النسر الخارق للطبيعة
13-07-2011, 11:25 AM
أحبتى فى الله بمناسبة اقتراب شهر رمضان أنقل اليكم هذه الكلمات الرقراقة من كتاب أسرار المحبين فى رمضان للشيخ محمد حسين يعقوب وأسأل الله أن ينفعنا وينفعكم به وأن يبلغنا رمضان
http://www.m5zn.com/uploads/2011/7/13/photo/071311030724cha59xnim3.png
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
المحمود هو الله جل جلاله، والمصلى والمسلم عليه محمد وآله.
أحبتي في الله ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُشهد الله أني أحبكم في الله إخوتي المؤمنون الموحدون. (أسال الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)
أحبتي في الله ،،،
مبارك عليكم الشهر وهذه المرة الثالثة، كل عام وأنتم بخير. (أسال الله جل جلاله أن يجعل هذا الشهر أبرك شهر مرَّ في حياتك، اللهم اجعله عونًا لنا على طاعتك، اللهم اجعله تثبيتًا لنا على الإيمان ورفعة لنا في الدرجات، اللهم اعتق رقابنا من النار - ولا تنسوا أن تسألوني عن العتق من النار وركز الآن بقلبك في الدعاء- اللهم إنه لك في كل ليلة.. اللهم إنه لك في كل ليلة وعد حقٍ أخبرنا عنه النبي محمد، اللهم إنا نسألك بأنا نشهد بصدق نبيك وبحق وعده أن لك في كل ليلة عتقاء من النار، فاللهم فاجعلنا في هذه الليلة من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقاء هذه الليلة ومن المرحومين)
أحبتي في الله ،،،
وأنا أحبكم في الله، مازال سؤال الحلقة الماضية قائمًا:
كيف أعرف أن الله يُحبني؟.. وكيف أعرف أن الله يكرهني؟
- قد يقول أحدكم: ليس الأمر بهذه الصعوبة فأنا أعرف أن الله يحبني..!
- وأقول لك: كيف عرفت أن الله يحبك؟
- تقول: هكذا، أنا أعرف فقط.
- نقول لك: إذن ساعدنا لوجه الله وأخبرنا كيف عرفت؟
- تقول: أنا لا أطلب من الله شيء إلا وأعطاه لي، فهذا يعني أنه يُحبني.
- وأنا أقول لك: كلا، هذا لا يعني أن الله يُحبك..
- فتتساءل متعجبًا: كيف لا يكون يحبني ..؟!!، إن كان الله لا يحبني .. هل كان سيُعطني؟!!
- وأقول لك: نعم.. لأن الله يعطي لمن لا يحبه.
- تقول: كيف؟
- أجيبك: هذه حقيقة، وقبل أن أفصِّلها لك دعني أقول لك شيئًا.. هل تعرف إبليس.. الشيطان الرجيم؟
- فتقول: نعم.
- أقول لك: هل الله يُحب إبليس أم يكرهه؟
- فتجيب واثقًا: يكرهه طبعًا.
- فأقول لك: ورغم ذلك.. إبليس طلب طلبًا والله أعطى له {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15)} الأعراف، فهل هذا يعني أن الله يحبه؟
- تقول: لا ..
- فأقول لك: إذن ليس شرط أنه أعطاك.. أنه يُحبك، أو كلما طلبت منه يُعطيك.. فهذا ليس شرطًا للمحبة أبدًا.
- فتقول: فما هو الشرط يا عم الشيخ؟
- سأوضح لك.. يقول ابن القيم في مقدمة كتاب (مدارج السالكين في شرح إياك نعبد وإياك نستعين) في باب الاستعانة: "وإياك أن تظن أن استجابة الله لدعائك لكرامتك على الله، بل قد يستجيب الله دعاء العبد لهوانه عليه وسقوطه من عينه، فيعطيه ليطرده عن بابه"، فإذن موضوع الحب يرتكز على.. هل هو أعطاك لكي يقربك أم يطردك؟
- فتقول: ماذا يعني أن يعطيني ليطردني؟
- أقول لك: فإذا كان هناك شخص له دعوة واحدة. يدعو بها ليل نهار.. يقول: "يا رب أعطني مليون جنيه.. مليون جنيه يا رب ولن أسألك غيره"، وكان الله غضبان على هذا الشخص، فيعطيه الله ما يريده حتى لا يسمع صوته بعدها، ولا يراه في بيت من بيوت الله.
فإذا أعطاه الله المليون جنيه وقام هذا الشخص بعمل شركة، وانشغل بأمواله وأعماله، فلم يعد يصلي ولا يذكر الله. وإذا سألته عن حاله يجيبك بلسان المستغني عن الله: "أنا لا أريد من الله شيئًا"... فهل هذا غضب أم رضا؟!!
وأضرب لك مثلاً آخر: رجل يريد أن يتزوج امرأة.. فيظل يدعو "يا رب زوجني هذه.. يا رب زوجني هذه"، فيُزوجها الله له فينشغل بها ويعشقها ويحبها وينسى ربنا. أو آخر يدعو ويقول ليرزقه الله عمل ما فيدعو "يا رب أجعلني أعمل في هذا العمل".. فيستجيب له الله، ثم ينسى الله وينشغل بعمله. وآخر يطلب الشفاء من الله بشدة وعندما يشفيه الله ويرفع عنه البلاء.. فيفجر بعد ذلك ويطغى، وبالتالي ليس معنى أنه أعطاك أو استجاب دعائك أنه يحبك.
- فتقول: هل معنى هذا "إذا أعطاني الله فهو يكرهني"؟
- لا.. لم أقل هذا، بل قلت: لو أعطاك ما يُبعدك عنه ويشغلك عنه، فهذا يعني أنه يكرهك ولا يريدك، وإن أعطاك ما يقربك منه ويجعلك بين يديه ويزيدك إيمان فهذا يعني أنه يحبك.
فافهم.. فهذا هو مقياس العطاء والمنع: هل أعطاك (أو منعك) ليقربك أم ليبعدك؟؟
فلو أن شخص مرض، قد يكون هذا المرض.. عطاء وليس منع.
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري:
يا سفيان عُدَّ منع الله عطاءً، فإنه لم يمنعك بخلاً ولكن منعك لطفًا.
هل فهمت أم أترجم؟
واعلم هذه أيضًا.. حينما أقول "أترجم" أقصد بها "أشرح"، فهل تريد أن أترجم؟
تقول: نعم.
حسنًا ولكن قبل ذلك .. كم تدفع؟
الدفع: يكون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالشيكات المقبولة لدينا فقط هي الصلاة على النبي (صلِّ عليه)، ومن لم يصلي على النبي لا يحل له أن يسمعني؛ فكل شيء له ثمن.
"عُدَّ منع الله عطاء".. فمثلاً دعوت الله بأن يرزقني ولد، (اللهم اجبر خاطر كل محروم، اللهم في ليالي رمضان المباركة ارزق كل مسلم ذرية ترضى بها عنه)
مثلاً من الأسئلة التي جاءتني لي.. هناك من تقول: أنا أتمنى أن أتزوج ولم يتقدم لي أي شخص، وأصبح عمري خمسة وثلاثون سنة، ماذا أفعل؟ فهل ما أطلبه من الله حرام؟ انني اطلب زوج .. شيء حلال.. لكن الله لم يعطيني، لهذه نقول: "عُدَّ منع الله عطاء"، فمن لم يعطه الله ولد، ومن لم يعطها الله زوج، ومن لم يعطه الله صحة، ومن لم يعطه الله مال، فكل من لم يعطه الله.. فهذا عطاء.. عُدَّ هذا المنع عطاء.
- قد تسأل: كيف ذلك؟
- أقول لك: هل أنت توقن معي أن الله كريم أم لا؟
- فتجيب: نعم.. كريم.
- إذن أنت توقن أن الله كريم، فأسألك الآن: إذا أراد الله أن يعطي أحد طلبه (أولاد.. مال كثير..) فكم يأخذ الله وقت لتجهيز ذلك؟.. لن يأخذ ذلك وقتًا؛ {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يس_أية:82، فبمجرد أن يقول الله كن يرزق هذا بالأولاد.. وتلك بالزوج.. والثالث بالمال الكثير.. فقط بقوله "كن".
- فتسأل: ولكن لماذا الله لم يعطه؟!
- وأجيبك: أن هذا لطف..
- فتسأل: وما معنى أن هذا لطف؟
- قال العلماء: اللطف نوعان لطف ظاهر ولطف باطن:
· اللطف الظاهر: مثلاً أن تكون في الطريق مع ابنك وزوجتك وانشغلت مع زوجتك عن ابنك فكادت سيارة أن تدهس ابنك، لكنك استطعت أن تنقذ ابنك قبل أن تدهسه سيارة.. فهذا لطف ظاهر.
· أما اللطف الباطن: فإنك لا تدركه.. فمثلاً أنك لا تأخذ أولادك معك من البداية لأي سبب. فاللطف الباطن أنت لا تعرف كنهه ولا تتوصل إلى الحكمة فيه.
- فمثلاً أحد الإخوة أكرمه الله بمرض السكر. (اللهم عافِ كل مبتلى واشفِ كل مريض)
- وقد تستغرب من قولي وتقول: أكرمه الله بمرض السكر يا عم الشيخ!! مرض السكر بلاء!!
- وأجيبك: نعم أكرمه، فالناس في البلاء ثلاث مراتب الصبر والرضا والشكر، فإذا ابتلي أحد بمرض السكر أو أي مرض الواجب عليه الصبر.
1- والصبر: يعني حبس القلب عن التسخط وحبس اللسان عن الشكوى وهو فرض.
2- والدرجة الثانية: الرضا.. أن يكون راضٍ.
3- أما ما هو أعلى منها هو الشكر.. أن يشكر الله على هذا البلاء.
فهذا الأخ حينما ابتُلي بمرض السكر، قال لي: أن أعظم نعم الله علي هو مرض السكر.
فسألته: لماذا؟
فأجاب: لأنني عندما ابتليت بمرض السكر، أضطر كل ساعة في الليل أدخل إلى الحمام، ومع كل دخول للحمام أتوضأ وأصلي ركعتين وأعود مرة أخرى للنوم.
وسألته: هل تستطيع النوم بعد الوضوء والصلاة كل ساعة؟
فأجاب: أكيد فلقد تعودت.
سبحان الله..! أصبح البلاء عنده نعمة، هذه هي.. "عُدَّ منع الله عطاء"، فإنه لم يمنعك بخلاً، ولكنه منعك لطفًا.
يقول ابن الجوزي:
"عبد الله إذا رأيت سربال النعمة يتقلص عنك، فحسِّن ظنك في المُنعم، فإنما رفعه عنك لكي لا تتعثر"
- قد تقول: لا أستطيع أن أفهم ذلك.
- سوف أترجم لك ماذا يعني هذا الكلام، ولكن ادفع أولاً.. (صلِ على الرسول صلى الله عليه وسلم).
"إذا رأيت سربال النعمة يتقلص عنك".. فمثلاً وجدت ثوب النعم يقصر مرة بعد مرة.. فتسأل نفسك: لماذا الله يأخذ منى النعم؟
والإجابة: لأن الله يخاف عليك أن تتعثر من ثوب النعم حتى تستطيع أن تمشى مستقيم في الدنيا.. الله كريم.. هذا ظنك بالله.. وحسن الظن بالله.
الشاهد يا أخوة.. أننا نريد تحديدًا.. الإجابة على سؤال:
هل الله يحبني أم يكرهني؟
http://www.m5zn.com/uploads/2011/7/13/photo/071311030724cha59xnim3.png
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
المحمود هو الله جل جلاله، والمصلى والمسلم عليه محمد وآله.
أحبتي في الله ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أُشهد الله أني أحبكم في الله إخوتي المؤمنون الموحدون. (أسال الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)
أحبتي في الله ،،،
مبارك عليكم الشهر وهذه المرة الثالثة، كل عام وأنتم بخير. (أسال الله جل جلاله أن يجعل هذا الشهر أبرك شهر مرَّ في حياتك، اللهم اجعله عونًا لنا على طاعتك، اللهم اجعله تثبيتًا لنا على الإيمان ورفعة لنا في الدرجات، اللهم اعتق رقابنا من النار - ولا تنسوا أن تسألوني عن العتق من النار وركز الآن بقلبك في الدعاء- اللهم إنه لك في كل ليلة.. اللهم إنه لك في كل ليلة وعد حقٍ أخبرنا عنه النبي محمد، اللهم إنا نسألك بأنا نشهد بصدق نبيك وبحق وعده أن لك في كل ليلة عتقاء من النار، فاللهم فاجعلنا في هذه الليلة من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين، اللهم اجعلنا من عتقاء هذه الليلة ومن المرحومين)
أحبتي في الله ،،،
وأنا أحبكم في الله، مازال سؤال الحلقة الماضية قائمًا:
كيف أعرف أن الله يُحبني؟.. وكيف أعرف أن الله يكرهني؟
- قد يقول أحدكم: ليس الأمر بهذه الصعوبة فأنا أعرف أن الله يحبني..!
- وأقول لك: كيف عرفت أن الله يحبك؟
- تقول: هكذا، أنا أعرف فقط.
- نقول لك: إذن ساعدنا لوجه الله وأخبرنا كيف عرفت؟
- تقول: أنا لا أطلب من الله شيء إلا وأعطاه لي، فهذا يعني أنه يُحبني.
- وأنا أقول لك: كلا، هذا لا يعني أن الله يُحبك..
- فتتساءل متعجبًا: كيف لا يكون يحبني ..؟!!، إن كان الله لا يحبني .. هل كان سيُعطني؟!!
- وأقول لك: نعم.. لأن الله يعطي لمن لا يحبه.
- تقول: كيف؟
- أجيبك: هذه حقيقة، وقبل أن أفصِّلها لك دعني أقول لك شيئًا.. هل تعرف إبليس.. الشيطان الرجيم؟
- فتقول: نعم.
- أقول لك: هل الله يُحب إبليس أم يكرهه؟
- فتجيب واثقًا: يكرهه طبعًا.
- فأقول لك: ورغم ذلك.. إبليس طلب طلبًا والله أعطى له {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15)} الأعراف، فهل هذا يعني أن الله يحبه؟
- تقول: لا ..
- فأقول لك: إذن ليس شرط أنه أعطاك.. أنه يُحبك، أو كلما طلبت منه يُعطيك.. فهذا ليس شرطًا للمحبة أبدًا.
- فتقول: فما هو الشرط يا عم الشيخ؟
- سأوضح لك.. يقول ابن القيم في مقدمة كتاب (مدارج السالكين في شرح إياك نعبد وإياك نستعين) في باب الاستعانة: "وإياك أن تظن أن استجابة الله لدعائك لكرامتك على الله، بل قد يستجيب الله دعاء العبد لهوانه عليه وسقوطه من عينه، فيعطيه ليطرده عن بابه"، فإذن موضوع الحب يرتكز على.. هل هو أعطاك لكي يقربك أم يطردك؟
- فتقول: ماذا يعني أن يعطيني ليطردني؟
- أقول لك: فإذا كان هناك شخص له دعوة واحدة. يدعو بها ليل نهار.. يقول: "يا رب أعطني مليون جنيه.. مليون جنيه يا رب ولن أسألك غيره"، وكان الله غضبان على هذا الشخص، فيعطيه الله ما يريده حتى لا يسمع صوته بعدها، ولا يراه في بيت من بيوت الله.
فإذا أعطاه الله المليون جنيه وقام هذا الشخص بعمل شركة، وانشغل بأمواله وأعماله، فلم يعد يصلي ولا يذكر الله. وإذا سألته عن حاله يجيبك بلسان المستغني عن الله: "أنا لا أريد من الله شيئًا"... فهل هذا غضب أم رضا؟!!
وأضرب لك مثلاً آخر: رجل يريد أن يتزوج امرأة.. فيظل يدعو "يا رب زوجني هذه.. يا رب زوجني هذه"، فيُزوجها الله له فينشغل بها ويعشقها ويحبها وينسى ربنا. أو آخر يدعو ويقول ليرزقه الله عمل ما فيدعو "يا رب أجعلني أعمل في هذا العمل".. فيستجيب له الله، ثم ينسى الله وينشغل بعمله. وآخر يطلب الشفاء من الله بشدة وعندما يشفيه الله ويرفع عنه البلاء.. فيفجر بعد ذلك ويطغى، وبالتالي ليس معنى أنه أعطاك أو استجاب دعائك أنه يحبك.
- فتقول: هل معنى هذا "إذا أعطاني الله فهو يكرهني"؟
- لا.. لم أقل هذا، بل قلت: لو أعطاك ما يُبعدك عنه ويشغلك عنه، فهذا يعني أنه يكرهك ولا يريدك، وإن أعطاك ما يقربك منه ويجعلك بين يديه ويزيدك إيمان فهذا يعني أنه يحبك.
فافهم.. فهذا هو مقياس العطاء والمنع: هل أعطاك (أو منعك) ليقربك أم ليبعدك؟؟
فلو أن شخص مرض، قد يكون هذا المرض.. عطاء وليس منع.
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري:
يا سفيان عُدَّ منع الله عطاءً، فإنه لم يمنعك بخلاً ولكن منعك لطفًا.
هل فهمت أم أترجم؟
واعلم هذه أيضًا.. حينما أقول "أترجم" أقصد بها "أشرح"، فهل تريد أن أترجم؟
تقول: نعم.
حسنًا ولكن قبل ذلك .. كم تدفع؟
الدفع: يكون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالشيكات المقبولة لدينا فقط هي الصلاة على النبي (صلِّ عليه)، ومن لم يصلي على النبي لا يحل له أن يسمعني؛ فكل شيء له ثمن.
"عُدَّ منع الله عطاء".. فمثلاً دعوت الله بأن يرزقني ولد، (اللهم اجبر خاطر كل محروم، اللهم في ليالي رمضان المباركة ارزق كل مسلم ذرية ترضى بها عنه)
مثلاً من الأسئلة التي جاءتني لي.. هناك من تقول: أنا أتمنى أن أتزوج ولم يتقدم لي أي شخص، وأصبح عمري خمسة وثلاثون سنة، ماذا أفعل؟ فهل ما أطلبه من الله حرام؟ انني اطلب زوج .. شيء حلال.. لكن الله لم يعطيني، لهذه نقول: "عُدَّ منع الله عطاء"، فمن لم يعطه الله ولد، ومن لم يعطها الله زوج، ومن لم يعطه الله صحة، ومن لم يعطه الله مال، فكل من لم يعطه الله.. فهذا عطاء.. عُدَّ هذا المنع عطاء.
- قد تسأل: كيف ذلك؟
- أقول لك: هل أنت توقن معي أن الله كريم أم لا؟
- فتجيب: نعم.. كريم.
- إذن أنت توقن أن الله كريم، فأسألك الآن: إذا أراد الله أن يعطي أحد طلبه (أولاد.. مال كثير..) فكم يأخذ الله وقت لتجهيز ذلك؟.. لن يأخذ ذلك وقتًا؛ {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يس_أية:82، فبمجرد أن يقول الله كن يرزق هذا بالأولاد.. وتلك بالزوج.. والثالث بالمال الكثير.. فقط بقوله "كن".
- فتسأل: ولكن لماذا الله لم يعطه؟!
- وأجيبك: أن هذا لطف..
- فتسأل: وما معنى أن هذا لطف؟
- قال العلماء: اللطف نوعان لطف ظاهر ولطف باطن:
· اللطف الظاهر: مثلاً أن تكون في الطريق مع ابنك وزوجتك وانشغلت مع زوجتك عن ابنك فكادت سيارة أن تدهس ابنك، لكنك استطعت أن تنقذ ابنك قبل أن تدهسه سيارة.. فهذا لطف ظاهر.
· أما اللطف الباطن: فإنك لا تدركه.. فمثلاً أنك لا تأخذ أولادك معك من البداية لأي سبب. فاللطف الباطن أنت لا تعرف كنهه ولا تتوصل إلى الحكمة فيه.
- فمثلاً أحد الإخوة أكرمه الله بمرض السكر. (اللهم عافِ كل مبتلى واشفِ كل مريض)
- وقد تستغرب من قولي وتقول: أكرمه الله بمرض السكر يا عم الشيخ!! مرض السكر بلاء!!
- وأجيبك: نعم أكرمه، فالناس في البلاء ثلاث مراتب الصبر والرضا والشكر، فإذا ابتلي أحد بمرض السكر أو أي مرض الواجب عليه الصبر.
1- والصبر: يعني حبس القلب عن التسخط وحبس اللسان عن الشكوى وهو فرض.
2- والدرجة الثانية: الرضا.. أن يكون راضٍ.
3- أما ما هو أعلى منها هو الشكر.. أن يشكر الله على هذا البلاء.
فهذا الأخ حينما ابتُلي بمرض السكر، قال لي: أن أعظم نعم الله علي هو مرض السكر.
فسألته: لماذا؟
فأجاب: لأنني عندما ابتليت بمرض السكر، أضطر كل ساعة في الليل أدخل إلى الحمام، ومع كل دخول للحمام أتوضأ وأصلي ركعتين وأعود مرة أخرى للنوم.
وسألته: هل تستطيع النوم بعد الوضوء والصلاة كل ساعة؟
فأجاب: أكيد فلقد تعودت.
سبحان الله..! أصبح البلاء عنده نعمة، هذه هي.. "عُدَّ منع الله عطاء"، فإنه لم يمنعك بخلاً، ولكنه منعك لطفًا.
يقول ابن الجوزي:
"عبد الله إذا رأيت سربال النعمة يتقلص عنك، فحسِّن ظنك في المُنعم، فإنما رفعه عنك لكي لا تتعثر"
- قد تقول: لا أستطيع أن أفهم ذلك.
- سوف أترجم لك ماذا يعني هذا الكلام، ولكن ادفع أولاً.. (صلِ على الرسول صلى الله عليه وسلم).
"إذا رأيت سربال النعمة يتقلص عنك".. فمثلاً وجدت ثوب النعم يقصر مرة بعد مرة.. فتسأل نفسك: لماذا الله يأخذ منى النعم؟
والإجابة: لأن الله يخاف عليك أن تتعثر من ثوب النعم حتى تستطيع أن تمشى مستقيم في الدنيا.. الله كريم.. هذا ظنك بالله.. وحسن الظن بالله.
الشاهد يا أخوة.. أننا نريد تحديدًا.. الإجابة على سؤال:
هل الله يحبني أم يكرهني؟