان: " أخشى أن يخطف الإسلاميون الثورة المصرية".. والخطاب – كما يقولون – يُقرأ من عنوانه!.
تصريحات سعد الدين إبراهيم تأتي في سياق "المناحة المنصوبة" عبر وسائل الإعلام والتي تبدي خوفاً هائلاً من سيطرة الإسلاميين، والبعض يضع يده على قلبه ادعاء للخوف كلما رأى لحية طويلة، وجلباباً قصيراً.
وقد تم شن هجوم ضار على السلفيين أكلة لحوم البشر!!، وكانت الحملة لضراوتها سبباً في تحريضهم على أن ينحازوا للإخوان، ويخطبون ود المتصوفة، وفي أجواء عادية.
وبعيداً عن حالة الاستقطاب الحاصلة في المجتمع الآن بفضل الأداء الخائب للجالية الأمريكية بالقاهرة، فقد كنا سنستمتع الآن بشدة الخلاف بين الحركات الثلاث!.
منذ نجاح الثورة بإجبار مبارك على التنحي وأمريكا تسعى لركوبها، مستغلة في ذلك علاقة سابقة كانت تربط دوائر فيها بالمدعو وائل غنيم، وتقديمه على أنه مفجر الثورة.
ولم يكن هذا صحيحاً البتة، ولم تزعج هذه المحاولات لخطف الثورة "الجالية الأمريكية بالقاهرة"، لكن أزعجهم "مجرد الخشية" من أن يخطفها الإسلاميون!.
الأمريكان أعلنوا في تصريحات على لسان وزيرة خارجيتهم منذ الساعات الأولى لثورتنا المجيدة عن انحيازهم لنظام مبارك، كنز إسرائيل الاستراتيجي – على حد تعبير أحد القادة الإسرائيليين – في حين أن الإسلاميين شاركوا في هذه الثورة بدرجة أو بأخرى!.
لم يشارك السلفيون بطبيعة الحال كتيار، لكن هذا لم يمنع من مشاركتهم كأفراد، وما زلت أذكر هذا الشاب السلفي الذي أخبرني أنه طلب من شيخه الخروج في يوم "جمعة الغضب" فأذن له.
لكنه اشترط عليه أن يتعامل بأدب، وقد وُجهنا (بقلته) من قبل أمن النظام، ووجدتني أتبسم ضاحكاً في لحظات الكرب وأقول له: اشرب يا شيخ!.
وإذا كان يوم " جمعة الغضب" هو يوم كر وفر، فلم يتبين المرء الوجوه، فقد راعني في اليوم التالي، وجود العشرات من الأزهريين بزيهم المعروف في "ميدان التحرير".
وقد حمل الناس بعضهم على الأعناق، ورددوا هتافات وطنية جامعة، وهذا ما أزعج أهل الحكم فانطلق إعلامهم يعلن انه لا صحة لانضمام علماء من الأزهر للمتظاهرين، وقد ناقش الثوار القوم في ذلك وحرص أحدهم على أن يبرز بطاقة تفيد أنه "واعظ بالأزهر"!.
لقد راعني في الأيام الأولى وجود أعداد كبيرة من الملتحين "في الميدان" ومعهم نساء منتقبات، وسألت خبيراً في شؤون الجماعات عن هوية القوم، فقال إن كثيرين من عناصر الجماعة الإسلامية خرجوا على طوع قياداتهم وأصروا على المشاركة.
وإذا كان قرار مشاركة الإخوان قد جاء متأخراً ومتلعثماً، فلا نستطيع ان ننكر دور شبابهم في موقعة "الجمل"، الذين أبلوا بلاء حسناً بجانب غيرهم، وتمكنوا من طرد الغزاة يجرون خلفهم أذيال الهزيمة..
تتملكني حالة من الفخر الشخصي لأن بلدياتي "محمد الزير"، غير المصنف سياسياً، كان أول من جرأ الثوار على التعامل مع الموقف في يوم زاغت فيه الأبصار.. يقولون: القرعة تتباهى بشعر ابنة أختها!.
وإذا كان هذا الدخول المفاجئ للخيل والبغال والحمير قد أربك خطاب السياسيين المحترفين فأعلنوا بعد رفض عن قبولهم للمشاركة في الحوار الذي دعا إليه عمر سليمان.
فإن خطاب الدكتور محمد سليم العوا الصامد عبر قناة "الجزيرة" ومن قلب الميدان كان يمثل شموخ الثورة وصمودها، وصدرت فتوى الشيخ يوسف القرضاوي بأن الذهاب إلى التحرير في هذا اليوم لمناصرة الثوار فيه هو "فرض عين" على كل قادر عليه، فجاءت الحشود من كل فج عميق.
وفي هذه اللحظة كان سعد الدين إبراهيم خارج الوطن بعد أن كانت آخر أعماله الوطنية في القاهرة هي التوقيع علي بيان يناشد جمال مبارك الترشح لرئاسة الجمهورية خلفاً للوالد.
وهو ما علقت عليه في حينه بمقال نشرته "الراية" حمل عنوان: "سعد الدين إبراهيم الذي يرى حسناً ما ليس بالحسن".
لا بأس تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله على من يريدون خطف الثورة: امريكان أو أتباع الامريكان..
موافق؟!
سليم عزوز
*كاتب وصحفي مصري
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=480933